آراء

آراء

أزمة الحكومات السنية بعد «داعش»

الأربعاء ١٥ أكتوبر ٢٠١٤

نحن أمام وضع واضح إلى حد ما، من حيث العدو والصديق في الحرب على «داعش»، لكن قد تتغير الأوضاع لاحقا. فرئيس وزراء العراق الجديد، حيدر عبادي، يقول إن الخليج والسعودية أدركوا أن دعمهم للمتطرفين سيهدد أمنهم، لهذا بدلوا استراتيجيتهم! والسعوديون يؤكدون أن «داعش» ولدت في حضن النظام السوري. والإيرانيون يعترفون في العلن أن بعض قيادات «القاعدة» لا يزالون في ضيافتهم في داخل إيران. وتركيا، معروف أنها البوابة الواسعة لكل آلاف المقاتلين، المحترمين والإرهابيين معا، الذين تسللوا إلى سوريا. والجميع يتفق على أن تردد الحكومة الأميركية في التدخل لسنوات تسبب في تحول القط إلى وحش إرهابي يهدد العالم كله. والأميركيون، أنفسهم، يعترفون اليوم أنهم أساءوا التقدير، ويعترفون أن حكومة العراق السابقة تحت إدارة المالكي بسياستها الانتقامية الطائفية أدت إلى ولادة جيش «داعش» العراق المخيف. رغم الاختلافات وصعوبة التعامل مع جماعات إرهابية، فإنه يوجد أمل بكبح الخطر. فالتحالف القائم وعاء سياسي وقانوني وعسكري يمكن تطويره لإيجاد حلول للأسباب الجذرية، بوقف التنافس السياسي الإقليمي وكبح الصراع الطائفي والتخلص من المسببات مثل النظام السوري. من دون ذلك يمكن أن تتغير المواقف وينقسم التحالف، ويتسع الصراع، وتتورط الأطراف في حروب إقليمية تستخدم فيها الجماعات الإرهابية من قبل الجميع. الآن كل يلوم الآخر، وهناك ما يكفي من توزيع اللوم على الجميع، كل مسؤول بدرجة ما عن…

آراء

أن تكون مساويا لغيرك

الثلاثاء ١٤ أكتوبر ٢٠١٤

من النادر جدا أن تسمع زعيما يدعو للشدة في معاملة الناس. جرت عادة الزعماء والعلماء على القول إن اللين هو السنة الصحيحة. ويستشهدون على هذا بآيات وأحاديث، وينقلون روايات تاريخية عن ملاينة الزعيم أو العالم الفلاني لمعارضيه، فضلا عن أتباعه. لكن مفهوم "اللين" لا يفيد كثيرا في العلاقات غير الشخصية، سيما مع المخالفين. مبدأ الملاينة صحيح في علاقة محددة بينك وبين شخص آخر، أو في علاقتك مع أتباعك والأشخاص الذين تجمعك وإياهم قناعة مشتركة ومفهوم واحد للحياة والعالم. أما المعيار الناظم للمواقف العامة والعلاقة مع المخالفين فهو مبدأ "التسامح". التسامح هو الإقرار بأن لكل إنسان حقا في اختيار ما يراه مناسبا لشخصه، من فكرة أو اعتقاد أو طريقة عيش أو منظومة علاقات اجتماعية أو موقف سياسي أو تصور عن المستقبل. أرضية هذا المبدأ هي الإيمان بعقلانية الإنسان وحريته، وكونه قادرا على حساب عواقب قراراته وأفعاله، وتحمل المسؤولية المترتبة عليها. نحن ننظر للناس كعقلاء يتبعون ما توصلوا إليه بعقولهم. أنت تؤمن بعقلك وحقك في اختيار معتقدك ونمط عيشك ومواقفك، وترفض أن يلزمك الآخرون بما لا تريد وما تظنه غير معقول، رغم أنهم يرونه معقولا وصحيحا. هذا حقك ولا غبار عليه. لكن عليك أن تعلم أن الآخرين، الذين يتفقون معك والذين يخالفونك، يملكون نفس الحق. وإذا مارسوه فسوف يتوصلون إلى خيارات مخالفة…

