آراء
الثلاثاء ١٥ سبتمبر ٢٠١٥
ما من شك أن مأساة اللاجئين السوريين وصلت إلى حد يهز الوجدان من أساسه، ولكن الحل الحقيقي لهذه المأساة يكمن في التخلص من بشار الأسد وأركان نظامه الدموي وحلفائه الذين كانوا السبب الأساسي في تدمير سوريا وإعادتها مائة سنة إلى الوراء، فليس من المعقول أن يبحث السوريون عن ملاجئ تؤويهم في مشارق الأرض ومغاربها في الوقت الذي يستبيح فيه أرض سوريا العسكريون الإيرانيون والروس ومقاتلو حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية الشيعية إضافة إلى المقاتلين الدواعش من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية. ما هذا الجنون؟، كيف يفرغ بلد من أهله حفاظا على رجل واحد؟، وبأي منطق يترك الفلاح السوري أرضه لينصب فيها ضابط إيراني مدفعه؟، وكيف يترك التاجر دكانه ليحوله مقاتل لبناني إلى نقطة تفتيش؟، ولماذا يواجه أطفال سوريا الموت والضياع في شرق أوروبا بينما يتجه العسكريون الروس إلى دمشق لدعم الديكتاتور؟!. المجتمع الدولي اليوم يخدع نفسه، يتسلى بالحلول الافتراضية للمأساة السورية، يضع الجداول لمؤتمرات لا تقدم ولا تؤخر، يضيع وقته في تأمل الأوضاع غير الإنسانية التي يواجهها اللاجئون السوريون، ويترك المجرم الحقيقي يقصف من تبقى من السوريين بالبراميل المتفجرة!. هذه اللعبة الدولية المجنونة سوف تكون نتيجتها تشريد المزيد من السوريين في مختلف دول العالم في الوقت الذي يصبح في وطنهم وجهة للمقاتلين من مختلف جنسيات العالم!، هذه هي الصورة في سوريا…
آراء
الثلاثاء ١٥ سبتمبر ٢٠١٥
حين يغادرنا ٥٢ كوكباً للسماء في ليلةٍ واحدة ، ويكون قد سبقهم ثلة من اخوانهم فكيف للأرض أن لا تنتحب ؟ كيف للقلوب أن لا تتشظى ! الفقد وجعه مُزري يترك في القلب تلك الهوّة التي لا تلتئم أبداً ، إلا إن رحمة الله الواسعة تربط عليها ومع الوقت يهدأ أنين الروح ولكنه لا يختفي . الحرب بشعة ووجهها مخيف ولكن لأنهم جُبلوا على البسالة والإقدام والكرم و ( هبة الريح ) لم تكن لتخيفهم أو تقلل من عزمهم في نصرة المظلوم وتلبية نداء الأخ والجار . نعم هذا هو نهج زايد فكيف لا يأتي أبناؤه بهذه الصورة الرائعة من البذخ في الشهامة و( المدات الوافية ) وبذل أغلى ما يملكون ونملك ( أرواحهم الطاهرة ) . الفاجعة كانت ولازالت فوق كل وصف وأبجدية ، فوق كل ما قد خبرناه من ألم ، ليست بالهينة علينا كل هذه الوداعات وكل هذه الدماء التي سقت أرض اليمن الشقيقة ، ولا هذه الدموع التي شهقت أسى وذُرفت وجعا . شعب الإمارات هاديء وطيب المعشر بطبيعته وبعيد كل البعد عن الحدة والمشاحنات وهذه الصدمة لم تمر به ولم يعهد مثلها أبداً ، صدمة اهتزت لها الأرض قبل الأرواح وبكت لها حتى الشوارع ومصابيحها ، وحتى النخيل الشامخة كساها الحزن في ( يوم الجمعة…
آراء
الإثنين ١٤ سبتمبر ٢٠١٥
