آراء

آراء

مستحقو برامج «الإسكان».. وانهيار العقار

الثلاثاء ٠٢ سبتمبر ٢٠١٤

إعلان وزارة الإسكان الأخير، باستحقاق أكثر من 600 ألف مواطن ومواطنة من أصل 900 ألف تقدموا للوزارة وعبر موقعها على الإنترنت لمنتجات الوزارة أفرح الكثير من المواطنين، وتلحظ هذه الفرح في عيونهم واتصالاتهم الهاتفية، وهم يتباشرون بقرب الفرج، والحلم بامتلاك بيت العمر لهم ولعائلاتهم، وحتى يعيشوا في سكينة بعد التنقل والترحال ودفع الإيجارات، التي تخطف منهم أكثر من ثلثي رواتبهم. المهم أن هذا الخبر المفرح باعتقادي حق مشروع لمن تمت الموافقة على طلبه، وحظاً أوفر لمن تم استبعاده بسبب فاتورة آليته لتطبيق شروطها على المستحقين لقروضها العقارية أو الأراضي التي ستوزعها مع بعض القروض. والغريب أن بعض المحللين الاقتصاديين قد تصدوا لهذا الخبر، وأنه ليس بحل سحري لمشكلة تملك المواطنين لمنازلهم، وأن وزارة الإسكان لن تستطيع توفير هذه المنتجات العقارية في الفترة القصيرة، أو حتى المتوسطة المقبلة، بسبب شح الأراضي في بعض المناطق. والغريب أن هؤلاء المحللين الجهابذة لم يتطرقوا إلى المساحات الشاسعة في وسط مدننا التي يحيط بها العمران من كل جهة، فكيف بالخدمات أو ما يسمي بالأراضي البيضاء، والتي يملكها هوامير العقار، ولديهم الملايين ولا يحتاجون إلى سيولتها، فيتركونها للشمس سنوات طويلة، حتى تصل أسعارها إلى أضعاف مضاعفة، أما أصحاب الدخول المتوسطة فهم ينظرون إليها بحسرة وألم، فكيف بهذه البلاد الشاسعة المترامية الأطراف، لا يستطيعون تملك عشرات الأمتار…

آراء

الاستقدام.. انتظروا «الفترة الوجيزة»

الثلاثاء ٠٢ سبتمبر ٢٠١٤

وعد وزير العمل المواطنين و«خلال فترة زمنية وجيزة» بأن الاستقدام من حيث الخدمة والأسعار سيتحسّن، ولم يحدد «الفترة الوجيزة» هل هي بالأيام أم بالأعوام. لكن ما إن مرّت فترة «وجيزة»، أيام معدودة، حتى قال مدير وزارة العمل في مكة المكرمة إن الوزارة لن تتدخل في تحديد أسعار، وفي لقاء له مع شركات الاستقدام «دعاهم» إلى «مراعاة المواطنين بعدم رفع الأسعار»، كما نشرت «الحياة» الخميس. - بحسب التصريحات الموجهة «للمستهلكين» - تراهن وزارة العمل على المنافسة، تذكر عدد الشركات والمكاتب، على أحر من الجمر هي وبالانتظار أمام حلبة قوى العرض والطلب، لكنها تناست أنها ممن يقيد العرض والمنافذ برسم السياسات وتطبيقها لمصلحة شركات الاستقدام من دون مراعاة للطرف الأضعف «الطلب»، فهي تتمنى مراعاة لمصلحة صاحب العمل لكنها لا تقوم بالمراعاة! ولا يطرح في أروقة مكتب الوزير لماذا الاستقدام أرخص في دول الخليج مع انخفاض الطلب مقارنة به في السعودية، وما السر في «قفز الزانة» الذي شطحت به أسعار الاستقدام! من النادر أن يتحدث وزير العمل عن الاستقدام، هو يفضل الحديث عن السعودة والتوطين، مع تركيز على تذليل صعوبات توظيف النساء، ومن الأندر أن يتحدث عن التدريب ومخرجات مؤسسته التي يترأس مجلس إدارتها، والواقع أن الاستقدام ترك منذ زمن في يد قطاعه الخاص ثم تدخلت الوزارة بقوة لمصلحته، أسهمت في ترسيخ الاحتكار،…

آراء

سعادتهن !

