آراء
الجمعة ٢٨ نوفمبر ٢٠١٤
تعجبني المعارك الفكرية أكثر من المعارك السياسية، وإن كانت هذه من تلك. وتعجبني عبارة هيغل: «لا شيء عظيما يتحقق في التاريخ من دون أهواء هائجة ومعارك صاخبة». والدليل على ذلك أكبر مشروع تنويري فرنسي في القرن الثامن عشر: أي مشروع الموسوعة الخاصة بالعلوم، والفنون، والصناعات، والفلسفة. وهو الذي أنجزه ديدرو وفريق عمله على مدار ربع قرن تقريبا. وهو ما يدعى اختصارا بالإنسكلوبيديا. وكان إلى جانب ديدرو مفكر آخر يدعى دالامبير. وهو من كبار علماء الرياضيات في عصره. وقد تعاون معهما على كتابة مواد الموسوعة الضخمة عشرات وربما مئات الباحثين والمفكرين في شتى الاختصاصات. ففولتير كتب فيها، وكذلك جان جاك روسو، ومعظم علماء ذلك الزمان. فالموسوعة لا يكتبها شخص واحد. وقد أدى هذا المشروع الفلسفي الضخم؛ ليس فقط إلى تنوير فرنسا، وإنما أوروبا كلها. فالثورة الفرنسية التي أصبحت منارة لكل الشعوب، ما هي إلا ترجمته السياسية على أرض الواقع. وإذن، فالثورة الفكرية أولا وبعدئذ تجيء الثورة السياسية، وليس العكس كما يتوهم مؤدلجو الربيع العربي. والأنكى من ذلك أنهم يعتبرون تصحيح مسار الانتفاضات في اتجاه ليبرالي حداثي، كما حصل في مصر وتونس، ثورة مضادة! ويعتبرون الحركات الإخوانية التي أزيحت عن السلطة بمثابة الثورة الحقيقية! فافهم إذا كنت قادرا على الفهم، أيها التعيس! التاريخ يمشي بالمقلوب في عالمك العربي وينبغي أن تصفق له!…
آراء
الخميس ٢٧ نوفمبر ٢٠١٤
في إبريل 1989 تجمع طلاب صينيون في ميدان «تيان آن مين» مطالبين بالديمقراطية، في أكبر احتجاج جماهيري شهدته الصين منذ العام 1949، وفي نوفمبر من نفس العام انهار سور برلين في ثورة جماهيرية، ولم تلبث أن سقطت أنظمة ما يعرف باسم الكتلة الشرقية. حتى ذلك العام، لم تكن شبكة الانترنت قد ظهرت بعد على مستوى العالم، وكانت أيقونة الاتصالات حتى ذلك العام هي جهاز عجيب اسمه الكامل «الفاكسميلي»، الذي عرفناه اختصارا باسم «الفاكس»، لكننا لم نسمع أحدا يربط تلك الثورات بجهاز الفاكس ويحمله مسؤولية اندلاعها. كما أن الثورات في العصور القديمة لم يطلق على أي منها ثورة «الحمام الزاجل» مثلاً، لأن الثوار كانوا يتبادلون رسائلهم السرية بالحمام الزاجل. فالثورات تحدث لأسباب موضوعية عديدة، ليس من بينها نوع وسيلة الاتصالات السائدة في وقتها. ولا أدري لماذا الإصرار على ربط ثورات الربيع العربي وحدها دون سائر الثورات في العالم، بوسائل التواصل الاجتماعي على الانترنت، وكأن هذه الثورات ما كانت لتحدث لولا وجود وسائل التواصل الاجتماعي هذه، وما كان ممكنا للشبان في كلا البلدين أن يثوروا لولا وجود وسائل التواصل الاجتماعي (الملعونة) وشبكة الانترنت.. أي استخفاف بالعقل هذا؟ الفاكس والهاتف، ومن قبلهما البرقيات والحمام الزاجل، ليست سوى وسائل اتصال أيا كان شكل ونوع الثورة التقنية التي أحدثتها وقت ظهورها، وليس هناك أي مبرر…
