آراء
الجمعة ٢١ نوفمبر ٢٠١٤
في منتدى عُقد في عاصمة خليجية قبل أسابيع قليلة، وبعد احتدام السجال بين المشاركين العرب والإيرانيين، تدخل مدير الجلسة الأميركي قائلاً: «أتمنى على الزملاء العرب أن يقدّروا أن إيران وُجدت هنا لتبقى». لم يعجب الكلام الأميركي المتحدثين العرب لكنه انطوى على تذكير ببداهات السياسة والتاريخ والاستراتيجيات في هذه المنطقة. ومع انتهاء المدة المفترضة للتوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الإثنين المقبل وبعد المفاوضات في عُمان ورسائل الرئيس باراك أوباما إلى مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي، لا بأس من التذكير ببعض البداهات هذه. أولها أن إيران دولة مركزية في المنطقة، قبل ثورتها في 1979 بزمن بعيد. ومساحتها الكبيرة تضعها في قلب المعطى الاستراتيجي في المنطقة بغض النظر عن طبيعة النظام القائم فيها. يضاف إلى ذلك امتلاكها احتياطيات ضخمة من النفط والغاز وكتلة بشرية تمتاز بمستوى مقبول من التعليم والثقافة (مقارنة بالدول المحيطة) كما أن الدولة والبيروقراطية كبنية مستقرتان الى حد بعيد في الوعي الإيراني. ومما يتجاهله الباحثون العرب هو أن طهران كانت على مدى عقود «شرطي الخليج» بتكليف أميركي ورضى عربي واضحين. وما زالت آثار ذلك الدور ماثلة في احتلال إيران ثلاث جزر إماراتية، رفضت الحكومة «الثورية» إعادتها متبنية تبنياً حرفياً موقف حكومة الشاه التي احتلت الجزر مطلع السبعينات من القرن الماضي. من جهة ثانية، يقول المسؤولون الأميركيون إنهم لا…
آراء
الجمعة ٢١ نوفمبر ٢٠١٤
قرر المهندسان ويليام هوليت ودايفيد باكارد، أن يؤسسا شركة إلكترونيات في الأربعينيات. اتفقا على كل شيء سوى اسم الشركة. هل تكون هوليت وباكارد أو باكارد وهوليت؟ اختلفا تماما. بعد نقاش قصير رأيا أن القرعة هي الخيار العادل. قذف هوليت عملة معدنية عاليا في الهواء وهبطت على الأرض منحازة لباكارد. تقرر أن تتم تسميتها باكارد وهوليت. هنا التفت باكارد معترضا قائلا: لن أجعل اسمي يتقدم عليك. ستكون باسم هوليت وباكارد. فأنت الأفضل. لا أتخيل أن أتقدم عليك يوما ما. هنا انهار هوليت. بكى طويلا. ثم نهض ليعانق صديقه باكارد ممتنا لمبادرته الاستثنائية. انطلقت هذه الشركة عام 1947 بالدموع. واستمرت في التقدم والصعود. بدأت بالأدوات الزراعية، ثم المعدات الإلكترونية المساندة. كونت اسما جيدا بين المزراعين تجعلها تستطيع أن تحصل على قروض مصرفية للتوسع. تعاونت مع جامعة ستانفورد التي تخرجا فيها لتطوير بعض الأجهزة الإلكترونية. تحولت شركة هوليت وباكارد من شركة إلكترونيات تستهدف المزارعين إلى أخرى تستهدف الجميع. صنعت حاسبات آلية وأدوات إلكترونية صغيرة. دخلت عوالم جديدة وأسواقا كبيرة. تعرضت الشركة لخسائر فادحة بسبب أخطاء ارتكبها باكارد. قرر المساهمون إعفاء باكارد من مهمته كمدير تنفيذي. لكن هوليت رفض مستذكرا دوره المحوري في التأسيس وإيثاره بأن يكون اسمه الثاني وليس الأول. اصطدم هوليت بأعضاء مجلس الإدارة وتمسك بباكارد، لكن عين مساعدين تنفيذين جديدين ساعدا…
