آراء
الخميس ٠٦ نوفمبر ٢٠١٤
تعاني الكثير من بلدان العالم من هدر في الموارد بسبب سوء الاستخدام أو المبالغة فيه، فالهدر في كمية الغذاء عالمياً على سبيل المثال تصل إلى 30% يمكن من خلال توفيرها إطعام 800 مليون جائع في بلدان العالم الفقيرة. وتعاني بلدان منطقة الخليج العربي من الهدر على أكثر من مستوى، علماً بأن هذه البلدان أشد حاجة للحفاظ على الموارد وحسن استغلالها بسبب الارتفاع المستمر في الطلب عليها، إلا أن الهدر الأكبر يتمثل في الاستهلاك المفرط للطاقة ومصادر المياه والتي تعتبر الأعلى بين بلدان العالم. ويعود ذلك إلى العديد من الأسباب، يأتي في مقدمتها رخص أسعار الكهرباء والوقود والمياه المدعومة بصورة كبيرة في مجتمعات تتمتع بمستويات عالية من الدخل، وهو ما يشجع على عدم اكتراث المستهلكين بحجم استهلاكهم لموارد غير متجددة وتكلف موازنات دول المنطقة مبالغ كبيرة ناجمة عن الدعم الشامل للأسعار. لقد اعتاد السكان على هذا النمط من الاستهلاك، والذي استمر لعقود طويلة، إلا أن استمراره أصبح محل تساؤل بسبب التغيرات في سياسات الطاقة وتوجهات دول المنطقة لإعادة النظر في هيكلية موازناتها السنوية، بما في ذلك إعادة ترتيب سياسات الدعم لتصل إلى مستحقيها من جهة ولتخفيف الضغط على النفقات العامة من جهة أخرى. ودول المنطقة محقة في انتهاج مثل هذه السياسات الإصلاحية في مجال ترشيد الاستهلاك، والذي يأتي لدعم نهج التنمية…
آراء
الخميس ٠٦ نوفمبر ٢٠١٤
كارثة أن يصبح القتل وسيلة تستخدم لمجرد الاختلاف في الفكر أو العقيدة أو الدين. وما حادثة الأحساء قبل يومين وأفعال تنظيم داعش في العراق وسورية، وقبل ذلك ما كان يحدث في بعض البلدان من تفجيرات من قبل منتمين إلى مذهب ما في أماكن دينية لمن ينتمون إلى مذهب آخر. المسألة يصعب حلها كما يبدو من التطورات عبر السنوات الماضية، فهؤلاء القتلة غابت عقولهم وحفظوا درسا واحدا هو تصفية المختلف الذي لا يتفق كليا مع أفكارهم المتطرفة. القضية ليست فكرية، لأن من يحمل فكرا مستعد لتقبل الحوار، والفكر يعني أن العقل يفكر في ما يتلقاه أو يطلع عليه، غير أن عقول هؤلاء القتلة توقفت عن العمل، وثبتت على نقطة واحدة تم استسهال القتل عبرها. فما فعله المجرمون في الأحساء يشبه في جوهره تماما ما يفعله "الدواعش" من قطع رقاب وعمليات إعدام وقتل وتمثيل بالجثث، فالاختلاف هو السبب الرئيس لتبرير إنهاء حياة إنسان، وهذا ما لم يرد في السيرة النبوية الشريفة، وما لم يذكر في القرآن الكريم. أما المبررات التي يستند عليها القتلة فلا أسس لها ولا تتجاوز كونها انحرافا في العقل البشري من حالته الإنسانية إلى صورة دموية في منتهى البشاعة. لا منطق مثلا لدى "داعش" قبل أيام في إعدام طبيب سوري لعله لم يرق لأحد "الدواعش" فاتهمه بالردة، وصدر عليه…
آراء
الخميس ٠٦ نوفمبر ٢٠١٤
