آراء

آراء

عشرون عاماً من العصا

الأربعاء ٠٨ أكتوبر ٢٠١٤

في هذا العام أُكمل عقدين زمنيين من العلاقة مع (العصا)... أتوكأ عليها، وأهشّ بها على سأمي حين لا يكون في يدي غيرها. رحلتي مع القصور في رجلي سبقت رحلتي مع العصا بثلاثين عاماً، ثم جاءت العصا قبل عشرين عاماً لتكمل المشهد الثلاثي! اشتهرت العصا عند العرب بمناقب كثيرة، فهي تعين الضعيف وتنقذ الملهوف وتزيد المستطيع عوناً وخيلاء. وقد كتب عنها كثيرون متغزّلين بمناقبها وهيبتها وطقوسها، ولم يكن الأمير أسامة بن منقذ وحده الذي خصص عنها مؤلفاً أسماه: (العصا)، لكنه ربما كان الكتاب الأشهر. أشياء كثيرة اعتاد العرب على وصفها بأنها «سلاح ذو حدين»، يمكن لي أيضاً إدراج العصا ضمن هذه القائمة، فهي تُشبع غرض المهابة والكبرياء عند بعض الذين يستخدمونها لأجل ذلك، لكنها يمكن أن تُستخدم أيضاً لكسر وتحطيم تلك الكبرياء! أكثر العصيّ شهرة عصا موسى عليه السلام، وأقلها شهرةً عصاي! ما زلت على رغم كل هذه السنين من العلاقة «العصيانية»، ألتقي بأناس وجهاً لوجه للمرة الأولى فيبادرونني بكل لطف بسؤالهم: (سلامات؟!)، ظناً منهم أنها عَرَضية طارئة، لأنهم لم يروها بجانبي في الصور الصحافية أو التلفزيونية (!)، وأنا للحق لا أتعمد إخفاءها خشية الاستضعاف، لكني لا أتعمد إظهارها خشية الخيلاء. والشغف بشراء العصيّ المطرزة والمزخرفة يشبه الشغف بشراء السُّبَح، يكمن الفارق بينهما في أن العصا كلما ازداد زخرفها وتزيّنت وظن…

آراء

بسببه «داعش» سيصل جونيه

الأربعاء ٠٨ أكتوبر ٢٠١٤

«لو» هو سلاح حزب الله الدعائي لتبرير تورطه في سوريا، وتوريطه شيعة لبنان، وتوريط لبنان بأكمله. يقول: «لو أن حزب الله لم يساند نظام الأسد لسقطت المراقد الدينية الشيعية»، و«لو لم يذهب حزب الله إلى سوريا لجاء التكفيريون إلى الضاحية»، و«لو لم يحم حزب الله حدود لبنان، لاستولى (داعش) عليه من شماله إلى جنوبه». والآن، ينسب للبطريرك الماروني بشارة الراعي تبنيه الـ«لو» في جلسة خاصة. المصدر المقرب من حزب الله، يزعم أن الراعي قال قبل سفره لروما، «لو سُئل المسيحيون في لبنان اليوم عن رأيهم بما يجري من تطورات، لردوا جميعا أنه لولا حزب الله لكان (داعش) قد أصبح في جونيه». إن كان قد قاله حقاً، فالراعي يبدو أنه لم يسمع بعد بتقدم «داعش» و«النصرة» من غوطة دمشق، التي سافر مقاتلو الحزب لحماية المراقد هناك، إلى تخوم لبنان، إلى عرسال اللبنانية! ربما لا يشعر البطريرك بالخطر مع أن جونيه لا تبعد أكثر من 20 دقيقة بالسيارة عن مناطق داعش، فهل هو واثق أن حزب الله سيحميه من شرورهم؟! لا نستطيع أن نحكم على خرافات «لو» إلا بمطالعة نتائجها على الأرض. حزب الله لم يعد يحمي مقدسات الشيعة في سوريا، فمقاتلوه الآن يموتون في الدفاع عن نظام بشار في مناطق جرداء بعيدة عن كل ما هو مقدس، ويجبرون على ذلك لأن…