آراء
الخميس ٢٧ نوفمبر ٢٠١٤
جاء 24 نوفمبر (تشرين الثاني) وسط سباق ماراثوني بين إيران و«5+1» للوصول إلى اتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي، ولكن أبت التباينات الكبيرة بين الطرفين إلا أن تدفع بهذه المباحثات إلى تاريخ آخر حُدد أن يكون في يونيو (حزيران) 2015 للوصول إلى اتفاق نهائي يسبقه اجتماع في مارس (آذار) 2015. وما بين منتقد لهذا التمديد ومرحب به يتبادر السؤال هنا، وهو هل هناك خاسر ورابح من نتيجة التمديد وكيف يمكن أن يُقرأ هذا الأمر؟ بداية لا تزال هناك قضايا محل تباين كبير بين الطرفين بدءا من مسألة التخصيب، وما يلازمها من العدد المسموح به لأجهزة الطرد المركزي، مروراً برفع العقوبات، وانتهاء بالمدة الزمنية التي يجب أن يستمر فيها الاتفاق الشامل. هذه القضايا جاءت بوصفها معاضل حقيقية بين الطرفين، ليس فقط لمجرد التوصل إلى تفاهمات حيالها، وإنما لكيفية خلق مسار لها والتأكد من التزام كل طرف بما تم الاتفاق عليه. ففي الوقت الذي تسعى فيه إيران للاحتفاظ بأجهزة الطرد المركزي التي بحوزتها، بل وتسعى لرفعها إلى ما يقارب 190 ألف جهاز طرد مركزي نوع IR1 وتطوير نوعيات متقدمة منها، تسعى «5+1» إلى خفض هذا العدد إلى مستويات متدنية، ربما لا يتجاوز 3 إلى 4 آلاف جهاز طرد مركزي من هذا النوع. ويعتبر رفع العقوبات وليس مجرد تعليقها أمرا مُلحا لإيران، ويتوجب أن…
آراء
الخميس ٢٧ نوفمبر ٢٠١٤
ذكرت إحدى المؤسسات أن رقماً مميزاً جداً على غرار «xxxxxxx» أو إذا كنت من مؤيدي تعريب جميع المصطلحات فهو «س س س س س س س»، قد تم بيعه بملايين عدة.. كان أول ما قمت به كأي شخص يعاني الحقد الطبقي هو إرسال رصيد للرقم المذكور بقيمة خمسة دراهم.. نعم.. سيقرأ ذلك الهامور أن صاحب الهاتف رقم كذا وكذا قد أرسل له رصيداً.. هكذا يمكنني أن أنام مطمئناً إلى نوع من العدالة الشاعرية التي حققتُها! ظاهرة بيع الأرقام ليست سوى جزء من ظاهرة بيع المكانة الاجتماعية.. التي أصبح الجميع يبحث عنها.. بل وأصبح العرب فيها مضرب الأمثال، بعد أن بدأوا بتصدير هذه الثقافة إلى دول العالم كلها.. العربي لا يشعر بالاطمئنان إلا إذا بين للطرف الآخر أنه متميز.. رغم أن ديننا وفي منتصف جزيرتنا يأمرنا بلبس اللبس ذاته المكون من منشفتين غير مخيطتين للتستر بهما وأداء أقدس الشعائر.. نداء السماء ينادي بعدم التميز عن الآخر، ولكن.. يبدو أن الرسالة لم تصل.. الظاهرة اتسعت لتشمل أرقام السيارات و«اللياسن»، و«البن كود»، وموقع الفيلا على الشارع، ونوعية العقال والخياط، وماركة «التواير»، و«براند» الغلاف الخاص بالموبايل.. وإذا نسيت شيئاً معيناً.. ستسمع صوتاً من أقرب المقربين: أخييييتش! ألازلت تستخدم هذا النوع القديم؟ يا لك من رجل قديم! لذا فإن أوسع سوق للماركات التجارية في العالم…
آراء
الخميس ٢٧ نوفمبر ٢٠١٤
