آراء
الأربعاء ٢٩ أكتوبر ٢٠١٤
الكاتب المتألق والزميل المشاغب جاسر الجاسر حرّضني على كتابة هذه المقالة بعد مقالته المُعنوّنة بـ«قاتل الله الأصدقاء»، تحدث فيها عن كيف تحوّل أصدقاؤه وزملاؤه إلى كتّاب كوارث، إذ يقول في مقالته إن جميلاً لا يستفزه للكتابة سوى وقوع حرب أو حدوث تفجيرات. خلال الفترة الماضية يسألني أصدقاء وقراء كرام عن أسباب عدم الكتابة إلّا في الملمات. وعندما زرت ناشر هذه الصحيفة الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز في مكتبه بالرياض أخيراً سألني: «لماذا لا أراك تكتب في الفترة الأخيرة؟»، وعلى رغم التطورات الإقليمية، وتسارع الأحداث، وتشابك المواقف الدولية، وظهور «دواعش» في الداخل كما في الخارج، حقاً لم أجد إجابة «كاملة الدسم»، ولا كلمات كاملة الدسم أيضاً تعبّر عن حال القهر الإنساني من وضع «مأسوي» يرى فيه المجتمع الدولي المذابح والمجازر الجماعية بحق نساء وأطفال أبرياء ويصمت، حتى اختلطت العبارات بـ«العبرات» على صفحات سوداء في تاريخ البشرية. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حذّر قبل فترة قليلة الأسرة الدولية بقوله: «سيشهد التاريخ على هذا الصمت العالمي». للأسف، تجلس أمام شاشة الكومبيوتر تتأمل الأرقام والحروف، ويطل وجه صفحة «دموية» تتجدد كل دقيقة. تحاول أن تكتب، فتتسلل الكلمات والأرقام من بين أصابعك وأنت في «غيبوبة». تحاول القبض على تلك الحروف الهاربة مع سبق الإصرار، فتجدها متلبسة صفة «الموت»، وكل القبيلة الأبجدية تلبس…
آراء
الأربعاء ٢٩ أكتوبر ٢٠١٤
للنجاح ثلاثة عناصر رئيسة، ومن الصعب أن ينجح مشروع ما دون هذه العناصر الثلاثة: فكرة، وقائد ملهم، وفريق عمل مخلص يؤمن بالقائد وبرؤيته، ويعمل على تنفيذ هذه الرؤية بجدية واهتمام. هذه العناصر الثلاثة اجتمعت قبل 16 عاماً في دبي، حين استدعى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، إلى بقعة صحراوية خارج مناطق العمران في دبي، وقال له: «هذا هو مكان مشروعنا الجديد، هنا ستكون مدينة الإنترنت، وبعد عام واحد فقط أريد أن نحتفل سوياً بافتتاحها». الفكرة كانت غير تقليدية، وتحمل جرأة ومخاطرة، ففي ذلك الوقت كانت شركة «غوغل» في بداية عامها الأول، ولم تكن أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي قد ظهرت بعد، ولم تنتشر الثورة الرقمية، ولم تعرف المنطقة بعدُ الخدمات الإلكترونية أو الذكية، لأن الهاتف الذكي ظهر بعد هذا التاريخ بتسع سنوات، لكن كان هناك استشراف للمستقبل، وكانت دبي تتهيأ وتستعد لاحتضان التطورات المذهلة في عالم التقنية بمدينة متكاملة للإنترنت، هذه الفكرة التي ابتدعها قائد ملهم، ونفذها فريق عمل يؤمن برؤية هذا القائد. وبعد عام واحد فقط، ظهر بنيان مدينة الإنترنت في تلك المنطقة الصحراوية، وبجهود ضخمة من فريق العمل، يقف على رأسهم محمد بن راشد، فكانت زياراته لموقع البناء شبه يومية، ومتابعاته عبر الهاتف لا تتوقف، وكان في معظم…
