آراء

آراء

الأعلام الصغيرة

الإثنين ٠٨ سبتمبر ٢٠١٤

هل يكفي قوله إنه لبناني لتنطلق معه في حوار صريح أو مثمر؟ وهل لا تزال صفة اللبناني تعني اليوم ما كانت تعنيه سابقاً؟ وهل عليه أن يسهل الحوار بالقول إنه ماروني لبناني أو شيعي لبناني أو سنّي لبناني أو درزي لبناني؟ هل عليه أن يعطيك المفاتيح من البداية، كي لا يهدر الوقت في العموميات والتمنيات؟ ولنفترض أنه قاوم وتستر. ولنفترض أيضاً أن اسمه لا يكشف جذوره. المسألة بسيطة. تستدرجه فتعرف. تسأله عن الثورة السورية وسلاح «حزب الله» فتكتشف معسكره. وإذا تغطى أكثر تسأله عن مستقبل الأقليات فيأتيك الجواب. أبدأ بوطني كي لا أجرح مشاعر الآخرين. أبدأ بما كان وطني. لم يعد ثمة وطن للعربي الذي يرفض الانضواء تحت الأعلام الصغيرة والاحتماء بالجيوش الصغيرة. أقول العربي وأعرف أن هذه الصفة لم تعد تعني ما كانت تعنيه سابقاً. على العربي أيضاً أن يكشف انتماءه الطائفي أو المذهبي ليكون الحوار حقيقياً إذا كان الحوار وارداً. هل يكفي قوله إنه عراقي؟ وماذا يعني أن يكون المرء عراقياً اليوم؟ وهل يمكنه الاكتفاء بهذه الصفة؟ الحقيقة أنه يمكن أن يوفر عليك مشقة التقصي. لا يكفي أن يقول إنه عربي ولا علاقة له بالإقليم. يجب أن يوضح أكثر. أن يقول إنه شيعي أو سنّي. وإذا حاول التمويه يمكنك استدراجه. تسأله عن «اجتثاث البعث» أو حزب الدعوة أو…

آراء

اختلافهم لم يعد رحمة

الإثنين ٠٨ سبتمبر ٢٠١٤

أنهت الجمعية العمومية لما يُدعى «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» دورتها الرابعة، التي عُقِدت في العاصمة التركية إسطنبول أواخر شهر أغسطس الماضي، بإصدار بيان ختامي، كان أبرز ما فيه، مهاجمة الاتحاد للجماعات الإسلامية غير المنضوية تحته. والتحريم القاطع لما تفعله من قتل الأبرياء، تارة تحت ذريعة الطائفية البغيضة، وأخرى باسم دولة الخلافة الإسلامية المزعومة ومحاربة الطواغيت، والتأكيد على أن زعم قيام الخلافة الإسلامية ليس لأي فئة أن تدعيه، وإنما هو حق موكول إلى الأمة وعلمائها وممثليها. وتوجيه النصيحة الخالصة لشباب الأمة ألا يغتر بمثل هذه الدعاوى التي لا تستند إلى أصل شرعي صحيح، ولا إلى فقه مقاصدي معتبر، وألا يلقوا ربهم ورقابهم معلقة بدم الأبرياء، وأن يرجعوا إلى أهل العلم الثقات لبيان الحكم الشرعي. دعوة كان يمكن أن تكون خالصة لوجه الله تعالى، لولا كلمة رئيس الاتحاد الدكتور يوسف القرضاوي أمام الجمعية العامة، التي شبه فيها أردوغان بموسى عليه السلام، واعتبر تركيا دولة الخلافة، وإسطنبول عاصمتها، عندما وجه القرضاوي خطابه أمام الجمعية العمومية الرابعة للاتحاد إلى الشعب التركي، قائلاً: «أردوغان رجل الدولة القوي الأمين، والقائد الذي يعرف ربه، وتركيا هي دولة الخلافة، وإسطنبول عاصمتها، فهي تجمع بين الدين والدنيا والعربي والعجمي، وينبغي أن تقوم عليها الأمة». ودعا القرضاوي الأتراك إلى دعم أردوغان قائلاً: «من واجب الأمة والشعب أن يكونوا مع أردوغان،…

