الخميس ٢٤ أكتوبر ٢٠١٣
بمعزل عن "فوبيا" بعض الأوساط العربية حيال ملامح "التقارب" الإيراني الأميركي، وهو اختبارُ حوارٍ أكثر مما هو تقاربٌ فعليٌّ حتى الآن، تدأب الصحافة الغربية بتركيز شديد منذ انتخاب رئيس "الجمهورية الإسلامية" الجديد الشيخ حسن روحاني على تعميم نظرة متفائلة إلى إيران تعيد "قراءة" وتحليل "نظام رجال الدين" الذي يسيطر عليها، ومن جهةٍ ثانية تتخطّى طبيعة تكوين النظام السياسي فيها. على هذا المستوى تبدو الصحافة الغربية، ولاسيما الأميركيةَ، شريكةً فعليةً في تعميم موجة التفاؤل. ويُلاحظ أن زيارة الرئيس روحاني لنيويورك لم تتعرّض إلى فخ إعلامي أو رسمي واحد بينما كانت زيارات الرئيس السابق أحمدي نجاد مزروعة بالأفخاخ التي كم كان سهلاً أن يقع فيها نجاد بسبب من طبيعة شخصيّته المتشدّدة وآرائه المعلنة وبينها "فخ" جامعة كولومبيا الشهير عندما استضافته هذه الجامعة وتعرّض فيها إلى إهانات.هذا الجو الإيجابي خلال زيارة روحاني استمرّ رغم حذر "اللوبي الإسرائيلي" المتواصل من النوايا النووية لإيران وهو حذرٌ يغذّيه الموقفُ العنيفُ المتواصلُ لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو…
الخميس ٢٤ أكتوبر ٢٠١٣
رفض المملكة عضوية مجلس الأمن يمكن أن يمثل فرصة لإعادة هيكلة للسياسة السعودية. هذا رأي الصديق الدكتور خالد الدخيل، وهو مفكر ومتابع للأحداث يعتد برأيه. لطالما امتدح كتاب الصحف ما يصفونه بسياسة ثابتة ومحافظة، تنتهجها المملكة في علاقاتها الدولية. ولا أرى أن هذا موضع مدح. السياسة عالم متغير، لأنه يحاكي مصالح متغيرة. ما يهمني في هذا الصدد هو الاستنتاج الذي اقترحه الدكتور الدخيل، وخلاصته أن هذا الحدث يمكن أن يشكل مفتاحا لفرصة عظيمة، تتحول معها المملكة من ''حليف'' لقوة عظمى، إلى ''صانع سياسات'' في المحيط الإقليمي. هذا سيجعلها بالضرورة لاعبا دوليا ومفتاحا رئيسا لخطوط التجاذب الإقليمية - الدولية. تحقيق هذه الفرصة يتطلب استراتيجية بديلة، تستهدف تعزيز مصادر القوة الداخلية والخارجية. كي تكون لاعبا دوليا مؤثرا، فأنت بحاجة إلى ''داخل'' قوي، خال من الإشكالات قدر الإمكان. كما تحتاج إلى منظومة علاقات إقليمية متينة. الخطوة الأولى حسب رأي الدخيل هي تبني سلة إصلاحات في المؤسسة السياسية، ترسخ الاستقرار وتوسع القاعدة الشعبية للنظام.…
الأربعاء ٢٣ أكتوبر ٢٠١٣
آفة الفن، أن بعض من يمارسونه وإن باتوا كثرا في أيامنا هذه، يمارسونه كمهنة للارتزاق فيصابون بتخمة "الأنا" و"المال"، لكنهم يبقون تحت خط الجهل، هؤلاء لا يسيئون لأنفسهم فحسب، بل للفن نفسه، لأنه جعل منهم نجوما من ورق السولفان اللامع، هم أقرب إلى فقاعة صابون تعلو في السماء لتأخذنا اللمعة، ثم سريعا ما تتلاشى، وربما أكبر بالون منتفخ ينطلق في الهواء ويتم استخدامه في المهرجانات، لتسلية الجمهور بما يصدرونه من تهريج "يطقطق" عليه!! فالجمهور العربي بالذات في ظلّ نكباته واحباطاته وأزماته بحاجة ماسة للضحك! هنا أتذكر "أحلام" المغنية كنموذج لهكذا فنان، إنها تمتلك صوتا جميلا وإحساسا عذبا لو أنها ركزت في الفن والفن فقط، لكنها فيما يبدو أحبت الأضواء والفلاشات حتى تلك التي تصنع منها "مُهرجة" تظهرها في قالب لا تفقه فيه من أمر الفكر والثقافة شيئا رغم صلتهما الوثيقة بالفن، فتبدو سطحية المعرفة، وأقرب إلى سواليف "الحريم"! لا تعرف أين تضع نفسها، فقط عندها "سالفة "تريد أن تكيد بها…