آراء
الأربعاء ٢٩ أكتوبر ٢٠١٤
ظلت الشعوب العربية سنيناً تنتظر الفارس الذي سيأتي على حصان أبيض، أو قلم أبيض، ليكون البطل الذي «يضع النقاط على الحروف» ... كي يحصل الناس على جملة مفيدة تفسر ما يجري حولهم. أُلبس هذا اللقب شخصيات وأشخاصاً عديدين ممن وُصفوا في المانشيتات التبشيرية العريضة بأنهم هم الذين جاؤوا لمناصبهم أو مواقعهم من أجل: وضع النقاط على الحروف، لكننا بعد مدة بسيطة من الاستبشار والأمل سنكتشف أن الحروف ما زالت عارية من النقاط ومبهمة وغير مفهومة. والآن، فإن فهم ما يجري حولنا وفينا وعلينا لم يعد محتاجاً إلى نقاط فقط بل إلى حروف جديدة، غير الحروف التي تلوثت لسنين طويلة بالوعود المكذوبة والنوايا المشبوهة. الانقلاب الحاصل في الوطن العربي الآن يوحي بأن أحداً جاءنا على غفلة ووضع الحروف على النقاط بدلاً من العكس الذي كنا ننتظره! العالم العربي يحتاج إلى تنقيط حروفه السياسية، فهو في حيرة حتى الآن لا يدري بأي لغة يكتب تاريخه السياسي وبأي صيغة يضع دستوره المدني. ويحتاج إلى تنقيط حروفه الاقتصادية والاجتماعية، فهو ما زال يبحث عن خريطة طريق تنموية طويلة المدى، تكفل له الاستقلال الوطني والارتقاء الشعبي. ويحتاج إلى تنقيط حروفه الثقافية، فهو يراوح حتى الآن بين انغلاق «الخصوصية» و تبعية «الانفتاح». تحتاج الأمة إلى عقود، وأحياناً إلى قرون من الزمن، كي تنهض. طول الوقت ليس…
آراء
الثلاثاء ٢٨ أكتوبر ٢٠١٤
يكون السؤال بهذه الصيغة المباشرة خير مدخل لدائرة اجتماعية بدأت تأخذ في الاتساع شيئاً فشيئاً وقد ننتظر، كالعادة، إلى أن تصبح دائرة أكبر لكي نتحمس حينها إلى عقد ورش التنظير، ولقاءات الحديث المجاني وترتيب المؤتمرات التي تنتهي دوماً كما تبدأ. تهرب الفتاة مقهورة وبدافع حاجة أياً كان نوعها، لكن هربها ينتهي عند محاضر الضبط وتسلم ذويها لها من دون أن نبحث عن الأسباب القاسية التي دفعتها بقوة، وبلا ثانية واحدة لتفكير أخير قبل لحظة الهرب المريرة. يكبر جرح إجابة سؤال الهرب عندما يتضح إلى أين هربت؟ ومع من؟ أو عند من؟ وكم هي المدة التي قضتها في رحلة الاختباء والاختفاء؟ نتعامل مع هذه القصص المتفرقة كندوب في الوجه الاجتماعي ونخجل من ذكرها والمرور عليها، فنحن نتعامل مع الهرب كفضيحة كبرى لا علاج لها إلا الستر، المدرسة لا تسأل عن حال الفتيات وظروفهن وأوجاعهن، ولا وسيلة اتصال معلومة تضغط عليها أصابع فتاة مكسورة فيفزع لها أحد، وإن حدث فستكون الفزعة أقرب إلى كشف المستور وإعادة قسرية للحضن الذي كرهته والبيت الذي هربت منه!، أيضاً لا جدار تستند عليه في ما لو نقصتها متطلبات معيشة أو حاجات نفسية وعاطفية ومادية، لأن القائم بأعمالها هو الأخ الصديق والعزيز/ الرجل! لهرب الفتيات مسببات متشابهة إلا أنه لا أحد يرغب في أن يناقشها ويفتح أوراقها…
آراء
الثلاثاء ٢٨ أكتوبر ٢٠١٤
