آراء
الخميس ١٨ سبتمبر ٢٠١٤
يمقت كثير من طلابنا المدرسة، لأنها تمارس نحوهم علاقة عنصرية وعدائية مبكرة. تبدأ الخصومة منذ اللحظات الأولى، التي تطأ فيها الطالب قدماه في الفصل. إذا قدر الله وتعثر الطالب في مستهل مشواره ربما لاحقه هذا التعثر في مسيرته العلمية حتى يتخرج في الجامعة ــ إذا من الله عليه بالتخرج أصلا. فالطالب الذي يحصل على تقدير جيد سيظل جيدا لأعوام عديدة وسنوات مديدة، لن يتزحزح. وكذلك الحال بالنسبة للطالب الجيد جيدا. لا يوجد غفران أو تسامح مع أي كبوة أو عدم توفيق. الممتاز سيظل ممتازا والضعيف سيستمر ضعيفا. نحن كعرب لا نخجل من أن نقول ونطبق المثل القائل: "العود من أول ركزة". لا مجال لفرصة ثانية تمنحنا وغيرنا خيارا أفضل. فرغم أننا نهاجم كل من يصنف الآخرين، إلا أن أنظمتنا التعليمية تمارس هذا الدور بحرفية. تكرسه في كل أدبياتها ومناهجها وطرائقها. الدول الاسكندنافية مثلا تحارب هذا التصنيف تماما في أساليبها التربوية. فطلاب التعليم العام في فنلندا لا يحصلون على تقدير مع نهاية كل فصل دراسي، بل تقييم تفصيلي يشرح مواطن القوة والأخرى التي تحتاج إلى تطوير. فعندما تنتقل إلى مرحلة أخرى سيعلم معلمك أنك تحتاج إلى جهود مكثفة في النحو لتصبح كاتبا أفضل. أو يتطلب على معلمك أن يبذل جهدا أكبر في تطوير قدراتك في الكيمياء. لا توجد هناك منافسة على…
آراء
الخميس ١٨ سبتمبر ٢٠١٤
أمنياً لا تحتاج السعودية إلى ذلك ففي أجهزتها الكفاءة والقدرة كما برهنته في مناسبات كثر، في مجال الإرهاب تستبق المخططات فتئدها حيث منبتها، في المخدرات تقتنص محاولات اصطياد الجرابيع، في الخدمات من جوازات وأحوال ومرور غيرها تتسيّد التقنية المجال فلا تأخير أو ضرر. للجهات العسكرية مستشفياتها وأكثرها وفّر السكن للعاملين فيها ما جعل منسوبيها يتمتعون بخدمات لا يتذوقها المواطنون الخاضعون لمؤسسات مدنية. في المؤسسات العسكرية المختلفة أخطاء ونواقص، لكنها لا تتطلب خلية أزمة يجب أن تخلع بدلتها الأمنية المتوترة لترتدي ثوباً وعقالاً وبشتاً مزخرفاً تزينها «كرش ظاهرة» لزوم المقاربة والإنصاف. خلية الأزمة هذه مدنية على غير العادة مهمتها ملاحقة خيبات المؤسسات المدنية المختلفة وعجزها عن القيام بدورها وما في وعودها من مماطلة وقراراتها من تعسف ومحاسبة مسؤوليها على تعثر المشاريع وسوء الأداء والهدر المالي. هيئة مكافحة الفساد في العام الماضي أظهرت أن كلفة المشاريع المتعثرة تتجاوز 40 بليوناً من الريالات بنسبة 33.47 في المئة. وفي كل منطقة تقريباً يوجد مشروع ما لم ينبت منه سوى لوحة ضخمة علاها الصدأ أو حفريات معلقة نسي الناس الغاية منها وسبب ظهورها. وزارة المالية شعرت بالحرج خصوصاً أن المناطق والجهات تحمّلها، في كثير من الأحيان، مسؤولية التعثر فأصدرت، بالتضامن مع وزارة البلديات فتوى توضح وجود فرق بين التعثر والتأخر مبرهنة أن المشاريع المتعثرة لا…