الأربعاء ٢٣ أكتوبر ٢٠١٣
أعتقد أن رفع الحظر عن قيادة السيارة من شأنه الرئيس إنهاء سيطرة الحركيين بتياراتهم الاحتسابية على المجتمع خصوصاً أن قائد عمليات الإصلاح السياسي هو ذاته جلالة ملك البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الذي أعطى النساء في بلادي حق التمكين السياسي لأول مرة بتاريخ البلاد من خلال التعيينات الوزارية والترشيح لمجلس الشورى. إلا أننا وبالعودة للتيارات الحركية التي تحاول اللعب على الأوتار السياسية نجد في الأحداث السياسية الأخيرة دأب التيار الإخواني بالاحتساب على السياسة الخارجية، تاركاً الاحتساب على السياسة الداخلية (قضايا المرأة) بيد التيار السروري لإثارة الفوضى وتقسيم فئات المجتمع بتخوينه لأهداف التمكن السياسي! قبل أن نخوض مزيداً من التفاصيل أودّ أن نسترجع حسبما فهمنا كمتابعين ماحدث في المجلس قبل الإجازة خلال مناقشة تقرير الأداء السنوي لوزارة النقل للعام المالي الحالي، واستماعه لعدد من المداخلات المتعلقة بالتقارير المطروحة قبل انعقاد الجلسة ومناقشة التقرير المتعلق بوزارة النقل رفعت العضوات الثلاث لأمين المجلس توصية بـ «تمكين المرأة من قيادة السيارة حسب الضوابط…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ٢٣ أكتوبر ٢٠١٣
المملكة العربية السعودية دولة مؤثرة دينياً في العالم ولا شك، كونها تحتضن عاصمة الدين الإسلامي، وهي أكدت أنها دولة مؤثرة اقتصادياً منذ قرار المغفور له الملك فيصل حبس النفط في عام 1973 ثم بانضمامها إلى مجموعة دول G 20، وهي دولة مؤثرة سياسياً وبقوة على المستوى الإقليمي، وقد حانت الفرصة مؤخراً لتؤكد ثقلها الدولي سياسياً ليس من خلال احتلالها مقعداً في مجلس الأمن فقط كما فعلت دول هامشية، بل من خلال تفعيل هذه العضوية واستثمار وجودها في المجلس وتحريك الملفات الراكدة والعالقة فيه عبر النفوذ السعودي الديني والاقتصادي والعلاقات السياسية الإيجابية والمتميزة لها مع مختلف دول العالم. ولذا فقد أحدث القرار السعودي بالانسحاب من عضوية مجلس الأمن هزة دولية غير مسبوقة في هذا الشأن. هل كان يمكن أن تكون الهزة السعودية للمقاعد الدولية أشدّ قوة وأعنف تأثيراً؟ هل كان قرار الانسحاب السعودي مفاجئاً وطارئاً بعد ليلة التصويت، أم كان مبيّتاً من قبل الليلة الاحتفالية؟ هل المطالبة بإصلاح مجلس الأمن مرتبطة…
الأربعاء ٢٣ أكتوبر ٢٠١٣
يتحدثون عن انتظار موعد انتخابات الرئاسة السورية في ربيع العام المقبل، وبالتالي ترتيب مؤتمر للاتفاق على من يخلف بشار الأسد بعد انتهاء فترته الرئاسية. وسواء بمؤتمر جنيف أو من دون جنيف الرئيس السوري تأكدوا أنه لا ينوي التخلي عن الحكم إلا بالقوة رغما عنه. هذه حقيقة قديمة أوحى بها انتخابه رئيسا عندما اجتمع مجلس الشعب السوري وقرر تعديل الدستور وتخفيض عمر الرئيس حتى يحق لبشار ابن الرئيس الميت أن يترشح ويصبح رئيسا. وبالتالي لا يمكن للأسد أن يتخلى عن الرئاسة طوعا لأنه فار قسرا، وجلس منذ عامين ونصف العام على جماجم وأشلاء السوريين المائة ألف، وشرد نحو خمسة ملايين مواطن، وأحال معظم المدن إلى ركام، في مشهد لم يعرف له مثيل من قبل في المنطقة! فهل يمكن لأحد عنده عقل أن يصدق أن رئيسا مثل الأسد يمكن أن يفكر في الخروج من القصر فقط لأنه حان موعد الانتخابات؟ عندما كانت طائرات الناتو تقصف بعنف قوات القذافي في ليبيا وتحاصرها في…
