الجمعة ٢٦ يوليو ٢٠١٣
لعلنا لا نجانب الصواب إنْ وصفنا دولة الإمارات بـ«البوتقة» التي تنصهر فيها عناصر التنوع الثقافي، حيث يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية، وهي تعد بذلك واحدة من أكثر بلدان العالم احتفاء بالتعدد الثقافي. ولا شك في أن العولمة عادت على مجتمع أبوظبي بالكثير من الإيجابيات، من أبرزها هذا التقدم الملموس في مختلف أوجه الحياة. غير أن للعولمة مخاطر لا يستهان بها، ولعل من أهمها ما تشكله من تهديد للهوية الثقافية التي يعتز بها أهل الإمارات. هذا الكم الهائل من تأثير الثقافات الأخرى ينطوي على تهديد للهوية العربية الإسلامية. وغني عن القول إن حجم الوافدين المقيمين في الدولة قد أخلَّ بالتوازن الديمغرافي، حيث بات المواطنون يشكلون أقلية في وطنهم بالمقارنة مع الوافدين، ولا يخفى ما يحمله هذا الوضع من مخاطر تهدد الهوية الثقافية للإماراتيين. ولمجابهة هذه التهديدات، لا بد لنا من جهد دؤوب لحماية قيمنا وعاداتنا ولغتنا وشخصيتنا الوطنية، وهو جهد لا غنى عنه إنْ كنا نريد المحافظة على تقاليد…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الجمعة ٢٦ يوليو ٢٠١٣
شكلت حركة 30 يونيو (حزيران) 2013 بمصر التغيير الرئيس في العالم العربي بعد نشوب ثورات التغيير في أواخر عام 2010. وقد تزامن تمرد حركة «تمرد» واستجابة الجيش المصري لها مع الانتخابات الرئاسية الإيرانية وفوز حسن روحاني بالرئاسة في إيران في وجه مرشحي الحرس الثوري والمحافظين. وخلال الفترة نفسها تخلى أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن السلطة لصالح ولي عهده تميم بن حمد. واتجهت دول مجلس التعاون الخليجي بزعامة السعودية لدعم النظام الجديد بمصر، ولنُصرة الثورة السورية والشعب السوري في وجه نظامه القاتل، وفي مواجهة إيران وحزب الله المتدخلين بالعسكر والعتاد ضد الشعب السوري ولصالح بشار الأسد. وفي حين انطلق الجيش المصري لتحرير سيناء من إرهاب «القاعدة» والجهاديين الآخرين، ووضع بذلك حماس في موقف صعب بين مصر الجديدة من جهة، وجهاديي إيران والإخوان المسلمين من جهة ثانية؛ أنجز جون كيري وزير الخارجية الأميركي خطوات واسعة على طريق العودة للتفاوض بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل سعيا لإطلاق عملية…
سعيد المظلومضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ،
حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد
بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية،
مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
الجمعة ٢٦ يوليو ٢٠١٣
بعد أن افتتح فرع لستاربكس بالقرب من مسجدي (مسجد الصبر) في مدينة بورتلاند، حيث كنت أدرس الماجستير، كنت كلما خرجت للصلاة وقبل فتح باب البيت أسمع زوجتي تناديني، وتقول: سعيد ممكن كوفي؟ أذهب بطبيعة الحال بعد الصلاة (راغباً لا مجبراً)، وأشتري كوبين لها ولي، وكان أكثر ما يشدني في فروع ستاربكس بأمريكا أن ريع كل قنينة ماء تشتريها تذهب إلى إفريقيا، لتوفير الماء الصالح للشرب لمزارعي القهوة هناك. بعد سنوات رائعة قضيناها في الولايات المتحدة، بدأنا رحلة أخرى في بريطانيا للحصول على شهادة الدكتوراه، فكان المقهى المفضل لدي هو «كوستا» .. وكان لديهم مؤسسة خيرية تعمل على دعم الفقراء في الدول التي تشتري القهوة منها. عشت في بريطانيا خمس سنوات، وأعتبر نفسي متابعاً جيداً للعمل الخيري (على الأقل في مانشيستر حيث كنت أقيم)، الشاهد .. 80 في المئة من صناديق التبرعات تذهب لمراكز أبحاث، لدور أحداث، مؤسسات تعليمية وغيرها. أما مساعدة الفقراء، فالدولة مسؤولة عن توفير الأساسيات لهم من مسكن…