الثلاثاء ٠٢ سبتمبر ٢٠١٤

"لم يكن حلمي أن أجعل النساء أكثر جمالاً فقط بل و أن  أجعلهن أكثر سعادة" ! هذه المقولة تروى عن مؤسس وصاحب إحدى الماركات العالمية الشهيرة خصوصاً في أوساط السيدات . الفرنسي كريستيان ديور الذي كان من أكثر مصممي الأزياء الفرنسيين تأثيرا.  حواء مخلوقة تعشق الزينة وتشدها الموضة ، هذا بالطبع جزءٌ من الحقيقة وليس الحقيقة كاملة، فحواء لديها أيضاً رسالتها و أدوراها وأهدافها العظيمة في هذه الحياة تماماً كما الرجل. و السؤال هنا حول ماهية وشكل السعادة التي تنشدها كل امرأة ؟ لا شك بأن لكل امرأة وصفتها الخاصة بالسعادة. سواءً كانت تلكم السعادة متعلقة بإشباع الجانب الروحي أو العاطفي منها. أو بالجانب المادي الذي يشمل توفير متطلباتها واحتياجاتها الحياتية. مع أنني أكاد أجزم بأنه قد يصعب أن نجد امرأةً مستعدة للتنازل عن أحد الجانبين مقابل الحصول على الآخر إلا فيما ندر! وعوداً على عبارة كريستيان ديور والتي تتعلق بالجانب المادي من سعادة المرأة . فإنه لا كريستيان ديور نفسه ولا غيره سيكون الأدرى بسر سعادة المرأة من المرأة نفسها ثم منك أنت أيها الرجل ! إن حلم ديور بأن يجعل النساء أكثر سعادة لابد أن يكون حلمنا جميعاً . على الأقل قد نقف صفاً ضد من يريدونهن دائماً الأكثر تعاسة وشقاءً وضعفاً على مسرح الحياة !  

آراء

قفزة «المحتسب» وكف عبير

الثلاثاء ٠٢ سبتمبر ٢٠١٤

عبير سيدة سعودية مقترنة ومتزوجة من مستثمر بريطاني مسلم، وجدت نفسها قبل يومين مضطرة إلى استخدام يدها للطم محتسب على وجهه أمام الناس في العاصمة السعودية، بعد أن هجم على زوجها بطريقة مهينة وغريبة في آن واحد. فالمشهد -كما أظهره مقطع فيديو تداوله السعوديون عبر هواتفهم النقالة- يصور المحتسب البدين، وهو يصعد على مقدمة سيارة ويقفز بحركة خطافية على ظهر البريطاني «بيتر»، الذي أخذ يصرخ: «إنها زوجتي»، فيما قررت زوجته أمام هذه الصدمة التوقف عن الكلام واستخدام يديها لـ«تصفيق» المعتدي محولةً إياه إلى «مسخرة» وسط الشارع. المغردون السعوديون في «تويتر» الذين عبّروا عن استيائهم من الحادثة بآلاف التغريدات، واصفين سلوك ذلك المحتسب بـ«الداعشي»، لم يتوانوا في إطلاق «وَسْم» حقق أرقاماً عالمية بعنوان: «كف عبير يمثلني»، وهو ما يكشف مدى الغضب الجمعي من الحدث المسيء إلى سمعة الجهة والثقافة التي ينتمي إليها ذلك المحتسب «القافز»، وهي على الأرجح هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق ما ذكره شهود عيان نقلت عنهم «الحياة» تفاصيل ما حدث، على رغم عدم إقرار «الهيئة» بانتمائه إليها رسمياً حتى لحظة كتابة هذه المقالة وفق تصريحات مسؤوليها. على العموم يبقى التصرف المسيء «فردياً»، ولا بد من أن يطال صاحبه العقاب بالقانون بغض النظر عن جهة عمله، لكن الحق يُقال إنني أتعاطف كثيراً مع رئيس الهيئات الدكتور عبداللطيف…