لا تخلو بعض مشاكل المبتعثين الأكاديمية من بعض التحامل والتعسف في معالجتها لدى الجامعات التي يدرسون فيها، وذلك يأتي أحيانا لعدم استيعاب بعض الأكاديميين للفوارق الثقافية التي تفسر سلوكيات المبتعثين من مرجعية سلوكية سلبية ترتكز إلى انطباعات مسبقة، وهذا في الواقع يعتبر عنصر ضغط عليهم وعلى أدائهم العلمي، خاصة إذا كان الهدف المبتعث متفوقا فذلك يربكه ويؤثر على نفسيته، لأنه يشعر بأنه يفترض أن يحصل على أعلى المعدلات فيما تنتقص المساحات الانطباعية في ذهنية الأكاديمي من ذلك الأداء. ذلك الواقع يجعلني أستعرض حالة فريدة في وقائعها لمبتعث متفوق، ورغم أنني لا أعرف بالضبط الضوابط الأكاديمية في الجامعة التي يدرس بها، ومدى المساحة المزاجية لمشرفيه الأكاديميين، إلا أن الحالة أضعها بين يدي المسؤولين عن بعثته والتعليم العالي لمتابعتها، وفك الاحتجاز الأكاديمي الذي يعيشه ذلك الطالب الذي يدرس الطب في نيوزيلندا وحصد طوال سنوات دراسته على درجات تعزز قدراته العلمية، غير أن مساره توقف في السنة الأخيرة بسبب تفاصيل تبدو لنا هامشية وسطحية، ولكن على التعليم العالي التقصّي عنها وإنهاء أزمته. تخرج ذلك الطالب في الثانوية بمعدل 97.11% وكان متفوقا طوال سنوات الدراسة والتحق بجامعة أوكلاند في نيوزيلندا لدراسة الطب، واجتاز كل السنوات بنجاح وحصل خلالها على ثلاث مكافآت من الملحقية لتفوقه، ولم يبق على تحقق حلمه إلا سنة واحدة وبعدها يحصل…
آراء
الخميس ٢٧ نوفمبر ٢٠١٤
لا أظن أنه توجد طريقة لإفهام "الدواعش" أن ما يفعلونه ليس من الإسلام في شيء، فهؤلاء لهم هدف محدد يريدون تحقيقه بأي أسلوب، ولا يهم إن استخدموا القتل أو الذبح أو السلخ أو الصلب أو السحل وغيرها مما يتنافى مع الطبيعة البشرية السوية لأجل غرض قادتهم في السيطرة على بقعة ما من العالم والعيث بها فسادا. ولعل ما قيل مؤخرا عن إهدارهم لدم المغني شعبان عبدالرحيم مثال على مدى الانحدار الذي وصلوه، فالأمر بلغ بهم أن من ينتقدهم لا يستحق الحياة، وإن مرت كثير من الحوادث بهذا الخصوص من غير صخب إعلامي، فحكاية المغني المصري انتشرت لتكون دليلا على مستوى الفكر الخارج عن الشرع وعن التاريخ الإسلامي. فهؤلاء لم يقرؤوا أن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم لم يقتلوا أو يهدروا دم من اختلفوا معهم في الرأي، بل كان بعضهم يشيد بالرأي الآخر كما في القصة التي تختصرها جملة دخلت التاريخ.. "أصابت امرأة وأخطأ عمر". شعبان ببساطته رد على هجوم "داعش" عليه بكلمات أوكل فيها أمره لرب العالمين قائلا "خليها على الله".. كلمات يفترض أن تؤثر فيهم إن كان لديهم شعور بالإنسانية، غير أن المؤكد أن هذا الشعور غاب وحل التوحش مكانه، فمن يريدون أن يسوسوا الناس بلا قوانين ضابطة، وبمزاجية تمليها سلطة الأقوى لا مكان للعقل فيها، بل للخضوع المطلق…
آراء
الأربعاء ٢٦ نوفمبر ٢٠١٤