عد المباراة المفرحة قبل يومين، قلنا نتسلى مع ريال مدريد، ونترك برشلونة يرتاح من معاناته، ماذا لو أن داعش شكلت فريقاً لكرة القدم؟ وتريد أن تتحدى العالم بأثر رجعي، تاريخي، وتم إقناع ريال مدريد بتلك المباراة التي سيصير ريعها إن فاز للأعمال الخيرية، وتم إقناع داعش بأهمية المباراة كون الفريق، هو بقايا محاكم التفتيش، وإن فازت، فسيذهب الريع لدعم الإرهاب، فاشترطوا أن يكون الحكم تركياً، على أساس أن الأتراك لا يغشون، وأقنعنا «بلاتر» بأن هذه المباراة ستثبت اسمه كرئيس وحيد للـ«فيفا» للأبد، فقط أن يتبنى الاتحاد المباراة دولياً، وأن يسمح للاعبي داعش أن ينزلوا بالسراويل الطويلة، وأرقام فانيلاتهم بالعربية، والتي سيصعب على الحكم التركي قراءتها بوضوح، كونه نسيها الأتراك منذ أيام تتريك أتاتورك، طبعاً لاعبو داعش لن يراقبوا «رونالدو»، ولن يضعوا خططاً تكتيكية للحد من خطورته، باعتبار أن البرتغال خارج اللعبة السياسية، وسيهملون مراقبة الأجنحة البرازيلية، على أساس أنهم من المستضعفين في الأرض، وسيركزون على ذي اللحية الصهباء، والأوشام «راموس»، كونه صليبياً لاشك، وأن أهله عاثوا يوماً في ديار الإسلام، وسينظرون شزراً لـ«بن زيمة»، كونه من المتعاونين مع الإفرنج، طبعاً فريق برشلونة سيشجع النادي الملكي لأول مرة، وآخر مرة في حياته، وسيسمح الحكم بالإشارات للاعبي داعش، دليل التحذير، والحرب النفسية تجاه فريق العدو، كتمرير اليد على الرقبة، والتوعد بسبي زوجات…
آراء
الثلاثاء ٢٨ أكتوبر ٢٠١٤
يتقدم تنظيم «داعش» بمخيلة شيطان وبإصرار مؤمن. وفيما هو يمضي في قتاله على جبهة لم تكن مرة موحدة وطويلة كما هي الآن، يتهافت عليه شبان (وشابات) من سائر أنحاء الأرض. فالأمر، والحال هذه، أكثر من فانتازيا ماضوية تخيلنا ذات مرة أنها المعنى الوحيد لـ «الخلافة». يوم الخميس الماضي، نشرت «نيويورك تايمز» تحقيقاً كتبه ديفيد كيركباتريك عن هؤلاء الشبان الذين يفدون إلى «داعش» من تونس، البلد الأكثر تصديراً للمجاهدين ممن يقصدون سورية والعراق، على رغم أنها تعيش لحظة ثورية تستغرق البلد وتعبئ طاقاته، كما تشي باحتمالات نجاح نسبية لم تُكتب لبقية الثورات العربية. وهذا فضلاً عن أن الوضع التونسي الجديد فتح الباب لتعددية سياسية استعرضت الأحد الماضي آخر انتخاباتها النيابية التي ستتلوها انتخابات رئاسية، ما ينم عن أن ربط الإرهاب بعامل أوحد، هو هنا القمع، قد لا يكون كافياً أو دقيقاً. على أي حال، فإن ما ستكتفي به هذه الأسطر هو نقل بعض عبارات تفوه بها شبان تونسيون أجابوا عن سؤال الصحيفة الأميركية: لماذا الحج الجهادي إلى سورية والعراق؟ «هناك الكثير من العلامات على أن النهاية (نهاية العالم) وشيكة، بحسب القرآن»، يقول أيمن، 24 سنة، الذي كان يسترخي مع أصدقائه في المقهى. وهو، مثل سواه، امتنع عن إعطاء اسمه الكامل خوفاً من مطاردة الشرطة. بلال، عامل في مكتب، كان يجلس في…
آراء
الثلاثاء ٢٨ أكتوبر ٢٠١٤
