الأربعاء ٢١ مايو ٢٠١٤
يمكن القول إنّ حلول وزارة الإسكان التي تركّزتْ فقط طوال الفترة الأخيرة على دعم جانب التمويل بالنسبة للأفراد وصلتْ إلى آخر طريقٍ ممكنٍ لها! حيث دفعتْ بآخر ورقةٍ لديها ممثلةً في برنامج التمويل الإضافي، الذي يقوم على كونه برنامج تمويل مشتركا يعمل وفق التالي: إمّا (1) إضافة قرض إضافي من المصرف المموّل إلى قرض صندوق التنمية العقارية ليشتري المواطن عقاراً جاهزاً. أو (2) شراء المصرف المموّل الأرض للمواطن، ويقوم صندوق التنمية العقارية بتمويل بناء العقار عليها. أو (3) تمكين المواطن الحاصل على قرض من صندوق التنمية العقارية، الذي قد أتمّ بناء منزله، من الاستفادة من القرض الإضافي لبناء دور جديد، أو شقة على عقاره، ورهْن عقاره لدى المصرف المموّل. أو (4) إمكانية اقتراض المواطن من المصرف المموّل قرضاً إضافياً في حال عدم تغطية قرض صندوق التنمية العقارية لتكاليف بناء عقاره، ورهن ذلك العقار لكل من الصندوق والمصرف المموّل حسب حصّة كلٍ منهما. هكذا فهمتْ وزارة الإسكان "توجيه مجلس الوزراء بالتسهيل…
إياد أبو شقراصحافي لبناني مقيم في لندن. حائز إجازة في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت وماجستير من معهد الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن.
الأربعاء ٢١ مايو ٢٠١٤
قرأت من دون أن أفاجأ نتيجة الانتخابات العراقية. وأزعم أن أحدا من المراقبين الحصيفين، فوجئ أيضا. المشروع الإقليمي واضح واللاعبون العراقيون يلعبون «على المكشوف»، وما عاد «هناك ستر مغطى». فالشيعي يصوّت للشيعي، والسنّي العربي يصوّت للسنّي العربي، والسنّي الكردي يصوّت للسنّي الكردي.. إلخ. وليس العراق «المحرّر»، من صدّام حسين أولا ومن الأميركيين ثانيا، حالة خاصة معزولة. سوريا أيضا سائرة بخطوات تدميرية واثقة نحو الفَرز السكاني، مع أن لنظامَي الأسدين الأب والابن «تقاليد ثابتة» في إسباغ الشكل «الديمقراطي» على أعتى أنواع الممارسات السياسية والأمنية. واليوم، على الرغم من القصف بالكيماوي وتهجير الملايين وقتل مئات الألوف وتغيير خرائط البلاد وديموغرافياته يصرّ النظام، المولع لفظا بـ«العلمانية»، على التأكيد للعالم أجمع أنه ليس فقط معاديا للطائفية، بل هو شغوف بالانتخابات والديمقراطية، حتى أنه إذا لم يتوافر مرشح للمعارضة.. اصطنع النظام مرشحا بل مرشحين. ولكي لا يبقى لبنان وحيدا، وهو الذي قال حافظ الأسد عن شعبه وعنه «شعب واحد في بلدين»، ها هم اللبنانيون موعودون…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ٢١ مايو ٢٠١٤
جميلٌ أن تحب الشعوب أوطانها، لكن الأجمل أن تحب الشعوب بعضها، وقبيحٌ أن تكره الشعوب بعضها، لكن الأقبح أن تكره الشعوب أوطانها. *** لا أتحدث اليوم عن بلدٍ بعينه، ولكن عن ظاهرة عربية موجودة في عمق المجتمع العربي، لكنها تطفو وتظهر على السطح بشكل أكثر وضوحاً في زمن التوترات السياسية. تلك هي التحسس من النقد حين يأتينا من طرف آخر في حين نسمح لأنفسنا ممارسة جلد الذات بمنتهى القبول... بل والمتعة أحياناً. فالمُعارض الذي يمارس أبشع أنواع النقد غير العادل ضد وطنه ومجتمعه تنتفخ عنده الوطنية فجأة عندما يسمع أحداً أمامه ينتقد، بمشروعية ومصداقية، خطأً في وطنه أو مجتمعه. سيقفز أحد المغررين الآن ليقول: هذا هو حب الوطن الحقيقي. وسأقول: إن هذا هو حب الذات الحقيقي وحب الوطن المزيّف. فهذا الذي يشتم وطنه بالليل ويعمل ضده بالنهار، حاقداً أو مرتزقاً، هو لم يغضب من نقد ذلك الآخر انتصاراً لوطنه، ولكنه انتصار لذاته التي شعر في لحظة النقد لوطنه أنها مشمولة…
