آراء

آراء

حرب العراق الثالثة بالـ«ريموت كنترول»؟

الأحد ١٤ سبتمبر ٢٠١٤

3 سنوات على الأقل، ستستغرق الحرب الأميركية على «داعش»، بحسب مستشارين للرئيس باراك أوباما. وكالة الاستخبارات الأميركية بدأت تتحدث عن 30 ألف مقاتل داعشي، بعد أن كانت التقديرات تحصرهم بـ10 آلاف، فيما المرصد السوري لحقوق الإنسان يتحدث عن 80 ألفًا موزعين بين العراق وسوريا. الحرب الأميركية التي دشنت بغارات محدودة بالطائرات على مواقع في العراق ستتوسع لتشمل سوريا، وربما مناطق أخرى تستدعيها الحاجة. «لا شيء يمنع توسيع البقعة الجغرافية»، يقول العارفون بخبايا ما تخطط له الإدارة الأميركية. النقاشات كثيرة وساخنة، حول مفاجآت عديدة ومؤلمة، قد تحملها هذه الحرب التي كشف جزءا من استراتيجيتها الرئيس الأميركي، بالتزامن مع ذكرى أحداث 11 سبتمبر (أيلول). مصادفة بالتوقيت، تذكّر بأن الحرب الأميركية على الإرهاب بدأت رسميًّا قبل 13 سنة، ولن تجد خواتيمها على المدى المنظور، فيما التطرف يتفاقم بجنونية مقززة، وبعد أن كان مقتصرًا على «القاعدة»، تشظى هذا التنظيم وتكاثر، وصارت له وجوه وأسماء وفروع تتقاتل وتتصالح، ودولة تكسر الحدود، وولايات، وطموحات، ومجندون من أكثر من 87 دولة. أوباما يصرّ على أنه ليس كسلفه جورج بوش في شيء، معتمدًا على أن أقدام جنوده لن تطأ أرض العراق وتتورط في لعبة الموت. بعض الخبراء العسكريين الأميركيين سيرسمون الخطط ويقودون المقاتلين المحليين من سوريين وعراقيين عن بعد، وسيتم التنسيق بين الضربات الجوية والهجومات الأرضية بالريموت كنترول.…

آراء

11 سبتمبر لم يحصل بعد!

الأحد ١٤ سبتمبر ٢٠١٤

قد تقولون: هذا الشخص يمارس سياسة «خالف تُعرف». إنه مهووس بالمشاكسة والمشاغبة ليس إلا. كل هدفه لفت الأنظار. وإلا فما معنى هذا العنوان الببغائي السخيف؟ هل يعقل أن 11 سبتمبر (أيلول) لم يحصل حتى الآن؟ لماذا كل هذه الفذلكات؟ وأنا أقول لكم إني جاد كل الجدية باختياري هذا العنوان، ولست أمارس هواية التسلية أو اللعب على الحبال. إني مصرّ على القول إن 11 سبتمبر لم يحصل بعد على المستوى الفكري؛ أقصد لم يحصل ما يعادله فكريا وفلسفيا في العالم العربي والإسلامي كله. وهذا ما قلته سابقا مرارا وتكرارا. لا ريب في أن 11 سبتمبر كحدث صاعق حصل وذهب ضحيته ثلاثة آلاف شخص. وقد رأيناهم يرمون بأنفسهم من الطوابق العليا في الفراغ. وحصل ما يشبه الزلزال. كل هذا معروف للقاصي والداني. ولكن 11 سبتمبر كحدث فكري تنويري صاعق يوازي جريمة 11 سبتمبر قوة وفعالية لا يزال أمنية غالية في ضمير الغيب. لا ريب في أنه تجاوز الخيال وكل المعقول واللامعقول، وربما كان أقوى من كل خيال. ولكن أين هو التجديد الفكري؟ أين هو التنوير الإسلامي الذي يرتفع إلى مستواه ويشعرنا بأنه لم يحصل عبثا ولم يذهب سدى؟ هذا هو السؤال الأساسي والباقي تفاصيل. وإذا كان هناك من الشيوخ الأجلاء والمحافظين العرب الجدد من يعتقدون أنهم سينجون من المساءلة والمحاسبة بعد كل…