آراء

ما بعد «داعش»: إرهاب بلا مرجعية

الثلاثاء ٠٧ أكتوبر ٢٠١٤

واحد من التحولات الكبرى في عالم الإرهاب اليوم والتي لا يجري الحديث عنها، انتقال العقل الإرهابي من مرحلة التنظيم الشبكي المبني على مرجعية شرعية مستقرة نسبيا ترفع شعارات ذات طابع ديني، إلا أن دخول «الإرهاب الفوضوي» الذي تقود زمامه «داعش» وأخواتها الآن هو تغير في المعادلة الداخلية لخريطة الإرهاب ورموزه ومقولاته ووعوده وجدله الداخلي. من يتابع ردود الفعل في الفعاليات الإرهابية على الإنترنت («تويتر»، منتديات جهادية، بيانات، حوارات) يكتشف لحظة الانفصال هذه، فمع كل التأييد والمباركة من زمرة الإرهابيين خارج ساحات معارك القتال، فإنه لا يختلف كثيرا عن استغلال بعض أجنحة الإسلام السياسي لقضية «داعش» لمحاولة تقويض الأنظمة العربية بـ«شتاء إرهابي» بعد فشل «الربيع العربي الناعم»، لكن تلك المباركة تخفي تحتها ركاما من الانهيارات والدمار داخل البيت الجهادي. القصة تبدأ من لحظة الانقسام داخل الحركة الجهادية العالمية التي كانت تقودها «القاعدة»، وتخلي رموز كالظواهري وأبو قتادة ورموز قاعدية لها وزنها عن صمتها لتنتقد «داعش» وخروجها عن خط «القاعدة»، ثم لاحقا تبقى «داعش» وتتمدد وتعلن الخلافة، لتقويض ما تبقى من إرث «القاعدة»، ليخرج منظرو العنف، وهم أهم مكون إرهابي فكري، إذا ما علمنا أن ما يسمى الحركة الجهادية منذ البدايات ارتبطت بعدد من المنظرين والمفكرين الذين كانوا يمنحون الشرعية لتصرفات «القاعدة» التي لم تكن في نظرهم تخرج عن «النص» الجهادي. لذلك…

آراء

ملخص المكالمة السرية بين الحوثي والبغدادي!

الثلاثاء ٠٧ أكتوبر ٢٠١٤

لستُ هنا إلاّ «مختلساً» لمكالمة هاتفية «افتراضية» بين زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي وزعيم «داعش» أبوبكر البغدادي جرت بينهما بمناسبة عيد الأضحى. ملخص ما دار بينهما أدناه. الحوثي: ألو الأخ البغدادي، معاك عبدالملك الحوثي إمام المسلمين. البغدادي: هلو - وياك أبوبكر البغدادي خليفة المسلمين. من وين تحچي (من أين تحكي)؟ الحوثي: عيد مبارك يا أخي.. «أدق لك» من اليمن مخزن الرجال الذين أقاموا دين الله في كل البقاع شرقاً وغرباً. البغدادي: «هسه» أنت متصل تبارك بالعيد ولا «اشبيك» (ماذا بك). تعرف من أنا. أنا الخليفة أبو بكر- ما تقوليا أبوبكر عندّك حساسية من اسمي. يسترجع البغدادي التاريخ ويواصل حديثه للحوثي بـ«لغة فصحى» أنت تحدثني الآن، وأنا في أرض الجهاد في بلاد الرافدين وعاصمة العباسيين وخلفاء المسلمين وقلبي على اليمن. سنقتل كل الكفرة الفجرة، ونحرر ديار المسلمين عاجلاً غير آجل. الحوثي: وقفْ يا أبوبكر لا تقول قلبك على اليمن، ثم أقول قلبي على العراق. خليك خليفة للمسلمين، وأنا إمام المسلمين، وتعمل دولة الخلافة ونعمل دولة الإمامة، جنوبها وشرقها لنا، وشمالها وغربها لكم. البغدادي: أنت «كلاوجي»، الأمة المسلمة لا تقبل بك - نحن أحفاد الصحابة- والسنة يكفِّرون الحوثي. وأنتم (رافضة). الحوثي: لا عاد تقول «رافضي» أقول لك «ناصبي»، وإحنا من سلالة أهل البيت، نكفِّر من لا يتَّبع ملَّتنا أيضاً.. وأنت من الخوارج وأمريكا…