آراء

مرحلة المجازفات في يمن الحوثيين

الثلاثاء ١٤ أكتوبر ٢٠١٤

من متمرّدين على الدولة إلى حكّام لهذه الدولة، ومن ميليشيا في صعدة إلى «جيش» في صنعاء فالحُديِّدة غرباً ومأرب شرقاً وصولاً إلى باب المندب جنوباً. قد تنمّ مسيرة «الحوثيين» عن ذكاء خارق أو غباء صارخ، وقد تعكس قوة كامنة أو انتفاخاً غير طبيعي للذات، لكنها في مختلف الأحوال لا تشي بأن لديهم مشروعاً يمنياً، ومن أجل اليمن، بلدهم ووطنهم المفترضين، ولا من أجل اليمنيين، أهلهم وشعبهم المفترضين أيضاً. فلو كان لديهم مشروع بهذه الروح لتصرّفوا على نحو مغاير تماماً، أي لما وضعوا الدولة والجيش والمجتمع في مجازفات الانهيار والتفكك والانقسام وتدمير الذات. كانت طهران أول مَن رحّب رسمياً بـ «الاتفاق» بين عبدالملك الحوثي وجمال بن عمر، فيما كانت صنعاء تنفي حصوله، وقبل ساعات من إعلان المبعوث الأممي أن «الاتفاق» حصل. بعد أقلّ من ثمانٍ وأربعين ساعة كان «الحوثيون» يجتاحون العاصمة، ويحاصرون منشآت ومواقع ومنازل، مستكملين الاختراق الذي بدأوه قبل أيام. وعندما استُجلس رئيس البلاد وممثلو القوى السياسية للتوقيع على «اتفاق السلم والشراكة»، كانت صنعاء قد سقطت عملياً في أيدي غزاتها والمتواطئين معهم من داخلها، وتواصل تفتيشها وتمشيطها في الساعات والأيام التالية، كما لو أنه تنفيذ لـ «الاتفاق». ولم يستفق الآخرون، بمن فيهم المبعوث الأممي، من صدمة الخديعة إلا بعدما أنجز الحوثيون المهمة. كانت طهران وحدها تعرف ماذا عنى ذلك «الاتفاق»،…

آراء

التواصل مع الطبيعة

الثلاثاء ١٤ أكتوبر ٢٠١٤

من أهم عيوب الطفرة التقنية والمعلوماتية الهائلة التي نشهدها حالياً، العزلة الاجتماعية وانحسار التواصل الإنساني إلى الحد الأدنى، فقد بات معظمنا يقضي ساعات طويلة كل يوم في استكشاف العالم الافتراضي، ولكننا نفشل في استكشاف العالم الحقيقي من حولنا، ويوماً بعد يوم يزداد عقوقنا للطبيعة الأم، التي خلقها الله سبحانه وتعالى لنستمتع بها ونتواصل معها، لتساعدنا على تعزيز صحتنا العقلية والروحية والبدنية. فمن المهم لنا كوننا بشراً، أن نعود إلى أحضان الطبيعة ونتأمل في نظامها الرباني البديع، ونتصالح معها ونقدرها، ونبذل الجهد للمحافظة عليها للأجيال القادمة. وترسيخاً لرسالتها في تعزيز الوعي البيئي، والتنمية المستدامة في إمارة أبوظبي، وضمان استمرار إدراج القضايا البيئية ضمن أهم الأولويات في الأجندة الوطنية، افتتحت هيئة البيئة - أبوظبي مؤخراً محمية الوثبة للأراضي الرطبة، ومتنزه القرم الوطني أمام الجمهور، للتعرّف إلى ثرواتنا الطبيعية عن قرب، في إطار جهودها لتحقيق أهداف رؤية أبوظبي 2030. يظن البعض أن الطبيعة في دولة الإمارات عبارة عن الصحارى والبحار وحسب، وأن التطور الذي تشهده بلادنا يتم في مجال التنمية العمرانية فقط، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن لدينا العديد من المساحات الحاضنة للطبيعة، التي تزداد رقعتها عاماً بعد عام. بدأ الاهتمام بالطبيعة على يد المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي شكلت قضية الحفاظ على…

آراء

تل أبيب ونيات طهران الحسنة!

