آراء
الخميس ٠٤ سبتمبر ٢٠١٤
لدى الشاعر الفلسطيني الراحل، محمود درويش، قصيدة بديعة بعنوان: فكر بغيرك. يقول فيها: وأنتَ تعودُ إلى البيت، بيتكَ، فكِّر بغيركَ لا تنس شعب الخيامْ وأنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّر بغيركَ ثمّةَ مَنْ لم يجد حيّزاً للمنام إنني أتساءل في مهرجان الضجر الذي لا ينقطع، هل نفكر بغيرنا، ممن لا يملكون أبسط الأشياء؟ ونحن نمشي ونتبرم، هل فكرنا بمن لا يستطيع أن يقف على قدميه، ليقطف ثوبه أو حتى يغسل يده. هل فكرنا بمن لا يستطيع أن يمسك كوب قهوة ليحتسيه إثر الرعاش الذي يعتريه. هل فكرنا بمن لا يملك ثمن جهاز جوال ليهاتف أمه أو أباه بينما نرجم كل من لا يروق لنا بحروف الجوال الذي نقتنيه. نواصل نحيبنا اليومي واحتجاجنا على كل شيء بصوت خفيض وعال، في حين غيرنا لا يستطيع أن يتكلم. يرغب أحدهم في أن يقول أحبك، لكن كل خلاياه تتعاضد لتحرمه من التفوه بها، يعتصر ليقول كلمة قصيرة فلا يقدر أن يكمل حرفا. هل فكرنا ونحن نتشكى من الدوام الممل أن هناك من يمني سنينا النفس بنصف دوام؟ ونحن نشجب الطعام الذي نأكله هل فكرنا بأولئك البشر الذين لا يأكلون سوى من سلال القمامات؟ لا أطالب أن نصمت أو نسكت أو نتوقف عن الشكاية، لكن أقترح أن نفكر في غيرنا على هذا الكوكب ونتذكر أن الكثير…
آراء
الخميس ٠٤ سبتمبر ٢٠١٤
في بيانه ما قبل الأمس، يقول سعادة اللواء منصور التركي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية إن "السلطات الأمنية تمكنت من القبض على 88 شخصا من (أرباب) الفكر الضال...".. انتهى. أعتقد أن علاقتي الشخصية المتميزة مع سعادة اللواء تسمح لي بالاختلاف معه في انتقاء المفردة اللغوية، وبالخصوص عند استخدام كلمة (أرباب)، لأنها لا تصف المتسبب ولا تصف الضحية. نحن قبضنا على التلاميذ الصغار وعلى (الأغرار) وحديثي السن والتجربة، ولكن (أرباب) التضليل الذين يدفعون بأطفال هذا البلد إلى السجون ما زالوا معنا أحرارا طلقاء: يتحدثون في التلفزيون ويغشون المجالس الرسمية. نحن إلى حد ما استطعنا تفكيك زناد 88 قنبلة، ولكننا لم نجرؤ أبدا، وهذه مصارحة ومكاشفة، على ضبط كبار التنفيذيين في المصنع المحلي لإنتاج القنابل البشرية. نحن ننجح باستمرار في القبض على صغار الجنود، ولكننا نغفل عن كبار قادتهم من الأرباب الحقيقيين، أفرادا كانوا أو منظومات فكرية. نحن نسجل فشلا في قراءة منبع الظاهرة، ونحن نسجل فشلا مكتملا لأننا نكرر مع الدواعش ذات المنهج الذي لم نستفد أبدا من تجربته مع القاعدة. نحن سئمنا أن نكون مجرد قوائم أمنية منذ عشر سنين. في حديث سعادة اللواء منصور التركي رقمان يستحقان الوقفة: الأول حين يتحدث عن المعدل العمري لآخر المقبوض عليهم في آخر قائمة: هم كانوا طلابا في المدارس الابتدائية ليلة الصحوة الوطنية…
آراء
الخميس ٠٤ سبتمبر ٢٠١٤
