آراء
الأربعاء ٠٧ يناير ٢٠١٥
تأتي هذه المقالة استكمالا لسابقتها حول "المعرفات الوهمية، والحروب الرقمية"، تلك الحروب المعنية، بالدرجة الرئيسة، بالسيطرة على العقول والقلوب، على الإنسان، كيف يفكر، وماذا يفعل، وسيفعل، أكثر من كونها حروبا لعمليات التجسس المباشر، أو التخريب للبرمجيات وخلافه، وإن كانت هذه الأخيرة داخلة ضمنها، لكن ما يعنينا في هذا المقام هو ما ركزت عليه هيلاري كلينتون في كتابها الأخير "خيارات صعبة" بوصفها لهذه الحروب الرقمية الموجهة للتحكم في الوعي الشعبي في الدول الأجنبية، وتسيير الرأي العام فيها بما يخدم الأجندة الأمريكية بأنها "دبلوماسية رقمية"! و"الدبلوماسية الرقمية" مصطلح، أصنفه بأنه دعائي للتغطية والتلطيف على الاسم الحقيقي العدائي، المرعب، والأكثر مناسبة للفعل المقصود، ألا وهو "الحرب الرقمية". وقد يسأل أحدهم: لماذا تسميها حربا، فيما تراها هيلاري أنها نوع من أنواع العمل الدبلوماسي؟! الحقيقة أن "الحرب" ليست سوى أداة من أدوات السياسة تماما كما هي "الدبلوماسية". والحرب أنواع، فهناك الحرب العسكرية المتعارف عليها – وهي بالمناسبة نوعان: حرب عسكرية عنيفة، وحرب عسكرية غير عنيفة، كالإعلان عن صفقات التسليح، والمناورات العسكرية المعلنة، والتجارب الصاروخية وخلافها-، وهناك الحروب التجارية، أو الحرب الاقتصادية، والحرب الدعائية، والحرب الأيديولوجية – وإن كان بعض الباحثين يصنفها ضمن الحرب الدعائية - وغيرها، إلا أننا في هذا القرن الحادي والعشرين أصبح لدينا نوع جديد من الحروب، يدعى بـ"الحرب الرقمية" أو الـ "Digital…
آراء
الأربعاء ٠٧ يناير ٢٠١٥
المظاهرات التي انطلقت شرارتها في ألمانيا والسويد ضد الإسلام؛ تمثل تطورا لافتا، ونتيجة متوقعة لحالات التطرف والغلو لدى بعض السنة والشيعة. وأصبحت هناك أحزاب تتاجر بهذه القضية، في مظهر عنصري فج للغاية. في العراق؛ بدأت مرحلة جديدة من اضطهاد السنة العراقيين الذين يمثلون الأغلبية في ديالى في إطار الحرب ضد "داعش"، وتحدثت التقارير عن تهجير للسنة وإحراق للمساجد والمنازل. في خلفية الصورة الأولى والثانية هناك متطرف مسلم أو غير مسلم، يزعم أنه يمتلك الحقيقة، ويريد أن يرسم الصورة بلون واحد، بعيدا عن حتمية التنوع التي تمثل سنة كونية. إن السلة التي أفرزت "داعش" وجبهة النصرة، هي ذاتها السلة التي أفرزت التكوينات الشيعية الإقصائية التي تتحرك حاليا في العراق بهدف تغيير التركيبة الديموغرافية هناك، وإشاعة مزيد من القهر للطيف السني. وهي النتيجة نفسها التي جعلت العداء للإسلام والمسلمين يحظى بتأييد في بعض الدول الحاضنة للأقليات المسلمة. في مقابل ذلك تنهش عصابة "داعش" في الجسد السوري والعراقي، وتسعى لمد أذاها إلى السعودية كما حصل في محاولة التسلل التي أسفرت عن استشهاد عدد من جنودنا البواسل. إن التطرف لدى أطياف من السنة والشيعة، يشير إلى أن صورتنا الذهنية في الخارج بدأت تتشكل على نحو مؤذ للغاية. وما تلك المظاهرات التي شهدتها ألمانيا ووجدت صدى في أماكن أخرى، سوى تطرف مضاد، قد يتطور ـــ…