آراء
الجمعة ٢١ نوفمبر ٢٠١٤
لا تزال الولايات المتحدة هي سيدة الموقف في الشرقين الأوسط والأدنى؛ هي سيدة الموقف بسبب قوتها العسكرية الأسطورية، وهي سيدة الموقف بسبب أمر آخر وهو أن سائر الأطراف بالمنطقة ومن حولها يريدون وساطتها ويريدون تدخلها سلما أو حربا أو الأمرين معا! وتتساوى في ذلك سائر الملفات العالقة: من قضية فلسطين، وإلى قضية الإرهاب، فإلى الملف النووي الإيراني، فإلى سائر المسائل المتعلقة بالاستقرار في هذه المنطقة المضطربة، ليس منذ الآن، بل منذ نهايات الحرب العالمية الثانية! منذ عام 2004 أقدمت الولايات المتحدة على نقل الملف النووي الإيراني من الوكالة الدولية للطاقة إلى مجلس الأمن. ومنذ ذلك الحين ظلت التوترات من حول الملف تتصاعد، وقرارات العقوبات والحظورات تتوالى إلى أن بلغت أربعة وأكثر، دون أن يبدو منفذ أو مخرج كما دون أن يبدو خلاف ظاهر في المسألة بين الولايات المتحدة وحليفاتها من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى! ومع مجيء الرئيس أوباما للسلطة في الولايات المتحدة، طرأ تعديل جذري على سائر السياسات الأميركية في منطقتنا، ومن ضمنها الملف النووي الإيراني. فكما أظهر الرئيس أوباما استماتة في السعي لإنهاء الحروب والنزاعات التي أثارتها إدارة بوش الابن عندنا ومن حولنا، وفي التوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، أظهر أيضا حرصا كبيرا جدا على تغيير علاقات الآفاق المسدودة على مدى ثلاثين عاما وأكثر بين الولايات المتحدة وإيران.…
آراء
الخميس ٢٠ نوفمبر ٢٠١٤
استهوتني شخصية عبد الله الطريقي - رحمه الله - التي اكتشفها أول وزير في الدولة السعودية, واستثمر في تعليمه أول مؤسس للدولة السعودية الثالثة, وعينه أول ملك من أبناء المؤسس، كأول وزير للبترول، وعزله أول مؤسس للدولة السعودية الحديثة. الطريقي رجل كرهه الأمريكيون بما أحبهم فيه. درس عندهم وتزوج منهم وسكن معهم، وأعملهم لديه ولم يعمل معهم. أحب الطريقي في الأمريكيين جديتهم وعلومهم وفطنتهم وتقدمهم وقدرتهم على بناء الثقة العجيبة لدى الآخرين، ولو بتكلفة عالية يدفعونها. كما تعلم الطريقي منهم أن تكلفة بناء الثقة ليست عبثا، إنما هي تكلفة لتحصيل أقصى الأرباح الممكنة من ورائها، ولإطالة عمر الإمبراطورية الأمريكية. فهم الطريقي سياسة الإمبراطورية الحديثة، التي خالفت سياسات الإمبراطوريات الهالكة. فالسياسة الأمريكية قائمة على تحصيل أقصى الأرباح الممكنة، مع العمل على منع خروج أي أمة تنافس هيمنتهم، لا سياسة إفقار الأمم التي اتبعتها الإمبراطوريات السابقة. فغنى الشعوب الأخرى ينتهي نفعه لهم، ويعينهم على تحجيم أي أمة قد تنافسهم حاضرا أو مستقبلا. وكان الطريقي مدركا تماما للحاجة الضرورية إليهم ولعلومهم المتقدمة، ولكنه لم يفت عليه ذكاء الأمريكان في تسخير ما بنوه من الثقة والتقدم لاستغلال المفاوض من الشعوب الأخرى. فأحب الطريقي واقعيتهم في تعاملهم الإنساني المفطور على حب الذات أولا، والكاره للظلم بلا حاجة. وهو الذكي الفطن فلهذا سهل عليه مفاوضتهم، إيمانهم…
