آراء

آراء

الأب يرجم ابنته.. إعلان «داعش» الترويجي

الجمعة ٢٤ أكتوبر ٢٠١٤

لماذا حرص تنظيم «داعش» على ترويج فيديو لمقاتليه يرتكبون جريمة رجم امرأة حتى الموت بمشاركة الأب؟ هذا الفيديو سيبقى واحدا من أكثر الفيديوهات بشاعة، وإساءة للمسلمين، وفي نفس الوقت يدلنا، لا على وحشية التنظيم، فهذا أمر سبق تأسيسه، بل على قدرته على البقاء ظاهرا على سطح الإعلام، واستخدام الإعلام الاجتماعي لأغراضه، ودليلا على نجاحه على التفوق، وحصوله على أعلى الموضوعات التي تناقش. لقد حققت بشاعته ما يريده إعلاميا. هدفه أن يصدم الناس بأقصى، وأقسى ما يمكن من صور لقطع الرؤوس، وقتل المدنيين العزل جماعيا، وملاحقة النساء ورجمهن. لم يسبق حتى لتنظيم القاعدة، الذي قَص شريط العنف المصور، أن تمادى كما يفعل مقاتلو «داعش». هذا العنف والوحشية لا تباع لعامة الناس للتدليل على شراستهم، إنما ترافق عملية إقناع بأنهم الإسلام الصحيح، وأنهم النظام البديل، وأنهم قادرون على تجنيد المزيد من خلال التحدي، والتغيير، والترويج لتفسيره الخاص بالإسلام. الفيديو الصادم يوضح قدرة المتطرفين على إقناع الأب الجاهل، أنه عندما يرجم ابنته ستذهب بعد قليل إلى الجنة، مطهرة من آثامها، ويستطيعون إقناع الفتاة بالقبول لأنها تكفر عن ذنوبها بقبولها بالقتل رجما. هذا الفيديو نشره أتباع «داعش» لكنهم لم يحرصوا على الحديث عن ما جرى في مدينة الرقة السورية عندما جمعوا الأهالي في ساحة قرب الملعب البلدي لرجم فتاة صغيرة، إلا أن المواطنين رفضوا…

آراء

الدين والدولة بين الانفجار والتفكك

الجمعة ٢٤ أكتوبر ٢٠١٤

قالت الدكتورة ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، في كلمتها الافتتاحية «لملتقى أبوظبي الاستراتيجي الأول» (19 و20 أكتوبر/ تشرين الأول 2014)، إنَّ السنوات الثلاث الأخيرة شهدت «تداخُلَ الثورات مع التحولات الدولية والمشاريع الجيوسياسية، وانفجار الجغرافيا السياسية الناجمة عن تفكك الإمبراطورية العثمانية والهندسة الاستعمارية الأوروبية (سايكس - بيكو)، ودخول بعض القوى الإقليمية مثل إيران وتركيا لاعبًا داخليًا فاعلًا في المنطقة ومؤثرًا في أزماتها وتوازناتها، ودخول المنطقة في حرب طائفية طويلة. وتجذر فاعلية التطرف الديني في مرحلة الانتقال السياسي الذي عرفته الدول التي شهدت ثورات..». هناك إذن 4 ظواهر؛ اثنتان خاصتان بالانفجارات الدينية والطائفية، واثنتان خاصتان بالتفكك الجيوسياسي، والتدخل الإقليمي على وقع ذلك التفكك الجيوسياسي. وهكذا فإنَّ الواقع الراهن لا يمكن فهمه ومحاولة التصرف إزاءه إلا بفهم التداخل بين هذه العناصر الأربع. والواقع أنَّ هذه الظواهر المترابطة والتي يتشارك كلٌّ منها في صنع الآخر، يجب لوضعها في سياقاتها الحالية التنبيه إلى أمرين آخرين هما اللذان أطلقا هذه الديناميات: هجمة «القاعدة» على الولايات المتحدة عام 2001 في وقتٍ كانت فيه الهيمنة الأميركية قد وصلت إلى ذروتها. وردَّ الولايات المتحدة على ذلك بإطلاق الحرب العالمية على الإرهاب، وغزو أفغانستان والعراق (2001، 2003). لقد اعتبرتُ الحركية الدينية والطائفية الهائلة انفجارًا، بينما اعتبرتُ الظواهر الجيوسياسية المتمثلة في انهيار كيانات الدول وفشلها تفككًا؛ إذ إن الثورة الإيرانية…

