آراء

آراء

تقاسيم (أعيدوا النظر في رياضتنا!)

الثلاثاء ٠٤ نوفمبر ٢٠١٤

الشارع السعودي الرياضي لم يكن عادياً الأسبوع الماضي، وليس عادياً كذلك في مداولات الأعوام الماضية، لكن المؤشر في الأسبوع الأخير ارتفع عن السقف الطبيعي للطرح والتناول، لتكتشف بمعية هذا الارتفاع ومع الخروج الحاد عن مسار العقل أن الرياضة المحلية تذهب لمنعطف لا يطمئن مطلقاً، وتلمس بالأدلة القاطعة أن الحدود المتعارف عليها للتشجيع والتعاطف والاستمتاع ذهبت إلى ما هو أبعد وأفظع من مفردات التشكيك والاستهزاء والتشنج والرمي بالتهم والإسقاطات والتصرفات الخارجة عن حدود الأدب والوعي. عرفنا أن الرياضة هي المساحة المحلية المتاحة للمتعة والفرجة، وكرة القدم سيدة هذه المساحة والعابثة بالقدر الأكبر منها، ومنذ أن انحرفت عن مسارها في مشهدنا السعودي استعصت علينا البطولات ومنصات التتويج وميداليات الذهب، وذاك ناتج طبيعي متوقع للهبوط الرياضي العام في العقول واتكائها على التعصب والاحتقان والتشنج «الأهبل». لكم أن تتخيلوا أن تقدمنا مباراة رياضية بهذا الشكل الهزيل، وتحولنا لبالونات قابلة للانفجار، وتفرز لنا من الاحتقان ما لم يمكن أن يفرز إلا من طريق الفعل الرياضي وبوابة المستديرة، من مباراة واحدة خرج لنا من يفتي ويصنف ويلعن ويشتم ويدعي وينذر، وفي المقابل كان هناك من يتوعد ويصلي ويقسم ويطلق ويتصدق، أي هراء نذهب له؟ ومن حشر الجيل المهووس بالرياضة في زاوية ضيقة وملتهبة تغيب عقلها تماماً وتستدعي لوازم الكراهية والتصنيف وبناء الولاء الوطني على الانتماء الرياضي.…

آراء

المنطقة إذ تمضي نحو الفرز المطلق

الثلاثاء ٠٤ نوفمبر ٢٠١٤

تتضافر الأسباب والعوامل التي توحي أنّ المنطقة العربيّة إنّما تتّجه نحو فرز مطلق لا تجاوره أيّة مساحة من مساحات الاشتراك والتواصل. وبلوغ فرز كهذا إنّما يتّسم بسمات في عدادها انتقال النزاعات من نزاعات هدفها الاستحواذ إلى أخرى هدفها التدمير. وهو ما يعبّر عنه التمييز الإنكليزيّ بين civil wars وuncivil wars. كذلك يتعفّف الصراع، في ظلّ الفرز المطلق، عن كلّ سياسة، بحيث لا يعود الخصم راغباً في تفتيت جبهة خصمه وفي كسب ما يمكن أن يكسبه منها، بل يصير مهتمّاً فحسب بتوحيد الخصم في مواجهته. وغنيّ عن القول إنّ قوى حادّة في لونها الدينيّ أو المذهبيّ، كـ «داعش» و «النصرة» و «حزب الله» والحوثيّين، أدوات نموذجيّة في إحداث فرز مطلق تكمن مقدّماته في تكوين تلك القوى وفي توجّهاتها. والمسار العامّ هذا إنّما نراه اليوم في العراق في أوضح أشكاله. يكفي مثلاً أن تُحمّل عشائر الأنبار مسؤوليّة المذبحة التي أنزلتها «داعش» بأفراد عشيرة البونمر للحكومة المركزيّة في بغداد. ذاك أنّ الأخيرة، كما ترى عشائر الأنبار، لم تستجب نداء عشيرة البونمر وطلبها السلاح والرجال. وتمضي عشائر الأنبار محذّرةً من سقوط مدينة الرمادي في يد «داعش» بسبب استمرار النهج الرسميّ ذاته. فإذا صدقت رواية العشائر كان المعنى أنّ الحكومة، التي يسيطر عليها طرف شيعيّ، لا تحتمل وجود طرف سنّيّ قويّ، مفضّلةً احتكار عدوّتها «داعش»…