آراء
الخميس ٢٠ نوفمبر ٢٠١٤
حاول أحد اللصوص سرقة محل "كوافير" في روسيا، لكنه وجد نفسه ضحية للاغتصاب لمدة ثلاثة أيام من قبل صاحبة المحل، حيث قيدته عاريًا ولم تطعمه سوى "الفياجرا" واعترف اللص فيكتور يازينسكى (32 عاما) أمام الشرطة بأنه "كان مسلحا وحاول سرقة المحل لكنه فوجئ أن صاحبة الصالون أولجا (28 عاما) تحمل الحزام الأسود في لعبة "الكاراتيه"، حيث طرحته أرضًا بضربة واحدة وقيدته بسلك مجفف الشعر" بعدها ألقته عاريًا في إحدى الغرف المظلمة بمحلها، ولم تطعمه سوى "الفياجرا"، واغتصبته طوال ثلاثة أيام حتى تعطيه درسًا بحسب إفادتها ومن ثم أطلقت سراحه وهي تقول له "أرجو أن تكون تعلمت الدرس جيداً" الخبر بالطبع منقول من وكالات الأنباء ودون تصرف .. فيكتور الذي يبحث الآن عن من يقف معه في مأساته !! .. هذه الجملة بتصرف ! في الحقيقة فقد وصلني الخبر عدة مئات من المرات عبر جميع المنافذ ، بدءاً من قصاصة جريدة قامت بنشر الخبر أجدها معلقة على باب مكتبي إلى رسائل نصية وإشعارات وملف مرفق مع عبارة (خبر يهمك عبود) .. مما جعلني أشك بأنني أحد ثلاثة : فإما انني السفير الروسي في الدولة دون أن اعلم .. وإنما أن الزملاء يرونني مشروع مدافع عن حقوق الرجال الذين لا يحملون الحزام الأسود .. او ربما يعتقد البعض بان لدي أسهم في شركة…
آراء
الخميس ٢٠ نوفمبر ٢٠١٤
ظهرت الدعوات للحوار بشكل أكثر كثافة بعد اعتداءات 9/11، وشكلت المعلم الأبرز في المشهد العربي العام، من منطلق أن «ثقافة الحوار» هي المخرج من أمراض التطرف والعنف، وكون غيابها هو الذي أتاح لثقافة الكراهية أن تزدهر. وازدحمت الساحة بالمؤتمرات الحوارية على امتداد السنوات الماضية، فهل تحققت «ثقافة الحوار»؟ إننا نقصد بثقافة الحوار شيئاً آخر غير الدعوات للحوار، فهناك حوارات كثيرة بين الشرق والغرب، بين العرب وأميركا، بين الإسلام والأديان الأخرى.. ولا يخلو بلد عربي من لقاء حواري.. ومع كل ذلك أتصور أنه لا وجود الآن لثقافة الحوار! المقصود بثقافة الحوار هو «قبول الآخر» بما هو عليه من اختلاف، واحترام التعددية، الدينية والمذهبية والسياسية، وتفعيل قيم التسامح ونقد الذات، والاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه. لكن ثقافة مجتمعاتنا السائدة تميل إلى ذم الاختلاف، ووصم المختلفين بتُهم شتى.. وكل ذلك سوء فهم، فالقرآن الكريم مع مشروعية الاختلاف، بل وضرورته: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة، ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك، ولذلك خلقهم». يقول المفسرون: خلقهم ليختلفوا ويتنافسوا إعماراً للأرض، وإثراءً للحياة. فالقرآن جعل الاختلاف حقيقة كونية وإنسانية، والله يقول: «إليّ مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون». ثقافة الحوار تؤسس لحرية الاختلاف كشرط وجودي، وهي تعصمنا من الاختلاف المذموم وتجعله محموداً، وتعلمنا كيف ندير الاختلاف بما يجعله مثرياً ومبهجاً وأداةً للتفاعل…
