آراء
الإثنين ٢٤ نوفمبر ٢٠١٤
إيران تطلب من السعودية تعزيز الصادرات الإيرانية للسوق النفطية، وروسيا توافق نظرة السعودية لترك عوامل السوق تعمل لتحديد أسعار النفط مالم تكن الأسعار مصطنعة. ويأتي الموقفان (الناعمان) مع شدة وطأة تأثير انحفاض أسعار النفط على بلديهما ومحاولة للتأثير على موقف المملكة في اجتماع أوبك الذي سيعقد نهاية الأسبوع الحالي. لكن الملاحظ أن روسيا تركز على الاسعار وأن إيران تركز على حصة السوق، ويبدو أن موقف المملكة من خلال تصريحات بعض المسؤولين وكذلك سلوكها تجاه أسعار النفط هو الحفاظ على حصتها السوقية، خصوصا في السوق الآسيوية. وهذا التوجه لايلائم المنافسين الغريمين للسعودية في سوق التصدير النفطي مايجعل هناك صعوبة بالغة أن تقوم المملكة بإرضاء أي منهما. فهي ستعمل لمصلحة نفسها وفي نفس الوقت لصالح أوبك كونها أكبر منتجي المنظمة مايوحي أن خفضاً لإنتاج أوبك في الاجتماع القادم أمراً صعباً. فالضغوط من فنزويلا و نيجيريا وأنجولا لن تكون كافية لفعل شيء ما خلال الاجتماع القادم، خصوصا اذا أدركت (وأرادت) أن تبقى أوبك على قيد الحياة في السنوات القادمة.. إن أهم الدروس قبيل اجتماع أوبك هو كيف تحول الشرسان روسيا وايران الى حملين وديعين، ويخطبان ود المملكة في فعل شيئين متناقضين: رفع حصة ايران، ورفع الأسعار لروسيا. وهو الأمر الذي يصعب على السعودية فعله لتحقيق رغبتين متناقضتين، خصوصا وأنها قد عانت لفترات طويلة…
آراء
الأحد ٢٣ نوفمبر ٢٠١٤
جاء بيان الملك عبد الله بن عبد العزيز كاشفاً لجوانب ما جرى الاتفاق عليه في قمة الرياض، فقد أكد الملك على ثلاثة أمور: أن الاتفاق يتضمن تجاوُز كل الخلافات، وأنه يشكّل بداية جديدة في العمل على تجاوُز تردّيات الوضع العربي، وأن الشقيقة مصر شريك رئيسي في هذا الاتفاق وللجهتين: لجهة اعتبار أمنها واستقرارها أَولوية، ولجهة الانطلاق معاً بالاتجاه الجديد البنّاء. إن اختصاص مصر بالذكر يدل على أن الخلاف حول السياسات تجاه مصر بعد 30 يونيو 2013 بين دول مجلس التعاون، ظل بنداً رئيسياً في التجاذبات التي حصلت، والتي أدت إلى سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة، وكأن جلالة الملك عبد الله أراد من مصر إبداءَ الرأي في مجريات الاتفاق وتفاصيله، وقد أجابت مصر على الفور بالترحيب، وأنها بيتٌ لكل العرب، وأنها تقدِّر للملك عبد الله، وللأشقاء في الخليج العربي وقفتهم معها، وستظل معهم وبهم ولهم، وردة الفعل المصرية الإيجابية مُشعرة بالثقة والاطمئنان إلى موقف المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين، ولذا يمكن القول، إن الضمانة السعودية والإماراتية والبحرينية صحّحت الاختلال الحاصل. ولنلتفت إلى التحديات التي تعرضت لها الأمة العربية خلال السنتين الأخيرتين خصوصاً، وكان من أسبابها الخلاف الخليجي، ولنبدأْ مرةً أخرى بمصر دون أن نُبالغَ فنصلَ إلى أنّ الخلاف المذكور كان علةً لها. هناك الإعاقات الأمنية المستجدة بالداخل…
آراء
الأحد ٢٣ نوفمبر ٢٠١٤
