آراء
الإثنين ٢٩ ديسمبر ٢٠١٤
في إحدى عروضه القديمة الساخرة، يقدم الفنان الافرو- امريكي كريس روك ما يسميه "شريطا تعليمياً" يتضمن نصائح لمواطنيه من الافرو- امريكيين حول التعامل مع الشرطة قائمة على استخدام "الحس السليم" ونصيحته الذهبية هنا هي: "اطيعوا القانون". نقد بعض سلوكيات الشبان الأفارقة الامريكيين هو مما اعتاد عليه كريس روك منذ بداياته الاولى والتي يجسدها عرضه القديم "السود بمواجهة الزنوج" الذي قدمه عام 1996. لكن سخرية روك وعقود طويلة من النقاش في الولايات المتحدة، لم تهز قناعة راسخة لدى الأفارقة الامريكيين بأنهم مستهدفون من قبل الشرطة ومشتبهين جاهزين بسبب لونهم فحسب. هذه القناعة التي غدت احدى حقائق الحياة اليومية في امريكا، لم تأت من فراغ، بل لها جذور في تاريخ معروف مازال حيا لربما حتى اليوم. لقد تزامنت الاحتجاجات المتواصلة ضد عنف الشرطة في بعض المدن الامريكية مع النقاش الذي اطلقه تقرير لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الذي اتهم وكالة "سي اي ايه" بالكذب بشأن تعذيب بعض المشتبهين بالانتماء للقاعدة. قد يقدم هذا سياقاً اكبر للنقاش حول الاحتجاجات سيقودنا حتماً الى "غوانتانامو" بل والى سجن "أبوغريب" في العراق. هكذا، فإن النقاش حول عنف الشرطة ضد السود في الولايات المتحدة يفتح سياقاً أوسع للعنف يسميه البعض "الوجه الآخر لأمريكا". بالتأكيد "لا توجد أمة كاملة" مثلما قال الرئيس باراك اوباما محقاً (ربما للمرة الأولى) في…
آراء
الإثنين ٢٩ ديسمبر ٢٠١٤
اسمع هذه الأيام همسات وهمهمات عن السينما. بلغني أن هناك نية لفتح صالات سينما في المجمعات التجارية بالمملكة. من سيكون سعيدا ومن سيكون تعيسا إذا شيدت هذه الصالات. السعيد محبو السينما والفنانون وأصحاب المحلات الذين سيجنون ملايين الريالات والتعيس ملاك صالات السينما في البحرين والمطالبون بحل مشكلة عضل النساء. صالات البحرين سوف تخسر كثيرا من عملائها. أما دعاة حل مشكلة عضل المرأة فسوف يخيب أملهم لأن مشكلة السينما حلت قبل أن تحل مشكلة أهم منها وأخطر. في إحدى المرات استضافتني إحدى القنوات الفضائية. كان الموضوع عن السينما. الضيف الآخر دكتور. (معه شهادة دكتوراه). لم أكن أعرف أني كنت ضحية مؤامرة طريفة. دعاني المذيع ليوقع بي في شر آرائي. بحوزة الدكتور ملف يحتوي على كل القضايا التي تواجه المجتمع السعودي. المخدرات، عضل النساء، الطلاق، المطلقات السكن، المباني المدرسية المستأجرة. ملف ضم كل القضايا التي تخطر على بال سعودي. كان المذيع يريدها مناظرة بيني وبين الدكتور. قصتي هذه سبق أن قصصتها ولا تؤاخذوني إذا قصصتها في المستقبل. هي اقرب إلى الكوميديا والكوميديا من أهم الأجناس الفنية التي يحبها الناس. بدأ الدكتور كلامه بتأصيل باب الأهم والمهم. كان أول سؤال طرحه: خلنا صريحين أستاذ عبدالله هل قضية السينما التي تشغلون الناس بها أهم من قضية المخدرات. لا أملك إلا أن أقول لا. بالطبع…