بإجماع مختلف الأطراف بمن فيهم فريق المراقبين الأوروبيين، فإن الانتخابات البرلمانية التونسية كانت نزيهة وشفافة، وإن لم تخلُ من بعض التجاوزات التي لم تؤثر على مجراها أو شرعيتها. من هذا المنطلق فإن من حق التونسيين أن يسعدوا بتمكنهم من عبور امتحان ثاني جولة انتخابية منذ اندلاع ثورتهم التي أطلقت ما عرف بـ«الربيع العربي». كثيرون اعتبروا الانتخابات شهادة نجاح للديمقراطية التونسية الوليدة، أو شهادة احتضار للأحزاب الإسلامية بعد إسقاط حكم الإخوان في مصر و«هزيمة» النهضة في تونس. آخرون اعتبروا أن رد فعل قيادة النهضة وتقبلها لحكم الناخب، يجعل تونس مثل تركيا في تقديم نموذج لإمكانية تكيف الأحزاب الإسلامية «المعتدلة» مع الديمقراطية. التجربة التونسية تستحق بلا شك قراءة ونقاشا مثلها مثل التجربة المصرية أو التجارب الأخرى في المنطقة على اختلافها من السودان إلى اليمن، ومن الأردن إلى المغرب، ومن الكويت إلى فلسطين وذلك في إطار محاولة فهم «ظاهرة الإسلام السياسي» وإيجاد حل لكيفية التعامل معها بعدما باتت الأحزاب والحركات التي تتدثر بالدين، وتحاول فرض وصايتها عليه وفرض نهجها على الناس، تؤرق المنطقة سواء تدثرت بثوب الاعتدال أو التطرف. نجاح الانتخابات الأخيرة لا يعني أن تونس تجاوزت مرحلة الخطر وامتحانات مرحلة الانتقال؛ فالديمقراطية لا تعني فقط صناديق الاقتراع وإلا لكانت هناك أنظمة ديكتاتورية بامتياز تزعم الديمقراطية لمجرد أنها تنظم انتخابات. وهي أيضا لا…
آراء
الخميس ٠٦ نوفمبر ٢٠١٤
كتب الأستاذ طارق الحُميد، رئيس تحرير «الشرق الأوسط» الأسبق، يوم الثلاثاء قبل الماضي، على هذه الصفحة يقول ما معناه، إن وزارة الإعلام أهم من أن تُترك في التشكيلة الحكومية اليمنية الجديدة، لحزب المؤتمر الشعبي، الذي يقوده الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وإنها لا بد أن تكون وزارة سيادية يختار الرئيس هادي منصور وزيرها بنفسه، بحيث يكون وزيرها الجديد شخصا منتميا في عمله لليمن فقط كدولة وكوطن، لا لحزب هنا أو هناك، ولا حتى لرئيس سابق كان سببا بسياساته فيما انحدر إليه اليمن الآن. من جانبي، أوافق الأستاذ الحُميد على رأيه تماما، وأراه محقا بنسبة مائة في المائة، فيما ذهب إليه، وأتمنى لو ينصت الرئيس اليمني إلى هذا الرأي، وأن يأخذ به في أقرب فرصة، لأن اليمن في أيامه المقبلة لا يحتمل إعلاما يفرق، ولكنه في حاجة حقيقية إلى إعلام يجمع شتات ما كان الرئيس السابق قد بعثره! إذ ليس من المعقول أن تكون السلطة في صنعاء التي تكتوي هذه الأيام بحصيلة سياسات صالح، على موعد، مرة أخرى، مع سياسات له ولحزبه، سوف يروجها قطعا، إذا ما بقيت «الإعلام» في حوزته.. ليس معقولا.. لأنه إذا كان لليمن أن ينعم بشيء من الاستقرار.. شيء فقط.. فلن يكون هذا، إلا بأن يبتعد الرئيس السابق عن الصورة كليا، لا أن يكون حاضرا، فضلا…
آراء
الخميس ٠٦ نوفمبر ٢٠١٤
