آراء
الثلاثاء ١٦ ديسمبر ٢٠١٤
قفز الأرنب.. خاف الأرنب.. كنت قريباً منه ألعب! مقطع من قصيدة شهيرة للأطفال كتبها المرحوم سليمان العيسى، الذي كان أحد الشعراء القلائل الذين لم يتفرغوا للقلاقل، وطبعوا أشعارهم بالاهتمام بالطفولة، ومن أشهر قصائده التي لايزال أطفالنا يرددونها «يا إلهي يا إلهي يا مجيب الدعوات».. وأغنية ألا طيري وماما ونحن شهدنا بعد العصر، البعض قد يرى أن الأديب الذي يهتم للطفل هو أديب من الدرجة الثانية، بينما الحقيقة أن أدباء الطفل هم أدباء سبقوا زمانهم في أمة ترى أولوية الشعر للمناطق المحظورة بين الخطين.. خط «قفز الأرنب» وخط «خاف الأرنب»! وقد كتب غير شاعر من الكبراء للأطفال، ليس أولهم أمير الشعراء أحمد شوقي وليس آخرهم المرحوم سليمان العيسى، أبيض أبيض مثل النور.. يركض في البستان يدور.. المهم أن المرحوم لم يعش لكي يرى عنوان قصيدته الطفولية الجميلة «قفز الأرنب» تصبح قضية مجتمع وجريمة كبيرة في مجتمع مل الجرائم الصغيرة المتكررة المملة، مثل اقتحام حرم الأقصى أو مقتل عشرة أو عشرين أو خمسين من هنا أو هناك.. أما جريمة «قفز الأرنب» فقد شغلت المجتمع العربي من الشام إلى تطوان، وهي عبارة عن «سناب شوت» كما يسمى لفتاتين ترددان نشيد «قفز الأرنب» بطريقة شخصية وقافزة.. يبحث عن ورقات خضرِ.. يقطفها كالبرق ويجري .. وبالطبع فإن ثقافة «الستر» و«إحسان الظن» سرقت مع ما سرقه…
آراء
الثلاثاء ١٦ ديسمبر ٢٠١٤
خلال أيام قليلة ستعلن الميزانية العامة للدولة، وهي حدث جوهري ومهم لا شك، والكثير يسأل عن الميزانية "فائض أم عجز" هل هذا هو السؤال المهم؟ بتقديري مهم ولكنه ليس كل شيء، ولا يمثل كل الرؤية الحقيقية للمنجزات. بل الأهم ماذا اعتمد سابقا وماذا نفذ وتم الانتهاء منه كمشاريع. وهذا يدلل على أن الميزانية العامة للدولة حتى وان انخفضت بمقدار مقبول أو بنسب قليلة "وهو ممكن" فلا يشكل مشكلة او عائقا حقيقيا، فالدولة تعمل على "توازن" الميزانية بين الإيرادات والإنفاق وهذا مهم، الأهم بنظري هو إنهاء ما اعتمد سابقا من مشاريع فهي ستحقق الكثير من الإضافة والإنجاز لاقتصادنا الوطني، وأن لا تتأخر، فالتأخير هو العائق الحقيقي، فكلما انجز ما اعتمد تقلصت معها قوائم الاحتياج والانتظار أيا كانت "طريق – مستشفى – مدرسة – مرفق من المرافق العامة" الهم الأول بنظري إنجاز ما اعتمد بكفاءة وبوقته، وحين تأتي الميزانية الجديدة ستأتي بمشاريع جديدة، وهذا يعني مزيدا من المرافق، وان كانت "فرضا" أقل من السابق كعدد فلا يعني أنها مشكلة او عائق، الأهم تنجز ويعمل على عدم تأخرها، وحين نكون بالموعد بالإنجاز والكفاءة والقدرة بمشاريعنا، سنكون مع المستقبل أقل تعثرا واحتياجا. كما يجب أن نتنبه إلى أهمية أن الميزانية القادمة ستواجه مصاعب لعام 2015 حول مصدر إيرادات الدولة وهو "برميل النفط" وأسعاره، فلا…
آراء
الإثنين ١٥ ديسمبر ٢٠١٤
