تركي الدخيلسفير خادم الحرمين الشريفين في دولة الإمارات العربية المتحدة
الأربعاء ٠٩ مارس ٢٠١٦
زخر تاريخنا الفكري المعاصر بأسماء لامعة ومؤثرة، وضعت لها موطئ قدمٍ في التداول الفكري، عالمياً، وليس عربياً فقط! عبد الله العروي، محمد أركون، محمد الجابري، وجورج طرابيشي، من الصعب أن يخرج قارئ من كتبهم كما دخل. إنهم يحدثون خسوفاً وزلازل في القناعات والأفكار المتداولة الموروثة من دون فحص أو تمحيص. إنهم يوقفون الإجازة المفتوحة التي نمنحها لعقولنا، ويعيدون تفعيل الأسئلة المشروعة في أذهاننا. رحلاتهم مع العلم والتعلم هي نبراس للطلبة والطالبات، إصرار وجد، وصبر وجلد على الفهم والتعلم. قبل أيام كتب الدكتور طرابيشي مقالةً مؤثرة بعنوان: «ست محطات في حياتي»، تنقّل بالقارئ فيها بين القوة والضعف، الصلابة والتهشّم، المنشط والمكره. روعة الكتابة تلك، أنها تكشف جانباً من شخصية مفكّر قدير، لا شك أنه أحد أهم المفكّرين المعاصرين والأحياء اليوم. بها تحدّث عن التحوّلات في تديّنه، ومن ثمّ التوجه البعثي، والدخول إلى السجن، وصولاً إلى اهتمامه بدراسات فرويد، والتي أثّرت فيه كثيراً. يروي قصة الدخول إلى عالم فرويد: «قصتي مع فرويد…
الأربعاء ٠٩ مارس ٢٠١٦
أسباب النجاح والتفوق في أي مجال يشترط الشعور بالمسؤولية، وممارستها حقيقة، لأن من خلالها تنطلق الأدوار الرئيسة في حياة كل منّا. دور أسري، واجتماعي، واقتصادي، ومهني، وشخصي ذاتي، كل هذه الأدوار مطالبون جميعاً كأفراد بالقيام بها، لبناء أنفسنا وبيئتنا الصغيرة والكبيرة، ومهمة جداً في بناء مجتمع واعٍ ومسؤول يتخطى الصعاب ليكون له حضوره، ودور في توفير حياة رغيدة له، وليكون أيضاً له بصمة وحضور أمام المجتمعات الأخرى. ثقافة المسؤولية تكاد تكون ضعيفة أو هشة في مجتمعنا، وهذا يجعلنا نسأل هل نحن كأفراد نمتلك حس المسؤولية؟ وهل هي متفاوتة أم سمة غالبة في المجتمع؟ للأسف نحن نفتقد إلى الشعور بالمسؤولية، وكأننا نعيش في غابة، إذ إن الكل يبحث عن مصلحته وظروفه، من دون مراعاة المسؤوليات والأدوار المطلوبة منه، وإن عملنا شيئاً اعتقدنا أننا صنعنا معجزة «ما»، والحقيقة أن هذا الدور هو المطلوب من الأفراد القيام به من دون منّة أو جزاء. نلاحظ أن الشعور بالمسؤولية يتأزم يوماً بعد يوم، وللأسف عندما…
الأربعاء ٠٩ مارس ٢٠١٦
ثقافات الشعوب تعكسها عناوين الصحف. فالإعلام قد يكون مرآة المجتمع وربما يصبح وسيلة لتهميش المجتمع. ولرؤية واقع الاختلاف والتأثير حاول أن تقارن بين عناوين الصحف الأجنبية والعربية وسترى أن النتائج تثبت أننا شعوب أمامها مسافة طويلة لتحقيق تطور نوعي في الفكر المجتمعي، وأننا نفكر بصوت الواحد بينما في الدول المتقدمة يحاربون من أجل أن يسمعوا صوت الآخر. ومن متابعتي لبعض الصحف الغربية في الأيام السابقة، وجدت أن صحيفة خصصت صفحتها الأولى عن موضوع علمي لعلاج الجنين المريض وإبقائه في بطن الأم حتى يستخدموه في الخلايا الجذعية، بينما كانت هناك صحيفة تتحدث عن اكتشاف لفريق علمي في إيجاد علاج للسرطان، وتتنوع المواضيع فخبر طرح لوحة مهمة في مزاد يأخذ مكانه في العناوين الرئيسة في الصفحة الأولى أو كتاب مثير للجدل. القضية هنا اهتمامات الناس وتنوعها. الإعلام هناك ينزل للناس ولكن يصعد بهم إلى مرحلة أعلى، يثقف ويناقش ويسمح بالاختلاف، والمحاسبة هنا قوية ليست من السلطة السياسية، بل من الجمهور الذي يقاطع…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ٠٩ مارس ٢٠١٦