غالباً ما يتعرف الناس على القائد السياسي من خلال قراراته ومشاريعه ورؤاه المعلنة وغاياته الطموحة وأهدافه المرسومة، وهم يستقرئون ذلك ويرصدونه، ويكونّون رؤاهم تجاهه عبر نتائج تخطيطه وتنفيذه، وهو ما جرى سعودياً مع ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. عرف السعوديون الأمير الشاب من خلال رئاسته لمجلس الاقتصاد والتنمية الذي يضم عضوية بضعة عشر وزيراً كما عرفوه كوزيرٍ للدفاع، ومن بعد ولياً لولي العهد وحاملاً للأمانة ومتشحاً بالشرعية السياسية، ثلاثة مواقع بالغة الأهمية في الدولة توضح مكانة الأمير الصاعد لأعلى الهرم السياسي والإداري في البلاد. لقد فرض أسلوبه الذي يتميز بالحرص الشديد على الكمال مع السرعة البالغة في التنفيذ على المجلس، بمعنى أنه ألزم كل وزير بتقديم رؤية شاملةٍ لمشكلات وزارته بناء على أحدث الأساليب العلمية، وأن يقدّم رؤيةً مستقبلية لحل تلك المشكلات وقبل هذا كيف يجب أن تكون الرؤية شاملة للبناء والتطوير ومواجهة التحديات المتوقعة مستقبلاً وليس الاقتصار على معالجة المشكلات الحالية. وفي منصبه كوزير للدفاع قام بعد فترة وجيزةٍ بقيادة «عاصفة الحزم» التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقد شمل العمل عليها عدة مستويات متكاملة شملت غطاء الشرعية الدولية، وذلك من خلال العمل الدؤوب لاستصدار قرار من مجلس الأمن يدعم قرار الحرب السعودي، ومستوى بناء تحالف سياسي وعسكري متماسك في فترة وجيزة مكوّن من…
آراء
الإثنين ١٤ سبتمبر ٢٠١٥
باعتباري محباً للحيوانات، صدمت عندما قرأت في تقرير دولي أخيرا، أن هناك تقلصا منتظما في عدد النمور البرية بسبب الطلب المفعم بالطمع من آسيا وبصفة خاصة من الصين، حيث يعد الطلب على أعضاء النمور صرعة رائجة للغاية في صفوف الأثرياء الجدد. ويقوم أثرياء الصين بتشجيع من صناعة تربية النمور في المزارع بإعادة اكتشاف مذاق مشروب عظام النمر، وكذلك السجاجيد المنسوجة من جلد النمور، والحيوانات المحنطة باعتبارها رموزا للمكانات الرفيعة في وسط نخبة مهووسة بالاستهلاك الترفي. وهذا التيار بدوره يجعل الصيد غير المشروع للنمور الأكثر انتشارا على امتداد آسيا لأن النمور البرية لا تزال أرخص من النمور التي يتم تربيتها في الأسر، وغالبا ما يفضلها المستهلكون، وقد أزالت هذه الصناعة أي إساءة ترتبط بالمنتجات المستمدة من النمور وقوضت الجهود العالمية المبذولة لإدانة التجارة غير المشروعة المتعلقة بالنمور. والحجة التي تطرحها جماعة الضغط المدافعة عن صناعة تربية النمور هي أن منتجات هذه الصناعة سوف تكتسح السوق، وبالتالي تخفف الضغط على النمور البرية، لكن المدافعين عن البيئة يقولون في معرض التصدي لهذه الحجة إن هذا مفهوم مثير للسخرية، وقد تحول بالفعل إلى تجربة كارثية على أرض الواقع. ففي قرية جبلية تعتمد على الدببة والنمور في جنوب الصين، نجد في إحدى المزارع أربعة نمور تنطلق بالتتابع بمصاحبة موسيقى راقصة وصاخبة، ثم تنتصب على قوائمها…
