آراء

آراء

الاقتصاد في السياسة الأميركية

السبت ١٥ نوفمبر ٢٠١٤

من خلال دراسة مستفيضة، ومسح متعمق لسياسة الولايات المتحدة الخارجية توصلت إلى أنه من الناحية السياسية والتاريخية أن طبيعة ومستوى التنمية الرأسمالية في داخل الولايات المتحدة هي المسؤولة عن كافة التحولات التي تطرأ عليها، بمعنى أن سياسة الولايات المتحدة الخارجية، يتم تحديدها بنيوياً لأنه يوجد رابط واضح بينها وبين طبيعة الاقتصاد السياسي القائم، فالتأطير الأساسي لدستور البلاد يدخل في المسألة لأن واضعيه الأوائل كانت أغلبيتهم من أصول اجتماعية تنحدر من ملاك الأرض المهتمين بالتصنيع والتجارة، وبالتالي فقد جاء الدستور عاكساً لمصالحهم التي قامت الدولة بحمايتها. إن الفئة التجارية هي التي قامت بتأسيس الولايات المتحدة، وتلك الفئة ركزت منذ البداية على قدسية الملكية الخاصة، وبتحديد وتعريف المقاييس الخاصة بالالتزامات التعاقدية لكي تحفظ التعاملات القانونية والنظامية بين جماعات المصالح المتنافسة. قوة جماعات المصالح تلك كانت علاقية، بمعنى أنه كانت لديها الإمكانيات والقوة والنفوذ، لكي تؤثر على الدولة، وتحدد سياستها، وحركتها بسبب هيمنتها على المشهد الاقتصادي والسياسي عند لحظة تاريخية معينة. ويتبع ذلك منطقياً أن مصالح تلك الجماعات على المستوى العالمي تزامنت وتماشت مع المصلحة الوطنية، وبالتالي صارت تصقل السياسة الخارجية للبلاد. وبهذا الشكل أصبحت المسؤولية الأولى للدولة، هي توفير الموارد والدعم والحماية للمشروعات التجارية وتشجيع التجارة الخارجية. وبالتالي فإن الدولة قامت بإغراق المصنعين الأميركيين بموارد الدعم السخية وبالحماية اللازمة ضد منافسيهم الأوروبيين،…

آراء

المخاض الانتقالي العسير

السبت ١٥ نوفمبر ٢٠١٤

فوجئت برحيله مفاجأة كاملة، ولم أصدق في بداية الأمر. لم أكن أعرف أنه مريض. لا أزعم أني كنت من أصدقائه المقربين، بل ولم ألتقِ به إلا مرة واحدة. كان قد سمع أني معجب بمؤلفاته وبطريقة تفكيكه لـ«عقدة العقد التراثية». وبالفعل، فقد عبرت عن ذلك أكثر من مرة في الجرائد العربية، وبخاصة في «الشرق الأوسط»، وكان من قرائها ويستشهد بها أحيانا، فاتصل بي في أحد الأيام لكي نتعارف، بعدها سافرت إلى المغرب الجميل، وأصبحت متنقلا هنا أو هناك ومشردا في شتى أصقاع الأرض، ولم أعد أرى أحدا. نعم، لقد أمضيت وقتا ممتعا جدا في قراءته قبل أي معرفة شخصية، واستغربت كيف أنه تنويري قاطع إلى مثل هذا الحد، وشكل ذلك بالنسبة لي سعادة حقيقية. أقول ذلك، وبخاصة أنه سليل عائلة دينية عريقة في تونس.. هل يعني ذلك أن أولاد المشايخ هم الأكثر قدرة على تفكيك الأصوليات الدينية؟ ليس بالضرورة، ولكن عندما تكون رائحة اللاهوت والكهنوت تملأ البيت صباحا ومساء، فإن ذلك قد يثير رد الفعل. ألم يكن نيتشه ابن عائلة كهنوتية بروتستانتية أبا عن جد منذ مئات السنين؟ ومع ذلك فقد فكك الأصولية المسيحية من أساسات أساساتها ولم يبقِ فيها حجرا على حجر، وكان أخشى ما يخشاه أن تطلع أمه التقية الورعة على كتاباته حول هذا الموضوع! المهم أن عبد الوهاب…

آراء

الأسرار السبعة!