آراء

اختفاء المبتعثين

الجمعة ٢٤ أكتوبر ٢٠١٤

تابع المجتمع السعودي حالات اختفاء عدد من المبتعثين والمبتعثات بقلق كبير، بل إن مواضيع الاختفاء تتصدر أحاديث المجالس، خصوصا تلك التي ترتبط بشبهة جنائية أو الالتحاق بجماعات إرهابية أو المشاركة في أعمال لا تتعلق بالتزامات الطالب في الدولة المضيفة. فات كثيرون أن يتذكروا أن السعوديين هم من أكثر الشعوب اهتماما بالعلاقات الاجتماعية، وأن المبتعث يستطيع أن يصنع الكثير لتحسين سمعة بلده وتقريب مفاهيمنا للعالم الذي يعيش حسب معايير أخرى، ويحدد أولوياته واهتماماته بطرق مختلفة. تسبب هذا في توقع السوء من المبتعث الذي يختفي عن الأنظار، وهو ما ثبت أنه غير دقيق، فهناك من اختفوا بسبب وقوعهم ضحايا لجرائم جنائية. كما حدث مع اثنين من ألمع المبتعثين السعوديين في الولايات المتحدة وبريطانيا. إن النظر للموضوع بعقلانية يجعلنا نعيد التفكير ونغير نظرتنا لأبنائنا وبناتنا في الخارج. ذلك أن الحادث الذي تعرض له أحد أبنائنا لم يكتشف إلا بعد وقوع الجريمة بفترة غير قصيرة، وهو يدل على قصور في كفاءة أجهزة هذه الدول الأمنية، وعدم اهتمامها ببلاغات الاختفاء التي تصلها، بينما نجد العكس تماما لدينا. لكن الأهم من ذلك هو أن بعضا منهم اتجهوا نحو تجريم أحد الطلبة السعوديين وتفسير اختفائه بأنه التحق بإحدى الجماعات التي تمارس أعمالا إرهابية. هذه النظرة يجب أن تنتهي لأنها تؤثر في بقية الطلبة وقد تدفع بعضهم إلى…

آراء

مع غازي (1 ــ 2)

الجمعة ٢٤ أكتوبر ٢٠١٤

لن أنسى ذلك الموقف الذي حدث منذ 10 سنوات مَضَيْن، كنتُ أتجول أنا وزميل دراسة سعودي في أحد شوارع مدينة بورتلاند الأميركية، وكان غازي هو موضوع الحديث، وكنت ـ حينذاك ـ قد بدأت في قراءة كتبه، فأدهشتني مواهبه التي جعلت منه شاعراً وروائياً وإدارياً في آنٍ معاً، استوقفني زميلي فجأة وأخرج من محفظته «بطاقة عمل»، جذبتها من يده، يا الله، كم أحب هذا الرجل! كان حلمي أن ألتقي به، ولكن القدر حال دون ذلك «إنه غازي القصيبي رحمه الله». قرأتُ للمرحوم غازي: «العصفورية»، و«شقة الحرية»، وأُعجبتُ جداً بكتابه «حياة في الإدارة» لذلك، أنصحُ بقراءته، فقد جمع بين دفتيه كل دورات التميز الإداري التي عاصرها. وسأستعرض لكم اليوم موقفين اثنين لتوضيح أسلوبه في القيادة، يقول رحمه الله: بدأت عهدي في المؤسسة العامة للسكك الحديدية عام 1973 بقرار أدهش بعض موظفيها، قررت أن أسافر من الرياض إلى الدمام بالقطار، إلا أن ما بدا طبيعياً في عيني لم يبدُ طبيعياً في عين زملائي الجدد، فحاولوا إقناعي بالعدول عن الفكرة لأن الرحلة طويلة ومتعبة، لكنني كنتُ مصمماً بإرادة لا تلين! رأيت في حياتي الإدارية نماذج تستدعي التفكير: المسؤول في وزارة الصحة يرفض العلاج في المستشفيات الحكومية، والموظف الرفيع في وزارة التعليم يرسل أبناءه للتعلم في المدارس الخاصة! كانت رحلة موفقة؛ تحدثت خلالها مع المسافرين…