لا يمكن للعبث الذي تمارسه جماعات الإسلام السياسي أو التنظيمات الإرهابية المتطرفة أن يستمر شأنه شأن أي خطأ، فالقاعدة العامة تقول إن الخطأ إلى زوال، ولا يصح سوى الصحيح في نهاية المطاف. ولكن متى؟ وكيف؟ وبعد ماذا؟ وما ضريبة وجود الخطأ إن طال زمنه؟ جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في النصف الأول من القرن العشرين حاولت استمالة الناس باسم الدين، لكن مقتل الجماعة كان في ممارسة العنف عبر الجناح المسلح فيها، وتسلمها لحكم مصر لم يكن في حقيقته لقناعة بها بقدر ما كان ردة فعل ضد الخيار الآخر الذي رجح الشعب كفة الإخوان عليه، غير أن التجربة الإخوانية الفاشلة في إدارة الدولة وما تبع ذلك من عنف وتخريب وإجرام أنهى حلم الإخوان في العودة إلى الحكم حتى الأبد، فاتباع سياسة "إما نحكم أو نخرب ونقتل" ليست مجدية.. وتحفر قبر صاحبها وتنهي طموحاته، ويضاف إلى ذلك أن الإخوان شوهوا الإسلام الذي يتحدثون باسمه. أما تنظيم "داعش" فهو حالة عرضية انتابت المنطقة، وقد عاث فساداً ولم يشبع، ويريد متابعة طريق العبث غير العقلاني والخارج عن نطاق الزمن والكينونة البشرية، وما يمارسه عناصره من ذبح وسلخ وقطع رؤوس وتعليقها في الساحات العامة ليس إلا إجراماً.. وبينما تنبه العرب مسبقا إلى خطر التنظيم وحذروا العالم منه بقي الغرب متفرجا إلى أن وصلت إليه جرائم…
آراء
الخميس ٠٤ سبتمبر ٢٠١٤
في عالم يموج بالمصالح المتشابكة، لا يمكن لأي دولة أن تزعم قوتها أو تفرض هيبتها لو لم تمتلك أدوات القوة والهيبة. لا يمكن لدولة أن تجبر دولا كبرى على احترام مواقفها وسياساتها، حتى وهي تختلف معهم سرا وعلانية. هيبة الدول لا تُصنع بين يوم وليلة، ولا بقوة المال وحده، إنما هي تراكمات من المواقف السياسية الناضجة والعقلانية وبُعد الرؤية. هيبة الدول تصنعها قراءتها وتنبؤاتها بالمخاطر قبل وقوعها. هنا في باريس، حيث يزور ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز فرنسا، فإن الرسالة الواضحة والصريحة، في كلمة الرئيس فرنسوا هولاند، وفي مباحثات كبار المسؤولين الفرنسيين، كرئيس الوزراء ووزيري الخارجية والدفاع، مع الرجل الثاني في المملكة العربية السعودية، وفي الأحاديث الجانبية مع المسؤولين الفرنسيين والدبلوماسيين الغربيين كانت: سياسيا أو اقتصاديا، لا بد من السعودية وإن طال السفر. سألت مسؤولا فرنسيا كبيرا: هل في الأمر جديد؟ وهل للتو تعرفون هذه الحقيقة؟ أجاب: لا، غير أن أحداث المنطقة الساخنة وتطوراتها خلال الفترة القريبة الماضية، تؤكد مجددا أن الرؤية السعودية كانت الأقرب للواقع؛ في القضية الفلسطينية ومبادرة السلام العربية، في سوريا، في لبنان، في اليمن، في استقرار أسواق النفط والاقتصاد العالمي، وفي الملف الأهم حاليا، وهو ظاهرة الإرهاب، الذي أدركت السعودية مخاطره مبكرا، وحذرت من هذه «الآفة التي تهدد الأمن والاستقرار في العالم»، كما…
آراء
الخميس ٠٤ سبتمبر ٢٠١٤