الجمعة ١٤ نوفمبر ٢٠١٤

على متن الطائرة بتاريخ 23-7-2001 مع بداية رحلتي العلمية لدراسة الماجستير في الولايات المتحدة، حدث لي موقف طريف لكنه لا يخلو من ألم، فعندما وزّع المضيف بطاقة الجمارك الأميركية لتعبئتها قبل الهبوط اكتشفتُ أنني لا أحمل قلماً، أصدقكم القول: كنتُ متردداً في سؤاله عن معنى القلم، Pen أم Pencil! ولا أكتمكم سراً فقد كانت اللغة الإنجليزية بمثابة «عقدة» لي منذ الصغر، وكان حلمي ـ حينذاك ـ أن أقرأ رواية باللغة الإنجليزية، ولذلك عندما سَنَحَت لي فرصة استكمال الدراسات العليا قررت أن تكون في دولة غربية؛ عسى أن أحقق هذا الحلم! اليوم أصبحت اللغة الإنجليزية أساسية للتوظيف واستكمال الدراسة؛ لذا أجرَتْ كريستين آبارتا مقابلة لمجموعة من خبراء الترجمة في موقع TED العالمي واستنتجت منها سبعة أسرار تعين على تعلم لغة جديدة. - ابدأ اليوم ولا تنتظر الغد، ابدأ بحفظ الكلمة نطقاً ومعناها تعريفاً، ثمّ تعرف إلى القواعد، وانطلق بـالتحدث مع الآخرين. - اليزابيث بوفارد التي قضت 27 عاماً في تدريس اللغة الإنجليزية، تقول: اكتشفت أن الطالب الناجح في اللغة هو الذي يجعل من تعلمه للّغة أسلوب حياة و«عادة» لا تنقطع. - كلما زاد استخدامك للغة في تفاصيل حياتك، زادتْ نسبة إجادتك لها؛ لذا، تحدث بالإنجليزية كلما أمكن، واقرأ لأطفالك قصصاً بها. - اجعل الإنجليزية هي اللغةَ المستخدمة في هاتفك الذكي وحاسوبك…

آراء

درويش – مارادونا.. واحد بصيغتين

الجمعة ١٤ نوفمبر ٢٠١٤

الهاجس بالدهشة والمفاجأة، الانشغال بالجمالي والعميق والبعيد، هي الاستيعاب الوحيد الذي يمكن من خلاله للفنّان أن يبقى حيًّا، ليس حيّاً بالمعنى المجازي فقط، في نموّ فنّه، بل وبالمعنى المباشر. دون هذا الهاجس والانشغال سيموت.. ستفارق روحه جسده فوراً، سيذهب جثمانه للمقبرة، وروحه ستذهب للعماء. هذا النوع من الهاجس والانشغال يمنح الأشياء بُعداً آخر، مفاجئاً وسحرياً، حيث لا تغدو الأشياء كما هي عليه في ظاهرها، بُعداً لم تره فيما يحيط بك، لكن عازفاً، أو شاعراً، أو روائياًّ، أو موسيقياًّ، أو رساماً، أو لاعباً في رياضةٍ ما، أو أو.. الخ، حكّ مكاناً غير مأهولٍ في ذهنك، فانتبهت،. وقلت: يا الله! يا سلاااام! من الأشياء التي لا أملّ من العودة إليها، تلك الكتابة الشهيرة، من ثمانية مقاطع، التي دوّنها محمود درويش، عن.. وإلى فلتة كرة القدم العالمية مارادونا، وكانت قد نشرتها مجلّة اليوم السابع قديماً. (الرسالة موجودة كاملة بمواقع عدة على النت). أذكر أني حين سمعت عنها أول مرة فكرت؛ ما الذي يمكن أن يكتبه شاعرٌ عن لاعب كرة قدم؟ بدقة أقرب؛ ما الذي يمكن أن يكتبه درويش عن مارادونا؟. تأملت الاسمين، فوجدتهما بشكلٍ ما، اللعنة والعبقرية ذاتها، لكنها ظهرت على هيئة صيغتين وعالمين. نعم، أحدهما يُفضي بالضرورة للآخر.. إليكم هذه، من كتابة درويش لـ مارادونا، وفي ختام آخر مقطع: "مارادونا.. يا بطلي،…