الجمعة ٢٦ يوليو ٢٠١٣
لا شك أن مطالب المواطنين في مجال النهوض بملتزمات الحياة أمر جوهري يُسهم في التوازن الاقتصادي والأمني والاجتماعي، خصوصاً مع ارتفاع الأسعار الصاعدة، الذي يقابله جمود في الرواتب، مما قد يسبب خلالاً في هرم ماسلو. لا حديث للناس في المجالس الواقعية والافتراضية إلا عن المطالبات بزيادة الرواتب، وهذه خطوة حضارية وفي غاية الرقي.. يبدو أن هناك فجوة بين من يحيط بصاحب القرار والمستفيد من القرار، فالذي وُلد وملعقة الذهب في فمه يقول الراتب يكفي ونص! والذي لا يعرف معنى تاريخ 25 من كل شهر فهو بالتأكيد يقول الراتب يكفي ونص! والذي لم يطرق أبواب البنوك ومكاتب التقسيط يقول أيضاً الراتب يكفي ونص! والذي ينتظر الأرض والقرض للخروج من أزمة الإيجار بلا شك يقول الراتب يكفي ونص! والذي تستقبله المستشفيات في مشارقها ومغاربها بالخدمات الممتازة فيقول الراتب يكفي ونص! لا أحد يزايد على طيبة وكرم ونُبل والدنا الملك عبدالله –حفظه الله– ونحن على ثقة أنه لن يترك شعبه بين سندان ارتفاع…
الجمعة ٢٦ يوليو ٢٠١٣
ما إن انفلتت «تغريدة» سعودية في فضاء «تويتر» تشتكي الحال بشعار اسمه «الراتب وحده لم يعد يكفي»، حتى تجاوبت معها آلاف التغريدات والمتابعات. الشكوى المستمرة من مواطنين ومواطنات بأن رواتبهم لا تكفي هي شكوى يختلط فيها سوء التقدير مع تضخم اقتصادي مفرط. تختلط فيه شكوى سيدة بأنها لم تستطع أن تدفع راتب عاملة منزلية، وشكوى رجل من أقساط سيارة جديدة بجانب رواتب تقل عن ٥٠٠ دولار. ومن يسمعنا نخلط بين شكوى الفقر وسوء التقدير يعجب، هل نحن مجتمع خليجي مرفّه؟ أم أننا نعيش بنية مختلة تجعل العاملة المنزلية ضرورة والسيارة ضرورة وكذلك الوجبات الدسمة وسكنى الفلل ضرورة؟ أم أننا نحاكي الآخرين فقط؟ صحيح أن لنا شكاوى اقتصادية لا شبيه لها، مثل شكوى عدم تمكننا من دفع راتب سائق، لأن النساء لا يستطعن الذهاب إلى أعمالهن ومدارسهن من دون سائق، لأنهن لا يجدن نقلاً عاماً، ولا يستطعن إيصال أنفسهن بقيادة سيارة أو الركوب مع نساء أخريات، لكن هذا النوع من الشكاوى…
الخميس ٢٥ يوليو ٢٠١٣
إذا قام أحد ما في أي وسيلة إعلامية أو اجتماعية باقتراح أن تسلم الحكومة راتب الشهر المقبل قبل العيد فلا تنتظروا الخيارات المتاحة أمامكم، وخذوا المبادرة مباشرة إما بالتعرض لصاحب الاقتراح في الشارع و(تهذيب) أخلاقه بالعقال على طريقة (جاكي-شان-الجمارك) الشهيرة، أو بقتله وسحله على طريقة (مصر قبل الثورة التصحيحية)، أو بإقناع عائلته بالحجر على أمواله وتصرفاته من باب أنه (سفيه)! مازلنا نذكر المأساة التي مررنا بها في العام الماضي عند تسلم راتبين قبل العيد، عشنا أياماً جميلة في العيد وامتلأت صفحات (فيس بوك) بصور لأبله يمسك في يده وردة في سويسرا وآخر يحمل بيده حفنة من الثلج في كندا، وآخر يمسك بـ(اللهم إني صائم) في بتايا.. وامتلأ (تويتر) بتعليقات على غرار (أستودعكم الله.. لندن تايم).. (قولوا مبروك أخيراً غيرت تواير الموتر).. (الحمد لله تعاقدت على بناء الطابق الثاني).. كما امتلأ (انستغرام) بالصور الجميلة للمأكولات الراقية من كل العالم مع العبارات اللزجة التي يعرفها (المراكبية) جيداً على غرار: تفضلوا.. اقتربوا.. يبيبيتوتوم..…