الثلاثاء ٢٢ أكتوبر ٢٠١٣
ناقش مسؤولون خليجيون معنيون بحقوق الإنسان -في الرياض الأسبوع الماضي- آلياتِ التعامل مع المنظمات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، بعد أن عهد بمشروع «حقوق الإنسان» إلى لجنة الخبراء المختصين، تمهيداً لرفعه إلى المجلس الوزاري. وكان المجلس الأعلى لمجلس التعاون في دورته الثلاثين بدولة الكويت عام 2009 قد قرر تكليف المجلس الوزاري بدراسة ما ورد في رؤية مملكة البحرين لتطوير مجلس التعاون. ومنها إنشاء مكتب ضمن هيكل الأمانة العامة يختص بالعمل على إبراز ما حققته وتحققه دول المجلس من إنجازات في مجال حقوق الإنسان! وبناء على قرار المجلس الوزاري الذي عقد اجتماعه بالمنامة عام 2010 أصدر الأمين العام للمجلس الدكتور عبداللطيف الزياني قراره بارتباط «مكتب حقوق الإنسان لمجلس التعاون» إدارياً بالأمين العام المساعد للشؤون القانونية، ويختص بكافة المسائل ذات الصلة بحقوق الإنسان وفقاً لقرار المجلس الوزاري. ويهدف المكتب إلى «إبراز منجزات دول مجلس التعاون في مجال حقوق الإنسان أمام المحافل الإقليمية والدولية، الحكومية منها والأهلية، وفي كافة وسائل الإعلام، والسعي لإيجاد آلية…
الثلاثاء ٢٢ أكتوبر ٢٠١٣
مهما حاولنا الوقوف أمام تطلعات هذا الجيل فسوف نفشل لأننا لا نعيش وراء ستار حديدي أو أبواب موصدة بل العالم في غرف نومنا ونخطئ التقدير إذا خدعنا أنفسنا وقلنا نحن من يسيطر على هذا الجيل، إذاً، ليس غريب أن أبناءنا يختلفون عنا ونحن نختلف عن أبائنا. لقد كان آباؤنا يقولون في الماضي (هل ترضى ابنتك أو أختك أن تدخل المدارس) وهذه اليوم مديرة مدرسة وطبيبة وعضوة في مجلس الشورى والقائمة تطول، لكننا ما زلنا نكرر هذه المقولة اليوم في قيادة المرأة للسيارة ولكن هذه المرة عن طريق حرب التكنولوجيا بين مؤيد ومعارض مع العلم أن بناتنا يقدن السيارات في الخارج، ولم تسجل عليهن مخالفات تذكر، كما لا يوجد ما يدعو للاستغراب في الأمر، حيث إن نسبة لا بأس بها من بناتنا اليوم هن مبتعثات في الخارج للحصول على أعلى الشهادات وجميعهن أصبحن يملكن رخصة للقيادة، وسيارات أيضاً بأسمائهن، لكن ما لفت نظري لدى بعض المغردين أنهم يستميتون ويكررون القول بأن…
الثلاثاء ٢٢ أكتوبر ٢٠١٣
في حركة متخمة بالإيديولوجيا كجماعة «الإخوان المسلمين»، يصعب احتمال هذا الإدقاع في النموذج والجاذبيّة. وإذا جاز تقبّل الاكتفاء بالعصر الذهبيّ للإسلام الأوّل نموذجاً لـ «الإخوان المسلمين»، فهذا ما لم يعد كافياً بعد الإمساك بسلطة هنا والاقتراب من سلطة هناك. ذاك أنّ المطلوب، والحال هذه، تقديم نموذج صغير يبرهن أنّ النموذج الأصليّ الكبير، كائناً ما كان تعقّله وتأويله، لا يزال صالحاً ليومنا هذا. لقد بدا، مع ثورات «الربيع العربيّ»، وما رافقها من انفجار في الحضور الإسلاميّ، أنّ تركيا «العدالة والتنمية» ستكون مصدراً لنموذج محتمل. هكذا تفاءل بعضنا بما يبدو اليوم على قدر كبير من التسرّع. وكان ما يحمل على اعتبار الأمر تسرّعاً أنّ التعويل على النموذج التركيّ كان يترافق مع تهاوي أحد أبرز أعمدته، أي نظريّة داوود أوغلو في تصفير المشاكل. لقد كان من المستحيل الإعجاب بتصفير المشاكل في عين اللحظة التي تتفجّر فيها المشاكل طالعة من تحت الأرض. بعد ذاك كرّت السبحة سريعاً وإذا بتركيّا «الإخوانيّة» تبدي من علامات التصدّع،…