آراء
الأربعاء ٠٧ يناير ٢٠١٥
لم أتمكن من مشاهدة جميع الافلام العربية المشاركة في مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الاخيرة، لكن على مدى يومين شاهدت ثلاثة افلام تشترك في خاصية الخروج عن قالب السرد السينمائي التقليدي. فأفلام "الشجرة النائمة" للبحريني محمد بوعلي، و"قدرات غير عادية" للمصري المخضرم داود عبدالسيد و"بيردمان" للأمريكي اليخاندرو غونزاليز تشترك في كسر قالب السرد التقليدي بأشكال مختلفة من تقنيات تداخل الأزمنة أو استرجاعها. وفيما يبقي عبدالسيد وغونزاليز لممثليهما مساحة للأداء الذي يبدو طبيعياً، تدفع جمل الحوار القصيرة والقليلة والتركيز العالي على المشهد وتعبيرات وجوه الممثلين لدى محمد بوعلي ممثليه الى أداء مؤسلب يبدو محفزاً للفضول في الغالب رغم هدوئه. وفيما تجول كاميرا غونزاليز في الغالب داخل دهاليز المسرح وكواليسه لتعكس أجواء التيه الذي يلف بطل الفيلم، فان مشهد هذا البطل (مايكل كيتون) وهو يجري شبه عار في الشارع يبدو بليغاً للغاية: فهو هنا (رغم شهرته ممثلا مخضرماً) موضع سخرية وتساؤلات ويبدو ضائعاً عكسه في متاهة دهاليز المسرح. فالمشهد رغم جرعة السخرية فيه وانتشاره اللاحق على مواقع التواصل الاجتماعي يعكس غربة البطل عن زمنه. اما داود عبدالسيد، فيوالي رسم مشاهده بالشاعرية التي تميز بها دوماً، فالنزل (البنسيون) الذي وجد الدكتور يحي (خالد ابوالنجا) نفسه فيه يبدو الملاذ الآمن الذي تقصده كل الارواح المتعبة، فهو جميل بتنوع نزلائه وبالطبيعة الساحرة من حوله…
آراء
الأربعاء ٠٧ يناير ٢٠١٥
هل أصبح المواطن السعودي ساذجاً ومستغَلاً ومستغفَلاً إلى حد يكشف قدر بلادته وضمور حسه الإنساني تجاه أبسط حقوقه المعيشية وأقلها في أن يفهم ما يدور حوله؟ ثم هل بلغ به الغباء أن يُسمح للآخرين بأن يزوروا همومه ويُقحَم هو في الاشتغال في ما لا يعنيه ويتدخل في ما لا يخصه ويتشاكل مع الناس سلباً وإيجاباً في انتماءاتهم وأنسابهم وأحسابهم، وتثور ثائرته باحتقان يُلهب القلب بالضغينة والكراهية؛ دفاعاً عن ناديه المهزوم، ومع ذلك لم يسأل يوماً نفسه: لماذا يُدحرَج إلى هاوية الفقر والحاجة من خلال بوابات الأسهم والقروض والمغالاة في السلع؟ ولماذا يصبح كقشة في مهب ريح أمام غلواء جشع التجار واستغفالهم له؟ فالإنسان الذي لا يجهل كل الصفقات المبالغ في موازناتها، والمشاريع التي امتصت من الباطن حتى أصابها الهزال وتعثرت وجَثَتْ أخيراً لتضاف إلى زمرة المشاريع المتعثرة، والمناقصات التي تُعمَّد لحفنة من الشركات المتنفذة بالبلد بقوى خاصة. حتماً لا يجهل مسلسل ارتفاع وتيرة الأسعار والمغالاة في المعيشة إلى حد يفقد العقل فيه صوابه، ولا يبق سوى التحسب! هل يكفي هذا؟ هل سنقف مكتوفي الأيدي وننتظر حتى يكرمنا الله برجل كالقصيبي -رحمه الله-؛ ليحل من أزمات بعض الوزارات المثقلة بأنظمتها البيروقراطية، والفساد المستشري بين أوردتها بما ألحق بها جلطات متعاقبة أفقدها وعيها بمسؤولياتها؟ لقد تأكد لنا بما لا يقطعه الشك ولا…
