آراء
الثلاثاء ٠٨ سبتمبر ٢٠١٥
لقد أصيبت دولتنا المجيدة بمصاب أليم، حيث فقدت كوكبة من فلذات أكبادها، ولا نقول إلا كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) «إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا». استودعت الأمة الإسلامية بأسرها، كوكبة من شهدائنا الأبرار، الذين ضحوا بدمائهم الطاهرة، من أجل الذود عن هذه الأمة، ورفعة الحق، ومد يد العون لدولة اليمن الشقيق، لنصرته ضد العدوان الحوثي والخروج على الشرعية، فرحين بما نالوه من الدرجات العلى عند ربهم، فباتوا منعمين فرحين بما آتاهم الله من فضله، وقد كان الناس يقولون فيهم، مات فلان، وذهب عنه نعيم الدنيا ولذاتها، فأخبر الله عز وجل، أن من قتل في سبيله ليس بميت، بل اختصه بالقرب منه، وفي هذا مزيد البهجة والكرامة، قال تعالى: «وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتٌ، بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَـكِن لَّا تَشْعُرُونَ) البقرة (154). فتلك الكوكبة قدمت أرواحها فداءً لنصرة الحق وإعلائه، ولا سبيل لمن يزايد على هذه القضية، فيثير الشائعات وينسج الأقاويل، ويخترع القصص، وهو لا يدري أن هذا يمس أمن الوطن، فلا يجوز لأي كان أن يناقش أو يصدر تصريحات حول هذه القضية، فليس من سلطة أحد تناول تلك الموضوعات العسكرية، سوى ممثل قواتنا المسلحة، فهي القناة الشرعية الوحيدة التي يجب أن نستقي منها المعلومة، حرصاً على أمن وسلامة الوطن،…
آراء
الثلاثاء ٠٨ سبتمبر ٢٠١٥
زيارة قصيرة لكنها استثنائية، لسنا نحن فقط الذين نقول ذلك بل كل المهتمين بالعلاقات السعودية الأمريكية من الجانب الأمريكي بمختلف اهتماماتهم وتخصصاتهم، سياسيون واقتصاديون وإعلاميون ورجال مال وأعمال وأكاديميون وباحثون في العلاقات الدولية ومراكز الرصد والتحليل والأبحاث. راهنت بعض وسائل الإعلام الأمريكية والغربية أو توقعت في أحسن الأحوال أن زيارة الملك سلمان لأمريكا لن تسفر عن شيء مهم لأن الأوضاع الراهنة في منطقتنا وعلى الساحة العالمية عموما لا تسمح بنتائج إيجابية ذات قيمة، بالإضافة إلى كون الإدارة الأمريكية الحالية على وشك المغادرة وذلك ما قد لا يتيح لها تقديم التزامات استراتيجية تجاه الملفات التي يحملها الجانب السعودي، وإذا أضفنا إلى ذلك الاعتقاد بأن علاقات البلدين ليست في أحسن أحوالها فإن الصورة الإعلامية السابقة للزيارة تكاد تكون واضحة. لكن الذي حدث كان أشبه بالعاصفة في وجه كل تلك الاحتمالات والتوقعات. كل الموجودين في وقت الزيارة كانوا يلهثون لمواكبة ذلك الزخم الكبير من اللقاءات والمداولات والاجتماعات بين فرق العمل الثنائية. اتضح منذ الساعات الأولى أنها ليست زيارة بروتوكولية وإنما زيارة لها أهداف استراتيجية محددة وواضحة ودقيقة وفق رؤية ناضجة وعملية، ليس فيها طرف أقوى وطرف أضعف، أو طرف مفيد وآخر مستفيد، وإنما وفق معادلة تحقق التوازن والفائدة المشتركة بين طرفين يعرف كل منها مصادر قوة الآخر وكيفية توظيفها لتأسيس شراكة استراتيجية طويلة…
