آراء

آراء

الرجال في ذكراهم والملوك في أعمالهم

الثلاثاء ٢٧ يناير ٢٠١٥

قد تبدو هذه المقالة متأخرة في صددها وأقرب للذكرى منها للنعي. ولكن الرجال يعيشون ويخلدون في ذكراهم وذكرى أعمالهم ومنجزاتهم. ولرب ذكرى نفعت من ذكر. وفيما أنجزه وخلفه الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله، الكثير مما يقتضي علينا تذكره والانتفاع بتذكره وحفظه ووعي أبعاده. قد يفسر الكثير من الغرباء هذا الاهتمام العالمي الكبير بفقده والمشاركة في تشييعه وتعزياته بأنه يعبر عن مدى الثقل الذي يولونه لمملكته. هذا شأنهم بيد أن لنا شأننا الخاص في الموضوع الذي يقتضي منا حفظه في الذاكرة وتعبئته للحاضر والمستقبل. وطالما دخلت في موضوع الذكرى وما لها من جدارة، فجدير بنا أن نتذكر أنه عندما استلم الملك عبد العزيز آل سعود، أسكنه الله فسيح جنانه، الولاية على السعودية، ورث بلدا كان يعتبر من أكثر بلدان العالم تأخرا وأفقرها اقتصادا. ولكن شاء الله، عز وجل، أن يلقي بمسؤولية إدارته على رجل من أقدر وأفذ من أنجبتهم الجزيرة العربية. رسم للمملكة هذا المسار الحكيم والناجع والأمين وأعد أبناءه لتنكب هذا المسار من بعده. وتميز الفقيد بالسير والالتزام بسنن تلك الحكمة. جعل النهوض بهذا البلد وشعبه بوصلة له. ولاحظ كيف أن ميل البوصلة يشير إلى التعليم والثقافة والتزود بالعلوم الحديثة المسار الذي قدر على السفينة أن تجري وراءه، ابتعادا عن مطبات التخلف ومخاطر الاضطرابات. هناك الآن…

آراء

حكم التاريخ والضمائر

الإثنين ٢٦ يناير ٢٠١٥

ماذا يبقى من الحاكم بعد رحيله؟ يبقى حكم يُصدره التاريخ. وحكم يُصدره ضمير مواطنيه. والمعيار الوحيد هو هل ترك الحاكم بلاده ومواطنيه في وضع أفضل من الذي كان قائماً يوم تولّيه؟ دروس التاريخ قاطعة. هذا ما يبقى من الحاكم: المؤسسات التي بنى. الازدهار الذي أطلق. الاستقرار الذي رعى. الطمأنينة التي أشاع. والاحترام الذي أظهره لمواطنيه. والحكمة التي بها قرر في الداخل والخارج. في العادة لا بد من الانتظار لاستطلاع حكم التاريخ وحكم المواطنين. المشهد الاستثنائي في الرياض يوحي بصدور الحكمين فوراً. هذا يفسّر الوداع المهيب لعبدالله بن عبدالعزيز. ويفسر أيضاً المبايعة الواسعة لسلمان بن عبدالعزيز. تخطت المشاركة العربية والإسلامية والدولية حدود المسائل البروتوكولية. عبّرت بوضوح عن موقع السعودية إقليمياً ودولياً. عن الثقل السعودي وحصافة إدارة هذا الثقل بالحكم والشجاعة والمسؤولية. ولا غرابة في ضوء ذلك أن يعدّل باراك أوباما برنامجه ليزور الرياض مؤكداً على العلاقات الاستراتيجية معها، على رغم تباينات تظهر أحياناً في قراءة الأحداث والتعامل معها. لا يكفي أن يمتلك بلد قدرات هائلة. الأمر الأهم هو قرار التصرف بهذه القدرات وكيفية توظيفها. لا يكفي أن يمتلك بلد دوراً مهماً أو قدرة على التأثير انطلاقاً من ثروته، بل الأهم طبيعة هذا الدور ووضع القدرات في خدمة قيم التعاون والتسامح والمشاركة في صنع السلام. راودني سؤال ماذا يبقى من الحاكم لأنني…

آراء

الاستمطار.. عمل مذهل يحق لنا أن نفخر به..