آراء

الهيئة في مباراة دولية

الثلاثاء ٠٢ سبتمبر ٢٠١٤

ـ في المباريات الدولية عادة ما يكون الحكم نزيهاً وصارماً في تطبيق القوانين، وفي إخراج الكارت الأحمر مباشرة للاعب الذي يتعمد الخشونة؛ أما في المباريات المحلية فمن الممكن أن تمشي الأمور (بحبة خشم) أو شبهة احتكاك غير مقصود، وربما بكثير من اللين والتسامح في كل مباراة.. ـ هذه المرة يتجه بعض أعضاء الهيئة إلى الأجانب؛ في نقلة نوعية خطيرة ومنفلتة جداً، وبلا شك فهي تُسيء إلى الهيئة كجهاز وكأعضاء محترمين، وإلى البلد أيضاً، والمصيبة أن الأحداث تثبت دائماً أن أكبر المسيئين للهيئة هم أعضاؤها ولا أحد آخر.. فماذا سيفعل الحكم؟! ـ وهل يحق لعضو الهيئة أصلاً أن يحتسب على الأجانب مثلما يحتسب على السعوديين؟ هذا سؤال مهم بظني، ويجب أن تجيب عليه الهيئة فوراً كي تتضح الأمور، وخصوصاً إذا كان هذا الأجنبي يحترم قانون البلد ويعرف واجباته جيداً، ويمشي في حاله. ـ الآن ماذا تريدون أن يقول الإعلام عن عضو الهيئة الذي اعتدى على البريطاني وزوجته بصورة غير حضارية أبداً؟ هل هو محتسب وغير محسوب على الهيئة من الأساس؟! وهل يحق له ما فعله إذا كان عضو هيئة؟ أم أن الإعلام (التغريبي) يتصيد كما يقول بعضهم؟ ـ على كل تبقى الهيئة إدارة حكومية مثلها مثل غيرها، ولا يصح تحميل الأمور ما لا تحتمل.. هذا الكلام يعجب كثيرين ويظنون أنه المطلوب؛…

آراء

هل اتفق الخليجيون خوفا من «داعش»؟

الثلاثاء ٠٢ سبتمبر ٢٠١٤

ترددت في الأيام القليلة الماضية رواية تقول إن دول الخليج اضطرت لترك خلافاتها جانبا خشية من تنظيم «داعش»! فهل فعلا بلغت هذه الجماعة الإرهابية من الخطر ما أنهى الخلاف الخليجي؟ وهل حقا «داعش» قادر على إسقاط عواصم الخليج؟! طبعا لا يمكن أن يصدق هذه الرواية إلا شخص بعيد عن المنطقة، أو مقيم جاهل بتفاصيل التطورات السياسية. جغرافيًا، الأمر صعب، إلا إذا كان لدى الإرهابيين سلاح جو، وهذا غير ممكن. فأقرب مدينة عراقية تجاور الخليج يوجد فيها حاليا تنظيم «داعش»، هي مدينة الرمادي، في محافظة الأنبار العراقية المحاذية للحدود السعودية. والكويت أقرب عاصمة خليجية لها، مع هذا فإن المسافة شاسعة، أكثر من سبعمائة وستين كيلومترا، عن مدينة الرمادي، والطريق معظمه منطقة صحراوية جرداء. أما العاصمة السعودية فهي أبعد بنحو الضعف، بأكثر من ألف وأربعمائة كيلومتر عن الرمادي. ويكاد يكون وصول «داعش» برا إلى بقية عواصم الدول الخليجية الأخرى، قطر والبحرين والإمارات وعمان، من سابع المستحيلات، مهما كان قويا وسريعا ومسلحا! مقاتلو «داعش» نجحوا في التسلل من سوريا بعشرات السيارات المسلحة عبر منفذ القائم إلى مدينة الموصل العراقية. أولا، لأنها قريبة. وثانيا، بسبب الفوضى نتيجة سقوط الدولة في سوريا، وكذلك بسبب الفراغ الأمني في العراق نتيجة ضعف السلطة المركزية. وبالتالي، الاستنتاج بأن حكومات الخليج نحت خلافاتها جانبا خوفا من «داعش»، فيه شيء…