آراء
الثلاثاء ٠٨ سبتمبر ٢٠١٥
الخسارة المؤلمة في انفجار مأرب؛ الخمسة وأربعون إماراتيًا، والعشرة سعوديين، وكذلك الخمسة بحرينيين على الجبهة مع اليمن، أكدت على جدية الالتزام، وحقيقة التعاون في مواجهة الأوضاع الخطرة في المنطقة التي تزداد صعوبة على الجميع. وهو رغم قسوته يبقى عملا كبيرا ومهما. في رأيي، تكمن أهمية التعاون الخليجي العسكري السياسي ليس بكسب الحروب فقط، بل الأهم في تثبيت مفهوم الردع. بوجود قوة مشتركة تكون التكلفة عالية جدًا على الطرف الآخر. نحن في خضم فوضى عارمة منذ أن تغير المشهد الإقليمي بشكل كبير في عام 2011، والأرجح أن يستمر في فوضاه للسنوات القليلة المقبلة، ويحمل المزيد من المخاطر السياسية والأمنية والعسكرية على دول المنطقة عموما. وهذا يفرض التعاون على دول الخليج وحليفاتها إن أرادت أن توقف التغيير، وتمنع التدخلات الخارجية التي تستهدفها، وتحول دون امتداد الفوضى إلى بلدانها. الثمن لن يكون غاليًا على هذه الدول وحدها التي تدافع عن نفسها، بل ستجعله مكلفًا لخصومها أيضًا. تقلبات المنطقة نتيجة مباشرة للانهيارات التي تلت ثورات تلك السنة، والفوضى التي أعقبتها والمستمرة حتى اليوم. وكذلك بسبب التنازع الإقليمي، الإيراني ضد الخليجي. وبفعل التنازع داخل الدولة الواحدة، مثل الإخوان ضد الدولة في مصر، وتمرد الحوثي مع الرئيس المعزول صالح ضد الحكومة الشرعية في اليمن، والمعارضة ضد نظام الأسد في سوريا، ووقوف الحكومة في ليبيا في وجه…
آراء
الثلاثاء ٠٨ سبتمبر ٢٠١٥
دوماً تخلف الحروب أحزاناً كئيبة متشابكة، مُرة، تفسد العقل والروح، ولا يمكن لها أن تترك فرحاً أو نوراً يتسرب خلسة أمام أعيننا، الحروب وحدها من تترك ندوباً لا يمكن أن تُمحى إلا إذا اتجهنا نحو الموت بشهية كبيرة، فلا يزال على سبيل المثال التاريخ والإعلام يعيد إلينا صوراً عديدة لمعنى الموت حينما يملأ المكان والشعور، تماماً مثلما حدث لمدينة هيروشيما، حينما قامت الولايات المتحدة بشن حرب نووية على الإمبراطورية اليابانية، في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945، وتم قصف مدينتي هيروشيما وناجازاكي باستخدام قنابل نووية، بسبب رفض تنفيذ إعلان مؤتمر بوتسدام، وكان نصه أن تستسلم اليابان استسلاماً كاملا من دون أي شروط، وهل من الممكن أن ننسى مثلاً مجزرة صبرا وشاتيلا، أو الهجوم الكيماوي على المدينة الكردية حلبجة، وأخيراً، الهجوم الكيماوي في أغسطس 2013 على الغوطة التي تقع شرق دمشق، وراح ضحيته المئات من سكان المنطقة بسبب استنشاقهم غازات سامة، وأغلب الذين استشهدوا هم من الأطفال، لذا الطفل صاحب القميص الأحمر «إيلان كردي» ذو الثلاثة أعوام، الذي أبكى العالم، حينما وجدت جثته هامدة على شاطئ بودروم التركية، بعد أن قذفته الأمواج مع شقيقه غالب (5 سنوات) وأمه، على رمال شاطئ بحر إيجة، كانوا قد نجوا سابقاً من الهجمات التي شنها النظام السوري، إلى جانب جماعة «داعش» الإرهابية، واستطاعوا أن…