الإثنين ٢٦ يناير ٢٠١٥

ما تقوم به دولة الإمارات في مجال الاستمطار هو بحق عمل يدعو إلى الفخر، فلقد حققت الدولة في هذا المجال نجاحاً مبهراً، وبصمت، وسخّرت العلم والتقنية في مواجهة المناخ الجاف الذي يقل فيه معدل الأمطار السنوية عن 100 مم، ومع وجود معدل تبخر عالٍ للمياه السطحية، ومعدلات ضئيلة لتجدّد المياه الجوفية، فكانت النتيجة نجاحاً لافتاً في مجال علمي جديد وصعب. استثمرت الدولة في هذا المجال ملايين الدراهم، وقبل ذلك استثمرت في شباب متسلح بالعلم والتخصص، وأعطتهم ثقة كاملة لإدارة هذه العمليات الصعبة والمعقدة، لم تبخل أبداً على الصرف بسخاء لإنجاز مهمة المحافظة على كل قطرة ماء تنزل من السماء، ورعايتها بشكل كامل منذ تشكل السحب في السماء إلى وصول هذه القطرة لباطن الأرض، ووفرت لذلك ست طائرات مجهزة بأدق الأجهزة اللازمة للاستمطار، وجهزت كل مستلزمات العملية والبيئة التحتية اللازمة لنجاحها، بدءاً من إنشاء شبكة محطات أرضية تقوم برصد عناصر الطقس على مدار الساعة، وتضم هذه الشبكة أكثر من 65 محطة أوتوماتيكية موزّعة بشكل مدروس على مناطق متفرقة من الدولة لتتلاءم مع الطبيعة الجغرافية لكل منطقة. إضافة إلى رادارات متطوّرة، منها جوية ثابتة، ومنها متحركة، وتقوم هذه الرادارات بمراقبة السحب الممطرة التي تستخدم في توجيه الطائرات لوضعها داخل المكان المناسب داخل السحابة، ويقوم الرادار بتشريح السحابة إلى مقاطع عرضية يتم من…

آراء

تماسك البيت السعودي.. هل فاجأ العالم؟

الإثنين ٢٦ يناير ٢٠١٥

الدقائق الأولى بعد خبر وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وإعلان مبايعة شقيقه الأمير سلمان بن عبدالعزيز ملكاً على البلاد، وبقية طاقم سدة الحكم في المرحلة المستقبلية، كانت كافية لإيصال رسائل إلى العالم أجمع، أن البيت السعودي -كالعادة- متماسك ومتوحد؛ ابتداءً من الأسرة المالكة إلى الشعب، كشفت كل الضبابية التي كان يرسمها المرجفون، ويحاولون البحث عن ثقب إبرة، فنزل الخبر عليهم كالصاعقة. المتربصون بزعزعة أمن السعودية، هذه المرة كانت توقعاتهم عالية، فالدول التي شهدت بلدانها ربيعاً عربياً مزعوماً بالوهم، والدول التي لم تستقر لا أمنياً ولا اقتصادياً مزقتها الطائفية والمذهبية، وها هي الآن تحصد الدمار والقتل والتشرد لشعوبها، وهجرت الأموال وخلقت البطالة؛ فانتشرت الجريمة بشكل مخيف، وحاولت دولاً عدة التي يهمها أن لا ترى أمن هذه البلاد واستقراره، أن تبث روح الإحباط، إلا أنها فشلت. استطاعت السعودية أن تتجاوز أزمة «الربيع العربي» وتبعاته منذ أعوام، كما أنها تعدت مرحلة الخوف من الإرهاب، وجلست له بالمرصاد، حتى قضت عليه على أرض الواقع، ولم يتبقَّ إلا فلول تلفظ أنفاسها الأخيرة مع تكاتف الجبهة الداخلية، واستطاع الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز أن يبعد آثار هذه الأزمة المفتعلة؛ بضخ المزيد من الإصلاحات في الداخل تارة، وتارة أخرى بمساعيه وحنكته في معالجة القضايا التي تسهم في استقرار الدول المتأزمة. في الشأن المحلي، كانت أكبر إنجازاته التي…