الأسئلة الدينية التي ترد من السيدات بالغة الحساسية والدقة، والمؤسف أن بعضنا قد يجيب عنها بإجابات خالية من العلم والفهم.. سأقتصر على مسألتين يظن النساء أن الحديث الشريف ضدهن بسببيهما؛ وأسهم في هذا الظن صنف ذكوري، وصنف أنثوي. المسألة الأولى؛ حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية".. العلماء الذين بحثوا في فقه النص قالوا إن اللام في كلمة "ليجدوا" للتعليل لا للعاقبة، وقالوا إن المعنية بالنص هي المرأة المتعطرة (لأجل) أن يجد الرجال ريحها، ويدخل في المحظور (نية) لبس المرأة لعباءتها؛ وإن لم تتعطر، ودليلهم ما روته السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ : "أنهن كن يضمخن جباههن بالمسك ثم يحرمن ثم يعرقن فيسيل على وجوههن فيرى ذلك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلا ينكره".. وخلاصة الفهم الصحيح للنصين هو أن على المرأة إن خرجت لمجامع الناس، وغلب على ظنها المرور بالرجال عدم التعطر بما ينفذ ريحه إلى الأنوف، بدليل قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبا"، أما عكس ذلك فقد أجاب عنه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز بقوله لسائلة من الدار البيضاء: "يجوز لها ـ المرأة ـ الطيب إذا كان خروجها إلى مجمع نسائي لا…
آراء
الأحد ٢٣ نوفمبر ٢٠١٤
في عام 1894م، وفي ولاية ميتشيغان كان ويل كيلوغ يعمل مع أخيه الطبيب جون كيلوغ في مستشفى. كان يساعده على تحضير مأكولات صحية للمرضى. وبينما كان الأخوان يجريان تجربة على إعداد وجبة مكونة من حبوب القمح، تدهورت حالة أحد المرضى بشكل كبير أجبرتهما على قطع تجربتهما. وبعدما عاد الأخوان إلى المطبخ كانت الحبوب قد شربت الماء فلاحظا أنها كبرت وتفتحت. وبعد أن تذوقاها وجدا أنها شهية وجديرة بأن يتم توزيعها على المرضى في المستشفى. أصبحت رقائق القمح هي الوجبة المفضلة للمرضى. بعضهم كان يتناولها صباحا كفطور وعشاء أحيانا. انتشر صيت هذه الوجبة خارج نطاق المستشفى، بعد أن أخبر المرضى ذويهم عنها. فأصبح زوّار المستشفى يرجون الأخوين كيلوغ لكي يحصلوا على ما تيسر من هذه الرقائق ليأخذوها معهم إلى المنزل. دفع هذا الإقبال الكبير على رقائق الأخوين لأن يفكرا في توزيعها تجاريا. أخذا براءة اختراع عليها في 14 أبريل عام 1896م، أطلقا عليه اسم (كورن فيلكس). ترك ويل العمل في المستشفى وتفرغ لهذه المغامرة. كان لا يملك مالاً لافتتاح محل يبيع فيه منتجه فبدأ ببيعه عبر البريد عام 1906. وبعد صعوبات وتحديات لوجستية ومالية تمكن ويل بمساعدة جون أن يدشن متجرا يوفر للزبائن هذا المنتج. أقبل عليه الزبائن من كل مكان. شعر بعض رجال الأعمال بأن السوق يتسع لهم. انتشر هذا…
آراء
الأحد ٢٣ نوفمبر ٢٠١٤
سؤال محدد وواضح، كم هي المبالغ المالية التي تجمدها الخلافات العائلية سواء الأموال المنقولة او الثابتة ؟ سواء كانت لأفراد أو شركات؟ وكم حقوق معطلة لورثة رجال أعمل أو أثرياء؟ بالمليارات هو مؤكد لكن كم؟ لا أحد يعرف الإجابة، وليس المطلوب الان هو معرفة الرقم لمجرد معرفة له. بل الأهمية لدي أولا هو " الاقتصاد الوطني " كم من شركة تعثرت؟ كم ارض جمدت؟ كم مال مجمد وموقف؟ كم حقوق ضاعت ؟ كم أموال لم تشغل وتدار وتدور وتستثمر؟ موضوع كبير لدينا بمنطقة الخليج خصوصا، والمملكة ذات الاقتصاد الأكبر والأعلى تعتبر ذات الأرقام المالية الأكبر لا شك. ومع كل جيل تكبر المشكلة وتزيد عمقا وبالتالي الحلول تكون صعبة، بل قد تستعصي، وتذهب بهم إلى المحاكم فكم سنة ستحتاج للحل هذا إذا كان حلول حقيقة ستتم أو يقبل بها، وهم عائلة واحدة لكي نتنبه لذلك، وهذا ما يعني أن المشكلات العائلية غالبها صعبة الحلول خاصة القرابة، وهذا من مسلمات ذوي القربى أشد ظلما أحيانا. من هذه القراءة المختصرة للمشكلات العائلية، ولا أقول الشركات والمؤسسات فقط بل كل من يملك ثروة بصورة او بأخرى، الأثر الاقتصادي أولا ثم الاجتماعي مهم، يجب أن يكون هناك تدخل " حكومي " واضح ومباشر، لحل هذه الإشكلات العائلية لأصحاب رؤوس الأموال، فتعطيل رؤوس الأموال هو ضرر…