ذكرتني صورة وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف مع وزراء خارجية مجموعة الـ«5 زائد 1»، خلال مفاوضات الملف النووي الإيراني في العاصمة النمساوية فيينا، بصورة «الأربعة الكبار» في فرساي، قرب العاصمة الفرنسية باريس، عام 1919، بعيد انتهاء الحرب العالمية الأولى. تلك الصورة التاريخية جمعت يومذاك كلا من الرئيس الأميركي وودرو ويلسون ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد لويد جورج ورئيس وزراء إيطاليا فيتورويو إيمانويلي أورلاندو ومستضيفهم رئيس وزراء فرنسا جورج كليمنصو، وكانت فعليا ترسم معالم نظام عالمي جديد. وصورة الأمس في فيينا جاءت بدورها معبّرة جداً. إذ كانت أشبه بترحيب القوى العالمية الستة، ومعها الاتحاد الأوروبي، بإيران عضوا في النادي النووي وشريكا إقليميا لها في منطقة الشرق الأوسط. التعامل الإعلامي الإيراني والأميركي مع «التمديد» المتفق عليه بنهاية مفاوضات فيينا كان لافتا؛ إذ حاول كل من الجانبين التشديد على تجنب دخول طريق مسدود، غير أن الجانبين حرصا أمام «الداخل» في إيران والولايات المتحدة على «بيع» ما تحقق على أنه انتصار دبلوماسي. هذا أمر مفهوم، ذلك أن ظريف، يدعمه الرئيس حسن روحاني الذي يود الرئيس الأميركي باراك أوباما اعتباره من «الحمائم» الإصلاحيين الذين يستحقون الرهان عليهم، يهمه طمأنة «الصقور» المحافظين على أنه لم يفرط في حق إيران في دخول النادي النووي. وفي المقابل، يهم أوباما تجريد خصومه الجمهوريين من ذرائع التعطيل والمعارضة... بعدما قطعت…
آراء
الأربعاء ٢٦ نوفمبر ٢٠١٤
هل نسي أحد كارثة هيروشيما وناغازاكي؟! نعم، اليابانيون نسوها! أو هكذا بدا للعالم أن فرسان الساموراي قد استكانوا لصفعة الكاوبوي، إلى غير رجعة. في أثناء الحرب العالمية الثانية تلقّى العديد من الدول صفعات مؤلمة من القوى المنتصرة، لكن أبرز هؤلاء المنهزمين كانت: اليابان وألمانيا. ظلت الدول الأخرى تحتفظ بجذوة الثأر مشتعلة وتتحرش بين حين وآخر، فيما بدا أن اليابان وألمانيا قد صرفتا النظر عن تحقيق انتصارات عسكرية إلى تحقيق انتصارات صناعية جعلتهما في مصاف الدول المتقدمة... من دون عضلات! يعلّق أحدهم، متندّراً: ألم يكن من الأفضل لو أن العالم العربي اشترك فعلياً في الحرب العالمية ثم صُفع كما صُفعت اليابان وألمانيا؟! تتشابه حالة اليابان وألمانيا في النهضة الصناعية بعد الهزيمة العسكرية، لكنهما تختلفان في الذاكرة الشعبية لما جرى قبل سبعين عاماً، ففيما تبدو الذاكرة الألمانية حيّة حتى الآن وواعية لمرارة تفاصيل الأحداث، وتنبش عبر منابرها الثقافية بين حين وآخر في أسئلة تلك المرحلة والالتزامات المفروضة على ظلالها حتى اليوم، برغم استخدام عصا (العداء للسامية) ضد كل سائل متمرد، تبدو الذاكرة اليابانية وكأنها نسيت كل شيء ورضيت بكل ما هو مفروض عليها إلى اليوم، من دون محاولات للنقاش أو مجرد السؤال. هل هذا يعود لوداعة الشعب الياباني الذي كان قد خاض حروباً توسعية شرسة، منذ العصر الميجي، مع الجوار الصيني والكوري،…
آراء
