آراء
الأربعاء ١٩ نوفمبر ٢٠١٤
أقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة على خطوة شجاعة وفي غاية الخطورة. لم تعد الظروف تترك للأمم فرصة المناورة والمجاملة وإهدار الوقت في انتظار وقوع الكوارث. الإمارات دولة بناء لا شعارات. في أقل من عقدين من الزمان استطاعت هذه الدولة الفتية أن تضع نفسها على خريطة التقدم الإنساني وتُؤصل حضورها في العصر الحديث. دولة شعاراها التقدم لن تسمح للظلام أن يتسلل إليها تحت شعارات دينية مستوردة من ظلمات العصور الوسطى. ترجمت الإمارات درس الإخوان ودرس داعش والنصرة من موقف إلى عمل. فوجئ كثير من الناس بهذا العدد الوافر من منظمات الإرهاب التي أدانتها دولة الإمارات ووضعتها في قائمة الإرهاب. فاجأني أكثر تلك المنظمات المندسة في شقوق الحضارة الغربية. أتمنى أن تعتمد دول العالم والدول العربية على وجه الخصوص هذه القائمة وتضيف عليها ما فاتها وسقط منها كحزب الله اللبناني. قادني بيان الإمارات الشجاع للاطلاع على مواقع بعض هذه المنظمات على النت. ما الذي يمكن أن تحيلك إليه كلمة (عالم)، وما الذي يمكن أن تحيلك إليه كلمة (سياسي). الأولى ستحيلك حتما إلى العلم والمعرفة والأكاديميا. والأخرى ستحيلك إلى الأحداث والحروب والصراعات والمشاكل الدولية. قارنت يوم أمس بين بيانات حزب البعث العربي الاشتراكي السوري وبيانات الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يتزعمه الشيخ يوسف القرضاوي. انحصر الفرق بين الكيانين في التوجه السياسي فقط. كلاها…
آراء
الأربعاء ١٩ نوفمبر ٢٠١٤
لمدة 255 يوما عاش مجلس التعاون الخليجي واحدة من أعنف أزماته، لم يكن مستبعدا مع هذه الأزمة أن نرى دولة وقد عُزلت خارجه. مائتان وخمسة وخمسون يوما هي العمر الرسمي على الأقل، للخلاف الخليجي الثلاثي مع قطر، وأفرز سحب سفراء الرياض وأبوظبي والمنامة من الدوحة، وتجميدا للعلاقات الثنائية بشكل غير مسبوق، قبل أن تنفرج الغمة وتنقشع الأزمة، ويعلن رسميا من الرياض عن نهاية الخلاف، وعودة قطر لحضنها الخليجي الذي غردت عنه بعيدا. من رصد الأزمة الخليجية القطرية منذ بدايتها، كان يرى بوضوح الرغبة القطرية الجامحة في إنهاء هذا الخلاف بأي صورة كانت. الاعتراف بكثير من التحفظات التي أبدتها الدول الثلاث وعدم المكابرة. التوقيع على اتفاق الرياض الذي يمنع تدخل أي دولة خليجية في شؤون دولة أخرى. زيارات رسمية على مستوى عال لا تنتهي. رسائل دبلوماسية في كل الاتجاهات. فعلا لم تتوقف الدوحة يوما عن طرق كل الأبواب، وهو ما أحرج الدول الثلاث، التي ترى أنها تريد أفعالا وليس أقوالا. كانت الرغبة القطرية جامحة في إصلاح ما انكسر، وفي نفس الوقت كانت هناك مشكلة عدم قدرة الجانب القطري انتزاع ثقة الدول الثلاث وإقناعها بأنه جاد وقادر على إغلاق نوافذ الشر أساس المشكلة. ومع كثير من المحاولات القطرية لردم الهوة، وشد وجذب حول ضمان عدم تكرار أي من تجاوزات الماضي، كان لا…
آراء
الأربعاء ١٩ نوفمبر ٢٠١٤