آراء
الإثنين ٢٩ ديسمبر ٢٠١٤
بعد غد هو آخر يوم لهذا العام الذي لا يمكن وصفه إلا بأنه امتداد لما عشناه في السنوات الأخيرة من تبدل سياسي واجتماعي حقيقي نتج كما يقول البعض لمخرجات لحظة تاريخية ومفصلية من التاريخ الحديث والمتمثلة في أحداث سبتمبر، وقد يختلف الناس حول تحديد أهم ملامح هذا العام وأحداثه، ولكن إن كنا نريد أن ننظر للأمور متجاوزين حدودنا الضيقة، فإن علينا أن نرى ما أوردته وسائل الإعلام الدولية التي عنيت بتغطية الأحداث متجردين عن نظرتها المحدودة لمنطقتنا. كان أولها سقوط مدينة الموصل في أيدي جماعة "داعش" التي تحولت بين ليلة وضحاها إلى دولة لها اقتصاداتها وجيشها والآلاف من المريدين من داخل العالم الإسلامي وخارجه، وهي اللحظة المفصلية التي بها أفاق العالم من سباته واكتشف الخطر الحقيقي الذي يحدق بنا جميعا، وذلك بوجود دولة تنتهج سفك الدماء وتجيد حربها الإلكترونية واستقطاب العناصر. الحرب في أوكرانيا كانت هي كذلك نقطة تحول في الصراع الغربي الشرقي، وأعاد للأذهان مرحلة الحرب الباردة رغم أنها هذه المرة ليست باردة كما يبدو، كما أن الحرب الإسرائيلية على غزة أعادت للواجهة حقيقة صعوبة حل القضية الفلسطينية سياسيا كما كان البعض يأمل، كما أن وجود رئيس من أصول أفريقية يحكم البيت الأبيض لم يمنع تنامي المواجهات العنصرية فيها، إذ أصبح عنوانا لافتا في الأشهر الأخيرة بعد مقتل مراهق…
آراء
الإثنين ٢٩ ديسمبر ٢٠١٤
(وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ). هكذا هم الماكرون دائما، يخططون ويسعون لتحقيق أهدافهم الشريرة، ويريد الله أن يفسد عليهم تخطيطهم ويبطل مسعاهم، فيحدث عكس ما خططوا له وسعوا. خطط إخوان الخليج للإساءة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في شخص الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فأفشل الله خططهم وأبطل مسعاهم، وتحولت كلمات الناعق باسمهم إلى رصاصات ارتدت إلى نحورهم، وهبّ أبناء الكويت الشرفاء الطيبون. مثلما هبّ أبناء الإمارات الفخورون بشيخهم، ليلهبوا مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاقات وتغريدات تعبر عن حبهم لسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتحصر الماكرين في زاوية ضيقة، كي يعرفوا حجمهم الحقيقي، ومكانهم ومكانتهم في المجتمع الكويتي. فكان مهرجان حب ووفاء لهذا القائد الذي يحتل مكانة رفيعة، ليس في قلوب أبناء الإمارات فقط، وإنما في قلوب الخليجيين والعرب جميعا، الذين يقدرون دوره في قيادة منهج الاعتدال، ومحاربة أوكار الإرهاب والتطرف، وكشف خفافيش الظلام الذين يعتقدون أنهم وحدهم يمثلون الإسلام، وأن كل من لا ينتمي إلى مكتب إرشادهم عدو للمسلمين، وللبشرية جمعاء. لا يساورنا أدنى شك في أن سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ليس في حاجة إلى اختبار مكانته في قلوب أبناء دولة الإمارات والكويت وكافة دول مجلس التعاون الخليجي والعرب جميعا. ولكن يبدو أن خفافيش الظلام هم الذين كانوا بحاجة إلى…
