آراء
الإثنين ٠١ سبتمبر ٢٠١٤
ساد التفاؤل بين شعوب الخليج بعد زيارة الوفد السعودي رفيع المستوى للدوحة وأبوظبي وما تلا ذلك في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون في جدة، حيث تعززت الآمال بانتهاء الأزمة السياسية مع قطر الشقيقة التي بلغت ذروتها بعد سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة، والمشكلة الحقيقية التي تهدد مجلس التعاون اليوم - من وجهة نظري - لا تتوقف فقط عند الخلافات بين القيادات السياسية حول جملة من الملفات الإقليمية الشائكة بل في الحماسة الزائدة عند بعض الإعلاميين والمثقفين للتنازل عن كل نقاط الالتقاء بيننا كخليجيين وتجاهل حاجتنا الماسة - شعوبا وحكومات - لتعزيز وحدتنا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية فقط من أجل تغليب وجهات نظرهم على وجهات النظر الأخرى. هذا الأسلوب المخيف (الهجوم على المشتركات لتعزيز وجهات النظر) حدث أيضا خلال العدوان الإسرائيلي الآثم على إخوتنا في غزة، فكراهية البعض لجماعة الإخوان وتشككهم من أهداف حماس يجب أن لا يدفعهم لتجاهل حقيقة أساسية وهي أن إسرائيل قوة غاصبة احتلت الأرض وضربت بالقوانين الدولية عرض الحائط وفتكت بشعب أعزل من حقه الدفاع عن نفسه بشتى الوسائل حتى استعادة أرضه السليبة، والعكس صحيح، فاختلاف أي عربي مع سياسات حماس وتخوفه من بعض تحالفاتها الإقليمية لا يمنح الأطراف المتعاطفة مع الإخوان توزيع تهم التصهين على كل من يطرح وجهة نظر مخالفة لموقف حماس،…
آراء
الإثنين ٠١ سبتمبر ٢٠١٤
تسعى الولايات المتحدة إلى حشد تحالف دولي لمواجهة "داعش"– النسخة الأخطر والأبشع للقاعدة– وهو ما يذكرنا بالتحالف الدولي الذي قاده بوش عقب هجمات "القاعدة" على أميركا فيما سمي بـ "الحرب على الإرهاب"، كانت حرباً شاملة على "القاعدة": عسكرياً ومالياً وثقافياً، اليوم بعد 13 عاماً من الحرب على الإرهاب، علينا أن نتساءل: لماذا استمر الإرهاب وأصبح أكثر ضراوة ووحشية في ارتكاب جرائم إبادة جماعية للأقليات والطوائف والمكونات التاريخية في العراق؟! وكيف نجح في اجتذاب أكثر من 12 ألف مقاتل أجنبي في صفوفه، منهم بريطانيون وفرنسون وألمان وأميركيون؟! الحرب على الإرهاب لم تتمكن من الوصول إلى عقلية الإرهابي ونفسيته للتعرف على دوافعه وأهدافه، ولم تقدم إجابة شافية عن: ما الذي يدفع شاباً في عمر الزهور لتفجير نفسه؟! الإنسان لا يترك الحياة ومباهجها إلا من أجل حياة أفضل، ولا يزهد في نساء الدنيا إلا من أجل نساء أجمل في الجنة، ولكن كل ذلك يتم في ظل "عقيدة" متسلطة تزين لصاحبها أن عمله الإجرامي "جهاد" و"استشهاد" العمل الإرهابي أساسه فكر متطرف، يقوم على ادعاء تملك الحقيقة الكاملة ورفض نسبية الحقائق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، كما يهدف إلى التسلط على الآخرين وإرغامهم بقوة السلاح. الإرهاب فكر لكنه عدواني، وهو مرض لكنه يصيب النفس ويميت القلب، ثم وهو الأخطر "بيئة اجتماعية حاضنة" بائسة ومحبطة، ولا يثمر العمل…
