آراء

محمد السلمي
محمد السلمي
كاتب سعودي متخصص في الشؤون الإيرانية

القوة الخليجية الناعمة إلى أين؟!

الخميس ٢٥ يونيو ٢٠١٥

يتسم القرن الحالي بالتركيز على إثبات الوجود والتسويق له بمختلف الوسائل، خاصة في ظل الثورة المعلوماتية الهائلة التي يشهدها العالم. كل برنامج تلفزيوني، أو مهرجان ثقافي، أو مؤتمر علمي، يبحث عن داعمين وممولين، وفي المقابل يتم إبراز الجهات الداعمة والراعية لهذا النشاط أو ذاك نظير ما تقدمه من دعم. تمتلك دول الخليج العربي المقومات السياسية والاقتصادية كافة لإيصال صوتها وموقفها بقوة إلى دول العالم إلا أن ذلك لم يتحقق بالصورة المأمولة التي تليق بمكانة هذه الدول، وبالتالي تحتاج -من وجهة نظري- إلى رسم استراتيجيات جديدة في هذا الصدد، واستثمار الثورة الإعلامية والتقنية على أكمل وجه. أين نحن، على سبيل المثال، من الإعلام الغربي من صحافة وتلفزيون؟ كم مسؤولا وسياسيا خليجيا يقدم مداخلة في برامج تلك القنوات أو يكتب مقالا يبرز من خلاله الموقف الخليجي تجاه القضايا الساخنة؟ الأمر الذي ينعكس على توجه الرأي الغربي والصورة النمطية لدولنا. من جانب آخر، نحتاج إلى قنوات تلفزيونية إخبارية وحوارية رزينة واحترافية، ناطقة بلغات…

حمود أبو طالب
حمود أبو طالب
كاتب سعودي

في الإسكان العجلة من الشيطان

الخميس ٢٥ يونيو ٢٠١٥

عندما تحفظت على «مبادرات» صندوق التنمية العقاري ووزارة الإسكان بعد إطلاق المبادرة الأخيرة «القرض المعجل» لم أكن متسرعا ولا متشائما في نصيحتي للإخوة المواطنين الذين يعولون على هذه المبادرات، ومنها المبادرة الأخيرة أن يفكروا خارج الصندوق ليتمكنوا من السكن خارج الصندوق. حينذاك صرحت إدارة الصندوق عن عقد اجتماع مع البنوك لتحديد آلية تنفيذ القرض المعجل (الخميس الماضي) للبدء في تنفيذه بعد الاتفاق على الآلية المناسبة، ولكن ربما لأن اسم القرض مشتق من العجلة، والعجلة من الشيطان فقد انتبه الصندوق لهذا الخطأ وقرر تلافيه بالعودة إلى التمهل والتأني، وليثبت بذلك توقعاتنا بأن المبادرة الجديدة ستنضم إلى المبادرات السابقة في ملف التعثر والتأجيل.   في هذه الصحيفة صرح يوم أمس أمين عام لجنة التوعية المصرفية بالبنوك السعودية طلعت حافظ أن مبادرة القرض المعجل ستؤجل لعدم توصل البنوك والصندوق إلى اتفاق على آليات واضحة أو اتفاق نهائي أو حتى مبدئي في ما يتعلق بإجراءات وخطوات العمل بهذا القرض، وأن ذلك لن يتم قريبا،…

محمد فاضل العبيدلي
محمد فاضل العبيدلي
عمل محرراً في قسم الشؤون المحلية بصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، ثم محرراً في قسم الديسك ومحرراً للشؤون الخارجية مسؤولاً عن التغطيات الخارجية. وأصبح رئيساً لقسم الشؤون المحلية، ثم رئيساً لقسم الشؤون العربية والدولية ثم نائباً لمدير التحرير في صحيفة "الايام" البحرينية، ثم إنتقل للعمل مراسلاً لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) كما عمل محرراً في لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية.