تثير سيطرة الحزب الجمهوري على مجلسي الكونجرس في انتخابات منتصف المدة، التساؤل عن إمكانات التعايش بين الرئيس أوباما، وهذا الكونجرس الذي سيباشر عمله في 3 يناير المقبل. فرغم أن سيطرة الحزب المعارض للرئيس على الكونجرس مألوفة في النظام السياسي الأميركي، فربما يكون بعض المشاكل التي ستواجه أوباما في ظل هذا الوضع غير مألوف، فالمعتاد أن تكون هذه المشاكل متعلقة بالسياسات الداخلية أساساً، لكن مأزق سياسة أوباما الخارجية سيجعلها ضمن قضايا الخلاف مع الأغلبية في الكونجرس الجديد. ورغم أن توزيع السلطات في الدستور الأميركي يعطي رئيس الجمهورية صلاحيات كاملة في السياسة الخارجية، بخلاف الشؤون الداخلية التي يملك الكونجرس تأثيراً كبيراً فيها، فالأرجح أن تسعى الأغلبية إلى منازعة أوباما هذه الصلاحيات. ويستند هذا التوقع على عاملين: أولهما، أن الانتقادات الواسعة الموجهة ضد سياسة أوباما الخارجية تشجع الأغلبية في الكونجرس الجديد على ممارسة ضغوط عليه، ولا تقتصر هذه الانتقادات على الجمهوريين، إذ يشاركهم بعض أعضاء الحزب الديمقراطي في الكونجرس، القلق من تداعيات ما يعتبرونه سياسة انكماشية تُضعف نفوذ الولايات المتحدة خارجياً. والعامل الثاني هو أن الفجوة بين سياسة أوباما الخارجية والاتجاه الغالب في الحزب الجمهوري تبدو أوسع من أن يمكن إغفال أثرها في العلاقة بين الرئيس والكونجرس الجديد. ولذلك ربما يكون المحدد الأساسي لهذه العلاقة هو مدى استعداد أوباما لمراجعة بعض اتجاهات سياسته…
آراء
الأربعاء ١٩ نوفمبر ٢٠١٤
هنـــــاك سلسلة موضوعات يتكرر طرحها في الإعلام الغربي عن المملكة العربية السعودية، ومع الأسف فإن الصدى لها أحيانا يكون حالة صمت مطبق. وتظل هذه الموضوعات تتدحرج مثل كرة ثلج، ثم تتغير من مجرد فرضية خاطئة أو كذبة متعمدة إلى مسألة يتعامل معها الرأي العام الغربي باعتبارها حقيقة. وهناك من يجتهد في نفي هذه الأمور من خلال الإعلام المحلي فقط، ولكن هذا لا يكفي. قصور القادرين على الكمال في خطابنا الموجه للخارج، يواكبه تقصير من منشآتنا الكبرى في تكريس صور إيجابية، أتكلم هنا عن أشياء في منتهى البساطة، على غرار الحضور الإعلاني الإيجابي في وسائل إعلام لها تأثير مثل الـ CNN والـ BBC. وأنا ألحظ أن منشآت خليجية إماراتية وقطرية وبحرينية وعمانية تطل من نوافذ هذه الفضائيات عبر رسائل إعلانية إيجابية تقدم في ثوان محدودة تفاصيل ترسم صورة ذهنية إيجابية عن هذه المجتمعات. ومن المؤسف، أنك لا تجد حضورا لمنشآت محلية يفترض أن تشارك في إثراء الصورة. هنا يقفز إلى ذهني جهات بينها: أرامكو، سابك، هيئة سوق المال، هيئة الطيران المدني، الهيئة الملكية للجبيل وينبع، شركة بن لادن، والخطوط السعودية والبنوك التي يفترض أن يكون لها دور مشابه للأدوار التي أخذت بها دول خليجية وتحقق من خلاها أثر إيجابي. إننا في أشد الحاجة إلى مواجهة خطابات سلبية يتم ضخها عبر وسائل…
آراء
الثلاثاء ١٨ نوفمبر ٢٠١٤
