آراء
الإثنين ٠٨ ديسمبر ٢٠١٤
الأمن هو السمة المميزة لمجتمع الإمارات بلا منازع، وهي سمة رئيسة جعلت الإمارات الجهة المفضلة للعمل والإقامة من قبل العرب والأجانب، وجعلتها من أكثر الأماكن التي يرغب السائحون من كل أنحاء العالم في زيارتها، رغم وجود دول ومدن تفوقها جمالاً وإمكانات سياحية، لكن الأمن وسط الأحداث التي يشهدها العالم، مطلب يتقدم على أي شيء آخر للباحثين عن عمل أو فيزة للسياحة. منهج الإمارات والقوانين التي تحتكم إليها مؤسساتها، أوجدت نظاماً لتعايش الثقافات المختلفة مع التمسك بروح الهوية الوطنية، وساعدت على تعزيز ثقافة التسامح الديني التي لم تقلل من شأن فرد أو تضيق عليه بسبب ديانته. وفي هذه البيئة نشأت الأسرة الإماراتية على أيدي أمهات ومربيات فاضلات، أقل ما يقال عنهن إنهن صانعات رجال، لم نعرف بينهن إرهابية أو مجرمة قاتلة، وإن وجدت لها أخطاء فتلك مسألة طبيعية لا يخلو منها أي مجتمع، ولكنها لا تعد شيئاً إذا ما قورنت بالنماذج الصالحة والغالبة. مناسبة الحديث عن المرأة الإماراتية وتنشئتها للأسرة، اتهام امرأة تحمل جنسية الدولة في قضية «شبح الريم». فهذه القضية لا بد أن تلفت نظرنا إلى أن وقوع جريمة قتل بهذه الجرأة على يد امرأة إماراتية، سابقة في الإمارات، وإقدامها على نشاط شبيه بأنشطة الإرهابيين كزرع قنبلة ولو كانت بدائية، سابقة أخطر، ما يعكس دخول ثقافة جديدة وتطرف لم نعهده…
آراء
الإثنين ٠٨ ديسمبر ٢٠١٤
تخيل نفسك جالسا في مكان عام، ثم سمعت أحدا يشتم أباك أو أختك أو زوجتك. ويواصل الذم والتجاوزات التي تصل إلى الخوض في الذمم والأعراض، كيف تشعر؟ من المؤكد أن شعورك بالمرارة سيكون كبيرا، ولا شك أنك ستجد نفسك تراوح بين خيارات الرد على مثل هذه التجاوزات، أو السمو والارتقاء وممارسة الصمت، مع اللجوء إلى الجهات للحصول على الإنصاف ضد الجاني أو الجناة. إن عبقرية الإسلام، وعظمته، أنه ضيق مسألة التوسع في اتهام الناس، والخوض في أعراضهم. وهذا التضييق صاحبه حزم في العقاب، لمن يقترف مثل هذه الخطايا ضد الناس. ولكن الملاحظ أن البعض يجد في الاختلاف، فرصة للافتراس بأي طريقة، بما في ذلك السعي لتشويه سمعة الخصم وإلصاق تهم لا دليل عليها، وبالتالي فهي تفضي بصاحبها إلى أن يقام عليه حد القذف لو تم نقل مثل هذه القضايا إلى المحاكم الشرعية. لا أجد عذرا لمن يتجاوز نقطة الاختلاف في قضية عامة، إلى اختلاق أمور ليست صحيحة. ولا أجد عذرا لمن ينقل مثل هذا التجاوز ويردده لمجرد أن فلانا قد قال هذا. وأتمنى فعلا أن يأتي اليوم الذي يفكر فيه بعض سفهاء "تويتر" أكثر قبل أن يتجاوزوا في انتقاداتهم للناس. من الضروري أن يراقب كل إنسان كتاباته عبر مواقع التواصل الاجتماعي. حتى لا يجد نفسه عرضة للتورط في دائرة الجرائم…
آراء
الإثنين ٠٨ ديسمبر ٢٠١٤