الثلاثاء ٢٠ مايو ٢٠١٤
عندما تحدث الكاتب الجزائري مالك بن نبي عن القابلية للاستعمار، لم يكن يقصد التعميم الشامل على كل الجزائريين والمغاربة وعموم العرب والمسلمين، وإنما عنى من يقبل بهوية المستعمر الأجنبي والخضوع لشروطه ولا يشارك في الجهاد ضد الفرنسيين. كذلك الكاتب السعودي منصور النقيدان، عندما تحدث عن قابلية السعودي للاستحمار في ميادين الجهاد الفوضوي في الخارج، لم يقصد التعميم الشامل على كل السعوديين بقابلية الاستحمار، وإنما عنى بالتحديد ذلك النوع الساذج المضحوك عليه في الداخل بشعارات الجهاد والتضحية، مما يجعله يتسلل إلى خارج البلاد بحثا ً عن الحور العين. التعليل لقابلية الاستعمار عندما مالك بن نبي، أو للاستحمار عند منصور النقيدان يبقى في جوهره واحداً، هو التهيئة التربوية منذ الطفولة في البيت ثم في المدرسة والشارع والدائرة الحكومية. عندما تكون الطاعة بدون تفكير هي المحدد الأعلى للصلاح والقبول الاجتماعي والحصول على مكافأة الدارين، بينما يكون التفكير قبل القبول هو العلامة الأهم على التمرد وشق عصى الجماعة والخروج، هنا بالضبط تبدأ برمجة القابلية…
الثلاثاء ٢٠ مايو ٢٠١٤
أنا قلبا وقالبا مع الأستاذ سلطان البازعي، رئيس مجلس إدارة جمعيات الثقافة والفنون بالمملكة، وأشعر بألمه حين يكون أمامه أفق واسع لتطوير ثقافتنا وفنوننا ثم تقيده مخصصات الميزانية الحكومية لهذا المجال، الذي مضى عليه، في صورته الرسمية، أكثر من أربعين سنة وما زال يعاني الضعف والتقليل من أهميته والنظر إليه باعتباره هامشا وليس متنا في تطور مجتمعنا. المجتمعات المتحضرة كما نعلم، قديما وحديثا، تسير على قدمين: ثقافتها وفنونها. وإذا أصاب الوهن هاتين القدمين تأخر المجتمع وأصبح كسيحا وعاجزا عن التطور، فضلا عن عجزه في تحقيق مشاركة حضارية أممية يؤثر من خلالها بالآخرين ويتأثر. ولا أظن أن بي حاجة للاستشهاد بالأثر المعاصر لثقافات وفنون الآخرين عليهم وعلينا نظير رعايتهم وعنايتهم الفائقة بحضورهم الثقافي والفني، سواء على صعيد تخصيص ميزانيات ضخمة ومحترمة لهذا المجال أو احتضان المواهب التي تتعاقب وتستلم رايات الريادة والتفوق جيلا بعد جيل. ولذلك أستغرب فعلا أن نقصر في شؤون ثقافتنا وفنوننا إلى هذا الحد. وأستغرب أكثر…
جعفر الشايبكاتب وناشط حقوقي، راعي منتدى الثلاثاء الثقافي، وعضو المجلس البلدي بمحافظة القطيف
الثلاثاء ٢٠ مايو ٢٠١٤
فرضت الشفافية نفسها بصورة كبيرة في العقود الماضية كمنهج شامل لمتابعة ومراقبة أداء مختلف الأجهزة الرسمية والمسؤولين ومحاسبتهم، من خلال إطلاع الجماهير والرأي العام عبر مختلف الوسائل على تفاصيل ما يجري في الحكومة على مختلف مستوياتها. لعل من أهم ما يميز الشفافية أنها تهيئ لكل فرد من المواطنين القدرة على الحصول على المعلومات العامة للمؤسسات وعملها، وآلية اتخاذ القرارات فيها، وبالتالي يتمكن من تقييم أداء هذه المؤسسة وعملها. وتعمل المؤسسات المعنية بالشفافية في عدة مجالات أبرزها حرية تداول المعلومات ومكافحة مختلف أشكال الفساد، كالمراجعة الداخلية والمحاسبة والكسب غير المشروع والذمم المالية، ومراقبة الانتخابات على مختلف مستوياتها، ومقارنة التشريعات مع الممارسات، ودراسة التجاوزات الإدارية والمالية. ولذلك فإن غياب هذه الممارسة – أي الشفافية – يجعل دور المواطن محدودا ومقيدا وغير فعال. المواطن عندما يكون شريكا في الرقابة والتدقيق والمتابعة يمكن أن يشكل إضافة حقيقية لمختلف المؤسسات القائمة، فهو المصدر الأساس والأول للمعلومات التي يمكن أن تقود للمعالجة، ويمكنه معرفة مكامن الخلل…