المملكة العربية السعودية من أكثر دول العالم إنفاقاً على التعليم، فحوالى ربع الموازنة العامة للدولة يذهب إلى قطاع التربية والتعليم، أي بحدود 220 بليون ريال من الموازنة العامة للدولة العام الماضي، إضافة إلى مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم والذي رصد له 80 بليون ريال للأعوام الخمسة المقبلة، والتساؤل الذي يطرح نفسه، هل هذا الاهتمام الرسمي، والمبالغ الخيالية انعكست على مخرجات التعليم لدينا؟ والجواب المعروف أن مخرجات التعليم العام لدينا دون المستوى المطلوب للأسف. نعم، قضية تطوير مثل هذا القطاع المهم تحتاج إلى فترة كافية، حتى نشعر بأن هناك تغيراً في مسار العملية التعليمية الشاملة لدينا. للأسف، نجد هناك ممارسات وتفسيرات غير منطقية من بعض إدارات التربية والتعليم في بعض مناطق المملكة، لها علاقة بأركان العملية التعليمية، والقضية التي سأتحدث عنها هي: أن الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية، انفردت وحرمت الكثير من المعلمين الذين تقدموا بطلبات للتقاعد المبكر بحقهم من الحصول على العلاوة السنوية في آخر عام لهم بالخدمة، إذ أصدرت تعميماً ذكرت فيه أنه «إشارة إلى تعميم معالي نائب الوزير رقم 352128807 بتاريخ 27-11-1435هـ»، حددت فيه فترة التقاعد من بداية إجازة المعلمين السنوية من 27-8-1436هـ إلى 1-11-1436هـ، وعندما يطلب بعض المعلمين الذين تقدموا بطلبات للتقاعد المبكر في تلك الإدارة الاطلاع على تعميم معالي نائب وزير التربية والتعليم يرفضون…
آراء
الثلاثاء ١٨ نوفمبر ٢٠١٤
في كتابه الموسوم «بورقيبة.. سيرة شبه محرمة»، أطلق الصحافي والكاتب التونسي المخضرم الصافي سعيد، أحد مرشحي الرئاسة حالياً، وصفاً على الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة عندما أسماه «وحيد القرن التونسي». الوصف مقتبس من حقيقة زمنية هي ميلاد بورقيبة في العام الثالث للقرن العشرين (1903) ووفاته في نهاية القرن عام 2000. لكن الوصف بليغ بشكل مذهل، لأنه يحيلنا إلى القرن العشرين في تونس، الممهور وبشكل لا ريب فيه بتأثير بورقيبة الطاغي، مناضلا من أجل الاستقلال ورئيساً. يبدو أن بورقيبة ما زال يؤثر في تونس بعمق وبقوة، فبقدر ما يبدو فوز حزب نداء تونس في ظاهره «تصويتاً عقابياً» من الناخبين التونسيين لحركة النهضة، مثلما ذهب غالبية المعلقين، استوقف المعلقين ما رافق ذلك من تقدم للأحزاب العلمانية الصغيرة أيضاً، وموقف حركة النهضة التي أقرت بالهزيمة مبكراً، ما اعتبر موقفاً ينم عن نضج سياسي. في كل هذا المشهد، يبدو بورقيبة حاضراً بقوة. في سجل بورقيبة نفس ما في سجل حكام آخرين غيره؛ من قمع للمعارضين واستبداد، كما أن عهده شهد انفجارات اجتماعية وحكم تونس بيد قوية. لكن في سجل بورقيبة، في المقابل، مكتسبات حقيقية أكثر عمقاً وتأثيراً في أجيال من التونسيين، والمكتسبات التي حققها بصبر ومثابرة وعناد، هي ما تبين تأثيره اليوم. وأهم ما في سجل بورقيبة هو التعليم، فمن قراره المبكر في الخمسينات…