كتبتُ العام الماضي في صحيفة «الحياة» في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، مقالة بعنوان: «قصة يوسف مع العمل المؤسسي للتعليم العالي» (http://alhayat.com/OpinionsDetails/576172)، إذ توقعت سرعة تفاعل إدارة جامعة الملك سعود مع الموضوع، وأن تكون أكثر مرونة في تفسير الأنظمة واللوائح، وتغليب «روح» اللوائح على حرفيتها وجمود بعضها، وتمنح يوسف فرصة ثانية؛ لإكمال دراسة الدكتوراه، بعد أن أوصدت في وجهه جميع الأبواب والنوافذ. انتظرت أسابيع عدة لعل وعسى. ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث. لذلك وجهت رسالة قصيرة آنذاك في «تويتر» إلى رئيس الديوان الملكي الأستاذ خالد التويجري، متشفعاً لديه بإيصال موضوع هذا الشاب المميز علماً وخلقاً للمقام السامي؛ لإنصافه من حيف وظلم جامعة الملك سعود. اعتذار متأخر بعد أسابيع قليلة، سألت يوسف: هل وصلك شيء عن موضوعك؟ فأجاب بالنفي. فظننت أن خالد التويجري لم يُعُرِ الموضوع أي اهتمام. ولحسن الحظ «خاب ظني». إذ «أحرج» الديوان الملكي إدارة الجامعة (كما وصف ذلك أحد كبار مسئوليها)، حينما وصل جامعة الملك سعود خطاباً من الديوان الملكي يستفسر عن موضوع يوسف. وإذ إن أي جهاز حكومي سيتمسك بأي قرارٍ أصدره، فمن المؤكد أن إدارة الجامعة أرسلت للديوان الملكي مبررات تؤيد قرارها الجائر برفض إعادة ابتعاث يوسف لإكمال دراسته، ومن شبه المؤكد أيضاً أن رد الجامعة لم يشر إلى مبررات الجهات الأكاديمية المعنية بموضوع…
آراء
الإثنين ١٥ ديسمبر ٢٠١٤
لا يمكن لكاتب يحترم اهتمامات الجمهور وصدمة "الرأي العام" أن يتجاوز الظهور المثير للجدل الواسع العريض للشيخ أحمد الغامدي بجوار زوجته في برنامج "بدرية". في التحليل الاجتماعي تبرهن لنا جميعاً ردة الفعل الواسعة على ظهور الشيخ بجوار زوجته أننا شعب عاشق للإثارة مثلما تبرهن لي مقولتي القديمة "أنك لو...#هشتقت... قوطي على ناصية الشارع العام لسهر شعب بأكمله عليه". أنسانا فضيلة الشيخ الغامدي وزوجته تداعيات هزيمة الهلال من غريمه النصر. نسينا معه لقاء الأمير الوليد بن طلال مع علي العلياني في اللحظة نفسها. تجاوزنا "معهما" سهرة شعب بأكمله مع الحلقة الختامية لبرنامج "أرب آيدول"، وكل ما سبق، ثلاثة برامج ومناسبات جوهرية في نسب المشاهدة التلفزيونية. نعم... كانت صورة زوجة فضيلة الشيخ إلى جواره أمام "بدرية" صادمة مستفزة لتربية مجتمع محافظ ولكن: هي نفسها صورة زوجة "إردوغان" التي تظهر بجواره في المناسبات العامة. هي نفسها صورة زوجة "مرسي" الذي رآه متطرف سابق لابساً قميص عثمان بن عفان. هي نفسها "وجه" خديجة بن قنة حين تقدم حلقات البرنامج الشهير "الشريعة والحياة"، وحتى اللحظة ذهب إلى طاولتها "اشتراطاً" سبعة من طلبة العلم لدينا، مثلما هي أيضاً صورة وجه الجزائرية الشابة التي تزوجت فضيلة الشيخ الآخر، يوسف القرضاوي، ثم ظهرت على عشرات الشاشات الفضائية تتحدث عن التجربة بنفس حجاب زوجة الشيخ "أحمد الغامدي" حذو "الشيلة"…