آراء

هل ينتظر اليمنيون غودو؟

الأحد ١٤ سبتمبر ٢٠١٤

في واحدة من روائع الأدب العالمي كتب صامويل بيكيت عام 1949 مسرحية «في انتظار غودو» عن شخصين يفقدان قدرتهما على التفكير والتصرف واتخاذ القرار ويقضيان الوقت في انتظار إنسان رسماه في مخيلتهما لكنه لا يحضر أبدا، وفي كل لحظة يقرران فيها الحركة تخذلهما قواهما النفسية فيمكثان في مكانيهما.. لقد كان فلاديمير واستراغون يعيان تماما حقائق المحيط الذي يعيشان فيه ويدركان قدرتهما على الاختيار لكنهما يرتعدان من النتيجة المحتملة فيصيبهما التبلد ويتوقفان عن اتخاذ القرار النهائي.. فكرة الرواية ترتكز على وجود خيارات يمكن اكتشافها بالتمعن في الحقيقة المجردة ثم اتخاذ قرار يتلاءم مع الواقع دون محاولة لتزييف أو خداع أو العيش في أوهام وسراب ودونما حاجة لـ«انتظار غودو». أعادتني قراءة الرواية إلى التفكير في الأيام الدامية التي عاشتها صنعاء، وستظل ماثلة في ذاكرة اليمنيين، وستترك آثارها على واقع تتحكم في حاضره ومستقبله قوى تصارع للحفاظ على مواقعها في جسد الدولة المتهالك، وكانت الأحداث التي استشهد فيها مواطنون يمنيون - لا يهمني ولا يعنيني انتماؤهم السياسي والمذهبي - وسالت دماؤهم ظلما وعدوانا، فاضحة لجشع الساسة الذين لا يريدون التخلي عن الحكم الذي يرونه أكبر قيمة من دماء وكرامة المواطنين، وأضحى القتل أمرا طبيعيا في حياة اليمنيين لا يحرك ضميرا ولا يثير غضبا وحتما لن يخفف من مبالغة الأحزاب في التشبث باللقمة التي…

آراء

القراءة من منظورهم !

السبت ١٣ سبتمبر ٢٠١٤

لم تكد جارتي الايرلندية المسنة في المقعد المجاور لي في الطائرة تستوي على مقعدها إلا وأخرجت كتاباً من حقيبة يدها وبدأت في تقليب أولى صفحاته. وعلى مدى رحلة من أبوظبي إلى دبلن مدتها ثمان ساعات، كنت ألحظها وهي تغفو وتفيق  ثم تغفوا وتفيق مستمتعةً بالقراءة بين دفتي كتابها و تحت مصباح مقعدها ، وهكذا حتى شارفنا على الهبوط . إن الحديث عن نهم غالبية شعوب الأرض نحو القراءة مقارنة بنا نحن العرب هو حديث كثر طرحه ولم يعد المجال متاحاً لمزيد من المقارنات على المدى المنظور ، لن آتي بجديد لو قارنت بالنسب والأرقام معدلات القراءة عند الفرد الأمريكي أو الياباني مثلا مقارنة بنظيراتها عند الفرد العربي . لكن الحديث هو عن القراءة كسلوك حاضر لدى تلك الشعوب لا من باب الترف والتسلية بل كقناعة ذاتية بأهمية القراءة كفعل إنساني يُبقي على خلايا العقل في حالة حراك مستمر وتفكير دائم . لو أرادت تلك المرأة المسنة التسلية فأمامها شاشة وبين يديها جهاز تحكم يعج بالأفلام والمسلسلات والبرامج والأغاني وحتى الكتب الصوتية . لكن لا . هي تريد أن تقرأ و تقرأ و تقرأ. كنت طيلة الرحلة أقلب بين القنوات التي أمامي على مضض ، لا أخفيكم أن غيرة أصابتني وأنا أشعر بأنني أضعت ثمان ساعات من الزمن سدىً بينما كانت…