آراء
الخميس ١٨ سبتمبر ٢٠١٤
كلما تقدم الزمن كثر ظهور الجماعات المتسترة بعباءة الإسلام لغايات متنوعة كالتسلق السياسي أو النهب والسلب أو التسلط على الناس.. وغير ذلك. والملاحظ أن تلك الجماعات التي تسمي نفسها عادة بمسميات دينية تنشط دائما في أماكن الفوضى، فتحمل السلاح وتهيمن على الأماكن، وتمارس أفعالا تسيء إلى الإسلام وتنفر العالم منهم، كما شهدت أفغانستان من قبل، وتشهد سورية والعراق حاليا. وإن كان أمراء الحرب في أفغانستان قد اقتتلوا فيما بينهم بعد خروج المحتل السوفيتي، فإن الساحتين السورية ثم العراقية بصورة أقل، قد بدأت فيهما المعارك ـ بوجود الأنظمة ـ بين التنظيمات الإسلامية، سواء تلك التي تتبع تنظيم القاعدة أو المنشقة عنه أو الجماعات التي تكاثرت حتى لم يعد أحد يستطيع إحصاءها. ولا بد هنا من الإشارة إلى أن تلك الحالة ليست محصورة بمذهب بعينه، فما تفعله الجماعات ذات الأسماء الدينية في لبنان واليمن والعراق وسورية ومصر من أحزاب مؤدلجة ومسلحة، لا يختلف بأي حال عن سواه من ناحية الهدف والأسلوب المطبق لبلوغه، مما يقود إلى أن الإسلام بات هو الوسيلة الوحيدة لدى هؤلاء؛ اعتقادا منهم بأن ذلك يسهل عليهم المهمة نظرا لقابلية الناس للانجراف وراء الدعوات الدينية بحكم تركيبة كثير من المجتمعات، غير أنهم لم يدركوا أن الحسابات قد تغيرت مع انتشار الوعي نتيجة الممارسات غير العقلانية لعناصر تلك الجماعات. في…
أخبار
الخميس ١٨ سبتمبر ٢٠١٤
في أكتوبر من عام 2010 م أي قبل أربعة أعوام ، كتبت مقالاً في صحيفة الحياة تحت عنوان : موائدنا في قفص الاتهام ، تناولت فيه العلاقة المباشرة لبعض أنواع الأطعمة الجاهزة أو تلك المعدة منزلياً في الإصابة بمرض السرطان و الذي تتفاقم أرقام الإصابة به على نحو مخيف. كنت أشرت يومها إلى الجهود التي يبذلها العالم أجمع لمكافحة شتى أنواع السرطان وفي مقدمتها الجهد التوعوي . واستشهدت بذلك الشريط الوردي الذي بات أيقونة لمكافحة سرطان الثدي لتشجيع السيدات في عمر معين لإجراء فحوصات دورية من شأنها أن تسهم في اكتشاف المرض في مراحل مبكرة . في الشهر الحالي تشهد دولة ايرلندا حملةً توعوية مشابهة تحت عنوان Blue September أو سبتمبر الأزرق، وهي تأتي كجزءٍ من حملة عالمية تركز بشكل خاص على شريحة الذكور. وتظهر اللوحات الإعلانية في الشوارع بالتزامن مع الفيديوهات القصيرة التي تعرض في القنوات التلفزيونية وشاشات السينما، في محاولة للوصول إلى أكبر قدر ممكن من الشريحة المستهدفة . تُرى لماذا سبتمبر الأزرق ؟ بحسب موقع الحملة على شبكة الانترنت فإن منظمة الصحة العالمية تتنبأ بأن يرتفع عدد المصابين بالمرض خلال العقدين المقبلين إلى 70% ، ما يعني تزايد الحاجة الملحة إلى أن نكون أكثر التزاماً باتباع سبل الوقاية من المرض وكذلك الكشف المبكر عنه . سبتمبر الأزرق…
آراء
الخميس ١٨ سبتمبر ٢٠١٤