في ست مدن سعودية طاردت قوات الأمن خلايا إرهابية مرتبطة بجريمة الهجوم على حسينية في قرية بالأحساء التي توفي فيها سبعة مواطنين. في المطاردة سقط رجلا أمن، أحدهما سبق أن أصيب في مواجهات مع إرهابيي «القاعدة» في نفس المنطقة، القصيم، عام 2005! كيف يعيد التاريخ نفسه؛ التطرف الفكري ينجب الإرهاب، والمدنيون العزل يسقطون من جديد قتلى، والبلاد تصبح في قلق من عودة الإرهاب، ومن نجا من رجال الأمن في الحرب الماضية يقدر لأحدهم أن يموت في الحرب اللاحقة. الإرهابيون لا يولدون إرهابيين، إنهم ضحايا مدارس التطرف بمعناها الواسع، أي الثقافة المحلية، والعجز عن المواجهة، وخلل في الأنظمة، وضعف في القضاء. فعدد من القتلة كانوا موقوفين وأطلق سراحهم لأن هناك من تبرم من احتجاز المتهمين، رغم انخراطهم في مجتمع التطرف. تزايد الفكر المتطرف، لأن الحبل ترك على الغارب، فكبرت دائرة المؤمنين به، حتى صار يخيل أننا نعيش وسط تنظيم داعش وقد عشش في كل مكان، واستلب فكر أقلية كبيرة، وأصاب الخوف الأغلبية، وصارت تخشى مواجهته، صارت تخاف على نفسها وأبنائها ومستقبلها، ومن الحي الذي تعيش فيه. إنها حالة تذكرني بمسلسل «ووكينغ ديد»، WALKING DEAD، عندما تجد القلة الناجية السجن خير مكان تحتمي فيه من الوحوش الآدمية. الوحوش الآدمية تزداد عددا وعملا ووحشية، وتبقى مواجهتها مسؤولية الدولة. ما مصير الشباب الذين يتركون…
آراء
الأربعاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٤
تعكس الأحساء صورة نموذجية في التنوع الثقافي والديني، إذ تجد في داخل هذه المدينة العريقة الأسر والبيوتات التي قد تختلف في المذهب، لكنها تتفق في محبتها لدينها ومليكها ووطنها. هذا النموذج يختزل القصة العبقرية التي صاغتها وحدة هذه البلاد الشامخة، من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها. عندما وقعت جريمة الأحساء البارحة الأولى، تداعت الأصوات الحاقدة، تريد استغلال هذه الجريمة المنكرة من العقلاء. لكنها وجدت حائط صد قويا من كل الأطياف. المشهد بالأمس جاء ليعكس حرصا ودأبا لدى الأكثرية العاقلة، إذ بادرت باستنكار الجريمة، والتأكيد على ثقتها بوزارة الداخلية ورجالها الوطنيين. وكان هؤلاء الرجال عند حسن الظن بهم، إذ لم تمر ساعات على الحادثة حتى أطل المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية ليعلن عن عملية أمنية متزامنة في عدة مناطق أسفرت عن ضبط المتورطين في هذه الجريمة. هذا التعاطي المسؤول مع الحادثة، واكبه تعاط مسؤول من النخب والمواطنين الشرفاء في الأحساء وفي بقية مناطق المملكة العربية السعودية، إذ وقفوا بالمرصاد، لكل متربص أراد استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الكراهية والتشفي والتحريش. بيان هيئة كبار العلماء والكلمات الحصيفة التي صدرت من رموز في المجتمع السني والشيعي، كانت محصلتها النهائية: نحن بخير، ونحرص على هذا الوطن، ولن نسمح لأي كان أن يخرق السفينة ويهدد سلام وأمان المجتمع. نحتاج في هذا الوقت، أكثر…
آراء
الأربعاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٤