آراء

من ثورة الخميني إلى ثورة «داعش»

الثلاثاء ٠٧ أكتوبر ٢٠١٤

في 1948 ولدت إسرائيل. هذه الدولة الغريبة هزّت مفاصل المنطقة، لكنّها لم تقض على الدول القائمة وعلى خريطتها كما ارتسمت بعد الحرب العالميّة الأولى. هكذا، وعلى رغم العداء المتبادل والحروب، اندمجت إسرائيل، ولو اندماجاً ضدّيّاً، في نظام المنطقة العريض. في 1958 قامت الوحدة المصريّة–السوريّة بزعامة عبدالناصر. لكنّ هذه الوحدة بدل أن تُسقط الحدود وخريطة «دول التجزئة»، سقطت هي نفسها قبل أن تحتفل بعيد ميلادها الرابع. لقد لفظتها خريطة كانت تملك من أسباب القوّة ما لا يُبديه الظاهر دائماً. وكاستطراد على انهيار الوحدة، اندلعت في اليمن «الحرب الأهليّة العربيّة الأولى»، على ما سمّاها البعض، ولم تسقط الخريطة ولا انشقّ اليمن. في 1967 كان الحدث المزلزل: ثلاث دول عربيّة، في عدادها مصر الناصريّة، تنهار أمام الدولة العبريّة. الأمر لم يستغرق أكثر من ستّة أيّام احتُلّت فيها الضفّة الغربيّة وسيناء والجولان. مع هذا لم تُمزّق الخريطة فيما توافق العالم على أنّ الاحتلال ناشز، وأنّ الطبيعيّ عودة ما احتلّ إلى أمّه الخريطة. وفي 1975، وبعد خمس سنوات على تمرين أردنيّ–فلسطينيّ عابر، افتتح اللبنانيّون والفلسطينيّون زمن الحروب الأهليّة المفتوحة التي استدرجت أطرافاً لا حصر لها، جيوشاً محتلّةً ومالاً وسلاحاً ومخابرات. لكنّ لبنان لم يُقسّم، وما بين 1982 و2000 مكث سكّانه ينتظرون إدراج أراضيه المحتلّة داخل خريطته. نجاة الدولة العربيّة القائمة وصون خريطتها لم ينجما عن…

آراء

الحوثيون و«حزب الله»

الثلاثاء ٠٧ أكتوبر ٢٠١٤

يلفت النظر في التطورات الخطيرة الأخيرة التي شهدها اليمن التشابه الواضح بين حركة الحوثيين التي تسمى نفسها الآن «أنصار الله»، وبين «حزب الله» في لبنان مع فروق في التفاصيل بطبيعة الحال، ولذلك فإن المقارنة بينهما قد تكون مفيدة في فهم ما جرى في الماضي القريب وما يجري الآن، وكذلك في استشراف المستقبل والتحسب لما هو آتٍ، وبداهة، فإن أول وجه للشبه بينهما أن قاعدة القوة لكل منهما شيعية، وأن توجهات قيادتي الكيانين تتبع مذهب الإثني عشرية، وولاية الفقيه السائد حالياً في إيران. ومع أن الحوثيين من أتباع المذهب الزيدي المتبع من شيعة اليمن الذين يسمون بالزيود -وهو أكثر فروع المذهب الشيعي اعتدالاً وقرباً من المذهب السني- فإن مؤسس الحركة الحوثية بدر الدين الحوثي من أتباع الفرع الجارودي (المنسوب لأبي الجارود العبدي) من المذهب الزيدي، وهو الأقرب للإثني عشرية. وقد ترتب على ما سبق أن إيران تدعم كلاً منهما على نحو علني كما في حالة «حزب الله» أو ضمني نسبياً كما في حالة «أنصار الله»، ويعني هذا أن الصعود السياسي لأي منهما في بلده يمثل إضافة للنفوذ الإيراني في الوطن العربي، مما ستكون له تداعيات خطيرة على تماسك النظام العربي وأمنه، خاصة على ضوء ما يجري في سوريا والعراق، وما يعني أيضاً أن أياً من الكيانين يمكن أن يقوم بفعل خارجي…