العلاقات العامة: أسلوب إدارة أم أداة؟

الأربعاء ٢٤ يونيو ٢٠١٥

عندما تتصل بمركز اتصال أو خدمة لمصرف أو شركة كبرى ممن يستخدمون مركز اتصال للزبائن، يتحدث إليك موظفون مدربون على التعاطي مع الزبائن بلطف، ولربما يتم تحويلك لموظف تلو الآخر، لمجرد أن تبلغ عن مشكلة. في الغالب، فإن هؤلاء الموظفين لا يملكون تقديم حل إلا في حدود بسيطة، لهذا، فهم في أحسن الأحوال يسجلون الشكوى ويعدون بمراجعتك بعد أيام، أو يعطونك رقماً للمتابعة. يستهلون كلامهم بتوجيه الشكر لك على الاتصال، ويختمون المحادثة بالشكر من جديد على اتصالك، ويتمنون لك نهاراً سعيداً، بكلمات تتكرر دوماً على لسانهم (شكراً على اتصالك، نهارك سعيد). لكن ثمة شيء ناقص دوماً هو: «حل المشكلة». بعد عقود من التجربة، لم يبق في ذهني سوى تساؤل وحيد: هل العلاقات العامة أسلوب عمل وإدارة، أم أداة لترويج منجز حقيقي؟ فهذا اللطف الزائد الذي يبديه موظفو مراكز الاتصال، لا ينتهي بحل لمشكلة، وهو يعيدنا دوماً للنتيجة نفسها: «الكثير من الكلام اللطيف والقليل من الرضا أو عدمه غالباً». وفي كثير…

علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

الإرهاب: نحن لا نكتب عن المريخ بل عن المدرسة

الأربعاء ٢٤ يونيو ٢٠١٥

في ثنايا دراسة استطلاعية يورد الباحث الدكتور عبدالمجيد الغامدي أن ما يقرب من 60% من صغار السن لدينا يحملون البذرة الفكرية الدافعة للانزلاق في غياهب الإرهاب (صحيفة الجزيرة 29/5/2015 الصفحة الخامسة). الباحث نفسه عمل حتى تقاعده النهائي مدرسا ومديرا لعدة مدارس ثانوية. وبالطبع أرجو أن نلاحظ دقة اللغة في الاستنتاج، فالباحث يتحدث عن (القابلية) لا عن الانخراط أو التبني العملي والفعلي للأفكار الإرهابية. وكل خوفي أن ينتهي مصير مثل هذه الدراسة إلى مجرد خبر شارد وقصير في زاوية معتمة بوسط صحيفة. وقبل عدة سنوات خلت، كتبت هنا، رسالة مدير مدرسة لا تختلف في شيء عن الاستنتاج الذي ذهب إليه الدكتور الغامدي سوى في التوقيت وفي هول النسبة المتزايدة في القبول بهذه الأفكار الخطيرة. يومها اكتشف مدير المدرسة بالاستقصاء أن ربع الطلاب في مدرسته الثانوية يتأخرون يوميا في الحضور إلى الطابور المدرسي لأنهم يرون إما حرمة أو كراهية ترديد النشيد الوطني. اليوم، لا أتذكر بالضبط كم هي نسبة طلاب مدرسته الذين…

زياد الدريس
زياد الدريس
كاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو

مجدداً: «حارة الكون تتسع لصديقين بدلاً من صديق واحد»!

الأربعاء ٢٤ يونيو ٢٠١٥

حظيت زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا، الأسبوع الماضي، باهتمام إعلامي كبير وبتساؤلات سياسية أكبر. لم يكن الملفت للانتباه في تلك الزيارة عنصر واحد فقط كما قد يحدث مع بعض الزيارات السياسية المثيرة للجدل، لكنها عناصر عديدة اجتمعت في ذلك الحدث، وقلّما اجتمعت: أولاً: الوجهة/ روسيا التي لم تعتد الأقدام السعودية على طرق خطواتها هناك كما تفعل في وجهات أخرى مألوفة، منذ قطع العلاقات مع الاتحاد السوفياتي في العام ١٩٣٨ على رغم عودة العلاقات في العام ١٩٩٠ ثم المحاولة التقاربية التي كانت من الملك عبدالله بن عبدالعزيز إبان زيارته إلى موسكو في العام ٢٠٠٣. لكن روسيا ظلّت الوجهة السياسية الأبعد، على رغم قربها الجغرافي. ثانياً: التوقيت / حيث تعصف بالمنطقة أحداث مربكة وحساسة، قد يرى البعض أنها لا تحتمل المجازفة بخطوات غير مسبوقة أو بتحالفات غير معهودة. ثالثاً: الأجندة / حيث لم تكن تلك الزيارة المفاجئة في وجهتها وفي توقيتها زيارة مجاملة باردة،…