الصورة تنقل المنظر التالي: ثلاث نساء وسط كومة نفايات في محطة على طريق ما يؤدين صلاة الفجر على الرصيف، النساء الثلاث مدرسات يتجشمن يوميا عناء السفر والتعرض للمخاطر وصولا إلى وظائفهن التي تتوزع لكثير من المعلمات على أصقاع المملكة. وكم من معلمة ذهبت ولم تعد، لأن السائق غير المؤهل وغير الخاضع للنظام في سلوكه المروري تصرف خطأ أو ارتكب حماقة أو داس على البنزين أكثر من اللازم!! وكم من المعلمات ارتعبن خوفا وتحسبا من حالة تحرش أو نوايا سيئة لدى هذا السائق أو هذا العابر أو ذاك؟! وكم وكم من أمور المعلمات اللائي تعصف بهن رياح (الحاجة) لراتب الوظيفة فيؤدين صلاة الرصيف ويجازفن بأرواحهن ويبتلعن معاناتهن وخوفهن صابرات ومؤملات أن يكون هناك حل أو حلول قريبة. والحل الوحيد الناجز الذي نادينا به تكرارا ومرارا هو أن يكون هناك خارطة طريق واضحة لتعيين المعلمات، كلما كان ذلك ممكنا في أماكن إقامتهن، أو في المدارس الأقرب ثم الأقرب لأماكن الإقامة، بحيث نتخلص تدريجيا من حذف المعلمة مثلا إلى القويعية وهي تسكن الرياض أو إلى السعيرة وهي تسكن الدمام أو إلى الرس وهي تسكن بريدة. أما الحل الآخر المساعد في تخفيف معاناة المعلمات على الطرق، فهو إنشاء مؤسسة نقل عام تختص بنقلهن مجانا في سيارات جديدة و (مفحوصة) ومريحة…
آراء
الأربعاء ١٧ سبتمبر ٢٠١٤
عندما أعلن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية في 7 سبتمبر الجاري حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على استتباب الأمن في ليبيا وتحذيره من مغبة التدخل الخارجي فيها، كان يقصد بطبيعة الحال التدخل السلبي الذي يؤدي إلى مزيد من تفاقم الأزمة وتعقيدها. غير أنه قد لا يكون ممكناً وضع حد لهذه الأزمة من دون تدخل إيجابي يساعد في إنقاذ ليبيا وشعبها من حرب أهلية مدمرة، ويسهم أيضاً في وضع حد لخطر الإرهاب العابر للحدود الذي يهدد الأمن القومي لدول عدة في المنطقة. لذلك تطرق المتحدث باسم الرئاسة المصرية في السياق نفسه إلى أهمية تعزيز العمل العربي المشترك في المجالات كافة، ومن بينها مكافحة الإرهاب. فالتعاون العربي ضروري لإنقاذ ليبيا، التي انفلت الصراع فيها –وعليها– وبلغ مبلغاً يهدد بنشوب حرب أهلية تختلط فيها النزاعات السياسية بأخرى أيديولوجية وعقائدية تجد تنظيمات إرهابية مجالاً واسعاً للتمدد فيها، وتتداخل مع خصومات تقليدية قبلية وجهوية (مناطقية)، في مجتمع تركه حكم العقيد معمر القذافي أنقاضاً بلا مؤسسات وطنية. لذلك انتشرت الفوضى فور سقوط هذا الحكم، وتصاعدت في ظلها صراعات من كل نوع نتيجة سوء إدارتها ومحاولة بعض الأطراف استغلالها لمصلحته. فقد تعامل المؤتمر الوطني الانتقالي مع هذه الفوضى بطريقة أدت إلى استفحالها، إذ عجز عن وضع أساس صحيح لبناء جيش وطني محترف غير مسيَّس، فلجأ إلى…
آراء
الأربعاء ١٧ سبتمبر ٢٠١٤