الخميس ٢٥ يوليو ٢٠١٣
ـ مهما كانت الزيادة في الراتب فلن يكون لها قيمة طالما أن التاجر حر تماماً في البيع بالسعر الذي يعجبه، وطالما أنه لا يخاف من أحد نهائياً، وطالما أنه المتحكم الأوحد في أسعار السوق دون حسيب أو رقيب، وسيزيد في الأسعار -كالعادة- بمجرد زيادة الرواتب، أو حتى سماعه بأي شائعة في هذا الخصوص، وقد فعلها كثيراً حتى أوردنا المهالك. ـ هذه ليست حجة أسوقها كي أجامل أحداً؛ بل واقع مؤلم يفرضه التاجر الجشع الذي لا يستطيع أحد ردعه في بلادنا بكل أسف، ولولاه لما وصلنا إلى هذه المعاناة الكبيرة من الغلاء في كل شيء، وأنا مثلكم أتمنى زيادة الرواتب، ولكن معها أيضاً مراقبة التجار وعدم السماح لهم برفع الأسعار والتحكم بها كيفما يريدون، ولا يمكن الفصل أبداً بين زيادة الراتب وبين مراقبة الأسعار إن كنا نريد الفائدة حقاً. ـ طبعاً لن تجدوا مواطناً واحداً يرفض الزيادة، ومن هو ذلك الموظف المرتاح أصلاً حتى يرفض زيادة الراتب؟ المصيبة أن أكثر الفرحين…
الخميس ٢٥ يوليو ٢٠١٣
يتوقع اللبنانيون، او بعضهم على الأقل، ان ينغّص القرار الأوروبي بإدراج «حزب الله» على لائحة المنظات الإرهابية، عيشهم واستقرارهم في دول الشتات الأوروبية التي نزحوا اليها قسراً او طوعاً على مدى السنوات الأربعين الماضية، لكن هذا لن يكون شيئاً بالمقارنة مع ما سيعاني منه مواطنوهم في لبنان نفسه، سواء مع بدء تطبيق القرار الاسبوع المقبل وما يستتبعه من تدقيق وعرقلة في تجارتهم ومعاملاتهم وتحويلاتهم وأعمالهم وبالتأكيد سفرهم، او بما يعنيه القرار من فتح الوضع في لبنان على المخاطر كافة، وخصوصاً الأمنية، اذا لم يرتدع «حزب الله». وهذه ليست المرة الأولى التي يدفع فيها عموم اللبنانيين ثمن سياسات الحزب المنفردة او يتحملون العبء الذي يلقيه على كاهلهم كلما قررت إيران ان تحرك بيادقها، وهو في مقدمهم، في لعبة النفوذ الإقليمية والدولية. لكن قرار الأوروبيين الجديد يعني عملياً رفع ورقة الحصانة الأخيرة عن لبنان واللبنانيين، بعدما كانوا يترددون في اللحاق بالأميركيين والعرب الذين سبقوهم الى ذلك. فخلال التجارب السابقة، وآخرها وأهمها حرب…
الخميس ٢٥ يوليو ٢٠١٣
حين حولوا مولود بريطانيا العظمى الجديد إلى حكاية إحصائية، قالوا: إن أكثر من خمسمئة صحفي اصطفوا على المدخل الرئيس للمشفى اللندني في انتظار السيدة "كت ميدلتون" وهي خارجة بمولودها للمرة الأولى في لقطة تاريخية. تقول الأخبار أيضا إن "القابلة" التي خرج على يديها الجنين قد رفضت عرضا خرافيا من شبكة تلفزيونية للحديث مدة نصف ساعة بعد سويعات من الولادة، لأن "القابلة" قالت بحزم إن المهنة ليست للبيع. وحين سبحت ـ أمس ـ إلكترونيا في أخبار هذا الوليد الملكي البريطاني، وجدت آلاف الصفحات والعناوين، حتى أكاد أجزم بأن طبيعة الزمن، وثورة المعلومة، قد كتبتا عن هذا الوليد في اليوم الأول أكثر مما كُتب عن جدته الكبرى على رأس العرش، في الأربعين عاما الأولى من عمرها في زمن منقرض. تحول الولد الصغير، بفضل الوقت وطبائعه، إلى "بزنس": مراهنات على وزنه ولون شعره، ومراهنات أخرى، لا على مقاربات شبهه بأيٍ من والديه، بل على ملامحه، وهل تعود في شيء إلى جدته الأسطورية "الليدي…
