الأحد ١٣ أكتوبر ٢٠١٣
مرة أخرى فرضت قضايا ثقافية واجتماعية وسياسية نفسها على المجتمع السعودي، وفرضت معها مواضيع للنقاش والاختلاف حولها، ومن ذلك عودة موضوع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد حادثة المطاردة الشنيعة التي انتهت بمقتل شابين في حادثة مأسوية، ومنها أيضاً عودة قيادة المرأة السيارة، وهي قضية تعود بداياتها الأولى إلى سبعينات القرن الماضي، أي أن عمرها يقترب الآن من الـ40 عاماً، ومن هذه القضايا التي قد تكتسب زخماً مع الوقت الموقف من الأحاديث المرويّة عن النبي محمد، والتي يتميز متنها بغرائبية واضحة، وتصادم مع المنطق لا يمكن تجاهله. وربما أن الدكتور إبراهيم المطرودي هو آخر من تناول هذه القضية أخيراً في مقالاته الأسبوعية في صحيفة «الرياض». لم تكن الردود عليه كثيرة - كما يبدو لي -، لكن أهميتها أنها جاءت من داخل الفكر الديني نفسه. مهما يكن، فإن هذه ليست أيضاً قضية جديدة، بل تعود الى المراحل الأولى من تدوين السنّة النبوية، وعودتها مجدداً مع قضايا أخرى تمثل مؤشراً آخر…
الأحد ١٣ أكتوبر ٢٠١٣
تؤكد تقارير دولية معنية بالطاقة أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تكون المنتج الأول للنفط في العالم بفضل النفط الصخري لتتفوق على المنتج الأول الحالي وهو المملكة، ولا شك أن هذا الأمر سوف تكون له آثاره السياسية والاقتصادية على بلادنا. فعلاقتنا مع أمريكا، ومع الكثير من دول العالم يحكمها في الأساس موقع المملكة على رأس قائمة الدول المنتجة للنفط، والمسألة هنا لا تتعلق فقط بحجم العائدات المالية من إنتاج النفط، بل بالقدرة على التحكم في الأسواق والجاهزية لتهدئتها عند نشوب الأزمات الدولية . لقد كان التفوق في إنتاج النفط ولا يزال مسألة استراتيجية وأمنية والاستعداد للواقع الجديد يفرض علينا إعادة الحديث حول البحث عن مصادر بديلة للطاقة، و العمل على دعم الإنتاج النفطي، ومنح شيء من الثقة للمراكز البحثية والجامعات كي لا يكون مصيرنا معلقا بأرقام في قوائم الأوبك، العالم يتغير فبالامس القريب كان الأمريكان يروجون صورة العربي الذي ينام بجوار بئر البترول، ويتحكم بمصير العالم بينما تتحول الصورة اليوم لينام…
الأحد ١٣ أكتوبر ٢٠١٣
بعيدا وفي رحلة إلى أفريقيا، كنت أعتقد أنني ورفيقاتي ابتعدنا عن الواقع الممل، الأخبار السياسية المرهقة والأحداث المثيرة والجهد النفسي والصخب الاجتماعي. وفي سيارة السفاري الخضراء المكشوفة، وفيما نحن نطارد الزرافات والنمور فجرا، سألنا بعض السياح الفرنسيين: من أين السيدات؟ قلنا: من السعودية. قال أحدهم بانفعال: هل قدتن السيارة أم ليس بعد؟ لا ليس بعد.. واستمرت الأسئلة تتهاوى علينا من السياح بمختلف الجنسيات، كمطارق على رؤوسنا حتى المساء. معنى أن تحمل هذا الثقل غير المبرر. أن تواجهه. أن لا تواجهه. أن تتهرب. أن تطالب. ماذا بعد؟ لا شيء سوى أن تقرر الحكومة وأن تعطي إشارتها الخضراء. وهذا ما نعول عليه فعلا. فالمجتمع جاهز تماما. والبنية التحتية ليست معيقة. لا موانع شرعية ولا قانونية ولا اجتماعية. أليس هذا ما ننتظره؟ أثق أن الحكومة تتبين ذلك تماما. نعم، نحن معا ندفع ضرائب مكلفة في هذا الصخب والجدل الدائر، وعلى مستويات عدة. إن أبعاد قيادة المرأة للسيارة وإن كانت حقا مكتسبا لها، فهي…
السبت ١٢ أكتوبر ٢٠١٣