آراء

صكوك مكررة

الثلاثاء ٠٤ نوفمبر ٢٠١٤

يصحو الناس يوميا وينامون على أنباء تتعلق بالصكوك والوثائق والاستحكامات. إلغاء صك ونقض آخر ومحاكمة متهمين بتزوير تلك الوثائق المهمة مع سبق الإصرار وتدسيم "الشوارب طبعاً". تزامنت هذه الأنباء والمتابعات التي أشغلت الناس مع تعاظم الشكوى من عدم توافر الأراضي السكنية، والجدل الكبير القائم حول فرض الرسوم. أزعم أن هذا من قبيل الاهتمام المؤقت الذي ينتج عن توقعات الناس، ويبني على آمالهم، بل يستغل أحياناً آلامهم. فالحديث عن أمر معين في زمن معين يفقد أهميته؛ إن لم يكن له جمهور يهتم له. لو رجعنا للفترة الماضية لوجدنا العناوين تحمل تلك الصفة المميزة التي تدفع بالخبر للأمام. تناول الناس الصحة وكورونا لفترة غير قصيرة، ثم أصبح الاهتمام منصباً بعد ذلك على الأمطار وما دمرته من الأراضي، ثم جاء دور الملاحظات المختلفة على الحج ورؤى الكثيرين حولها، واليوم تحتل "داعش" و"الحوثيون" المقدمة في الاهتمام والنقاش. وتأتي داخل تلك المواضيع أمور تستمر أهميتها للمواطن، ومن أهمها المناظرات والشكاوى والوعود التي لا تتجسّد في قضية الإسكان. عندما تجتمع ميزتان أو أكثر في قضية من القضايا، فإنها لا بد أن تأخذ مكاناً مهماً، وإن لم يكن على الصفحة الأولى، هذا هو حال قضية الأراضي والصكوك التي نقرأ عنها كل يوم مع تفاقم أزمة الإسكان وتراجع توقعات المواطن. يهتم الناس بالقضية لأنها مصيرية للأسرة، ولأنها غريبة…

آراء

الظلام الإعلامي في العراق وسوريا

الثلاثاء ٠٤ نوفمبر ٢٠١٤

صاحب سيطرة تنظيم «داعش» الوحشية على مساحات واسعة من العراق وسوريا عمليات اختطاف وقطع رؤوس للصحافيين. وعليه، أصبح دخول أي صحافي غربي للمناطق الخاضعة لسيطرة «داعش» اليوم ينطوي على مخاطرة بحياته في كل ثانية. وبذلك نجد الآن أن الولايات المتحدة تشارك في أول حرب طويلة الأمد داخل الشرق الأوسط في العصر الحديث، من دون أن يتمكن المراسلون والمصورون الأميركيون من تغطية الأحداث بصورة مباشرة ويومية. هذا بالتأكيد ليس بالأمر الجيد.بيد أن الوضع يزداد سوءا، حيث أشارت صحيفة «التايمز» البريطانية، الأسبوع الماضي، إلى أن «داعش» أجبر أحد رهائنه البريطانيين على العمل مراسلا من ميدان القتال، خلال شريط دعائي مصوَّر من داخل مدينة كوباني السورية، حيث «توقع السقوط الوشيك للمدينة في أيدي المسلحين، رغم موجات الضربات الجوية الأميركية». ويكشف هذا الأمر أن «داعش» أصبح أكثر ذكاء في جهوده للترويج لقضيته، عبر اتباعه أساليب التغطية المستمرة للأحداث المميزة للقنوات الإخبارية.وخلال المقطع المصور، يظهر الصحافي الرهينة وهو يقول: «مرحبا، أنا جون كانتلي، ونحن اليوم داخل مدينة كوباني على الحدود السورية - التركية. في الواقع، هذه تركيا تظهر خلفي مباشرة».الواضح أن الوضع في طريقه نحو مزيد من السوء، حيث كتب ديلان بايرز، المراسل الإعلامي لدى صحيفة «بوليتيكو» في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) بعث بمذكرة إلى مؤسسات إعلامية…