آراء

أمراض الرفاهية التي تفتك بنا

السبت ١٣ سبتمبر ٢٠١٤

يبدو أننا ندفع ثمناً فادحاً للرفاهية التي نتمتع بها (أو نعاني منها) في هذا المجتمع، ويتجلى ذلك في الأمراض الفتاكة التي تنخر في أجسادنا الكسولة المترفة! لا فرق في ذلك بين النساء والرجال أو الأطفال والمسنين. الكل يشكو من الأمراض، ومعظم الأمراض هي أمراض المجتمعات المُرَفَّهة التي لا تُعاني منها معظم المجتمعات في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وغيرها من البقع التي تُناضل لنيْل الحد الأدنى جداً من المعيشة. يقول الدكتور سامي محمد بادواد مدير عام الشؤون الصحية بمحافظة جدة إن إحصائيات منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن المملكة تحتل المركز الثالث بين دول العالم في معدل الإصابة بمرض السكري.. ويقول الدكتور ناصر الجهني رئيس اللجنة التنفيذية للجمعية السعودية للغدد الصماء إن عدد المصابين بمرض السكري بالمملكة تجاوز خمسة ملايين مصاب! معروف أن مرض السكري هو من الأمراض التي تنتشر بشكل رئيس في المجتمعات التي يعاني أفرادها من السمنة وقلة الحركة واستهلاك الأطعمة المشبعة بالزيوت والدهون والسكريات والمقادير الكبيرة من النشويات واللحوم؛ وهذا هو الحاصل في مجتمعنا المُرَفَّهْ. هناك أمراض مزمنة أخرى تفتك بمجتمعنا مثل أمراض القلب والأورام والضغط، وهي كلها أمراض تنتشر في المجتمعات المُرَفَّهة لكنها تكثر في الشريحة المسنّة في تلك المجتمعات، بينما هي منتشرة لدينا في جميع الشرائح العمرية. ويمكن لنا أن نتخيل النتائج الفادحة المترتبة على انتشار هذه…

آراء

هل يكون «تحالف جدة» بداية لعالم عربي جديد؟

السبت ١٣ سبتمبر ٢٠١٤

عندما تقصف الطائرات الأميركية مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة، وتنهار دفاعاتها، وتسود الفوضى بين مقاتليها، فتصل أنباء ذلك إلى النظام، والثوار المعتدلين، وجبهة النصرة، أطراف ثلاثة تختصر الجانب المقابل لداعش على الأرض، وكل منها يحمل رؤية «وراية» مختلفة لمستقبل سورية، فأيهم الذي سيتقدم أولاً ويعلن تحرير الرقة من داعش ويرفع رايته هناك؟ هذه المعضلة نموذج واحد لمعضلات أخرى لا بد من أن تواجه التحالف الذي يتشكل الآن تحت عنوان «القضاء على داعش»، وبالتالي يفسّر سبب الاجتماع «العربي التركي الأميركي» الذي عقد الخميس الماضي المخصص لمناقشة تشكيل تحالف الدول المعنية قبل غيرها بالقضاء على داعش، والتي اعترف الرئيس الأميركي أوباما بأنها لن تكون عملية سهلة وتحتاج إلى سنوات، كيف ذلك وهي مجرد تنظيم؟ سأستخدم نموذج الرقة السابق للدلالة على صعوبة المهمة، فليست هناك قوات أميركية على الأرض لتكمل المهمة التي بدأتها الطائرات الأميركية، فأوباما وعد شعبه بوضوح بأنه لن يرسل أي قوات برية في هذه الحرب، كما أن دول المنطقة غير متحمسة لذلك، وبالتالي لا مناص من الاعتماد على واحد من الأطراف الثلاثة المذكورة، ولكن المهم كيف تمنع الطرفين غير المفضلين من الاستفادة من انهيار داعش؟ هذا ما يستلزم التعاون الدولي الإقليمي الذي يفترض أنه شرع في وضع قواعده في اجتماع جدة، ولكن بسبب غموض أوباما على رغم كثرة تصريحاته،…