آراء

المغاربة هذا أصل طبعهم

الخميس ٢٣ أكتوبر ٢٠١٤

"صديقي دكتور مغربي ويقول: الأمازيغ "البربر" لهم الفضل في حكم الأندلس مرتين بعد السقوط العربي الأموي في الأندلس، وراحت محاولاتي أدراج الرياح في إقناعه أنهم أتوا للنجدة ولم يحكموا، ويؤيد ذلك كثير من المراجع". الدكتور سلطان التميمي، مقيم فلسطيني. أشكر الأستاذ سلطان وأظنه طبيبا وليس مؤرخا كما يبدو لي من رسالته، كما لا أدري إن كان الدكتور المغربي طبيبا أم مؤرخا، وإن كان يبدو أنهما زميلان في مستشفى واحد. موضوع الأندلس عموما معقد جدا، ومراجعه كثيرة، ولعبت الأهواء بها كثيرا. ولي صديق هولندي من أصل مغربي عزيز علي هو الدكتور عبد الإله الجامعي، أعتبره من عقول العالم في أنثروبولوجيا التاريخ والتنمية البشرية، رغم إقامته في هولندا وبروفيسور في جامعاتها، ما زال مغربيا قُحا، لم تجر بعروق دماغه نقطة طبعٍ هولندي، وشكله هي السمات النمطية لابن الصحراء المغاربية بالوسامة العميقة التي أسهمت في إبرازها الشمس والرمال عبر العقود وتوارث الجينات. عملت مع الدكتور "الجامعي" في أكثر من مشروع يخص التاريخ الأندلسي، أو بما جرى بأنفاق التاريخ الأندلسي ولم يتضح بالذاكرة العربية منها لغة الخميادو التليدة. وهناك أكثر من مشرع مع الدكتور الجامعي وربما توسعنا به في دول الخليج العربي. وإن كان هناك تأخير فهو مني فحماسته تغلب تشتت انشغالاتي. وبيننا كيمياء الأصدقاء وبالتالي سنكمل بإذن الله تلك المشاريع التي نعمل معا…

آراء

“الحرمل”.. وثائق الزمن المر

الخميس ٢٣ أكتوبر ٢٠١٤

على الرغم من أن نبات الحرمل موجود ومعروف على امتداد الوطن العربي لصفاته العلاجية إلا أن مفردة "الحرمل" لها وقع خاص عند أهل الرقة في سورية، ولذلك اختار المخرج السينمائي السوري الرقي مصطفى الراشد أن يكون "الحرمل البري" عنوان فيلمه الروائي القصير الأول، الذي يرتكز على بيئة الفرات وإنسانه في موضوعه الرئيس، وكذلك اختار عدد من مثقفي ومبدعي الرقة مؤخرا "الحرمل" عنوانا لمجلة نصف شهرية أصدروها في مغتربهم القسري، حيث استقروا في مدينة "أورفة" التركية ريثما تهدأ الأمور في وطنهم ويخرج "الدواعش" ويرحل الطاغية وينتهي القصف.. ويبدأ الإعمار من جديد، ولكن سؤالهم وسؤال كل سوري تهجّر مرغما هو: متى تكون العودة؟ مجلة "الحرمل" نصف شهرية، وهي ليست خبرية بقدر ما يبدو من موادها أنها تحليلية لواقع ومستقبل الثورة السورية مع إلقاء الضوء على معاناة المهجرين والمغتربين، كما أنها تهتم بالمواد الإبداعية من شعر وقصة، وتصدر بجهود ذاتية من قبل الموجودين في فريق التحرير المسؤول، الذين يعملون على توثيق مرحلة مهمة لكنها - وإن كانت مؤلمة - جزء من تاريخ سورية الحديث خلال فترة الثورة بكل مآسيها وتداعياتها ومرارتها.. ولعل المرارة هي القاسم المشترك بين الزمن الحالي لدى السوريين وبين نبات "الحرمل".. ولذلك جاء اسم "الحرمل".  يجمع الأصدقاء في هيئة التحرير المواد الكتابية والإبداعية عن طريق العلاقات الشخصية مع أصدقائهم وما…