آراء
الأربعاء ٠٧ يناير ٢٠١٥
مررت في الأسبوع الماضي بتجربة فريدة جراء قيامي بـ (انتحال شخصية)، بالتراضي أو بالأصح بالتواطؤ بين المنتحِل والمنتحَل! قررت الجمعية السعودية للمحافظة على التراث أن تمنح حسابها على «تويتر» (# نحن_تراثنا) لشخصية محددة كل أسبوع، من دون أن تعلن لمتابعي الحساب الاجتماعي عن اسم الشخصية التي تغرّد باسمها حتى نهاية الأسبوع المعار. شكراً للزملاء في الجمعية الذين أنعموا عليّ بهذه الفرصة التأمليّة. ستلاحظون أن فرادة التجربة ليست في مداولة الموقع بين المهتمين، إذ سبق أن قامت بعض المطبوعات والوسائل الإعلامية بإجراء مماثل في مداولة البرامج أو الصفحات أو الزوايا بين أشخاص متعددين متنوعين. لكن جِدّة تجربة الجمعية السعودية للمحافظة على التراث هي في إخفاء هوية «منتحل» الحساب حتى تنتهي مدة الاستضافة المخفيّة. ظننت في البداية أن فرادة التجربة هي في فرادة الفكرة فقط، لكني وجدتُ بعد الانغماس فيها، وبدرجة أكبر بعد الانقضاء منها والتأمل في أجوائها، أن هناك أبعاداً أخرى أخاذة للتجربة تنبثق من سيكولوجية التعاطي مع هذا المنتحل من خلال البعدين الثقافي والاجتماعي. إذ لمست أني أكتب أشياء في هذا الحساب المستعار قد أتردد في كتابتها تحت حسابي المسجل باسمي الشخصي. ليس هذا من منطلق اللامسؤولية واللامبالاة كما ظننتُ في البدء، بل هو تفسيرٌ لوجود أكثر من شخصية في دواخلنا، أو لقدرتنا أن نكون أكثر من هويّة في جسد…
آراء
الأربعاء ٠٧ يناير ٢٠١٥
للكاتب الساخر أحمد رجب كتاب جميل بعنوان «صور مقلوبة» يستعرض فيه صوراً ساخرة من الحياة اليومية لشخصيات هزلية بطريقة فائقة الإمتاع. إحدى تلك الشخصيات كانت شخصية موظف حكومي مفتون بالأنظمة والروتين يطلب منه مديره أن يؤمِّن متطلبات حفل غداء لضيف أجنبي قادم لزيارة المصلحة، يصر الموظف على إجراء مناقصة والإعلان عنها في الصحف لتوريد طعام الغداء، لكن وبعد ضغط من مديره يوافق على تأمين الطعام دون مناقصة لضيق الوقت، ويكاد يمر حفل الغداء بسلام لولا مفاجأة غير متوقعَّة حصلت بعد نهاية الحفل، إذ إن أطباق الكباب وصلت متأخرة بعد انصراف الضيف الذي اكتفى بتناول الملوخية والدجاج ولم يلاحظ تأخر الكباب، هنا يقترح أحد الموظفين (المتهاونين) أن يأكلوا هم الكباب الذي ساقه الله لهم، لكن صاحبنا الموظف الهمام يعترض بشدة ويحذرهم بأن هذا مال الحكومة وأن الكباب أصبح عهدة لا يمكن المساس بها، ويقوم بجردها ويقيس وزن أصابع الكفتة وطولها وحجم السلطات وحتى أوراق البقدونس المفروشة تحت أصابع الكفتة، ويكتب محضراً بالواقعة ويرفعه لمدير الشؤون المالية الذي يحوله لعهدة أحد الموظفين لحفظه كجزء من الأموال العامة التي لا يجوز التصرف فيها بأي شكل من الأشكال. ويتطور الحال بكيلو الكباب الثمين فالموظف المؤتمن عليه يطلب توفير ثلاجة لحفظه من التلف، وتتم الموافقة على الطلب حفاظاً على المال العام، ثم يرفع طلباً يشتكي…