آراء
الإثنين ٠١ سبتمبر ٢٠١٤
خرج الالاف من الناس في تظاهرات في كل عاصمة ومدينة كبرى تقريبا في كل القارات الخمس، من اليابان شرقاً الى الولايات المتحدة غربا ومن اوروبا الى جنوب افريقيا. حتى ملك السويد وزوجته تخليا عن وقار الملكيات الموروث وسارا في الشارع وهما يضعان كوفية فلسطينية في لفتة تضامن مع غزة. ما الذي وحد العالم ضد اسرائيل بهذا الشكل؟ قد نجد بعض الأجوبة في مقال الكاتب الاسرائيلي آري شافيت المعنون "كيف ستتعامل اسرائيل مع سلاح حماس السري؟" والمنشور في صحيفة "هارتز" في 7 اغسطس: "في حرب يوليو، اطلقت حماس 3356 صاروخاً على اسرائيل، بعضها قصير المدى وبعضها متوسط المدى وبعضها طويل المدى. لكن أخطر صاروخ اطلقته حماس في عملية [عامود السحاب] هو الصاروخ رقم 3357. هذا الصاروخ غير المرئي كان عابراً للقارات. لقد ضرب بقوة اهم قواعد تأييد اسرائيل في القارات الخمس. لقد وصل كل منزل في امريكا وسبب اضرارا جسيمة في كل بلد في اوروبا ومتفجراته المميتة وصلت امريكا الجنوبية وآسيا وشبه القارة الهندية أيضاً". الاستنتاج واضح لدى شافيت: "لقد خلقت حماس صورة مخزية لإسرائيل في عيون المليارات من الناس حول العالم.. يبدو ان حماس لن تطلق صواريخ على عسقلان [اشكلون] واشدود، لكنها ستستخدم صاروخها السري لكي تجعلنا نبدو على غير ما نحن عليه، ان تجعلنا نبدو مثل جنوب افريقيا". مثل…
آراء
الأحد ٣١ أغسطس ٢٠١٤
يشكل الإرهاب الذهني، والشحن العقلي اللذان يزرعهما شيوخ التحريض، وفقهاء الإرهاب في عقول الشباب، الأرضية الخصبة للإرهاب الفعلي، فلا يجد الشاب أدنى غضاضة في حمل القنابل والأسلحة والأحزمة الناسفة، ليلقي بها هنا وهناك، فيقحم نفسه وبلاده في حروب الآخرين . لم يكن مواطنو «تمير» أول من شكا الذين يعبثون في عقول أبناء الوطن من شيوخ التحريض على الجهاد، ليقدموهم قرابين على مذابح القاعدة والدواعش وأحلاف الفجار المتكسبين بالدين ؛ فقبلهم جأر بالشكوى آباء مكلومون وأمهات ثكالى، خطف شيوخ التحريض أبناءهم في غفلة من الجميع، ومنهم أولئك الآباء والأمهات الذين استضافهم داود الشريان في برنامج الثامنة، فاتهمه المحرضون بفبركة اللقاء معهم، في غاية الاستهانة بآلامهم، والجرأة على التنصل مما اقترفته أيديهم الآثمة في حق أولئك الصبية وأهليهم. وقبل هؤلاء وأولئك، شكا بعض الآباء الذين تورط أبناؤهم في إرهاب القاعدة في بلادنا عبر الصحف، ومن هؤلاء ذلك الأب المفجوع بفقد ابنه الذي كان يحاول تفجير أكبر حقل للبترول في بلادنا، وكنت قد خصصت لذلك مقالا بعنوان : اللهم هل بلغوا ؟ اللهم فاشهد، في (19 مارس 2006 م). كنت أتساءل وأنا أشاهد تلك الأم التي انفطر قلبها بكاء على فراق ابنها في إحدى حلقات برنامج الثامنة، كيف وقع هؤلاء الشباب ضحية لعتاة المجرمين؟ كيف تمكنوا منهم حتى انتزعوهم من مرابع صباهم؟ كيف…
آراء