منذ أكثر من عقد تقريبا، وصف الروائي الإسرائيلي المعروف «ديفيد غروسمان» المجتمع الإسرائيلي بأنه مجتمع يعيش نوبة من الذعر المستديم. فخلف كل مظاهر البطش والقوة التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين، طردا وقتلا واعتقالا، يظهر كيف أن سياسة كل شيء مسموح لأننا عانينا من المحرقة قد أفضت إلى دولة مذعورة تغرق في ممارسات نازية يوما بعد يوم معيدة إنتاج الماضي ولكن بعد قلب الأدوار.. آخر مصادر القلق الإسرائيلي هو ما يكتبه الفلسطينيون على «فيسبوك».. فقد تعددت حالات اعتقال فلسطينيين لأنهم كتبوا تعليقات ما على صفحاتهم الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي فجرى توقيفهم وإدانتهم حتى حين لا يثبت عليهم شيء. هذا ما حدث لشاب فلسطيني تمنى أن يكون «شهيدا» في تعليق له على «فيسبوك» فاعتقل وحين لم يثبت أنه متورط في أي عمل وكان فقط يعبر عن إحباطه جرى حبسه احتياطيا لخمسة أشهر.. بعد عملية كنيس القدس الأخيرة وما أعقبها من هجمات متفرقة فردية متبادلة بين مستوطنين وفلسطينيين ها هي إسرائيل تعاود الاستسلام لنوبات الذعر فتطارد تعليقا من هنا وتغريدة من هناك على قاعدة أن ذلك تحريض. يجري هذا طبعا فيما يتم تجاهل العديد من الصفحات الفيسبوكية التي يديرها متشددون إسرائيليون يطالبون علنا بقتل الفلسطينيين بل ويستوحون من محارق النازية أفكارا لذلك يضعونها أيضا على صفحات معروفة على «فيسبوك». وما مشروع قانون…
آراء
الإثنين ٠٨ ديسمبر ٢٠١٤
إذا كان «شبح الريم» قد فشل في زعزعة أمن واستقرار هذا البلد، واستطاعت أجهزته الأمنية، بما تتمتع به من كفاءة عالية وحرفية، كشف غموض الجريمة التي اختار من خطط لها وارتكبها يوماً من أعز وأغلى الأيام لدى أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها، وهو اليوم الوطني، الذي تؤكد دولة الإمارات فيه دائماً أنها واحة للأمن والأمان، فإن ثمة من يريد تحويل هذا الفشل إلى نجاح من نوع آخر. وهو إثارة الفتنة في هذا البلد، ووصف الآراء التي كتبها بعض الزملاء الكتاب حول ارتداء المجرمة للنقاب والتستر تحته، بأنها حرب على لبس زوجات وبنات الرسول، صلى الله عليه وسلم، وأمهاتنا وبناتنا وزوجاتنا، وعلى الاحتشام والفضيلة، وتسميم المجتمع بهذه الأفكار، وفقاً للرسائل المتداولة عبر «الواتس أب» ووسائل التواصل الاجتماعي، التي تحاول تصوير الأمر وكأنه حرب على الإسلام. لسنا ضد الاحتشام والفضيلة، ولسنا ضد ارتداء النقاب، طالما لم يصدر منه ضرر على المجتمع وأمنه، وعلى استقرار المقيمين على أرضه، وطالما لم يتم استغلاله في التخفي لارتكاب أعمال إرهابية أو إجرامية، لكن الواقع يقول. من خلال ملفات الأجهزة الأمنية والشرطية في الدولة، إن هذا الزي المُختلَف عليه قد استُغل فعلاً في ارتكاب جرائم ومخالفات أمنية، والتسلل إلى صفوف النساء أنفسهن في المساجد من قبل رجال تخفوا به، وفي شهر رمضان المبارك على وجه الخصوص، وقاموا…
آراء
الأحد ٠٧ ديسمبر ٢٠١٤