لا بدّ من التصارح. فالرؤوس تُقطع والدم يُراق والأرواح تُزهق والناس تُروّع وتُذلّ والبلاد تُضَيّع، والشرق يُسلب فلذة التنوّع أو ما تبقّى منها كعنوان لروحانيته وتسامحه وتعايشاته وآخر أمل في حضاريته. لا مجال للتراوغ اذاً، فالمسلمون متيقنون بأنهم مستهدفون في دينهم تشويهاً وشيطنةً وأدلجةً وأن أعداءهم منهم وفيهم بمقدار ما هم خارجيون، والمسيحيون وغيرهم من الأقليات يشعرون بأنهم يُسقَطون اسقاطاً من معادلة الشرق «الجديد» لجعله معزلاً مغلقاً، وأن العهود الاسلامية القديمة تلاشت تحت وطأة خطر «اسلامي» محدق أيضاً بالمسلمين أنفسهم، أما الضمانات الغربية الأقل قِدَماً فتبدو كما لو أنها تبخّرت، فلا جهة في المجتمع الدولي اليوم تعتبر حماية المسيحيين من أولوياتها. أصبح مصيرهم في معمعة الصراع الدولي، الدائر باحتراب أهلي - طائفي بالوكالة، أن يكونوا الثمن، وأن يدفعوا هذا الثمن. لم تكن المشكلة الرئيسة في أي بلد، لا في مصر ولا في سورية أو العراق أو فلسطين، أن هناك سكاناً زائدين، أن هناك مسيحيين وآخرين يطالبون باحترام حقوقهم وخصوصياتهم. بل كانت هناك أنظمة حكم مستبدة وفاسدة عاملت الجميع بالقمع وبالشدّة الدموية ولم تعترف بـ «مواطنية» أي من رعاياها، كما لم يسعفها استعلاؤها على الأعراف والأخلاقيات ولا تكوينها السياسي والعقائدي في إعلاء القانون فوق الجميع. ترد «الحال الفلسطينية» في هذا السياق لأن اسرائيل شكّلت تاريخياً - باعتمادها على الارهاب والمجازر واحتقار…
آراء
الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٤
1 لأول مرة، منذ اشتعلت القضية الفلسطينية قبل قرابة ٧٠ عاماً، يختلف العرب في الموقف من عدوان إسرائيلي ومقاومة فلسطينية، في العدوان الأخير على غزة. لم يحدث هذا في حروب 1948 و 1956 و 1967 و 1973، أو حروب الشوارع أثناء الانتفاضتين الأولى والثانية. ربما وُجد حينذاك من يؤيد إسرائيل أو لا يعبأ بدعم فلسطين، لكنه كان يفعل ذلك سراً ويستحي من الجهر بمشاعره تلك. الوضع اختلف خلال الحرب على غزة مؤخراً، فقد أعلن العرب المتعاطفون مع الجانب الإسرائيلي أو غير المؤيدين للصف الفلسطيني عن موقفهم المثير، من دون مواربة ومن دون خجل! لو سُئلت عن عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على غزة لما ترددت في إضافة العرب المؤيدين للعدوان الإسرائيلي مع أولئك القتلى! أستذكر هنا ما قاله لي ديبلوماسي غربي، عقب تصويتنا على قرار فلسطيني في اليونسكو، قال: أنتم العرب تختلفون وتتباعدون وتتشاتمون وربما تتقاتلون، لكن إذا حضرت فلسطين نسيتم كل خلافاتكم واتفقتم من جديد ورجعتم متحّدين. هذه المرجعية الوحدوية الفذة واليتيمة أصبحت أيضاً الآن محل تشكّك، بعد أن أصابتنا (عين) الدبلوماسي الغربي! ٢ الانقسامات العربية منذ مجيء «الربيع الشائك» أدت إلى حالة شعبوية غير مسبوقة من تبادل التهم والتجريم والتخوين المتبادل. لكن الانقسام العربي الجديد والمفاجئ في شأن فلسطين أدى إلى خلق حزمة جديدة وحادة من التهم التي سيظل…
آراء
الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٤