آراء

نزعة السطحية

السبت ١٣ سبتمبر ٢٠١٤

قرأ لي أحد الأصدقاء جملة كتبها شيكسبير. كان مندمجاً بها جداً حتى كاد يرتّلها من شدة استمتاعه بقراءتها. تمعنت فيها قليلاً ثم راودني سؤال: ماذا لو قرأ هذه الجملة دون أن يعلم من كتبها، هل كان سيعجب بها إلى هذه الدرجة؟ أجريت هذه التجربة أكثر من مرة: أقرأُ بيتاً من الشعر وأقول لجليسي بأنه لفلان، وأذكر له اسماً غير معروف، فلا يتفاعل معي رغم أن البيت لشاعر عربي كبير. ولو تمعنا قليلاً لوجدنا أن العرب يحنّون إلى كتابات الأولين، من روائيين ومفكرين وشعراء، أكثر من أعمال المعاصرين، حيث يوصَف المعاصرون بأنهم سطحيون يصعب عليهم الوصول إلى القامات الأدبية أو الفكرية أو الفنية أو الغنائية القديمة. والسؤال هو: هل فعلاً يعاني المعاصرون من السطحية؟ لو نظرنا إلى النزعات الاجتماعية اليوم لوجدنا إشارات كثيرة توحي بأن «المُستهلِك» ينغمس في السطحية أكثر كل يوم. فقديماً كان معدل كلمات الرواية يصل إلى 60 ألف كلمة، بينما يتراوح اليوم بين 20 و40 ألف كلمة (باستثناء روايات الخيال العلمي التي تتجاوز الـ 125 ألف كلمة). أما المقالات فبعد أن كانت تتجاوز الألفي كلمة قبل عشرين سنة، يصعب على قارئ اليوم أن يقرأ أكثر من 500 كلمة، بل إن أكثر المقالات قراءة هي التي لا تتجاوز الـ 300 كلمة. أما الحلقات التلفزيونية فبعد أن كانت تمتد إلى…

آراء

اليمن ودول مجلس التعاون

السبت ١٣ سبتمبر ٢٠١٤

تنتشر الفوضى في اليمن لتنذر بمخاطر مزيد من التهاوي لتلك الدولة العربية المهمة، فالحوثيون يزحفون ساعين لتقويض الدولة اليمنية، ويتحركون وفق مخطط متفق عليه سواء مع قوى إقليمية أو عالمية، والمراد بهذا التحرك الوصول إلى حالة الفوضى العارمة ليلحق اليمن بحال شقيقاته سواء في ليبيا أو العراق أوسوريا. وقد استقطبت الساحة اليمنية للأسف اهتمام بعض المنظمات الإرهابية مثل «القاعدة» التي توسعت وتفاقم خطرها هناك، ليتحول اليمن إلى بؤرة استقطاب لكل أنماط الإرهاب والمتطرفين ذوي السلوك الأحمق الذين ابتيلنا بهم في الأونة الأخيرة في أماكن كثيرة من المنطقة العربية. ومن الواضح أن محاولات الدولة اليمنية قد لا تكفي وحدها حيث إن المخطط ربما يتجاوز ما تحمله الدولة من مشاريع من شأنها أن تساعد في الخروج من الأزمة. ويقع اليمن ضمن الإقليم الخليجي إلا أن الاهتمام على مستوى مجلس التعاون ما يزال يحمل بعض التردد أحياناً تجاه الانخراط في مزيد من الاهتمام بما يجري في اليمن، مع أن دول الخليج العربي ليست بعيدة جغرافياً عن اضطرابات المشهد اليمني. فاليمن لديه حدود مشتركة مع الإقليم الخليجي، وهو يكتسي بالنسبة لنا أهمية كبيرة، والاستمرار في تجاهل أحداث اليمن يعتبر أحد مصادر الخطر المحدقة بالمنطقة الخليجية. إن الدولة اليمنية تعاني من متاعب ومصاعب اقتصادية، وتدهور اليمن يشكل أحد التحديات الجسيمة التي تواجه مجلس التعاون الخليجي،…