آراء
الإثنين ١٥ ديسمبر ٢٠١٤
في كل مرة يحاول البعض أن يشوه صورة ديننا الحنيف من خلال تصويره على أنه نواة للتطرف والكره، ونهج للحروب والقتل والدمار، يتجدد إيماننا بحقيقة عظمة هذا الدين من خلال قراءتنا الصحيحة له، إذ من رحمته على البشر أن أتى ليحدد مسالك الحياة وأسس التفكير والقياس والاجتهاد؛ كي يتحقق الهدف الأسمى للإنسان بحياة كريمة في الدنيا والنعيم الأبدي في الآخرة. إسلامنا العظيم ليس الفرد أو الجماعة أو هذا الاسم أو ذاك، بل هو الوحي الإلهي الذي يعلم ما في الغيب وبواطن الأمور، وهو التشريع الذي بني وفق المصلحة العليا وليس وفق تفسير إنسان وهوى آخر، وبالتالي فالقول إن الإسلام يجسده ذاك الداعشي أو ذاك الإرهابي هو قول مردود عليه، فما يقوم به المسلمون ليس بالضرورة هو الإسلام، كما أن الإسلام لا يمكن أن يجسد كما هو الحال في فلسفات وأديان أخرى في فرد معين أو ممارسة جماعة. في مجتمعنا يختلف الجميع تقريبا حول الكثير من القضايا الحياتية الحديثة، فلن تجد اتفاقا مهما حاولت حول مسائل كعمل المرأة أو الاختلاط أو عمل البنوك أو شرعية الأسهم أو التأمين أو العمل في الشركات الأجنبية إلخ، وإن كنا دائما ما نجد التنظير هو السمة الغالبة في تحديد المواقف، إلا أن هناك من يمتلك الجرأة في الخروج بقوله وفعله دون خوف، مثبتا في ذلك…
آراء
الإثنين ١٥ ديسمبر ٢٠١٤
من الجنون جداً أن يستمر الإماراتي والقطري والكويتي والبحريني والعُماني في تحديث دولهم وتمدينها ورص جبال الثروة بعضها فوق بعض، من غير أن يبنوا جيوشاً عظيمة تحمي هذه المكتسبات الوطنية وتذود عنها. من غير المعقول أن تنمو شجرة الاقتصاد وتتعاظم بشكل سنوي في هذه الدول من غير أن يكون لها معادل عسكري يوفر لها أسباب البقاء والحياة. لكن في المقابل من غير المنطقي أن تبني دولة مثل الإمارات جيشاً قوياً من مئات الآلاف من الرجال ومئات الطائرات المقاتلة وآلاف القطع العسكرية، لهذه الغاية. ومن المستحيل أن توازن قطر، بشعبها قليل العدد، بين ثورتها الاقتصادية والقدرة على حماية هذه الثورة! الكويت والبحرين غير قادرتين كذلك على فعل ذلك. السعودية وحدها من بين دول الخليج التي تستطيع أن تبني قوة عسكرية تعادل بنية ثرواتها. لهذا، وبناء على السبب البدهي أعلاه، والسبب الاستراتيجي اللاحق، فإن بناء جيش خليجي كبير تابع لدول الخليج الست أضحى أمراً ملحاً وضرورة كبرى وليس خياراً خاضعاً لحسابات «الصفاء» بين الإخوة قادة دول مجلس التعاون الخليجي. بدهياً، فإن وجود جيش خليجي أول في قطر، وثانٍ في الإمارات، وثالث في الكويت، ورابع في السعودية، وقاعدة بحرية ضخمة في عُمان، وقاعدة جوية كبيرة في البحرين، سيؤمِّن جداراً عالياً يحمي المكتسبات الخليجية الحالية، ويضمن مستقبلاً آمناً للتطلعات الاقتصادية وأماني البناء والتحديث والتمدين.…
آراء
الإثنين ١٥ ديسمبر ٢٠١٤