لا تعتبر إيران نفسها دولة مهمة في الإقليم. تعتبر نفسها «الدولة المهمة» أي الدولة الأهم. هذا ما سمعه عدد من السياسيين والمبعوثين الذين زاروا طهران وبينهم الأخضر الإبراهيمي. تريد ايران الاعتراف بها بوصفها «الدولة المهمة». وتريد حصة في المنطقة متناسبة مع هذا الموقع. وتعتبر ان ترتيبات الامن والاحجام يجب ان تُبلور في النهاية باتفاق بينها وبين «الشيطان الأكبر». قال الابراهيمي لعلي لاريجاني (الرئيس الحالي لمجلس الشورى): «لا يمكن ان تتركوا العراق على هذا الحال، انتم الدول الكبيرة في المنطقة، وأقصد ايران وتركيا والسعودية، لا يمكن ان تتركوا البلد يحترق بهذه الطريقة». رد لاريجاني: «معك حق لكن يمكن ان يساعد في العراق من لديه نفوذ، اي الاميركيون ونحن». تريد ايران اعترافاً اميركياً صريحاً بأنها الدولة المهمة في الإقليم وانها معبر الزامي لبلورة الترتيبات المتعلقة بالامن والاستقرار. لكن الصفقة التي تكرس ايران «الشريك الأكبر للشيطان الأكبر» في الشرق الاوسط لم تبرم. وثمة من يعتقد ان ايران البارعة أضاعت فرصة إنجاز مثل هذه الصفقة «يوم كانت في أوج قوتها». في هذا الإطار يمكن فهم الانتقادات الشديدة اللهجة التي وجهها المرشد علي خامنئي الى الولايات المتحدة. ليس بسيطاً عقد «مؤتمر الامن والسلام في العراق» بحضور دولي وعربي واسع ومن دون توجيه دعوة الى طهران. ان تغييب ايران عن لقاء يوفر مظلة دولية لضرب «داعش»…
آراء
الأربعاء ١٧ سبتمبر ٢٠١٤
جلسة مجلس الوزراء أمس الأول، برئاسة الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حملت في ثناياها إشارات مهمة فيما يخص خطة التنمية العاشرة، وعلى الأخص قضايا الإسكان والإصلاح ومكافحة الفساد. من الإشارات المهمة واللافتة التي تؤسس لها الخطة، مسألة تيسير حصول المواطنين على السكن الملائم، وفق برامج وخيارات متنوعة تلبي الطلب. هذه قضية أصبحت شديدة الوضوح، وينبغي فعلا أن تتم تهيئة كل الظروف لإنجاح هذا المسعى. ويقع على وزارة الإسكان عبء تحويل وعودها الطيبة إلى واقع يلمسه المواطن بشكل عاجل، ويستجيب مع تطلعات القيادة. المسألة الأخرى التي لامستها خطة التنمية العاشرة، واستعرضها مجلس الوزراء تعزيز مسيرة الإصلاح المؤسسي، ودعم مؤسسات المجتمع المدني ورفع كفاءة وإنتاجية أجهزة الدولة وموظفيها. هذه العناوين المهمة، تمثل جزءا من حالة العصف الذهني التي يخوض فيها الكتاب ونخب المجتمع. العنوان الثالث المهم في خطة التنمية العاشرة تتعلق بترسيخ مبادئ المساءلة والشفافية وحماية النزاهة ومكافحة الفساد. وهذا العنوان صمام أمان، بدأت مسيرته ولا جدال أن ظهور هيئة مكافحة الفساد أسهمت في إشاعة ثقافة النزاهة وعززت من الرقابة على التجاوزات التي تحدث في بعض القطاعات. ثلاثة عناوين مهمة للغاية، بل ثلاث بشارات، تؤشر إلى أن البوصلة تأخذ مسارا يكمل ما تم إرساؤه في السابق. المهم أن تكون هناك متابعة وملاحقة وحساب عسير…