آراء
الإثنين ٢٩ ديسمبر ٢٠١٤
أي شعور وهاجس ذاك الذي دفع بكاتب وسياسي وباحث ألماني يبلغ من العمر 74 عاما أن يطرق باب «داعش» ويفاوض عناصر فيه لأشهر عدة ويذهب إليهم باحثا وسائلا بقدميه رغم كل احتمالات عدم عودته إن لم يكن أفظع؟ ليس غريبا أن تنهمر دموع عائلة الرجل كما روى لدى عودته بعد عشرة أيام أمضاها مع الجماعة الإرهابية في العراق وسوريا وعاد منهما حيا وراويا لما نعرفه عن شرها ومخاطرها وانتشارها، لكنها رواية تحمل بصمات شاهد ورؤيته من الداخل.. هل هو العمر المتقدم وما يحمله من امتلاء بسنوات حافلة وبالتالي لا ضير من مغامرة قد تعود بالكثير على الرغم من أنها تحمل مخاطر موت ونهاية؟ أم هي تلك القناعات التي تلازمنا كبشر فلا نحسن الإفلات منها مهما أوغلنا في العمر وفي التجربة؟ نعم، لقد فاجأنا «يورغن تودينهوفر».. لقد عاد حيّا رغم ما يمثله من إغراء لهذا التنظيم لخطفه وقتله ربما.. لكنه عاد ومعه الكثير من القصص التي شرع يرويها عبر «فيسبوك» بداية ثم عبر مقابلات في الإعلام، وها هو الآن يحضر لكتاب جديد. كل عائلته وقفت ضد قرار ذهابه الذي استلزم سبعة أشهر من التحضير والمقابلات مع مقاتلين عبر «سكايب» لكن «تودينهوفر» استمع إلى غريزته وصوته الداخلي. فهذا السياسي المتقاعد والباحث والقانوني يحمل لواء قضايا وأفكار تتعلق بذاك الالتباس الكبير بين المسلمين…
آراء
الإثنين ٢٩ ديسمبر ٢٠١٤
قبل سنوات طويلة، استخدمت السعودية سلاح النفط في حربها ضد الدول التي «لا تملك النفط». واليوم يُقال انها عادت لاستخدام السلاح ذاته في حرب موجهة ضد الدول التي «تملك النفط». قبل عقود جففت المنابع للتأثير في جهات المصب. قطعت الإمدادات البترولية للتعبير عن خيبة الأمل في الحلفاء الغربيين الذين يستهلكون النفط العربي بشراهة من غير أن يقدموا مقابلاً استراتيجياً لذلك. واليوم أغرقت السوق النفطية بحصة «أوبك» الثابتة للتعبير عن غضبها من النفطيين الذين يتآمرون ضدها وضد الاستقرار في محيطها الإقليمي. الحرب الأولى نعرفها جميعاً ونؤكدها جميعاً، أما الحرب الثانية فنشاهدها ولا نستطيع تأكيد حقيقتها أو رفضها! في هذه المقالة سأفترض صدقية الحد الثاني من هذه الثنائية، وأقارن ما بين الوضعين النفطيين المتعاكسين، وأرصد الخسائر والأرباح لكل منهما. في السبعينات، قرر الملك فيصل وضع مستقبل الاقتصاد السعودي في دائرة المجهول، وقرر قطع البترول عن أميركا بسبب وقوفها مع إسرائيل ضد الحقوق العربية التي لم تكن كلها وطنية خالصة بالكامل، بل كان يشوب الكثير منها الأماني والآمال «القومجية». الملك فيصل كان يعلم أن قرار وقف البترول عن أميركا سيضر بالاقتصاد السعودي، وكان يعلم في الوقت نفسه أن دعم الجانب المصري والسوري سيزيد من تطلعاتهما القومية ويضر بالمشروع السعودي القائم على تعويم «العروبية» في المحيط الإسلامي من أجل الحد من النفوذ السوري والمصري…