منذ أن تم نحر الأميركي بل جنسون قبل سنوات في الرياض على يد غلاة القاعدة لمجرد أنه رجل أشقر؛ وهاجس ربط المسلم وتمييزه لونيا يطاردني لفرط المغالطة في هذا الأمر الصادر تحديدا من مسلمين، فما جاء الإسلام لنا وحدنا نحن السعوديين، وليس دينا عرقيا للعرب دون سواهم، كما أنه ليس دينا مقتصرا على ذوي البشرة السمراء، ولكنه دين لكل البشر من كل الأعراق وكل الألوان، على أن هذا التصور الخاطئ تنتج عنه بالتبعية سلوكيات خاطئة. يجرني هذا الحديث إلى قفزة الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر على ظهر أخيه البريطاني المسلم الأشقر، وكانت للحق قفزة بارعة تشبه قفزات المصارع "آندريه العملاق"، فلماذا ابتدر المحتسب أخاه المسلم بهذا السلوك؟ هل ظن أنه كافر طالما أنه "خواجة".. ربما؟! وهل ثارت لديه الغيرة بعد أن لاحظ أنه يصاحب سيدة سعودية محتشمة بعباءتها؟! "طيب" هل كان من الضرورة لإزالة اللبس وسوء الفهم أن يلبس هذا البريطاني الأشقر ثوباً وغترة لتزول الشبهة؟!! أم كان على زوجته السعودية المحترمة أن تتخلى عن لباسها وعباءتها الساترة وتلبس لباسا غربيا يبعد عنها الصفة الوطنية ويجعل فكرة أنها زوجته أقرب للتصديق والقبول؟! نحتاج لبعض الوقت كي يستوعب بعض المواطنين أن بعض المواطنات صرن يتزوجن من غير السعوديين، بل ومن غير العرب ومن غير ذوي السحنة "الشهباء"! وأن الأمر يمضي إلى…
آراء
الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٤
يظن العديد من الدارسين والباحثين في حقل الدبلوماسية الشعبية، أن هذا المصطلح العلمي "Public Diplomacy" أمريكي بامتياز، نشأ مع إنشاء مركز (Murro) للدبلوماسية الشعبية في جامعة (Tufts) الأمريكية عام 1965م، وذلك حينما استخدمه إدموند قاليون (Edmund Gullion) كمفهوم جديد، بقوله إن الدبلوماسية الشعبية مفهومٌ "يتناول تأثيرات المواقف العامة في تشكيل وتنفيذ السياسات الخارجية. وهو يشمل أبعاداً من العلاقات الدولية تقع فيما وراء الدبلوماسية التقليدية، كقيام الحكومات بزراعة وغرس رأي عام في البلدان الأخرى، والتفاعلات بين الجماعات الخاصة ومصالحها في بلد مع بلد آخر، وكتابة التقارير والإبلاغ عن الشؤون الخارجية وتأثيراتها في السياسة العامة، وكذا عمليات التواصل مع هؤلاء الذين يشكل الاتصال وظيفتهم الأساسية كالدبلوماسيين، والمراسلين الأجانب، والعاملين في مجال التواصل والتبادل الثقافي". لكن نيكولاس كول "Nicholas J. Cull" في دراسته التي تناولت مصطلح الدبلوماسية الشعبية قبل قاليون "Gullion"، أظهر أن أول استخدام لمصطلح "الدبلوماسية الشعبية" لم يكن أمريكياً على الإطلاق بل بريطاني، ففي 15 يناير عام 1856م ورد ذكر الدبلوماسية الشعبية في مقالة صحيفة التايمز اللندنية الافتتاحية تنتقد فيها مواقف الرئيس فرانكلين بيرس Franklin Pierce، وتتحدث عن القدوة الحسنة والصورة النمطية، والتعامل الجيد مع الشعوب، كما جاء أول استخدام أمريكي لهذا المصطلح عبر ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز في يناير 1871م عن تقرير للكونجرس عرضه صمويل كوكس "Samuel Cox" المنتمي…
آراء
الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٤