آراء

الإسلام الذي يشوهه أبناؤه

الإثنين ٠٨ سبتمبر ٢٠١٤

لقد مضى اليوم الذي كنا نخشى فيه على الإسلام من أعدائه، بعد أن جاء اليوم الذي صار الإسلام يضار ويهزم ويشوه من قبل بعض أبنائه الذين يسيئون إليه من حيث يحسبون أنهم يحسنون. في ذروة الحضور الصحوي كان التوجس من بعض الرسومات وبعض الأشكال الهندسية التي تأخذ شكل الصليب يأخذ مداه إلى أبعد حد. فمثلاً تم تغيير شعار الخطوط السعودية لأنه -من منظور معين وباعتساف متعمد- يأخذ شكل الصليب، وبالطبع تم إلغاء كل السنوات التي كرس فيها هذا الشعار سمعته وحضوره، وبالمقابل تم دفع الملايين عبر دفع ضريبة تغيير الشعار على الطائرات والمطبوعات وكل ما يمت إلى الخطوط بصلة.. والحال كذلك مع كثير من المقتنيات التي كان بعضها يحمل نفس التهمة. لم يكن الإسلام الذي وقر في نفوسنا وتوطن مشاعرنا يهتز أو يرتعش بسبب هذه الإيحاءات الصليبية، ولم يكن في الوارد أن نصبح "مسيحيين" لمجرد أن نرى رسماً هندسياً في زاوية جانبية في سجادة أو كرسي أو قلم، أو فوق ظهر حذاء، أو على قميص طفولي، لا لشيء إلا لأننا نسافر ونرى الكنائس وقد ندخلها ونتأمل مبانيها ونشفق على أهلها أنهم لم يلحقوا بنا ويسلموا مثلنا. على أي حال مضى ذلك اليوم الذي كان الصليب يشكل هاجسا لمن يخافون على إسلامنا وديننا من بعض مسلمينا، حتى جاء الوقت الذي صرنا…

آراء

نصيحة لأنصار الهيئة

الإثنين ٠٨ سبتمبر ٢٠١٤

كل قضية للهيئة فيها سهم تكون قضية ساخنة وقضية رأي عام ويحتدم النقاش حولها حد التعارك. ما نخفيه في هذا النقاش أن الهيئة ليست جهازاً حكومياً شبيهاً بالأجهزة الأخرى. ثمة معايير أخرى تسهم في جعل هذا الحوار يتمدد إلى خارج نطاق الحدث الذي أثار القضية. تلك المعايير التي تقع خارج الحدث هي القضية التي تتخفى خلف الحوار وتحركه. لا نرى هذا الاحتدام عندما تشن الصحافة حملة ضد المرور أو الشرطة أو وزارة التجارة كما لا تتوفر فئة معينة تنتصر للمرور أو التجارة أو الشرطة حتى العاملين في هذه الأجهزة يمدون الصحافة بما تريده من معلومات لإنجاز مهمتها التنويرية والأخلاقية. لا يخفي عليك أن المتجادلين حول الهيئة هم نفسهم المتناقضون، في قضايا فكرية معروفة كسواقة المرأة للسيارة أو مدارس تحفيظ القرآن أو الابتعاث أو تجويع الشعب الأمريكي بمقاطعة بضائعه. المدهش في الأمر أن المتحاورين يبردون مع برود القضية. ليضمن لهم رجال الهيئة عودة مرة أخرى إلى التصارع بقضية جديدة. فكل من يستمتع بهذا الصراع على قدر كبير من الاطمئنان أن (الشو) مستمر والتقاذف على وسائل الإعلام لن يتأخر كثيراً. بصراحة (أنا شخصيا) فقدت الاهتمام بقضايا الهيئة. ليس لأن الهيئة خرجت من دائرة اهتمامي أو أن الأحداث التي تنتجها لم تعد خطيرة ولكن لأنها أصبحت مكررة معادة شبه متناسخة. ما جرى بين…

آراء

«نجاة بلقاسم»