آراء

العقوبات الأميركية وتأثيرها على سير المباحثات

الثلاثاء ٠٢ سبتمبر ٢٠١٤

في الوقت الذي تستعد فيه كل من إيران و«5+1» لجولة جديدة من المباحثات على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال سبتمبر (أيلول) الحالي الذي يعد الاجتماع الأول بعد تمديد فترة مباحثات البرنامج النووي الإيراني حتى 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي - قامت الولايات المتحدة الأميركية بفرض عقوبات جديدة على أكثر من 25 شركة وفردا إثر اتهامات بخرق العقوبات المفروضة على إيران. وما إن جرى الإعلان عن هذه العقوبات حتى بدأ الداخل الإيراني بالتفاعل سريعا تجاهها، موجها سيلا من الانتقادات للإدارة الأميركية، مؤكدا أن مثل هذه العقوبات ستؤثر سلبا في سير المباحثات حول البرنامج النووي. ويأتي هذا التفاعل ليطرح بدوره تساؤلا يتمثل في أنه هل بالفعل يمكن لهذه العقوبات أن تدفع إلى توقف المباحثات أو عرقلتها؟ نسير مع القارئ هنا لنحاول الوصول إلى إجابات عن هذا التساؤل. بداية، تمثل المنظور الأميركي لهذه العقوبات الذي جاء على لسان ديفيد كوهين، نائب وزير شؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، أن ما قامت به الولايات المتحدة بفرضها هذا الحظر يعكس العزم على الاستمرار في اتخاذ إجراءات ضد أي شخص، في أي مكان، ينتهك العقوبات المفروضة على إيران. ومما تقدم يمكن أن نستقرئ أن الجانب الأميركي ينظر للعقوبات الجديدة تجاه الشركات والأفراد على أنها جاءت نتيجة خروقاتها ضوابط قد أقرت في السابق…

آراء

انطباعات الإجازة

الإثنين ٠١ سبتمبر ٢٠١٤

عدت لتوي من إجازة عائلية في النمسا. رأيت هناك من الخليجيين أكثر مما أراه محليا ً في دول الخليج، حيث لا ترى العين سوى اثنين أو ثلاثة مواطنين بين كل سبعة أو ثمانية أجانب، بما يعبر عنه ذلك من دلالات على اتجاهات التنمية والخدمات الخليجية وإلى أين تذهب الفلوس، لكن ما علينا. هذه أمور سياسية سيادية تقررها الحكومات من فوق، ثم تتكسب من ورائها طبقة رقيقة من المواطنين «الطفو» تعوم فوق المجتمعات الخليجية. القليل المتسرب إلى الأسفل العميق تتلقفه الأغلبية التي أصبحت ديموغرافيا هي الأقلية، وفي أحسن الأحوال لا تزيد عن نصف عدد السكان. الحصص الأجنبية في ضبط وتكاليف النواحي الأمنية والأخلاقية والاستهلاكية (الماء والطاقة والصحة) أمور لا يعرف عنها المواطن الخليجي الكثير. ليس هناك احصائيات، وربما كانت الصورة غير واضحة حتى للحكومات الخليجية على أعلى المستويات. أحداث منفوحة والمربع في الرياض وإضرابات العمال في قطر ودبي وضغوط المنظمات الحقوقية الخارجية تعطي مجرد مؤشرات على العمق، لكن مسابر الأعماق الخليجية حاليا (على ما يبدو) لا تعمل بكفاءة مقنعة. أعود إلى انطباعات الإجازة في النمسا. عدد السكان في الجمهورية النمساوية ثمانية ملايين ونصف مواطن، أي أقل من سكان المدينتين الأكبر في السعودية، الرياض وجدة، وأقل من نصف سكان القاهرة، لكن الناتج القومي النمساوي (الزراعي والصناعي والسياحي والعلمي) يقارب مثيله في الدول…