آراء

«داعش»: حالة ما بعد الحداثة

الجمعة ١٢ سبتمبر ٢٠١٤

يجادل كيفن ماكدونالد، أستاذ علم الاجتماع في جامعة ميدلسكس البريطانية، أن «داعش» كظاهرة لا يرجع في الفكر والممارسة إلى القرون الوسطى بحسب ما تقول تصريحات المسؤولين السياسيين والصورة الشائعة عنه. ويوضح ماكدونالد، في مقال نشرته صحيفة «ذي غارديان» البريطانية قبل أيام، أن «داعش» ينتمي إلى الحداثة التي أسستها الثورة الفرنسية، مستشهداً بذلك بفقرات من مؤلفات أبي الأعلى المودودي وظهرت في خطبة «الخليفة» أبي بكر البغدادي في المسجد الكبير في الموصل. ويرى أن الإسلام الجهادي يوفر للشباب المسلم فرصة إبداء تمسكه الحقيقي بدينه، على الضد من أهالي هؤلاء، الذين يعتبرون الإسلام، وفق الجيل الجديد من الجهاديين، مجرد «تقليد وثقافة». يتيح «داعش» للشبان المسلمين فرصة الانتماء إلى مشروع سياسي ديني ودنيوي تقوم أسسه على فكرة السيادة التي وضعتها الحداثة الأوروبية واشتغل أبو الأعلى المودودي على نقلها إلى الإسلام، على ما يرى ماكدونالد. مقالة الأستاذ البريطاني من الكتابات القليلة التي تحاول سبر الأبعاد الاجتماعية والثقافية لظاهرة تنظيم «الدولة الإسلامية» والخروج من كليشيهات الترهيب وقطع الرؤوس وسبي النساء ورد الظاهرة إلى سوية ماضوية لا تربطها صلة بالمجتمعات العربية المعاصرة وتشكل تهديداً للعالم بأسره، وتتجه إلى النظر للتغيرات الجذرية التي تشهدها المجتمعات والتي انفجرت ثورات ونيراناً لم يهدأ أوارها بعد. لكن في الوسع الإضافة إلى ما كتبه ماكدونالد نقاط عدة: نزعم أولاً أن ما أورده…

آراء

لتكن السينما كتعليم المرأة

الجمعة ١٢ سبتمبر ٢٠١٤

تظل مقاومة التغيير والممانعة من الطبيعة البشرية عند تلقي كل شيء جديد وهناك ثمة اختلاف بين (التغير) و(التغيير) فالأخير يتدخل الإنسان في إحداثه وغالباً ما يكون مخططاً له للوصول إلى أهداف محددة؛ بينما التغير فإنه يكون تلقائيَّاً وعشوائيَّاً وليس مقصوداً بحد ذاته. ربما قد يجهل كثير من الأجيال الجديدة أن «تعليم» المرأة وليس شيئاً آخر كان بعض أفراد المجتمع يقف ضده في عهد الملك سعود؛ وربما يغيب عن بعضهم أنه عندما صدر قرار بتعليم المرأة تم وضع العسكر أمام مدارس البنات لعدة أشهر لحراستها من المعارضين لحين استتباب الأمور!! وقد كان رد الملك فيصل عندما كان ولياً للعهد من أجمل وأحكم وأبسط الردود للمعارضين عندما قال «إن فتح المدارس للفتيات هو أمر من جلالة الملك سعود، والذي لا يرغب في إلحاق بناته بالمدرسة فله الحرية بذلك»! أسوق تلك القصة للمعارضين لوجود السينما وقوفاً ضد التغيير.. فالسينما كانت موجودة قبل 30 عاماً وجاءت الصحوة وألغتها والذي يشعرنا بالحسرة أن السينما موجودة الآن في أرامكو وجامعة الملك عبدالله فما المشكلة؟! إن أجمل ردٍّ للمعارضين على وجود السينما هي مقولة الملك فيصل.. ستعود السينما سواء «بالتغيير» أو «التغير»؛ لأن الحياة في تحول وحراك ولن ترضخ للثبات والجمود.. ستمر السنوات وربما نجد من يكتب مقالاً بعد 30 عاماً أن السينما كانت ممنوعة لترتسم علامات…