الأحد ٣١ أغسطس ٢٠١٤
يتحدث أحد خبراء الأمن البريطانيين في محطة سي إن إن عن توقعات أجهزة الاستخبارات البريطانية التي تشير إلى وجود أكثر من ٥٠٠ «مجاهد» بريطاني في سورية والعراق يقاتلون ضمن مجموعات عدة قد يكون بعضها مناهضاً للآخر. ويعتقد أن الغالبية العظمى منهم التحقت بـ«داعش» في السنتين الأخيرتين، ثم يمضي هذا الخبير في حديثه عن الأسباب التي تدفع بريطانيين إلى ساحات القتال. يقول إن بريطانيا وخلال العقدين الماضيين أصبحت تحتضن ما لا يقل عن ٢٠٠٠ محرض على الجهاد توزعوا على إمامة مساجد الدولة بعد أن خطفوها من المعتدلين. ثم يعزي هذا الاختراق إلى استغلال هؤلاء الحركيين لقوانين حرية الخطابة والنشر التي توفرها بريطانيا لمواطنيها. هنا يبرز السؤال المهم. متى يتم تقدير خطورة هذه الحرية على الأمن الوطني؟ متى ترى سلطات الأمن البريطانية أن هذا المتحدث تجاوز الخطوط الحمراء؟ وما رأي المحاكم والقضاة هناك حتى بعد استدعائه؟ بريطانيا كما نعلم سبق أن آوت العديد من مثيري الجدل من الحركيين الإسلاميين وبعض المعارضين لأنظمة بلدانهم. آخر هؤلاء كان عمر محمود عثمان المعروف بـ«أبو قتادة» الذي تم تسليمه بعد طول انتظار إلى الأردن قبل عام تقريباً. فهل يجوز القول وبعد انتشار هذا العدد من المؤيدين للجماعات الإرهابية، أن لندن وفي مناهضتها «المفترضة» للإرهاب تأخرت كثيراً في مواجهتها وحسمها عند تعاملها مع المشتبه بهم؟ لا يوجد…
آراء
الأحد ٣١ أغسطس ٢٠١٤
لم يستعمل الناس قديما التدوين والتوثيق في عقود الزواج، وكان الأمر كله مبنياً على المشافهة والإشهاد، ثم تحول الناس في نهاية القرن الثاني الهجري إلى توثيق عقود أنكحتهم، وكانت هذه المهمة واحدة من أهم الواجبات على ولي الأمر، ولأن الأعباء الملقاة على عاتقه كثيرة أناب من يثق بهم في أداء هذا الواجب من القضاة، لا سيما وأن التوثيق السابق ذكره من أهم اختصاصاتهم، وكان القاضي في البدايات يقوم بذلك، ولكثرة انشغالاته استعان بمن يثق به من الأكفاء ليقوم نيابة عنه بذلك، ومنه جاءت التسمية القديمة (مأذون القاضي) أو (نائب القاضي)، وبعدها ظهرت التسميات المعروفة حاليا (عاقد الأنكحة)، و(المُمْلك)، و(المأذون الشرعي)، والتي تعني أنه مندوب الشرع، وأنه المستند في عقود الزواج والطلاق والرجعة إلى الأحكام الشرعية. في المملكة وضمن الاهتمامات بهذه المسألة الحيوية صدر عام 1357 "نظام تركيز مسؤوليات القضاء الشرعي" والذي تضمن ترتيب أمر مأذوني عقود الأنكحة، وهو نظام جاء بعد جملة من أنظمة هامة هي: "مواد إصلاحية مؤقتة للمحاكم الشرعية" في عام 1344، فنظام "أوضاع المحاكم الشرعية وتشكيلاتها" في عام 1346، فنظام "سير المحاكمات الشرعية" في عام 1350، الذي أعيد إصداره في عام 1355، باسم "نظام المرافعات".. نظام تركيز مسؤوليات القضاء الشرعي، وهو النظام الذي يحدد اختصاصات منسوبي السلك القضائي ومهامهم تضمن عام 1372 مادة متعلقة بإعطاء رئيس المحكمة…