كان فلاديمير بوتين ينتظر الفرصة المناسبة لتصفية حسابه مع أميركا التي دفعت الاتحاد السوفياتي الى المتاحف. كان يريد أن يثأر من محاولتها تطويق روسيا بتحريك بيادق حلف الأطلسي قرب حدودها ومن تشجيعها الثورات الملونة على أطراف الاتحاد الروسي. كان يحلم بهز ركائز صورة القوة العظمى الوحيدة وإنهاء عهد «الغطرسة الاميركية». وكان يدرك أن عملية الثأر ممكنة مع وجود رئيس اسمه باراك اوباما يهجس بإعادة الجنود من الحروب ويُصاب بالذعر من فكرة ارسالهم الى حروب جديدة. رئيس أميركي يعتبر أن للقدرة الاميركية حدوداً وأن أميركا نزفت من جيشها واقتصادها ما يُلزمها التخلي عن الحروب الجوالة وسياسة اقتلاع الانظمة. وجد بوتين في الأزمة السورية فرصته الذهبية. لن يسمح بتكرار المشهد الليبي. لن يُمرر في مجلس الأمن ما يسمح بإعطاء ظلال من الشرعية لعملية اقتلاع النظام السوري. ثم ان سورية يمكن ان تكون فرصة لاعتراض «الربيع الاخواني» وكسر الموجة الاسلامية. فرصة لإظهار حدود الدور الاميركي. نجحت روسيا في عملية شراء الوقت للنظام السوري. وربما كانت تعتقد بقدرته على حسم النزاع على معظم الاراضي السورية إن لم يكن على كاملها. عملية جنيف نفسها بدت من جانب موسكو أشبه بعملية لشراء الوقت. ظهر ذلك جلياً خلال انعقاد «جنيف 2». حاول الأخضر الإبراهيمي عبثاً دفع الروس الى دور اكثر جدية في البحث عن الحل. كان سيرغي…
آراء
الإثنين ١٥ ديسمبر ٢٠١٤
حتى وقت كتابة هذا المقال، تكون أسعار النفط تكبّدت خسائر مهولة، مقتربة من الخمسين في المائة من أسعارها قبل 5 أشهر فقط. انخفاض سعر سلعة حيوية تعتمد عليها ميزانيات دول بشكل شبه كامل، لا شك أنه يعيد للذكرى انهيارات سابقة للنفط، ومعاناة أكبر لمواطني هذه الدول. تدهور أسعار النفط، إن لم نقل انهيارها، طغى على كل القضايا السياسية الأخرى. كسب مستهلكو مصادر الطاقة بعد أن أحرقتهم أسعار النفط العالية لسنوات، وخسرت الدول المنتجة وهي ترى مداخيلها المتوقعة تتراجع يومًا بعد الآخر. الأكيد أنه لا أحد من الدول المنتجة يتمنى أن يتواصل الانخفاض، والمؤكد أيضا أنه لا أحد يتوقع أن تستمر أسعار النفط مرتفعة لسنوات وسنوات وإلى ما لا نهاية. رضينا أم أبينا فدورة الأسعار لا بد أن تأخذ دورتها، فالانخفاض آتٍ آتٍ، وإن لم يحدث اليوم فسيكون الانخفاض أشد وطأة في المستقبل القريب. لا السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط في «أوبك»، ولا غيرها، يستطيع رسم مسار واضح لأسعار النفط. دعْ عنك التكهنات والتحليلات، وحتى التصريحات الرسمية، كتصريح روحاني بأن هناك مؤامرة سياسية خلف انخفاض النفط، إلا أن الرياض تسعى لعدم الخلط بين المصالح السياسية والسياسة البترولية، باعتبارها عملية تجارية كاملة، فالانخفاض أسبابه اقتصادية بحتة، ويعود لأسباب عدة أهمها ضعف نمو الاقتصاد العالمي، وزيادة المعروض العالمي، وخصوصًا من الولايات المتحدة، وتلاشي…
آراء
الأحد ١٤ ديسمبر ٢٠١٤