آراء
الثلاثاء ١٨ نوفمبر ٢٠١٤
قبل أيام أدرج مجلس الوزراء في الإمارات 84 جهة حول العالم في قائمة المنظمات الإرهابية، مسجلاً بذلك قفزة هي الأولى من نوعها في تجريم «الاستغلال الحزبي للدين»، واعتبار ذلك «إرهاباً» حتى وإن لم يترجم بعمليات تفجير وقتل وإدانات قانونية، وهذا ما يمكن اعتباره موقفاً طلائعياً استشرافياً شجاعاً، لم يسبق الإمارات عليه أحد، وهو موقف يحمل رسالة ضمنية فحواها: أن تجريم الفكر الإرهابي، الذي يحول الدين إلى «حزب أو تنظيم سياسي» مقدم على تجريم العمليات الإرهابية على الأرض، وهذا بالطبع نتاج سياسة واعية بالخطر الحقيقي الذي يهدد الواقع الإسلامي اليوم في مختلف بقاع هذا الكوكب. قائمة الإرهاب الإماراتية ساوت تماماً بين التنظيمات المسلحة، كالإخوان والقاعدة وداعش، وبين الجماعات والهيئات والأحزاب المدنية التي تتدثر بالشعارات الإسلامية في دول أوروبا، والولايات المتحدة، على رغم عدم تجريمها هناك، والسبب كما أفهمه، ويفهمه من له اطلاع تام على أدبيات هذه الجماعات والهيئات، يتلخص في كونها المحضن الفكري الأساس للإرهابيين، والرافد الحقيقي للجماعات المسلحة في سورية والعراق وليبيا وغيرها. فالإرهابي الذي خرج من بريطانيا إلى تركيا، ليتسلل عبر الحدود إلى العراق وسورية، بهدف الانضمام لصفوف داعش، لم يكن داعشياً أو قاعدياً بشكل تنظيمي مباشر قبل خروجه من بلده، بل كان تلميذاً مخلصاً، تربى على فكر الهيئات الأوروبية الإسلامية، التي جرمتها القائمة الإماراتية، مستبقة حتى تجريمها في…
آراء
الثلاثاء ١٨ نوفمبر ٢٠١٤
يمكن للمواطن أو المقيم أو الزائر للبلاد أن يشهد تطوراً ملحوظاً؛ يستحق التقدير، في الخدمات المختلفة التي تقدمها وترعاها الإدارة العامة للجوازات بالمملكة، بدءاً من المظهر الخارجي، وصولاً إلى الأهم في مجال التقنيات والتطبيقات الإلكترونية. ولأول مرة يمكن لنا أن نقول إن قطاعاً بحجم الجوازات حقق جانباً مهماً من العبارة التقليدية التي تتقلدها القطاعات الحكومية، وهي بعيدة عنها تماماً: «إن جميع الخدمات المقدمة هدفها راحة المواطن والمقيم»، وهي عبارة يحققها جهاز الجوازات السعودية على الواقع. هذا القطاع يستمر في تقديم خدمات جديدة «تبشرنا» بعمل ينفَّذ بشكل جيد في أحد القطاعات الحيوية، وتوّج ذلك بفوزه بجائزة الإنجاز للتعاملات الإلكترونية الحكومية في برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية (يسّر) بدورتها الثالثة، عبر خدماتها الإلكترونية (أبشر) في فرع تقديم خدمة أفضل لأفراد المجتمع (حكومة - أفراد)، و(مقيم) في فرع تعزيز الاقتصاد الوطني (حكومة - أعمال). الجوازات تسعى بشكل واضح للتيسير لا للتعقيد، وتهدف إلى إلغاء المراجعات لمقارها، ورفع العناء عن المراجع. وقد نجحت في ذلك لحد كبير بشهادة تفوق من الجمهور قبل الجوائز، التي جاءت تتويجاً لها. الحقيقة إن وزارة الداخلية هي من أكثر الوزارات والأجهزة الحكومية تنفيذاً وتطبيقاً للتقنية في جوانب مختلفة من تعاملاتها الإلكترونية. وعلى عكس السائد، فإن هذا الجهاز الأمني الضخم هو الأكثر انفتاحاً على التقنية وتطبيقاتها من أي جهاز حكومي آخر،…