آراء
الإثنين ١٤ سبتمبر ٢٠١٥
كتبنا بالأمس أن للتدخل الروسي العسكري في سوريا ثلاثة أبعاد، سوريًا، ودوليًا، وإقليميًا، وتحدّثنا عمّا يخصّ بشار الأسد. اليوم، نتحدّث عن البُعد الدولي، لماذا تدخّلت موسكو؟ ولماذا قال الرئيس بوتين الأسبوع الماضي، إنه ينظر إلى «خيارات مختلفة» في سوريا؟ لفهم ذلك يفضّل النظر من زاوية روسية، وليس ما تريده المنطقة، أو الغرب، ولا السوريون، أو الأسد. اليوم، وبعد الأزمة الأوكرانية.. نعم الأوكرانية، وتراجع أسعار النفط، ليس لدى روسيا قوة حقيقية إلا صوتها المعطّل في مجلس الأمن، الفيتو، وترسانتها العسكرية. كيف؟ موسكو خسرت في ليبيا، بل وتعتقد أنها خُدعت حين مرّرت قرارًا تحت الفصل السابع بمجلس الأمن خوّل الغرب استخدام القوة لإزاحة القذافي، مما نتج عنه، ووفق التقييم الروسي، خروجهم من المعادلة هناك. وبعد التدخل الروسي في أوكرانيا، وما نتج عنه من عقوبات وتصعيد، تجاه روسيا، فإن موسكو تشعر بأنها تحت ضغوط دولية، وخصوصًا أن الأزمة الأوكرانية لا تزال تراوح مكانها. الروس أيضًا ينظرون بريبة للاتفاق النووي الإيراني الأميركي الغربي، ويخشون من صفقة ما بين طهران وواشنطن. فموسكو على يقين بأن الشركات الأوروبية، وربما بعدها الأميركية، وغيرها، ستتسابق على الأسواق الإيرانية، وستكون حصة موسكو من ذلك ضعيفة. يحدث هذا بينما لا نفوذ حقيقيًا لروسيا في العراق، ولا باقي المنطقة، فلا تأثير روسيًا على الصراع العربي - الإسرائيلي، وعلاقة الروس بالخليجيين موضع…
آراء
الإثنين ١٤ سبتمبر ٢٠١٥
كل الشعوب تحتفي بشهدائها وتجلّهم، وتضعهم في مكانة رفيعة بين أبنائها، لأنهم ضحوا بأرواحهم من أجل أوطانهم، ولا يملك الإنسان ما هو أغلى من روحه كي يضحي به. ليس ثمة من يختلف على هذا، لكن احتفاء الإمارات بشهدائها.. كما عشناه ورأيناه على مدى الأيام الماضية، ونحن نودع شهداءنا الأبرار إلى جنان الخلد، بإذن الله تعالى، كان مختلفا. لا نقول هذا من باب التفاخر على الشعوب التي تقدر شهداءها وتحتفي بهم على طريقتها، ولا من باب التقليل من غيرنا، وإنما نقوله من باب إحقاق الحق، والاعتزاز بقيادتنا وشعبنا، ومن واقع الإحساس الذي يسري في مشاعرنا كلما تم الإعلان عن ارتقاء شهيد لنا في قائمة مجد قواتنا المسلحة، ويستمر بالزخم نفسه، دون أن يطرأ عليه فتور. من شاهد التفاف شعب دولة الإمارات العربية المتحدة حول قيادته خلال الأيام الماضية يلمس هذا الإحساس النابع من القلب، ويدرك أنه ليس إحساسا مفتعلا. ومن رأى المشاعر الفياضة التي غمر بها قادة دولة الإمارات وشعبها أهالي الشهداء وذويهم خلال هذه الأيام يعرف مدى قوة اللحمة التي تربط بين أبناء هذا الوطن، قيادة وشعبا، ويلمس الروح التي تجمع بين أبناء هذه الأرض، الذين يشعرون أنهم أسرة واحدة.. لا فرق فيها بين حاكم ومحكوم، تماما كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة…