تدلّ المُكتسبات النّوعية التي حققتها دولة الإمارات على نجاح الإرادة السياسية في استصحاب الخبرات المتخصصة، فقد كان الآباء المؤسِّسون للدولة مُدرِكين لضرورة استشارة أهل التخصص في أيّ قرار يريدون اتخاذه، ويتضح ذلك من خلال استقراء تجربتَيْ المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم. وقد تطورت منهجية الاستفادة من الخبراء ومراكز التّفكير Think Tank فيما بعد، فتمّت الاستعانة ببيوت الخبرة، وكذلك تمّ إنشاء مراكز دراسات وبحوث محلية بنَتْ شبكة علاقات واسعة على مستوى العالم مع مراكز التفكير المختلفة، وساهمت كل هذه الخبرات في تطوير مناهج ومعايير صناعة القرار في السياستَيْن الداخلية والخارجية، ولذلك لا يمكن اعتبار النجاحات التنموية الكبرى في الإمارات وليدة المصادفة أو الحظ الجيد، بل هي نتاج للتخطيط العميق الذي رسَّخته حكمة القيادة، وساهمت فيه جهود الخبراء ومراكز التفكير. وقد أضحت اليوم تجربة التفكير الاستراتيجي وسيلةً أساسيةً لدعم صانع القرار في منطقة بالغة التَّشابُك والتعقيد، وفي عالم مُتَسارع التحولات النوعيّة والكميّة، إذ لم تعد كفاءة وقوة القرار مرتبطة بالإرادة السياسية فحسب، بل أصبحت مشروطة أيضاً بشبكة واسعة من الدوائر المتقاطعة التي ترصد حركة القوى والمؤشرات الاستراتيجية الوطنية والإقليمية والدولية، والتي يحتاج كل منها إلى خبراء ومتخصصين لمتابعتها وتقييمها وتوقع مآلاتها. ولعلَّ من أهم القضايا التي تُطرَح حول دور مراكز التفكير…
آراء
الأحد ١٤ ديسمبر ٢٠١٤
هل كانت رسالة لخصومه أم صرخة لحلفائه، عندما تحدث صراحة قبل أيام عن تحديه «لهم» حتى لو تسبب ذلك في اغتياله؟ رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، يخوض حروبا متعددة الجبهات في آن واحد. يقاتل «داعش» والجماعات الإرهابية، المنتشرة مثل خلايا السرطان في غرب وشمال العراق. ويحاول إيقاف الحملات التحريضية ضده من قبل رأس الحكومة السابقة، رئيس الوزراء المبعد نوري المالكي. والجبهة الثالثة تنظيف الدولة من أضخم عملية فساد ربما في العالم، أتت على معظم موارد الدولة، وتهددها بالإفلاس، خاصة مع تراجع مداخيل النفط. وقد كان العبادي واضحا بربطه عملية التنظيف بالخطر على حياته، وكأنه يعني بكلامه أشخاصا بعينهم، متحديا بأنه لن يتوقف عن ملاحقتهم حتى لو كان ثمن ذلك اغتياله. والحقيقة أن حياته باتت في خطر منذ الساعة التي تجرأ فيها على الإعلان عن موافقته على الترشح لمنصب رئاسة الوزراء في أغسطس (آب) الماضي، في وقت اختبأ بقية المرشحين الذين طرحت أسماؤهم خوفا من المالكي الرافض للتنحي. أحدهم سافر إلى لندن، وأعلن من هناك أنه سيرفض لو كلف المهمة، والثاني قيل إنه سافر إلى بيروت، والثالث لم يرد على الاتصالات. وبقي العبادي الجريء الوحيد الذي أعلن قبوله التحدي. وبسببه، أزبد المالكي وأرعد، بأنه المرشح الوحيد ولن يرضخ، حتى تكالبت عليه التحذيرات من المرجعية الشيعية، والولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية. وقد…