آراء
الأحد ٢٨ ديسمبر ٢٠١٤
خسرت الحكومة السعودية، مثل بقية الدول المصدرة للنفط، 50 في المائة من مداخيلها اليومية، منذ أن هبط سعر البرميل تحت 60 دولارا. الصدمة الحالية مؤقتة ومحدودة. ولأن الحكومة غنية، فقد عوضت العجز، وضغطت بعض النفقات، وقد نزفت سوق الأسهم قليلا، وانتهت المشكلة! لا لم تنتهِ، بل لم تبدأ بعد، وهي ستحدث في يوم ما. وهذه ليست نبوءة بل قراءة واقعية جدا. فكروا جيدا، هل سنستطيع أن نعيش لو انحدر سعر البرميل إلى 30 دولارا، فأقل، ودام الوضع هكذا 10 سنوات وأكثر؟ حينها، لن تفي مداخيل الحكومة بمرتبات موظفيها، وتدعم سعر الرز، والخبز، والماء، والكهرباء، وتمول الجامعات، والمستشفيات، والصناعات، والقطارات. وبالطبع ستستنفد مخزونها المالي الذي وفرته، وستزيد ديونها من صناديقها المحلية، وستفر الأموال المكدسة في البنوك المحلية إلى الخارج. فهل بوسعنا أن ننتظر لإصلاح الوضع فقط حين نبلغ حافة الهاوية؟ أم أن اليوم المشمس هو الأفضل، طالما أن الحكومة ليست مدينة لأحد، وفي جيوبها ادخرت نحو تريليون دولار، والوضع السياسي مستقر؟ خطوتها الحالية حل مؤقت مقبول، لكنها مبنية على استراتيجية انتظار تعافي سوق النفط، ومائة دولار للبرميل. لكن ليس مستبعدا أن يدوم الحال لسنين، خاصة مع تطور صناعة النفط الصخري، أو غيره، حينها هل سيمكن للبلاد التي تعيش اليوم على ميزانية مضغوطة إلى 230 مليار دولار.. أن تعيش غدا على ميزانية…
آراء
الأحد ٢٨ ديسمبر ٢٠١٤
بعد 3 أيام يمضي عام بائس من عمر اليمنيين لا بد أن ذكرياته المريرة ستبقى عالقة في عقولهم وقلوبهم بما حملته من مآس وأحزان وقتل وتدمير للمنازل وانتهاك للحريات العامة منها والخاصة، وتبدد أحلام راودت مخيلتهم وانتهت إلى سرداب بلا نهاية ولا ضوء في نهايته. بدأ عام 2013 بأوهام وزعها عليهم الساسة المتكئون على المجتمع الدولي عبر لقاءات «الموفينبيك» ومخرجاته التي ستدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وعول عليها البسطاء من اليمنيين ثم بعثرت الأحزاب ما تبقى عندهم من آمال وطموحات، وجاء منتصفه ليبدد كثيرا منها ولم يصل العام إلى خواتمه إلا وقد امتلأت نفوسهم بالإحباط واليأس والخوف والبؤس، ولتعود إلى ذاكرتهم الجمعية أبيات الشاعر الراحل الفذ محمد محمود الزبيري: «(ما لليمانيين) في لحظاتهم/ بؤس وفي كلماتهم آلام/ جهل وأمراض وظلم فـــــادح/ ومخافة ومجاعة وإمام». عندما يبزع فجر اليوم الأول من العام الجديد لن يكون بمقدور أحد ممن عبثوا بما يمتلكه اليمني من رغبة في غد أفضل له ولأولاده، أن يشرح له حقيقة ما جرى ومن المسؤول وكيف سيكون المصير القادم، وستكون أغلى أمانيه أن يبيت في أمن وسكينة وأن يستيقظ ومعه قوت يومه.. سيحدث هذا بينما النخبة السياسية مشغولة بأتفه القضايا وأقلها نفعا على حاضر اليمنيين وزادهم، وسيظل ممثلوها منهمكين في انتزاع حصصهم في الوظيفة العامة ونهب المال العام. سيحل…