الأربعاء ٢٦ نوفمبر ٢٠١٤
هذا ما حدث عندما رفع عريس الطرحة عن وجه عروسه حين رآها لأول مرة، في بداية حفل زفافهما ليصدمها بعبارة: «لستِ أنتِ الفتاة التي أريد، لستِ أنتِ من في مُخيلتي، أنا آسف. أنتِ طالق» على الرغم من حكايات الإحباط، وقصص الغدر والخيانة، إلا أنني ما زلت أعتقد أن الحب نعمة من نعم الله، وحالة ذاتية سامية تُهذِّب نفس صاحبها، ما إن تولد داخل قلبه وتسكن وجدانه، حتى تفتح طاقة من المشاعر داخله.. يتعرف من خلالها على متطلباته العاطفية، فإن كان بذرة ذلك الحب فطرية وسليمة، سمت الروح لترسم لنفسها قوانين في فن تهذيب المشاعر والتحكم فيها أمام الاحتياج والرغبة، وتوجد لها مساحة أخرى من الاحترام والتقدير وكثيراً من التسامح والعطاء غير المشروط، فالحب على الرغم من اختلاف الآراء نحوه سيظل أجمل التجارب التي نحتفظ بجميع تفاعلاتها داخل أنفُسنا. حين يفكر «أغلب» الشباب في الزواج، لا يكون لديه صورة كافية عن «شخصية ومنطِق» الفتاة التي يرغب الارتباط بها، بل مواصفات شكلية لعروسٍ رسمها في خياله، فتجده مثلاً يضع عيون زبيدة ثروت، على أنف نجلاء فتحي، ويرسم تحتها شفاه صوفيا لورين، ويضع على رأسها شعر كيم كارداشيان، ثم ينقل الرسمة على قوام مارلين مونرو، ويا سلام.. لو كان لديها صوت حنون كصوت شيرين! ومع ذلك تُستنفَر نساء الأسرة في عمليات بحث دقيقة…
آراء
الأربعاء ٢٦ نوفمبر ٢٠١٤
تبين إحصاءات كل من وزارة التجارة والصناعة ووزارة العمل المتعلقة بعدد منشآت القطاع الخاص، التي وصل عددها الإجمالي حتى نهاية 2013 إلى نحو 1.78 مليون منشأة، يعمل فيها 9.68 مليون عامل (1.47 مليون عامل سعودي، 8.21 مليون عامل غير سعودي)، أقول تبين المحصلة النهائية لإحصاءات عامي 2012 - 2013 الصادرة عن الوزارتين المتعلقة بتلك المنشآت، أن عدد المنشآت الجديدة للفترة وصل إلى 247.04 ألف منشأة وفقا لبيانات وزارة التجارة والصناعة، فيما بلغ عدد المنشآت التي توقف نشاطها وطردها من النشاط الاقتصادي والتجاري للفترة نفسها نحو 274.0 ألف منشأة صغيرة جدا وصغيرة، وفقاً لتصنيفها حسب أعداد العمالة فيها. شكلت المنشآت الصغيرة جدا (أقل من 10 عمال) نحو 90.0 في المائة من إجمالي تلك المنشآت المتوقفة، فيما بلغت نسبة الصغيرة (من 10 عمّال حتى 49 عاملا) نحو 10.0 في المائة، ويعني هذا على افتراض أن المنشآت الصغيرة جداً يمتلكها ويعمل فيها مواطن سعودي واحد فقط، وأن المنشآت الصغيرة يمتلكها ويعمل فيها على أقل تقدير مواطنان اثنان، لتصبح النتيجة النهائية لتصفية نشاطات تلك المنشآت فقد أكثر من 301.3 ألف مواطن لمصدر دخله وعمله! طالما انطلقت سهام الاتهام إلى تلك المنشآت الصغرى بأنها الوكر الخفي الذي تستوطنه جرائم التستر التجاري، وكما أن هذا الاتهام يحتمل درجة من الصحة، فهو أيضاً يحتمل درجة مماثلة من…
آراء
الأربعاء ٢٦ نوفمبر ٢٠١٤