آراء
الإثنين ٠٧ سبتمبر ٢٠١٥
كم من الأحلام التي داعبت أيامنا وأحاديثنا عشنا معها حيوات مختلفة لنصل إلى حياة واحدة هي الحقيقة لنا . في طفولتي كنت أحلم بأن أصبح ( ملكة ) كان العائق الذي يقف بيني وبين هذا الحلم هو التاج الذي لم تشتريه والدتي ..! وعندما كبرت قليلاً حلق بي الحلم إلى الطائرة وقيادتها ولكن لأنني حكيمة قررت أن لا أكون سبب في موت أشخاص أبرياء لذلك فضلت خدمتهم والعمل كمضيفة مبتسمة طوال الوقت المهم أن أعانق الغيم وأرسم على وجه السماء حلمي . تواضعت أحلامي لمعطف أبيض وممرات مستشفى لتكون إجابتي على السؤال الأشهر في طفولتنا ( طبيبة أطفال )..! ولكن حلمي توقف على حدود معلمة عندما تطاير حولي بياض الطبشور وأمسكت معلمتي يدي لتساعدها على الإرتقاء لسطر ولأكتب الهمزة بالشكل الصحيح .! ليس من السهل أبداً أن تمارس الركض في ميادين الأحلام ولكن من السهولة أن تختار حلم واحد لتعيش به أحلام لم تتحقق ..! اشترت لي والدتي التاج يوم زواجي وحلقت في فضاءات البشر بعد أن خرجت للحياة العملية كنت خير مضيفة لكل من يطرق باب بيتي ومع أطفالي أنجح طبيبة . قد لا تأتي الأحلام مثلما نريد تماماً ولكن نحن من يستطيع أن يعيشها ويشكلها لتناسب حياتنا. ليس مهماً أن نعيش كل مانريد ولكن المهم أن نضع أمامنا…
آراء
الإثنين ٠٧ سبتمبر ٢٠١٥
ولأنه حتى التحالفات السياسية لها تاريخ صلاحية ثم تبدأ بالأفول شيئًا فشيئًا، لم تعتمد السعودية والولايات المتحدة الأميركية فقط على علاقات متميزة استمرت سبعين عامًا، وهي عمر التحالف التاريخي، وإنما أسستا لمفهوم مبتكر يسمح لهذا التحالف بالصمود والصعود لعقود قادمة، من دون أن يتأثر سلبًا بتغير المواقف السياسية للبلدين، وهو ما تمثل في إعادة تشكيل العلاقات وفق قاعدة جديدة هي «الشراكة الاستراتيجية الجديدة للقرن الحادي والعشرين»، ربما هذه المعادلة المفاجئة التي احتواها البيان الختامي لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لواشنطن، والمباحثات التي أجراها مع الرئيس باراك أوباما، هي التي تحمي العلاقة بين الرياض وواشنطن مستقبلاً من الولوج في أفخاخ التباينات والاختلافات السياسية، والتي من الاستحالة أن تتطابق في كافة تفاصيلها، وإن كانت كذلك في خطوطها العريضة. تركز السياسة السعودية الخارجية في عهدها الجديد، والتي يقودها الملك سلمان بن عبد العزيز، على أن لا تقتصر تنمية العلاقات مع الدول الأخرى من بوابة دهاليز السياسة ذات المواقف المتغيرة دائمًا، وإنما على المصالح الاقتصادية التي قد يكون لديها المصباح السحري في فتح آفاق مبتكرة. هذه القاعدة الذهبية تنطلق من أن التحالف يجب أن لا يتأثر سلبًا بمواقف سياسية متباينة، أو حتى اختلافات عميقة، بقدر ما يتأكد الطرفان أن هناك سياجًا حديديًا عاليًا يحمي علاقتهما من الضرر والتوتر، بفعل المصالح…
آراء
الإثنين ٠٧ سبتمبر ٢٠١٥