آراء

من أطلق المارد الداعشي من عقاله؟

الثلاثاء ٠٧ أكتوبر ٢٠١٤

السؤال الحري بنا أن نسأله هو من أطلق هذا المارد الداعشي من عقاله؟ كيف نشأ وتكون؟ أيعقل أن يمتد نفوذ جماعة إرهابية من سوريا إلى العراق في ليلة وضحاها؟ يجب ألا ننجر كعرب ومسلمين وراء ما تبثه وسائل الإعلام الغربية! إنما كان يجب التريث والتقصي عن حقيقة هذه الجماعة. ما كانت «داعش» لتتوسع وتنمو لولا البيئة الحاضنة للإرهاب التي أوجدها النظام السوري على مرأى ومسمع وصمت العالم الغربي وأميركا والعالم أجمع عن مجازر ارتكبت، وقتل للأطفال والنساء بالغازات السامة التي قتل بها النظام السوري الأبرياء ألا يسمى ذلك إرهابا! ولولا اللعبة الشيطانية التي لعبها النظام السوري بتسهيل دخول الإرهابيين من كل مكان في العالم إلى سوريا، ودخول الجماعات المسلحة من كل صوب وحدب لتتقاتل فيما بينها لغرض في نفس يعقوب، مما أدى إلى ظهور «داعش» وأخواتها في سوريا، ولذا فالنظام السوري هو يتحمل قدرا من المسؤولية في ظهور هذه الجماعات المارقة، إذن ما الجديد في الأمر الذي جعل أميركا والناتو يهرولان لتكوين تحالف دولي لمكافحة «داعش»؟ هل اختزل الإرهاب في «داعش» فقط؟ أم أن الساحة مليئة بالداعشيين المطلوب محاربتهم كـ«حزب الله» وإيران اللذين تدخلا في سوريا وقاما بأعمال الإرهاب في سوريا والعراق واليمن والبحرين، وهذا ما تم تثبيته عند اللجنة الدولية لحقوق الإنسان التي أكدت أن ما يجري في سوريا…

آراء

محاربة الفكرة

الإثنين ٠٦ أكتوبر ٢٠١٤

في الوقت الذي كان فيه حجاج بيت الله الحرام يقفون على صعيد عرفات، رافعين أكفهم بالدعاء إلى الله تعالى أن يرفع عن الأمة الغمة، ويفرج الكربة، كي تخرج من هذا النفق المظلم الذي سيقت إليه. كانت هناك كفوف أخرى تضغط أصابعها على زناد البنادق، لتواصل رحلة الإبادة التي بدأتها ضد مسلمين من بني جلدتها ودينها وعقيدتها، مصرة على تكفيرها، محتكرة الدين الصحيح لها وحدها، مقصية الجماعات الأخرى التي يشهد أفرادها أن «لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله» مثلها. احتكار الإسلام من قبل بعض الجماعات التي تسمي نفسها «إسلامية» هو الآفة الكبرى التي تجتاح العالم الإسلامي. ومن هذه الفكرة الخبيثة يؤتى الإسلام أكثر مما يؤتى من قبل الأفكار الأخرى التي غالبا ما تلصق بها نظرية المؤامرة محاربة الإسلام والكيد لأهله، وتخريب بلاد المسلمين، في حين نرى أن هذه البلاد تخرَّب بأيدي المسلمين أنفسهم أكثر مما تخرَّب بأيدي غيرهم، ونرى المسلمين يبادون بأيدي مسلمين مثلهم أكثر مما يبادون بأيدي غيرهم. ونرى الإسلام يتعرض للتشويه على أيدي هذه الجماعات التي تسمي نفسها «إسلامية» أكثر مما يشوَّه على أيدي أعداء الإسلام الذين طالما حمّلناهم مسؤولية هذا التشويه على مدى العقود، وربما القرون، الماضية. من أين جاء هذا الفكر المتشدد المنحرف، وكيف نما وترعرع حتى أصبح الخطر الأكبر الذي يهدد كيان الأمة الإسلامية…

