آراء
الأربعاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٤
ــ الذين يطالبون حكوماتهم بنصرة المظلومين في العالم العربي عسكرياً؛ يعلمون تماماً وربما أكثر من غيرهم أن هذه الحكومات أضعف من أن تدافع عن نفسها، ولكنهم يزايدون كما جرت العادة، ويحاولون استثمار الأحداث المأساوية هنا وهناك سياسياً لخدمة الحزب والتنظيم والجماعة. ــ بالطبع لا يوجد عربي واحد يحترم نفسه يقف ضد مظلوم ولو بكلمة؛ لكن المصيبة أن الضعف العربي العام هو الذي يمنع الحكومات والشعوب من نصرة المظلومين العرب ومن نصرة حتى فلسطين نفسها.. فلماذا تقولون إن ما يحدث حولنا من فوضى هو مؤامرة تشارك فيها أطراف عربية؟! ــ أليس الأولى بهؤلاء المزايدين في كل قضية أن يطالبوا ميليشياتهم التي تعيث فساداً في أماكن بعيدة جداً عن إسرائيل وتدمي بلاد العرب وتستنزفها؛ بالتوجه إليها وإقامة شريعة الجهاد؟ لماذا يقاتلون في كل مكان إلا فلسطين على سبيل المثال؟!! ــ مزايدات فرقة حسب الله هذه تظهر في كل مأساة كي تسجل مواقف كلامية باهتة لا تقدم ولا تؤخر، ولكنهم عند الحاجة وعند اشتعال الحروب والويلات التي تطحن الشعوب يكتفون بكتابة القصائد وبالتغريد بلغة خشبية مسمومة على تويتر. فهل هذه نصرة أيها المحترمون؟! ــ العرب لا يحمون إسرائيل ولا يعشقون الولايات المتحدة الأمريكية وبودهم لو ذهبتا إلى الجحيم فوراً؛ لكنهم لا يستطيعون المواجهة عسكرياً، وأرجو ممن يقول عكس هذا الكلام أن يرشح لنا…
آراء
الأربعاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٤
كتبت، ولأكثر من مرة، عن تحولات الخطاب «المتصارع» في العالم العربي، الذي ظل لعقودٍ مضت متجلياً دوماً في العلاقة المتوترة بين الإسلاميين والليبراليين، لكنه بات يتحول خلال السنوات القليلة الماضية ليكون صراعاً ذا صبغة مدنية أكثر منها دينية، وإن تمظهرت بعض مبارزاته أحياناً بشكلها الديني المعهود. أكثر التجليات لهذه (الخلطة) الجديدة من التصارع تمثلت في الموقف مما سُمّي «الربيع العربي». إذ لم يكن الموقف مع أو ضد الربيع مرتهناً بالتصنيف الاجتماعي القديم لصراع دِيكَيْ المجتمع... الإسلامي والليبرالي. لا أتحدث هنا عن نهاية الصراع الديني بمفهومه العقدي الشامل، حتى لا تختلط الأمور، بل عن الصراع الحزبي الملتبس بالدين. إذ ليس خفياً أن طائفة من الليبراليين قاتلت الربيع العربي الذي كانت تقاتل لأجله طائفة ليبرالية أخرى. وكذلك فعل الإسلاميون الذين قاتلوا بعضهم بعضاً دفاعاً عن الربيع العربي من طرف، أو هجوماً عليه من طرف آخر. بسببٍ من تلك التحولات الفئوية في التصارع، اختلطت الأوراق في الخطاب الثقافي العربي كما لم يكن من قبل. وأصبح المراقب للمشهد الانفعالي غير قادر على تسمية طرفيْ حلبة الصراع، كما كان يفعل من قبل. وقد بدا ذلك واضحاً بقوة في السجالات الدائرة في شبكات التواصل الاجتماعي، إذ لم يعد المتابع قادراً على فرز مواقف المغردين عن الأحداث بناء على التصنيفات الكلاسيكية التي كانت هي السائدة إلى ما…