من يظن أن دحر إيران من (الأراضي العربية) سيتم بلا ثمن فهو مخطئ، ليس لأن ذلك ضد منطق الأشياء، بل لأن إيران وأذرعها العربية الخائنة، لا سيما حزب الله، يريدون سفك مزيد من الدماء ليشتعل البارود الذي يتحينونه لإحراق المنطقة. شهداء الخليج، من السعودية والإمارات والبحرين، يسجلون الآن، وكل يوم، موقفا عربيا شديد الوضوح بأننا، حتى لو تطلب ذلك مزيدا من الأرواح، لن نترك أي أرض عربية لقمة سائغة في فم إيران وأزلامها. ربما نكون غفلنا، أو تغافلنا، في العقد الأخير لكننا نعود بقوة لنعلن وجودنا وحقوقنا الجغرافية الثابتة. وندحر، بكل ما أوتينا من القوة السياسية والعسكرية، الأفعى الإيرانية التي تنفث سمومها في كل ركن خليجي وعربي. وليس، بالمناسبة، هناك خيار أمام دولنا وشعوبنا غير خيار الحزم والمواجهة، خاصة أن الإيرانيين يواصلون تذاكيهم الإعلامي حين يقولون شيئا ويفعلون ما هو ضده تماما كما حدث في الكويت العزيزة التي دفن حزب الله والإيرانيون ترسانة سلاح تحت أراضيها. التذاكي الإيراني، الذي لا يزال يراهن على تردد دول الخليج وشكوكها، وصل مداه حين وصف مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبداللهيان (الاتهامات المطروحة) في الكويت ضد بلاده بأنها لا أساس لها بتاتا. وقال «إن المعارضين للعلاقات الطيبة بين البلدين يقفون وراء مثل هذه الإجراءات غير البناءة، وأن ذلك يتم في…
آراء
الإثنين ٠٧ سبتمبر ٢٠١٥
لا تتباكوا على انخفاض أسعار النفط.. ولا تتشاكوا من عجزٍ قط.. واعتبروا بالحاضر والماضي.. بلا استثناء أو تغاضي.. أما الحاضر.. فهاكم سويسرا وهولندا وسنغافورا.. أمم تتسابق بالعلم وتتبارى.. لم تنتظر ثروة طبيعية.. ولا مداخيل نفطٍ مالية.. وإنما أعملت العقل.. واستثمرت في العلم والتقنية.. وفازت بالجهد والإتقان والإنجاز.. وها هي سنغافورا بعد المستنقعات تُنشئ للصين كلّياتٍ للقيادات.. وأما الماضي القريب فانظروا إلى أنفسكم.. وماذا بالحكمة والشجاعة فعلتم.. لقد أسس أجدادكم هذا الكيان.. من عدم.. إلا من الإيمان والشجاعة والشّمم.. وبها طوّر الآباء المكان.. وعظموا البنيان.. وثقفوا الإنسان.. ومن شتات قبائل تتقاتل.. تحولوا إلى مجتمعٍ متماسك متفائل.. فأصبحت لكم دولة.. لها في العالم شأن وصولة.. وبعد ثلاثة عقودٍ تقريبًا.. شاركت هذه الدولة في تأسيس الجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة.. ويا له من إنجاز.. لإنسان إعجاز.. خلال ثلاثين عامًا فقط.. استطاع عبد العزيز بن عبد الرحمن «يرحمه الله» أن يوحد القبائل.. ويوطن البادية.. ويوطّد الأمن للمواطن والحاج والمعتمر.. وينشئ وزارات للمال والخارجية والدفاع والصحة والداخلية.. ثم ينشئ حكومةً من مجلس وزراء متكامل.. ويؤسس للبلاد مكانة عربية وعالمية.. كل هذا قبل أن تتدفق الأموال الطائلة من دخل النفط على هذه البلاد.. ولكنها تنعم بحكمة قيادة.. ولا تنسوا أن هناك بلادا أنعم الله عليها بالنفط والماء والحضارة.. كانت قبلكم.. فسبقتموها.. ولم ينفعها نفطها ولا ماؤها…
آراء
الإثنين ٠٧ سبتمبر ٢٠١٥