الإثنين ٠٨ سبتمبر ٢٠١٤

يدرك محررو مطبوعة «منيوت» اليمينية الفرنسية أن وضع عنوان «آية الله» مرفقا بصورة وزيرة التربية الجديدة «نجاة بلقاسم» والتحامل المقيت عليها وعلى تعيينها - سيحركان القضاء ضدهم، بل يحركان رأيا عاما إعلاميا وسياسيا أيضا، وهو ما حصل فعلا. فهذه الوزيرة الفرنسية الشابة من أصول مغاربية، تملك مؤهلات وسيرة ناجحة ساهمت في جعلها أصغر وزيرة فرنسية وأول امرأة تتسلم وزارة التربية، مما يجعل الوقوف إلى جانبها ودعمها أمرا بديهيا. لكن هذا لم يثن اليمين الفرنسي عن تصعيد حملته العنصرية ضدها بسبب جذورها، وهي المتألقة سيرة وعلما ومظهرا. الوزيرة بلقاسم واجهت الحملة ضدها بظهور واثق وجذاب وإجابات حاسمة.. واستعمال عبارات ذعر وكراهية من نوع «مسلمة مغربية في التربية الوطنية» ليس بأمر جديد في فرنسا تحديدا، فقد سبق لليمين نفسه أن حمل على وزيرة سوداء ونعتها بصفات تحقيرية. لكن في مقابل هجوم اليمين على تولي مهاجرة مسلمة منصبا رسميا، يجري الاحتفاء أو على الأقل التغاضي عن وقائع مقابلة من نوع التهليل لنجومية اللاعب الفرنسي من أصل جزائري «كريم بنزيما» حين تألق كنجم للمنتخب الفرنسي في نهايات كأس العالم الصيف الماضي، وهو الذي لم يخف لحظة جذوره المسلمة الجزائرية وكان سبق له قبل سنوات من بروزه نجما أن شرح في تصريح له كيف تتأرجح النظرة نحوه، فهو «فرنسي حين أسجل هدفا وجزائري حين أفشل».…

آراء

ليبيا.. إلى أين؟

الإثنين ٠٨ سبتمبر ٢٠١٤

حكومة وبرلمان في طبرق، وحكومة أخرى ومؤتمر وطني في طرابلس، تبدو الصورة في ليبيا واضحة: صراع شرعية بين مجلسين منتخبين وحكومتين صادرتين عنهما، بيد أن هذه الصورة لا تصمد أمام التمحيص بالنسبة لمن يعرف تعقيدات الوضع الليبي الذي نادراً ما يحظى بقراءة تحليلية موضوعية في الكتابات العربية السيارة. لا يمكن النظر إلى الوضع الليبي بمعطيات الشرعية الإجرائية باختزاله في صراع بين محطتين انتخابيتين وقوتين سياسيتين متناوئتين، فالصراع المحتدم في الساحة الليبية له وجهان: يتعلق أولهما بهندسة البناء السياسي في بلد يفتقد إلى الحد الأدنى من تركة الدولة الإدماجية المستقرة، ويتعلق ثانيهما بالصراع الإقليمي الأوسع المتعلق بالجغرافيا السياسية العربية الجديدة. بخصوص الجانب الأول، يتعين التنبيه إلى حالة الفراغ الهائل الذي خلفه انهيار حكم العقيد القذافي الذي لم يستند في عهده الطويل إلى أي قوة سياسية أو مجتمعية تكون دعامة للدولة التي فكك كل هياكلها الإدارية والمؤسسية، فحكم بمعادلة أمنية - قبلية ضمنت له الاستمرار في الحكم، في الوقت الذي قوض كل الأشكال الجنينية للمجتمع الأهلي وقضى على كل الأشكال السياسية المنظمة. لم تتوفر لليبيا مؤسسة عسكرية قوية ومنظمة على غرار مصر، ولا بنية إدارية وبيروقراطية فاعلة ومجتمع مدني حي كما هو الشأن في تونس، ولذا كان من الطبيعي أن تسد الفراغ المليشيات القبلية التي تزيد على ثلاثين مليشيا قوية، أبرزها مليشيا…