آراء
الأحد ٢٣ نوفمبر ٢٠١٤
السعودية دولة وطنية، وفي الوقت نفسه هي دولة عربية إسلامية. المرجعية القانونية للصفة الوطنية هي القانون الدولي، والمرجعية القانونية للصفة العربية الإسلامية هي مجموع التاريخ والجغرافيا والقرآن والسنّة النبوية. هل هناك والأمر على هذا النحو من تناقض بين الصفة «الوطنية» والصفة «الإسلامية» للدولة؟ لا ليس هناك تناقض، تجاور الصفتين يعتبر أمراً طبيعياً، إلا أنه يحتاج إلى شيء من التفصيل، لماذا؟ مرجعية القانون الدولي واضحة، أما مرجعية التاريخ والكتاب والسنّة وتكاملها مع المرجعية الأولى فليست بالوضوح نفسه، لأنها لم تتحول بعد إلى نصوص قانونية منسجمة. يأخذ «الدستور» السعودي (النظام الأساسي للحكم) تجاور صفتي العروبة والإسلام كأمر مسلّم به، ولذلك لم يفصل في الموضوع. نتيجة لذلك -كما يبدو- جاء بعض نصوصه غير منسجم من هذه الزاوية. مثلاً ينص الدستور في مادته الأولى على أن «المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية ذات سيادة»، لكنه يضاعف تأكيد الصفة الإسلامية للدولة من دون غيرها في المادة ذاتها بالقول: «ودستورها كتاب الله تعالى وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم...». في السياق نفسه، تؤكد مواد أخرى الصفة الإسلامية، مثل نص المادة الخامسة على أن الملك «يبايع (بفتح الياء) على كتاب الله تعالى وسنّة نبيه»، ومن حيث أن الكتاب والسنّة هما للمسلمين عامة في كل مكان، يتضح اللبس الذي يحتاج إلى شيء من التوضيح والتفصيل: لأنه إذا كان…
آراء
الأحد ٢٣ نوفمبر ٢٠١٤
شهدت الأسابيع الماضية في صنعاء ارتفاعا في درجات العنف السياسي اللفظي - حتى الآن – بين قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، وتحديدا بين الرئيسين الحالي عبد ربه منصور هادي (نائب رئيس الحزب وأمينه العام)، والسابق علي عبد الله صالح (رئيس الحزب)، ودخلا في سباق عبثي غير مألوف داخل التنظيمات السياسية المنضبطة حاول معه كل طرف إضعاف الآخر، استخدم فيه الأول موقعه الرسمي، بينما أدار الثاني الخلاف مستعينا بأدوات الحزب الذي صنعه بنفسه في مطلع الثمانينات، وكذا نسيج علاقاته التي تشكلت على مدى 33 عاما قضاها في الحكم، وما زاد من الافتراق بين الرجلين هو الاتهام الذي وجهه مجلس الأمن للرئيس السابق بعرقلة عملية الانتقال السياسي، ما دفع صالح إلى القول إن نائبه في الحزب (الرئيس الحالي) يقف خلف القرار وإنه قام بالتحريض لإصداره، وبصرف النظر عن حقيقة الاتهام أو عدمه إلا أنه زاد من تراكمات الشكوك والريبة والتخوف بين الطرفين وأنصارهما، والتي أثرت في أداء المؤتمر بداية وتعدتها إلى وضع الكوابح أمام عمل مؤسسات الحكم المتبقية، ولا بد أن ينسحب هذا على مجمل العملية السياسية.. وهنا يجب أن أؤكد أن القرار الأممي لم يكن إيجابيا، ولن يكون مفيدا، بل سيزيد من التوتر الحاصل داخل الساحة السياسية وسيترك آثاره السلبية على نيات رئيس الحكومة خالد بحاح الذي سيكون عليه التصرف بحذر…
آراء
السبت ٢٢ نوفمبر ٢٠١٤