آراء
الأربعاء ١٧ سبتمبر ٢٠١٤
( ١ ) لا مجال للتشكيك في أن (العدو) هو أحد العناصر الملازمة لبناء الدولة القوية. هل رأيتم دولة راسخة ومؤثرة في تاريخ البشرية... كانت بلا أعداء؟! لكن اختيار العدو له آليات وأخلاقيات بحيث تجعل الدولة في موضع من يزاول عملية دفاعية مبررة وليست عدوانية. كما أن هذا (العدو) ليس ثابتاً ودائماً، بل هو متغير وفق تغيّر الأحوال المحيطة والمصالح المنوطة بها. لكنّ تغيير العدو يأخذ عادةً زمناً كافياً من أجل تبريره وتمريره. ( ٢ ) ظل العالم العربي عقوداً طويلة متوافقاً على (عدو) واحد وموحّد هو العدو الإسرائيلي / الصهيوني. وبقينا نحن الشعوب العربية على هذه الحال، مهما انشغلنا بعداوات صغيرة لوقتٍ قصير، إلا أننا نعود للعدو الكبير المستديم : إسرائيل. لكن هذه الحال العدائية المستقرة تبدّلت بشكل مربك وغير مسبوق بسببٍ من أعراض ما سمّي الربيع العربي. ففي الثلاثة أعوام الماضية فقط ترنّحت مشاعر الشارع العربي بين عدو وآخر بديل لأكثر من مرة. تتزامن عملية تبديل العدو عادةً، بحوارات شعبية تدور جدالاتها حول أيهما أشد خطورة على أمننا القومي والوطني : العدو القديم أم العدو الجديد ؟! كانت المحطة الأولى لوزن العداوات هي بين إسرائيل في كفّة، وإيران والهلال الشيعي في كفة أخرى. تكاثرت المقالات والنقاشات التي لا تريد أن تقول إن التحرك الإيراني المشبوه في المنطقة هو…
آراء
الثلاثاء ١٦ سبتمبر ٢٠١٤
أي إصلاح ديني؟ مع تصاعد الارهاب، تزداد المطالبات بإصلاح جذري في الإسلام. وبين الموقفين، يتقدم كثر، من وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى أعضاء هيئة العلماء المسلمين، للتأكيد على أن «الاسلام ليس كذلك». السؤال الاول الذي يتبادر الى الذهن «كيف هو الاسلام إذاً؟» أو على أي نموذج ينبغي ان تُبنى النظرة والفكرة الصحيحتان الى الاسلام؟ بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، صدرت دراسات عن مراكز أبحاث أميركية تحدد العنف كعلة أساسية في الاسلام، ولاحباطها اقترح كتاب الدراسات خيارات منها اعادة النظر في المناهج الدراسية في عدد من البلدان الاسلامية وتعزيز «قوى الاعتدال» الاسلامي وذهبت احدى الكاتبات الى اقتراح الصوفية كعلاج للاسلام الجهادي. تيار عريض من «الباحثين» الاميركيين والغربيين في الشأن الاسلامي لم يجدوا مانعاً من الاعتراف بـ«الإخوان المسلمين» كممثلين للنبض الحقيقي للشارع العربي الذي لا يمكن تصور أي حراك سياسي فيه من دون خلفية اسلامية. عقدت ندوات وصدرت كتب وأوراق بحثية كثيرة لاستطلاع امكان الحوار مع «الاخوان» وبناء الجسور معهم. وافضت تجربة الحكم الاخواني الى كوارث في مصر وتونس، معروفة تفاصيلها للجميع. يعود العالم اليوم الى حديث الاصلاح الديني. جيد. لكن ما المطلوب اصلاحه على وجه التحديد؟ ومن هي الجهات التي يفترض ان تجريه؟ ومن هم، على المستويين السياسي والاجتماعي، القوى التي ستجني الفوائد من الاصلاح المنشود؟ تذكر طروحات الاصلاح،…