آراء
الأربعاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٤
ما زال الفولكلور الشعبي عند الموحدين الدروز يتغنى ببطولة سلطان الأطرش ودوره في الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي عام 1925. ولكن الموحدين الدروز يجدون أنفسهم اليوم على «مفترق طرق» لتحديد ولاءاتهم، بينما تتمزق سوريا ويحاول الهيمنة تيار متطرف يدعي احتكار الإسلام.. وهذا وضع ما كانوا يتمنون ألا يصلوا إليه أبدا. إنهم، كأقلية مسلمة باطنية انشقت عن المذهب الشيعي الإسماعيلي، تصرفوا دائما كأقلية تعرف حجمها ومصلحتها، ولم تخطئ في حساباتها المصيرية إلا ما ندر. وحتى بعدما قضى الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز الله على دعوتهم المذهبية في مصر، ثم أجهزت الدولة الأيوبية على الوجود الشيعي الإسماعيلي برمته هناك، أقر الأيوبيون – وهم من الأكراد السنة – للموحدين الدروز بمكانتهم كـ«أمراء حلقة»، أي «أمراء حرب»، على جبل لبنان لشغلهم ببسالة «خط الدفاع الأول» عن المشرق المسلم أمام غزو الفرنجة (الصليبيين). وفي حين تعرض الموحدون الدروز لاضطهاد كبير في شمال سوريا، تحديدا حلب وأنطاكية، على أيدي أتباع الخليفة الظاهر، ومنهم الدولة المرداسية، وهي دولة شيعية عربية أسسها بنو مرداس من كلاب من هوازن، فإنهم لم ينخرطوا فعليا بمواجهات مذهبية مع المحيط السني الكبير. بل بالعكس، قدرت الدولتان السنيتان الكبيرتان، المملوكية والعثمانية، دورهم القيادي في جبل لبنان واحترمتا امتيازاتهم، كذلك تعامل الدروز بحصافة عند تغير موازين القوى وانقلاب الدول فلم يقطعوا «شعرة معاوية» مع…
آراء
الأربعاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٤
تصريح مدير عام مصلحة الزكاة والدخل الأستاذ إبراهيم المفلح حول تحقق المصلحة نمواً سنوياً يقدر ما بين 15 إلى 20%. مشيراً إلى أن حجم دخل هذا العام الذي تبقى على نهايته شهران من الآن بلغ 25 مليار ريال وهو ما يساوي دخل المصلحة للعام الماضي، شملت 13.5 مليار زكاة و 11.5 ملياراً ضريبة. الدخل يعبر عن حجم النمو الاقتصادي والحقوق الملكية للشركات، وأيضا عن متابعة جيدة من مصلحة الزكاة على الشركات. أتناول الموضوع اليوم حول مبلغ "25 مليار ريال" والذي ينمو سنوياً بمعدل يفوق 15% إلى 20% وهذا يعني أن يكون مستويات النمو إيجابية ومستمرة، والسؤال هنا كيف "تستثمر" و"توظف" هذه المبالغ المالية، وحسب معلوماتي وما ينشر أنها تذهب لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، والتي ترعى الفقراء والمحتاجين والجمعيات الخيرية، وهذا مصدر تمويل كبير من الزكاة يذهب للوزارة التي توزع حسب أولوياتها وسياستها المالية التي تم إقرارها. ولكن لماذا يذهب كل المبلغ إلى الجمعيات والفقراء والمحتاجين، ولا يعني أنني ضد توزيع لهم ولكن القصد لماذا كل المبلغ يصرف؟ لماذا لا يكون هناك صندوق استثماري "كما هي السيادية" خاصة للوزارة يعاد استثماره، بصورة أفضل من حيث تنمية العائد لهذه الأموال وهذا هو الهدف الأسمى، فالصناديق الاستثمارية "الحسنة الاستثمار" نجدها لاعباً رئيساً حول العالم كالصناديق التقاعدية أو التأمينات، وهذا ما أتمنى أن يدرس…