آراء

فوبيا المهاجرين يصنعها مهاجرون

الإثنين ٢٦ يناير ٢٠١٥

روت صديقة أن زوجها سألها عن الفترة التي عاشتها كطالبة في لندن وما إذا عانت خلالها من الإسلاموفوبيا أو رهاب المسلمين. أجابته بنعم، فهي كانت تشعر ببعض القلق حين تلتقي بمنقبات أو ملتحين في المترو.. ضحك زوجها وأجاب: «أنا قصدتك أنت. هل شعرت برهاب ضدك كمسلمة!». الحكاية رددتها الصديقة على صفحتها على «فيسبوك» في إطار الجدل الذي أعقب هجمات باريس الأخيرة وتصاعد الحديث عن الإسلاموفوبيا في الغرب.. والحكاية تأتي في سياق سخريتنا من حالنا طبعا ومن تسلل الرهاب الحاصل في الغرب حاليا إلينا حتى بتنا نشك في أنفسنا فنسبق اليمين الغربي في مشاعر الإدانة والتعميم. صحيح أن الصديقة قصدت المبالغة في إشارتها إلى ذاك الفصام الذي نعيشه أحيانا لكن يبدو أن هناك من أبناء المهاجرين في الغرب من باتوا يسبقون مواطني البلد الأصليين في إشهار مشاعر العداء حيال المسلمين والعرب.. وفي مجال الكراهية فقد تصدرت قناة «فوكس نيوز» الأميركية اليمينية حملة إثارة مشاعر الغضب تجاه المسلمين واتهامهم جميعا بالمسؤولية عن هجمات باريس.. طبعا باشر الأمر مالك القناة الجمهوري «روبرت مردوخ» نفسه الذي غرد على «تويتر» بأن المسلمين جميعا ملامون. لكن أن توهمنا أن قناة «فوكس نيوز» قد وصلت إلى ذروة جنونها في الكراهية علينا ربما أن نعيد النظر ونتعرف على نجمة اليمين الصاعدة بقوة وهي القاضية والمذيعة «جيانين بيرو». هذه…

آراء

عبدالله الذي مرّ سريعا ومؤثرا

الإثنين ٢٦ يناير ٢٠١٥

لم تكن لعبدالله بن عبدالعزيز هذه الشعبية الجارفة حتى وهو رئيس للحرس الوطني، ربما لقلة ظهوره إعلاميا، فلم يكن السعوديون يعرفون صوته الذي لم يسمعوه، ربما لزهده في الكلام. لكن تراتبية الحكم أوصلته إلى ولاية العهد، فبدأ على نحو متدرج يطل على أهله وناسه في مناسبات الأعياد مهنئا ومباركا، ثم ألزمه مرض الملك فهد – لاحقا – بتولي الكثير من ملفات السلطة، وتبعا لذلك فقد صار له حضوره وظهوره الإعلامي المتواتر متحدثا للناس، فكان من المفارقة العجيبة أن عفويته وبساطته قد همشت كل موجبات الفصاحة والطلاقة. لقد وصل الملك عبدالله مباشرة إلى قلوب المواطنين، وتمكن من الاستيلاء على محبتهم سنة بعد أخرى حتى أجمع أهل البلاد، وكذلك الحال مع بقية الشعوب العربية والإسلامية والصديقة على أبوة وسماحة وإخلاص عبدالله بن عبدالعزيز، الذي صار ملكا للبلاد ولقلوب العباد، لأنه الذي أثبت حقيقة لا جدال فيها، وهي أن الأفعال تسبق الأقوال، وما كان الملك عبدالله خلال عهده العامر إلا فاعلا ومؤثرا ومجددا لهذه الدولة المباركة. لقد تميز ملوك الدولة السعودية من أبناء الملك عبدالعزيز، بأن لكل ملك منهم ميزة طاغية. جاء سعود وكانت المملكة في بواكير نشأتها فعمد إلى التحديث والتمدين. ثم جاء فيصل فواجهت الدولة في عهده الكثير من المزايدات القومية والاشتراكية والاستهداف من قبل بعض الأنظمة الثورية، فاختط لنفسه وبلاده…

