آراء
الأربعاء ٣١ ديسمبر ٢٠١٤
موضوع هذه المقالة هو النمو الأخلاقي للأطفال. هذا النمو قد تتم دراسته من منظور علم النفس ولكن هذا ليس المنظور هنا. ما يهمني هنا هو دراسة النمو الأخلاقي للأطفال وعلاقته بحقوق الطفل ومفهوم العدالة في المجتمع. بمعنى ما هي السمات الأخلاقية التي تساعد الأطفال على العيش والحفاظ على العدالة في المجتمع. المقالة السابقة تحدثت عن أخلاق الأسرة، أو النمو الأخلاقي الذي يتحقق للطفل من خلال العيش مع أسرته. الأسرة يمكن أن تقدم معنيين جوهريين للطفل: أن السلطة قد تتأسس على حب وأن السلطة مطالبة بتشريع نفسها باستمرار. الأم والأب لديهما سلطة على أطفالهما ويمكن أن يقدما نموذجا لتأسس هذه السلطة على حقيقة أنهما يحبان أطفالهما. الحب بالتأكيد لا يكفي فقد يكون مجرد عاطفة غير واعية، ولذا كانت مسؤولية التشريع المستمر ضابطا لاحتمال عشوائية عاطفة الحب. الأهل مطالبون بتبرير سلوكهم، وهذا يعني تقدير قدرة طفلهم على الفهم والحوار وكذلك ضرورة وجود انتظام كاف للقوانين التي يمارسون من خلالها التربية. هذا كله يساعدنا على توقع طفل مستعد نفسيا وأخلاقيا أن يحترم السلطة ويطالبها بالعدالة باستمرار. الآن، الطفل يكبر ويخرج عن إطار أسرته إلى أطر اجتماعية أكبر. جماعة الأصدقاء، الأقارب، زملاء المدرسة، زملاء اللعب كلها مجموعات إضافية يعيش من خلالها الطفل وتؤثر بشكل رئيس في نموه الذهني والأخلاقي. السؤال هنا: كيف يمكن أن…
آراء
الأربعاء ٣١ ديسمبر ٢٠١٤
ثمة حولنا ما يمكن وصفه بجيش أممي يتألف من آلاف الشبان المستعدين للهجرة من أوطانهم إلى ساحة القتال. من أفغانستان إلى لبنان ومن أواسط آسيا إلى تشاد والبلقان. إنه جيش غير منظم وغير منضبط، لا يسعى رجاله وراء الرواتب والرتب العسكرية، مقصدهم الوحيد مكان يتيح لهم المشاركة في الحرب. عرفنا رجالا من الخليج قاتلوا في الشيشان والبوسنة، وجزائريين قاتلوا في أفغانستان، وتونسيين ذهبوا إلى العراق وسوريا، وهكذا. شهد العالم ظاهرة شبيهة في أربعينات القرن المنصرم حين تنادى الشيوعيون للمشاركة في الحرب الأهلية الإسبانية (1936 - 1939) نصرة للجمهوريين بقيادة «الجبهة الشعبية» اليسارية. كذلك الحال في السبعينات حين انضم عشرات من الناس من دول مختلفة إلى المقاومة الفلسطينية، لكن هذه مثل تلك كانت أضيق نطاقا من الحشد الأممي الذي نشهده اليوم. أظن أن آلاف الشبان الذين تسللوا من بلدانهم للالتحاق بالجماعات المقاتلة منذ أوائل الثمانينات كانوا يسعون وراء تحقيق ذواتهم من خلال القيام بعمل، قدروا أنه يسهم في تغيير العالم. آلاف مثلهم حاولوا تحقيق ذواتهم من خلال التجارة أو العلم أو الدعوة الدينية أو حتى من خلال المشاركة في الصراعات السياسية السلمية، أو غيرها من الحقول، لكن أولئك الشبان على وجه التحديد رأوا في الحرب ظرفا وحيدا لتحقيق الذات. والمثير في الأمر أن هؤلاء أشد ميلا إلى الجماعات الأكثر تطرفا، أي…
آراء
الأربعاء ٣١ ديسمبر ٢٠١٤