أخبار
الثلاثاء ٠٦ يناير ٢٠١٥
تنظر معظم دول العالم إلى البرنامج النووي الإيراني بعين الشك، وتطغى النظرة التي تعتقد أن طهران تخفي أمرا ما، وأن أهدافها عسكرية وليست سلمية كما يزعم قادتها. وتنعكس هذه الشكوك بجلاء في المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة 5+1 والتي استمرت لبضع سنين رغم التوصل إلى اتفاق مبدئي في نوفمبر 2013، إلا أنها فشلت مرتين خلال العام الماضي في التوصل إلى اتفاق شامل ونهائي، الأمر الذي يؤكد على أن الشكوك لا تزال قائمة. وانتقلت هذه الشكوك إلى الداخل الإيراني وإن كانت بطريقة مختلفة نسبيا. بطبيعة الحال لا يجرؤ شخص في الداخل الإيراني على مناقشة مزاعم سلمية البرنامج النووي، وأنه لا يهدف إلى الوصول إلى الأسلحة المحظورة، إلا أن الصراعات الحزبية بين الإصلاحيين والأصوليين خلال الأسابيع الماضية قادت البعض إلى التشكيك في جدوى هذا البرنامج والمنجزات المحققة مقابل كل هذه الضغوط والعقوبات والعزلة السياسية التي أضرّت كثيرا بالشعب الإيراني. ربما يكون الإصلاحي الشهير محمد نوري زاد الأكثر جرأة خلال الأيام الماضية، حيث تحدث عن الوضع الداخلي وقال إن إيران تشهد أكبر مرحلة صعبة في تاريخها منذ الثورة. وأضاف أن المرشد علي خامنئي يرغب في تخليد اسمه وتحقيق إنجاز كبير يبقى باسمه ويكون علامة مميزة في مسيرته، فخدعه بعض المقربين بفكرة إنتاج القنبلة النووية واقتنع خامنئي بذلك وأصبح يدير هذا الملف ويشرف عليه…
آراء
الثلاثاء ٠٦ يناير ٢٠١٥
شر البلية ما يضحك، فمن أسس للطائفية في العراق، وجذَّرها ومارسها باحترافية يخرج علينا اليوم وبشكل فج ليعطينا دروساً في محاربتها. إنه رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، إذ قال في كلمة له بمناسبة المولد النبوي: إن السياسيين هم من قسَّم العراق إلى سني وشيعي، ونحن نقول: أين دورك في إقصاء الطائفية عندما كنت رئيساً للوزراء في العراق لمدة تجاوزت ثمانية أعوام؟ والحقيقة غير المختلف عليها أن فترة حكم المالكي كانت هي الأسوأ في تاريخ العراق، من حيث التميز الطائفي ضد المكون السني في بلاده، ولم يكن -للأسف- تهميشاً سياسياً لهذا المكون فقط، بل وصل إلى ترهيب وإبعاد السياسيين من هذا المكون، ووصل إلى حد قتل بعضهم وهرب آخرين إلى الخارج. كلنا يتذكر ما قامت به قوات المالكي، وليس الجيش العراقي، من حصار للمناطق السنية، والتي قامت بها مظاهرات واعتصامات سلمية، وكيف مارست تلك القوات وبطريقة وحشية ضد تلك الاعتصامات، واستمرت في دكها بالصواريخ والمدافع، وكأنها تحارب عدواً خارجياً، وليس مكوناً أصيلاً من الشعب العراقي، ويأتي إلينا الآن ويعطينا المحاضرات والعبر والدروس في كيفية محاربة الطائفية. أين كنتَ من هذه الدرجة من العقلانية والحكمة عندما كنت في سدة الحكم؟ إنما تنظر فيه الآن هو لعب وضحك على عقول الشعب العراقي والشعوب العربية. لقد كان همك فقط هو البقاء في الحكم…