آراء

الإسلام ليس بضاعة سياسية

الأحد ٢٥ يناير ٢٠١٥

قبل أيام لفتني إعلان على موقع إنجليزي بعنوان فلاشي متحرك يقول: تحوّل إلى الإسلام. فتحت الإعلان فظهرت لي أيقونة دردشة حية. وضعت اسم كاثرين وتحته «رغبة في معرفة المزيد عن الإسلام». تحدث إلي شخص يدعى إبراهيم، الأرجح أنه يعمل في وزارة الأوقاف المصرية كما تقول صفحته على «فيسبوك»، تحدث معي بلغة إنجليزية جيدة، قدم لي حديثا جاهزا عن أصول الإسلام؛ معناه وأساسياته، بينما قفزت على الموضوع وأخبرته باطلاعي على الأساسيات من قراءات الإنترنت وأصدقاء عرب، وأنني أرغب فقط في معرفة ما إذا كانت هناك نماذج مختلفة لصورة الإسلام في العالم، على ضوء ما يحدث من إرهاب في الشرق الأوسط والعالم، وليس آخرها «شارلي إيبدو» أخيرا. أحببت أن أتأكد أن ما سأدعى إليه هو ليس نموذجا داعشيا ولا قاعديا ولا إخوانيا ولا متطرفا من سني أو شيعي والقائمة تطول. قال الرجل إن الإسلام هو ما بعث به محمد وما يمثله القرآن، وأنه لا ينبغي أن ألتفت إلى من أخضعوا الإسلام إلى أهوائهم ومصالحهم. أعجبني جوابه. سألته عن الإسلام السني والشيعي، فقال لا يوجد إسلام دول، ولا إسلام مناطق، بل إسلام حقيقي فقط، وأن النموذج المتطرف لا يمثل الإسلام، كما أن الكثير من الشيعة انحرفوا عن الدين الصحيح، معللا ذلك بالصور الدامية في عاشوراء وبالتوسل بأهل البيت. استغرق الحديث نحو 45 دقيقة،…

آراء

اليمن والمنحدر الخطير

الأحد ٢٥ يناير ٢٠١٥

بتقديم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي استقالته وإقدام الحكومة على استقالتها، يدخل اليمن مرحلة جديدة لايعرف أحد أين ستنتهي. من المفارقات الغريبة في اليمن أن «الحوثيين» ودول الخليج العربية والولايات المتحدة ومعها الدول الغربية كانوا متمسكين بالرئيس اليمني هادي، لأنه بالنسبة لهم يمثل الشرعية. رغم حقيقة أن كل طرف منهم يرى في بقائه تحقيقاً لمصالحه واعتبارها من مصلحة اليمن. فـ «الحوثيون» يريدون بقاء الرئيس هادي في السلطة اسماً فقط، بينما هم مستمرون في تقليص صلاحياته والاستمرار في قبضتهم على السلطة، وهذا أمر لم يستطع الرئيس المستقيل قبوله والاستمرار فيه. دول الخليج العربية كانت تطمح بأن تحقق استقرار وأمن اليمن من خلال مبادرتها الخليجية التي تدعو للحوار وتشكيل حكومة توافقية وبعدها إجراء الانتخابات أملاً في تحقيق الاستقرار. المجلس الوزاري لدول الخليج العربية أصدر بياناً بعد اجتماعه في الرياض في الأسبوع الماضي أكد فيه دعمه للشرعية الدستورية متمثلة بالرئيس هادي ورفضه جميع الإجراءات المتخذة لفرض الواقع بالقوة ومحاولة تغير مكونات وطبيعة المجتمع اليمني داعياً «الحوثيين» إلى وقف استخدام القوة والانسحاب من جميع المناطق التي يسيطرون عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية والانخراط في العملية السياسية، مهيباً بجميع الأطراف والقوى السياسية تغليب مصلحة اليمن والعمل على استكمال العملية السياسية وتجنيب البلاد الانزلاق في مزيد من الفوضى والعنف. الولايات المتحدة من خلال تصريحات وزارة…