ليس أثقل على النفس من ابن عاق، تحبه فيجافيك، وتقربه فيؤذيك، إنها صورة أزلية، منذ نوح عليه السلام، حيث جاء صوت الأب “يا بني اركب معنا”، ولكنه آثر أن يتحدى الطوفان. هذه الصورة القديمة، سبقتها صورة هابيل وقابيل، حيث غواية القوة وشهوة القتل. الأبناء دوما، هم مصدر القوة والسؤدد، وبعضهم قد يكون مصدرا للضعف والفرقة والشتات. لا فرق في ذلك بين أب صالح ــــ آدم ونوح عليهما السلام ــــ ولا أب غير صالح. شاهدت في إحدى الدوائر الحكومية، شابا معتوها، يسخر من أمه التي جاءت تسعى لتطلب شفاعة أحد المسؤولين، كي يعيده إلى وظيفته. كان الابن يصوغ عبارته بصلف: فشلتنا هالعجوز! هذه النماذج ونماذج أبشع تراها داخل الأسرة، فتستغرب كيف يجور الأخ على أخيه؟! كيف يتعمد أن يشوه صورته؟ كيف يجعل من نفسه أمثولة بين الله وخلقه، في العقوق والحماقة التي لا يمكن معالجتها؟! إن أشد ما يتهدد المجتمعات، جور الإنسان على الإنسان، والشيء المحبط، أن يكون الجور من الأبناء والأحفاد. أينما التفت، تجد مثل هذه الصور البائسة، ومن اللافت للنظر أن بعض هؤلاء العاقين، يزعم الصلاح. وباسم الصلاح يمارس العقوق ضد أهله. وما غلمان “داعش” وممارساتهم ضد ذويهم ومجتمعاتهم عنا ببعيد. هناك أمر أخير: عندما تتغلغل في النفوس القسوة، وحب السلطة، والانتهازية، تتسيد المشهد كلمات ممجوجة عن المصلحة العامة،…
آراء
الثلاثاء ٣٠ ديسمبر ٢٠١٤
شهدت الساحة العربية كثيرا من الدروس المستفادة، خاصة بعد ما سمي بـ«الربيع العربي». لقد كانت كثير من الحقائق مطمورة تحت الأرض وجاء «الربيع العربي» ليعطينا بعض الدروس والعبر المستفادة من الشوارع المستباحة، ولعل أهم هذه الدروس هو كشف حقيقة الإخوان وأساليبهم ونياتهم تجاه مجتمعاتهم وأسباب سقوط المشروع الإخواني السياسي، وهذا ما تمثل في فشلهم في الانتخابات التي تمت في كثير من الدول العربية سواء في الانتخابات النيابية كما حدث في البحرين، أو الوزارية أو حتى الرئاسية، كما حدث في تونس؛ ففي غمرة التطورات المتلاحقة التي شهدتها المنطقة العربية كان لافتاً خلال عام 2014 تراجع تيار الإسلام السياسي متمثلا بشكل أساسي بجماعة الإخوان في مصر ثم تونس والبحرين وليبيا. وسقوط الإخوان لم يكن سقوطا سياسيا فحسب، إنما كان سقوطا فكريا، وحري بالإخوان أن يراجعوا مشروعهم السياسي أفضل من أن يظلوا يدورن في الدائرة المفرغة التي أنهكت دولهم وأنهكتهم، فهم الآن بحاجة إلى 6 عقود على الأقل من الزمان لكي يستعيدوا قوتهم. مشكلة الإخوان الرئيسية أنهم انفصلوا عن المجتمعات التي يعيشون فيها فكريا واجتماعيا ودخلوا في حالة عداء مع مجتمعاتهم، لقد كانوا ينظرون إلى أنفسهم على أنهم هم النموذج الذي يجب أن يحتذى به، ولم يعترفوا بالآخر. النرجسية التي اتصفت بها شخصيتهم هي التي جعلتهم دائما في صدام مع المجتمع وفي أحيان…
آراء
الثلاثاء ٣٠ ديسمبر ٢٠١٤