يرى جان ميلسن Jan Melissen أن الدبلوماسية الشعبية كممارسة قديمة جداً قدم التاريخ إلا أن المصطلح بحد ذاته جديد، وقد ورد ذلك في مقدمة كتابه (الدبلوماسية الشعبية الجديدة: القوة الناعمة في العلاقات الدولية). وهو ما ذهب إليه مركز الولايات المتحدة للدبلوماسية الشعبية بأن حقل الدراسات الدبلوماسية الشعبية يعد حقلاً حديثاً جداً، ولذلك لا يوجد تعريف واحد متفق عليه بين الباحثين. إذ للدبلوماسية الشعبية تعريفات عديدة، جرى استعراض بعضها في مقالات سابقة. وبحكم دراستي في هذا المجال، أرى أن الدبلوماسية الشعبية – أو الدبلوماسية العامة كما هي الترجمة الحرفية لها - ما هي إلا استراتيجية عمل مستمرة ومدروسة في عملية التواصل مع الشعوب الأجنبية المستهدفة (سواء في الداخل أو الخارج) لبناء حوار تفاعلي فعال ثنائي الاتجاه يخدم صانع القرار في فهم هذه الشعوب، كما يخدمه في فهم الشعوب لسياسات بلده وقراراتها وتحركاتها على الساحة الدولية، ويسعى من خلالها للظفر بقلوبهم وعقولهم وصولاً إلى تحقيق الهدف المرجو. كما يمكن أيضا استخدام "التكنيك" ذاته لمخاطبة الجماهير الداخلية لتحقيق الأهداف الوطنية المرادة. فالدبلوماسية الشعبية (أو العامة) بحسب وكالة المعلومات الأمريكية، هي نشاط علني موجه، تقوم به الدولة سعياً إلى تعزيز المصالح الوطنية لها، من خلال الإعلام بكافة أشكاله وأنواعه، للتأثير في الجماهير، بمن فيها الجماهير الأجنبية في الدول الأخرى، وبالتالي فإنها بهذه الصورة، ومن…
آراء
الأربعاء ٢٦ نوفمبر ٢٠١٤
السؤال الذي لا بد من الإلحاح في طرحه، بهدف الحصول على إجابة، تفضي إلى تقديم حل ناجع: ما الشيء المغري الذي يدفع ثلة من أبنائنا للانضمام إلى أشرار "داعش"؟ هل المسألة لها علاقة بمزاعم "نصرة الإسلام"؟ إن تسويق فكرة النصرة للدين، من خلال القتل والتفجير والمشاركة في صراعات المجتمعات التي تعاني عدم الاستقرار، كان المسوغ الذي تم من خلاله اختطاف أجيال عدة في أفغانستان والبوسنة والهرسك والشيشان وأخيرا في العراق وسورية واليمن... إلخ. قال اللواء منصور التركي في حديثه للإعلاميين البارحة الأولى، إن التنظيمات الإرهابية تستغل وسائل التواصل الاجتماعي في بث سمومها. وهذا أمر تواتر الحديث عنه، وهو مشهود. حتى الألعاب التي تتم عبر الإنترنت يتم التسلل إليها من قبل هؤلاء الأشرار لاصطياد الشباب والفتيات. الشيء المهم تأكيد الناطق الرسمي أن وزارة الداخلية تتحرى عن أصحاب المعرفات المشبوهة، وتتعاون مع الشركات المشغلة للتعرف والقبض عليهم. لقد أدت وزارة الداخلية واجبها على أكمل وجه، حينما ضبطت خلية "داعش" الأخيرة، التي نفذت جريمة الأحساء، تلك الجريمة التي وصفها المتحدث باسم وزارة الداخلية بـ "المؤامرة الدنيئة التي نفذت من قبل سعوديين مع الأسف". إننا كمجتمع متفقون على أن هذه الجريمة "مؤامرة دنيئة"، وينبغي ألا تتكرر. إن نجاح التطويق الأمني لـ "القاعدة" سابقا و"داعش" حاليا إنجاز كبير، لكن منع تكرار ذلك يحتاج إلى نظرة…