تشهد الإمارات العربية المتحدة هذه الأيام التحاق أول دفعة من أبنائها وبناتها بالخدمة الوطنية، وتعتبرُ هذه الخطوة لَبِنةً جديدة تنضمُّ إلى الصروح والإنجازات التي تُعزِّزُ مِنعةَ الوطن، وتحصّنُ استقراره، وتصونُ حقوقه. ويحق للإمارات أن تفخر بأبنائها الذين لبّوا نداء الواجب وسطروا أروع معاني الوفاء والتفاني من أجل رفعة الوطن ونهضته في ظل القيادة الحكيمة لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، حيث آمنت قيادتنا بضرورة الاستثمار في العنصر البشري والنهوض به لضمان استدامة النمو والازدهار الذي ينعم به وطننا العزيز. وأكد شباب وفتيات الإمارات أنهم الاستثمار الأمثل ورأس المال الذي ترتكز عليه الدولة، حيث عبّروا عن حبهم وانتمائهم لثَراها الغالي من خلال إقبالهم الكثيف للانتساب في الخدمة الوطنية تلبيةً لواجبٍ مقدس ومساهمةً في الذود عن المكتسبات والإنجازات التاريخية، وليكونوا سياجاً حصيناً ودرعاً منيعاً وسداً عصياً في وجه كافة الأخطار، وتأكيداً على وعيهم وإدراكهم لدورهم الهام في بناء الوطن. ويدرك أبناء الإمارات أن مبادرة الخدمة الوطنية الإلزامية قد جاءت في الوقت الملائم لتعزز مسيرة بناء الوطن. ورغم أن الدولة تعتمد سياسة مد جسور التعاون والتواصل وبناء صداقات متينة وعلاقات مميزة مع المجتمع الدولي، إلا أن التاريخ علّمنا بأن الاعتماد على الذات يبقى أفضل السبل لضمان وحماية المكتسبات الوطنية. وتمت صياغة أنظمة وشروط الخدمة الوطنية بحيث…
آراء
الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٤
جاء العدد الأول من المجلة العلمية التي تصدر عن رئاسة الحرمين الشريفين بكارثة علمية في 61 صفحة لأستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود حملت في عنوانها مسمى (دراسة عقدية) وهي في الواقع (دراسة معقدة) تقدم شكلا جديدا من أشكال عقدة الهوس بطمس كل أثر إسلامي مهما عظمت مكانته تحت شعار قطع الطريق أمام السلوكيات الشركية، وملخص الدراسة هو إعادة إعمار المسجد النبوي بما يضمن عزل الحجرات الشريفة (بيت الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام والتي تحتوي قبره) عن المسجد النبوي تصحيحا لما حدث في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك أثناء عمارة المسجد النبوي والتي ضمت فيها الحجرات إلى المسجد وهي العمارة التي تمت تحت إشراف الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز عندما كان أميرا للمدينة المنورة!، حيث يرى الباحث أن هذا الأمر اتخذ حجة عند المخالفين لبناء المساجد على القبور والأضرحة، أي أن صاحبنا يريد أن يغير ما تعارف عليه المسلمون عبر التاريخ فقط من أجل إبطال حجة المخالفين!. وقد رد الأساتذة عبدالله خياط ونجيب يماني وعاصم حمدان ومحمد الدبيسي وعمر المضواحي على هذه الدراسة العجيبة بالنصوص الشرعية وآراء علماء الإسلام عبر التاريخ، ولن أزيد على ما ذكره الزملاء فقد غطوا الموضوع من جميع جوانبه.. إلا أنني لم أكن أتخيل أن يبلغ الفكر المتشدد هذه الدرجة التي يزايد…