ـ مدير تعليم جديد؛ مؤدب وطيب ويريد أن يعمل بجدية ونزاهة كما يقول المقربون منه الذين لا يؤخذ من أمثالهم في العادة؛ يعقد اجتماعاً مغلقاً، مع لفيف من الذين يفقهون والذين -من عقود- لا يفقهون بل يستمعون ويرددون كالببغاء كل ما يسمعون. ــ في أول الأمر يُصرح المدير بأن البيئة التي جاء إليها طاردة، وأن الحال فيها لا يعجبه؛ الحضور يهزون رؤوسهم «أو بالأحرى ما يشبه الرؤوس» إعجاباً بما سمعوا. يمارسون عاداتهم السيئة التي فعلوها مع الذين كانوا قبله والذين سيأتون من بعده «كله تمام معاليك» .. مسيلمة لم يمت بعد!! ــ خارج القاعة يتحول التصريح التحفة إلى كرة ثلج متدحرجة، وكل يضيف إليها ما يشاء من الأكاذيب والتلفيقات والبهارات الحارة، وحينما يخرج بعض المجتمعين مع سعادته يؤكدون رفضهم لما قاله، ويزعمون أنه يتجاوز الوصف وأنه أسوأ مما يتوقعه الأسوياء.. مسيلمة لم يمت بعد!! ــ تدور كرة الثلج؛ المدارس تئن تحت سوط الإهمال، والمقربون الكبار أشبه بالتحف المحنطة. بينما ينشغل المحترفون كعادتهم بالانتدابات وكتابة التقارير التي تطمئن المسؤول الأعلى أن كل شيء تمام بتوجيهاتكم، وأننا نعمل بما يرضي الله.. مسيلمة لم يمت بعد!! ــ حالة الفساد تستشري ببطء، وبعض القيادات التربوية لا تجرؤ على قول الحقيقة إما طمعاً أو تزلفاً، ولا أحد يهتم أو يُحرك راكداً كي يعيش الطلاب والطالبات…
أخبار
الثلاثاء ٢٨ أكتوبر ٢٠١٤
بعد الثورة الإيرانية، وقبيل بداية الحرب العراقية-الإيرانية، أصدر مجلس قيادة الثورة العراقي القرار رقم ١٨٠، والذي يقضي بعدم تجنيس من يمثل وجوده في العراق «ضرراً على أمن الدولة وسلامة العراق». بعد ذلك بأشهر عدة، صدر قرار آخر، برقم ٦٦٦ يسقط الجنسية عن كل عراقي من أصل أجنبي، إذا تبين عدم ولائه للنظام السياسي. وأخيراً، بعد ذلك بأشهر صدر قرار بمنح كل عراقي يقوم بتطليق زوجته ذات التبعية الإيرانية أو تسفيرها مبلغاً محدداً من المال، يتراوح ما بين 2500 إلى أربع آلاف دينار. بعد هذه القرارات، حدثت أكبر عملية ترحيل في تاريخ العراق، وطاولت عشرات الآلاف من العائلات العراقية، التي كانت من حملة التبعية الإيرانية. إن هذه الحادثة تختزل بشكل كبير تاريخ قرن من أزمة المواطنة في العراق، وتكشف عن الأخطار النابعة من تسييس موضوع الجنسية، وتحويله إلى أداة للمعاقبة السياسية. لنبدأ بمصطلح «التبعية الإيرانية»، فهذا المصطلح يعود بجذوره إلى ما قبل تشكل العراق الحديث، وتحديداً إلى أواخر العهد العثماني. فالعثمانيون أصدروا أواخر القرن الـ19 قانوناً للجنسية، وكان منح الجنسية وسيلة من وسائل الدولة؛ لتسهيل عملية السيطرة على الناس، والتجنيد ومنح الخدمات والحقوق، وفي العراق -الذي كان ساحة حرب بين العثمانيين والفرس- كانت أيضاً أداة طائفية وعرقية. فكان رد فعل بعض الشيعة العرب والأكراد وغيرهم، من الذين يريدون التهرب من الخدمة…
آراء
الثلاثاء ٢٨ أكتوبر ٢٠١٤