آراء
الأحد ٣١ أغسطس ٢٠١٤
أعود إلى موضوع تناولته هنا قبل أسبوعين (17 آب (أغسطس) 2014). ما كتبته آنذاك كان عن حديث الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى علماء الدين، وعتبه على صمتهم، وما ران عليهم من كسل، كما قال، أمام هجمة إرهاب يأخذ من الدين لباساً له. لعله من الواضح أن سبب عودتي إلى هذا الموضوع أنه لم يكتمل. فالمقالة الأولى لم تكن في الواقع أكثر من حلقة في موضوع كبير بحجمه، وخطر في ماهيته لا يمكن أن يأخذ حقه في مقالة أو اثنتين، أو حتى أكثر من ذلك. ولذلك فإن له من الأهمية والخطورة ما يفرض أن يكون موضوعاً لحوارات ونقاشات مطولة بين السعوديين جميعاً، خصوصاً الساسة وعلماء الدين، ومختلف النخب بمختلف مشاربهم. كان حديث الملك في جوهره عن دور علماء الدين في الدولة. وهؤلاء يمثلون في السعودية رموز المؤسسة الدينية التي هي في جانبها الرسمي أحد أجهزة الدولة. وكنت ختمت مقالتي السابقة بالقول بأن «المؤسسة الدينية الآن ضعيفة، وخارج السياق. لا تعبّر عن مرحلتها، وإنما عن حالها في هذه المرحلة. وبما أنها واحدة من مؤسسات الدولة، فإن ضعفها ينعكس على الدولة أيضاً، حتى ولو أنها تريد غير ذلك. من هنا فإن عتب الملك عبدالله بن عبدالعزيز في محله تماماً، لكنه عتب يجب أن يتوجه أيضاً إلى ما هو أبعد من المؤسسة الدينية». وما…
آراء
الأحد ٣١ أغسطس ٢٠١٤
ضمن إصداراته تحت عنوان «رسائل جامعية»، قام مركز آفاق للدراسات والبحوث بنشر خلاصة دراسة جامعية تحت عنوان «الوعي السياسي لدى الشباب ودوره في تنمية المجتمع السعودي» من إعداد الطالب عمار علي الحمود في قسم الدراسات الاجتماعية بكلية الآداب بجامعة الملك سعود في الرياض. إن مثل هذه الدراسات المسحية مهم للغاية في مجتمع تغيب فيه المعلومة الدقيقة والأبحاث والدراسات المستقلة، خاصة حول قضايا الشباب وتوجهاتهم لما له من أثر بالغ في معرفة تطلعاتهم ومسارات التفكير لديهم، ومعوقات مشاركتهم. وعلى الرغم من اقتصار عينة الدراسة على 100 شخص من الطلبة الجامعيين الذكور ومن بيئة ثقافية متقاربة، إلا أنها تمثل مدخلاً مهماً لمزيد من الدراسات والأبحاث العلمية الممنهجة حول قضايا الشباب. يتألف البحث من 7 فصول شملت الإطار العام للدراسة كطرح المشكلة والتساؤلات والمفاهيم، وأدبيات الدراسة ومن بينها الدراسات السابقة، والفصل الثالث خصصه الباحث لشرح مفاهيم الوعي والمواطنة والتنمية، وبعده تناول الإجراءات المنهجية للدراسة، وأخيراً نتائج الدراسة الميدانية والتوصيات المتعلقة بها. أظهرت نتائج الدراسة أن النسبة الأكبر من الشباب ترى أن من واجباتها الاهتمام بالقضايا التي تدور من حولها على المستوى المحلي أولاً (54%) ثم العربي (43%) فالدولي (31%). وتعتمد أغلبية عينة الدراسة على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر أساس للمعرفة السياسية (50%)، تليها التليفزيون والصحافة ثم الأهل والأصدقاء. أما من ناحية الثقة في…