الثلاثاء ١٤ أكتوبر ٢٠١٤

نبهت طهران على لسان نائب وزير خارجيتها للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، واشنطن من أن إسقاط نظام بشار الأسد، ليس من مصلحة الولايات المتحدة أو إسرائيل، مما يعد بادرة حسن نيات منها تجاه تل أبيب، حيث أصبحت طهران وفقا لكلام مسؤوليها حريصة على أمن إسرائيل، التي تتخوف من الفوضى على حدودها الشمالية مع سوريا «الجولان المحتل» بحال حصول انهيار مفاجئ في صفوف قوات الأسد، يؤدي إلى تضعضع في هيكليات النظام وما تبقى من مؤسساته، يصعب من بعده ملء الفراغ السياسي والأمني الذي يحاول الجميع تحاشيه. قلق طهران الجدي على ما يبدو في هذه المرحلة على مستقبل النظام في دمشق، نابع من تناقض التصريحات الأميركية في الحرب على «داعش»، فقد حذر عبد اللهيان في تصريحه، من أن تأخذ حرب واشنطن وحلفائها الأوروبيين والإقليميين على «داعش» بعدا آخر، يساعد قوات المعارضة على الاقتراب أكثر من دمشق، أو إعادة التوازن العسكري مع النظام، في الأماكن التي سوف ينحسر فيها وجود تنظيم «داعش» تحت ضربات التحالف الجوية لصالح مقاتلي الجيش السوري الحر. هذا ما دفع طهران إلى لفت نظر تل أبيب، بأن أي انعكاس سلبي للعمليات العسكرية ضد «داعش» على قوات الأسد، سيتحول إلى كابوس أمني على حدودها، في إشارة واضحة وصريحة، بأن خلايا المقاتلين المتشددين «داعش» و«القاعدة» الموجودين جنوب سوريا، سوف…

آراء

إنها «الحرب العالمية» المفتوحة على الإرهاب!

الثلاثاء ١٤ أكتوبر ٢٠١٤

داعش تنظيم لا يختلف فكريا عن القاعدة تماما لكنه الاشرس والاكثر تمويلاً ونفوذا ،وقد يكون الاكثر قدرة على التجنيد من المشرق الى المغرب وعلى امتداد الارض، صحيح ان جل ان لم يكن غالبية المتلحقين به من الغرب اصحاب اصول اسلامية أو عربية بشكل أو باخر، لكن عمل التنظيم على استقطاب فئات عدة لم يتوقف، انها مرحلة تختلف عن كل المرحل التي سبقتها. ورغم الجهد الاعلامي الكبير المتتبع لهذه الجماعات والفاضح لمنهجها واهدافهاالخطرة على الامن والسلم الاجتماعي، كما خطره في تشويه ممنهج للاديان والقوميات، الا ان شراسته التي تكونت خلال قرون من تسويق الفكر الاحادي الاقصائي الذي يصل تدريجيا إلى حد التصفية الجسدية سيحتاج للكثير قبل ان يتضاءل تاثيرها أو يحاصر. سابقا كان هناك قوى ثورية وانفصالية في اكثر من بقعة من العالم الا انها انحصرت اليوم في مساحة محددة من هذا الكوكب، في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، في المنطقة العربية والإسلامية تحديدا.! وهنا قوى متنازعة على النفوذ ظلت وستبقى تدعم العصابات المسلحة والتنظيمات الإرهابية وتناور بها في سبيل تحقيق مكاسب سياسية والضعظ على حكومات عدة في دول العالم بما فيها دول عربية واسلامية لبسط نفوذها وهيمنتها ، وتوجيه البوصلة السياسية عنوة عبر هذه العصابات أو الجماعات المسلحة في الاتجاه الذي تريد، وتحقيق المزيد من النفوذ الجغرافي والسياسي والاقتصادي عبر دعم…