خالد الفيصل
خالد الفيصل
مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة

الإسلام ينادي.. إن لم نلب.. فمن يلبي؟!

الثلاثاء ٢٣ يونيو ٢٠١٥

في يوم مشرق بالأمل -أوائل القرن العشرين- انشق الأفق عن شمس الجزيرة العربية تعلن ميلاد الدولة السعودية الثالثة. وكان معظم الوطن العربي -آنذاك- يرزح تحت نير الاستعمار، الذي رسّخ لمبدأ فصل الدين عن الدولة وأنظمتها وكافة فعالياتها، وقصره على كونه مجرد علاقة بين الإنسان وربه!! لكن هذه الدولة السعودية الوليدة أبت إلا أن تسبح ضد هذا التيار، وراهنت على أن مبدأ الإسلام هو الصالح المصلح لكل زمان ومكان، فاتخذت القرآن والسنة دستوراً ومنهج حياة. وبهذا الخيار نجحت الدولة نجاحا منقطع النظير، فبعد أن كانت قبائل وشعوباً تتقاتل على الماء والكلأ، أصبحت -في زمن قياسي- دولة موحدة كاملة الأهلية، بحكومة ووزارات ومؤسسات وميزانيات، وخطط تنموية توظف ما وهبها الله من خيرات -خاصة بعد تدفق النفط من أرضها- في البناء والتأسيس لمستقبل واعد. كانت مجهولة مقصية -عالمياً- فأصبحت من أهم دول الشرق الأوسط.. بل والعالم! كانت فقيرة، فأصبحت -عضواً في نادي العشرين- تشارك في قيادة اقتصاد العالم! كانت الأمية فيها طاغية، فأصبح…

محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

المرأة الإماراتية وكسر «السقف الزجاجي»

الثلاثاء ٢٣ يونيو ٢٠١٥

في وقت لا تزال فيه المرأة في كثير من دول العالم والمنطقة تعاني من التمييز سواء في التعليم أو الحصول على العمل أو المشاركة في صنع القرار، فإن المرأة في الإمارات تعيش عصرها الذهبي أو تكاد. وقد اختارت الأمم المتحدة أن يكون أحد أهم أهدافها في الألفية الحالية هو خلق التكافؤ بين الجنسين من أجل المشاركة في التنمية وبناء المجتمع وإنهاء أشكال التمييز ضد المرأة، فالاختلاف البيولوجي لم يعد مبرراً مقبولاً للتمييز ضد المرأة، خصوصاً بعد أن أثبتت نجاحات كبيرة في جميع المجالات بلا استثناء. في الإمارات نجحنا في أن نكسر «السقف الزجاجي» على الرغم من محاولات البعض وضع سقف لطموح المرأة وحدود لأحلامها، إلا أن المرأة الإماراتية نجحت في أن تقفز إلى المستقبل من خلال دعم الرجل لها والدعم الرسمي، وقبل ذلك بفضل حماسها ومهارتها الفائقة التي أثبتتها على مر السنين لتؤكد أنها كانت الشريك الطبيعي للرجل في مواجهة تحديات الماضي، وهي اليوم معه في جهود البناء والتنمية والتخطيط…