آراء
الإثنين ١٤ سبتمبر ٢٠١٥
المشاركة النسائية في الترشح والانتخاب للمجالس البلدية منخفضة وذلك أمر ينبغي أن يكون متوقعا لحداثة التجربة النسائية في هذا المجال الذي ظلت العضوية فيه حكرا على الرجال فحسب، واستمرار التجرية وتبلور الخبرة وجدية أداء المرأة في الدور المتوخى منها في المجالس البلدية وحده الكفيل برفع نسبة مشاركة المرأة ناخبة ومرشحة في المجالس البلدية. وإذا كانت العملية الانتخابية وحدها، سواء بالترشح للعضوية أو بالإقبال على التصويت، هي المعيار الحقيقي لنمو الوعي العام وتمثل المجتمع لقيمة العمل المؤسساتي من إجل خدمة الوطن كما تمثل ثقته فيمن يصوت لهم وقناعته ببرامجهم، إذا كان ذلك هو معيار العملية الانتخابية فإن عملية التعيين التي تشكل ما نسبته ٣٠ % من عدد الأعضاء تعبر عن ثقة الدولة فيمن يتم تعيينهم ومعرفتها بمقدرتهم على أداء الدور الذي من المفترض أن ينهضوا بهم بالتعاون مع بقية الأعضاء المنتخبين من قبل المجتمع. في هذا الإطار يكون بإمكاننا أن ننظر إلى أن المطالبة بنظام «الكوتة النسائية» الذي يعزز مشاركة المرأة في المجالس البلدية ويعوض بالتعيين ما عجزت المرأة عن تحقيقه بالانتخاب، هذه المطالبة، في حال تبنيها وتنفيذها، لا تجعل من نسبة عضويتها في المجالس البلدية شهادة على حراكها ووعي المجتمع بدورها وإنما شهادة على سعي الدولة لتعزيز مكانتها وتشجيعها والاختلاف بين الأمرين لا يحتاج إلى توضيح. على المرأة أن تعي…
آراء
الإثنين ١٤ سبتمبر ٢٠١٥
حادثة سقوط رافعة الحرم المكي الشريف لا يمكن أن تخرج عن السياق العرضي الذي يأتي بحسب مقتضيات القضاء والقدر، وإذا هي سقطت فقد ارتفعت أرواح الشهداء في أطيب المقامات وأطهر البلدان ولهم أجرهم وحظهم مما نالهم من الشهادة في مثل هذه الأوقات الطيبة التي تخفق فيها القلوب ويصفو الوجدان وتسمو الأرواح. الخروج بالحادثة عن أي اتجاهات واقعية حول ما جرى بعيدا عن هذا الإطار يكشف عن سوء نيات تجاه المملكة وقيادتها وإدارتها لملفات المسلمين الذين يجدون كامل الخدمات والرعاية والإشراف الميداني، بدءا من تسهيل التأشيرات وحتى وصولهم وأداء مناسكهم ومغادرتهم، وذلك شرف يضطلع به كل السعوديين بدءا من خادم الحرمين الشريفين وحتى آخر مواطن، ويعلم ضيوف الرحمن أنهم يجدون كل الترحاب والعمل المخلص لراحتهم وتيسير أداء مناسكهم في أجواء روحانية يحرص عليها كل سعودي يحظى بشرف الخدمة. ما حدث من سقوط الرافعة جاء في سياق طبيعي خلال تساقط أمطار وعواصف، وذلك قضاء الله وقدره، ولا أحد أو جهة تخسر من ذلك، فالمتوفون شهداء والجرحى مأجورون بإذن الله، ولجهاتنا الرسمية الوصول الى أعلى معايير السلامة في الإنشاءات التي تستهدف التوسعة ومزيداً من التيسير والفسحة لضيوف الحرم، وقد أكدت المتابعة الميدانية لخادم الحرمين الشريفين أن دولتنا لا تتوانى عن شرف الخدمة ومعنية تماما بكل ما يتم من إجراءات في المناسك، وذلك…