آراء
الثلاثاء ١١ نوفمبر ٢٠١٤
سيمر وقت طويل قبل أن ينسى السعوديون جريمة الدالوة. لقد اختلفنا كثيرا وبحثنا عن كل المبررات الممكنة كي نرمي بعضنا بقلة العقل أو قلة الدين أو قلة العلم، وكل ما يستدعي الكراهية والتنافر. لكننا لم نتخيل أن تلك الجهالات ستفضي إلى مذبحة علنية كالتي جرت في الدالوة. خسرنا في هذه الحادثة الأليمة 12 مواطنا. وهذا ليس سوى الدفعة الأولى من تكلفة باهظة سنضطر إلى تحملها ما لم نعمل سويا على لجم السفه المذهبي الذي أوصلنا إلى الفجيعة. ربما نرمي الخارج بالمسؤولية عما جرى، لكن هذا لن يعالج علتنا. ربما نرمي تجار التغرير والفتن، لكن هذا لن يمنع تكرار الجريمة. ربما نجلد ذواتنا بالسياط، لكن هذا لن يغير المسار الذي أوصلنا إلى شواطئ نهر الدم. الذي يعالج العلة ويمنع تكرار الجريمة ويوقف الانزلاق إلى مستنقع الفتنة هو استراتيجية شاملة لتعزيز الوحدة الوطنية وتجريم دواعي الفتنة وأسبابها وكل ممارسة يمكن أن تشعلها أو تصب الزيت على نارها. خلال الأيام الماضية أعاد كثير من الكتاب وأهل الرأي التأكيد على دعوات سابقة لوضع قانون لتجريم الكراهية، شبيه بما فعلته دول كثيرة. هذه دعوة صادقة يجب أن تسمع. وإني لأعجب أن مجلس الشورى الذي يضم نخبة البلد لم يتخذ مبادرة بهذه الأهمية، مع أن جميع المواطنين ينتظرون منه ذلك، وقد تصدى لأمور أنفق فيها وقتا…
آراء
الثلاثاء ١١ نوفمبر ٢٠١٤
لم يطلب منهم أحدٌ أن يتدخلوا في حياة «بوسلوم»! كان بوسلوم يعيش حياته مرتاحاً وسعيداً على هامش الحياة كأي موظف بسيط وتقليدي، إلى أن هبت رياح الإبداع والنجاح على الجميع فجأة، صديقه الضابط يقول له: يا بوسلوم لِمَ لا تكمل دراستك فتقفز في السلم الوظيفي ويحسّ كتفاك بوزن النجوم عليهما؟! صديقه المدرّس يقول له: يا بوسلوم لِمَ لا تكمل دراستك وتعود إلى قريتك في مدرسة محترمة، وتريح ظهرك من وجع «ضرب الخطوط»؟! صديقه الإداري يقول له: يا بوسلوم لِمَ لا تكمل دراستك وتريح رأسك من مراجعي الكاونترات وقرف الزحمة في الصالات؟! أهل بيته يقولون له: يا بوسلوم لِمَ لا تكمل دراستك فيزداد معاشك وتملأ بطنك بأطايب الطعام الإيطالي في زيارتك الصيفية لها، وهكذا، فإن كل طرف من أطراف المجتمع كان يضغط على بوسلوم بجزء حميم من جسده، فأحدهم يذكره بكتفيه والآخر بظهره والآخر ببطنه ورأسه ورجليه! لم يطلب منهم أحد أن يتدخلوا في حياة «بوسلوم»! ورغم ذلك، فقد فعلوا حرصاً عليه، ولأن بوسلوم مثلي ومثلك، لا يستطيع النوم قبل أن يفكر في كثرة الكلام الذي قيل له، ولأن بوسلوم فعلاً يريد أن يطور من نفسه، ولأن بوسلوم مثلي ومثلك يحب «الخردة»، فقد قرر أن يخوض التجربة ويطور نفسه، ونام وهو يحلم بغدٍ أفضل له، ولجميع أجزاء جسده المذكورة أعلاه! لم…