. قالوا: اتركوا شؤون "المرأة" للمرأة، وعندما تحدثت المرأة عن رغباتها، وحاجاتها، واختياراتها.. بدؤوا مسلسل التخوين! . مناقشة قضية "قيادة المرأة للسيارة"، من قبل عضوات "مجلس الشورى"، يعني أن الأمر لم يقتصر على المطالب الشعبية وحسب.. وإنما أصوات رسمية، بصبغة حكومية.. أيضا. . غاب الدليل الشرعي، والمنهج العلمي، والعذر القانوني، والمنطق الداعم.. فظهرت "المبايض" حجة واهية مضحكة! . تعليم المرأة، وعملها في التعليم، وغير التعليم، وابتعاثها، وقضايا أخرى.. كان لها مثل مسلسل الاعتراض هذا، والتهويل، والتخوين، كما يحدث الآن مع قضية "قيادة المرأة".. حدث كل ما سبق، ولم يحدث "خوفهم"، بل إنهم باتوا أكثر اللاهثين إلى هذا.. .علينا أن نستوعب أبعاد القضية جيدا، وأن نتعاطى معها بلغة اليوم، ولعلي أستشهد بما قاله الراشد عبدالرحمن في مقاله قبل أيام، حيث يشخص ذلك بدقة: "..قيادة المرأة للسيارة أصبحت قضية رأي عام سعودي محلي كبير. وثمن الهروب من منح هذا الحق للمرأة صار يكلف الجميع الكثير اقتصاديا وسياسيا". . سيكتب التاريخ من أسهم…
السبت ١٢ أكتوبر ٢٠١٣
تحاول الولايات المتحدة، منذ انطلاق «الربيع العربي» وقبل أن يصبح مأساة، استيعاب التحولات التي أفرزها ويفرزها، خصوصاً أن الذين أطاحهم كانوا حلفاءها منذ عشرات السنين، وكانت تعول عليهم في حماية مصالحها، ومواجهة أعدائها وخصومها. الرئيس حسني مبارك، على سبيل المثال، حافظ على «حياد» مصر في الصراع الذي كان عربياً إسرائيلياً طوال فترة حكمه المديدة. في هذه المرحلة شهد العالم العربي احتلال إسرائيل لبنان وانسحابها منه عام 2000، ثم احتلال العراق عام 2003، والحرب على لبنان أيضاً عام 2006، وحروباً صغيرة وانتفاضات، واغتيال الرئيس ياسر عرفات. وقعت مصر المحيدة عن الصراع في غيبوبة، منذ اتفاقات كامب ديفيد فالحرب التي خاضتها عام 1973 كانت آخر الحروب، على ما أعلن السادات يومها. لم يعد عمقها الأفريقي مهماً. حدثت فيه تحولات خطرة على أمنها الوطني، بدءاً من الصومال إلى ليبيا والسودان، فضلاً عن إثيوبيا ومالي ونيجيريا، وباقي دول حوض النيل. مارست سياسة الانكفاء على الذات، من دون أن يكون لديها هذا الترف، خصوصاً أن…
السبت ١٢ أكتوبر ٢٠١٣
جرفتْ الولايات المتحدة وراءها العالم بأسره إلى الهاوية، نتيجةً لأزمتها الأخلاقية قبل أن تكون مالية، جرفته إلى مصيرٍ مجهول قياساً على ما شهده العالم من سيناريو للأزمة المالية طوال خمس سنواتٍ مضت، وها هو اليوم يمر بأحد منعطفاته الساخنة كالعادة، تحت حد سيف ''الدين الأمريكي''، يترقّب العالم ما ستسفر عنه صراعات الحزبين الحاكمين فيها بعد خمسة أيامٍ من تاريخ اليوم! إنّه سؤال الساعة في كل متر مربع من محيط الأرض. لماذا يا تُرى شهدنا قلاع العالم المالية العملاقة تتهاوى كأحجار الدومينوز، بسبب تجاوزاتٍ ومخالفات ارتكبتْ بدءاً من الـ ''وول ستريت''، وصولاً إلى صراع الديكة بين الحزبين الرئيسين في الولايات المتحدة حول رفع سقف الدين من عدمه؟! وهل لهذا الخوف والهلع العالمي ما يبرره؟ وماذا على كل طرفٍ من الشبكة العالمية المالية المعقدة التفاصيل أن يقوم به لدرء الخطر عنه، أو إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ حينما تؤكد الإحصاءات الأمريكية المصدر أن جميع دول العالم باستثناء ما يمكنك عدّه على يدٍ واحدة،…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ١٢ أكتوبر ٢٠١٣