والآمال معقودة على قيادات وزارة التربية والتعليم اليوم أن تعيد صياغة سياسات التعليم وتوجهاته وواقعه من الجذور، لتجعله لائقاً بهذا العصر وبهذا البلد، ولأجل تحقيق هذا فإنه لا بدّ من قراءة تجارب الذين اصطلوا بناره. هذه مجرد إضاءة على تجربة واحدة من تعليم البنات، وكنت أقول إنه لطالما نظرت إلى السنوات التي مررت بها في مدارس البنين كسنواتٍ من الجحيم، لكني حين قرأت كتاب أميمة الخميس "ماضي مفرد مذكر" أيقنت أن النساء مررن بقاع الجحيم. الكتاب رصدت فيه أميمة مشاهد من تجربتها الشخصية في التعليم، طالبةً في المراحل الثلاث، ثم عاملةً بالقطاع نفسه، مع إلماحات نقدية وفكرية مهمة ومعبرة، ويا لعالم تعليم البنات المروّع والمحاصِر لأبجديات وجودها، نعم مُكنت المرأة من التعليم، لكن بطريقة تضاعف محوها! الرياض كانت مكان هذا الكتاب، وقس ما الذي يمكن أن يحدث في الضواحي والمدن الصغيرة، المبالِغة في الامتثال بحثاً عن القوة، حيث تأخذ هذه الهيمنات الطامسة مستغِلةً الأنظمة والتعاميم والمنهج، أشكالاً أكثر استقواءً ووحشيةً وإلغاءً لأي معنى يتصل بالكينونة الإنسانية، بدءاً من مسؤولي الوزارة، لمسؤولي إدارات التعليم، وصولاً للمشرفات ومديرات المدارس والمعلمات، وانتهاءً بحارس المدرسة، المثال البسيط والواضح حتى اليوم كل ظهيرة، على هذا التواطؤ، حيث يصير حتى اسم الفتاة شاهداً في حلقات إلغائها، الحلقات الذكورية المتصلة والطويلة، وكما العادة.. باسم الدين والأعراف، تلك…
آراء
الثلاثاء ٣٠ ديسمبر ٢٠١٤
نحن نعرف كذبة إبريل وتوقيتها وبأي يوم يتداولها الناس وهذا لا يعنينا ولكن ما نحن بصدده هو أكاذيبنا التي لا تتقيد بالزمان ولا المكان وهي شبه مفتوحة على مدار العام وبالتالي في الثمانينيات من القرن الماضي شاهدنا كذبة الملائكة تحارب إلى جانب ما يسمّى بالمجاهدين آنذاك وكيف انطلت على الملايين من الشباب والبسطاء وقتها وفقدنا الكثير من شبابنا حتى أصبحت سجون الغرباء هي موطنهم حتى الساعة. قبل 3 سنوات أراد بعضهم تكرار تجربة هذه الأكاذيب وخاصة في ثورة سوريا حيث بدأنا بنسج القصص الخيالية حول الملائكة الخضر الذين يحاربون إلى جانب الثوار محاولة منا بتكرار وتحريض الشباب كما فعلنا سابقاً ولكنها باءت بالفشل وعدم التصديق من قبل السواد الأعظم من شبابنا وهذا أمر طبيعي ومتوقع لأن جيل الألفية الثانية ليس هو جيل الثمانينيات. مع الأسف اليوم يأتينا نوع جديد من الأكاذيب والتي لم نتعود عليها من قبل وهي رؤيا سيدنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم في المنام ومحاولة بعضهم ترويجها في اليوتيوب وعلى صفحات التواصل الاجتماعي وبالتالي ربما تمتد هذه الرؤيا إلى الغد وتصبح مسلسلاً له بقية ولكن إذا صدقنا هذه الرؤيا من الحلقة الأولى وروجنا لها فمن المستبعد أن نرفض مشاهدة وتصديق آخر الحلقات التي أجزم أن نهايتها سوف تكون درامية غير محمودة العواقب، وتذكروا أن هذه الكذبة أو…
آراء
الثلاثاء ٣٠ ديسمبر ٢٠١٤