آراء

بدء تراجع أسعار الأراضي والعقارات

الإثنين ٠٣ نوفمبر ٢٠١٤

قد لا يصدق ذلك الغالبية، إلا أن المتعاملين والمراقبين في السوق العقارية يدركون ذلك تمام الإدراك، وتتوافر لديهم المعلومات اليومية والأسبوعية والشهرية، التي تدل على بدء تراجع أسعار العقارات والأراضي، وستتأكّد تلك الحقائق لدى الجميع يوما بعد يوم، ليس عليك كباحث عن سكن أو أرضٍ تتملكها (وهو الطرف الأهم لدى الكاتب) إلا أن تتابع التقارير والأخبار لحظةً بلحظة، لعل من أهمّها تقرير مؤشر الاقتصادية الأسبوعي، الذي يُنشر بانتظام كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع. يمكن القول بناءً على المؤشرات الحقيقية للسوق العقارية، إنّ شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2014 هو الفاصل الزمني الفعلي، الذي بدأت أسعار الأراضي والعقارات تسجّل خلاله تراجعا ملموسا، لتكتمل بذلك دورة صعود الأسعار التي امتدت خلال الفترة 2006 - 2014 (103 شهور بالتمام والكمال)، تخللتها حالات من الركود المتقطعة، لعل أطولها وأكثرها تأثيرا تلك التي تلتْ انفجار الأزمة المالية العالمية تشرين الأول (أكتوبر) 2008 - شباط (فبراير) 2009، عادتْ بعدها إلى الصعود المتتابع حتى نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي من العام الجاري. وينصح الباحث عن مسكن أو أرض، أن يدون في مذكرة خاصة من خلال زياراته إلى المكاتب العقارية، أو عبر أي وسيلة تدله على الأسعار في السوق، أؤكد أنه سيكون من الأفضل قيامه بتوثيق الأسعار للمواقع التي يستهدفها، بصورة منتظمة كل أسبوع أو أسبوعين، أو حتى كل…

آراء

سبايا «داعش»

الإثنين ٠٣ نوفمبر ٢٠١٤

الفيديو الذي وزعه تنظيم داعش، ويظهر فيه مجموعة من المقاتلين يتباهون بالحديث عن نساء سبايا، وبيعهن كالمواشي، أعاد النقاش عن همجية ممارسات هذه الجماعات، من قطع للرؤوس إلى استخدام الأطفال في عمليات انتحارية.ومع أننا لا نرى نساء في الفيديو يرافقن حديث السبي والنخاسة، لكن لعلمنا بأدبيات التنظيم نرجح أنه حقيقة. والفارق بين تنظيمي «القاعدة» القديم و«داعش» المولود حديثا، هو في المجاهرة بالجرائم. فالتحقيقات السابقة بينت دور الجنس في دوافع التحاق الشباب بالجماعات المقاتلة، والكثير روي عن العلاقات الجنسية السريعة داخل معسكرات المجاهدين تحت صيغ «إسلامية»، إلا أن «القاعدة» كانت تخفي الحياة العبثية في حياة مقاتليها، وتقدمهم للعالم كمجاهدين مخلصين لقضيتهم، متفرغين للصلاة والقتال.أما مقاتلو تنظيم داعش فلا يخجلون من التصريح باستغلالهم النساء، ويعتمدون في دعايتهم على بث أخبارهن معهم، مقاتلات، أو أسيرات. نراهن إما مربوطات بحبال، أو تارة يرفعن الأسلحة، من وسط آسيا أو أوروبا أو عربيات. ومثل السعوديات، يفاخر هؤلاء بنجاح بعضهن في التسلل هربا من بلدهن ومعهن أطفالهن.وللكاتبة الزميلة فضيلة الجفال رأي حاسم، بأن الكبت الجنسي في المجتمعات المسلمة هو الدافع الأول وراء شعبية هذه التنظيمات الإرهابية. في رأيها أن «فكر (داعش) هو فكر جنسي بالأساس، الجنس سلاح ترويجي كبير، فـ(داعش) يروج لنفسه بالمتع الذاتية بين البوهيمية وبين الممارسات التي يشرعن لها بمهمة (نبيلة) تحت غطاء الجهاد».والنقاش بين…