روى أحدهم قبل سنوات، وهو إنجليزي مقيم في الإمارات، أنه بعد رحلة طويلة بالطائرة، وصل إلى بيته في الثالثة فجراً، وبينما كان يضع المفتاح في قفل الباب سمع هَمْهَمات حصان واقف إلى جانبه. فزع من مكانه؛ فسمع ضحكة رجل يقول له بالإنجليزية: «لا تقلق.. إذا كنتَ صاحب المنزل فأهلا بك».ولما أمعن النظر اكتشف أن صاحب الحصان كان شُرطياً يدور في الحيّ للتأكد من أن كل شيء على ما يرام. وعندما سأله عن سبب استخدامه الحصان وليس السيارة، أجابه أن الحصان يستطيع الدخول في الأزقة الصغيرة وبهدوء، مما لا يزعج الناس وهم نيام، ويساعد الشرطة على مسح الأماكن المكلفين بحراستها، بسهولة أكبر. ثم ختم الإنجليزي حديثه بقوله: «أشعر بالأمان هنا أكثر من أي مكان آخر». إن مفهوم العدالة شاسع، بعكس ما يظن كثير من الناس، فهو غير محصور فقط في تطبيق القوانين بحذافيرها والمحافظة على الحقوق، بل يمتد ليشمل التنمية، وكرامة الإنسان التي تتفرع منها حقوقه، وأمنه، وفُرصته لتحقيق ذاته وطموحاته في الحياة، وهذا أنبل ما فيها. فعندما ينام الإنسان آمناً، ويسير في الطرقات دون أن يخشى أحداً، ويعرف أن حقوقه مكفولة بالقانون، ومشاريعه تكبر بجهده وبذله، لا بالرشاوى والعلاقات الشخصية، وعندما يشعر بأن أبواب الفرص مفتوحة ليكون ما يريد، ويحقق المستقبل الذي ينشُد لأبنائه وأسرته، فإنه يتفيّأُ ظلال العدالة بأجمل…
آراء
الأربعاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٤
عشر سنوات مضيئة، مرت على تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، مقاليد حكم دولة الإمارات العربية المتحدة، هي في عمر الشعوب والدول، لحظة عابرة، لكنها في عيون الشعب الإماراتي، سنوات مباركة حافلة بإنجازات عظمى ونجاحات كبرى، حققتها القيادة الحكيمة. حكيم العرب وأحد عظماء قادة العالم، الشيخ زايد، رحمه الله تعالى، أسس دولة الاتحاد على دعائم قوية من (روح الاتحاد) والتعاون والتكامل، ورسخ قيم المحبة والتسامح وحب الخير وقبول الآخر والتعايش البناء ونبذ التطرف والكراهية في المجتمع الإماراتي، ووضع الأسس المتينة للتنمية المستدامة، أساسها النهوض بالإنسان الإماراتي وتأهيله للبذل والعطاء وخدمة الوطن، وحقق، رحمه الله تعالى، منجزات عظمى باقية محل فخر الإماراتيين، وجعل من دولة الإمارات مقصداً ونموذجاً للمجتمعات والشعوب، ليأتي صاحب السمو الشيخ خليفة من بعده، فيحمل الأمانة ويتولى المسؤولية ويستكمل المسيرة على هدي وبصيرة وليكون (خير خلف لخير سلف). قاد، حفظه الله تعالى، الدولة بحكمة واقتدار وتفانٍ في الإخلاص من أجل رفعة وتقدم دولة الاتحاد، وضمان أرقى مستويات المعيشة الكريمة لشعبها من المواطنين والمقيمين، لينعموا بأجواء آمنة، مستقرة، تسودها مشاعر المحبة والتسامح والسعادة والرضا – كما أظهرتها استطلاع الاتحاد مؤخراً - لا حاجة للحديث عن الإنجازات التي تحققت خلال هذه السنوات، إذ لا يسعها المقال، لكن (ثمار) هذه الجهود المباركة، هي التي تتحدث عن…
آراء
الأربعاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٤