ليس مؤكداً أن السوق النفطية لن تتعافى. والذين يقولون بالاحتمال هذا يشيرون إلى إمكانات النهوض الاقتصادي في أوروبا وما يستتبعه من طلب على النفط، وربما إلى دخول بلدان «نامية» جديدة سوق التصنيع. لكن العكس مرشح بدوره للحصول، بحيث يتحول التوسع الأميركي في إنتاج النفط الصخري مدخلاً إلى عصر آخر يطوي عصر النفط مثلما طوي قبله عصر الفحم. وفعلاً تطل معالم هذا التغير مع ما باتت تتيحه تقنيات جديدة، لا سيما التنقيب الأفقي، في الوصول إلى مواد هيدرو-كربونية تحت سطح الأرض، ما جعل الولايات المتحدة اليوم تنتج ما يقارب ضعف إنتاجها قبل عقد واحد. كذلك تتضافر عوامل أخرى، أقل بنيوية، للدفع في وجهة كهذه، منها نقص الطلب الراهن على النفط في أوروبا واليابان، واحتفاظ بلدان «أوبك» بمستوياتها من الإنتاج، وتحسن شروط التوفير في استخدام السيارات للوقود. وبدورها تتعدد الأشكال التي بموجبها تستقبل المنطقة العربية تطوراً كهذا، فإذ تتاجر «داعش» بالنفط وتستخدمه في تسمين عائداتها، تندلع الحرائق في ليبيا في خمسة خزانات نفط كبرى تحت وطأة المعارك بين «الجيش الوطني الليبي» وميليشيات «فجر ليبيا». هذا في التبديد، أما حيث لا تزال الحكومات المستقرة تسيطر على إنتاجها النفطي وعلى توزيعه، فتُسمع أصوات واقتراحات يؤرقها ما قد يحدث. هكذا مثلاً ينبه الزميل والكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد إلى أن «معظم الدول الغنية الناجحة ليست…
آراء
الثلاثاء ٣٠ ديسمبر ٢٠١٤
في الغرب -خصوصاً- يعيش المسلمون والإسلام في مرحلتنا الراهنة حالاً من الظلم، وصورة نمطية في اللاوعي الغربي، يربط بين الإسلام والعنف والتطرف والإرهاب، فمن يتحمل حال الخوف من الإسلام في العالم؟ أو ما يعرف بـ«الإسلاموفوبيا»، فبعضهم يميل إلى أن واقع المسلمين في العالم هو ما يجذِّر هذه الصورة الخاطئة عن الإسلام. فالعالم يشاهد القتل والعنف ضد الأبرياء في عالمنا الإسلامي، وهي تنفذ باسم الإسلام، فماذا نتوقع أن تكون صورة الإسلام في الخارج وهم يشاهدون على شاشات التلفزيون وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، مناظر القتل والنحر لأبرياء بسبب اختلاف المذهب بين هذا التنظيم أو ذاك، أو سبي النساء من بعض الأقليات العرقية والدينية في عالمنا العربي والإسلامي؟ مثل هذا الممارسات الشنيعة كافية لمئات الأعوام المقبلة لتشويه صورة الإسلام في الغرب. في هذا الوضع المأسوي للمسلمين -ولاسيما من يقومون بمثل هذه الجرائم ويربطونها بالإسلام- لن نتوقع منهم إلا المزيد من الصراع الديني والثقافي، وإقحام الإسلام في هذا الصراع، ولا شك أن الإسلام هو الخاسر الأكبر في هذه المرحلة، فالعالم يقرأ الإحصاءات التي تبين أن القتلى من المسلمين قتلوا بأيدي مسلمين آخرين. مثل هذه الأرقام تؤكد للغرب ولشعوبه أن الإسلام دين عنف، ويمثل خطراً على العالم أجمع، ونحن المسلمين -وللأسف- نقدم الدليل الواقعي لهم بأن هذا هو الإسلام. فالمجتمعات والدول غير المسلمة مشغولة بقضاياها…
آراء