آراء

طالبات .. ومخدرات

الجمعة ١٢ سبتمبر ٢٠١٤

أعتمد دوماً إحصائية ذاتية، خصوصاً فيما يتعلق بقضايا الشرف والأسرة والكرامة. تقول معادلتي إن المُعلن من هذه القضايا لا يتجاوز 10 في المائة، والعقوبات لا تطول أكثر من 20 في المائة منها. طبقت هذه النظرية على كثير مما أشاهده من قضايا المخدرات والشرف والاعتداءات الجنسية، فوجدتني أمام مشكلة حقيقية، على أن هذه النظرية قريبة جداً مما تتوقعه الإحصائيات العالمية، وليس المحلية. مما يدفع بي للخوف من أن أرقامي هذه متحفظة، ذلك أن مجتمعنا من أقسى المجتمعات في التعامل مع أصحاب السوابق من هذا النوع، وأن تدمير مثل هذه القضايا "إن هي اشتهرت" يطول كل الأسرة، وقد يتجاوزها. هذا مصدر قلقي وأنا أقرأ أن 16 طالبة من طالبات المرحلة الثانوية في محافظة جدة تمت إحالتهن إلى مراكز "الإرشاد المعنوي والمعرفي والسلوكي" بسبب تورطهن في قضايا ترويج واستخدام المخدرات، وما تبعها من تكوين علاقات مشبوهة وسلوكيات مرفوضة. إن كانت إحصائيتي الذهنية دقيقة فالعدد سيكون في حدود 800 طالبة. ذلك أمر جد خطير، لكن الأخطر منه هو أن هناك من يتعاطى تلك المخدرات، فالطالبات مروجات. أسوأ من هذا وذاك أن هذه الإحصائية تخص مدارس التعليم العام. فماذا عن التعليم الخاص، وهل هناك عقوبات وتوجيه وإرشاد لطالباته؟ كلنا يعلم أن المجتمع يمر بتغيرات مصيرية، وأن السلوكيات بدأت تتماثل بين مكونات المجتمع من الذكور والإناث،…

آراء

احذروا مَن ينتقل إلى البيت الأبيض

الجمعة ١٢ سبتمبر ٢٠١٤

لم يتعرض منصب سياسي للسخرية والدعابة مثل منصب نائب الرئيس في أميركا. أيام كان ليندون جونسون في هذا الموقع، قال إنه مليء بالرحلات حول العالم ورئاسة اللجان الفارغة واللاشيء. ليس للرجل ما يفعله في الإدارة سوى الانتظار: إما أن ينتظر نهاية ولاية رئيسه فيرشح نفسه، كما فعل جورج بوش الأب، وإما أن ينتظر مقتله فيحل محله، كما حدث مع جونسون نفسه بعد اغتيال جون كيندي، وإما أن ينتظر استقالته، كما حدث مع ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد. الاستثناء الوحيد كان في رئاسة جورج بوش الابن ونائبه ديك تشيني. الأخير كان هو الحاكم الحقيقي. حتى ذبح الصحافي الأميركي ستيفن سوتلوف، كان باراك أوباما يتصرف مثل نائبه جو بايدن. لا صلاحيات ولا قرار وجولات حول العالم، كما قال جونسون. صور بلا حدود. طالع إلى هليكوبتر، نازل من «بوينغ». وخلفه ميشيل وابنتهما، وخلف الجميع حكايات لم تظهر بعد. لكن أحداث العالم لا صبر لها على انتظار أن ينتبه الرئيس الأميركي إلى أنه انتُخب رئيسًا وليس نائبًا لنفسه. ومن أسوأ الأشياء أن يبدو الرئيس مخيفًا. لكن الأسوأ منها بكثير أن يبدو خائفًا. ثم هناك ما هو أكثر سوءًا: أن يُعلن رئيس أميركي شيئًا اليوم وعكسه غدًا ونقيضهما بعد غد. أوباما درس في نتائج الضعف والتردد. وفوقهما سوء الخيار. وأحيانا، سوء التصرف كما حدث عندما خاطب…