الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠١٣
قلة منا، رجالاً ونساء، تدرك المصاعب المعيشية والوظيفية التي تعاني منها المرأة السعودية، رغم التسهيلات التي تقدمها السلطات الرسمية ووزارات كالتربية والعمل، ورغم جهود النساء في المملكة، وما يحاول عامة مؤيدي حقوق المرأة تقديمها لنساء المملكة. إذ تبقى ممنوعات دينية ومحاذير اجتماعية لا حصر لها تلاحقها في المنزل والشارع ومجال العمل. منها مثلاً منع كل ما يمكن منعه من صور "الاختلاط"، مهما كان عفوياً وضرورياً أحياناً. ومنها مستلزمات الملبس والمظهر والكلام والتصرف، والتي تبدو طبيعية للنساء في مجتمعات كثيرة أخرى. قيادة المرأة للسيارة اليوم، من أعقد القضايا التي تحاول سلطات المملكة حلها، بعد أن أصبح عمل المرأة واسع الانتشار، وأصبح من حتميات رفع المستوى المعيشي للأسرة السعودية في الطبقة المتوسطة والمثقفة خاصة، ومجابهة الغلاء وكثرة مصاريف الحياة كما في كل دول مجلس التعاون وبقية البلدان العربية، وبعد أن تزايد عدد الخريجات والنساء العاملات وتضاعفت مسؤوليات المرأة. فالسعودية دولة كبرى مترامية الأطراف متناثرة القرى والمدن، بل إن بعض مدنها كالرياض، أو…
الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠١٣
بدا لي أن مساحة الفرح والمتعة باليوم الوطني في هذا العام، كانت أكثر حضورا مما كان عليه الحال في السنوات الماضية، وإلى حد كبير تبددت حالة القلق والتأزم والفوضى التي عادة ما كانت تصاحب مثل هكذا مناسبة. ما يؤكد الفارق بين ما مضى وما كان عليه الحال في هذا العام، ظهر جليا في أمنيات ودعوات انطلقت من شتى المدن ترجو أن يتوالى ويتكرر هذا المشهد الإيجابي في قادم السنوات وأن تطغى مشاهد الفرح وصور السعادة ، ويبرز الوعي بأهمية مثل هذه المناسبات الوطنية، وكيفية الابتهاج بها على أي مشاهد أخرى. البعض رأى أن حالة الرضا الخاصة باليوم الوطني، ما كان لها أن تكون لو لم يكن هناك حضور مكثف لرجال الأمن في كل مكان، وفي ظني أن هذا لا يعد مأخذا، لأنني على يقين أن الوعي وحده لا يمكن أن يكون كافيا لتحقيق أي مبتغى، أو أي هدف، نظرا لوجود أناس كثر في كل المجتمعات لا يرتدعون إلا بالحزم وبتطبيق…
السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٣
وراء الموقف السياسيّ الراهن الذي يجمع بين روسيا البوتينية وإيران الخمينية من سوريا وثورتها، بل من جملة بلدان وأمور أخرى، يكمن شبَه نادراً ما يشير إليه المراقبون والمعلقون. والشبه هذا إنّما يتعلّق بمسألة النماذج السياسية بوصفها امتداداً للموقف من بلدان الغرب الديمقراطي وتعبيراً عنه. فما المقصود تحديداً بمسألة النماذج السياسية هذه؟ إذا ما راجعنا تاريخ القرن العشرين، أو محطّاته الأبرز ذات المضمون الأيديولوجي، وجدنا أن النموذج الغربي السائد في الولايات المتحدة الأميركية وبلدان أوروبا الغربية، والمعروف بالديمقراطي الليبرالي، إنما تعرض لتحديات ثلاثة كبرى قدم كل واحد منها نفسه بوصفه الحامل لنموذج سياسي بديل: لقد كان التحدي الأول هو ذاك الشيوعي الذي تمكن من الوصول إلى السلطة بعد ثورة أكتوبر 1917 في روسيا القيصرية. ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية امتد هذا النموذج إلى الصين التي انتصرت ثورتها في 1949، بعدما كان الجيش الروسي الأحمر قد حمل النموذج إياه إلى سائر بلدان أوروبا الشرقية والوسطى. والتحدي الكبير الثاني كان ذاك الفاشي الذي…
السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٣
أكاد أختتم هذا المساء بإذن الله قراءة (يوميات) الكاتبة السعودية، سارة مطر عن سيرتها الشخصية كطالبة في جامعة البحرين، تحت العنوان المثير بعاليه الذي يشرح بكل وضوح وصراحة هذا التباين في التقابلية المذهبية في قلب مجتمع واحد. وأنا هنا أكتب (البحرين) كمثال وأنموذج على سلاسة أو حدية التعايش المذهبي، وما البحرين سوى أنموذج لعشرات المواقع والأماكن على هذه الخريطة المسلمة. وحين سبحت في يوميات سارة مطر عرفت بكل صفاء ونقاء أن العقود الأخيرة الثلاثة من الزمن قد شهدت هذا الشحن المذهبي وهذا الاحتشاد الطائفي البغيض مثلما شهد آلاف الأدبيات المغلفة بخطاب ديني ولكن، ومن السذاجة والغباء: تحت دفع الغطاء السياسي.. الباكورة هي الثورة الإيرانية. متى عرفت البحرين، أنا، بشكل شخصي؟ كنت طالباً، منتصف الثمانينات من القرن الماضي، عندما تم اختياري لتمثيل طلاب جامعة الملك سعود في لقاء طلابي خليجي استضافته ذات (جامعة البحرين) حيث يوميات سارة مطر بعد ربع قرن من الزمن. وفي الليلة الخامسة والأخيرة من البرنامج كان في…
السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٣
أثناء الطريق لحضور اجتماع، قرأتُ تغريدة وضعها أحدهم عن خمس قواعد مهمة لإدارة الشركات. فتحتُ الرابط المُرفق وبدأتُ أقرأ المقال في مجلة "رائد الأعمال" الأميركية الشهيرة. أعجبني وقلت في نفسي: هذا عالمي الحقيقي.. لا بد أن أركز في عالم الأعمال. دخلت غرفة الاجتماعات وكان بها مجموعة من علماء الشريعة والأصول مِن المُجددين الذين درسوا المنطق ووظفوه لفهم النصوص الشرعية باعتدال ينم عن ذهن منفتح. دار حديث شيق وعميق حول الحاجة إلى فهم مقاصد الشريعة، وكيف يمكن للأمة الإسلامية اليوم أن تتجنب كثيراً من الفتن والقتل والصراعات لو أن الدهماء كانوا أكثر تَبصُراً،. ولو أن كثيراً من دعاة الفضائيات كانوا أقل تسطيحاً للفكر حين يُخاطبون المجتمع، وأكثر تأملاً في النصوص واستنباط آليات لتكييفها مع حال الأمة وحاجاتها. خرجتُ وقد تقزّمت فكرة ريادة الأعمال في نفسي التي حدثتني بأن مجال التجديد الفكري وتهذيب الخطاب الديني هو العالم الحقيقي. في المساء عدتُ إلى "الآي باد" لأستكمل قراءة بعض كتب التراث الأدبي، وانكببتُ على…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٣
ينتابنا الهلع كلما لاحت في أفق السياسة مصالحة أميركية - إيرانية، مثلما هو حاصل هذه الأيام في نيويورك، حيث يتقاطع الرئيسان الإيراني حسن روحاني ونظيره الأميركي باراك أوباما في أروقة مبنى الأمم المتحدة ولكن لا يلتقيان، بعضنا يذهب إلى حد «المؤامرة»، فهو مقتنع أن ثمة حلفاً خفياً وتعاوناً بين الطرفين ولن يلبث إن يصعد إلى السطح، ويعلن رسمياً الحلف الأميركي - الإيراني الجديد على حسابنا نحن في السعودية والخليج، لنسقط من «الحجر» الأميركي بعدما يتربع عليه الإيراني، فندفع الثمن غالياً من مصالحنا وحقوقنا. أعتقد أننا جميعاً بحاجة إلى جلسات علاج نفسي، ودورات في علم «السياسة الحقيقية» حتى نستعيد ثقتنا بأنفسنا، وأننا أقوى مما نعتقد، وأستعير عبارة رئيس الاستخبارات السعودية السفير السابق الأمير تركي الفيصل أن «إيران نمر من ورق»، فقط نحتاج إلى بعض من التركيز والتخطيط لنحدد من هم حلفاؤنا الاستراتيجيون، وما هي مصالحنا الثابتة، وأن الشرق الأوسط الذي استوعب يوماً «القوى العظمى» مملكة فارس والروم، ثم وجد عرب الصحراء…
السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٣
أشاعت لقاءات الرئيس حسن روحاني نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فضلاً عن خطاب أوباما، أجواء من التفاؤل في الأوساط السياسية والديبلوماسية المعنية بمسائل الشرق الأوسط، وانتقادات وصلت إلى حد اتهام الرئيس الأميركي بالضعف أطلقها بعض حلفائه. فهل تغيرت إيران أم الغرب تغير؟ صحيح أن للرئيس الإيراني، أي رئيس، رأيه وتأثيره في السياسة الخارجية لبلاده، لكنه يبقى جهة تنفذ خطط المرشد وتوجهاته. والاستنتاج المنطقي يؤكد أن خامنئي ليس بعيداً عن الحراك الديبلوماسي الذي يقوده روحاني. وأن التغيير بدأ في أعلى هرم السلطة في طهران، له أسبابه المختلفة عما يشاع عن تحول إيران إلى الاعتدال، وكأن هذا التحول حصل من دون مقدمات، أو كأن الرئيس الجديد انتقل ببلاده فجأة من «محور الشر» إلى «محور الخير»، مستلهماً الغيب في رسم سياساته. الواقع أن إيران التي خاضت الحرب في بلاد الشام بكل قواها أدركت أن تراجع الولايات المتحدة وحلفائها عن الهجوم العسكري على…
السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٣
لابد أن جميعكم قد مرّ بتلك التجربة الجميلة التي يتذكرها بابتسامة عريضة وتنهيدة «راحوا الطيبين» الشهيرة.. تبدأ أعراض الحالة عندما تطلب من شمس الدين، وهو ذلك الشاب الكيرالي الذي يفعل كل شيء في المؤسسة ويتقاضى «شروي نقير»، أن يعد لك كوب «الكرك» اليومي، فتفاجأ بأنه استبدل عبارة «حاضر أرباب» بعبارة «شوي بعد»! هنا تعلم أن الأمور لم تعد كما كانت. تأخذ جولة في الإدارة فتفاجأ بأن النظرات تجاهك لم تعد كما كانت، هي نظرات من نوع آخر، تدرك مرة أخرى كم كنت أحمق حينما قضيت لياليك في البحلقة في الكتب بدلاً من العيون الكحيلة.. من لي بفهم ما يختبئ خلف هذه العيون.. مزيج من الحزن والشفقة والتحفز والسعادة، تصل إلى مكتبك لترى الظرف الذي يحمل شعار المؤسسة وتوقيع مدير الشؤون الإدارية الذي يكون عادة الرجل الأكثر شعبية، فتعلم بأنك قد وصلت إلى نهاية اللعبة! كلما ارتفعت في السلم الوظيفي أصبح عدد الكراتين الفارغة التي تحملها معك في اليوم الأخير أكثر،…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠١٣
ثمة ثلاثة تحديات تواجه صناعة الكتاب العربي، ورابع تجده في نهاية المقال. أولها الرقابة، فالرقيب العربي لا يزال يعمل ببيروقراطية مملّة، أكوام من الكتب أمامه، لا تستحق انتظاراً طويلاً وتدقيقاً، ولكنه يتعامل معها مثلما يتعامل موظف البلدية مع رخص البناء، يعمل مسترخياً بمنطق «هي الدنيا طايرة»؟ بينما الكتاب كالمجلة والصحيفة، لا بد أن يصل ساخناً للقارئ، متواكباً مع الاهتمام الذي يريده المؤلف والناشر، يصل الكتاب إلى الصحافي فيكتب عنه ناقداً، ولكنه لا يصل إلى القارئ لأن الرقيب يشكو من كثرة الكتب وقلة المراقبين، بل يشكو أحياناً هو ووزارته من المتطوعين الذين يطالبونه بحظر هذا الكتاب أو ذاك، لأنه لم يوافق هواهم، لأنهم يرونه ضاراً على الناشئة، ولا يثقون بحصافة القارئ وقدرته على تمييز الطيب من الرديء، يريدون أن يكونوا أوصياء ليس على العقل فقط بل حتى على ما يتلقاه العقل، النتيجة أن الرقيب يشتري وجع دماغه فيشبع الكتاب بحثاً وتمحيصاً حتى يموت بين يديه، كل هذا يحصل في زمن الإنترنت…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠١٣