آراء
الخميس ٢٠ نوفمبر ٢٠١٤
لماذا يكره الكثير من أبناء الدول العربية والإسلامية الغرب؟ الجواب بالنسبة لي سهل جدا، وسأذكر الأسباب الوهمية والأسباب الحقيقية، فلكي نكون قادرين على تجاوز هذا الشعور البغيض في أنفسنا علينا أولا أن ننظر للأمور بعيدا عن التحليلات اللفظية الرنانة، والغارقة في الأوهام والتضليل، مع البقاء متفهمين لطبيعة النفس الإنسانية المتشككة والسجينة للتفسيرات المريحة. يبرر الكارهون الغرب وكل مُثُله وإنجازاته أنهم يبغضون هؤلاء لأنهم كافرون، لا يؤمنون بالله كما نؤمن به، في حين ينسون أن الأولين من أمتنا كانوا يتعاونون مع الكفار ويتبادلون معهم المعاهدات والاتفاقيات، ويتعاملون معهم باعتبارهم بشرا لهم ما لهم وعليهم ما عليهم. يقولون إن الغرب سرق خيرات العرب والمسلمين، وينسون أن المستغفل فقط هو من يستطيع السارق أن يستغفله ويستغله، فإن كان الغربي سارقا فأين فطنتك وعقلك اللذان يحميانك منه؟ وإن كان هؤلاء يردون السبب في ذلك إلى دعم الغرب لبعض الأنظمة العربية فإن الحديث يقول: "كما تكونوا يولى عليكم". يقول الكارهون، إن الغرب انتهازي، ويحيك المؤامرات، ويغلب القوي على الضعيف، ويساند العدو على الصديق، ويكره الإسلام ويحارب الله ورسوله و.. و..، وهي أوصاف إذا ما قارناها بما نحن عليه اليوم سنجد أننا مثلهم تماما، فالفساد مستشر في عالمنا الإسلامي والدول تحيك المؤامرات بين بعضها، والمتنفذ يستغل الضعيف، والأخوة والصداقة تتحقق في ظل المصالح، و"داعش" ومن على…
آراء
الخميس ٢٠ نوفمبر ٢٠١٤
عجزت عن فهم خطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لحل الأزمة في سوريا، التي نشرت تسريباتها، فهي توحي بمشروعين متناقضين في سلة واحدة؛ نظام يحكمه بشار الأسد، ومناطق تحكمها الجماعات المسلحة المعارضة، وجميعها تقبل بوقف الاقتتال، طوال عامين! لا أدري إن كانت قراءتي صحيحة لكن يوجد غموض ربما متعمد من أجل أن يرسم الحل لاحقا، وفق قدرات الأطراف على التنازل. تفكيكا للغموض سنفترض أن هناك أربع قراءات لمشروع ميستورا، في ظل الواقع السوري اليوم، فكرته تقول الحل بلد بلا مركزية، نتيجة لتعدد القوى، وانكماش النظام على الأرض، وبناء عليه كل يحكم المنطقة التي يسيطر عليها. التفسير الأول، يبقى الأسد رئيساً في دمشق، وتشاركه المعارضة في الحكومة، لكن تقتصر سلطته على ما تبقى له من سوريا، والجيش الحر يدير مناطقه، والقوى المقاتلة الأخرى في مناطقها. وبالطبع، سيتم استبعاد «داعش» و«جبهة النصرة» و«أحرار الشام» الإرهابية من هذه الشراكة، مما يعني أن على النظام والمعارضة أن يتفقا ليس فقط في القبول بالأسد، بل أيضا عليهما التحالف ومقاتلة التنظيمات الإرهابية. إن كان تفسيري صحيحا، هنا أقول لميستورا عليه أن يكمل مشاهدة أفلام هوليوود، فهي أقرب إلى الواقع من تطبيق هذا الطرح الخيالي. القراءة الثانية، التنازل، والقبول بالحد الأدنى الممكن، فيخرج الأسد من الحكم ويتم تأليف نظام هجين من بقايا النظام مع المعارضة المعتدلة، ويحافظ…