الثلاثاء ٣٠ ديسمبر ٢٠١٤
بقي يوم واحد وسيغادر هذا العام ليكون موعدنا مع عام جديد، أحداث كثيرة وأخبار وظواهر حفل بها هذا العام، اخترت أتفه الأحداث والأخبار وعلقت عليها. -- سيلفي في البيت، وسيلفي في الحمّام، وسيلفي في المول ومراكز التسوّق، وسيلفي مع فنان أهبل ومشهور، وسيلفي مع الحيوانات والجماد، بس ناقص الواحد يدخل المقبرة ويتصور مع الميت سيلفي قبل دفنه! -- بعد استنساخ أبي جهل وعدد من كفار قريش، «داعش» تعلن قيام دولة الخلافة الإسلامية وتطبق الشريعة في المناطق التي تسيطر عليها، الغريب أنّه بعد تطبيق الشريعة أصبح رأس المسلم المخالف للفكر الداعشي الإرهابي لا يساوي رأس بصل -- الخلاف في «تويتر» بين أحلام وشمس فاق كل التوقعات وقد وصل إلى مراحل خطرة، بعد تراشق عنيف بالتغريدات، والأمين العام للأمم المتحدة يعرب عن قلقه الشديد، ويطالب الطرفين بضبط النفس وتهدئة الصواريخ الموجهة من كل طرف. -- لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة تصوت على السماح بالمثلية الجنسية، وقوم كاسر ملة يحتفلون بهذا القرار، معتبرين أنه حق لتقرير المصير الجنسي، من باب جسمنا ونحن أحرار بالتصرف فيه! -- انتهت جريمة شبح الريم بالقبض على مرتكبة الجريمة، والاستفادة العظمى من هذه الجريمة، حسب ما تابعناه على مواقع التواصل الاجتماعي، تتمثل في أنّ من طالب بمنع النقاب للضرورة الأمنية ليبرالي ومتحرر وما عنده ذرة غيرة، ومن…
آراء
الثلاثاء ٣٠ ديسمبر ٢٠١٤
من غرائب الأخبار، التي تشعر وأنت تقرأها، بأنك تقرأ خبراً سوريالياً، ما نشرته صحيفة الوطن من أن عدداً من لجان مراقبة الأراضي وإزالة التعديات في بعض مدن المملكة قد رفعت تقارير لإمارات المناطق تحذّر فيها من تعدي «لصوص الأراضي» على عدد من المواقع الخاصة بوزارة الإسكان، وذلك من خلال تسجيل محاضر ميدانية تؤكّد فيها تعرض أجزاء من أراضي الوزارة للتعدي من هؤلاء اللصوص! عوداً إلى موضوع لصوص الأراضي كما تصفهم الصحيفة، وهم قوائم معروفة لدى إمارات المناطق، تعودوا على التعدي على ممتلكات الدولة، وهي الأراضي التي تمتلكها الدولة، سواء عبر الأمانات أو وزارة الإسكان أو غيرهما، خاصة في الأراضي الواقعة على أطراف المدن، ولكن الأغرب في مثل هذا الخبر، أن هذه اللجان قامت، قبل عام تقريباً، بتزويد إمارات المناطق بقوائم أسماء أشخاص سجّلت ضدهم مخالفات تكرار التعدي على أراضي الدولة، أو إقامة وبناء أحواش في أراض بيضاء بهدف تثبيت تملكها دون وجه حق، تمهيداً لاستخراج حجج استحكام عليها، أو بيعها على المواطنين بدعوى قيامهم بإحيائها إحياء شرعياً. فهل يعقل أن يتكرّر هذا الاعتداء، ومن الأشخاص أنفسهم، ولا يُتخذ ضدهم إجراءات وعقوبات صارمة؟ إن التهاون ضد هؤلاء المتهاونين يعني استمرارهم في التعدي على أملاك الدولة! إن لجان التعديات، ليست جديدة، لكنها في زمن الشفافية تملك الحق في الملاحقة، والإفصاح عن هؤلاء…
أخبار
الثلاثاء ٣٠ ديسمبر ٢٠١٤