حقق الأمن في دولة الإمارات العربية المتحدة نصراً جديداً، وكعادته دائماً في خذلان المتفننين بقتل الناس وترويعهم تحدى الأمن الإماراتي بقيادة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان جميع مجرمي العالم أن يتفاخروا بتنفيذ جريمة كاملة على أرض الإمارات بدءاً من الموساد الإسرائيلي وانتهاء بالموساد العربي الذين هم القتلة المتطرفون دينياً. لسنا في صدد كيل المديح، ولكن عندما يكون المديح والفخر واجباً علينا يجب أن نمنحه من يستحقه، خصوصاً عندما يكون الأمر متعلقاً بأمن الناس وحرياتهم والحفاظ على سلامتهم، الإنجاز الأمني الإماراتي يعتبر إنجازاً عالمياً يكاد يكون غير مسبوق ودرساً مجانياً لجميع الأجهزة الأمنية في دول العالم، وبالذات تلك الدول التي يقض الإرهاب مضجعها ويجعل نومها محفوفاً بأحلام مرعبة ملطخة بالدماء وتراب الجريمة العفن. ما حققه الأمن الإماراتي في الجريمة التي سُميت (شبح الريم) بإلقاء القبض على القاتلة التي قامت بقتل مواطنة أمريكية خلال ليلة واحدة عجز عن تحقيقه الأمن البريطاني في جريمة قتل الطالبة السعودية المبتعثة «ناهد»؛ طالبة الدكتوراة ناهد المانع، رحمها اللـه، التي تلقت 16 طعنة قاتلة في عرض الشارع نهاراً جهاراً أثناء ذهابها إلى جامعتها مشياً على الأقدام، أمام مرآى ومسمع سكان مدينة كولشستر البريطانية .. لم تستطع الشرطة الإنجليزية التوصل إلى المجرم القاتل منذ ستة أشهر رغم جمعهم لأكثر من 1300 معلومة عن الجريمة، مع…
أخبار
الأحد ٠٧ ديسمبر ٢٠١٤
إن تأكدت القراءات الأولية لجريمة الريم في أبوظبي فثمة فكر تكفيري وتخطيط إرهابي وراء هذه الجريمة النكراء. ما الذي يدفع بإمرأة تعيش في فلة أقرب للقصر وتقود سيارة تقودها فئة "الطبقة المتوسطة" والعليا، وتنعم بالعيش في بلد يحلم الملايين من الناس، من حول العالم، بالعيش فيه أن تخطط وتدبر لجريمة قبيحة كجريمتها؟ أي فكر تدميري يقود المرء لهذا الإنحطاط الإنساني والأخلاقي؟ وأي تفكير هذا الذي ينزع الإنسانية من داخل الإنسان ويحيله الى وحش هائج متعطش للدم والقتل؟ إختارت هذه المجرمة واحدة من أجمل المناسبات الوطنية في الإمارات لتنفذ جريمتها البشعة. وإمعاناً في الجريمة فقد إستغلت النقاب وعيد الإتحاد لتنفيذ جرمها. فبالنقاب أرادت أن تخفي هويتها وبالعيد الوطني إستغلت عاطفة الناس، من مواطنين ومقيمين، وأخفت بعلم الدولة هوية سيارتها. وهي – يا لحماقتها – لا تعلم أن "ذيابة" سيف بن زايد لها في المرصاد. من حقنا (بل من واجبنا) أن نقول شكراً لسيف بن زايد وفرقه الأمنية عالية التأهيل التي أنجزت في ساعات قصيرة مهمة شديدة التعقيد لترسل أكثر من رسالة. فالمواطن والمقيم يدركان اليوم ان الإمارات حقاً بلد الأمن والأمان وأن الأجهزة الأمنية المؤهلة قادرة على فك رموز الجريمة في أسرع وقت. وهي أيضاً رسالة شديدة الوضوح لكل من يفكر في الجريمة، أياً كان شكلها وأياً كان من يخطط لها…
آراء
الأحد ٠٧ ديسمبر ٢٠١٤