كان السؤال الأكثر تداولا طوال العام الماضي في الخليج هو: هل ينفرط عقد مجلس التعاون الخليجي جراء ما يشهد من خلافات؟ وما الخيارات المتاحة أمام دوله في حال انفراطه؟ وما مستقبله في حال تدارك الانفراط، إن تم الوصول إلى حلول وسطى؟ كاتب هذه السطور كان على شبه يقين أنه في النهاية لا بد من الوصول إلى وفاق، ليس بسبب عاطفي، ولكن بسبب موضوعي، حيث إن مصادر التهديد للأمن والاستقرار والتنمية في الخليج واحدة، وإن انفراط «السبحة» له نتائج كارثية على الجميع ولا رابح فيه، ويعرض أمن المنطقة لتداعيات خطيرة، ويفتح في نفس الوقت شهية الآخرين لاختراق مصالح هذه الدول وأمنها، واحدة تلو الأخرى، بعد استنزافها ووهنها. كان ذلك رأي الأقربين، أما الأبعدون، فكان لهم رأي آخر، مراهنة على تفاقم الخلاف ولا تخلو تلك المراهنة من تمنٍ شرير، وتضخيم الفوارق وتجاهل الجوامع. الأخبار القادمة وسط الأسبوع الماضي من الرياض، خسَّرت مراهنة الأبعدين، وتم ما كان يأمل أهل البيت الخليجي أن يتم، طُويت صفحة الخلاف، وانتهت فترة التوتر المرهق. وأرسلت تلك الأخبار تنهيدة ارتياح في صدور أهل البيت جميعا؛ لأن المخاوف كانت ضخمة وحقيقية، وثبت فشل توقع الأبعدين في فهم حقيقة أن هناك رجال دولة في هذه المنطقة يستطيعون أن يمدوا أبصارهم لا إلى مخاطر الحاضر فقط، بل إلى آمال المستقبل. كما…
آراء
السبت ٢٢ نوفمبر ٢٠١٤
تبدو الإمارات كأنها معنية أكثر من غيرها بملاحقة دبابير الإرهاب، فعلى رغم أن دول المنطقة عموماً تخوض المعارك ضد العنف والتطرف، فمن الواضح أن دولة الإمارات تعمل بتصميم أكبر، الأمر الذي يثير تعجب بعض الفضوليين الذين لا يعرفون الإمارات جيداً. وعلى رغم أن الإرهاب يحتفظ في خزانته بأردية متنوعة، فهناك الرداء السياسي، كما فعلت مثلاً منظمة «الألوية الحمراء» في إيطاليا، والرداء العنصري، كمنظمة «كو كلوكس كلان» الأميركية، فقد أصبح الإرهاب في العقود الأخيرة يتسربل بالرداء الديني، والإسلامي تحديداً، إذ كلما وُصف شخص بأنه إرهابي، تبادر إلى الذهن أنه مسلم، إلى أن يثبت غير ذلك. ومن هذه الحيثية التي انتهى إليها الإرهاب - الابن الشرعي للتعصّب - لنذهب إلى التسامح، وقبول الآخر، والتعايش، وهي القيم التي صارت بدورها تُفهم في سياقاتها الدينية، فحين نقول التعايش، فيخطر ببالنا التعايش بين الأديان، بينما ابتعد في الأذهان التعايش ببعده العرقي مثلاً، ليكون السؤال هو: هل تملك الإمارات خياراً غير أن تخوض المعركة مع التطرف لتحمي شعبها والمقيمين على أرضها ونمط العيش فيها؟ ماذا تفعل الدولة التي تعطي النموذج الأفضل لحالة التسامح الديني، وقبول الآخر المختلف دينياً، والتعايش بين أتباع الأديان؟ دستور الإمارات يشير إلى أن الإسلام دينها الرسمي، وينتمي شعبها إلى الإسلام. الإمارات يعيش فيها ملايين الأشخاص من 200 جنسية، ينتمون لديانات متعددة، فيسمح…
آراء
السبت ٢٢ نوفمبر ٢٠١٤
محصلة النقاشات والرسائل الشخصية التي وصلتني عبر عدد من الأفاضل، حول مقالة الأربعاء الماضي، التي كانت بعنوان "رسائلنا الإعلامية للخارج" كانت تقول الكثير من الكلام المهم. المقالة كانت تتحدث عن قصورنا الإعلامي في تقديم خطاب إعلامي يواكب الصورة الجميلة عن المملكة. ولأنني لم أستأذن أحدا في الاستشهاد بما قاله لي، فإنني سأجتزئ البعض من تعليقاتهم، مع عدم الإشارة إلى الأسماء، لأن الكلام كان عبارة عن نقاش شخصي، أهميته في أنه يثري الصورة. يلخص صديق في السلك الدبلوماسي القصة قائلا: "كأنك تتحدث عن النتيجة التي وصلت إليها بعد عملي ٣٠ عاما في هذا المجال". ويقول أكاديمي متخصص في الإعلام: "مع الأسف أن خطابنا لم يرتق لمستوى التطور الكبير في