آراء
الثلاثاء ١٨ نوفمبر ٢٠١٤
في آخر إصدار صوتي للخليفة المزعوم أبو بكر البغدادي بعنوان «ولو كره الكافرون»، الكثير من الرسائل الخطرة التي بعث بها إلى المجتمع الدولي وإلى أتباعه وإلى التنظيمات العنفية في المنطقة. مانفيستو البغدادي هو إعلان جديد للحرب بأولويات واستراتيجيات جديدة تهدف إلى رفع معنويات أتباعه، واستقطاب المزيد من الكوادر، وتوسيع نطاق المعركة، وجر القوات الغربية إلى حرب برية من شأنها، في حال تفوق «داعش»، تغيير المعادلة في المنطقة، كما أنها ستحرج المجتمع الدولي في حال بقاء الضربات الجوية التي لم تؤت أكلها حتى الآن. بالطبع الهدف الأساسي للخطبة هو التأكيد على بقاء «داعش»، وتمددها، وفشل التحالف، واستهداف مناطق جديدة، وولايات تنضم إلى دولة «داعش»، وهي مستجدات تؤكد أن بقاء الحال على ما هو عليه لن يساهم في القضاء على «داعش»، وإنما يحوله إلى وحش مخيف على الأرض يستقطب الأتباع الذين سيرون في هذا التنظيم الدموي خلاصهم، إذا ما أدركنا حالة «الموات» والغيبوبة العنفية التي دخلت فيها «القاعدة»؛ التنظيم الأم. استهداف السعودية كان الملمح الأبرز لخطبة البغدادي؛ من حيث اللغة والمحتوى والتركيز على جعل أمن المملكة العربية السعودية هدفا أساسيا لـ«داعش»، وهو ما يطرح السؤال: لماذا السعودية؟ في الأساس يدرك «داعش» الثقل السعودي في الحرب عليه، على مستوى الشرعية وأيضا التشريع والاستراتيجية الأمنية؛ من حيث الشرعية لا يمكن تخيل نجاح الحرب على…
آراء
الثلاثاء ١٨ نوفمبر ٢٠١٤
بعيد انتخابه بقليل رئيساً للجمهورية الفرنسية تلقى فرانسوا ميتران دعوة من مارغريت تاتشر، رئيسة وزراء بريطانيا في حينه، لزيارة لندن . هناك طلب ميتران اللقاء بعدد من مثقفي البلد، فرد عليه موظفو 10 داونينغ ستريت بأنهم ربما يجدون له كُتَّاباً أو مؤرخين أو فلاسفة أو باحثين، ولكن ليسوا مثقفين . كان هؤلاء الموظفون يعرفون أنهم يخاطبون رئيساً لبلد، للثقافة فيها موقع القلب، وأن ميتران بصفته زعيماً للحزب الاشتراكي، كان يعرف عما يتحدث حين طلب اللقاء مع المثقفين الإنجليز . الجنرال ديغول، رئيس فرنسا أيضاً، لم يكن اشتراكياً مثل ميتران، ولكن حين أصرّ وزير الداخلية في عهده على اعتقال جان بول سارتر لما اعتبره دوراً رئيسياً له في تحريض طلبة الجامعات في انتفاضة ،1968 ردّ عليه بشكل قاطع: فرنسا لا يمكن أن تعتقل فولتير . في العلاقة مع الثقافة والمثقفين فإن لفرنسا تراثها الخاص الذي لا يضاهيها فيه بلد أوروبي آخر . هناك كان عصر الأنوار، وهناك نشرت مقالة زولا: "إني اتهم" دفاعاً عن المتهم البريء دريفوس، وهناك أيضاً ولد وعاش وكتب فولتير الذي شبّه الجنرال ديغول سارتر به . ذلك الطراز من المثقفين لم يكونوا مجرد رجال معرفة وحسب، رغم أهمية الدور الذي اضطلعوا به في تطوير المعرفة، لكن أهمية دورهم تأتي أيضاً من حال النقاش التي أطلقوها في المجتمع…