آراء

حبيبنا

الجمعة ١٤ نوفمبر ٢٠١٤

اتصلت على صديق عزيز فرقتنا المسافات والظروف. مزقت علاقتنا وحولتها إلى أشلاء متناثرة. عندما سمعت صوته بعد سنوات من الفراق والحنين تداعت في ذهني كل الذكريات الجميلة، التي جمعتنا. قلت له عفويا: اشتقت لك. لكن عندما تردد صداها في رأسي شعرت بحرج شديد. عشرة أصوات في رأسي تهزني. تردد بصوت واحد عال: ماذا فعلت يا رجل. كيف اشتقت له؟ من سلبك ثقلك ورزانتك. فتداركت قائلا: اشتقنا لكم. قبل أن أغلق السماعة، وبعد حديث شيق وممتع معه استعدنا فيه لحظات لا تتكرر قررت أن أودعه بكلمة "أحبك" تعبيرا عما أكنه له من محبة كبيرة في أعماقي تكبر وتزداد كلما تذكرت مواقفه الشهمة ومروءته. لكن لم أستطع أن أتفوه بهذه الكلمة القصيرة الصغيرة. شعرت بأنني كمن يدفع شاحنة ضخمة فلم أقدر أن أزحزح هذه الكلمة من أعماقي قيد أنملة. ظلت حبيسة قفص صدري شأنها شأن كل المشاعر التي نكتنزها نحن الشعوب العربية باحتراف. اكتفيت بـ (مع السلامة يا حبيبنا). حبيب من؟ إنه حبيبي وصديقي أنا. لم حشدت العالم بأسره معي دون وجه حق. تشبثت بصيغة الجمع التي تعكس جبننا ووهننا وضعفنا وعدم قدرتنا على التعبير عن أحاسيسنا تجاه من نحب. من لا يستطيع التعبير عن مشاعره لا يعتد به حقا. فإذا كنا لا نملك سلطة على أنفسنا، كيف سنؤثر ونحرك ونتحرك؟ فحتى…

آراء

تدمير التاريخ والحقوق!

الجمعة ١٤ نوفمبر ٢٠١٤

لاشك أن هناك تحديات ومخاطر ضمن المشهد الحالي في فلسطين، وبالأخص ما يجري في القدس الشريف، البقعة المباركة ومسرى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عندما عرج إلى السماء، والعاصمة الدينية والتاريخية والسياسية والاقتصادية لفلسطين، والتي تتعرض لهجمة خطيرة بهدف تهويدها، حيث تستغل إسرائيل في ذلك انشغال العالم العربي والإسلامي وحالة التدهور السياسي والأمني التي أصابته. وقد قطعت إسرائيل شوطاً كبيراً نحو تحقيق ذلك الهدف، وهي في طريقها لإكماله. ومؤشرات ذلك واضحة للعيان، ومنها الجهود المتواصلة لطمس الآثار العربية والإسلامية في القدس الشريف وما حولها من قرى، والعمل على تهويد ملامح المدينة المقدسة عبر هدم المنازل وإزالة الآثار الإسلامية وبناء الكنس والمستوطنات اليهودية على أنقاضها، واستقدام اليهود من شتى بقاع العالم لتوطينهم بغية تغيير الخريطة الديموغرافية على حساب أصحاب الأرض الأصليين الذين أصبح نصيبهم من الاحتلال الطرد والتهجير.. هذا علاوة على الاستمرار في أعمال الحفريات الأثرية، لاسيما تحت المسجد الأقصى تمهيداً لبناء ما يسمونه «الهيكل الثالث»، إلى جانب الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهي الاعتداءات المتواصلة منذ ثمانين سنة. وبلغت تلك المؤشرات ذروتها مع المشروع الذي تسعى حكومة الاحتلال الصهيوني لطرحه للتصويت في الكنيست، في ديسمبر القادم، والذي ينص على إشراك اليهود، على السواء مع المسلمين، في المسجد الأقصى المبارك، ومنحهم حق…