آراء
الإثنين ١٤ سبتمبر ٢٠١٥
من المهم أن نتذكر أن عسكرة الأزمة اليمنية لم تكن اختيار التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة، ولكنها اختيار الحوثيين ومخلوعهم صالح، بعد أن سدوا كل طرق الحل السياسي، سواء من خلال المبادرة الخليجية أو من خلال قرارات مجلس الأمن الدولي- وقد يبدو واضحاً للعالم أن الحل السياسي قد مضى وقته، وللأسف الشديد أثبتت الأمم المتحدة فشلها في التعاطي مع القضايا العربية، وسقط المجتمع الدولي في فخ المتفرج من جديد، بعد أن سقط في سوريا من قبل، وتجلى فشل الأمم المتحدة في مبعوثيها من قبل في سوريا وليبيا وأخيراً في اليمن، بل والمثير للدهشة والشفقة أن الأمور ازدادت تعقيداً على يد هؤلاء المبعوثين، وثبت بما لا يدع مجالاً للشك- ومع الأسف أيضاً- أن ما يسمى بالمجتمع الدولي المتمثل في الأمم المتحدة لا يجيد التعامل إلا مع واقع على الأرض تفرضه القوة العسكرية، كما حدث في حرب تحرير الكويت التي خلقت واقعاً على الأرض تعاطت معه قرارات مجلس الأمن الدولي، وهذا ما ينبغي أن يحدث فيما أسميه الآن حرب تحرير اليمن، إذ لا بد أن يمضي التحالف الدولي في زخمه العسكري حتى النصر المؤكد وعودة الشرعية، وبعد ذلك يكون لكل حادث حديث في أي محفل أو لقاء سياسي. لقد أقام الانقلابيون الحوثيون ومخلوعهم صالح أسواراً عالية من الدم والدمار…
آراء
الأحد ١٣ سبتمبر ٢٠١٥
مع الكلفة المتزايدة لتحولات الواقع العربي، والتي ربما تبقى على المدى المنظور في واقع مشابه أو أسوأ من مرحلة الاستقرار العربية الطويلة التي تعفنت فيها بعض الأنظمة دون أن تشعر، ومع كل محطة تاريخية منذ دخولنا الأزمنة الحديثة قبل أكثر من قرن، ما زالت كثير من الأحلام المتواضعة للتدرج بسلك الحضارة عصية، على الرغم من أن مقوماتها الأولية ليست بحاجة إلى إعادة اختراع!هذا العجز المتكرر يضغط على وعي المثقف في هذه اللحظة، ويربك رؤيته وخياراته، ومع صعوبة مواجهة هذا الواقع الذي يزداد تعقيدا، وتساقط الكثير من رفاقه في مسار نفعية ضيقة جدا على حساب مصالح مجتمعه. قد لا يشعر المثقف بقيمة احتفاظه بقدراته في تقديم خطاب فكري حقيقي وواقعي لعلل التأخر، وإحساسه بمسؤولية الكلمة، وأن طرحه ليس للمزايدة الشعاراتية أو السلطوية.. وكيف يقدر أن صموده مع آخرين في مقاومة الإحباط يسهم في رعاية الرؤى الحضارية وشروطها بدون تزييف. لست مؤيدا للرؤى المتفائلة غير الواقعية، وإنما من أنصار قيام المثقف بدوره، وأن لا يتنازل عنه تحت أي إحباط وظروف قاهرة، وكل فشل يجب أن يزيد من إصراره.منذ بدايات الوعي الخاص ظلت أفكار نص لجمال الدين الأفغاني (ت 1897م) عالقة في ذهني، كنت أتعجب كيف قال هذه الأفكار في نهايات القرن التاسع عشر، وهي تنطبق على مجتمعاتنا قبل عقود وما زالت. قالها…