كنت في عدن، وعندما تقول هذه الأيام إنك كنت في عدن تتجه إليك الأنظار، ويسألك الجميع: وما الذي جعلك تذهب إلى عدن؟! كأن الذهاب إلى عدن أصبح مغامرة غير محسوبة العواقب، وهي التي طالما عُرفت بشواطئها الدافئة ومنتجعاتها الجميلة التي أكسبتها أهمية سياحية، كما عُرفت بأنها «عين اليمن» لأهميتها. وقد شهدت عدن على مدى التاريخ الكثير من الأحداث.. ودارت الكثير من الصراعات للاستيلاء عليها منذ بدايات القرن السابع قبل الميلاد، عندما شن «كرب إيل وتر» الأول، ملك مملكة «سبأ»، حملة على مملكة «أوسان» التي كانت تستوطنها، قتل خلالها ستة عشر ألفاً من سكانها، واستعبد أربعين ألفاً، وقدم ملوك «أوسان» قرابين للإله «إيل مقه». وظلت عدن مطمعاً لكل الغزاة والطامعين، وكان آخرُهم «الحوثيين» الذين حررها منهم جنود الإمارات البواسل، تحت راية التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، بعد أن انتزعها «الحوثيون» من يد الحكومة الشرعية التي لجأت إليها بعد سيطرة «الحوثيين» على العاصمة «صنعاء»، مكملين بذلك استيلائهم على اليمن كله، لتحويله إلى بؤرة لتصدير العنف والتوتر إلى المنطقة، في إطار مخطط أفشلته دول التحالف العربي، وبرز فيه دور دولة الإمارات في إنقاذ اليمن من الهاوية التي كان يقوده إليها «الحوثيون» والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بدعم وتوجيه إيرانيين. كنت في عدن قبل يومين من استشهاد أبطال الإمارات في مأرب، وهناك…
آراء
الإثنين ٠٧ سبتمبر ٢٠١٥
الإمارات اليوم تخوض ملحمة الحق في أبهى صورها وأنصع تاريخها المشرف أمام العالم من الأشهاد والأضداد، فدماء شهدائنا لم تذهب سدى لأن هؤلاء قادتْهم أرواحُهم الطاهرة إلى جنات عدن، وهذا حسبنا بهم لأنهم لم يذهبوا إلّا عن قناعة تامة، وإيماناً بالقيادة الرشيدة وجهودها لإبراز هذا الوطن وخصاله في وقت الشدائد والمحن. هناك قلة قليلة تروج لنفسها في أبواق الباطل عن شعاراتها الزائفة، والتي تساوي التراب بالذهب والأبريز بخشاش الأرض والأرواح الزكية بالنفوس الدنيئة! في هذه المرحلة من تاريخ المعارك المعاصرة، استطاعت الإمارات مع شقيقاتها من الدول المشاركة في قوات التحالف العربي إثبات كلمة الحق الذي لا يراد به إلّا نصرة الحق لذاته، وليس كما يفعل الحوثيون ومَن وراءهم في قلب الحقائق وإلباسها لبوس الباطل شاهراً ظاهراً أمام الشاشات الفضائية وغيرها. إن من يدفع دمه فداء لحق الوطن، ليس كمن يحرق الأموال ويحرك ساحات الخيانة والارتزاق السمج بكل المعايير الواقعية والإنسانية. هل سمعتم في التاريخ كله أن جماعة ضالة، بكل ما في هذه الكلمة من حمولات فاسدة، تعتبر نفسها على «حق» وهي تعيث بالآخرين من أي جنس كان، وخاصة من المسلمين الذين لا تنطلي عليهم ألاعيب هؤلاء الذين يلبسون سموم الباطل بلبوس الحق؟ المعركة الحقة للإمارات هي في الاستمرار على هذا التوجه، والذي لن تحيد عنه، حتى تستقر اليمن وتخرج من…
آراء
الإثنين ٠٧ سبتمبر ٢٠١٥