بات واضحاً للجميع الآن أن منصب (أمين عام جامعة الدول العربية) هو أكثر أهمية ولمعاناً من جامعة الدول العربية نفسها. كيف يكون ذلك؟! عندما تفقد المؤسسة، أيّة مؤسسة مرموقة (سابقاً)، دورها وهيبتها ونفوذها فإن الذي يبقى لها هو صيتها الماضي الذي يصبح مكسباً فقط لرئيس المؤسسة، الذي سيظل يحمل في لقبه وهج الماضي حتى من دون أي تأثير في الحاضر! واجهت الجامعة العربية خلال الأيام القليلة الماضية موقفين اثنين يمكن من خلالهما تأكيد ما سبقت الإشارة إليه: الخبر الأول: إعلان السيد نبيل العربي تنحّيه عن منصب الأمين العام للجامعة، بعد مدة قصيرة نسبياً له في هذا الموقع. الخبر الثاني: اعتذار المملكة المغربية عن استضافة القمة العربية التي كان مقرراً عقدها قريباً في مراكش، نظراً لعدم أهمية وجدوى انعقاد القمم العربية، بحسب الإعلان المغربي (بتصرف). وعلى رغم أن الخبر الثاني يمسّ وجودية الجامعة ويشكك في مبررات بقائها حتى الآن، إلا أنه لم يحظَ بالأهمية التي حظي بها الخبر الأول عن تنحي…
الأربعاء ٠٩ مارس ٢٠١٦
كان غسان تويني مفتونًا بكل ما يذكّره بلبنان الذي عرفه. ولبنان الذي عرفه كان مدنًا وقرى صغيرة. وكل مدينة أو قرية فيها «ساحة». وفي هذه الساحة يلتقي جميع السكان. وأجمل وأهم ساحات لبنان كانت «ساحة البرج»، قلب بيروت. فيها كانت فنادق العاصمة وقيادة الشرطة. ونصب الشهداء، ومحطات الباصات القادمة من المناطق، ومحطة الترامواي الموزِّعة. وفيها يتجمع باعة الصحف بأعلى أصواتهم. ومن حولها دور المسارح والسينما. ومن حولها أسواق اللحوم والخضار ودور الصحف. عندما أنشأ غسان تويني دارًا كبرى لـ«النهار» «عاد» بها إلى ساحة البرج. وفي الطابق الأرضي من المبنى، أنشأ مكتبة حضارية سماها «البرج». ثم أصدر عن «دار النهار للنشر» مجلدًا رائعًا عن ساحة «البرج» شارك فيه كبار الكتّاب والمؤرخين والرسامين، نفدت نسخ الطبعة الأولى والثانية منه، وللأسف، لم تصدر طبعات أخرى. الأسبوع الماضي أعلنت شادية غسان تويني نبأ صعبًا عليها وعلى أولئك الذين كانوا يعدون زيارة مكتبة البرج جزءًا ممتعًا من حياتهم في بيروت. المكتبة، مثل جمالات كثيرة أخرى،…
الأربعاء ٠٩ مارس ٢٠١٦
مصطلح طلابي تم إضافته لقاموس التعليم الحديث في وطني ليواكب التأخر في زمن التقدم. قبل أي إجازة للعيد او إجازة ( السياحة ) التي تم بتر الفصل الدراسي الثاني بها لتنشط سياحتنا الداخلية جاءت بغير المتوقع وتحولت إلى ثلاثة اسابيع حافلة بالرحلات الخارجية قليلة التكاليف وخصوصاً من ناحية خطوط الطيران التي تكون في ذروتهاخلال يوليو واغسطس. تحول اسبوع ما قبل الإجازة بالنسبة للمدارس لما يشبه سباق التحمل فالمدرسة تحاول أن تغري طلابها بالحضور بإختراع اي وسيلة ترفيه حتى وأن كانت قاعة سينما يعرض فيها فيلم وثائقي ويوزع الفيشار والناتشوز ليعيش الطلاب جو من الترفية المرغوب ولكن المستهدفين يرون أنه أطول اسبوع قد يمر على تاريخهم الدراسي ..! ثقافة العائلة ونفس المعلم القصير وكثرة وسائل الترفية من حولنا وقلة الوعي وزحمة العمل والحاجة لراحة التي تجر خلفها عربة من كسل وتسويف وتواكل هي ما عززت هذه الظاهرة. لن يفيد حصر الغياب لدراسة تفشي هذة الظاهرة ولن يصنع المعلم معجزة في حال…