آراء
الخميس ٢٠ نوفمبر ٢٠١٤
إيران ليست دولة أنموذجية في مجال حقوق الإنسان أو التعايش السلمي أو الأمن والسلم الإقليمي والدولي، ذلك ثابت من واقع أدوارها ونشاطها السياسي والحقوقي، وقد سبق لي أن طرحت جوانب من عبثها بأمن غيرها وخططها التوسعية في دول الإقليم والمحيط العربي والإسلامي، ولو أنها انغلقت على أوضاعها الداخلية وطوّرت نفسها دون امتدادات سلبية على دول الجوار لكان أفضل لها ولهم، ولكنها لم تفعل ولن تفعل، لأن لديها خطا سياسيا يميل إلى تخريب استقرار جيرانها فيما هي مكشوفة بذات العلل التي تناوشهم بها. ذلك الوضع لا يعني بالضرورة أن نعطف عليها كل مصيبة أو كارثة تلحق ببلداننا، أو بمعنى أكثر دقة شيطنتها والتعامل معها كشماعة نعلق عليها كل شيء سلبي، لأن ذلك في الواقع يجعلنا غير موضوعيين ونبني أفكارنا واستخلاصاتنا على أسس مغلوطة، فما إن يحدث حراك مذهبي حتى ينسب الدافع إلى إيران، وما إن يفجر إرهابيون أو يقتلون أبرياء حتى تشير الأصابع فورا إلى إيران، ذلك يفسر عجزا عن استيعاب المجريات في صورة كلية تستسهل التبرير والهروب إلى الأمام من مشاكلنا الحقيقية وأسبابها. في الحالة السياسية الراهنة وما يجري فيها من نقاشات حول المذهبية والطائفية وبدلا من أن نصل إلى آراء واقعية تبنى على حقائق، فإننا نبنيها على تكهنات ومخيلة واسعة عنوانها العريض إيران.. وبالتالي فإن ما نصل إليه من…
آراء
الخميس ٢٠ نوفمبر ٢٠١٤
التقرير الصادر قبل يومين عن مؤشر الإرهاب في العالم الذي يشير إلى مقتل 107 آلاف شخص في 48 ألف عملية إرهابية منذ عام 2000 وحتى نهاية العام الماضي، قد يكون مرعبا لكنه ليس مفاجئا. فإذا استثنينا الحروب والشحن الطائفي، يصبح الإرهاب هو العدو الأكبر المهدد لاستقرار الكثير من الدول في العالمين العربي والإسلامي اللذين عانيا العدد الأعلى من العمليات ومن الضحايا. خلال العام الماضي وحده قتل 18 ألف شخص في 10 آلاف عملية إرهابية معظمهم بالطبع في دول عربية وإسلامية مما يطرح أسئلة جدية حول الجهود المبذولة لمواجهة هذه الآفة. الدول العربية والإسلامية، كما تؤكد الإحصائيات، هي المعنية أكثر من غيرها بالخطر الإرهابي الراهن أو الآتي بالنظر إلى النشاط المتزايد لحركات التطرف والإرهاب، خصوصا منذ الربيع العربي وما صاحبه وأعقبه من فوضى وحروب وصراعات سياسية أو طائفية. هناك جهود منفردة، وقد يكون هناك تعاون أمني ظاهر أو مستتر بين بعض الدول العربية والإسلامية، لكن العمل الجماعي الحقيقي يبقى غائبا رغم أنه لا يغيب عن بال أحد أنه لا يمكن لدولة منفردة مواجهة ظاهرة عالمية معقدة ومتشابكة مثل الإرهاب. المنظمات العربية والإسلامية تنجح في سياسة البيانات، بينما الدول الأفريقية مثلا نجحت في تشكيل قوات مشتركة لمواجهة تهديد، أو وقف تمدد حركات التطرف سواء في الصومال أو مالي أو نيجيريا. الحقيقة المريرة…