آراء

من أين جاء هذا البريق؟

الخميس ٢٣ أكتوبر ٢٠١٤

تستطيع أن تتذوق طعم الفوز أحيانا بمجرد أن تشاهد بعض اللاعبين على أرض الملعب حتى قبل أن تنطلق صافرة البداية. لقد استطاع هذا النوع من اللاعبين فرض شخصيتهم عبر عديد من التجارب. أصبح وجودهم على المستطيل الأخضر انتصارا مبكرا. هل خُلق هؤلاء الأشخاص بهذه الكاريزما؟ بالطبع لا. إنهم نتيجة للحظات عصيبة. ليس اللاعبون فحسب، بل كل المبدعين في كل المجالات. نتابعهم بإعجاب خلف المنصات والسطور ووراء الشاشات. نغبطهم على شخصياتهم الفذة وثقتهم البالغة وشعبيتهم الجارفة وننسى أن نتذكر أن معظمهم مروا بعواصف شديدة في حياتهم جعلتهم كما نشاهدهم ونحبهم اليوم. تلك العواصف لم تقتلعهم، بل زادتهم قوة وقدرة على إدارة أي تحد جديد يواجهونه. الكاريزما التي يتحلى بها أولئك الأفذاذ لم تأت معهم عندما ولدوا. جاءت بعد الكثير من العمل والممارسة والإخفاقات. الفرق بينهم وبين غيرهم هو المواصلة. لم يدعوا إحباطهم يجرهم إلى الخلف، بل حولوه إلى ذريعة للنجاح. دافع جديد للتألق. وراء كل بريق قصة عظيمة. هناك لاعب كرة قدم فذ تأسرني شخصيته في الملعب. إنه يمنح الكثير من أنصار فريقه الشعور بالزهو لأنه أحد أعضاء فريقهم المفضل. اسم اللاعب، مانويل نوير، اسم يعرفه كل متابع لكرة القدم الحديثة، فهو حارس أبطال كأس العالم، وفريق بايرن ميونيخ. لقد استُقبل هذا الحارس القادم من شالكه عام 2011 بلافتات تطالب بإبعاده؛…

آراء

الإعلام الخليجي بين الحرية والمسؤولية

الخميس ٢٣ أكتوبر ٢٠١٤

كان «الملتقى الإعلامي الخليجي» الثاني، الذي احتضنته الكويت 14 - 15 أكتوبر 2014، ملتقى مثمراً، لتفاعل الإعلام الرسمي مع الإعلام الخاص، إذ أتاح حضور وزراء الإعلام الخليجيين وحرصهم على المشاركة في التعليق والتعقيب وردودهم على التساؤلات الموجهة إليهم من قبل المتحدثين وممثلي وسائل الإعلام الخليجي (الخاص)، وكان مجالاً حراً لتفاهم أفضل لقضايا الإعلام الخليجي. الكُتاب والأكاديميون والمحللون وممثلو الإعلام الخاص، شكواهم الدائمة من القيود الإعلامية، وهمهم المطالبة بتوسيع إطار الحريات الإعلامية، في الوقت الذي يركز فيه ممثلو الإعلام الرسمي على المسؤولية الإعلامية، ولعل خير من عبر عن هذه القضية وزير الإعلام الكويتي الشيخ سلمان الصباح في تعقيبه المتزن في الجلسة الأولى، حين أكد أنه مع توسيع الحريات الإعلامية ومع ضمانات حريات التعبير، وأنه لن يضيق صدراً بوجهات النظر كافة، ولكنه يريد حريات إعلامية مسؤولة لا «تفبرك» الخبر ولا تروّج للإشاعات ولا تحرض على العنف والكراهية، ولا تجرح الآخرين وتطعن في ذممهم وتشكك في معتقداتهم ووطنيتهم، فالحرية تقابلها المسؤولية، وإلا عمّت الفوضى ولم يسلم أحد على عرضه وسمعته وحياته ومعتقده. المتحدثون من مختلف دول مجلس التعاون وجهوا انتقادات وملاحظات محقة للإعلام الخليجي، وقدموا مقترحات جيدة تهدف للارتقاء به، وأجمعوا على ضرورة السعي إلى تعزيز «الوحدة الإعلامية» بين دول المجلس، بحيث يجسدها «خطاب إعلامي خليجي واحد»؛ لأن ما هو حاصل اليوم أن…