هاني الظاهريكاتب ومستشار إعلامي.. مؤسس مجموعة تسويق الشرق الأوسط للاستثمار.. رئيس مركز الإعلام والتطوير للدراسات
الأربعاء ٠٩ مارس ٢٠١٦
لا نريد نحن العرب أن نصدق حتى الآن أنه لم يعد هناك وجود لدولتين اسميهما العراق وسورية تشبهان خريطتيهما في كتب الجغرافيا، الواقع يصدمنا والتسويات الدولية التي تسير بهذا الاتجاه على قدم وساق ترعبنا، لكننا ما زلنا إزاء ذلك نعيش على الآمال ونحلم بأن يعود العراقيون والسوريون إلى رشدهم ويتمسكوا بوحدة دولتيهم، ونرفض حديث كل من يواجهنا بالحقيقة التي مفادها أن الأحلام لا تُطعم خبزا. كل المعطيات السياسية تشير إلى نضوج الطبخة الروسية الأمريكية.. طبخة التسوية القائمة على الحل الوحيد المتاح وهو تقسيم الدولتين إلى أقاليم فيدرالية تتمتع بالحكم الذاتي «هي في حقيقتها جمهوريات صغيرة» لإيقاف أنهار الدم بعد أن ثبت للعالم أن العراقيين الذين تعايشوا مع بعضهم البعض منذ الآف السنين سيفنون بعضهم خلال أعوام قليلة ما لم يُفصل بينهم بأسوار شاهقة، وكذلك هو حال السوريين الذين لم يعودوا قادرين على التشارك في تنفس الهواء نفسه، بعد أكثر من 5 أعوام من «ديستوبيا» الخوف والجوع والقتل والإرهاب. سيحصل الأكراد…
الأربعاء ٠٩ مارس ٢٠١٦
موسكو تبتلع «جنيف 1»... المعارضة السورية لا تستطيع أن تهضم ما وراء أفعال الكرملين، خصوصاً تحجيمه الفصائل المعارِضة المقاتِلة، غير المصنّفة إرهابية، و «تسريب» مشروع الفيديرالية الذي يشجّع أكراد البلد ويحرّضهم على رفض العيش تحت سقف الدولة الموحّدة، ولو بُنِيت ديموقراطية. واشنطن ابتلعت «الطُّعم» الروسي، أو أنها واثقة بـ «صواب» خيارها تفويض الكرملين ملف الحرب التي أدت إلى مقتل أكثر من ثلاثمئة ألف سوري، ومحت مدناً وبلدات عن الخريطة، وهزّت حدود أوروبا... وانتزعت من العرب ما بقي لديهم من ثقة بوعود الرئيس باراك أوباما الذي أجاد قرع الطبول ثم ترك شعباً في محرقة الجلاّد وحلفائه. بات واضحاً من فصول الحرب- المحرقة، أن تقاطع مصالح- على الأقل- يجمع أربعة أطراف: أميركا التي تخشى على جنودها وتفضّل التفرُّج ولو أمام إبادات، وروسيا الثائرة لـ «كرامتها» في مواجهة «غطرسة» الغرب و «غدره»، وإسرائيل النائمة على حرير تدمير دولة أخرى عربية، بما يمكّنها من ضمان أمنها لخمسين سنة مقبلة... وأخيراً إيران الحليف الثاني للنظام…
الأربعاء ٠٩ مارس ٢٠١٦
ارتفع سعر برميل نفط «برنت» في بداية الأسبوع إلى أربعين دولاراً، أي بنسبة حوالى خمسين في المئة مقارنة مع شهر كانون الثاني (يناير) الماضي. ولكن ذلك لا يعني أن ارتفاع أسعار النفط سيبقى مستمراً، وأننا سنرى مجدداً سعر برميل النفط يصل إلى مئة دولار. إن السعودية وهي أكبر منتج للنفط في منظمة «أوبك»، أدركت إساءة مستوى سعر المئة دولار للأسواق العالمية التي أُغرقت بالنفط الصخري الأميركي. صحيح أن أسعار النفط لا تحددها المملكة إذ تحدد مستواها عوامل السوق من عرض وطلب وغيرها من عوامل نفسية. ولكن توقعات السعودية بانخفاض إنتاج النفط الصخري نتيجة انخفاض سعر النفط بدأت تظهر بوضوح مع انخفاض فعلي في إنتاج شركات أميركية عديدة لا يمكن أن تستمر في العمل إذا بقي سعر النفط عند مستوى متدن جداً. والسعودية حسب أكثر من مراقب كيفت برامجها الاقتصادية على أساس أسعار منخفضة في ٢٠١٦ تبقى بحدود ٤٠ دولاراً ثم تعاود الارتفاع في السنوات المقبلة في ٢٠١٨ و2019 لتصل الى…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الثلاثاء ٠٨ مارس ٢٠١٦