آراء

شهداء الأحساء يقولون لنا: لا للكراهية

الخميس ١٣ نوفمبر ٢٠١٤

الدالوة، الأحساء والرياض والمملكة، وشعاع النور في أرض الكرامات على شبه جزيرة الحضارات، يأتي امتداداً لثراء قوم جاء الشعر ديواناً لهم ضمن نطاق فصيح اللغة والأخلاق، حيث هم العرب، وحيث سجايا العروبة الحقة تهنأ بعطايا الزمن، ودولة تأتي ظاهرة حضارية متجددة بألق، أضحت ملاذاً للأمان فوق ما هي عليه من نطاق لمشروع تنمية فريد، وضع نموذجاً حياً لكيف يكون البناء للإنسان والمكان، محفوفاً بالمحبة ضمن دولة جاء التوحيد منظومة بناها الأولون، وما برح يحمل رايتها الأوفياء تحت الظلال الوارفة للدولة السعودية الفتية، التي تهفو لتحقيق النماء متصالحاً وحال مجتمعٍ يسعى حثيثاً ليقارع العالمية التي هي كفء لحال الثراء فيه؛ ثقافةً وإنساناً. جاء النبأ بإهراق دماء الأبرياء المؤمنين في الاحساء، في حسينية تبث صدى سجايا بني الدالوة، امتداداً لمفهوم الهناء، ونثر عبق المزيد من الأمل، ضمن وطن أشبه ما يكون عائلة، بل هي عائلة ضاربة الجذور في حال المحبة والاحترام والثقة. جاء النبأ كالصاعقة حين تبدت دماء الصلوات نتاجاً لفعل إرهاب مقيت ما برحنا نشحذ الهمم لبتر أطرافه، وتقزيم قدراته، ووأد قبح ما يبتغون. فجيعة بحجم إنسان السعودية القاطن في أرض الأمان، كانت فعلة الأشرار فينا شأن من يوقد فتيل الغضب، يبحث عن إرباك مسار البناء المتقد، وجاء الرد لحظياً بفعل قوى الأمن والوطن فيها مجتمع وإدارة محلية تعي حجم مسؤولياتها،…

آراء

“دراما” لا نهاية لها

الخميس ١٣ نوفمبر ٢٠١٤

المكان: بقايا أبنية وأكوام حجارة. الزمان: قبل أيام. التصوير: نهاري خارجي. الموسيقى التصويرية: صوت رصاص لا يهدأ. المشهد: أشخاص يصرخون، ورجل يهرب من طلقات قناص ليختفي على يمين الكاميرا ويختبئ داخل بناء منهار.. لحظات، ومع حركة الكاميرا يسارا يظهر طفل يتلوى على الأرض نتيجة إصابته برصاصة القناص.. أصوات تقول إنه ما زال حيا إنه يتحرك.. يقف الطفل ليركض خطوات أخرى باتجاه سيارة محطمة، تأتيه طلقات نارية، يقع مرة أخرى على الأرض قبل أمتار من السيارة.. ينهض ثانية ويجري لما خلف السيارة ليظهر ممسكا بيد أخته الصغيرة فيجريان معا تحت وابل من الرصاص إلى بناء على الطرف الآخر من الطريق. * * * ما سبق ليس سوى حدث واقعي تم تداوله خلال الأيام القليلة الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا أحسب أن شخصا شاهده لم يشعر بالمرارة والألم لما يجري في سورية من كوارث.. ربما وحده القناص القاتل ومن ماثله لا يرف لهم جفن، بل لعلهم يستلذون بالقتل. أي بطولة تلك التي يشعر بها القناص ـ ومن أرسله ـ في إطلاق النار على طفلين لم يتجاوزا العاشرة من العمر. ولو فكر، إن كان مازال عنده عقل يفكر، لاكتشف أن البطل الحقيقي هو ذلك الطفل الذي امتلك قدرة الرجال ودفعته إرادة الحياة للمخاطرة بنفسه لإنقاذ أخته. طفل يستحق أن يكون نجما في…

