الخميس ٠٣ أكتوبر ٢٠١٣
أعتقد أنه من الظلم بمكان مقارنة بلادنا بدولة الإمارات الشقيقة, أو بقدرتنا على منافستها. خلاص, الإمارات الآن تجاوزت رسميا مرحلة دخول المنافسة مع أحد, وتسيدت باقتدار المركز الأول في كل حقل ومجال, حتى أنها أضحت كالغول الذي يستحيل مجاراته أو اللحاق به. بل إنني أجزم - من واقع رصدي لها - أن هذه الدولة دخلت مرحلة "الدلع", وهو ما يمكن تسميته بالترف في تقديم الخدمات وتطور العمران وتنمية الإنسان, وهذا لعمري, لهو أشد ما يشعر المرء بالغيظ والحسرة وارتفاع ضغط الدم. وحتى لا يساء الفهم, فلا علاقة إطلاقا للغيظ بالحسد أو تمني زوال النعمة, فحاشا وألف حاشا أن يكون "خمالنا" و"قلة دبرتنا" سببا في حسد من يلقنونا في اليوم الواحد ألف درس ودرس في فوائد العمل وترك الجدل, وهو ما ابتلانا به الله سبحانه وتعالى. ولأولئك السذج ممن تبقى لديهم بصيص أمل باحتمال قدرة بلادنا على إنجاز ولو واحد في المئة من إنجازات الإمارات, أدعوهم لمشاهدة برنامج "علوم الدار" الذي…
الخميس ٠٣ أكتوبر ٢٠١٣
تعكس حكاية الطابور الطويل إلى بوابة الطائرة نهاية، مساء طويل. وقصة أفراد الطابور مع (حيواتهم) الشخصية. يحيى: سبعيني (متشبّب)، بلهجة ظهران الجنوب، ومن بعض تصرفاته في الطابور يبدو لي زبونا أسبوعيا لطائرة الرياض. يتباهى أمامنا أنه أنجز هذا الصباح أمرا (وزيريا) بفتح صغير لجماعته في (الماسورة) حينما تمر التحلية إلى مركز المحافظة. سألته بكل سذاجة: كيف جبتها يا يحيى؟ فأجاب: جبتها من فوووق.. خلفي في الطابور أيضا، صدام حسين، يضحك الجميع من الاسم الذي كان صدفة عندما كان (صدام)، وأيام ولادته، أنموذجا ورمزا: يهمس إليّ صدام أنه أنهى بعيد ظهر هذه الرياض رفع مخصصاته وأسرته من إدارة (المقررات والعوائد) إلى ما يقرب الضعفين. أول مرة في حياتي أسمع عن هذه الإدارة مع شرح (كتالوجي) عن طبيعة مهمة هذه الإدارة: كيف استطعت يا صدام؟ هو نفس جواب (يحيى) السابق: جبتها من فوووق.. بجواري أيضا على مدخل الطائرة كان (فرحان)، مثلما أكد لي، كان قبلي بعامين في ذات طابور المدرسة الثانوية. والفارق…
مازن العليويكاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية
، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010
، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
الخميس ٠٣ أكتوبر ٢٠١٣
أن يكون المرء مرتزقاً ويخطئ ثم يصر على الخطأ لتأكيد تردي أخلاقياته فتلك مصيبة، وهذا ما فعله المخرج السوري نجدت آنزور، فهو في حديثه أول من أمس على قناة "بي بي سي" عاد للتأكيد أنه أخرج وأنتج فيلمه المسيء للسعودية منطلقاً من قناعات شخصية من غير أن يعترف بالحقيقة الواضحة والصارخة، وهي أنه قبض من النظام السوري ثمن فعلته التي حولته إلى مجرد مرتزق مأجور لا يمتلك أي مبدأ، أما رسالة الفن التي صدع بها رؤوس المشاهدين فليست إلا كذبة أقنع نفسه بها ومضى يرددها مثل كثير من أسطواناته الأخرى الجوفاء التي لازمته منذ اصطف إلى جانب النظام القاتل ضد الشعب والحرية. نسي المخرج أنه يناقض نفسه بهجومه على البلد التي مدت إليه يد الخير وأكرمته مادياً ومعنوياً حين دعته لإخراج الأوبريت في حفل افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية منذ سنوات، ليقدم إبهاراً كما ادعى وقتها عن أمجاد السعودية وتاريخها المشرق، فإن كان صاحب رسالة سامية كما يدعي…