آراء
الثلاثاء ١١ نوفمبر ٢٠١٤
بعد كل حادثة لدينا تخرج كلمة "مثيرو الفتنة"، تُستخدم هذه الكلمة المواربة؛ لتشير بشكل قد يضيق، فتعني بوضوح أشخاصا نفذوا عملا تخريبيا، كحادثة الأحساء مؤخرا، وقد تتسع حتى تدخل فيها شخصيات ذات ثقل ووزن وجماهيرية، دون إدانة أو إجراء تصحيح جاد للخطاب، ولنفترض مثلا أن هناك ستة أسئلة أساسية، يمكن من خلالها رسم تلك الشخصية التي صنعت وتصنع "الفتنة"، ومن حين لآخر تحاول أن تثير المجتمع ضد نفسه، وضد بعضه البعض، وهي أسئلة بسيطة، جميعها تبدأ بـ"من؟"، وتنتهي بـ"لماذا؟"، وما دام أنه ليس هناك عمل كاف وحازم لتغيير الأفكار، فهي بلا ترتيب من حيث الأهمية: - من الذين يقفون ضد أي عملية تطوير في قطاع التعليم؟ ولماذا؟ - من الذين يناهضون برنامج الابتعاث ولا يتركون فرصة ولا حادثة إلا ويحاولون استغلالها لتعطيله؟ ولماذا؟ - من هم الذين يستعدون وجود وحقوق آخرين غيرهم "مذهبيا، أو فكريا" في الوطن؟ ولماذا؟ - من الذين يغضبهم أي قرار يصب في توسيع حقوق المرأة وتعليمها وعملها وأهلياتها القانونية والاجتماعية كافة؟ ولماذا؟ - من الذين يربكهم مشروع تطوير القضاء وهيلكته وتقنينه؟ ولماذا؟ - من الذين يُجن جنونهم عند أي خطوة باتجاه ضبط وتنظيم دور هيئة الأمر بالمعوف والنهي عن المنكر؟ ولماذا؟ يمكنك أيضا أن تضيف عشرات الأسئلة كهذه، التي هي جميعها، وفي النهاية، تنويعات وإعادة صياغات،…
آراء
الثلاثاء ١١ نوفمبر ٢٠١٤
... وفعلهم كذلك. هم صخب الطلاب في الفسحة إلى أن تسكتهم صفارة المعلم، فيتبخّرون مثل فقّاعة صابون. لا أعرف سبب اعتقال محمد العريفي، لكن ملايينه الـ 10 ذابوا كأنهم سراب، حتى ليشك المرء في اعتقاله، لأن الصبيّ حمزة كشغري نال اهتماماً يفوقه مراراً، بل إن نجوم الصحوة، على رغم ضجيجهم، صمتوا كأنما تلبّستهم حال البيات، أو كأن العريفي من سكان بورتويكو. لا لومَ على «تابعي» العريفي، لأنهم قد يكونون حسابات وهمية تدار مركزياً، فلما وجدت صاحبها اختفى شلّها الصمت، لكن ما سبب سكوت الأصوات الفعلية التي كانت ترفع النبرة عالياً وتهدّد بالويل والثبور وتتفاخر بكثرة الإعادات لتغريداتها؟ ألا تثق بقوة تأثيرها وحضورها وتراهن على سطوتها أم أن الوهم واحد؟ قبل انتخاب السيسي رئيساً لمصر، ابتكر «الإخوان» وسماً بذيئاً ضده، قالوا إن التغريدات فيه جاوزت البليون، لكن المصريين انتخبوا السيسي وهاهو يمضي بمصر في طريقها من دون منغّصات سوى عمليّات جبانة، مثل حرق محوّلات الكهرباء أو محاولات تفجير محطّات «المترو»، بينما بقي البليون تغريدة حبيس مكاتب «الإخوان» وموظفيهم ومموليهم. سحبت الكويت الجنسية من نبيل العوضى، فاحتقن «تويتر» ولم تمضِ أيام حتى نسيَه الناس، ولعله يتفحص الموقع فيجد هاجسه «خناقة» أحلام وشمس، أما هو فلا يرد له ذكر إلا عرضاً. قالوا إن مواقع التواصل الاجتماعي هي صوت الناس المحبوس المتمرّد على الرقابة…