لا ينبغي الاستخفاف بقرار القضاء المصري فرض الحظر على جمعية (جماعة) الإخوان المسلمين بالبلاد. ليس لأن القرار أو الحكم له جوانب سياسية؛ بل لأنها ليست المرة الأولى التي يحصل فيها ذلك: فقد حصل الأمر نفسه بعد اتهام أعضاء بالتنظيم الخاص لـ«الإخوان» بقتل رئيس وزراء مصر في الأربعينات من القرن الماضي. أما القرارات الأخرى ضد الجماعة عامي 1954 و1965 فقد كانت سياسية وسيادية. وفي الحالتين المذكورتين فقد كان الاتهام المشاركة في أعمال إرهابية ضد أمن الدولة والنظام العام. أما هذه المرة (أي بتاريخ 2013/9/23) فقد كانت التهمة قيام الجمعية ذات الطابع «الخيري والاجتماعي» بنشاطات سياسية، ووجود أسلحة بمقراتها، وتحريض قادتها على العنف ضد خصومها من المتظاهرين السلميين. سيقول كثيرون (بينهم عرب ومسلمون وغربيون) إن هذا الحكم القضائي سياسي الدوافع، لأنه جاء بعد إقصاء الرئيس محمد مرسي، وإصرار «الإخوان» وحلفائهم على الاعتصام والتظاهر والاشتباك مع قوات الأمن والجيش من أجل استعادة «الشرعية والشريعة». ومصطلحا الشرعية والشريعة في نظري هما الخيط الذي ينبغي…
الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠١٣
من منا قادر على أن يحصي عدد المؤتمرات والندوات والاجتماعات وورش العمل، التي أوصت في نهاية أعمالها بتضمين عشرات المسائل في مناهج التعليم، إما للقضاء على ظواهر سلبية متفشية في المجتمع، أو للتثقيف والتوعية والتعريف بمسائل بات الجهل بها أو تجاهلها سببا في معاناة الدولة والشعب جراء تداعياتها، مثل المخدرات والجريمة والعنف الأسرى والانتحار وقتلى حوادث السير والغش والاحتكار وغياب الإخلاص واستشراء الفساد وضياع الذمة. أنا على يقين أن الدولة لو أخذت بتلك التوصيات ووجهت وزارة التربية والتعليم بتضمينها في مناهج التعليم لفاقت الكتب المخصصة لها عدد كتب المناهج المعتمدة، ولما أتت هذه السياسة بما عولت عليه تلك التوصيات، بل أجزم أن النتائج ستكون عكسية، ولعل منهج "الوطنية" خير شاهد على ذلك فهو منهج غير مرحب به لدى الطلبة، ولم يحقق الأهداف التي كانت وراء فرضه، فالفجوة الكبيرة الموجودة في فكر ونفسيات جل الطلبة تجاه التعليم ذاته وتجاه المدرسة كافية لاتخاذ الطلبة موقفا سلبيا من مناهج التعليم كلها، وبالتالي لن…
الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠١٣
ـ تحتاج بعض فروع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى إصلاح شامل وفوري لا يشبه الإصلاح العربي الإخواني أجلَّكم الله، وليس فيه مرسي ولا بديع ولا شاطر ولا رجة ولا رجفة، ولكنه إصلاح للعقلاء الراشدين الذين لا يرون المواطن تهمة تمشي على قدمين، ولا يتعاملون معه كحالة اشتباه أو ترقيم محتمل! ـ المطاردات الهوليودية التي يقوم بها بعض كوادر الهيئة الميدانيين الممانعين للإصلاح لم تعد قضية أخطاء موسمية يمكن تبريرها بالحماس الزائد أو قلة الخبرة الميدانية كما جرت العادة؛ بل أصبحت كما يبدو طبيعة عمل روتينية جداً لدى هؤلاء، ولذلك آن للهيئة أن تقف مع هؤلاء الممانعين للإصلاح، وألاَّ تعيد حديث الإعلام عن أخطائهم الكارثية إلى المتربصين الدائمين كما تزعم في كل وقت. ـ إصلاح كوادر الهيئة الذي أطالب به هو استحقاق متأخر، ولكنه الآن أصبح ملحاً كي تمارس عملها بمنتهى الانضباط والرشد المتصالح مع مستجدات العصر، وأول هذا الرشد ألاَّ تنظر إلى المواطنين كمشبوهين تجب مطاردتهم؛ فالمواطن ليس…