آراء

ماذا يحدث في النفط والأسهم والعقار؟

الإثنين ١٣ أكتوبر ٢٠١٤

أصبح من المعتاد أن نعود من إجازة أحد الأعياد لنتفاجأ بالتغيرات الدراماتيكية التي تحدث في اسواق العالم. فقد عدنا بعد عيد فطر 2008 لنشهد أزمة الرهن العقاري، ثم تلا ذلك أزمة دبي العقارية وعدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها المادية بعد أضحى 2009. ونعود اليوم ونحن نشهد تشاؤم واضح من صندوق النقد الدولي عن اقتصاد أوروبا باحتمالية دخوله في ركود وبنسبة قد تصل الى 40%، وبنسبة 27% للاقتصاد الياباني، مع تحديرة من ارتفاع مديونية الصين. وتضيف ستادرد آند بور الى هذا التشاؤم نظرتها السلبية للاقتصاد الفرنسي. وفي ظل هذه الأنباء لم يقفل يوم الجمعة الماضي إالا وقد تخلت الأسواق الأمريكية والاوروبية عن جميع مكاسبها التي حققتها منذ بداية العام. أكتب هذا المقال قبل افتتاح سوقنا أمس بعد العودة من إجازة عيد الأضحى، والذي سيفتتح على هذه الأنباء وأنباء أخرى عن تهاوي أسعار النفط لتكسر حاجز التسعين دولاراً للبرميل وهو الرقم المهم للمحافظة على موازنة حكومية مستقرة. ويبدو أن سوقنا الذي تراجع خلال الفترات الماضية جراء تراجع أسعار النفط سيشهد مزيداً من التراجع، خصوصا وأن هناك توجهاً سعودياً بزيادة الانتاج مقابل انخفاض الأسعار وارتفاع الدولار للمحافظة على حصة السعودية السوقية بعد دخول منافسة حادة من نفوط أوبك على الأسواق الآسيوية. وهي بالنسبة للسعودية التي تتكئ على احتياطيات مالية ضخمة فرصة لمعرفة مدى…

آراء

أسئلة برسم ما يحدث في اليمن؟

الإثنين ١٣ أكتوبر ٢٠١٤

منذ أن داهم الحوثيون صنعاء والأمور تسير بحسب تقديراتهم وخططهم دون أي رد فعل أو مقاومة؟ ها هم ينسابون وينحدرون في خريطة اليمن بجبالها وسهولها مثل الماء الذي يسير في جداوله بلا سدود. هكذا هي حركة الحوثيين تتسرب داخل المدن اليمنية تباعاً وتوالياً ابتداءً بصعدة، ثم عمران، ثم صنعاء، ثم ها هي ماضية إلى تطويق البحر عبر باب المندب، وهم يفعلون ما يشاؤون ولا أحد يجرؤ على الاعتراض، فهم وحدهم الذين يوافقون، وهم الذين يعترضون. لو تابعت ورصدت كل تحركاتهم منذ أن دخلوا صنعاء لأدركت أنهم يمضون إلى أبعد من هذا، لكن السؤال الكبير كيف يحدث ما يحدث في ظل صمت عجيب من الداخل والخارج؟ ولماذا يبدو أن ما يحدث في اليمن من جماعة الحوثي يجد إهمالاً وعدم اكتراث من قبل الحكومة اليمنية أو حتى من قبل الجوار. فهل هناك توافق على هذا الأمر؟ تدهشك السياسة أحياناً بمغاليقها وغموضها ولؤمها الذي يصيب المتابع بكل عجز وارتباك. كل المفاتيح المتاحة وكل المعلومات المباحة لا تسعفك على فهم ما يحدث في اليمن؟ هل الأمر بالفعل خارج عن السيطرة؟ وهل على العكس من ذلك هو داخل دائرة الاحتواء والسيطرة؟ هل حكومة اليمن تدرك ما يحدث أمامها وتغض الطرف أم أنها عاجزة حتى عن الإبصار؟ هل علي عبدالله صالح يدير اللعبة ـ كما يتردد…