آراء
الأحد ٢٨ ديسمبر ٢٠١٤
كثيرة هي المواضيع التي يمكن أن أكتب عنها، وكلما فكرت في أحدها أجد نفسي عاجزا عن البدء.. شعرت حقا أنني مصاب بـ(أجرافيا) Agraphia، أو ما سماه الفرنسي الشهير، وأحد أبرز مؤسسي علم الأعصاب، جان مرتان شاركو، أستاذ الطبيب النمساوي فرويد: "حبسة اليد". فقدت قدرتي على الكتابة، مع أن اليدين -بفضل ربي- سليمتان. تبصرت في مشكلتي، فوجدت أن العقل المشغول لا يمكن أن يعطي بارتياح، وأحمد ربي أن المانع هو انشغالي بتاج رأسي. أواخر الأسبوع الماضي، وأنا في المكتب اتصلت علي سيدتي الوالدة، وقالت: "إذا خلصت شغلك أحتاجك".. صوت أمي لا أخطئه، لكن النبرة هذه المرة مختلفة، أقفلت الملفات، وذهبت لغرفتها الجميلة، المزينة بصورة سيدي الوالد، وأخي -رحمهما الله- وصورة زواجي، وصور لأحفادها، وفي ركنها سجادتها، ومصحفها، ومسبحتها، ومبخرتها، وقهوتها.. ناديتها كما تحب: يا أمي يا "سلمى"، خيرا إن شاء الله يا ستي"؟ فقالت: "لا تقلق.. آلام مفاجئة، وأحب أن تأخذ لي موعدا في المستشفى". حالة انحباس اليد، أضيف إليها انحباس الفكر، أحاول جادا من هنا، وهناك، ولكني لا أجد أمامي غير أمي وحالتها المسيطرة على كل حياتي، وكلي أمل في أن ربي سيمكنني وغاليتي من تجاوز هذه الأزمة. لا أحب أن أرى أمي مريضة، ولا أطيق أن أراها ضعيفة، مرضها وضعفها ينغصان عليّ كل شيء، حتى الماء والهواء.. أحب أن…
آراء
الأحد ٢٨ ديسمبر ٢٠١٤
فوجئنا في الإمارات كما فوجئ الأشقاء في الكويت، باتهامات مبارك الدويلة عضو مجلس الأمة السابق، للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان باستهداف الإسلام السني، وبتلفيق التهم للإخوان المسلمين في الإمارات، وبالمواقف الشخصانية العدائية، وجاء ذلك في حديثه لقناة تلفزيونية. ونحن إذ نعلق على هذا الاتهام، ليس دفاعاً عن شخصية سمو الشيخ محمد بن زايد، لأننا نرفض أن يكون في موقع دفاع، فمواقفه ومواقف دولة الإمارات وسياستها تكفي العاقل للرد على الدويلة وغيره من الباحثين عن أبواب يفتحونها للفتن. مبارك الدويلة اتهم وتحدث، وربما عبّر عن آراء جماعة ينتمي لها، ولا يهمنا أمرها، ولكن ما يهمنا هو موقف القناة نفسها، والتي كان المذيع فيها هو المبادر بفتح الموضوع والإشارة إلى الإمارات تحديداً، دون أن نعرف أسباب ذلك. وأكثر ما اكتفت به هو إصدار بيانين، أحدهما أكدت فيه أن ضيوف القناة يعبرون عن آرائهم وليس عن آراء القناة أو المجلس، وبيان آخر تعتذر فيه لدولة الإمارات وشعبها، وكلاهما لم يبددا خيبة أملنا التي جاءت من ذات القناة أكثر من مبارك الدويلة ومن يمثلهم. الدويلة ومن معه، لا أحد يجهل توجهاتهم أو ردات فعلهم، ولكن أن تستضيفهم قناة ، وتفتح لهم المجال للحديث عن مواضيع طويت وأغلقت صفحتها منذ قمة الرياض، بل وسعى أمير الكويت، حفظه الله، لإنهاء الخلافات التي…