آراء
الإثنين ١٧ نوفمبر ٢٠١٤
يا سبحان الله، فرغم كل الحزن وكل الحنق وكل الدموع التي سكبت على ضحايا جريمة الدالوة في الأحساء لكن المؤمن تعود أن يحمد الله في المنشط والمكره، ويعلم أن كل سواد يعقبه بياض، وكل ليل يتلوه نهار، ورب ضارة نافعة.. وهكذا. لقد أظهرت هذه الحادثة الشنيعة مدى التلاحم الشعبي بين أهل هذه البلاد، واتضح ذلك من خلال الحجم الكمي والنوعي للاستنكار والتنديد الذي تشارك فيه علماء هذه البلاد ومفكروها ونخبهم الثقافية والشعبية على نحو لا أذكر له مثيلاً مقاربا، إلا عند تلاحم المواطنين مع الدولة خلال غزو العراق للكويت في مواجهة فتنة انقسام العرب في ذلك الوقت، حين وقفت بعض الدول العربية مؤيدة أو صامتة حيال هذا الغزو الهمجي ليكون غزو العراق للكويت استفتاء شعبيا واقتراعا عفويا على الولاء لهذا الوطن، ولعل حادثة دالوة الأحساء تدفعنا لتعزيز اللحمة الوطنية من خلال التداعي بجميع أطيافنا الشعبية لنبذ أسباب الفرقة، وذلك من خلال وضع التشريعات والأنظمة التي تجرم الفرقة أو التنابز بالطائفية أو العرقية أو القبلية أو المناطقية، والسعي حثيثا نحو تصفية كل المنابر الرسمية وغير الرسمية، والتي يقع تحت لوائها مسؤولية مراقبة خطب وخطباء الجمعة، بحيث يتم تحاشي الخوض في أي موضوع يمكن له أن يتسبب في إثارة الفتنة الطائفية، متكلين في ذلك على أن أي أحد لن يكون بمقدوره تغيير…
آراء
الإثنين ١٧ نوفمبر ٢٠١٤
ما زال الناس في حيرة من أمرهم مع وزارة الإسكان وارتباك قراراتها المتوالية التي لم يكن أي منها مقنعا أو قادرا على التعامل مع أساس المشكلة. كانت المشكلة الأولى التي تذرعت بها الوزارة عدم توفر الأراضي، وصدقنا هذه المقولة رغم أنها لو أرادت الاستعانة منذ البداية بصاحب القرار لتوفرت لها أراضٍ كافية، وعلى أي حال ها هي ملايين الأمتار في كل مدينة استرجعتها الدولة وسلمت كثيرا منها للوزارة، ولا ندري ماذا ستفعل بها، والخشية أن تكون انتقلت من حوزة المعتدين عليها لتصبح مجمدة في حوزة وزارة الإسكان. الاختراعات التي ابتكرتها الوزارة كثيرة، حتى ليخيل للمرء أن سيحتار في الأفضل منها، وقد أسمتها الوزارة منتجات، وكأننا أمام شركة تفاضل بين منتج وآخر ضمن عدد كبير من المنتجات، القرض الذي كان أساس المنتجات أصبح شيئا من الماضي بعد أن تم تذويبه في الاختراعات اللاحقة، والأرض تم وضع الشروط عليها وربطها ببعض المستحيلات ليصبح الحصول عليها غير وارد. التمويل العقاري الذي استبشر به الناس تأخر كثيرا وأضيفت له زوائد ونتوءات ليصبح تحت سيطرة البنوك، وكأن وزارة الإسكان مجرد وسيط لا يستطيع التدخل بوضع شروط عادلة تحفظ للمقترضين حقوقهم، وبالتالي لم يعد هناك فرق كبير بين أن يأخذ الشخص تمويلا ذاتيا من البنك تحت إشراف الوزارة أو بدونها. بمعنى أن كل الأفكار العظيمة…