آراء
الأحد ١٣ سبتمبر ٢٠١٥
في كل مرة جلست فيها في صحن الحرم أتأمل الكعبة بوجداني وأتطلع إلى السماء بدعائي، كنت أشعر بأنني في البقعة الأكثر أمانا وطمأنينة وروحانية على وجه الأرض، لذلك كان وقع حادثة سقوط رافعة أعمال البناء في الحرم الذي أودى بحياة أكثر من مائة من ضيوف الرحمن قاسيا على النفوس! ورغم أن حوادث سقوط الرافعات العملاقة ليست جديدة ومنها ما وقع مؤخرا في الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن لمنطقة الحرم خصوصية ازدحام بشري على مدار الساعة، وبالتالي فإن إجراء تحقيق في أسباب الحادثة من شأنه أن يجنب تكرارها ويعزز إجراءات السلامة! ردود الفعل على الحادثة حول العالم كانت مشبعة بالعواطف الحزينة، فطبيعة الإنسان السوي أن يستشعر آلام الآخرين ويحزن لمصائبهم، لكن المرضى بالأحقاد والكراهية يفرحون لمثل هذه الآلام ويتاجرون بمثل هذه المصائب، وبالتالي لم يكن غريبا أن يتلقف بعض الأعداء هذه الحادثة بالفرح لتوجيه سهامهم المسمومة بمشاعر الكراهية نحو المملكة وشعبها! وهنا لا يفوتني التنبيه من المعرفات الوهمية في المواقع الإخبارية الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي والأسماء التي تستعير كنيات وألقابا أسرية وقبلية ومناطقية سعودية لتزرع التعليقات الخبيثة بهدف إشعال نيران الفتنة، فهؤلاء يقتاتون على مثل هذه الأحداث المؤلمة ويستغلون المشاعر المضطربة لجرها إلى أتون الفتنة! المصدر: صحيفة عكاظ
آراء
الأحد ١٣ سبتمبر ٢٠١٥
لسبب تعرفه أحياناً ويغيب عنك أحياناً أخرى تجد نفسك تعيد قراءة بعض كتبك، أعيد هذه الأيام قراءة كتاب «المياه كلها بلون الغرق»، حيث يستوقفني دائماً ما يريد المترجم أن يقوله، آدم فتحي وهو يترجم هذا الكتاب يقول في مقدمته «لعلنا لم نر عتمة أشد من هذه التي تحيط بالإنسانية من كل جانب في بداية هذا القرن الواحد والعشرين، ونحن بين ألفية أُسْكِنت القبر وأخرى تنتفض كطائر يخرج من بيضته، ألفية مدججة بكل ما ورثته عن سابقتها من وسائل تدمير الروح والعقل والجسد والقيم والوجدان.. في مثل هذه العتمات نحتاج إلى كتّاب مثل إميل سيوران ! هذا ما يظنه آدم فتحي، لكن لماذا؟». إميل سيوران كما يقدمه لنا المترجم فيلسوف ومفكر حقيقي حتى وإن كان يقول عن نفسه أنه (فيلسوف بالمصادفة) ولد في رومانيا عام 1911، لأب كاهن وأم لا تؤمن بالدين، فكانت هذه أولى مفارقات حياته، في العشرين من عمره انسلخ عن والديه نهائياً، ثم في عمر السادسة والثلاثين ترك رومانيا للدراسة في باريس وهناك عاش يجوب أرياف فرنسا على دراجة نارية ويؤلف الكتب بلغته الأم (الرومانية) حتى اكتشف أن هذه الكتب لا يقرأها أحد، فقال «من الأفضل أن يكون المرء مؤلف أوبريت على أن يكون صاحب ستة كتب لا يفهمها أحد»، وهنا قرر الخروج عن لغته الرومانية ليكمل حياته…