آراء
الأحد ٢٨ ديسمبر ٢٠١٤
تحتل المبادئ خانة المصداقية عندما تقع على المحك؛ مصداقية الشيخ الغامدي في فتواه ألهبت حماسة مجتمع الخصوصية فملأوا الدنيا ضجيجاً وصراخاً همجياًً،، تجلّت مصداقية الشيخ بظهوره بصحبة زوجته كاشفة الوجه والكفين وبالزينة فيما ظهر منها.. ظهرت جواهر( زوجة الشيخ السلفي أحمد الغامدي) بكامل حشمتها، فاستفزت مجتمع التغطية والحجب. مفهوم الاستفزاز في مجتمع الفضيلة الشكلانية مفهوم هلامي لا ارتباط له بالأخلاق، فالاستفزاز الذي ردده من استفزهم ظهور وجه "جواهر" استفزاز ضيّع موطئ قدمه، استفزاز زئبقي لا يؤمن بنقاش ولا حوار، ولا يتقبل الجدل فضلاً عن احترام الاختلاف، يدير دفة "هيجانه" الأهوج عصبة كهنة الجهل والتعصب والتشدد والغباء. فإن تتساءل عن أمر مستفز لتجده يكيل الهجوم والإرهاب اللفظي على تصرف طبيعي شخصي، فهذه حالة لا تتصور سوى في مجتمع طال عليه مفهوم لم يفهمه" احترام حق الاختلاف"، فسُرِقت حياته وحريته واستقلاله، تحت ذريعة عصمة هلامية تدّعي وهم الخصوصية وأحلام الفضيلة؛ فضيلة شكلانية؛ لاتتجاوز رمي المرأة في جحر التراث وتكميمها بالمخاوف "المستفزة" كلما برزت في الواقع.. بهذا الاستفزاز الأحمق؛ استطاع عبّاد التراث أن يجروا الجميع لمستنقعه، فهوى الغالبية إلا ما ندر في الحكاية الاستفزازية، وإنك لتستغرب وما الذي يستفز شخصاً من الناس لظهور رجل ما وزوجته بكل حشمة واحترام أمام الملأ؟!!، إلا أنه أمر قيل لهم إنه مستفز فأصبح مستفزاً.. وهذه طبيعة مجتمعات…
آراء
الأحد ٢٨ ديسمبر ٢٠١٤
"جوناثان هيلي" هو مذيع إيرلندي شهير يطل بصوته عبر الأثير كل ظهيرة في إذاعة "نيوز توك" في فقرة تسمى "لانش تايم" وذلك نسبة إلى موعد بثها الذي يتوافق مع استراحة الغداء للكثير من الموظفين هنا في ايرلندا. يستضيف جوناثان كل يوم مسؤولا ايرلنديا رفيعا لمناقشة قضية من قضايا الساعة: فرض رسوم على المياه، المشردون في الشوارع ، ارتفاع أسعار العقار إلى غير ذلك من القضايا التي تشغل المواطن الإيرلندي البسيط وتتعلق بحياته اليومية. دأبت منذ قدومي إلى دبلن على متابعة فقرة جوناثان. وأكثر ما يجذبني في أسلوبه هو ما نسميه عندنا بالعامية"أسئلة التحجير" التي لا تقبل سوى الإجابة بنعم أو لا . مما يضع المسؤول غالبا في حرجٍ كبير ، خصوصاً حين يحاول بعض المسؤولين الهروب بإجابتهم إلى منطقة رمادية. ويحصل كثيراً أن ينهي جوناثان فقرته بأن يعلق مخطاباً جمهوره بأن أسئلته بسيطة جداً ولا تخرج عن "نعم" أو "لا" لكن بعض الضيوف يصعبونها على أنفسهم كثيراً ! ليس في إيرلندا وحدها بل في كل مكان في العالم يحاول المسؤول غالباً تحاشي التحدث مع الإعلام ما استطاع إلى ذلك سبيلاً خصوصاً حين يتعلق الأمر بتقصير المؤسسة أو الجهة التي يمثلها، لا سيما إذا كانت تلك المؤسسة على تماس مباشر مع حياة الناس ومقصرة في أدائها نحو متطلباتهم . جوناثان هيلي…