الخميس ٠٣ أكتوبر ٢٠١٣
في مقال نُشر في صحيفة «تلجراف» اللندنية قبل أسبوع اعترف وزير شئون الاتحاد الأوروبي والمفاوض التركي الأول مع الأوروبيين أيجمين باغش بأن «تركيا قد لا تنضم أبدا للاتحاد الأوروبي بسبب المواقف المتحاملة للأعضاء الحاليين»، فيما وصف بأنه أول اعتراف علني على مستوى عال بأن المحاولة التي تبذلها أنقرة منذ عام 1963م ، وقال باغش في مقالته الهامة : إن «من المرجح بشكل أكبر أن تتفاوض تركيا على منحها حرية دخول خاصة لسوق الاتحاد الأوروبي مثل النرويج». وأضاف إن «تركيا عانت الإجحاف في كل من طموحاتها للانضمام للاتحاد الأوروبي، وقد فشلت أيضا محاولتها في الآونة الأخيرة لاستضافة الاولمبياد» بسبب خذلانها أوروبيا، مختتما مقاله بالعتب الشديد «يجب على (دول الاتحاد الأوروبي) أن تفهم أنها لا تضر تركيا بالتأجيل. إنهم يضرون أنفسهم». وزير المالية الألماني فولفجانج شيوبله ذكر بشكل صريح اعتراض برلين في يوليو 2013م قائلا : إن «تركيا ليست جزءا من أوروبا». مكررا الأقوال الأوروبية السابقة إنه ورغم ان قمة كوبنهاجن 1993م…
الخميس ٠٣ أكتوبر ٢٠١٣
حينما يتقاعد الفرد في اليابان يمكن أن تقبله «جامعة المتقاعدين» شريطة أن يكون قد تجاوز 60 عاما لتقدم له برامج نظرية وتطبيقية مناسبة تؤهله لدراسة ما يحب ثم ينخرط في أي مجال يفيده ويسليه في الحياة ولا يشعر بأنه عالة على أحد، فالدراسة فيها مجانية والسكن المريح، كذلك مع جميع مستلزمات الرعاية الاجتماعية. حتى الألمان لا يفرطون في المتقاعد ويرعونه لأنه يعد في نظرهم مخزونا متراكما من الخبرات التي يمكن أن تنتقل إلى الأجيال التالية، ولذا أنشئت لديهم «هيئة الخبراء المسنين»، وهي مكان جامع لنحو 5000 متقاعد ألماني نجحوا في تقديم خبراتهم واستشاراتهم لمعظم البلدان النامية ويؤدون مهامهم بصفة تطوعية. وفي الولايات المتحدة كنت كثيرا ما أعجب برؤية كبار السن وهم يؤدون مهام اجتماعية مثل تنظيم حركة المرور أمام المدارس، والإشراف على متاجر كبرى، ومساعدة رجال الشرطة حتى علمت لاحقا أن هناك «جمعية المتطوعين المتقاعدين» أنشئت عام 1969 لتساعد كل من بلغ 55 عاما في إيجاد فرص عمل لخدمة المجتمع…
الأربعاء ٠٢ أكتوبر ٢٠١٣
خرج رئيس الهيئات والأمر بالمعروف في برنامج «الثامنة» غاضباً إثر مقتل شابين سعوديين نتيجة مطاردتهما من سيارة رجال الهيئة في أحد شوارع الرياض. الرئيس لم يكن غاضباً لمقتل الشابين، بل بسبب مهاجمة جهازه من وسائل الإعلام وانتقاد الرأي العام الهادر ضده عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الرئيس لم يشعر في مداخلة تلفزيونية مفتوحة أنه مضطر طالما امتلك هذه الفرصة أن يقدم للرأي العام توضيحاً لملابسات ما حدث، ولم يُجب عن سبب المطاردة ولا إن كان رجاله قدموا بلاغاً بشبهة ضد الشابين قبل المطاردة، المهم عنده «لماذا تهاجموننا وتنكرون جهودنا في إنكار المنكر»، ناسياً أن من أكبر المنكرات بل المحرمات قتل النفس التي حرم الله، وإن كان قد قال في زيارة لأهل القتيلين: «إننا نرفض هذا التجاوز»، إذاً لما يزعل حين يرفضه الناس؟ رئيس الهيئات تباهى بإنجازات الهيئة وعلى رأسها - بحسب قوله - مطاردة السحرة وتجارة البشر. سحرة، وتجارة بشر، أين نحن في أدغال أفريقيا يا معالي الرئيس؟ حسناً ومن أي…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ٠٢ أكتوبر ٢٠١٣