آراء

إسرائيل.. وتاريخ استيعاب المهاجرين

الأحد ٠٧ سبتمبر ٢٠١٤

كان من بين أسباب تقدم إسرائيل الاقتصادي اهتمامها بالعنصر البشري وحماية القوى العاملة، منذ بداية تأسيسها عام 1984، وكان من صلب اختصاصات وزارة العمل، بالإضافة إلى رقابتها على الظروف التي يعمل فيها العمال، أن تخلق فرص عمل للمهاجرين الجدد، خصوصاً إذا كانوا بحاجة إلى التدريب وصقل المهارات، حيث أوكلت هذه المهمة إلى «معهد الإنتاجية» الذي يتولى تدريب المديرين والفنيين ورؤساء العمال، وحدد القانون منذ عام 1951 ساعات العمل اليومية واعتبر الراحة الأسبوعية 36 ساعة متصلة. ونص قانون 1953 على عدم تشغيل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 سنة، وحتى الذين تقع أعمارهم بين 14-18 سنة، منعت دخولهم مجالات العمل إلا بعد فحصهم من الناحية الطبية مع تخفيض ساعات العمل بالنسبة لهم، ومنعت كذلك عملهم في حرف معينة والعمل ليلاً، وشمل قانون سنة 1954 القواعد التي تحكم تشغيل النساء، ومنحتهن إجازة أمومة بأجر كامل لمدة 12 أسبوعاً، ولمدة بضعة أشهر من دون أجر، كما قضى قانون سنة 1964 بالمساواة بين أجر الرجل وأجر المرأة. [السياسة النقدية في إسرائيل، د. عبدالنبي حسن يوسف، القاهرة 1977، ص31]. واهتم المهاجرون اليهود بالتنظيم النقابي في مرحلة مبكرة، حيث تكونت النقابة العامة للعمال المسماة بالهستدروت في فلسطين سنة 1920 بعضوية 4400 عامل في 1925، لتصل إلى نحو 114 ألفا في سنة 1945. وكان من أهداف الهستدروت…

آراء

تآمر حكومتي السعودية والإمارات ضد شعبيهما !

الأحد ٠٧ سبتمبر ٢٠١٤

في بلادي ومنطقة الخليج عموماً يعجب المرء من سيطرة المواضيع المثيرة ومعظمها عموماً سخيفة وتافهة، سيطرتها على المشهد العام، سواء في الصحف أم في مواقع التواصل الاجتماعي وتجاهل الأعمال التنموية الكبيرة الرائعة. والمثير للدهشة أن معظم الإثارة تصب بشكل مباشر نحو دولتين محوريتين في الخليج، إضافة إلى مصر طبعاً. السعودية والإمارات تحديداً تنال نصيب الأسد من الازدراء والاستهتار بل وحتى التخوين بواسطة أسماء محسوبة على بعض الجماعات الإسلامية المسيسة أو تلك المتعاطفة مع ما يسمى «الجهاديون» في سورية وغيرها. معظم هؤلاء مع الأسف من أبناء المملكة ومنهم أكاديميون وأكاديميات، إضافة إلى مجموعات تائهة تشتت في دويلات عدة. السؤال: هل تستحق السعودية والإمارات كل هذا؟ هل هي دول خائنة عميلة متآمرة كما يرددون؟ دعونا من باب التذكير فقط، نستعرض ما الذي يجري حقيقة على الأرض في هاتين الدولتين، ونشهد على حجم الخيانة والتآمر. في المملكة ومن بين العديد من المشاريع الأخرى، يجري حالياً تنفيذ 132 مستشفى جديداً بمناطق المملكة بطاقة سريرية تبلغ 33750 سريراً، إلى جانب خمس مدن طبية بمختلف مناطق المملكة بسعة سريريةً إجمالية تبلغ 6200 سرير. تم خلال العام المالي الحالي تسلم 16 مستشفى جديداً بمختلف مناطق المملكة بطاقة سريرية تبلغ 3700 سرير. هذا غير المراكز المخصصة للرعاية الصحية الأولية والأصغر حجماً، ولكنها أضعاف عدد تلك المستشفيات والمدن الطبية.…

آراء

سرعة لبنانية مستجدة في الالتحاق بـ «الجهاد العالمي»