آراء
الأحد ١٤ ديسمبر ٢٠١٤
أظهرت الفقرات المتعلقة بالوضع اليمني في البيان الصادر عن القمة الخليجية الأخيرة التي انعقدت في الدوحة قبل أيام قلق دول مجلس التعاون وانغماسها الإيجابي المأمول في متابعة ما يجري على الأرض، وأوضحت صياغته اهتماما مشروعا وحرصا متوقعا على الاستقرار ودعم الرئيس هادي في محاولاته الحثيثة والمتعثرة لتجاوز ما يعترض رغبته وحرصه على الانتهاء من المرحلة الانتقالية، وحسنا صنعت دول المجلس في التشديد على حتمية الالتزام بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، مما يعني ضرورة الانتقال إلى الانتخابات بشقيها الرئاسي والنيابي في أسرع وقت بعد الانتهاء من مراجعة الدستور الذي يجري إعداده ومن ثم تقديمه لاستفتاء شعبي. إن الاهتمام والحرص الخليجيين لن يكفيا لدفع الأمور إلى الأمام، إذ إن كل جهد وضغط خارجيين لا يمكن لهما أن ينجزا شيئا على الصعيد الداخلي ما لم تكن تلازمهما استجابة وقناعة ورافعة يمنية واعتراف بأن الأوضاع لم تعد تحتمل هذا الكم المهول من العبث بكل ما تبقى من قيم الدولة ومؤسساتها واستمرار الإصرار على إحلال هيئات غير رسمية وغير ملتزمة بالقوانين السارية على بقية عباد الله، ومرتكزة في تصرفاتها على ضعف أجهزة الأمن والجيش التي تهاوت تحت ضربات أضرت بهيبتها وجعلتها غير قادرة على ممارسة مهامها الوطنية. منذ أن تمكن «أنصار الله - الحوثيون» من انتزاع مقدرات ما تبقى من مؤسسات الدولة وتشكيل ما سموه…
آراء
الأحد ١٤ ديسمبر ٢٠١٤
في لقاء مع الفضائية القطرية تناول الشيخ صالح المغامسي مسألة الإرهابي الذي ينتمي إلى الإسلام: هل هو مسلم؟ أم كافر؟ وانطلق الشيخ المغامسي في إجابته على هذا السؤال الحساس مما جاء في الآية الكريمة من سورة السجدة التي تقول: «أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون». وكان واضحاً ومباشراً في إجابته. يقول إن معنى «مؤمناً» كما ورد في الآية يشمل «كل مؤمن مات على التوحيد، على اختلاف درجاتهم». أما « فاسقاً» فهي بـ«معنى كافر، ويدخل فيها كل كافر مات على الكفر.... أياً كانت صبغته ما لم يكن موحداً». بناء على هذا التمييز فإن مناط الآية -بحسب الشيخ المغامسي- هو أن المؤمن لا يمكن أن يستوي مع الكافر عند الله. من هنا فإنه «حتى في التعامل لا بد أن يعرف أن للمسلم حرمة وكرامة عند الله وعند المسلمين لا ينزعها إلا كفره... ولا يمكن أن نلبسها كافراً أيا كانت حاله». ثم يضيف ملاحظة مهمة وذات دلالة هنا، وهي أن التمييز بين المؤمن والكافر وأنهما لا يستويان «قضية تتعلق بفهم الدين على وجهه الصحيح». بعد ذلك يعطي مثالاً موت أسامة بن لادن لتوضيح إن كان مسلماً على رغم ما اقترفه تنظيم «القاعدة» الذي كان يتزعمه. يسلّم الشيخ المغامسي، تمشياً مع ما أجمع عليه أكثر علماء الأمة كما قال، بأن «التنظيم الذي…