تأملت خريطة العالم التفاعلية التي عرضها علينا باحث ياباني، وقد أخذت نقاط حمراء وزرقاء تضيء وتطفئ عليها، إنها تسجيل لتجوال سفن وبوارج البحرية الأميركية خلال العام الماضي حول العالم. تحليل الخريطة يشير إلى أنها تمضي أياماً في منطقة وتغيب عنها أياماً أخرى، ولكنها لا تغيب أبداً طوال العام عن خليجنا العربي وبحر العرب على خلاف أي منطقة أخرى في العالم. يفسر الباحث الياباني ذلك بأنه التزام كامل من قبل الولايات المتحدة بأمن خطوط إمداد النفط للاقتصاد العالمي. إذاً فإن حليفتنا الاستراتيجية ملتزمة بأمننا، وها هي موجودة فعلياً في نحو 15 قاعدة عسكرية و7 قواعد بحرية في خليجنا وحوله، مع أساطيل لا تكاد تغيب عن بحارنا، فلا داعي للقلق من الباب الذي فتح بينها وبين غريمتنا إيران والذي نخشى أن يتطور إلى سلام فكلام فموعد فلقاء. ليس تماماً. لنستمع مجدداً للباحث الياباني الذي جمعتني به الأسبوع الماضي جلسة بحث مغلقة عن أمن الخليج والدور الياباني (هذا إذا كان هناك دور ياباني)،…
السبت ١٢ أكتوبر ٢٠١٣
منذ استيلاء الملالي على السلطة في إيران عام 1979، شقت العديد من المصطلحات الخاصة بعملهم طريقها إلى القاموس السياسي الدولي. أحد هذه المصطلحات هو «تقية»، ويعني إخفاء المعتقد الحقيقي للشخص بهدف خداع الآخرين في بيئة عدائية. ويتمثل مصطلح آخر في «الكتمان»، والذي يعني الإبقاء على تخمين معاد بوضع الشخص يده بالقرب من صدره. ويتمثل مفهوم ثالث في استخدام لفظ يحمل معنيين متناقضين في آن واحد. لدى الفرنسيين شيء قريب من هذا في مصطلح «يسوعي» أو بيان سفسطائي. ويتمثل أقرب مقابل بالإنجليزية في «Double-talk» أو (الكلام الخادع). في رواية جورج أورويل «1984»، طرح المفهوم نفسه تحت اسم «Doublespeak». على مدى أكثر من ثلاثة عقود، استخدم الملالي والمقربون منهم ترسانة الخداع ضد القوى الأجنبية والأعداء الداخليين. الجديد هو أن الملالي والمقربين منهم بدأوا يوظفون تلك الذخيرة ضد بعضهم البعض. تجلى مثال على ذلك في زيارة الرئيس حسن روحاني إلى نيويورك والضجة التي أحدثتها في طهران. في نيويورك، حاول روحاني، مع وزير خارجيته…
الجمعة ١١ أكتوبر ٢٠١٣
رحّب وزراء الإعلام في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بإطلاق إذاعة «هنا الخليج العربي» من مملكة البحرين اعتباراً من الأول من أكتوبر الحالي. وكانت الأمانة العامة «قطاع الشؤون الثقافية والإعلامية» قد رفعت المشروع المقترح من مملكة البحرين إلى الوزراء بعد أن أوصى مسؤولو الإذاعة في دول المجلس بتأسيس إذاعة دائمة لصوت مجلس التعاون، وكلفوا إذاعة البحرين بتقديم تصور شامل لتأسيس هذا الصوت من كافة الجوانب. وأوصى مسؤولو الإذاعة بأن يكون مضمون الإذاعة يشمل الطفل، بالإضافة إلى الجوانب السياحية وإمكانية تنسيق حملة إعلامية للترويج لها تشارك فيها إذاعات المجلس، على أن تحمل هذه الإذاعة الهوية الخليجية العربية لدول المجلس. وجاء في القرار الوزاري التأكيد على أهمية العناية ببرامج هذه الإذاعة تحقيقاً لأهداف استراتيجية العمل الإعلامي المشترك لدول المجلس. ونحن كإعلاميين نود الإشادة بولادة هذا الصوت الخليجي، ونشكر الأمانة العامة وقسم الإذاعة في قطاع الشؤون الثقافية والإعلامية على كل المتابعات والمقترحات التي تمت مع الدول الأعضاء بهدف الوصول إلى هذا القرار.…