الأحد ٠٧ سبتمبر ٢٠١٤

ألقت السلطات الدنماركية القبض على سيدة من أصل لبناني كانت تجمع تبرعات لـ»داعش». ليس هذا خبراً عابراً. إنه مؤشر إذا ما أضيف إلى مؤشرات سبقته في الأشهر القليلة الفائتة، فإن على اللبنانيين أن يباشروا إحصاء مزيد من الوقائع المفضية إلى حقيقة أنهم بدأوا يتفوقون على غيرهم من مجتمعات المنطقة في مجال «الجهاد العالمي». فقبل نحو شهرين تم الكشف عن أن الذباح الرئيسي في «داعش» هو أسترالي من أصل لبناني، وقبل ذلك أيضاً أقدم شقيقان سويديان من أصل لبناني على تنفيذ عملية انتحارية مشتركة في منطقة تل كلخ السورية. وقابل ارتفاع نسبة مساهمة الدياسبورا اللبنانية في «الجهاد العالمي»، ارتفاع في مساهمة «السلفية الجهادية اللبنانية» المقيمة في هذا «الجهاد» أيضاً، فأقدم طرابلسيان خلال الشهر الفائت على تنفيذ عمليتين انتحاريتين في بغداد، وغادر عشرات من المدينة ومن محيطها للالتحاق بـ»داعش» ما أن أعلن البغدادي خلافته. المساهمة اللبنانية في «الجهاد العالمي» بقيت، حتى سنتين انقضتا، الأدنى بين مساهمات دول ومجتمعات مجاورة. «السلفية الجهادية» لم تُرسِ تقاليد نشاط لها في لبنان في ذروة نشاطها العالمي، واقتصر انتشارها فيه على مجموعات ضيقة ونخب لم تتمكن من تجاوز عتبات مساجدها. لا مفتين لها ولا فتوات، ومن سعى إلى الإفتاء والفتوة فيها من بين اللبنانيين لم يلق الكثير من التجاوب. وفي لائحة ضمت 700 اسم من مقاتلي «القاعدة»…

آراء

المنطقة على موعد مع حرب عمياء سياسياً

الأحد ٠٧ سبتمبر ٢٠١٤

هناك إجماع شعبي، أو على الأقل ما يشبه الإجماع، على محاربة الإرهاب في كل بلدان العالم، وأولها البلدان العربية. وعلى رغم ذلك، فإن هذه الحرب لم تؤدّ إلى النتيجة المنتظرة. على العكس، الإرهاب في تزايد، وعدد الميليشيات في تصاعد، والملتحقون بهذه الميليشيات وذلك الإرهاب في تزايد أيضاً. الإحصاءات الأوروبية والأميركية والعربية عن الإرهاب بأنواعه تؤكد هذه النتيجة. بدأت الحرب على هذا الإرهاب عام 2001، وذلك بعد هجمات11 أيلول (سبتمبر). كم كان عدد التنظيمات والميليشيات الإرهابية آنذاك؟ لم يكن مشهوراً منها آنذاك إلا تنظيم «القاعدة». الآن، وبعد 13 عاماً على بداية الحرب على الإرهاب لم يعد من الممكن إحصاء عدد التنظيمات والميليشيات الإرهابية، السني والشيعي منها. المشهد في العراق وسورية ولبنان واليمن يؤكد ذلك. بات «القاعدة» الذي تسيّد المشهد حتى أواخر القرن الماضي مجرد فصيل يتنافس مع فصائل كثيرة في ساحة صراع، لم يعد من المستحيل إمكان توسعها مع الوقت، ومع تعقد الصراعات وتعثر السياسات الإقليمية والدولية، أصبحت هذه التنظيمات بميليشياتها وتطلعاتها عابرة للدول، لا تعترف بالحدود السياسية. ربما أن «داعش» هو من ألغى هذه الحدود عملياً، وأعلن عما يسميه دولته الإسلامية في العراق وسورية معاً، لكن قبل «داعش» كان «حزب الله» اللبناني أعطى لنفسه عام 2012، وبقوة السلاح، حق عبور الحدود اللبنانية للقتال في سورية، دفاعاً عن النظام السوري. عندما…