منذ طفولتي وأنا أحب مزاولة هذه الهواية العجيبة، هواية إيقاظ الآخرين في الصباح. في صغري كنت أمارسها مع إخواني، ولسوء الحظ أنهم كلهم أكبر مني سناً ولذا كنت أخرج أحياناً بإصابات طفيفة. الآن أمارسها مع أبنائي، ولحسن الحظ أنهم كلهم أصغر مني سناً! لن أدّعي هوسي بالصباح الباكر جداً (صباح الفلاحين)، لكن المؤكد أني أكره سلوك الذين يستيقظون ظُهراً (صباح الفنانين)، ويغيظونني أكثر حين يقولون: صباح الخير! رؤية الوجوه المكتنزة بالنوم في وقت متأخر من النهار تبعث على الاكتئاب والارتباك، لكأن الشمس تشرق في الصباح الباكر عبثاً!؟ في السنين الأخيرة أصبحنا نقابل هذه الوجوه الناعسة «ظهراً» بشكل مألوف ومتكرر للأسف. فالجيل الجديد من الفتيان والفتيات أصبحوا لا ينامون كي يستيقظوا نشيطين مثلما كنا نفعل، بل هم ينامون بحثاً عن جوهر النوم (تشبه الحالة الشهيرة للمقارنة بين الذي يأكل ليعيش والذي يعيش ليأكل). غدت مقادير النوم عند هذا الجيل هي: مكيف بارد جداً، بطانية دافئة للحماية من المكيف البارد، منبه إيقاظ…
الأربعاء ٠٢ أكتوبر ٢٠١٣
قبل أن أبدأ.. أود أن أبعث تحياتي وتقديري للرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معالي الدكتور عبداللطيف آل الشيخ على وقفته الكريمة وأدائه لواجبه الإنساني في التعزية لذوي المصاب في الحادث الذي وقع لأسرة سعودية توفي منها شابان نتيجة سقوط سيارتهما في اليوم الوطني من على جسر في الرياض لأسباب لم تتضح معالمها نهائياً حتى الآن، وبعد التحية دعونا نبقى في هاشتقات تويتر وأجوائه التفاعلية حول القضية التي امتزجت بالازدواجية إلا أن أغلبية آراء أفراد المجتمع ترى أن لبعض أفراد الحسبة دوراً في حوادث قتل مواطنيهم. في اعتقادي الشخصي، أرى أنه من السذاجة جدًا أن «يطهبل» بعضهم للقتل «الاحتسابي» ويبرره -من باب الذود والمنافحة عن الهيئة وتقديسها- حينما يشتبه في وقوعه بدلا عن التأني وعدم الخوض فيه وإرجاء الحديث حتى نتائج التحقيقات؛ لأن من شأن ذلك أن يوقد الصدور أكثر ويرفع مستوى الاحتقان الشعبي للمجتمع المندد بالمأساة وبسبب نمطي متكرر «المطاردة» (راح ضحيتها مواطنون في تبوك وبلجرشي والرياض).…
الأربعاء ٠٢ أكتوبر ٢٠١٣
يمكن تصديق أي شيء عن الجماعات الجهادية في سوريا، فهم في الغالب ضحايا الألاعيب الاستخباراتية، كما أن المنظمات المتشددة التي تجندهم تبيح لهم القتل والعديد من الأعمال الوحشية التي لا علاقة بمبادئ الثورة السورية، ولكن حكاية (جهاد النكاح) بالشكل الذي عرضت فيه تبدو كذبة سيئة التركيب، فالمرأة التي تترك بلدها لتلتحق بهذه المجموعات الجهادية، فعلت ذلك انطلاقا من فهمها المتشدد للإسلام، ومن المستحيل أن تبيح جسدها للمجاهدين من كل الجنسيات خارج إطار الزواج الشرعي. قد تكون هناك امرأة ساذجة أو مغسولة المخ أو مريضة نفسية أو جاهلة بالدين، فعلت ذلك لعدم إدراكها لمفهوم الإسلام، ولكن الروايات التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام العربية تتحدث عن عدد هائل من النساء المحتجزات في بعض المباني أو المدارس اللواتي يمارسن الجنس مع عدد غير محسوب من المجاهدين أو الإرهابيين، فهل كل هؤلاء النساء لا يفهمن أبسط أبجديات الدين الإسلامي؟!. باختصار، المسألة بالنسبة للمجموعات الإرهابية لا تحتاج ارتكاب هذه الفواحش المكشوفة التي تتناقض مع الشعارات…