آراء
الأربعاء ١٩ نوفمبر ٢٠١٤
قرأت النقد الحاد الذي وجهه عدد من الكتاب العرب ضد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، لأنه قال لجمع من القيادات الإسلامية في أميركا، دعاهم لأسطنبول، إن المسلمين هم من اكتشفوا أميركا وليس كولومبوس! بالنسبة لي، وربما لغيري، مقولة إردوغان تعدّ شيئا من الترفيه الثقافي. لكن ربما ما قاله يزيد حنق الفاشلين الذين يشعرون بعقدة النقص، وذلك بلوم غيرهم، إن الغرب سرق كل شيء حتى اكتشافات المسلمين! وقد تثير مقولته سخرية آخرين، مثل المثقفين العرب. والأرجح أن إردوغان «يخاطب الناس على قدر عقولهم»، بنزع كل إيجابيات الخصم وتلبيسها لنفسه! فهل إعادة رواية من اكتشف أميركا يمكن أن يغير التاريخ؟ الأكيد أنه لن يغير الحاضر، فاليوم توجد أمم خارج العصر، هم نحن، وأمم في مقدمته. والمفارقة أنه في نفس الأيام التي خطب فيها إردوغان لجمهوره عن الماضي كان الأوروبيون يزفون نبأ أن مركبتهم الفضائية حطت لأول مرة على مذنب، والتي أطلقوها منذ عشر سنوات، تخيلوا رحلة عشر سنوات من أجل دراسة مذنب في مجاهل الفضاء. هل يقول لنا إردوغان ما الذي فعلناه بأنفسنا في تلك السنوات العشر الماضية، من اغتيال الحريري إلى نهب عشرات المدن، وقتل مئات الآلاف من البشر، واستبدال ديكتاتوريين بآخرين أسوأ منهم؟ بتكرار روايات العقيد معمر القذافي، يخرج إردوغان من تجربة تركيا النهضوية الناجحة إلى صفوف مشعوذي السياسة…
آراء
الأربعاء ١٩ نوفمبر ٢٠١٤
لم أتمالك نفسي، مساء الأحد الماضي، من التفاعل الوجداني مع خبر إعلان المصالحة الخليجية من الرياض، فكتبت من فوري معلقاً، في تويتر: «من شدة فرحي بعودة الأخوة الخليجية، لو كان بيدي لجعلت يوم غدٍ يوم إجازة في دول الخليج كافة، وسأسميه #يوم_الخليج (أو يوم الوحدة الخليجية). إجازة الخليج الشاملة ستشيع مشاعر سعادة واسترخاء شعوب الخليج في يوم موحد. لقيت تلك التغريدة العاطفية تفاعلاً كبيراً، طرف إيجابي تفهّم مقاصدها ومنطلقاتها العفوية، وسلبي لم ير فيها سوى الجانب المذموم من تكاثر الإجازات وتأثير ذلك على التنمية المستدامة! وعلى أي حال فكلا الموقفين جدير بالاحترام. أما غير الجدير بذلك فهم المتقلّبون الذين سرعان ما يتحولون من شتّامين إلى مدّاحين، ومن وطنيين شوفينيين إلى وحدويين نبلاء. أولئك الذين ظنوا أن حب الوطن يمكن أن يكون ذريعة لهم لشتم الآخرين وذم أوطانهم. ونسوا، أو تناسوا، أن حبنا لوطننا لا يُلزمنا بكراهية أوطان الآخرين. بل إن الحب الصادق لا يقود دوماً إلا إلى مزيد من الحب، لا الكراهية. نعم، فرحت بالمصالحة الخليجية، وإن شاب فرحي قلقٌ من عدم استمراريتها، وغموضٌ من مرتكزاتها التي بُنيت عليها. لكني سأفرح بالمصالحة، حتى وإن كانت موقتة أو جزئية، لأني أنظر إلى الخطر، بل الأخطار، التي تحيط بمنطقتنا من كل جانب فلا أجد منفذاً من هذا المناخ العكر سوى المصالحة. بالطبع،…