آراء

مجلس التعاون لا مجلس الأمن هو المعني باليمن

الأحد ٠٢ نوفمبر ٢٠١٤

كشفت الأسابيع القليلة الماضية هشاشة السلطة، التي أوصلت البلاد إلى مرحلة تهاوت فيها هياكل الدولة بفعل أفراد وأحزاب جشعة، وكان الأداء السياسي فاضحا بعجزه عن التعامل مع الواقع، وعدم قدرته على استشراف المستقبل، وخاملا في بذل الجهد لتحسين سلوكياته المتردية، لذلك لم يكن مفاجئا ولا مستغربا أن تصبح السلطة الحالية حبيسة المفاهيم والأساليب والسلوكيات نفسها التي كانت سمة عهد الرئيس السابق، وأن تستخدم نفس الشخوص والآليات، وصار واجبا طرح السؤال: ما الذي تحقق منذ رحل صالح؟كان صالح يدير السلطة بعيدا عن المؤسسات الدستورية، مكتفيا بدائرة صغيرة من أقارب ومقربين ومستشارين ما زال أغلبهم متصدرا المشهد اليوم، وإنْ في مواقع مختلفة، وكانت طريقة صنع القرار تتخذ الطابع الشخصي المعتمد على الهوى والظرف الزمني الملتصق بالحدث الملح أو الحاجة الآنية، ولم يكن القرار يمر عبر دوائر تمحصه وتقدم المشورة والنصح الواجبين، وفي أغلب الأحوال كانت الأجهزة المعنية تفاجأ بقرارات دونما تفسير.الواقع الحالي لم يختلف كثيرا.كان الجميع يدرك مدى الوهن الذي أصاب عمل المؤسسات، والفساد الذي صار أمرا طبيعيا لا يستوجب المحاسبة والمساءلة، وصار الصمت والاكتفاء بالامتعاض على استحياء صفة مميزة للمحيطين بالرئيس السابق، إما لتورطهم أو ليأسهم من صلاح الأمور، لكن الناس توقعوا تغييرا في أسلوب وتفكير مكونات السلطة الجديدة مصاحبا للتحول الذي وقع في قمتها.. ولكن ما حدث منذ اليوم الأول…

آراء

فرج فودة.. قارئ الحقيقة الغائبة

الأحد ٠٢ نوفمبر ٢٠١٤

ليست مشكلة فرج فودة ألا يكون قابلا للفهم لدى أولئك النصوصيين، الذين انتهوا به ضحية لجهلهم وتوقف عقولهم عند جوامد .فكرية هشة. لم يكن الراحل مفكرا وحسب وإنما قارئ متميز لمآلات واتجاهات المستقبل يقف الراحل الدكتور فرج فودة في قمة فكرية قد لا يدانيه فيها كثير من المفكرين المعاصرين، فهو جدلي بما يفتح مساحات واسعة من المحاور التي ينبغي أن تخضع للنقاش، فليست هناك ثوابت إلا المتغيرات، وهو لم يكن ليجادل أو يحاور في مسائل مطلقة، وإنما يطرق تلك التابوهات الكلاسيكية بقوة ويخضعها لتشريحه الفلسفي والنقدي من خلال أدوات موهوبة تصل به إلى حدود العبقرية. قد أبدو منحازة للراحل، ولكن ذلك مبرر بما أنجزه فكريا وثقافيا، فعقله جدير بالاحترام، وليست مشكلته ألا يكون قابلا للفهم لدى أولئك النصوصيين الذين انتهوا به ضحية لجهلهم وتوقف عقولهم عند جوامد فكرية هشة، ولم يكن الراحل مفكرا وحسب وإنما قارئ متميز لمآلات واتجاهات المستقبل، وتلك مرحلة لا يصلها كثير من المفكرين الذين لا يجرؤون على اختراق المرحلة التالية من الحراك الإنساني والفكري. فودة كان علمانيا صاحب فكر أنيق، ومن عتاة المطالبين بفصل الدين عن الدولة، وتمتد فكرته السياسية إلى أن الدولة المدنية لا علاقة لها بالدين، وقد طرح ذلك في كثير من كتبه ومنابره، وأثار الجدل بشأن ذلك، والاستخلاص أنه عاش مبكرا في غير…