آراء
الثلاثاء ١١ نوفمبر ٢٠١٤
الحادثة الإرهابية التي استهدفت مواطنين أمنيين في منطقة الأحساء من قلة تدَّعي الإسلام قد أصاب الغيورين على أمن وطننا ومجتمعنا بالألم والفجيعة، فعزاؤنا لإخوتنا ممن فقدوا أقاربهم وأهلهم في تلك الحادثة الإجرامية، ولا ننسى من فُقدوا من رجال أمننا جراء العلميات الأمنية التي قامت بها الأجهزة في مناطق من بلادنا الحبيبة. باعتقادي أننا يجب أن نواجه الحقيقة ونعترف بأننا نعاني من مشكلة، وهي قضية التشدد والغلو الفكري لدى بعض مكونات مجتمعنا وادعاء بعض هذه الفئات أنها هي من تمثل الإسلام الحقيقي وأن غيرها قد ضل الطريق القويم، والمتابع لمشهدنا المحلي يلحظ درجة الغلو والإقصاء للآخر منذ نحو 30 عاماً، وقد تكون لحركات الإسلام السياسي أو ما يسمى «الصحوة» دور في هذا التأجيج، وهدفها -للأسف- ليس الدفاع عن الإسلام الوسطي، كما تدعي، ولكنها تستغل الإسلام؛ لتحقيق أهداف سياسية، وخطاباتها خدعت الكثيرين من أبناء وطننا الذين تأثروا بتلك الحقبة، وكلنا يتذكر مرحلة أفغانستان وما جرَّته علينا من ارتدادات إرهابية، وقد يكون للجانب السياسي أخطاؤه في ذلك الوقت، ولكن الجانب الديني الذي خلق مفهوم الجهاد المنفلت من تنظيم القاعدة وأخواته وغرر بالشباب السعودي في بؤر الصراع، من دون إذن ولي الأمر، والغريب أن موجة الإرهاب التي نفذتها «القاعدة» في بلادنا استهدفت بعض المنشآت الحكومية، إضافة إلى عمليات القتل لغير المسلمين والمعصومين في بلادنا…
آراء
الثلاثاء ١١ نوفمبر ٢٠١٤
الشعوب بطبيعتها وبفطرتها تتوق إلى التوافق والمحبة والسلام، ولكن هناك أحيانا من يريد أن يجرها إلى الصراعات بمختلف أشكالها العنصرية والطائفية والمذهبية. السعودية منذ أن أنشأها الملك عبد العزيز بن سعود - رحمه الله - وهي بلاد التآخي والتعاضد، وتتمتع جميع الطوائف فيها بالمساواة والعدالة الاجتماعية، فالذي وحد الجزيرة العربية المترامية الأطراف أسسها على هذه الثوابت والمبادئ والقيم الإنسانية؛ قيم الإسلام السمحة، وهي فوق ذلك بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي، ومصدر الأمن فيها دعوة سيدنا إبراهيم؛ إذ قال تعالى: «وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا وأجنبني وبني أن نعبد الأصنام». بيد أن بعض الجماعات نشأت على الكراهية والحقد فيما بينها وبين الجماعات الأخرى، وهي موجودة في كل المجتمعات البشرية. بالنسبة للسعودية فهي لم تعرف الإرهاب إلا في السنوات الأخيرة بظهور «القاعدة» وغيرها من الجماعات الدينية المتطرفة، وكان هناك مصدر خارجي للإرهاب في السعودية، وخاصة في موسم الحج عندما عملت بعض الدول على تسييس الحج؛ ولذا فالإرهاب ليس شيئا متأصلا في السعودية، ولكنه مستورد وكل مستورد مآله إلى الزوال. الأحداث الطائفية الإرهابية التي حدثت في الأحساء مؤخرا ليست من طبيعة أهلها، ولكن من أفراد عائدين من بعض الدول التي تحتضن الإرهاب، وبالمقابل، ومما يؤسف له، أن الخطاب الديني، ليس في السعودية فقط، ولكن في معظم الدول الإسلامية، تميز بالتحريض…