الجمعة ١١ أكتوبر ٢٠١٣
تظل مسألة البطالة الهم الأكبر للدولة وللمواطنين في نفس الوقت ومن الطبيعي أن تكون هناك نسبة للبطالة لغير المؤهلين وبلا مهارات والعاجزين عن تقديم أبسط الأعمال؛ ولكن المصيبة الحقيقية عندما يصبح المؤهلون عاطلين وبنسب عالية! التقرير الجديد الذي صدر من مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات للعام 2013م يوضح أرقاماً مخيفة للدولة ومرعبة للمواطنين فيما يتعلق بنسبة البطالة حيث بلغ عدد العاطلين 629 ألف شخص ورغم أن الرقم كبير؛ إلا أن الكارثة تعظم عندما نعرف أن 46.2% من العاطلين هم من حملة الشهادة الجامعية «البكالوريوس»! هذا الرقم يجعلنا نعيد التفكير بما يحدث بين أهم ثلاث وزارات الخدمة المدنية والتعليم العالي والعمل، والذي يبدو أن التنسيق معدوم بينها والمواطن في ذيل قائمة الأولويات.. صحيح أنه ليس من صميم الجامعات والمؤسسات الأكاديمية إيجاد وظائف للخريجين؛ ولكن إذا كانت هذه النسبة مرتفعة وفي ازدياد فلماذا يتم قبول الطلاب في تخصصات ميتة لا تغني ولا تسمن من جوع! إن بطالة المؤهلين سبب في الإحباط واليأس وربما…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
الجمعة ١١ أكتوبر ٢٠١٣
كان طقس لندن في تلك الليلة محتَملاً، يميل للبرودة، ولكنه معتدلٌ بشكل كافٍ، فاخترت وأصدقاء مقهى في الهواء الطلق، توقف أحد المارة وخاطبنا بكل أدب: «أيها السادة، إنني رجل معدَم، أعيش في الشارع، لا بيت عندي ولا أسرة، بل ليس عندي حياة أعيشها، أرجوكم ساعدوني بقليل من المال كي آكل هذه الليلة» تجاهلناه، فمثله كثيرٌ في لندن، بل في كل مدن العالم، استمر في الحديث والاستجداء، توقفنا عن الحديث منتظرين أن يمضي، جاء النادل وصرفه، ولكنه عاد واستمر في عرض قضيته، في النهاية قال: «لا أريد أن أثقل عليكم، يكفي أن يقول أحدكم لا وسوف أمضي»، قلت له: «لا» فمضى. أخيراً شاهدت فيلم «وجدة» وأين؟ بعيداً في العاصمة الأوروبية فيينا! هذا الفيلم الذي صور في عليشة الرياض، نحتاج أن نمضي بعيداً إلى فيينا ولندن ونيويورك كي نشاهده، إنه يستحق ذلك، بل إن النقاد هناك أثنوا عليه، وأخذ يشق طريقه بقوة مرشحاً للأوسكار كأفضل عمل أجنبي. قاعة السينما كانت ممتلئة بالمشاهدين…
الخميس ١٠ أكتوبر ٢٠١٣
تخيل أن متسابقا يركض بمثابرة في ماراثون طويل، يتصبب عرقا ويتجاوز مئات المتسابقين إثر لياقته العالية وحكمته في إدارة السباق، لكن عندما يصل إلى نهايته ويفوز يتوارى، يخبئ وجهه خلف يديه ويغيب، تبحث عنه عدسات الكاميرات ولا تجده. إن هذا ما حدث تقريبا مع العالم البريطاني، بيتر هيجز، الذي فاز مع البلجيكي، فرانسوا أنجليرت، بجائزة نوبل للفيزياء عام 2013؛ لأعمالهما حول الجسيمات الأولية أو ما يسمى بـ ''بوزون هيجز''، الذي يعد من أهم الاكتشافات في تاريخ الفيزياء. فعندما أعلنت ''نوبل'' نبأ فوز هيجز بعد نحو 49 عاما من نشره النظرية الفيزيائية المثيرة اختفى تماما. لقد قامت البروفيسورة، أولجا بوتنر، أستاذ فيزياء الجسيمات الأولية التجريبية في جامعة أوبسالا في السويد، وعضو لجنة ''نوبل'' بالاتصال عليه غير مرة، لكنه لا يرد. احتجب عن الأضواء تماما. تقول قناة ''بي بي سي''، هيئة الإذاعة البريطانية: إن الوصول إلى بيتر صعب جدا خاصة في مثل هذا الوقت. ''إنه شخصية خجولة جدا، يمقت الأضواء والتهاني، هو…