آراء

الحوثيون والتفنن في النهب والسلب

الإثنين ٠٦ أكتوبر ٢٠١٤

لم تكن صورة واحدة عابرة أو لقطة ناشزة عن السياق، بل كانت حفنة من فيديوهات ومشاهد عديدة لمقاتلين ينتهكون غرف نوم في بيوت خصومهم التي اقتحموها وعاثوا فيها تخريبا متباهين بذلك ومكررينه في أكثر من بيت. مقاتلون لم يردعهم أحد عن استباحة شيء وقفوا في وسط غرف نوم المنازل التي عاثوا فيها ليلتقطوا صورة ويدرجونها سريعا على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. صور صادمة جرى تداولها تظهر مسلحين من جماعة «عبد الملك الحوثي» وهم يغيرون على منازل شخصيات من حزب «الإصلاح» مستلقين على الأسرة بكامل سلاحهم، يمضغون نبتة القات بعد أن قلبوا الخزائن والأثاث. هناك من وقف ليتصور بعد أن ارتدى فستانا، وآخرون عبثوا حتى في السراويل الداخلية الخاصة بالعائلات التي هربت سريعا بعدما استولى الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء. لم تسلم من عمليات النهب والسلب مؤسسات الدولة ومبان جامعية ومقار إعلامية وأمنية، بل طال السلب والنهب عربات خاصة بدوريات تلقيح للأطفال. لم تكن صنعاء العاصمة أو المدينة العربية الأولى التي تنتهك على هذا النحو المحزن، لكن ما ضاعف من وطأة هذه الانتكاسة أنه وفيما كانت صور الاقتحامات والسرقة والتنكيل بسكان العاصمة ترد كان إعلام الممانعة في أكثر من عاصمة ودولة يسطر المقالات والعناوين التي تتحدث عن «ثورة في اليمن» بعد أن باتت في قبضة جماعة عبد الملك الحوثي. الصور…

آراء

بايدن وترديده كلام إيران!

الإثنين ٠٦ أكتوبر ٢٠١٤

جوزيف بايدن، نائب الرئيس الأميركي، سياسي عتيق، وهو أكثر سكان البيت الأبيض تجربة في التعاطي مع الشؤون الخارجية، وأكثر من الرئيس أوباما نفسه، فقد سبق أن كان عضوا في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، وفي لجنة الناتو، وغيرهما. لهذا، عندما أطلق قنبلته الصوتية الأخيرة زاعما أن تركيا وقطر والسعودية والإمارات وراء تنظيم «داعش» الإرهابي، أثار غضب الجميع. عدا عن أنه تصريح غير مسؤول، فإنه قد يجهض جهود التحالف ويوقف مشاركتها، إضافة إلى أن تصريح بايدن فيه هروب من المسؤولية. فمنذ أكثر من عام حذرت دول الخليج وفرنسا وبريطانيا من مخاطر ترك سوريا للتنظيمات الإرهابية، لكن البيت الأبيض أصر على رفض مفهوم التدخل بأي شكل من الأشكال، وحرم تزويد الجيش الحر بالأسلحة النوعية، مما أدى إلى إطالة الحرب، ورفضِ النظامين السوري والإيراني بيان جنيف الأول، حل حكومة انتقالية مشتركة دون الأسد، وتسبب الامتناع الأميركي في دخول الجماعات الجهادية مثل «داعش»، خاصة مع تصاعد جرائم الأسد من الإبادة بالغاز والكيماوي إلى البراميل المتفجرة. الموقف الأميركي السلبي أضعف المعارضة السورية المعتدلة مثل الجيش الحر، وشجع الجماعات الإرهابية على دخول الساحة. ربما تلام تركيا على تركها أراضيها مفتوحة لعبور الجهاديين دون تمييز، إنما لا أظن أنها كانت تدعم «داعش» مباشرة. أما بالنسبة للسعودية والإمارات فإنهما أكثر بلدين عملا على محاصرة تنظيم «داعش»، في…