شتى مجالات الحياة لدينا". ودار نقاش طويل مع رجل معني بهذا الشأن أشار في ثناياه إلى أن "كثيرا من وسائل الإعلام الغربية لا تريد أصلا أن تنشر عن السعودية إلا ما يسيء. أنا شخصيا - والحديث للرجل - شاركت في عديد من اللقاءات مع BBC وكان المذيع كل مرة يحاول استدراجي لقول كلام سلبي عن المملكة لا علاقة له بالموضوع المطروح". يضيف الرجل: "هذا لا يعني طبعا أن نقف مكتوفي الأيدي. هناك الكثير مما يمكن عمله، لكن المطلوب مزيد من العمل والتنسيق بين جهات عديدة ذات علاقة، وزارة الإعلام جزء منها..". ويكمل:…
آراء
السبت ٢٢ نوفمبر ٢٠١٤
غيّب القدر المحتوم عن هذه الدنيا صديقاً وفياً وأخاً عزيزاً ومواطناً صالحاً سنفتقده كثيراً. فقد رحل محمد خلف المزروعي عن هذه الدنيا الفانية، ودون مقدمات أو ضجيج، وهو لا يدري أنه سيترك طوفاناً من الألم الشديد يعصف بوجدان كل مواطن محب لهذه الأرض وأهلها الطيبين. لقد تعرفت على «بوخلف»، رحمه الله، في تسعينيات القرن الماضي، وتكونت بيننا صداقة ومودة قلّما تكون بين بشر لا تربطهم مصالح سوى محبة الوطن والرغبة في خدمته. كنت في وقتها أستاذاً بقسم العلوم السياسية بجامعة الإمارات في العين. ورغم أن اللقاءات المباشرة بيننا كانت قليلة، كأن يضمنا مجلس في أبوظبي العاصمة أو اجتماع عمل قصير حول الثقافة والتعليم والإعلام في الدولة، فإن لكل مرة نلتقي فيها ذكرياتها العزيزة، لكرم الرجل ودماثة خلقه. فلم ينقطع الاتصال بيننا، بل كان «بوخلف» دائم السؤال لكي يطمئن على الحال أو للتشاور في أمور الثقافة والمثقفين في الإمارات. كان محمد خلف المزروعي، رحمه الله، صاحب رؤية ثاقبة حول الإعلام والثقافة في دولة الإمارات، وكان دائماً ما يبهرني بتلك الرؤية من خلال قوله بأن العمل الثقافي والإعلامي في الدولة يجب أن ينطلق من فكرة خلق المواطن الصالح الذي يفهم واجباته نحو وطنه ويقدر حقوقه فيه ويسعى لتحقيقها عبر إخلاصه وتفانيه في خدمة هذا الوطن وقيادته، فإذا وعى المواطن ذلك فسيتمكن من…
آراء
السبت ٢٢ نوفمبر ٢٠١٤
تتالى الفشل الأمريكي منذ بداية "الصحوة العربية" عام 2010 . فقد حاولنا تغيير النظام في ليبيا من دون غزو وفشلنا، وحاولنا التنازل في سوريا وفشلنا وحاولنا فرض الديمقراطية في مصر وفشلنا في المصادقة على انتخاب الإخوان المسلمين، لقد فشلت سياسة الولايات المتحدة في تغيير النظام، وفي الاحتلال، وفي المساومة، فهل نعيد التدخل في العراق اليوم رغم أن القرار لم يصدر بعد؟ قليلون منا يشعرون بالتفاؤل . لعل أول متطلبات الحكمة الاعتراف بأننا لا ندري ما نفعل هنا، والأهم من ذلك أننا لا نملك الإرادة لاستغلال قوتنا المهيمنة أياً كان الزمن الذي تتطلبه، لإجراء التغيير في تلك المناطق وحتى لو حاولنا، فمن غير المؤكد أن القوة ستكون مجدية . وإذا كانت منطقة الشرق الأوسط مهمة لدرجة أننا لا نستطيع إصلاحها ولا التخلي عنها، فماذا بقي؟ أعتقد أن هناك واحداً من حلين "الاحتواء" أو "التوسع" . ولكن كيف ذلك؟ يمكن توسيع التجربة في المناطق التي تعمها الفوضى مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا، بالتعاون مع القوى المحلية لاحتواء الأزمة، وهو أساساً ما نفعله اليوم . لكنني آمل ألا نتعمق كثيراً . وفي دول مثل مصر والجزائر لا بد من العمل بهدوء مع الحكومات لتعميق احترام النظام، بحيث يكون شاملاً . وفي الدول التي يسود فيها النظام مع الاحترام مثل المغرب والأردن ولبنان والإمارات…