آراء
الثلاثاء ١٦ سبتمبر ٢٠١٤
تظل قضية المرأة وعملها وخروجها لكسب رزقها في فضائنا الاجتماعي، الشغل والهم لبعض الأجهزة الرسمية. أشفق على حالنا من تضخيم قضية عمل المرأة، ولكن للأسف أن بعضهم يخاف، ولديه «فوبيا» من خروجها، وكأن الخطيئة مرتبطة بالمرأة، هذه الخواطر مررت بها قبل أيام في إحدى الأسواق الحديثة في شرق الرياض، إذ ذهبت في مساء أحد الأيام للتسوق -وأنا المقل وغير المحب لمثل هذه الرحلات-، ولكن يبدو أننا نتغير للخلف وللأسف، فقد لاحظت كثرة الإعلانات على مداخل المحال، التي كُتِب عليها «للعائلات فقط»، وكنت أعتقد بأنها معلقة فقط كإجراء روتيني، ولكن للأسف خاب ظني، فهناك عند كل محل رجل من الحراسات الأمنية يوقف كل من ليس معه عائلة من الدخول إلى تلك المحال، والغريب أن بعض تلك المحال بها أقسام للملابس الرجالية، وقد سألت أحدهم عن هذا النظام، فذكر أن الوقت المسموح لدخول الرجال هو من الساعة التاسعة صباحاً إلى الثالثة عصراً، وقد تبادر إلى ذهني أن هذه تفرقة وعنصرية ضد الرجل في مجتمعنا الذكوري بالعموم. حالنا صعبة جداً، فانطلاقنا من حال التخلف، والحال الاجتماعية يجب أن تكون واضحة وغير مترددة، علينا أن نثق بمكونات مجتمعنا، فالشيطان ليس بداخلٍ بيننا، فمثل هذه الأماكن تعج بالمئات من المتسوقين، فأين المشكلة إن دخل رجل لأحد هذه المحال؟ لماذا نشك في هؤلاء؟ ونعتقد بأننا بذلك…
آراء
الثلاثاء ١٦ سبتمبر ٢٠١٤
يوم تخرج شريف في كلية الصيدلة كان همه الوحيد هو البحث عن وظيفة مثل سائر الشبان. بعد تسعة أعوام من النجاح على مستوى الراتب والمكانة، سأل نفسه يوما: هل أستطيع تأسيس شركة مثل التي أعمل فيها؟ هذا السؤال استدعى جدلا داخليا حول احتمالات النجاح والفشل، مقارنة بوظيفته المريحة نسبيا. الذين سمعوا شريف يتحدث عن فكرته، أخبروه عن تجارب من سبقوه وانتهى أمرهم إلى الإفلاس. بالنسبة لأولئك فإن الوظيفة تعني الأمان على المدى البعيد، دون تحمل مسؤوليات أو خوض مغامرات. لكن هذا الشاب الذي اختبر سوق الدواء نحو عقد من الزمن أدرك - مثل قلة من الأذكياء المغامرين - أن طريق النجاح لا يمر عبر الأساليب العتيقة ولا قصص الفاشلين. ثمة دائما فرصة في مكان ما تنتظر من يخرط شوكها كي يجني ثمرها. البداية الصحيحة هي الانطلاق من المعرفة التي تجنيها في سنوات الدراسة. المعرفة التخصصية بموضوع العمل هي الجزء الأهم من رأس المال الذي تحتاج إليه. بعد أربع سنين من تأسيس مشروعه الخاص اقتنع شريف أن تركه الوظيفة السابقة كان ربما أفضل قرار أقدم عليه في حياته. فهو الآن على بعد أسابيع قليلة من افتتاح مصنع جديد، حصل على معظم تمويله من "أرامكو"، وهو مصنع يفخر شريف بأنه سيسد حاجة ملموسة في القطاع الصحي وسيسهم في تنمية بلده. المسألة ببساطة…