آراء

لا تنسوهم من الدعاء

الأحد ٢٥ يناير ٢٠١٥

انطوت صفحة من أجمل الصفحات الجميلة في حياة بلادنا المباركة، وغاب عنا وجه محبوب طالما تعودنا على رؤية محياه، وأحببنا طلعته البهية، وعاشت بلادنا الأيام الماضية ومن كل طرف فيها حزنا فريدا من نوعه على رحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ـ رحمه الله تعالى ـ الذي ودعنا مع فراقه شيئا كبيرا من النبل والصدق والرجولة والوقار والهيبة والشجاعة والعفوية.. على المستوى الداخلي لا يمكن للمنصف أن ينكر زعامة الراحل الكبير، وريادته في التغييرات الإصلاحية الكبيرة التي لمسها كل مواطن ومقيم وزائر لهذه البلاد، وعلى المستوى الخارجي يعرف الكل كم كان المرحوم النبيل قويا في الوقوف مع الطيبين والخيرين والصادقين، والوقوف القوي كذلك ضد المرجفين والمخربين، وسيكتب التاريخ كثيرا عن الراحل الكبير، رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه عن مساعيه كل خير ومثوبة. بسلاسة تعودنا عليها ـ بحمد الله تعالى ـ انتقلت مقاليد السلطة إلى يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أيده الله تعالى، وبايعه أهل الحل والعقد في البلاد، كما بايعوا ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وفقه الله، وبايعوا ولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز حفظه الله تعالى. هذه السلاسة المتناهية فيها ما فيها من الطمأنينة البالغة التي شعر بها المواطنون، لا…

آراء

رغم الفقد الكبير.. السعودية ترسم لمستقبل مستقر

الأحد ٢٥ يناير ٢٠١٥

وسط أجواء حزن كبيرة على فقد قائد فذ سيبقى في ذاكرة جيل حقق له الكثير من الاستقرار والتنمية، وابتعثه لكل بقاع الدنيا للمعرفة والعلم، جدد له المشاريع وأعاد الحياة للمنشأ والإنجاز، حاكم متفرد جدد وحدد ورسم الكثير في مسيرة وطن واستقراره لعقود طويلة قادمة وخالدة. ووسط تذكير دولي بمواقف ودور الراحل الكبير على المسرح العالمي والعربي والإسلامي، في السلام والتعاون الدولي والإنساني والتفاهم الحضاري، إلا أن الفقد والعزاء يبقى ضخما وكبيرا للملك عبد الله بن عبد العزيز، رغم نقش اسمه وصورته وأفعاله في ذاكرة التاريخ وتدوينه. مشهد حزين عام، حتى في الحزن سيبقى، مشهد ومشاعر تجاوزت المحلي الإقليمي والدولي للكون كله، لأن عبد الله بن عبد العزيز كان قائداً استثنائياً في مرحلة صعبة وغير عادية أبداً بكل تجاذباتها وتحدياتها وتحولاتها السياسية الضخمة وعواصفها الهائجة والمربكة، التي أطاحت بأوطان وهددت أخرى، وغيبت عن الخريطة دولاً، إلا أن القائد الحازم الصارم سار بالوطن لبر أمانه واستقراره وتطوره الاقتصادي أيضاً، وسط تطورات إقليمية خطيرة. والكل ينعى الراحل العظيم عبد الله بن عبد العزيز، نتذكر كيف وضع خريطة الاستقرار السياسي لبيت الحكم السعودي. وبسلاسة بالغة ومرتبة مسبقاً، أصبح الرمز الكبير أهم أعمدة الحكم في الأسرة الملكية لعقود عديدة، سلمان بن عبد العزيز خادماً للحرمين وملكاً للبلاد، كما كان متوقعاً ومرتباً، وكان أول أمر يصدره…