الخميس ٢٥ يوليو ٢٠١٣
قرّر توم بارجر بعد ست سنوات عملاً عامل مناجم ثم محاضراً في التعدين في جامعة نورث داكوتا أن ينتقل للعمل مهندساً في شركة تعدين؛ لعله يجد النجاح الذي ينشده ويطرد الضجر الذي يملؤه. لكن آماله تبخرت. كانت الوظيفة الجديدة المحطة الأسوأ في حياته المهنية. انقض على أمريكا الكساد العظيم وأفلست الشركة التي كان يعمل فيها. قام بمراسلة الدكتور جي. أو. نوملاند، الذي تعرّف عليه في أثناء عمله في الجامعة؛ كي يساعده على الحصول على وظيفة في شركة ستاندرد أويل كومباني أوف كاليفورنيا، إذ كانت لديها وظائف متوافرة وقتئذ. كان يعرف توم أن ستاندرد شركة زيت وليست شركة تعدين. لكن تشكّلت لديه قناعة أنه لا مستقبل للتعدين في وطنه وقتئذ، ولا مناص من التضحية بشهاداته وخبراته السابقة. ردّ عليه الدكتور نوملاند ببرقية، قال فيها: ''هل تستطيع أن تأتي إلى سان فرانسيسكو عاجلاً لإجراء مقابلة وظيفية؟''. أجابه مباشرةً: ''نعم، سأكون موجوداً الأسبوع المقبل في مقر شركتكم''. استمرت المقابلة نحو ساعة حصل خلالها…
الأربعاء ٢٤ يوليو ٢٠١٣
هناك مقالات كثيرة كتبها مفكرون وكتاب ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين أو يتعاطفون معهم، وهى تناقش نقطة واحدة: هل هذه ثورة ثانية أم انقلاب عسكرى، وما هى أعداد من خرجوا فى مظاهرات ٣٠ يونيو، هل هى ٣٠ مليونا أم ١٥ مليونا أم بضعة آلاف؟ لم يتحدث كتاب الإخوان ومؤيدوهم عن مستقبل جماعة الإخوان وتفسيرهم للموقف الجمعى من الشعب المصرى تجاه الإخوان، والذى يحدث لأول مرة فى تاريخ الجماعة، وما هو السبب الحقيقى لفشل الإخوان الذريع فى حكم مصر بعيداً عن التفسيرات الوهمية عن الدولة العميقة ورجال مبارك. أولاً: لماذا فشل مرسى فى إدارة الدولة؟ السبب الأساسى الحقيقى أن مرسى لم يكن أبداً، ولو للحظة واحدة، رئيساً للجمهورية، وإنما كان سكرتيراً لمكتب الإرشاد، ولم يكن له حق التصرف، وأقصى سلطاته كان تقديم اقتراحات لمكتب الإرشاد. هذا الأمر فريد من نوعه، وما أقوله ليس غريباً بل يعرفه العالم كله، وغياب قائد واحد له سلطة اتخاذ القرار أمر يضعف أى نظام. ثانياً: أدى…
الأربعاء ٢٤ يوليو ٢٠١٣
تخيلوا معي ماذا يمكن أن يحدث في مصر، لو أن الرئيس محمد مرسي خرج على الناس قائلاً: «يا شعب مصر.. اسمحوا لي أن أعتذر إليكم، عما حدث دون قصد مني في العام الماضي، لقد حاولت ولكن النتائج لم تأت كما خططنا، ولقد قررت الاستجابة لمطالبكم، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فإرادة الشعوب لا تُرد وهي مصدر قوة أي حاكم، وقد كان هذا عامنا الأول وصادفتنا صعوبة كثيرة عرقلت مسيرتنا، فلم ننجز ما وعدتكم به، ولأني أشعر بكم ومنكم، ونحن نبني ديمقراطيتنا الوليدة، فمن حقكم أن تعترضوا وتخرجوا إلى الشوارع غاضبين، ومنكم كانت شرعيتي، وهذا قراركم، ولقد كلفت هيئة المستشارين بإيجاد صيغة دستورية لهذه الانتخابات المبكرة، وفقنا جميعاً لخدمة مصر وطننا الغالي». تخيلوا معي لو أن محمد مرسي فعل ذلك، مع أن «لو» من عمل الشيطان، بدلاً من خطاب التهديد والوعيد الذي أطلقه في وجه المصريين مساء الثاني من يوليو الجاري، قبل نهاية المهلة التي منحتها له القوات المسلحة، للاستجابة لمطالب ملايين…