الثلاثاء ٢٠ مايو ٢٠١٤
من حيث المبدأ تعد هجرة الإنسان من وطنه إلى دول ومناطق أخرى سلوكاً طبيعياً منذ خلق البشرية، وتعددت أسباب الهجرة البشرية، فمنها الهروب من الاضطهاد السياسي والديني والاجتماعي، والغالبية في وقتنا المعاصر تهاجر لأسباب اقتصادية، ولكن دولة مثل المملكة يقصدها الملايين للعمل، وكثير يتمنون الحصول على تأشيرة تحقق طموحاتهم للعمل في بلادنا، مع هذه الصورة الغريبة نقرأ بعض الإحصاءات عن أعداد من السعوديين هاجروا أو قدّموا طلبات هجرة في بعض البلدان، ولاسيما الدول الغربية المتقدمة، فقد أشار إحصاء لمكتب إحصاءات الهجرة التابع لوزارة الأمن الوطني الأميركية أن هناك حوالى 11700 طلب هجرة لسعوديين بين عامي 2001و2010، فهذه الأرقام في اعتقادي مفزعة وتحتاج إلى دراسة، فالقضية ليست هجرة عقول ونخب مهنية، وهذه القضية تعاني منها دول العالم الثالث أجمع، ولكن الحالة التي أتحدث عنها تفضح وفي شكل واضح الفشل في إيجاد وظائف لمن تعلموا ودرسوا في تلك الجامعات الغربية، وبعضهم عاد وتمت محاربته في الحصول على وظيفة تناسب تحصيله العلمي، بسبب…
الإثنين ١٩ مايو ٢٠١٤
كنت أنوي الحديث عن اعتزال باربرا والترز وهي في الـ83 من عمرها حتى عثرت على مشهد أطار النوم من عينيّ والأفكار من رأسي، وأطاح فكرة والترز و60 امرأة مثلها. المشهد، يا سادة يا كرام، الذي صوّره طفل وعلّق عليه شاهد وناقد حكيم عارف بالأثر الذي يمكن أن يحدث نشره في قناة «يوتيوب» الشهيرة، مشهد تاريخي - اجتماعي - نفسي - ثقافي، وكل الدلالات ترتبط بمسيرة البشر. يصور المشهد طلبة يخرجون في آخر يوم امتحانات وهم في حال فرح وهياج، يصرخون: انتهت الدراسة، انتهت الدراسة! خرجوا مثل وحوش أطلقت من عقالها بعد حال تجويع وحبس! هذا المشهد لا تراه لو أن مساجين خرجوا من سجنهم. ففرح الطلبة بانقضاء العام الدراسي يفوق خروج سجين من سجنه، ولم يجدوا طريقة للتعبير عن فرحتهم أفضل من تمزيق الكتب ابتهاجاً، فترى الشارع غُطي بورق الكتب الممزقة في كل مكان، وصيحات الفرح تتعالى، لكنها فرت من عقالها، فصار بعض الطلبة يعترضون طريق السيارات ويضربون بالكتب على…
الإثنين ١٩ مايو ٢٠١٤
على شاطئ البحر أو في أحضان الطبيعة، على طريق فرعي، في الشارع، بل وحتى في مترو النقل العمومي. تعددت الأماكن لكن المشترك بينها كان نساء وفتيات إيرانيات كشفن رؤوسهن ولوحن بمناديلهن في الهواء بفرح، وصورن أنفسهن لتوثيق لحظات عابرة قبل أن يراهن أحد فيتعرضن للملاحقة. سيل من الصور انهمر على صفحة «لحظات حرية مسروقة» الفيسبوكية لعشرات الإيرانيات اللاتي قررن تحدي فرض غطاء الرأس، فشاركن بصور شخصية كاشفات شعرهن للشمس والهواء في تحد صارخ للغطاء المفروض عليهن في الأماكن العامة. لقد جمع عنوان الصفحة بين كلمتي «حرية» و«مسروقة»، والحرية حين تكون مسروقة فهي لا تعود كذلك، لكن ربما هذا تماما ما أرادت النساء الإيرانيات إظهاره في صورهن. فالجامع بينهن كان تلك الابتسامة التي تعلو وجه من يحقق نصرا ولو عابرا أو مسروقا كما وصفنه، لكنه ذلك النوع من اللحظات التي يمكن تزخيمها، وهو ما حصل عبر تلك الصفحة الفيسبوكية. الفكرة أطلقتها الصحافية الإيرانية البريطانية «ماسيه علي نجاد»، حيث صورت نفسها في…