آراء
الأحد ٣١ أغسطس ٢٠١٤
منذ أكثر من عام تعاني بورما ــ ماينمار ــ من وحول الكراهية والتطهير العرقي ضد أقليتها المسلمة ــ خصوصاً مسلمي الروهينغا ــ دون تحرك جاد من قبل المجتمع الدولي لإيقافها، لأن هذا المجتمع الدولي منشغل بملفات أكثر أهمية من وجهة نظره. وقد ظن البعض أن بعض الخطوات التي أقدمت عليها رانغون هذا العام كفيل بإيقاف هذه الظاهرة المخزية. لكن ثبت مؤخراً - من خلال عدد من حوادث العنف الطازجة ضد الأرواح والممتلكات- أن القوى الإجرامية الظلامية لا تزال متنفذة وتستطيع التحرك متى شاءت لتخريب أي علاج. صحيح أن حكومة الجنرال «تن سين»، تحركت تحت ضغوط إقليمية ودولية، فقامت بالتصدي لخطاب الكراهية، عبر شن عمليات ضد مروجيه وتحذير وسائل الإعلام من مغبة الانجراف نحو ترديد ذلك الخطاب ونشره، وذلك من منطلق الحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية. لكن الصحيح أيضاً هو أنه لم يثبت أن «رانغون» أقدمت حتى الآن على تفعيل تحذيراتها بمعاقبة من تتهمهم بتخريب السلم الأهلي، على الرغم من معرفتها بهم، وعلمها بأنهم يتعقبون كل صحفي أو حقوقي يكتب تقارير لوسائل الإعلام المحلية والعالمية عن حجم معاناة الأقلية المسلمة المستهدفة. ويزعم بعض المراقبين أن السلطة العسكرية الحاكمة في بورما تتعمد ذلك، لأن الملف المذكور وتداعياته يشغل الجماهير ويصرف أنظارها بعيداً عن المطالب الشعبية بإحداث تغييرات على دستور البلاد لعام…
آراء
الأحد ٣١ أغسطس ٢٠١٤
اختزلت الرسائل المتبادلة بين الرئيس عبد ربه منصور هادي وزعيم حركة (أنصار الله - الحوثيون) السيد عبد الملك الحوثي، عبر الوسطاء أولا ثم عبر الوسائل الإعلامية، حقيقة الأوضاع على الأرض، ولا بد أن الأسابيع القليلة التي تلت سيطرة (أنصار الله - الحوثيون) على مدينة عمران كانت الأقسى في فترة حكم الرئيس، وبرهنت على قصر نظر من تصوروا أن الأحداث التي دارت شمال العاصمة (الاتحادية) وسيلة لاستنزاف الجميع وأنها ستصب في خانة إضعافهم عملا بمقولة (فرق تسد). ومن السذاجة اعتقاد أن هذا الاتهام يمكن توجيهه للرئيس؛ فهو أكثر من تابع هذه السياسة خلال السنوات التي عمل فيها نائبا للرئيس السابق ويدرك كارثية نتائجها، ويجب هنا الاعتراف بأن (أنصار الله - الحوثيون) عملوا بهمة وحسن تخطيط خلال سنوات الاضطراب ونأوا بأنفسهم عن صراعات السلطة، في حين كانت الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية (التي كانت محددة بمواعيد زمنية لولا فتاوى السيد جمال بنعمر) منشغلة بالصراع على المواقع الحكومية والاقتراب من دفء الرئاسة ومباهجها والسعي لرضاها، وبلغ الأمر حد القبول بالانقلاب على مجمل ما نتج عن لقاءات الموفنبيك قبل التهيئة الجادة، مما حدا بمبعوث الأمم المتحدة السيد جمال بنعمر إلى الاعتراف أخيرا بأن حل المشكلة اليمنية لن يكون إلا يمنيا، بعد أشهر من الإصرار على الانفراد بمنح شهادات التقدير والوطنية لمن استسلموا…