آراء
الثلاثاء ٠٦ يناير ٢٠١٥
تقول الأرقام إن شرطة مدينة الرياض نشرت قبل الأمس 300 دورية أمنية طارئة أمام المدارس العامة في المدينة في اليوم الأول للامتحان ما قبل الأمس. وبحسبة بسيطة لعدد مدارس المملكة كاملة "ثم أخذ القياس بأرقام الرياض" وجدت أن جهازنا الأمني بحاجة إلى 6000 دورية أمن لتغطية بقية الساحات أمام مدارسنا على الخريطة. في مساء اليوم نفسه، الأحد، لم تجد السلطات الأمنية حرجاً أن تشرح السبب على شاشة "MBC": الامتحانات هي ذروة موسم التفحيط مثلما هي أيضاً ذروة موسم العنف والمشاجرات بين المراهقين، وللكارثة أيضاً، موسم بيع الحبوب والمخدرات بين طلاب المدارس. كل الصورة برمتها تمثل إطاراً مخيفاً لهزيمة أخلاقية وانهيار أسري وبلادة اجتماعية. لماذا نضطر لإنزال ستة آلاف رجل أمن أمام مدارس تعج بربع مليون معلم؟ وأين غاب هذا الجيش الهائل من المعلمين عن التصدي لمثل هذه الظاهرة؟ وللحق المدرسة والمعلم جزء من هذه الهزيمة الأخلاقية. ولكن: نحن معهم كآباء وأسر ومجتمع شركاء في هذه الهزيمة والانهيار والبلادة. خذوا هذه الصورة المقابلة كي يكتمل إطار المشكلة: تقول الأرقام إن 20% من طلاب الثاني المتوسط يذهبون إلى مدارسهم وهم يقودون سياراتهم الخاصة، ترتفع النسبة إلى 35% في الثالث المتوسط، وإلى أكثر من 75% في الأول الثانوي. هذه جريمة قانونية تأخذ "الوالدين" إلى المحكمة وتأخذ الطفل إلى حاضنة اجتماعية مستقلة في المجتمعات…
آراء
الثلاثاء ٠٦ يناير ٢٠١٥
من أقدم الأحياء السكنية التجارية في الرياض «حلة القصمان»، أو «صندوق الذكريات» كما يسميه جاري السبعيني أبوسليمان، عندما ينهمك في سرد قصص بطولاته ورومانسيته، قافزاً خمسة عقود زمنية للخلف. يتذكر أبوسليمان كيف كان السعوديون في ذلك الحي ينامون تزامناً مع تسليمتي صلاة العشاء، لتتوقف الحياة تماماً عقب يوم حافل، بدأ بضجيج أصوات الباعة و«البائعات أيضاً»، ويؤكد جاري السبعيني أن أبناء جيله هم أكثر الناس حماسة اليوم؛ لتطبيق القرار المرتقب بإجبار المحال التجارية في السعودية على الإغلاق عند التاسعة مساءً، وفق ما أعلنه وزير العمل في تصريحات صحافية أخيراً. مرجعية جاري السبعيني الأساسية، التي يستمد منها آراءه ومواقفه في كل شؤون حياته هي «الماضي البعيد الجميل»، متجاهلاً ما استجد في حياة السعوديين من تغيرات اقتصادية واجتماعية وزيادة سكانية كبيرة وصعوبات معيشية، تغير معها نمط حياتهم كلياً، من النمط القروي الكلاسيكي إلى الحياة المدنية الحديثة، التي أصبحت معها التاسعة مساءً تمثل الوقت الحقيقي للذروة في الشوارع والأسواق؛ لصعوبة إنهاء مشاغلهم وتسوقهم خلال فترات فتح المحال وإغلاقها بين الصلوات، بجانب توقف الحياة التجارية تماماً بين صلاتي الظهر والعصر؛ لارتفاع درجات الحرارة صيفاً، والعرف السائد باعتبارها فترة راحة وغداء، أما فترة الصباح فهي مقتولة بالدوام في حياة الموظفين، أي أن الوقت الفعلي للتسوق في حياة الموظف السعودي قبل التاسعة مساء، لا يتجاوز 3 ساعات…