سهام الطويري
سهام الطويري
كاتبة سعودية

التركيب المعقد للإرهاب.. المناصحة لا تكفي!ّ

الثلاثاء ٢٣ يونيو ٢٠١٥

انتكاس المتورطين في قضايا الإرهاب بعد برامج المناصحة، وتصدرهم قوائم المطلوبين أمنيا يثير العديد من الأسئلة التي تحث على التعمق في التركيبة المعقدة للتشكل الإرهابي والنظر إلى برنامج المناصحة ومخرجاته كنتيجة نهائية لاختبار صحة فرضيات سابقة يمكن على أساسها من جديد العمل على بناء فرضيات جديدة لمكافحة الإرهاب وتوسيع رقعة أفق السعي في سبيل اجتثاث هذا المرض الذي يلوث ديننا وقيمنا ومجتمعنا. أثبتت الأفكار الظلامية المعتقد الرئيس للإرهابي أنها ليست إلا أحد مكونات التركيبة الإرهابية المعقدة. لو كانت الأفكار وحدها من تعمل على اعتناق الإرهاب لكانت برامج المناصحة كضد فكري يقابل فيه الفكر بالفكر لقضي على الإرهاب. لكن يبدو أن المناصحة الفكرية تقابل مكونا واحدا فقط للتركيبة الإرهابية وهو التكوين الفكري. ماذا عن التكوين النفسي؟ يفترض أن نبحث بالبروفايل النفسي للمتشكل في طور الإرهاب، وأن نتتبع عوامل نموه النفسي منذ مراحله المدرسية المبكرة وظروفه البيئية وما إذا كانت هناك علامات اضطراب نفسي وأمراض نفسية محددة تشترك فيها عينة الإرهابيين. يجب…

«جنيف اليمن».. عقدتنا النفسية كعرب مؤتمرات مجلس الأمن!

الثلاثاء ٢٣ يونيو ٢٠١٥

نحن العرب كل المؤتمرات الدولية التي تعقد تحت رعاية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الخاصة بقضايانا أصبحت عقدتنا النفسية، وتكونت هذه العقدة النفسية بسبب أننا لم نحصل منها على حق، ولكن حصلنا منها على باطل في كل قضايانا! منذ المؤتمرات الخاصة بقضية فلسطين التي اغتصبها اليهود والتي لم نخرج منها بشيء! مرورًا بالمؤتمرات الخاصة بالعراق الذي قسموه وقدموه على طبق من ذهب إلى أطراف دولية وخصوصا إيران التي كان لها نصيب الأسد! وإلى المؤتمرات الخاصة بسوريا التي يحاولون فيها الإبقاء في الحكم على شخص واحد وهو الأسد! واستبعاد الشعب السوري وثورته! والآن يحاولون في اليمن! قالوا لنا ذاهبون لجنيف للتشاور لا للتفاوض لأن كل شيء متفق عليه، ولكن العاقل يعرف أن أي مؤتمر خاص بالعرب في جنيف سوف يفشل، وأن جنيف مقبرة قضايانا العربية العادلة. لا تنتظروا بعد مؤتمر جنيف الأخير والخاص باليمن شيئًا، فجنيف دائمًا يريدونها مصيدة لنا كعرب، ومؤتمرات جنيف الهدف منها سحب البساط من تحت أرجلنا ووضع…

سناء العاجي
سناء العاجي
كاتبة وباحثة مغربية

” في الحرب، لا تُحوِّلونا إلى أرقام”