التقدير والمحبة والفرحة العربية بالعموم، والخليجية بالخصوص، والسعودية بشكل أكثر خصوصية باليوم الوطني المجيد لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة كانت كبيرة للغاية، والحقيقة أنها كانت مستحقة، والسبب من لسان سمو الشيخ عبدالله بن زايد يعود إلى أمرين؛ الأول: حب أهل الإمارات الواضح للجميع، والثاني: ما قام به المواطن والمقيم في الإمارات ـ وكما قال سموه برحمة من رب العالمين ـ من تحقيقه من إنجازات في أقل من 43 عاما.. الأسباب الموجبة للفرحة الكبيرة التي عاشتها الإمارات الأسبوع الماضي، وعاشها جيرانها معها كثيرة، ويمكن لكل كاتب أن يتناولها من منظوره الخاص به، وشخصيا أرجعها بالدرجة الأولى إلى الطريقة الإماراتية المتميزة في التدين.. عن قرب؛ يلمس المراقب للشأن الديني الإماراتي التنوع والتعدد بكل وضوح، وكيف أن الحريات الدينية مكفولة للجميع.. قيم التسامح الديني في الإمارات، وسعة الصدر، وحسن استيعاب الديانات الأخرى واضحة للعيان ـ نسبة المسلمين من مجموع سكان الإمارات تبلغ 76%، ويشكل المسيحيون 9%، والديانات الأخرى تشكل 15% ـ .. الدستور الإماراتي ينص على حرية الأديان، وفقا للعادات المتبعة، وتحترم الحكومة بشكل عام هذا الحق في الممارسة، وتتبع الحكومة سياسة التسامح تجاه الأديان غير المسلمة، وتتدخل بشكل ضئيل جدا في النشاطات الدينية لغير المسلمين، وفي هذا السبيل لا تمانع الحكومة من إصدار تراخيص لاستعمال الأرض من أجل بناء وتشغيل الكنائس، بل…
آراء
الأحد ٠٧ ديسمبر ٢٠١٤
انعقد في الأزهر بمصر خلال يومي الرابع والخامس من ديسمبر الجاري مؤتمرٌ لمواجهة التطرف والإرهاب، وكان الجديد فيه شمولَه الكبير؛ فقد حضرته وفودٌ من 120 دولة، تنتمي للمؤسسات الدينية الإسلامية، لكنْ حضرته أيضاً وفودٌ من مسيحيي الدول العربية، وآخرين من المسيحيات العالمية. في اليوم الأول، كانت هناك جلسة افتتاحيةٌ تحدث فيها شيخ الأزهر وبابا الأقباط، ثم ممثلو الوفود الكبرى. شيخ الأزهر ذهب في كلمته الجامعة لمعالجة مشكلات أربع: قضية التطرف الديني التي تقود للتكفير والعنف، وقضية الزعم بأنّ الخلافة والإمامة ركنٌ من أركان الدين، وقضية العلاقة بالمسيحيين والأديان الأُخرى. وقضية العيش الوطني المشترك، والمواطنة وحقوقها وواجباتها، وقال إنّ هدفه من المؤتمر التصدي لتحريف المفاهيم الأساسية في الدين، مثل الإيمان والكفر والجهاد، ومسائل علاقة الدين بالدولة، ففي كل هذه القضايا كانت هناك تشويهات أدَّت إلى ظهور التطرف واستخدام العنف تجاه المسلمين الآخرين، وتجاه المسيحيين، وتجاه العالم كُلّه. وعلى المسلمين مسؤولياتٌ كبرى، لأن الانفجار حاصل في دينهم، ولأنهم أول المتضررين من ذلك، ولأن خراباً في البلدان والمجتمعات حدث ويحدث، ولأنّ شركاء المسلمين في العيش تأثروا كثيراً بذلك. وأخيراً، لأن الإسلام تضرر نتيجة هذه الأفاعيل، وأرجع شيخ الأزهر ظاهرة التطرف والعنف إلى ثلاثة أسباب: التدخل الخارجي الدولي بغزو العراق، والتدخل الإقليمي، حيث يُقتل العربُ في ديارهم من الآخرين، وتشويهات المفاهيم التي اجتذبت أعداداً…