آراء

كيف سنواجه هبوط إنتاج «التقليدي»؟

الأحد ٢٥ يناير ٢٠١٥

مع اقتراب زمن الانخفاض الكبير لمعظم إنتاج مصادر الطاقة النفطية الرخيصة، أو ما يسمى النفط التقليدي، على الأرجح في غضون العقود الأربعة المقبلة، تتضارب الآراء حول المصير الذي سيؤول إليه مصيرنا والوضع الاقتصادي العالمي. ونحن حتما نعني بذلك بداية تناقص الإنتاج من الحقول الرئيسة التي بلغت من العمر عتيا، وليس النضوب الكامل. ويتضح من مجريات الأمور ومن توجه الدول المصدرة للنفط أنها على استعداد لبذل الغالي والرخيص من أجل إبقاء كميات الإنتاج عند أعلى مستوى ممكن لها، وذلك عن طريق الاستمرار في رفع مستوى الإنفاق ما استطاعت إلى ذلك سبيلا. وهذا دون شك سيرفع من قيمة التكلفة، التي ستتناسب طرديا مع امتداد عمر الحقل، إلى درجة قد تؤثر في الدخل الصافي للدول المنتجة، وربما تضر بمستقبل الحقول النفطية. والخيار الآخر، غير المفضل عند كثير من المنتجين، أن ندع مستوى الإنتاج يهبط تدريجيا وطبيعيا حتى يبلغ النهاية بعد عمر أطول وتكلفة أقل. وفي وقتنا الحاضر، ليس لدى المجتمع الدولي مصادر للطاقة بالتكلفة نفسها وسهولة الإنتاج ويسر المناولة والقدر الكافي، كما هو الحال مع مصادر النفط التقليدي، ذي التكلفة المتوسطة والمقبولة، بل كل ما لدينا هي خيارات أفضلها صعبة المنال ومكلفة ماليا، مع شح شديد في العطاء، كالنفط الصخري والرملي النفطي والصخر النفطي والمصادر المتجددة. يليها الجيل الثالث من المصادر غير التقليدية…

آراء

رحيل كبير العرب

السبت ٢٤ يناير ٢٠١٥

رحل رجل المواقف ورجل الأفعال الكبيرة.. رحل كبير العرب الذي كان يلجأ إليه الجميع عند الاختلاف فيكون بيده الحل وله القول الفصل.. رحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بعد صراع مع المرض.. رحل ليكون هناك مع العظماء من أبناء هذه الأمة ممن أبوا أن يرحلوا إلا بعد أن قدموا لها الكثير. لقد كان الحزن العميق هو عنوان يوم أمس.. جمعة الحزن هي التي شيع فيها السعوديون، والعرب، والمسلمون، أحد أهم رموز هذه الأمة، الرجل الشجاع، وصاحب المواقف التاريخية.. الرجل الذي لم يكن يخاف في الله لومة لائم، فيضع مصلحة دينه وأمته قبل أي مصلحة.. لا تهمه في ذلك علاقة مع الشرق والغرب.. لذا كسب احترام الغرب والشرق ورثاه العالم. أما في الإمارات فللملك عبدالله، رحمه الله، مكانة خاصة فحب شعب الإمارات للملك كحبهم للراحل الكبير والد الجميع الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، وهو بمثابة الوالد الحريص.. ومن تابع الشارع الإماراتي بالأمس رأى أن حزن أبناء الإمارات لم يختلف كثيراً عن حزن أهلنا في السعودية.. فعلاقة الإمارات بالسعودية عميقة تبدأ من الشعبين، وتقوى بين القيادتين، فعلاقة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، كانت متميزة وقوية بالملك عبدالله بن عبدالعزيز، كما أن لها خصوصيتها وقوتها بالملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي تولى مقاليد…