عظم الله أجركم جميعا وعظم أجر الوطن في دماء إخوتنا وأبنائنا الذين سالت دماؤهم البريئة غدرا في الأحساء، ونسأل الله أن يرحم الموتى ويشفي المصابين ويلهم عائلاتهم الصبر على مصيبتهم، وبإذن الله لن يفلت مرتكبو هذه الجريمة النكراء من قبضة العدالة بعد أن أطلقوا النار على صدر الوطن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه. ** رصاص الإرهابيين اختار لجريمته توقيتا لئيما يستحي من استغلاله حتى الشيطان.. ذكرى عاشوراء أقذر توقيت يمكن اختياره لإشعال الفتنة.. ولكن نحمد الله أن الرصاصات الخائنة اختارت المكان الخطأ.. ففي الأحساء نخلة تسامحنا وتعايشنا وتآخينا.. وقد أصبح تنوعهم جزءا من ثقافتهم لذا هم ليسوا بحاجة لنصائح عن التسامح والقبول بالآخر.. بل هم مدرسة في هذه القيم منذ قديم الأزل. ** الخطر ليس في المكان بل في اللامكان.. حيث التحريض العلني والإشاعات التي تتسلل من فتحات النوافذ الرقمية.. البضاعة الطائفية البغيضة أصبحت رائجة اليوم في كل الأسواق.. نحن الباعة والمشترون في ذات الوقت.. نحن الذين يمكن أن نبيع الجهل والتعصب ونشتري التسامح والرخاء ونحن الذين يمكن أن نفعل العكس لا قدر الله.. والعاقل من اتعظ بغيره!. ** الموقف الوطني والإنساني ضد الإرهاب والطائفية الذي يجب أن يقفه أي مواطن أكبر من تلخيصه في شعار براق في شال كتب عليه (لا للإرهاب والطائفية).. وهو أيضا أبعد…
آراء
الأربعاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٤
كلنا نتوق بشغف إلى تعديل الأوضاع «المائلة» للبيت الذي بجوارنا. كلنا نسعى جاهدين لإصلاح أحوال إخواننا وجيراننا وأقاربنا وزملائنا في العمل، بل وحتى المشاة في الشوارع نودّ لو نستوقفهم لنقول لهم عن العيب الذي رأيناه فيهم. نريد أن نصلح خدمات الحيّ الذي نسكنه ومؤسسات الدولة التي ننتمي إليها ومنظمات الكون الذي نعيش فيه. كلنا منشغلون بإصلاح هذا العالم الكبير، إلى درجة أننا منشغلون بهذا الهم عن إصلاح عالمنا الصغير.. أنفسنا! نقرأ الآية الكريمة: «إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم»، لكننا نفهمها هكذا: حتى يغيّروا ما بغيرهم! نقرأ المقالات المؤثرة ونسمع الخطب الرنانة لأولئك الذين يتطلعون إلى نهضة الأمة من كبوتها وإصلاح فسادها، لكن لا تفتش عن السلوكيات الشخصية للكاتب أو المتحدث، إذ لن تجد فيها ما يشي بأنه إنسان نهضوي/ إصلاحي حقيقي. أيها النهضوي/ الإصلاحي: كيف تريد من الأمة/ الدولة أن تقيم مبادئ العدل والمساواة وأنت لا تقيمها في بيتك وعملك، ولا تربي أبناءك عليها؟ كيف تريد من الأمة/ الدولة أن تكون صادقة معك ولا تغشك بقراراتها الملتوية ثم تبيح لنفسك أنت أن تغش من استطعت في بيع أو شراء.. وتسمي ذلك شطارة؟! كيف تريد من الأمة/ الدولة أن تعمل بجد وصدق من أجل النهوض بالبلاد فيما أنت لا تعمل بجد وصدق من أجل النهوض بالمؤسسة…
آراء
الأربعاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٤