آراء

من هم الإرهابيون في «باب التبانة»؟

الأحد ٠٢ نوفمبر ٢٠١٤

الفقر وحده لا يصنع إرهابا، ولنا في الهنود - الذين لا تزال غالبيتهم الساحقة توسم بأنها من أفقر أهل الأرض – عبرة، لأنهم بقوا من أكثر الشعوب سلاما وسكينة. واحتمل الصينيون الصابرون مع الفقر المدقع الديكتاتورية، وقبضة الحكم الحديدية، ولم يتطرفوا ويتشددوا ويهددوا بتفجير البسيطة وتحويلها إلى خراب، بل جاهدوا وثابروا، كما النمل الجرار، وهم ماضون في حربهم السلمية، الصامتة لإخراج بلادهم من محنتها.ما تدفق على منطقة «باب التبانة» في طرابلس اللبنانية، وحدها، من مئات ملايين الدولارات في السنوات الست الأخيرة، وهي في مساحتها وعدد سكانها لا تعدو أن تكون زقاقا صغيرا في بكين أو دلهي، لا يحلم بفتاته فقراء تلك البلدان الآسيوية القابضة على جمر العوز. لكن أهل المعروف قدموا أموالهم في غالبيتها سلاحا مدمرا ورشاوى متفرقة لشراء الذمم وسواعد رجال المنطقة وفتيانها، بدل أن يجعلوها مدارس ووظائف وخلاصا للمعذبين. كان بمقدور سياسيي الخير، بربع المبالغ التي أهدروها ونذروها للموت والدمار، أن يبنوا مصنعين كبيرين، وعددا من المدارس، لتنشغل التبانة ومعها جبل محسن عن فتنتها وتنصرف عن غلها وبغضائها.تكمن أهمية «باب التبانة»، التي طبقت شهرتها الآفاق، بأنها نموذج، له ما يشبهه وقابل للتفجير، في مناطق لبنانية عدة. منطقة مهمشة، تراكمت عليها المظالم، وأنهكتها الحروب والضغائن، وأبقيت بعد انتهاء الحرب الأهلية جرحا مفتوحا، رغبة في استغلالها حين تحين الحاجة.منذ ثمانينات…

آراء

تحديد النسل أو الطوفان

الأحد ٠٢ نوفمبر ٢٠١٤

دخل إلى مكتبي يتوسل الموافقة على طلبه (قرض مالي بعشرات الآلاف من الريالات) على أن يسدد من راتبه الشهري المتواضع. قلت له خير إن شاء الله لماذا تحتاج إلى هذا المبلغ؟ فقال: سأدفعه مهراً لزواجي. سألته هل لديك بيت؟ قال: أحاول الانتهاء من شقة بنيتها في سطح المنزل. هذا الشاب يسكن مع والدته، وأربعة من إخوانه، وهو وأحد إخوته فقط من يعمل والبقية بلا عمل. والده الذي هو الآخر لا يملك دخلاً كافياً، بأي مقياس تركهم وتزوج من ثانية ولديها خمسة أطفال ويسكن في مدينة أخرى، ولا ينفق على عائلته الأولى أبداً. حاولت إقناع الشاب بأن يصرف النظر عن الزواج حالياً، حتى يتمكن مالياً من الوفاء بمتطلباته ومتطلبات الأولاد ورعايتهم وتعليمهم في ما بعد. قلت له إنك لن تستطيع حالياً أن تفعل ذلك مع المسؤوليات الأخرى التي حملها عليكم والدكم. طبعاً لم يقتنع وألحّ على الطلب ورفضت بدوري مساعدته. يقول إن أقاربه ينعتونه بشتى الألقاب لأنه بلغ الـ29 من العمر ولم يتزوج، قلت له: إن كان ذلك من باب الغيرة عليك فليمنحوك القرض أو يساعدوك، لماذا تأتي إليّ؟ هذا الشاب مع الأسف يمثل الكثير من الشبان ممن لم ينالوا نصيبهم من التعليم والخبرة في الحياة، ويظنون أن موضوع الزواج وبناء الأسرة مجرد حدث عابر لا توجد له تبعات ولا يخلف…