بات واضحاً للجميع الآن أن منصب (أمين عام جامعة الدول العربية) هو أكثر أهمية ولمعاناً من جامعة الدول العربية نفسها. كيف يكون ذلك؟! عندما تفقد المؤسسة، أيّة مؤسسة مرموقة (سابقاً)، دورها وهيبتها ونفوذها فإن الذي يبقى لها هو صيتها الماضي الذي يصبح مكسباً فقط لرئيس المؤسسة، الذي سيظل يحمل في لقبه وهج الماضي حتى من دون أي تأثير في الحاضر! واجهت الجامعة العربية خلال الأيام القليلة الماضية موقفين اثنين يمكن من خلالهما تأكيد ما سبقت الإشارة إليه: الخبر الأول: إعلان السيد نبيل العربي تنحّيه عن منصب الأمين العام للجامعة، بعد مدة قصيرة نسبياً له في هذا الموقع. الخبر الثاني: اعتذار المملكة المغربية عن استضافة القمة العربية التي كان مقرراً عقدها قريباً في مراكش، نظراً لعدم أهمية وجدوى انعقاد القمم العربية، بحسب الإعلان المغربي (بتصرف). وعلى رغم أن الخبر الثاني يمسّ وجودية الجامعة ويشكك في مبررات بقائها حتى الآن، إلا أنه لم يحظَ بالأهمية التي حظي بها الخبر الأول عن تنحي…
الثلاثاء ٠٨ مارس ٢٠١٦
ليس هناك من اسم لامع في المسرح الكوميدي المصري إلا وكان خلفه سمير خفاجي، منتجًا أو مخرجًا. من عادل إمام إلى شريهان، أو أي اسم آخر يخطر لك. لذا، سوف يخطر لك أيضًا أن مثل هذا الرجل صنع ثروة طائلة ما دام الأجر الذي يتقاضاه أي من نجومه يفوق الأرقام الستة. لكن خفاجي الذي يتحدث بمرارة في مقابلاته الصحافية، يشكو من العقوق، ومن القلّة، ومن الشلل النصفي الذي هدّه. ويتذمر من أن أحدًا من نجوم مداره السابق لا يسأل عنه، فيما عدا شريهان. لا أعرف ماذا يحدث ولماذا يصل كبار أهل الفن إلى هذه النهايات البالغة الصعوبة. فقد كانت أمينة رزق، على مدى عقود، «النجمة الكبرى»، لكن سنواتها الأخيرة كانت فقرًا وبؤسًا. و«شرير» الشاشة توفيق الدقن (أحد اكتشافات خفاجي) مات بائسًا رغم سنوات النجاح الطويلة. وشكا كثيرون مثله أوضاعهم إلى نقابة الفنانين. وفي لبنان غاب في السنوات الماضية عدد من الفنانين والفنانات في حالات محزنة بلا حدود. طبعًا، يُفترض أن…
الثلاثاء ٠٨ مارس ٢٠١٦
تراجعت مكتسبات ثورة الشعب السوري كثيراً. صارت أطول الغايات وأسمى الأماني للشعب المغلوب على أمره، وقف إطلاق النار. السوريون الأحرار الذين كانوا يحاربون جيش النظام الفاقد الشرعية، والحرس الثوري الإيراني وميليشيات «حزب الله» والحشود العراقية المتأدلجة ومرتزقة باكستان وأفغانستان، وينتصرون عليهم في كل موقعة تجمعهم، تراجعوا كثيراً، واهتزت مواقفهم على الأرض بعد تدخُّل القوات الروسية بلا تفويض دولي. جاء الروس رافعين مصالحهم الخاصة فوق أسنة سيوفهم من غير أن يمروا على مجلس الأمن، بل لم يفكروا حتى في استصدار قرار أممي بعد دخولهم يشرعن اجتياحهم الأراضي السورية. قرر فلاديمير بوتين من موسكو، أن هذا هو الوقت المناسب لقطع الطريق على أميركا في احتكار الحلول في المنطقة، فجاء حاملاً حلوله الخاصة، وزمنه الخاص، وزرعهما في قطعة الأرض التي صارت موقتاً ضمن محمياته الخاصة، جاء الروس فتبدّلت الحال رأساً على عقب. تغيّرت الموازين والمعادلات في الأزمة السورية. تغيرت إلى الأبد، فلا موقف نظام بشار الأسد هو نفسه قبل أيلول (سبتمبر) 2015، ولا…