آراء

مصالح أوباما وخامنئي قبل القضاء على «داعش»

الخميس ١٣ نوفمبر ٢٠١٤

لم يكن «التنسيق ضد داعش» بين الولايات المتحدة وإيران مفاجأة إلا لمن يرغب في التفاجؤ. فالتنسيق قائم على نحو ضمني مباشر أو غير مباشر في العراق وسورية واليمن والبحرين ولبنان، وكان يمكن أن يكون أكثر عمقاً وعلنيةً لو توافرت الشروط التي تغطي كل طرف وتظهره كأنه لم يتنازل عن مواقفه المعلنة، اي عن «ثوابته» و «مبادئه» اذا جازت التسمية. واستناداً الى اللغة المستخدمة في الحديث عن «اتفاق نووي» يمكن استنتاج وجود عناصر اتفاق تتطلّب «بعض التنازلات» لكي تتم الصفقة، وقد تتبلور معالمها بعد محادثات مسقط. واذا كان محور المقايضة أن تسهّل اميركا إنهاء أزمة البرنامج النووي مقابل أن تساعدها ايران في محاربة «داعش»، فإن سؤالين يُطرحان: هل تسعى واشنطن وطهران فعلاً الى إنهاء هذا التنظيم الارهابي أم أنهما تفضّلان ضمناً استخدامه، وهل إن طهران باتت جاهزة لأن تدفع من برنامجها النووي ثمناً لـ «رفع كامل وفوري للعقوبات» كما تطلب؟ أن تعتبر دولة نفسها معنية دولياً بمكافحة الارهاب، فهذا يعني أنها دولة ذات مسؤولية عالمية. يفترض أن هذا التوصيف لا ينطبق على ايران بل على الولايات المتحدة. وعلى ذلك، فقد كان لمحاربة «داعش» في العراق أن تبدأ قبل ثمانية أعوام في العراق عندما عيّن نوري المالكي رئيساً للوزراء بـ «تفاهم» بين اميركا وإيران واعتراف للأخيرة بدور ونفوذ في العراق، أي بعدما…

آراء

أعراض جانبية للنفط

الخميس ١٣ نوفمبر ٢٠١٤

ــ نحن نتعافى ببطء من إحدى عاهاتنا المزمنة خليجياً، وهي الشعور بالفوقية التي ساهم رفاه النفط في صناعتها وترسيخها، وهذه الفوقية هي سر شقائنا الكبير في التعامل مع الآخرين، الذين يعتبرهم بعضنا مجرد كائنات ولدت أصلاً لخدمتنا والسهر على راحتنا.. ياي!. ــ الكائن الخليجي (المخدوم) يهبط من عليائه مرغماً حينما يشعر أن سباكه وسائقه ومدير أعماله أو معلم أولاده الخاص قد أصبح وزيراً أو رئيس دولة؛ بينما بقي هو مجرد كائن معطل الحواس، يأكل ويسترخي ويتجول في الأسواق بانتظام كي يشتري دون عقل.. شكراً لهؤلاء الناجحين الذين يعالجون مرضانا من أوهامهم الكبيرة والمضللة عن الحياة والبشر!! ــ «سباك عندنا» أو «سواق عند الوالد» أو هذا مدرس ولدنا؛ قد تكون هي أكبر فواجع المستقبل حينما يكتشف هذا الكائن النفطي المدلل أن من كان ينظر إليهم بالأمس بنوع من الدونية قد فاقوه وتجاوزوه وسجلوا الفارق الذي لا يمكن اللحاق به.. (لا تشوف نفسك على أحد) وتواضع واصفح ما استطعت في كل أمور حياتك، فالدنيا كما يقولون «دوارة»؟!!! ــ خلال تنعمنا الطويل بالنفط لم نهضم بسهولة أن عامل البوفيه قد يكون حاملاً لشهادة الدكتوراة، وأن «سواق» الوالد قد يحمل شهادة عالية في الاقتصاد، وأن «شغالتنا» أو جليسة أطفالنا المدللين قد تصبح وزيرة صحة أو رئيسة وزراء.. يا ساتر يارب. ــ انتبهوا لمن يعملون…