آراء

لماذا فشلت مصر ونجحت تونس؟

الأحد ٠٢ نوفمبر ٢٠١٤

كانت تونس ولا تزال حتى الآن الاستثناء في ثورات الربيع العربي. مرت مثل غيرها بمآزق واختناقات كثيرة على مدى ما يقرب من أربع سنوات. لكنها خرجت من كل واحد منها بسلام. لم تخرج بالأيديولوجيا، ولا بالبارود، وإنما بالسياسة والحوار. في تونس هناك الكثير من السياسة والحوار. وهذا استثناء آخر في منطقة تخاف من السياسة، وتتوجس من الحوار ونتائجه. من هنا نجحت أولاً في إدارة المرحلة الانتقالية بعد الثورة. ثم نجحت في صوغ دستور جديد يتوافق عليه الجميع بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم الحزبية والأيديولوجية والسياسية. ونجحت ثالثاً في أول انتخابات برلمانية على أساس من الدستور الجديد، وتدشيناً للجمهورية الثانية. ولن يكتمل النجاح إلا بعد الانتخابات الرئاسية المنتظرة في أواخر هذا الشهر. لا سبيل للمقارنة هنا مع اليمن وسورية وليبيا. فظروف كل واحدة من هذه الدول الثلاث، ومآلات الثورة فيها تختلف في شكل جذري. لنأخذ بدلاً من ذلك مثالاً أقرب: مصر ونسأل: لماذا فشلت مصر في ما نجحت فيه تونس؟ مصر أكبر بلد عربي، وصاحبة أقدم إرث للدولة، وأول من أطلق شرارة النهضة في العالم العربي. لذلك وعلى رغم أن الربيع انطلق من تونس، إلا أن «ميدان التحرير» في القاهرة هو الذي استحوذ على المشهد في المنطقة وتحول إلى أيقونة سياسية لثورات الربيع. لكن جاء الفشل المصري بالحجم التاريخي نفسه، وبالأصداء ذاتها. وكانت…

آراء

نادي ألمع .. لترفع مناعة يدها !!

الأحد ٠٢ نوفمبر ٢٠١٤

ـ الست مناعة شخصية مكافحة جداً، وتجتهد في لفت الأنظار إليها، ولأنها تعتقد أنها ذكية إلى درجة أن الجميع يتابعها باهتمام ويُصغي إلى تنظيراتها الكلامية؛ فقد عودتنا أن تتدخل في كل شيء وأن تكون تدخلاتها كارثية وفاشلة على الآخر وإن زعمت العكس.ــ في كثير من الأحيان تدعي مناعة أنها هي التي تقوم بسائر أعمال المستقبل، وفي مرات أخرى تتصنع الغضب من عدم تفاعل الناس مع خططها الوهمية وتظن أن العتبى ستأتيها حتى ترضى. لكن غالباً لا أحد يلتفت إلى مناعة، ولا أحد يأخذها على محمل الجد إلا بعد رؤية آثار خربشاتها القبيحة على وجه القرى الوادعة.ــ ترى كيف سيكون موقف مناعة من نادي ألمع القادم؟. وهل ستمد أظافرها الطويلة كما جرت العادة لخلط الأوراق والمقادير؟. أم إنها ستستحي على وجهها هذه المرة وتترك الشباب الرياضيين تحديداً يقررون مصير ناديهم وموقعه والمشرفين عليه؟!. لقد سمعنا ورأينا ما لا يسر من أختنا مناعة في مواقف مشابهة.ــ المطلوب الآن من محافظتنا الرشيدة أن تجمع المهتمين بالرياضة أولاً، وأن تترك لهم العمل كاملاً فيما يعنيهم دون شفاعات قبلية أو محاصصات جهوية بلهاء، وأن تنسحب مناعة وبقية البراغيث السامة كي لا تتكرر مهزلة اللجنة الثقافية، وما شابها من مواقف مخجلة، وتحزبات مقيتة على شيء لا يستحق ولم نره حتى اللحظة إلا على الورق!!ــ طبعاً هناك…