آراء

أين “ملالا” السعودية؟

الإثنين ١٣ أكتوبر ٢٠١٤

ليس من طبعي أن أنظر إلى لأمور بشكل عاطفي، خصوصا تلك الأمور التي ترتبط بالسياسة والإعلام والمجتمع، فكثير من تلك الأحداث يتم تصميمها وفق تخطيط ممنهج، أو تضليل مبرمج، أو تمويه مقصود، ولذلك لم أكن ممن روج وقارن واحتفل بفوز الباكستانية الشابة ملالا يوسف، والهندي كايلاش ساتيارثي بجائزة نوبل للسلام لهذا العام نظير نضالهما ضد قمع الأطفال والمراهقين، ومن أجل حق الأطفال في التعلم وفق بيان لجنة الجائزة. إن سألتني قلت لك إن الشابة الباكستانية التي أصبحت "أيقونة" إعلامية بعد نجاتها من حادثة محاولة قتلها من قبل جماعة طالبان في باكستان لانتقادها منع تلك الجماعة المتشددة الطالبات من التعلم، ليست إلا فتاة تتناسب قصتها مع السيناريو المثالي الذي به يمكن أن تخلق "أيقونة" بشرية يمكن لها أن تكون وجها حيا لفكرة سياسية وسفيرة لأجندة تقدمية تدعم أهدافا تتجاوز خدمة المجتمع وتتعدى الصبغة الإنسانية والحقوقية التي يحاول الإعلام إيهامنا بها. انظر معي كيف أن الجائزة تم منحها لذكر وأنثى، ثم هما كذلك من بلدين يوصفان بالإخوة الأعداء؛ أي باكستان والهند، وهما دولتان نوويتان، كما أن الفائزين يتناقضان بأن أحدهما في مقتبل العمر، بينما الآخر في عمر الشيخوخة، كما أن ملالا الفتاة هي ضحية العنف الطالباني في حين أن الرجل كايلاش هو المناهض السلمي المؤمن بمبادئ الزعيم الهندي غاندي، وأخيرا وليس آخرا:…

آراء

رفاهية المواطن السعودي

الإثنين ١٣ أكتوبر ٢٠١٤

أواخر العام الماضي ساد نقاش صحافي واقتصادي وشعبي في الكويت إثر حديث لرئيس الوزراء الشيخ جابر مبارك الصباح قال فيه «إن دولة الرفاه التي تعودها الكويتيون لن تستمر طويلاً». التصريح الذي تزامن مع تقديم الشيخ جابر برنامج حكومته للسنوات الأربع المقبلة إلى البرلمان فتح نقاشاً وجدالاً وخلافاً على أعمدة الصحف وبرامج التلفزيون، والـ «هاشتاغات» على موقع «تويتر». وفي السعودية هذا الشهر لا حديث يفوق تعليقات الناس على قول وزير الاقتصاد والتخطيط محمد الجاسر «إن المواطن السعودي ينعم بمستوى عالٍ جداً من الرفاهية مقارنة بالاقتصادات الأخرى في المنطقة ودول العالم». ورد المغردون في «تويتر»، وكتاب اقتصاديون في الصحافة، ودللوا بأرقام البطالة والإسكان والغلاء على عدم صحة ما قاله. وتميزت بعض الردود بالفكاهة والظرف. اقتصادياً، يجب حل النزاع حول معنى الرفاه أولاً، ومن ثم الحكم على نهايته كما أعلن رئيس الوزراء الكويتي أو وجوده و»بمستوى عال جداً» كما صرح وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي. والمعنى لا يخرج عن ثلاثة احتمالات هي: أولاً: الرفاه الاقتصادي economic welfare، هو السائد عادة في كتب الاقتصاد، ولا يبدو أن أياً من التصريحين قصده، فالتعريف يتضمن عوامل سياسية وأخرى تخص حقوق الإنسان لا تتوافر في كل البلدان العربية، ولذا لا يمكن أن يقال إن من النموذجين في الكويت والسعودية هي دول رفاه اقتصادي. ولا أظن أن هذا الأمر…

آراء

هل السعودية مسؤولة عن إنقاذ اليمن؟!