توسعت دائرة الركود التي شهدتها السوق العقارية المحلية طوال الأشهر والأسابيع الأخيرة لتشمل هذه المرة قيم الصفقات وأعداد العقارات، ولتسجل معدلات انخفاض جديدة قياسية لم تشهدها السوق طوال تسعة أعوام مضت، كان من أبرزها تسجيل المعدل الأسبوعي لبيع الفلل السكنية معدلا أسبوعيا منخفضا لم يتجاوز بيع 41 فيلا خلال الأسبوع الماضي، وهو المعدل الأدنى الجديد طوال الأعوام التسعة الماضية، كما أنه المعدل الأدنى من مثيله الذي تم تسجيله قبل نحو أسبوعين فقط، والذي بلغ 43 فيلا بنهاية الأسبوع الأول من الشهر الجاري. حسبما توضح البيانات الأسبوعية للسوق أظهرت تراجع قيمة الصفقات الأسبوعية بنحو 17.3 في المائة، كما سجلت تراجعها الأسبوعي الثاني على التوالي في أعداد العقارات السكنية المبيعة بنحو 1.0 في المائة، وهذه الدلالات لمؤشرات أداء السوق العقارية لا تعتبر جديدة، كون اتجاهات التراجع فيها قد بدأ منذ مطلع تشرين الأول "أكتوبر" الماضي، وظلت دائرتها تتوسع أسبوعا بعد أسبوع، وهو ما قام برصده "مؤشر الاقتصادية العقاري" طوال تلك الفترة حتى تاريخه، الذي استهدف تقديم معلوماته أولا بأول إلى القارئ الكريم، وكما يبدو أن ارتفاع مستوى الشفافية حول أداء السوق العقارية، وتوافر المعلومات لدى أغلب أفراد المجتمع قد أسهم كثيرا في رفع مستوى وعيهم ومعرفتهم بمجريات السوق العقارية، التي كانت شبه غائبة بالكامل عنهم طوال الأعوام الماضية، الذي بدوره أسهم في…
آراء
الإثنين ٢٩ ديسمبر ٢٠١٤
الشيء بالشيء يذكر. النقل التأديبي لثلاثة من منسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الطائف إلى نجران وجازان ذكَّرني بنقل تأديبي آخر حصل في المجال الطبي قبل عقود. كنت أعمل آنذاك في المستشفى المركزي (مجمع الملك سعود الطبي حالياً). يبدو أن الأخطاء الطبية تكررت من أحد الأطباء المتعاقدين في إحدى المدن الصغيرة البعيدة عن الرياض؛ فصدر أمر بنقله تأديبياً إلى الرياض، مع شرح على أمر النقل التأديبي بأن الهدف وضع هذا الطبيب تحت الإشراف المباشر للشؤون الصحية. الزملاء من الأطباء الأجانب كانوا يتندرون على ذلك القرار التأديبي بالنصح المتبادل على ارتكاب بعض الأخطاء البسيطة من آن لآخر؛ ليضمنوا البقاء في الرياض؛ لأنه من المحتمل لمن يخلو سجله من الأخطاء أن يتم نقله تأديبياً إلى منطقة نائية. الموضوع بالطبع كان حالة فردية، لكن الذاكرة القديمة استعادته للمقارنة بأمر النقل التأديبي للأعضاء الثلاثة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الطائف، واحد منهم إلى جازان، واثنين إلى نجران لمواصلة العمل هناك. الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذكرت أيضاً أن ما حدث في الطائف في يوم الثلاثاء 24-2-1436هـ كان تصرفاً فردياً؛ لا يمثل الرئاسة ومنسوبيها؛ ولذلك أقول: إن الشيء بالشيء يُذكر. ما الذي حدث في الطائف من الرجال الثلاثة العاملين هناك في الهيئة؟ حسب الخبر المنشور في الصحافة…