آراء

حكاية عادية جدا

الإثنين ٠١ سبتمبر ٢٠١٤

ندرج في هذه الحياة، يوما بعد يوم. تأخذ دروبنا تعرجات وطرقا تتخايل فيها الطفولة بكل ما فيها ثم تأتي صبوة الشباب. قصص صغيرة، يسكن بعضها الفرح، وبعضها التعب. تتجه بوصلة الحياة بعد إكمال الدراسات العليا للزواج. إنه السؤال الذي يتكرر من الأقارب والأصدقاء: تزوجت؟! تدخل دائرة الزواج، فتتداعى الأسئلة متى ستصبح أباً؟! تبتهج وأنت تحتفي بطفلتك الأولى، تتابعها وهي تكبر، أول ابتسامة، أول كلمة، أول محاولة للجلوس، أول خطوة.. إلى آخره. محطات العمر تتوالى بين أسئلة الناس التي نراعيها كثيرا، والأحلام التي تتشكل وفقا لإرادة الله وتوفيقه. الأيام تترى، بسرعة غير محسوسة، فصول تتلوها فصول.. تكتشف أن ابتهاجك بأطفالك يكبر هو الآخر، كما أن الصغار يكبرون، وأنت تعبر مهرولا صوب الكهولة، وأقول دوما: لا داعي للنظر إلى الخلف، فقد استوى الأمس ونضج وتم الحصاد، ولم يعد بالإمكان أفضل مما كان. أمس الأحد صباحا، حملت صغيرتي إلى الجامعة، لا أظننا كآباء وأمهات نعترف بأن أبناءنا يكبرون، إذ تظل صورتهم في أذهاننا تقترن بالحنو والرعاية والعناية. في الطريق، كانت كل هذه الصور تتداعى، وكان قلبي مليئا بالرضا والقناعة والآمال بالتوفيق. أظن أن هذا شعور كل أب وأم، استيقظوا باكرا، آمالهم تتعلق بأبنائهم وبناتهم. ودعواتهم إلى الله أن يكلأهم بالتوفيق. دورة حياة، وقصة عادية يرويها كل أب وأم بمنتهى الرضا. المصدر: الاقتصادية http://www.aleqt.com/2014/09/01/article_882181.html

آراء

«تمير» وثورة المجتمع ضد الإرهاب

الإثنين ٠١ سبتمبر ٢٠١٤

يكاد يكون الكاتب السعودي جاسر الجاسر في مقالته «تمير معنى المواطنة» هو الوحيد الذي لمس بذكاء أبعاد الثورة الاجتماعية في محافظة تمير (شمال العاصمة الرياض) ضد الخلية النائمة، التي كان أعضاؤها وراء تجنيد 35 شاباً من أهالي البلدة التي لا يتجاوز سكانها خمسين ألفاً. كان بعض من ألقي القبض عليهم وأعلنت أسماؤهم ممن سبق أن تورطوا في نشر التكفير منذ اثنتي عشرة سنة، وكانت توجهاتهم معروفة ونشاطهم يعرفه المتابعون من خارج المدينة فضلاً عن أهلها. وليس سراً أن بعض المتضررين من مروجي التكفير قد وجدوا تأييداً حكومياً لرفع دعاوى ضد المتورطين. وكان المرحوم الأمير نايف بن عبدالعزيز قد أكد مراراً في أكثر من مناسبة أن العلماء والمفكرين لم يقوموا بواجبهم تجاه هذا الفكر الخبيث، وفي مارس الماضي سنحت لي الفرصة بلقاء مجموعة من مسؤولي الأمن السعودي المخلصين، كانوا يؤكدون أن الأساس هو وعي المجتمع «نحن لا نستطيع أن نقوم بدور وزارة التربية والتعليم ولا بدور وزارة الشؤون الإسلامية، على الجميع أن يضطلع بدوره، هناك تقصير كبير، ونحن نشعر بالخذلان»، ويؤكد مصدر أمني رفيع أننا نسعى لإقناع الأهالي بأن يقوموا بدورهم برفع دعوى أو التبليغ عمن يجندون أبناءهم ويحرضونهم على الانخراط في القتال في أماكن الصراع، نشجعهم على رفع الدعاوى ضد من يتورطون في ذلك، ولكننا مع الأسف لم نتلقَ حتى…