هنأ الرئيس الإيراني السيد حسن روحاني الشعب الإيراني بحصول الفريق الإيراني الأولمبي للمعاقين على 120 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية، وذلك خلال مشاركة هذا الفريق في الألعاب الآسيوية في إنشيون بكوريا الجنوبية. ومن المعروف أن الشعب الإيراني تواق ومحب للرياضة ولديه إحساس وطني وتفاعل كبير مع مثل هذه المناسبات، فهنيئا له هذه الإنجازات. غير أن هذه الفرحة ما لبثت أن اصطدمت بجدار الجرائم الشنيعة التي تعرضت لها بعض النساء والفتيات الإيرانيات من خلال رش مادة الأسيد عليهن من قبل مجهولين بحجة ما يطلق عليه في إيران «الحجاب السيئ»، وهو ما رفضه التيار الأصولي، معتبرا أن من قام بهذه الحوادث هو مدعوم من الخارج لإثارة البلبلة في الداخل. وبين فرحة الشعب الإيراني بتلك الميداليات وغضبه من تلك الجرائم لا يزال الإيرانيون في انتظار ما ستسفر عنه أولمبيات أخرى، وما الذي ستناله إيران من ميداليات في هذا الماراثون. نسير مع القارئ في هذا المقال لمعرفة هذه الأولمبيات واستشراف حظوظ إيران فيها. وقد يكون من باب الغرابة أن نقول إن إيران قد دخلت هذه الأولمبيات وهي بحوزتها الميدالية البرونزية. فكيف ذلك؟ بداية، تم التحضير لأولمبيات البرنامج النووي الإيراني بعد التوصل إلى اتفاق مبدئي في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2013، وبدأت الانطلاقة في 20 يناير (كانون الثاني) 2014، حيث دخل النظام الإيراني متسلحا ببرنامج نووي…
آراء
الإثنين ٢٧ أكتوبر ٢٠١٤
"مجتهد" وغيره من العملاء المستأجرين في الداخل والخارج يسعون جهدهم لزعزعة استقرار هذا الكيان من خلال زرع الإشاعات، فالمملكة مستهدفة في ظل القلاقل المحيطة في بعض الأقطار العربية هذه هي المرة الثانية التي أكتب فيها عن الشخصية أو الشخصيات الغامضة التي تتدثر تحت اسم "مجتهد" أو غيره من المعرفات التي تموج في سماوات التواصل. كانت المرة الأولى -كما لا زلت أتذكر- تعليقاً مني بمناسبة تغريدات عدة من "مجتهد" طالت صحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خلال نقاهته من العملية التي أجراها -يحفظه الله- في مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني. حينها سعى "مجتهد" بكل ما أوتي من بعض التسريبات وبكل ما أوتي من تقصد وتعريض لزعزعة استقرار الوطن، والتأكيد في تغريداته وبشكل متتابع على نشر الإشاعات المضللة حول صحة خادم الحرمين. كل هذا التأجيج جاء في محاولة استباق من "مجتهد" لأي قدر سماوي، وعزز عنده هذا التوجه التكتم الشديد حينها وعدم صدور أي تقارير أو أخبار طبية من غرفة عمليات الملك خلال عدة أيام، لكن الصدمة واللطمة جاءت عنيفة في وجه "مجتهد" الذي خسر كثيراً من الجهلاء أو المغرمين بأحاديث الهمس وبالدس، وذلك عندما أشعل ظهور الملك عبدالله محفوفا بإخوته، قناديل الفرح في نفوس الناس، خاصة وهو يتحدث ويمازح من حوله. لقد كانت تلك المناسبة قاصمة للأجندة التي رعاها…
أخبار
الإثنين ٢٧ أكتوبر ٢٠١٤