آراء

حلقة من مسلسل التنوير

الخميس ٢٣ أكتوبر ٢٠١٤

هل بدأ التنوير في النهضة العربية من ثُقب إبرة، كما يقول الكاتب رفعت السعيد؟ أم أن المعركة دارت بين من يشدّون العربة إلى الأمام، وبين من يضعون الهراوات في دواليبها؟ وهل أصبح قدرنا أن نعود إلى أول السطر بعد كل قرن؟ فما قاله رواد النهضة العربية خصوصاً هؤلاء الذين لاذوا بمصر هرباً من مطاردة الباب العالي لو وجد مجالات حيوية لترجمته إلى واقع، لكان المشهد العربي على غير ما هو الآن، لكن النهضة تعرضت لإجهاض مبكر وفي الرحم . وما أشبه الليلة بالبارحة، فما قطعه العرب المعاصرون من مسافات نحو العصرنة والتحديث واللحاق بالعالم الأكثر تقدماً، أصبح الآن في خطر، وفي مهب عواصف رملية تحجب الآفاق وتسدها، إذاً هي حرب مستمرة بين العقل ومضاداته، خصوصاً تلك التي تتأسس على تجهيل مؤدلج ومبرمج، بهدف تجريف الوعي وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، لكن المستقبل ليس محايداً إزاء هذه الحرب، فهو حليف استراتيجي لمن راهنوا على العقل ضد الخرافة، وعلى التنوير مقابل الإظلام، لأن مصدّات التقدم والتنوير لو أفلحت منذ محاكم التفتيش لبقي البشر يراوحون هناك، عند تخوم عصر الانحطاط . وما بدأ من ثقب إبرة لا بد أن ينتهي إلى الأبواب المشرعة كلها، لأن التنوير شأن كل المشروعات الإنسانية والنهضوية الكبرى، يتنامى ويفرز مفاعيله رغماً عن كل محاولات الإعاقة، وذلك قانون أو…

آراء

هل يطيل «داعش» عمر نظام الأسد؟

الخميس ٢٣ أكتوبر ٢٠١٤

ترحيب وسائل إعلام سورية بالغارات الأميركية على مواقع تنظيم داعش، وحديثها عن أن أميركا تحارب في خندق واحد مع القوات السورية، قد يبدو نكتة سمجة أو محرجة في واشنطن، لكنه يعكس في الواقع كيف قلب «داعش» الموازين في الحرب السورية، وكيف بدّل الكثير من التحالفات والمواقف في المنطقة. فنظام الأسد يستفيد بلا شك من الغارات الأميركية على مواقع «داعش»، ويسعده الهدف المعلن للتحالف الدولي في القضاء على التنظيم. صحيح أن الاستراتيجية الدولية لا تهدف لمساعدة النظام السوري بالضرورة، لكنها لا تستطيع تفادي استفادته من نتائجها العسكرية. دمشق تستغل هذا الأمر إعلاميا وسياسيا لتروج أن أميركا باتت معها في «خندق واحد» ضد الإرهاب. الانقلاب الحقيقي سيكون إذا صحت القراءات المستنتجة من التطورات على الأرض، التي تشير إلى أن الإدارة الأميركية بدأت تراجع موقفها، وتتريث في موضوع إطاحة نظام الأسد. فواشنطن تشعر بالقلق من احتمالات الفراغ الذي سيحدث في ظل تفكك المعارضة السورية، وتنامي نفوذ الحركات «الإسلامية» التي تسيطر مع «داعش» على معظم الأراضي الواقعة في قبضة المعارضة. وهناك من بات يرى أن بقاء النظام السوري إلى حين سيكون أخف ضررا من وقوع سوريا في قبضة التنظيمات المتطرفة، ومن رؤية «داعش» يتمدد على الأرض ويستقطب المقاتلين من كل صوب، وبعضهم من الدول الغربية التي لا تخفي قلقها من عودة هؤلاء إلى أراضيها…