الثلاثاء ٢٣ يونيو ٢٠١٥

سمعت في أخبار الصباح عن مقتل شاب فلسطيني. فكرت: أين كان متوجها؟ لأي برنامج كان يخطط؟ فكرتُ بوالديه: كيف سيقضيان أول أيام رمضان؟ بشكل يومي، صرنا نسمع عن القتلى بالعشرات في دول كليبيا وفلسطين والعراق وسوريا واليمن. صار الموت مجرد رقم بالنسبة إلينا. كيف تتحول الأحلام والمشاريع إلى أرقام باردة نحصيها ونستمر في اقتراف الحياة؟ ذلك الشاب السوري الذي قتل منذ أشهر... كانت له حبيبة في حلب. سيشتريان بيتا بحديقة. سينجبان ثلاثة أطفال... ذلك اليمني الأسمر. كانت له طفلة يحبها. مشاكسة. مراوغة. يحلم بأن يراها تكبر أمام عينيه. تدرس. تتخرج. تشتغل. تنجح. قتل ولم يعرف شيئا عن مصير الطفلة الصغيرة. وتلك الشابة الفلسطينية التي قتل زوجها في قصف بينما كانت في زيارة لقريبتها. ماذا ستقول للطفل الذي في أحشائها حين سيسألها عن أبيه؟ كيف ستشرح له أن أباه ولد في الحرب ومات في الحرب، وأن هذا سيكون ربما قدرَه أيضا؟ ذلك الرجل الليبي الذي عاد إلى بيته ليجده حطاما، وتحته…

هل هناك إسلام وسطي؟

الإثنين ٢٢ يونيو ٢٠١٥

علق متهكماً؛ أحد الألمان المفاوضين في تنفيذ عقد حكومي عند عبارة: تسليم المشروع وفق مواصفات عالية، بالسؤال: ما المقصود بكلمة عالية في العقد؟ وأشار بيده إلى مستوى الأرض، وقال: هل هذا هو المستوى العالي؟! ثم رفع يده إلى الأعلى، وقال أم هذا هو المستوى العالي؟! ثم أوضح أن صفة «عالي» ما هي إلا عبارة مطاطية، لا يمكن للطرفين المورد والمستهلك النظر إليها وتعريفها بالطريقة نفسها. يتبادر إلى ذهني المثال نفسه في كل مرة أسمع فيها مصطلح «الإسلام الوسطي»، فأسأل نفسي: إلى أي درجة هو وسطي؟ سيقول البعض إن صفة «وسط» يحددها النص الديني المقدس الثابت الصحيح الذي يُزكي الوسطية ويمتدح الاعتدال، ولا مشكلة إطلاقاً من الأخذ بهذا النص والامتثال له، لكن وفق أي فهم للنص سأتوافق معك؟ الفهم الذي يقرره عقلي أم عقلك أم عقل العالم الشرعي الذي تتبعه؟! كأننا خرجنا أنا وأنت من جدالنا حول ظرف المكان «وسط» إلى ظرف أكثر تعقيداً يرتبط بفهم النص وتأويله. لنبدأ من خط…

خالد الحروب
خالد الحروب
كاتب وأكاديمي عربي

خضوع الفقيه.. وتسييس الدين!

الإثنين ٢٢ يونيو ٢٠١٥

«ما استل سيف في الإسلام مثل ما استل على الإمامة»، هكذا قال الشهرستاني، كما يقتبس وجيه كوثراني في كتابه «الفقيه والسلطان: جدلية الدين والسياسة في تجربتين تاريخيتين، العثمانية والصفوية». ويمكن ببساطة افتكاك مقولة الشهرستاني من سياقها الخاص بإعادة صوغها كالتالي: «ما استل سيف في تاريخ البشر مثل ما استل على الحكم». أُس مسألة السياسة واجتماع البشر، إذن، وجذرها المُتحفز للتفجر يكمن في السلطة والسلطان. ليس هذا حصراً في فضاءات العرب والمسلمين بل هو ديدن البشرية على اختلاف شعوبها وأديانها وثقافاتها. ظلت السلطة هي المغرية الدامية والمُدمية، من أجلها وفي سبيل السيطرة عليها قامت حروب وأبيدت جماعات وأُهلكت دول وأمصار. إذا تم الوصول إلى صيغة ما يمكن عبرها إدارة الصراع سلمياً على السلطة، عندها تنحسر الصراعات وينخفض منسوب الدم، وبدون ذلك فإن دورة العنف لن تهدأ. بيد أن جوهر ذلك الصراع يدور حول خلاصة واحدة، ظل المهمومون بالسياسة من ثيوسيدس إلى الماوردي وصولا إلى ميكافيلي وهوبز يكررونها: كل الوسائل مشروعة في…