الثلاثاء ٢٢ أكتوبر ٢٠١٣
قضية المرأة في المجتمع لدينا أزمة مستمرة منذ عقود، بخاصة بعد ما عرف بمرحلة الصحوة التي يمكن أن أقول إنها قيدت المجتمع في مناح عدة من التنمية في المجتمع، وكانت المرأة السعودية هي الركن الأضعف الذي تدفع نتائج تلك المرحلة، واستغلت تلك التيارات الدينية في غفلة من الزمن وضع المرأة، وكبلتها باسم الدين، وخلطت بين الديني والاجتماعي قضية المرأة في حروبها ضد تيارات الحداثة في المجتمع، ووظفتها سياسياً في مشروعها السياسي الذي نشاهد نتائجه في المرحلة التي نمر بها الآن، ومن الغرابة أن تلك التيارات الإسلاموية ذات الأجندات السياسية خلقت من المرأة عدوة للمرأة في مجتمعنا، فنحن لا نزال نشاهد أن من يدافع ويقف مع حقوقها هو من «دعاة التغريب» و«زوار السفارات»، وتطور الخطاب في مرحلتنا الراهنة إلى الوشم بالليبرالية وغيرها. مع التطور التنموي الذي شهدته المملكة منذ أعوام، بخاصة في عهد خادم الحرمين الشريفين، وفتح المجال للنساء في حق الابتعاث والعمل، وقرارات خادم الحرمين الشريفين بتعيين النساء في مجلس…
الإثنين ٢١ أكتوبر ٢٠١٣
لم يفاجئ غضب المملكة العربية السعودية على روسيا العالم. فالأخيرة لم تقصّر في دعم نظام الأسد لمواجهته وبكل الوسائل الثورة الشعبية العارمة عليه منذ منتصف آذار 2011. وعمّق ذلك التنسيق السياسي الذي كان قائماً بين موسكو وطهران ووسَّعه. فضلاً أن روسيا تعاملت مع "المبادرة السعودية" التي توجه بها اليها الأمير بندر بن سلطان المسؤول الأول عن الأمن القومي في البلاد باستخفاف ظهر في تفاصيلها التي سرَّبتها إلى وسائل الإعلام. ولم يفاجئ غضب المملكة العربية السعودية على أميركا قسماً كبيراً من العالم رغم أن انكشافه الرسمي للرأي العام والمجتمع الدولي لم يحصل الا أخيراً. ذلك أن قادتها حرصوا دوماً على عدم التعرّض للدولة الأعظم علانية لاعتبارين أساسيين، أولهما التحالف الوثيق القائم بينهما منذ تأسيس الدولة السعودية الذي رسَّخته المصالح المشتركة وخصوصاً بعد اكتشاف النفط فيها وتحولها دولة مهمة لتأمين استمرار تدفّقه، أو للتحكم باسعاره، أو للحؤول دون تحوله وسيلة أو أداة في الصراعات السياسية الكبيرة إقليمية أو دولية. وثانيهما مظلة الحماية…
الإثنين ٢١ أكتوبر ٢٠١٣
مخطئ من يعتقد أن التغيير والتطوير في دولة الإمارات مرتبطان بالوفرة المالية فقط، فوجود المال ليس حكراً على الإمارات وحدها، ولكن تطور الدولة المتسارع سببه الحقيقي يكمن في العقول، والتغيير في نمط التفكير، والابتعاد عن النمطية والتقليدية، وتوجيه الأفكار وتركيزها لخدمة الناس وضمان سعادتهم ورخائهم. هذا هو التوجه العام الذي يلاحظه كل من يزور قاعة الخدمات الحكومية في معرض جيتكس العالمي، الذي افتتحه، أمس، صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فجميع الدوائر الحكومية والوزارات الاتحادية تتنافس بشدة في سبيل تقديم الخدمات الإلكترونية والذكية لخدمة المتعاملين والتسهيل عليهم، هذا التسهيل يتم في كثير من الأحيان بطرق خيالية لم تكن تدور في خيال أكثر المتفائلين. عندما تكون هناك رؤية واضحة، وقيادة تعرف بالضبط كيف تضع الأهداف والخطط الاستراتيجية، وكيف تجعل المسؤولين التنفيذيين يطبقونها بدقة، فالنجاح لابد أن يكون حليف الجميع، وهذا هو ما يحدث هنا، وبفضل ذلك صنعت الإمارات، بشكل عام، ومدينة دبي بشكل خاص، الفرق، وتميزت في تقديم خدمات…