آراء

«داعش» يفلت من يد صانعيه

الأحد ٠٧ سبتمبر ٢٠١٤

بات بمقدور «داعش» أن يحتل مناطق شاسعة بمجرد إثارة إشاعة. هذه ليست مبالغة لفظية. الجرائم المروعة التي يرتكبها التنظيم معتمدا على الذبح، والصلب، والسبي، والتدمير الذي لا يستثني أضرحة أو بيوتا أو أماكن دينية، ويكاد لا يميز وهو يوزع جرائمه، بين طائفة وأخرى، يلقي الذعر في القلوب. أن يعرف أهالي أي منطقة بأن التنظيم آت وبأنه بمجرد فرض سيطرته، سيسد عليهم المنافذ ويمنعهم من الخروج، وينكل بهم، دون معرفتهم المسبقة بلائحة أعدائه المفترضين، يجعل الهرب المسبق وسيلتهم للخلاص من جحيم لم يعرفوا له من قبل اسما أو شكلا. لم يعد «داعش» بحاجة لقتال شرس، أو جحافل جرارة لينتصر، فهو يسجل فتوحاته، قبل أن يصل مقاتلوه، بأشرطة الفيديو التي تسبقه ويبثها «عمدا» متضمنة قطع رؤوس وحشيا بالسكاكين، وإعدامات جماعية للمئات دون أن يرف لمقاتليه جفن، هذا غير النساء المكبلات بسلاسل الذل مساقات إلى سوق النخاسة، وإعلان عن أسعار لجوار إيزيديات، وغيرهن مسيحيات. مشاهد صارت، من الصنف الكلاسيكي المتكرر حتى فقد المتفرج قدرته على تصديق أن ما يرى، يحدث على مبعدة كيلومترات منه. ثمة من لا يزال يتساءل إن كان في كل ما ينشر ويتداول مبالغة ما؟ وهناك أيضا من يستغرب أن يكون ما يراه حقيقة، يرتكبها بشر على مثاله؟ وغيرهم يتندر تهكما واستهزاء.بالأمس انتشر على صفحات الـ«فيسبوك» شريط لبناني لشبان وشابات…

آراء

اليمن: الجرعة ليست المشكلة ولا إلغاؤها هو الحل

الأحد ٠٧ سبتمبر ٢٠١٤

كانت الكلمة الأخيرة، التي ألقاها الرئيس عبد ربه منصور هادي، تعبيرا صادقا، وواضحا، وصريحا، عن العمق الذي وصلت إليه الأزمة التي يمر بها اليمن، ومدى السرعة التي تنزلق معها البلاد إلى أعماق مجهولة، ولا تبدو في الأفق - حتى هذه اللحظة - مؤشرات إيجابية تدفع إلى التفاؤل بخروج قريب إلى آفاق يستحقها المواطن الباحث عن الأمان والحياة الكريمة. حين جرى اتخاذ القرار برفع الدعم عن المشتقات النفطية لم تتوقف الإشادات، والتعبير عن حكمته، ومردوداته الإيجابية على الاقتصاد اليمني، وحياة الناس، ورددت قلة أن المنتفعين هم الذين سيخسرون مكاسبهم التي تراكمت بعلم كثير من المسؤولين ومشاركة بعض منهم في حصيلتها على مدى عقود طويلة، ومرة جديدة أثبتت الأحزاب المشاركة في الحكومة الانتهازية في أوضح صورها، فرغم أن القرار جرى اتخاذه في اجتماع لمجلس الوزراء ترأسه الرئيس حتى يمنح القرار دعما سياسيا قويا، فإن الأحزاب - ولم يكن ذلك مفاجئا - بدأت بعده بالتعبير عن ضرورة إجراء مراجعة للقرار ودراسة آثاره السلبية على المواطنين، بل وانتقده بعضها، وبدا الأمر كما لو كان قرارا مباغتا، وهم الذين رفعوا أيديهم تأييدا كما جرت العادة في كل قرار يتخذ في حضور الرئيس.. وانضم بعض المستشارين ليعلنوا استحالة العودة عن القرار، وحذروا من الآثار المترتبة على ذلك، لكنهم سرعان ما شاركوا في رفع أيديهم تأييدا للنكوص…