أقوى موجة نزوح يعيشها العالم العربي، ومعها أكبر عدد من اللاجئين. ومنظمة الأمم المتحدة أعلنت أخيراً عن خفض المساعدات الغذائية للسوريين اللاجئين 40 في المئة، وهو إجراء سينسحب على بقية اللاجئين في العراق واليمن وليبيا، وأعدادهم في تزايد، ومع قدوم فصل الشتاء يمكن استيعاب هول معاناة نساء وأطفال وشيوخ في خيام الملاجئ. يمكن أيضاً توقع ماذا ستنتج أوضاع مأسوية مثل هذه في المخيمات. وخلال عقود من العمل العربي «المشترك» الذي كان حاضراً في الإعلام والسياسة، أشبعنا بالبيانات المبشرة، وصرفت عليه من الأموال ما لا يمكن حصرها، لم تستطع منظومة العمل العربي «مع عمر الجامعة العربية المديد» بناء مؤسسة واحدة محترفة تعنى بالإغاثة، حتى المنظومة الإسلامية ممثلة في منظمة التعاون أو في رابطة العالم الإسلامي لم تستطع تحقيق ذلك. لهذا يكون الاعتماد على عمل المنظمات الدولية. يمكن فهم الخلافات السياسية، تأتي الخلافات وتذهب، لكن ما لا يمكن فهمه هو عدم النجاح في تشييد مؤسسة واحدة تعنى بالإنسان في ظروف الحروب والفوضى خارج نطاق التجاذب السياسي. أيضاً لم يسمح لأن تقوم مؤسسات مدنية مستقلة تهتم بهذا، على رغم تعطش للعمل الخيري، وأقول لم يسمح لأن المنظومة العربية السياسية لا تسمح بمثل هذا الترف. ملايين من اللاجئين المحاصرين بين الجوع والصقيع والخوف، متناثرين في العالم العربي، لا تلتفت لهم سوى منظمة دولية، هو…
آراء
الإثنين ٢٧ أكتوبر ٢٠١٤
كُتب على السعودية أن تكون المسؤولة عن كل صغيرة وكبيرة في أسواق النفط العالمية. إن ارتفعت أسعاره فالسعودية مُتهمة. وإن انخفضت فهي متهمة أيضا. إن احتاج الاقتصاد العالمي توازنا بين العرض والطلب اتجهت الأنظار للرياض المنتج المرجح. هذا قدر أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، وبالطبع هذه مسؤوليتها ويجب أن لا تتخلص منها، وعليها كذلك تحمل تبعاتها مهما كانت. خلال الأسابيع القليلة الماضية فاجأت أسعار النفط العالم بأسره، فانخفضت لأكثر من 20 في المائة، وكان من الطبيعي أن تتجه الأنظار نحو من؟ بالتأكيد نحو السعودية. المنتج المرجح ترك الأسعار دون أن يبادر بتخفيض إنتاجه للمحافظة على الأسعار في مستوياتها السابقة، ودون أن تكسر حاجز المائة دولار، وهو ما فتح الباب أمام نظرية المؤامرة بأن الرياض تفعل ذلك بشكل مخطط له ولأسباب سياسية، فزادت التكهنات وارتفعت الأصوات ونسجت الحكايات، فالهدف من خفض الأسعار هو ضرب الاقتصاد الروسي وكذلك الإيراني، بالطبع وجدت النظرية من يروّج لها ويستخدمها وكأنها حقيقة مسلّم بها. وبعيدا عن التكهنات والتوقعات والتخمينات، فالحقيقة الوحيدة الماثلة أمامنا أن العوامل الاقتصادية هي التي تسببت في انخفاض الأسعار، وهو أمر يؤكده كل الخبراء والمختصين، فبسبب تزايد الإمدادات من خارج «أوبك»، كالنفط الصخري الأميركي والذي يعد منافسا للنفط التقليدي، كان متوقعا انخفاض الأسعار منذ 3 سنوات تقريبا، لكن ديناميكية السوق وانخفاض الإمدادات…