آراء
الأحد ٠٧ ديسمبر ٢٠١٤
أصرّ البعض على تحويل قضية النقاب إلى قضية دينية، مع أنها قضية أمنية في المقام الأول، وهذا الأسلوب ليس بجديد، ويهدف إلى إخراس كل الأصوات، وإسكات كل من يعارضهم الرأي، من خلال تجييش المجتمع، وإيهامه بأن المتحدث مسّ الخطوط الحمراء في العقيدة والشرع، مراهنين على أن الغالبية لا تقرأ، فيهبوا هبّة رجل واحد للسبّ والشتم، وهذا ما حدث، إذ لم يكلف معظم المهاجمين أنفسهم عناء قراءة المقالات، وكثير منهم يعتقدون إلى الآن أنني طالبت المرأة الإماراتية بخلع الحجاب، والنساء بالتعري، ومنهم ذلك الشاعر صاحب القصيدة العصماء، الذي لم يفرق بين «النقاب» و«الحجاب»! ومع أنني بالفعل لست عالم دين، كما قال كثيرون، لكنني لا أعتقد أيضاً أن معظمهم رجال دين وعلم، بل إن كثيراً ممن تحمسوا للدفاع عن الإسلام، باعتبار القضية تمسّ الدين، تمادوا في اتباع الأسلوب الجاهلي في الردود، المعتمد على الإهانة والتطاول والبذاءة، ومسّ الأعراض، وتحويل القضية إلى شخص كاتبها، فابتعدوا عن أبسط مبادئ الإسلام في الدفاع «المزعوم» عنه، وتناسوا أن المسلم ليس باللّعان ولا الطعّان ولا البذيء! لست عالم دين مجدداً، لكنني مسلم أحب ديني، ولا أقبل أن يشوّه هذا الدين أحد، وللأسف، فإن ما حدث في قضية النقاب ما هو إلا انعكاس لحال المسلمين، وسلوكياتهم الغريبة في مختلف بقاع العالم، والتي أسهمت بشكل مباشر في تشويه صورة…
آراء
الأحد ٠٧ ديسمبر ٢٠١٤
المبادرة الآن بيد «داعش»، هذا ما أفضى إليه التحالف المستجد بين واشنطن وطهران. فالمشهد اليوم على النحو الآتي: «داعش» يتقدم في سورية، فيما تُعلن واشنطن بلغة شبه محايدة أن طائرات إيرانية قصفت مواقع لـ «داعش» في العراق من دون استشارتها، وطهران إذ تنفي الخبر، تُرفق نفيها بالقول إنها لن تتوانى عن دعم الحكومة العراقية في مواجهة الإرهاب! نحن نشهد فعلاً فصولاً من تحول كبير، وهو، شأن التحولات السابقة، لا يخلو من احتمالات مآسٍ جديدة. فالإدارة الأميركية في قرارها الانكفاء حسمت أمرها على ما يبدو وقررت تسليم طهران مهمة ملء الفراغ الذي ستخلفه. لم تعد صور قاسم سليماني يقود العمليات العسكرية ضد «داعش» في العراق المؤشر الوحيد إلى قرار واشنطن. فما رشح من اجتماعات فيينا كان مؤشراً أهم. تأجيل إعلان الاتفاق ستة أشهر سببه الصعوبات التي قد تواجهها واشنطن مع حلفائها التقليديين في الإقليم، خصوم طهران. أما الأخيرة فقد باشرت المهمة. لم تعد أميركا «الشيطان الأكبر»، ويتركز الآن خطاب الممانعة التي تقودها طهران على «داعش». لنراقب مثلاً زيارة نوري المالكي إمارة «حزب الله» في بيروت. فنائب الرئيس العراقي كان في استقباله في مطار بيروت رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، وفُرش السجاد الأحمر له في مقر «حزب الله» في مليتا، واقتصرت زياراته على أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله ورئيس مجلس…