علي عبيدكاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة
الإثنين ١٩ مايو ٢٠١٤
يقول أفلاطون إنه لا يعرف معنى العدالة، ولكنه يعرف معنى غياب العدالة. ربما يبدو هذا مدخلاً فلسفياً مناسباً للحديث عن الظلم، لكن الفلسفة قد لا تكون هي المدخل الصحيح للحديث عن هذا الموضوع، ذلك أن المظلوم عادة ما يفكر في أشياء كثيرة عندما يتعرض للظلم، ليس من بينها الفلسفة، مع كل الاحترام والتقدير للفلاسفة العظماء، منذ فجر التاريخ حتى اليوم. وبرغم أن «الظلم من شيم النفوس»، كما يقول شاعر العربية الكبير أبو الطيب المتنبي، إلا أن قليلاً مِن البشر مَن يعترف بأنه ظلم ذات يوم نفساً بشرية، أو طيراً، أو حيواناً، أو حجراً، ذلك أنه حتى الظالم يشعر بفداحة هذا الفعل، ويحاول إبعاد نفسه عنه. ومع هذا فقلّ أن تجد مَن لم يباشر هذا الفعل بشكل من الأشكال، إلى درجة أن الإنسان قد يظلم نفسه أحياناً على حساب مراعاة مشاعر الآخرين، وتقديم مصلحتهم على مصلحته، إما لإحساسه بالمسؤولية عنهم، أو لتقمصه دور المخَلِّص الذي عليه أن يضحي من أجل الآخرين،…
عمار بكاركاتب و أكاديمي متخصص في الإعلام الجديد
الإثنين ١٩ مايو ٢٠١٤
الانتظار لتحقيق الرغبات، والصبر على التأجيل أو رداءة الجودة، هي أمور تمضي إلى الانقراض اليوم، بعد أن صار الناس يعيشون حالة من البحث عن "الإشباع الفوري" للاحتياجات والرغبة في تحقيق كل شيء متى ما أرادوه كيفما أرادوه وأينما أرادوه. هذا الوصف ليس حالة لبعض الشباب ولا لبعض الدول، بل هو اتجاه عالمي يغير كل شيء من حولنا، حتى إن كثيرا من الدراسات تقول إن العالم يتجه نحو "اقتصاد الطلب" (On-Demand Economy)، حيث النجاح التجاري يأتي فقط لأولئك الذين يسايرون هذه التوقعات النفسية لدى الجماهير بالتحقيق السريع لرغباتهم. في الأسبوع الماضي، تكلمت عن "جيل الألفية"، وهو جيل الأفراد الذين تتراوح أعمارهم اليوم بين 10 و30 عاما، وكيف غيرت ثورة المعلومات هذا الجيل بشكل جذري على كافة المستويات (بما فيها الثقافية والدينية والعملية) مقارنة بالجيل السابق، إلا أن أحد أهم الأوصاف لهذا الجيل هو أنه "جيل الطلب" (On-Demand Generation). المثير في الإحصائيات الخاصة بهذا الجيل هو ذلك التغير السريع لدى الإنسانية من…
الإثنين ١٩ مايو ٢٠١٤
للراحل الكبير غازي القصيبي حكاية عن كيف أدار وزارة الصحة، بعد أن احتارت الحكومة في كيفية معالجة ضعف الخدمات الطبية، ويروي في كتابه كيف هاله سوء حالها الذي وجدها عليه. فهي مؤسسة صعبة ويبدو أن الوضع لم يتغير كثيراً، رغم كثرة الوزراء الذين تعاقبوا عليها. المشكلة في نظره تكمن في داخل الوزارة، أنظمتها وقدراتها وإمكانياتها، وقد ضربتها أزمة مرض الـ«كورونا» لتكشف أن الوزارة لم تتعافَ أصلا. بالنسبة إلى المواطن، الوظيفة والسرير العلاجي في مقدمة احتياجاته، والخدمة العلاجية هي على رأس أولويات الخدمات التي يحكم بها المواطن على قدرات حكومته، وكفاءتها، واهتمامها، ونجاحها وفشلها. المؤسسة الطبية في المملكة، من وزارة، ونظام رعاية عام، إلى قطاع خاص، وتعليم وتدريب، وتقنية، خدمة وصناعة، لا تعمل ضمن استراتيجية متكاملة، بل تعمل كقطاعات متفرقة، وجهات حكومية متعددة، من مدنية وعسكرية وتجارية وشركات تأمين. والميزانية الحكومية المخصصة كبيرة تبلغ نحو 20 مليار دولار سنويا، يروح نصفها للمرتبات وينفق ربعها على التشغيل، وتخدم نحو 60 في المائة…