آراء

يا سماحة المفتي

الأربعاء ٢٢ أكتوبر ٢٠١٤

سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، من أصحاب العقول الراجحة، وهو امتداد للطرح الديني الصافي؛ مثله في ذلك مثل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد بن عثيمين، يرحمهما الله. وأتذكر بإجلال وتقدير أن المفتي كان أول عالم دين أنكر العمليات الانتحارية التي كان يقوم بها بعض الشباب في فلسطين، وكانت وقتها الحماسة والعاطفة توجهان بوصلة بعض أهل الفتوى لتأييد هذه العمليات الانتحارية، لكن سماحة المفتي كان صارما، وأصر أن مثل هذه العمليات ليست عملا صالحا. ثم مرت الأيام، وبدأت المجتمعات المسلمة تكتوي بهذه العمليات، وبدأ بعض مَن أجازوا هذه العمليات يتراجعون عن ذلك، بعد أن شهدوا مراهقين يهدرون أرواحهم معتقدين أن ذلك يوصلهم إلى الحور العين.. ولا تزال هذه العمليات طعنة في الخاصرة. بالأمس قرأت ما نقلته "الاقتصادية" عن سماحة المفتي، بشأن "تويتر". قال المفتي إن هناك مَن يستغل "تويتر" لزرع الفتنة ونشر الفوضى. وقال سماحته، بحسب الصحيفة، إن "بعض المغردين لا يعرفون سوى توزيع الاتهامات والأكاذيب. وهناك مَن يدعم هذه التوجهات، مبيناً أن ذلك ليس من أخلاق المسلمين". المؤلم أن هذه التجاوزات لا تقتصر عندنا على عوام الناس، إذ تورّط فيها دعاة كان البعض ينظر إليهم قبل "تويتر" بمنتهى الاحترام والتقدير. هؤلاء يُفترض أن يتغير أسلوب خطابهم، إذ لا يليق بمَن يلتصق…

آراء

القصيبي والياباني والعربي

الأربعاء ٢٢ أكتوبر ٢٠١٤

للحكيم الدكتور غازي القصيبي، رحمه الله، مقولة بليغة (جارحة) هي أنه: «عندما يفشل الياباني ينتحر وعندما يفشل العربي يرقى»! وما يسبق ترقيات الفاشلين في العالم العربي هو توظيفهم، دون تردد، في مواقع صناعة القرار وصياغة حياة الناس من بطون أمهاتهم إلى قبورهم. والسبب هو أن الوظيفة عند العربي مزرعة بينما هي عند الياباني مصنع. في الأولى يربى كل شيء ويكبر وينتفخ على يد المالك وفي ظله ومن أجل سواد عينيه وطرب أذنيه. وفي الثانية تتداخل خطوط الإنتاج وتنجح أو تفشل بناء على العزف الجماعي للباحثين عن المصلحة الوطنية العامة التي يتشاركون فوائدها بالتساوي. ولذلك، تحت وطأة الممارسة الفلاحية، يتأخر الوطن العربي كل هذا التأخر ويهاجر أبناؤه إلى أصقاع الممارسات الصناعية يتكسبون رزقهم ويبنون كراماتهم التي تهدر لسقيا أحواض الواصلين والمتنفذين والفاسدين والفاشلين. ولو أنك ألقيت نظرة واحدة على الأسماء العربية المبدعة التي تشرق عليها شمس الغرب والشرق كل يوم لفهمت ما أقول هنا. كل الموهوبين العرب من الشباب لا نسمع عنهم ولا نقرأ أخبارهم إلا من خلال حواضن الإبداع والإنتاج الأجنبية التي لا تفرق ولا توزع (المغانم) حسب القرب والبعد من المسؤول والمدير ومن يعز عليهما من جماعة وأقارب وأهل ثقة. التخلف، تخلف أي مجتمع، يبدأ من السلوك الخاطئ ويكبر به إلى أن يصبح هذا السلوك طبعا وقد يتحول أيضا…