الأحساء واحة نخيل متسامحة، تحيط بها الرمال من جهاتها الأربع، وكأنها بهذا التكوين صنعت حضناً للحياة وسط الموت الصحراوي، بحسب ما يعرفها «ويكيبيديا»، وما يقوله أهلها عنها. إنها مدينة التسامح والتعايش التي تختار الحياة على الموت. إنها مدينة العيون المتدفقة بماء الحياة. ما حدث ليل أمس في قرية الدالوة في محافظة الأحساء (شرق السعودية) جريمة فظيعة شنيعة مؤسفة، توجب على أبناء المملكة من كل الشرائح والطوائف والمذاهب التلاحم والتعاون والتكاتف، لدحر المجرمين والمتربصين والمغرضين والمزايدين، الذين يسعون إلى زعزعة استقرار بلادهم، وخرق سفينة وطنهم وأمنه ونسيجه الاجتماعي والثقافي. كما يجب علينا جميعاً العض بالنواجذ على الوحدة الوطنية، ونبذ كل ما يثير الفتن والبغضاء، والابتعاد عن الحزبية والطائفية والنعرات الجاهلية، التي تفرّق ولا تجمع، وجعلت بلداناً حولنا في أوضاع أمنية مأسوية، وأهلها ما بين لاجئين ونازحين أو متقاتلين متحاربين. يتوجب على كل شرائح الوطن استشعار المسؤولية التاريخية، فالإرهاب أخطبوطي، يسعى لتفكيك المجتمع وإثارة الأحقاد بين مكوناته، وأن يشارك الناس بفاعلية لصون الوطن، ويكونوا شركاء في الحفاظ على أمنه، في مقابل تحمل الدولة لمسؤولياتها نحو محاسبة كل محرّض ومهيّج ومبرّر، ممن يحاولون التعبئة والتحشيد، سواء على المنابر التعليمية والدينية أم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأغلبهم من التكفيريين أو المؤدلجين أو من جماعات الإسلام السياسي أو من الرعاع المفتونين بهم وبسلوكياتهم الإجرامية. كما…
آراء
الثلاثاء ٠٤ نوفمبر ٢٠١٤
بكل وضوح ومكاشفة: عجزت أن أفهم من أين تستورد وزارة العمل أنظمتها وبرامجها المتتالية للسعودة وتوطين الوظيفة؟ أحيانا أقول لنفسي إن وكلاء الوزارة يقضون إجازة الصيف في ورش عمل بالسويد أو فنلندا، وأحيانا أخرى أشك أن مدراء العموم كانوا في بعثة لدورة تدريبية في الصومال أو موزمبيق. آخر الطوام التي لم أستطع فهمها من كتاب (القواعد) المطبوع لدى وزارة العمل، هو نظام (أجير) الذي استحدثته الوزارة الموقرة لتوظيف وتسكين من أسمتهم بالمرافقين للوافدين على وظائف تعليمية للقطاع الخاص. إما أنني غبي في قراءتي للواقع المر لعشرات الآلاف من الجنسين الذين يشحذون أي وظيفة، وإما أن الوزارة بلغت حد ذكاء (الصقر) وهو ينظر للأرض ووقائعها من فوق السحابة السابعة. بصراحة: عجزت أن أفهم. الوزارة التي أطلقت نظام (أجير) من أجل عيون نصف مليون مرافق لمقيم وافد هي ذات الوزارة التي تدفع شهريا رواتب أكثر من مليون سعودي على (حافز). الوزارة التي تتباكى على ظروف نصف مليون مرافق، ثم تطلق لهم نظام (أجير)، هي ذات الوزارة التي تدرك تماما وعبر سجلاتها وإحصاءاتها، أن لدينا 150 ألف خريجة جامعية تربوية لا عمل لديهن سوى المشاوير ما بين (الكنبة) والمطبخ. بصراحة: عجزت أن أفهم. الوزارة التي أطلقت نظام (أجير) من أجل عيون زوجة (كومار) وأخت (بيار) ووالدة (المتولي والشاذلي) هي ذات الوزارة التي تعرف…