آراء
الأحد ٠٧ ديسمبر ٢٠١٤
ما الذي يجمع بين هذه المفاهيم الثلاثة؟ كلها مفاهيم دنيوية في أصلها، ومعنية قبل أي شيء آخر بفهم وتدبر، وتدبير أحوال الدنيا والعالم، وما يمكن أن تتمخض عنه، وما يمكن أن تؤول إليه. قبل المضي في ذلك يبرز سؤال ذو علاقة مباشرة: تاريخياً أيها جاء قبل الآخر: الدولة؟ أم العلمنة؟ أم العلم؟ أنا أفترض أن العلمنة أقدم هذه المفاهيم الثلاثة، وهي المتغير الذي وسم التطورات التي حصلت للإنسان وللمجتمع الإنساني منذ القدم، وأدت في الأخير إلى ظهور الدولة أولاً، ثم العلم بعد ذلك. يقول لنا تاريخ الفكر الإنساني إن العلم هو آخر ما وصل إليه هذا الفكر في تجلياته. والثابت وفقاً لهذا التاريخ، حتى الآن على الأقل، أن الإنسان، ومعه المجتمع الإنساني، انتقل من مرحلة السحر والخرافة إلى مرحلة الدين والتوحيد، ثم مرحلة الفلسفة، وأخيراً مرحلة العلم. والمقصود بالعلم هنا العلم بمعناه المنهجي الحديث. ولعل من الواضح أن هذا التحول المتدرج الذي بدأ بالخرافة لينتهي بالعلم ينطوي على مسار علمنة متدرجة أيضاً، لكنها متصلة وتصاعدية. في الوقت نفسه لم يؤدِّ هذا التحول المعلمن، ولا ينبغي له أن يؤدي إلى أن ظهور مرحلة بعينها (الدين، والفلسفة، ثم العلم) يتطلب القضاء على المرحلة التي قبلها ومسحها من التاريخ. كما أنه لم يمنع، ولا ينبغي له أن يمنع ظهور مرحلة تالية لمرحلة سابقة.…
آراء
الأحد ٠٧ ديسمبر ٢٠١٤
حدث وحادثتان جرت وقائعها الأسبوع الماضي، ولا بد أن تترك آثارها على الواقع السياسي اليمني لفترة مقبلة. الحدث هو اللقاء الذي جرى في صعدة بين «السيد» عبد الملك الحوثي وممثلين عن حزب التجمع اليمني للإصلاح، وأهمية اللقاء ليست بنتائجه التي لا أتوقع خروجها عن نطاق تواصل الضرورة بعد البيان الذي أصدره الحزب، وأظهر نصه ضعف موقفه وعدم قدرته على القيام بدراسة نقدية داخلية جادة تكشف قصور قياداته وتمسكها بالارتباط بالحاكم - أي حاكم - واستمرار خلطه بين السياسة كفعل متغير والدعوة الدينية باعتبارها عملا يجب النأي به عن ألاعيب السياسة وحيلها وتحولاتها. الحوار بين حزب الإصلاح وأنصار الله مطلوب ومهم وحيوي في كل الظروف، ولكنه في الظرف الراهن ليس إلا قفزا على الواقع الذي أفرزه نهم الحوثيين، وصارت تصرفاتهم تعكس رغبة انتقام وتصفية حسابات وإزاحة كل القوى التي يمكن أن تشكل عائقا أمام مشاريعهم المبهمة، وقد كررت أن هذا الغموض سيظل عقبة أمام اقتناع من يقفون خارج كتلتهم المذهبية، وربما داخلها أيضا، بأنهم يرغبون (أي أنصار الله) في إقامة دولة مدنية قوامها العدل والمساواة بعيدا عن دعاوى الحرص على استعادة حقوق تاريخية ورفع راية الحق الإلهي، وفي كل الأحوال فإن (السيد) عبد الملك الحوثي يتحمل وحده مسؤولية كل الأخطاء والخطايا التي يرتكبها أنصاره وأتباعه. الحادثة الأولى هي اقتحام منزل الشيخ…