آراء
الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٤
يردد الهولنديون مقولتهم الشهيرة: «إن الله خلق العالم... ولكن الهولنديين خلقوا أنفسهم»، كناية عن قوتهم وجَلدِهم على التعايش مع طبيعة بلدهم الصعبة التي تغمرها المياه في كل شبر، ومقدرتهم على التأقلم والعيش في أصعب الأحوال المناخية والجوية. وبالتأكيد، لا بد لمن حضر أو شاهد مؤتمراً أو اجتماعاً لكبار الساسة والمسؤولين أن لاحظ من يحملون اللافتات محتجين على تدمير البيئة ومطالبين بحمايتها. وأذكر أن جماعة الخضر «وهي كناية واسم لبعض الجماعات الناشطة بيئياً» كانوا أكثر عدداً من بين كل المجموعات التي حضرت مؤتمر قمة الـ20 التي عقدت في لندن في عام 2009. وكل هذه الجماعات والفرق تنشط وتدافع عن البيئة في دول متقدمة وتعتبر تخريب البيئة جريمة كبيرة، وتسنّ الأنظمة والقوانين، وتفرض الضرائب التي تساعد في حماية بيئاتها. وعلى العكس، لدينا بيئة صحراوية جافة، وهو ما يعني أننا يجب أن نكون أكثر حرصاً من الجميع، وأكثر حذراً في التعامل مع طبيعة بلدنا الجرداء، إلا أن ما يحصل للأسف لا يسر الخاطر. فعلى رغم قرار منع الاحتطاب، إلا أنه بقي حبراً على ورق، ولا يزال المحتطبون يقتلعون الأشجار المعمرة في كل مكان. والأدهى والأَمَر أن بعض الصحاري والنفود اقتلعتها «الشياول» والجرافات الكبيرة، وحملتها على ظهر الشاحنات الضخمة لتدفن بها المزارع والطرق وترفع بها أساسات منازل الأغنياء. أما بطون الأودية فحفرتها الجرافات، ونقلت…
آراء
الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٤
بقراءة متتابعة للتغريدات على التويتر ستعرف أن سبعين في المئة من التغريدات تشتم أمريكا. التويتر كما لا يخفى على كل الشتامين ممتلك أمريكي صرف. حتى اسمك ولقبك اللذين سجلتهما في تويتر يتم حفظهما في أمريكا. الزر الذي تضغطه لتمرير تغريدتك يذهب أمره إلى أمريكا أولا ثم يعود إليك بالموافقة. اقرأ في التفاصيل سترى من يشتم الأمريكان في أعراضهم وفي أخلاقهم وفي أمانتهم وفي شرفهم وفي دينهم وفي مذاهبهم وفي نسائهم. وفيه من يحرض على قتلهم وسحلهم وسحقهم ومع ذلك هم ساكتون لنا ولا يتقاضون على استخدامنا للتويتر ريالا واحدا. الشيء الطريف لا يراجعون شتائمنا لهم ولم اسمع من يرد علينا بل يعملون بهمة ونشاط على تحسين هذه الخدمة ولا يكتفون بهذه الخدمة بل يطرحون منتجات جديدة ويعربونها على الفور لكي نتفضل عليهم باستخدامها مجانا في شتمهم إذا اردنا. في المقابل لو صرح قس تافه معتوه في مكان ناء من أمريكا وشتم العرب أو المسلمين شتيمة واحدة لا ثاني لها، لثارت ثائرتنا واعلنا حربا ضروسا اقلها مقاطعة بضائعهم لتجويعهم. والاطرف أن يخرج من سياسييهم ومثقفيهم من يعتذر ويلتمس الصفح عن تصرف هذا القس الذي لا يمثل الأمريكان على حد تصريح السياسي. والأكثر طرافة أن هذا الاعتذار يذهب في جله إلى هؤلاء الذين يشتمون الأمريكان في دينهم وفي أعراضهم كل ليلة وكل…