آراء
الثلاثاء ٠٦ يناير ٢٠١٥
لست من الذين يقرأون الفنجان، ولا من المؤمنين بهم، ولكن أرى أن عام 2015 سوف يكون عام إنجازات للأمة العربية؛ قد لا نحقق كل، شيء ولكن سوف نحقق بعضا منها. هذه الأفكار راودتني وأنا أتلمس موضوعا لكتابته، ليس من نسج الخيال، ولكن من ضوء قراءتي للواقع العربي، رغم أن الوضع لن يتغير فجأة، فسوف يستمر في عام 2015 بعض من التحدي وصراع البقاء للأمة العربية الإسلامية نكون فيه أو لا نكون، وذلك بسبب أنها لا تزال تهددها المخاطر المحدقة بها، سواء كان مصدرها نابعا من الداخل أو من بيئتها الإقليمية والعالمية، ولكن الذي يثلج الصدر أن قوى المقاومة والتغيير قد واصلت فعلها الإيجابي، كما تمثل ذلك في استمرار صمود المقاومة الفلسطينية، ومثابرة المقاومة العراقية على إنهاك المحتل واستنزافه، واستمرار الشعب السوري في نضاله، والصعود النسبي لبعض قوى التغيير وحركة الجماهير في عدد من الأقطار العربية، الأمر الذي يمكن النظر إليه باعتباره إشارة واعدة بمستقبل عربي أفضل. الأمة العربية لديها من عوامل القوة والصمود ما لا تملكه أي أمة في العالم، وما وُجدت هذه الأمة إلا لتبقى. لا تحسبوا أمة العرب هي أمة النفط والثروات، ولكنها أمة المبادئ والقيم الروحية والدينية، أمة ظهر فيها أطهر إنسان مشي على وجه الأرض، وهو الرسول العربي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ومن رحم هذه…
آراء
الثلاثاء ٠٦ يناير ٢٠١٥
ما كتبته أمس لم يكن نبوءة عسيرة، فتنظيم «داعش» يسكن داخل العراق على مسافة قريبة من الحدود السعودية، ويسيطر على مساحات كبيرة من «الأنبار»، وهي المحافظة التي جاء منها الإرهابيون أول من أمس، وهجموا ليلا على المنفذ الحدودي السعودي، «حديثة عرعر» في عملية غادرة. مع هذا، لا أعتقد أن «داعش العراق وسوريا» يمثل خطرا على المملكة العربية السعودية، رغم أن أتباعه صاروا بعشرات الآلاف في تلك المحافظات العراقية، مثل الأنبار، وخلفها نينوى، وصلاح الدين، وما وراءها حيث الحدود السورية. ويمكن صد الخطر بقوات حرس الحدود، وبالتعاون مع الحكومة العراقية. التغيير الحكومي الجديد في بغداد مؤشر خير للبلدين، كذلك بالتعاون مع قادة عشائر الأنبار، الذين يتعاونون منذ زمن، وبشكل وثيق، مع الأردنيين، ويشاركون في حراسة المعابر مع الأردن. وقد تشن الجماعات الإرهابية في العراق الكثير من العمليات ضد السعودية، وتستهدف مناطق حيوية وسكانية ضمن عملياتها الدعائية، لكن مع هذا، لن تمثل خطرا حقيقيا؛ في هذه المرحلة على الأقل. «داعش»، وأمثاله من التنظيمات المسلحة، يحتاج إلى بيئة حاضنة، لهذا نجح في المحافظات السنية الغاضبة في غرب العراق، وكذلك في سوريا. المخاطر في كل الدول العربية من الجماعات الإرهابية، داخلية وليست خارجية. مشكلة الغلو بيننا حقيقية، وهي تربة خصبة يترعرع فيها التطرف، ويتم فيها استنبات الشباب بسهولة، وتجمع لهم الأموال بيسر، والغلو يجعل…