آراء تراثنا العمراني

تراثنا العمراني

الأربعاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٤

في فيلم يستغرق نحو 42 دقيقة، أنتجته الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع مؤسسة التراث، ثمة رصد لبعض جهود الحفاظ على التراث العمراني في مناطق المملكة. عرض الفيلم لقطات من جدة التاريخية، الهفوف، الغاط، والدرعية. الفيلم الذي يحمل اسم "رواد التراث العمراني" أعطى نماذج عديدة مثل قصر سلوى وحي الطريف في الدرعية، وقصر الغاط، والقرية التراثية في أشيقر، وبيت نصيف ومواقع أخرى في جدة التاريخية، وقصر إبراهيم، ومسجد الجبري والمدرسة الأميرية في الهفوف...إلخ. يكشف الفيلم أن أمانات المناطق ضخت في 2012م نحو 800 مليون ريال للعناية بالتراث العمراني. هذه تعد نقطة تحول مؤسسي تحققت بتحفيز وتعاون بين الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركائها، وأدى ذلك إلى توجه البلديات لإنشاء أقسام للعناية بالتراث العمراني. ينظر الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى تكريم رواد التراث العمراني من خلال مؤسسة التراث، باعتبار أن مواقع التراث العمراني ليست مجرد مبان، إذ هي تروي قصصا للأماكن، وتقدم منظومة للقيم التي حملها الأجداد، وهذه القيم هي التي صاغت الصورة المميزة لوحدة هذه البلاد. ويأمل الأمير سلطان أن يكون هؤلاء الرواد قدوة للأجيال الجديدة. الفيلم يرصد تطورا شاملا يضيء الصورة، ويشيع الفرح في نفوس المتحمسين للعناية بالتراث العمراني. هناك حاجة إلى زيادة الوعي بأهمية التراث العمراني، هذا الأمر بدأت ملامحه تتشكل. لكن علينا الاعتراف…

آراء

مصر التي في القلب

الأربعاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٤

عشقناها صغاراً؛ تعلمنا حروف الأبجدية الأولى على أيدي مدرسيها، وشممنا رائحة الدواء الأولى على أيدي أطبائها، وعرفنا العلوم الأولى من بحوث علمائها، وقرأنا الروايات الأولى بأيدي كتابها، وسمعنا الأغاني الأولى من حناجر فنانيها، وشاهدنا الأفلام الأولى من تمثيل نجومها. وعندما كبرنا وكبرت أحلامنا في وطن عربي يجمع الأمة من مشرقها إلى مغربها، كانت مصر هي القبلة التي توجهنا إليها، فمنها بدأ المد القومي، الذي انطلق لينعش الآمال في نفوس العرب جميعا، ويجدد الرغبة في استعادة أمجادنا، وبعد كل نكسة كانت الأمة تصاب بها، كانت مصر هي من ينهض بها منها. هذه هي مصر التي لها في قلب كل عربي مكان، من مشرق الوطن إلى مغربه، ولها مستقر في الوجدان، ينشغل بهمومها كل عربي أكثر مما ينشغل بهموم وطنه، لأن مصر ليست مجرد أرض على خارطة الكرة الأرضية، وإنما هي قوة يمكن أن تغير المعادلة في أي لحظة. وقد بدا هذا واضحا خلال المنعطف الذي تمر به الأمة العربية هذه الأيام عاصفا بكيانها ممزقا دولها، فرغم أن مصر داخلة في مخطط الفوضى الذي يتم تنفيذه بطريقة أحجار الدومينو تجاه الأمة العربية، إلا أن يقظة شعب مصر العظيم وعقيدة جيشها القوي أنقذتاها من الوقوع في هذا المستنقع الذي انزلقت إليه دول غيرها، فأحيت بذلك الأمل في الحفاظ على كيان الأمة، وإعادتها إلى…