كم هو محزن أن يفقد الوطن خمسة وأربعين من خيرة أبنائه الفرسان الذين أفعموا بالفخر والولاء والطاعة، والإيمان العميق بواجبهم تجاه المستضعفين اليمنيين الذين حوصروا وعذبوا وانتهكت أراضيهم واستبيحت دماؤهم وأموالهم. تحوي كتب التاريخ الإسلامي وموسوعات الأدب قصصاً متفرقة عن أبطال لفتوا في حومات الوغى انتباه القادة من ملوك وأمراء وسلاطين، وأثاروا إعجابهم، فأرسلوا إليهم ومثلوا بين أيديهم وغالباً ما كانت اللقيا باب سعد لمستقبل باهر لهؤلاء الأبطال. ويغلب على تلك القصص أنها عن أبطال مجهولين، في مقابل القليل منهم الذين عرفنا أسماءهم وقبائلهم والحواضر التي قدموا منها. كان محمد بن حميد الطوسي النبهاني محارباً عظيماً، اختاره المعتصم العباسي لسحق ثورة شعوبية فارسية هددت الخلافة الإسلامية ونادت بالعودة إلى الديانات الوثنية القديمة، قاد تلك الاضطرابات بابك الخُرَّمي، ومع اشتداد الحصار على الطوسي وجيشه صمد حتى تكسرت في يده تسعة أسياف قبل أن يلفظ أنفاسه، وهو ابن اثنين وثلاثين عاماً، رثاه إثرها أبو تمام في واحدة من عيون الشعر العربي. قبل الإسلام كان للعرب أبطالهم، وأساطيرهم من العظماء الذين تناقلت أصقاع الجزيرة أخبارهم وقصصهم، من كليب إلى المهلهل، إلى عنترة إلى عمرو بن كلثوم، وفي صدر الإسلام كان الزبير بن العوام وعبدالله بن رواحة وخالد بن الوليد وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن الزبير شخصيات ملهمة على مر العصور، وقصة البراء…
آراء
الإثنين ٠٧ سبتمبر ٢٠١٥
«محمد رسول الله» فيلم للمخرج الإيراني الشهير مجيد مجيدي. يروي الفيلم قصة طفولة النبي محمد، صلّى الله عليه وسلم قبل الرسالة، منذ ولادته حتى سن 13 عاماً، من خلال رؤية إنسانية لشخصية الرسول، والبيئة التي نشأ فيها، وعلاقته بأقرانه وبمن حوله، وسلوك الرحمة والرأفة والتسامح الذي تميّز به محمد بن عبدالله، وكيف كان يتعامل مع أبناء جيله صغاراً وكباراً، مع عدم الإشارة إلى أن هذا الصبي القرشي المختلف، سيصبح نبياً، يغيّر وجه الدنيا، وهي فترة، على رغم أهميتها، غير معروفة لمعظم العرب والمسلمين. أحداث الفيلم اعتمدت على مراجع سنّية أبرزها الطبري، فضلاً عن مراجع شيعية. الفيلم عُرِض نهاية آب (أغسطس) الماضي، في معظم دور العرض السينمائية في إيران، وسبقه عرض في الافتتاح الرسمي لمهرجان «أفلام العالم» في مونتريال بكندا. لكنه واجه اعتراضات عربية عنيفة، وأخرى إيرانية متشدّدة، تشبه تلك التي واجهت فيلم «الرسالة». حجّة المعترضين هي تجسيد شخصية الرسول، على رغم أن الفيلم لم يجسّد شخص الرسول صلّى الله عليه وسلم، بالمعنى المباشر. قضية التجسيد إشكالية قديمة، ومختلَفٌ عليها، وهي لم تقتصر على الأنبياء، بل امتدت إلى الخلفاء الراشدين والصحابة، وخلال التحضير لفيلم «الرسالة»، وتالياً مسلسل «عمر» بن الخطاب، كادت قضية التجسيد أن تمنع إنتاج العملين. أحمد مصطفى، الأستاذ في كلية الشريعة والقانون في الأزهر يرى أن «سبب تحريم تجسيد…