الإثنين ١٣ أكتوبر ٢٠١٤

منذ الحادي والعشرين من سبتمبر (أيلول) الماضي، إثر توقيع الحوثيين والرئيس عبد ربه منصور هادي، اتفاق «السلم والشراكة» والذي أنتج واقعا يمنيا جديدا، سماه هادي - فيما بعد - انقلابا، والأنظار متجهة نحو الجارة الكبرى السعودية. كيف تقبل بسيطرة الحوثيين؟ لماذا تُقتل المبادرة الخليجية والرياض تتفرج؟ الخطر الإيراني يحاصر الحدود السعودية؟ لماذا لا تتدخل السعودية، وهي ترى الشوكة الإيرانية حاضرة في خاصرتها؟ يوما بعد يوم وهذه الأسئلة وغيرها تتضخم، وكأن السعودية وحدها معنية بإنقاذ اليمن. لنتفق أولا بأن سياسة الرياض لا تتشابه ولا تتقاطع مع سياسة طهران. هناك فرق كبير واستراتيجي بين رؤيتي البلدين وسياستيهما. السياسة الإيرانية قائمة أساسا على مبدأ أساسي، وهو تصدير الثورة، ومن أهم سياساتها التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وعلى النقيض منها تقوم السياسة السعودية. فهل نفترض في الحالة اليمنية الراهنة أن تتدخل السعودية في الشأن اليمني لتغير واقعا ارتضوه لأنفسهم؟ وهل يمكن أن تكون خطورة الوضع اليمني جواز عبور يسمح بأن تفعل الرياض ما تفعله طهران من ألاعيب سياسية غير مبررة؟! بالطبع هذا لا يعني أن ترفع السعودية يدها عن اليمن، أو أنه لا توجد مخاطر تهدد الأمن القومي السعودي والخليجي، غير أن انصراف المجتمع الدولي، وخصوصا الولايات المتحدة، عن مسؤولياته في اليمن، يشير إلى أن هذه الدولة لن تشكل خطرا مزمنا على جارتها…

آراء

لماذا تسكت تركيا؟

الإثنين ١٣ أكتوبر ٢٠١٤

القوة المؤثرة القادرة فعلا على إسقاط النظام السوري، ومحاصرة الجماعات المتطرفة في سوريا، والقادرة على دعم النظام العراقي وحماية إقليم كردستان العراق، هي تركيا. مع هذا امتنع الأتراك عن فعل شيء مهم، وبسبب ذلك بقي نظام الأسد يعيث ويقتل على مدى أكثر من 3 سنوات، وانتشرت الجماعات المتطرفة، وبقي ظهر إقليم كردستان عاريا بلا حماية. فلماذا ترفض أنقرة أن تلعب دورا حاسما، وتترك الساحة للآخرين؟ هل تخشى من التورط العسكري؟ سوريا على حدودها، وما يجري هناك يمس أمن تركيا أكثر من السعودية والخليج وإيران، ومع هذا فإنها أكثر ترددا، حتى إن إيران أرسلت قوات من الحرس الثوري يقاتلون في صفوف نظام الأسد، ويقومون بتزويده بكل شيء من المال والمدافع والخبز، أما الحكومة التركية فإن دعمها حذر ومحدود، فتحت الحدود للمقاتلين مع شيء من الرعاية السياسية والعسكرية. فقط انحازت أنقرة سياسيا مع الثورة السورية، لكنها عطلت قدرتها العسكرية الضخمة عن التدخل، تاركة الجارة المهمة مسرحا للقوى الإقليمية والكبرى يلعبون على حساب السوريين وعلى حساب مصالح تركيا. ولو أن الأتراك نفذوا وعيدهم المتكرر، وساعدوا على إسقاط نظام الأسد، لأصبحت أنقرة العاصمة التي تدار منها الحلول المستقبلية، بدلا من الفوضى التي نراها اليوم. ولا يستطيع بلد أن ينازع تركيا هذا الحق، حق التدخل، بحكم الجيرة، فهي أكبر الدول المجاورة، والأقرب للأغلبية السنية، والأقرب…