آراء
الثلاثاء ١١ نوفمبر ٢٠١٤
الرئيس الأميركي باراك أوباما متحمس لبدء تاريخ جديد مع إيران، وإعادة العلاقة الجيدة مع طهران التي كانت حليفا مهما في عهد الشاه حتى سقوطه. ولهذا يلتقي الأميركيون والأوروبيون مع الوفد الإيراني في العاصمة العمانية في سباق زمني للتوصل إلى حل لطموح النظام الإيراني النووي. ولنا، في منطقة الشرق الأوسط، مع هذه المفاوضات إشكالات جدية؛ أولها السرية! فقد تعمدت إدارة أوباما التكتم على اتصالاتها مع طهران ومفاوضاتها، حتى عن حلفائها الإقليميين. وهو أسلوب يخالف نهج الولايات المتحدة في اتصالاتها، مثل مفاوضاتها مع كوريا الشمالية؛ حيث شاركت الدول المعنية في المنطقة الأسرار والقرار، فأدخلت الغرفة كوريا الجنوبية، واليابان، والصين، وروسيا، مع وفد الولايات المتحدة. أما في مفاوضاتها مع إيران فقد أغلقت الباب في وجه دول حليفة ومعنية مباشرة، مثل مجموعة دول الخليج، وتركيا، ومصر، وكذلك إسرائيل. وثانيها أن ما صدر عن الإدارة الأميركية من تطمينات بعدم تقديم تنازلات اتضح أكثر من مرة عدم صحته، وكان آخرها تنازلها عن موقفها بألا يسمح بأكثر من 500 جهاز طرد لنجد أنها قبلت بـ1500. إضافة إلى سلسلة تنازلات قدمتها واشنطن في مجال المقاطعة والأموال المجمدة. وثالثها ما تحدث به الإيرانيون عن مطالبهم بأن يسمح لهم بمد نفوذهم في المنطقة. ومع أن واشنطن تنكر أنها ستقبل بمثل تلك الشروط، فإن في المنطقة تشككا في أن تترك إيران…
آراء
الإثنين ١٠ نوفمبر ٢٠١٤
إما أن يصفي الشيعة السنة أو أن يصفي السنة الشيعة. المطلب الجذري الأقل إما أن يهدي الشيعة السنة إلى مذهبهم، أو أن يهدي السنة الشيعة إلى مذهبهم. كلتا الحالتين تتطلب على الأقل حرباً تستمر أكثر من ألف سنة مع نتائج غير مضمونة. من الجنون أو السخف أن يضع أي إنسان هدفا من هذا النوع ويقاتل من أجله. ولكن من لا يملك هدفا على هذا المستوى ويستمر في الشحن الطائفي ليس سوى إنسان معتوه. فهو يشعل حربا لا هدف لها ولا نهاية. ما الحل؟ الحل في ظني أن نبدأ في التفريق الصريح والقانوني والعقلاني بين السعوديين وبين غيرهم من الشعوب العربية أو المسلمة لا من حيث العقيدة بالطبع ولكن من حيث المدى القانوني. يتوجب علينا أن نفرق بين السنة السعوديين والسنة غير السعوديين، والشيعة السعوديين والشيعة غير السعوديين. أي صراع بين السنة والشيعة لا يكون له اعتبار إلا إذا كان بين سعوديين. إذا لم نضع حدا للخلطة الدولية سوف تبتلعنا الدوامة الصاعدة في المنطقة. لماذا يتحمل شيعة السعودية أو سنة السعودية شتائم شيعة أو سنة البلدان الأخرى؟ ما هي مسؤوليتي القانونية كمواطن سعودي عن رجل عراقي أو كويتي أو باكستاني أو من أي بد آخر شتم السنة أو الشيعة أو أساء لرمز من رموز أي من الطرفين. لماذا نسمح لشيخ سعودي…