الأربعاء ٠٢ أكتوبر ٢٠١٣
كانت الثروة السمكية تشكل أحد المصادر الاقتصادية الأساسية في منطقة الخليج العربي قبل اكتشاف النفط، واشتهر شعب الخليج بالغوص والصيد منذ قديم الزمان، فالخليج العربي يتميز بتنوع أسماكه والكائنات البحرية الأخرى التي تعيش فيه، والتي قلما توجد في المناطق البحرية الأخرى ويعود ذلك إلى طبيعته شبه المنعزلة فهو يشبه البحيرة وتتميز مياهه بدفئها وهدوئها. تولي دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ قيام الاتحاد في العام 1971، اهتماماً كبيراً بقطاع الثروة السمكية، اعترافاً بأهميته كحجر أساس في تكوين وتعريف حضارة وتراث الخليج العربي بشكل عام، ودولة الإمارات بشكل خاص. ونتيجة لاهتمام الدولة بهذا القطاع ودعمها للصيادين، زاد إنتاج الأسماك من 40 ألف طن إلى 95 ألف طن خلال عشرين عاماً. ولكن تعاني الثروة السمكية في الوقت الحالي من تراجع كبير ساهمت فيه يد الإنسان إضافة إلى العوامل الطبيعية مثل التغير المناخي. فعلى الرغم من زيادة حجم الإنتاج إلا أن مخزون الأسماك قد تراجع خلال الثلاثين عاماً الماضية بأكثر من خمسين بالمئة، فالمخزون…
الثلاثاء ٠١ أكتوبر ٢٠١٣
سأرحل عنكِ سأرحل عن ذكرياتك ومذكراتك .. سأغيب عن واقعك وأهجر أحلامك .. أحلامك .. كل أحلامك سأغادرها .. سوى حلمك الأول عند شلال مياه باردة أسفل المدينة .. كان لقاؤنا. سأبقى هناك أراودك .. كأضغاث أحلام لن تتحقق ! ولن أتحقق ! ====== على فراشك الأبيض نائمة أمامي، كل شيء هنا مظلم عدا نور شمس توشك أن تشرق يطل من نافذة الغرفة، ونور خافت لأباجورة. في يدي تقرير الطبيب، قرأته ٨ مرات، بعدد الأعوام التي قضيناها معاً، وعدد المرات التي غادرنا سوياً إلى بيروت، آخرها في آذار الماضي خلسةً دون علم أحد، وبعدها مُنعنا من بيروت، علمت وقتها أن غياب بيروت مقدمة لغياب أشياء جميلة في حياتنا، لم أظن أنك ستكونين أنت التالية بعد بيروت ! "وتسألين عن بيروتْ.. شوارعُ بيروت، ساحاتُها، مقاهيها، مطاعمُها، مرفأها.. بواخرها.. كلُّها تصبُّ في عينيْكِ ويوم تغمضين عينيكِ.. تختفي بيروت" *نزار وحين تفتحين عينيكِ .. أختفي أنا. خبر سيء، فقدت ذاكرتها لعشر سنين إلى…
الثلاثاء ٠١ أكتوبر ٢٠١٣
إذا ما كُتب للاحتجاجات الشعبيّة أن تتواصل في السودان، بتنا أمام احتمال تجربة ثوريّة جديدة مرشّحة لتجاوز العنوان الاقتصاديّ (أسعار المحروقات) إلى طرح مسألة السلطة. وهذا، على ما يبدو، ما لا تفعل سلطة عمر البشير إلاّ الدفع باتّجاهه، أكان ذلك من خلال القمع وتكميم الأصوات والصحف، أم من خلال اللغة السقيمة نفسها عن الإرهاب والمؤامرة. يحصل ذلك في مرحلة بدا معها أنّ «الربيع العربيّ» قد توقّف وأكمل دورته. والتوقيت «المتأخّر» هذا قد يساعد على التزوّد بجملة من الدروس تُستفاد من التجارب السابقة، متيحاً، من ثمّ، طاقة على التحليل والتوقّع لم تتوفّر لتلك التجارب التي لم يخل انفجارها من حسّ المفاجأة والدهشة. في هذا المعنى يمكن الـقول إنّ الـسودان، الـذي وضـعـه الـتـقـسـيـم الـسـابق أمـام انـعطاف نوعيّ كبير، سوف تضعه الثورة المحتملة، هي الأخرى، أمام انعطاف لا يقلّ نوعـيّة. وهنا أيضاً تتعايش الحماسة للحرّيّة والرغبة في سقوط حكم كامل الفشل، شعبه مفقر ومهان ورئيسه مطلوب من المحكمة الجنائيّة الدوليّة، مع الخوف ممّا…