آراء

التحالف و«داعش» والثمن

الإثنين ٠١ سبتمبر ٢٠١٤

موقف باراك أوباما شديد الوضوح. لن يرسل الجنود الأميركيين ليقاتلوا في الفلوجة أو الرقة. الجيش الأميركي ليس قوة للإيجار. الرئيس غير راغب وغير قادر أيضاً. لن يحرر المحافظات السنية العراقية من «داعش» لتستأنف إيران الإمساك بالقرار في بغداد. لن يسترجع المحافظات السورية من «داعش» لتعود مجدداً إلى قبضة النظام السوري. المساهمة في اقتلاع «داعش» مشروطة بتغييرات فعلية في المسرح الذي شهد إطلالتها وتمددها. يخاطب أوباما أهل المنطقة بما معناه هذه مشكلتكم أولاً وأنتم أول ضحاياها. لسنا على استعداد للقتال نيابة عنكم. سندافع عن مصالحنا لكننا لن نتطوع لدفع الأثمان الباهظة. نحن نساعدكم وندعمكم. وقبل ذلك عليكم اتخاذ قرارات واضحة مهما كانت صعبة أو مكلفة. يذهب أوباما أبعد في التفاصيل. ولد «داعش» في المناطق السنية. لمكافحته لا بد من دور نشط لأبناء البيئة نفسها. السني المعتدل يجب أن يحارب السني المتطرف. شيء يشبه فكرة الصحوات العراقية مع اختلاف الظروف. الحكومات في مسرح القتال يجب أن تكون حكومات جامعة. أي أن تكون جزءاً من الحل لا من المشكلة. لا يساعد في المعركة استقدام ميليشيات شيعية لتحرير مدن سنية من «داعش». الجيوش التي ستشارك يجب ألا تكون متهمة بأنها من لون واحد أو أنها تقاتل لتكريس هيمنة مكون على مكون آخر. إشراك الجيوش المتهمة سيُعطي التنظيم فرصة الحصول على تعاطف في البيئة التي…

آراء

إيران ودفاعها المفاجئ عن الأكراد

الإثنين ٠١ سبتمبر ٢٠١٤

يجب ألا نقلل من أهمية حرص الحكومة الإيرانية على نجدة أكراد العراق عسكريا، الذين وجدوا أنفسهم أمام خطر لم يحسبوا له حسابا من قبل، اسمه «داعش». وقبل تحليل الموقف الإيراني ودوافعه، لا بد أن نعيد رواية ما حدث بعد سقوط مدينة الموصل العراقية التي دقت أجراس الخطر في كل مكان، واتضح للجميع أنه «داعش»، رغم مزاعم البعثيين ورفاقهم أنهم من هزموا قوات المالكي، وثبت عدم صحتها. وفيما العاصمة بغداد كانت تبني دفاعاتها استعدادا للمعركة، فاجأ مقاتلو التنظيم الإرهابي الجميع بالاتجاه شمالا، نحو إقليم كردستان العراق! والمفاجأة الثانية كانت هزيمة قوات البيشمركة، التي عرفت بأنها من أفضل الميليشيات تأهيلا وبأسا. لقد اتضح أنها مع سنوات الارتخاء الكردي، بعد هزيمة نظام صدام حسين قبل 10 سنوات، لم تعد بنفس الكفاءة. ولولا تدخل القوات الأميركية السريع جوا ربما تمكن الإرهابيون من الاستيلاء على مدن كردية رئيسة. وقد تواترت أخبار تعبر عن غضب الكرد من العرب والحكومات العربية، حيث يلومونهم على «داعش»، وهذا إن كان صحيحا طبعا يعبر عن جهلهم بعلاقات «داعش» الإقليمية. أما إسراع إيران لنجدة سنة الأكراد العراقيين فهو يعبر عن استراتيجية إيران الثلاثية حيال العراق وسوريا وتركيا، كمنطقة هيمنة إيرانية لحماية نفوذها في بغداد، والسيطرة على شرق سوريا، والتأثير على العلاقة الكردية مع تركيا. العرب لا يملكون مخططات هيمنة أو نفوذ،…