آراء
الأحد ٣١ أغسطس ٢٠١٤
الجيد أن الرئيس الأميركي كان صادقا إلى حد الاعتراف بأنه لا توجد لدى حكومته استراتيجية تجاه تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا. اعترافه الصريح شد الانتباه وجلب غضب بعض السياسيين الأميركيين عليه، ثم حاول المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض توضيح ما عناه الرئيس، أنه قال لا توجد استراتيجية لمواجهة «داعش»، وليس كما ظن البعض أنه لا توجد سياسة حيال الوضع في سوريا. الحقيقة أن التوضيح زاد الأمر غموضا وارتباكا! سوريا مجرد أرض حرب، لم تعد هناك دولة حتى بعد أن نجح النظام السوري في البقاء من خلال استعانته بقوات إيرانية وميليشيات عراقية وحزب الله، وجسر من السلاح من روسيا. لم يعد هناك نظام أو دولة، بل مجرد تنظيم يمثل بشار الأسد، وبقية فلول النظام القديم توجد في بعض أحياء العاصمة دمشق وعدد من المدن على الساحل السوري. أما بقية البلاد فتتقاسمها التنظيمات الأخرى، مثل «داعش» و«جبهة النصرة» والجيش الحر والأكراد. وعندما يقول أوباما إنه لا استراتيجية لديه بعد ضد «داعش»، فهو عمليا يقول لا توجد لديه خطة في سوريا، وإذا لم تكن لديه خطة ضد «داعش» في سوريا فهذا يعني أن خطته ناقصة ضد «داعش» في العراق، لأن التنظيم رأسه في سوريا وينشط في العراق! ولو كانت لدى الرئيس خطة ضد «داعش» قبل عام ربما ما كان للتنظيم هذا الوهج والخطر.…
آراء
السبت ٣٠ أغسطس ٢٠١٤
بعيداً عن نظرية المؤامرة الرائجة عندنا، وبعيداً كذلك عن أيّ مشاعر قوميّة أو شوفينيّة عربيّة مناهضة للإيرانيّين، يمكن القول إن الصعود الخميني البادئ مع إطاحة الشاه في 1979 كان السبب الأبرز والأهم في التصدع الذي تعانيه اليوم بلدان عربية كثيرة. وهنا لابد من استدراك أساسي: فالحكم الإيراني لم يخترع بالطبع تناقضات العالم العربي الكثيرة، ولا هو استجلبها علينا انطلاقاً من عدم. ذاك أن تلك التناقضات موجودة وقديمة وصلبة التأثير، إلا أن الحكم المذكور وسياسته كانا السبب الخارجي الأبرز في تعريض بعض المجتمعات العربية لامتحان قاسٍ أفضى إلى تفجير بعضها وتعريض بعضها الآخر للانفجار. وذلك بالضبط لأن ذاك السبب الخارجي استطاع، من خلال تفاعله مع دواخل تلك البلدان ومع عصبياتها وتراكيبها الأهلية، أن يتحول سبباً داخلياً أيضاً. ففي حقب ما بعد الاستقلالات العربية، وعلى رغم هشاشة النسيج الوطني القائم في معظم بلداننا، تمكنت الحرب الباردة واستقطابها من أن تصون الخريطة على الشكل الذي ارتسمت عليه بعد انهيار السلطنة العثمانية. وهنا يمكن استرجاع ثلاثة تحديات كبرى فشلت في أن تفجر الخريطة القائمة، على رغم كل ما أحاط بها من توقعات بالغة التشاؤم: • أولاً، في 1948 حين قامت إسرائيل بعد الانسحاب البريطاني من فلسطين الانتدابية، لم يتأدّ عن نشأة «دولة لليهود» تفسخ أيٍ من بلدان الشرق الأوسط العربي على أسس دينية وطائفية…