آراء

“حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم”

الإثنين ٠٦ أكتوبر ٢٠١٤

لا يمكن لدولة -لو قدر لها- أن تفعل وتقدم وتصرف وتسرف على شعيرة الحج كما تفعل المملكة العربية السعودية. ولا يمكن لدولة أن تحفر وتدفن وتبني وتهدم وتخفض وترفع وتزيل وتستبدل في نفس المكان خلال أكثر من 70 عاماً كما هو حال المملكة مع المشاعر المقدسة. فخلال عهود كل ملوك البلاد من مؤسسها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ثم أبناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله جميعا وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- ومكة ومشاعرها تتحول بعد موسم الحج إلى ورشة عمل للتغيير والتطوير والتوسع. لقد عمل كل ملوك هذه البلاد على التنافس في خدمة الحرمين الشريفين، ولهذا تتابعت مشاريع التوسعة في الحرمين المكي والمدني، وكذلك شق الطرق وحفر الأنفاق وبناء الجسور وحفر الآبار، وهذا ما جعلنا نحن المقيمين ندرك التغيرات والفوارق التي تحدث -مهما بدت طفيفة- خلال كل زيارة. وقد كان من حسن حظنا أن الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة وزوارهما قد تنافس على العناية بهما جميع ملوك هذه البلاد المباركة، فصار مردود ذلك خيراً على المسلمين الذين يأتون تباعا إلى هذه البلاد للاعتمار أو الحج، وهكذا مع التسهيلات التي يسرها الله لهذه الأماكن المقدسة، فقد توافد المسلمون من كل فج عميق من أقاصي الأرض بمشارقها ومغاربها ليذكروا الله ويوقروه ويسبحوه…

آراء

«سرقونا.. يا طويل العمر» !

الإثنين ٠٦ أكتوبر ٢٠١٤

كان هذا في يوم الاحتفال باليوم الوطني للسعودية ومرور 84 عاماً على تأسيسه على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، كنت في أحد المقاهي المطلة على كورنيش جدة برفقة بعض الزملاء والأصدقاء، حيث كان أحد البرامج التلفزيونية تقدم لقاءات وأناشيد وأغنيات بهذه المناسبة السعيدة، ويصاحب هذه المشاهد واللقطات صور لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصور أخرى لولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز وولي ولي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ومشاهد لمشاريع وشوارع وأطفال فرحين، في الطرف الآخر كنا نسمع أصوات فرح وسيارات ترفع من صوت المذياع لأغاني وطنية وشباب يعبِّرون عن فرحتهم برقصات ولباس ملون، وأطفال يطيِّرون بالونات عليها ابتسامات وذات ألوان بيضاء وخضراء. في المقعد المجاور لنا كانت تجلس مجموعة من الأشخاص أعمارهم متفاوتة من 30 و60، كانوا سبعة، هكذا لمحتهم حينما جلسنا بجوارهم، لم ألتفت إليهم في بادئ الأمر، فالمقهى مليء ومزدحم بالناس، وجميعهم من الذكور، تركوا عائلاتهم بالقرب من البحر وجاءوا إلى المقهى ليمضوا بعض الوقت، وسط هذا الضجيج في المقهى كان صوت المتحدثين في المقعد المجاور الأعلى والأكثر وضوحاً، أحدهم رفع صوته وهو يشاهد صورة الملك عبدالله مرافقة لأحد الأناشيد الوطنية، فقال ليُسمع أصدقاءه الجالسين معه: «سرقونا يا طويل العمر»، فقال له صديقه بجواره: «يا أخي اخفض صوتك.. خلينا نفرح بلاش نكد، تجينا الحكومة…