آراء
السبت ٣٠ أغسطس ٢٠١٤
قبل استكمال الإجابة عن السؤالين الأخيرين المطروحين في المقال الأخير: انكشف "المستور" في السوق العقارية؛ 2) ما أهم النتائج والتغيرات التي حدثت على السطح؟ 3) ما المتوقع أن يحدث في المستقبل؟ أستأذن القارئ الكريم للحديث عن التطور الأخير والأبرز على مستوى سوق الإسكان، ممثلا في إعلان وزارة الإسكان عن البيانات التفصيلية لأعداد المستحقين للدعم السكني، بلغ عددهم 620889 من إجمالي عدد المتقدمين البالغ عددهم 960397 من مناطق المملكة كافة، الخاصة بفترة شهرين فقط من 6 جمادى الآخرة إلى 6 رجب من العام الهجري الجاري. بداية، يمثل إعلان وزارة الإسكان خطوة متقدمة بالغة الأهمية في طريق حل الأزمة الإسكانية، ويؤمل أن تؤتي بقية خطواتها أكلها المرتقب، خاصة أن نسبة المستحقين البالغة 65 في المائة من إجمالي المتقدمين، تعد كنتيجة ابتدائية جيدة جدا، بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى استبعاد 339508 متقدمين، وما اعتراها من انتقادات كثيرة حسب كل حالة منها، ولعل الوزارة تأخذ تلك الانتقادات في محل الاعتبار، وإعادة دراستها للمعايير المحددة لاستحقاقات المتقدمين، لعل من أهمها: ضرورة الفصل بين ما تمتلكه الزوجة أو أحد الأبناء والزوج "المتقدم بالطلب"، خاصة إذا ثبت لدى الوزارة أن مصدر تملك الابن أو الزوجة للأصل العقاري لم يكن منقولا من الزوج! أيضا بخصوص "تعليق" صاحب طلب قرض صندوق التنمية العقارية من تاريخ 23 رجب…
آراء
السبت ٣٠ أغسطس ٢٠١٤
حمى عارمة اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم، يسكب منها المشاهير الماء المثلج على رؤوسهم، ويقومون بعدها بتحدي ثلاثة أشخاص آخرين لتكرار هذا العمل، وهذا كله تحت التفاعل مع أحد أمراض الخلايا العصبية الحركية، والذي يعرف باسم التصلب الجانبي الضموري ويرمز له بحروف ASL، وهو داء يصيب الخلايا العصبية التي تصل بين المخ والنخاع الشوكي، مما يؤدي إلى عدم القدرة على تحريك أي عضلة في الجسم، فيبدأ بالعضلات الإرادية المسيطر عليها من التفكير الواعي مثل عضلات الذراع والساق، وينتهي بالعضلات اللاإرادية والملساء مثل عضلات القلب والمثانة، وغالب المصابين بهذا المرض يموتون بين ثلاث إلى خمس سنوات من الإصابة، والأقلية قد تنجو من الموت كما هو حال عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينغ الذي لايزال على قيد الحياة. كان هناك محاولات تقليدية لجلب أنظار العالم لهذا المرض، إلى أن أتى الشاب كوري غريفين صاحب السبعة والعشرين عاماً بفكرة "دلو الثلج"، والتي يقوم بها الشخص بعمل غير اعتيادي بسكب الماء المثلج على رأسه، وتحدي أصدقائه للقيام بهذا العمل من أجل التعريف بالمرض، ومن المفارقات أن كوري غريفين مات غرقاً قبل أيام بعد ساعات من إطلاقه الحملة، وقام صديقه المصاب بمرض التصلب الجاني الضموري بيت فراتيس بنعيه، وقد كان تأثر غريفين بمرض صديقه الذي دله على هذه الفكرة. جورج بوش الرئيس الأمريكي السابق، وبيل…
آراء
السبت ٣٠ أغسطس ٢٠١٤
أيها العربي المتشائم، لا تقصر نظرك على العراق وسورية، وأنهار الدماء والكراهية والتفتت فيهما، ولا على ليبيا التي استبدلت حريتها وخلاصها من الديكتاتور بفوضى وتخبط وتقاتل بين ثوار الأمس، ولا اليمن الذي ضيّع حكمته، إنما انظر إلى الأردن والمغرب، فهناك أمل، ومساحة للإصلاح تاهت أخبارها وسط ضجيج كل ما سبق. هذان البلدان العربيان، غير النفطيين، كاد أن يصيبهما ما أصاب غيرهما من بلاد العرب خلال موجة الربيع العربي التي لم تنحسر بعد، ولكنهما استطاعا تجاوزها لا بالالتفاف على استحقاقاتها، أو تأجيلها، ولم يلجآ للقوة والبطش والأمن والمعتقلات، وإنما بتحويل الربيع وتظاهراته وغضبه إلى طاقة إيجابية، ومصالحة بين الحكم والشعب برفع راية الإصلاح وجعلها مطلباً مشتركاً يجمع الملك والمواطن. الأردن والمغرب نموذجان يمكن احتذاؤهما لمن لم يفته القطار وما زال متماسكاً. من فاته القطار هي تلك الدول التي انهارت في جرف حرب أهلية كسورية، أو توشك أن تقع فيها كاليمن وليبيا، أو تفتت كالعراق، هذه الدول ما عاد يجدي معها إصلاح، وإنما تدخّل خارجي بقدر الضرر في كل منها، وكل ما طال إهمالها كلما تفاقم حالها، وطفح ضررها على جيرانها. الدولة العربية المتماسكة هي تلك التي لا تزال بنيتها التحتية السياسية والاجتماعية سليمة، تتعرض أحياناً لهبات الربيع العربي القاسية، وأحياناً أخرى لنسماته الرقيقة كأنها تذكير للمؤمنين، ثم أنعم الله عليها بشعوب…
آراء
السبت ٣٠ أغسطس ٢٠١٤
يمثل المشهد العربي السياسي اليوم مجموعة من الأفراد صعدوا إلى سطح مرتفع من خلال تسلق سلّم عال، ولما قرروا النزول، كان واحدا ما قد أزال السُلم، والجميع الآن يبحث عن طريقة آمنة للنزول من هذا العلو الشاهق، والماء والزاد لديهم يتناقص، ولكن الطريق إلى الأرض والتمتع بالسلام، لا يبدو أنه ممكن.. الكل يركض هنا وهناك بحثا عن مخرج! والجميع في مأزق. خذ إيران، فهي بالتأكيد لا تريد أن تخسر العراق الكبير والغني بموارده وبشره وموقعه الاستراتيجي، ولكنها في مأزق مع تنامي وتوسع «داعش».. فهي ضد «التدخل الأجنبي في العراق» ومع «القضاء على (داعش)» في الوقت نفسه بأي طريقة. المأزق الإيراني هو أنها لا تستطيع أن تحتج على الوجود والتدخل الأميركي، كما أنها لا تستطيع علنا التدخل النشط لحرب «داعش»، كما أن الأخيرة لها امتدادات في سوريا التي تناصرها الإدارة الإيرانية، ولا تريد أن تكون حرب «داعش» رأس جسر للتدخل في سوريا، ويزداد المأزق الإيراني بدعم أكراد العراق، أصحاب الطموح الذي له صدى لدى جميع أكراد تركيا وسوريا وأيضا إيران! انظر إلى العراق، فالحكومة العراقية؛ المنتهية ولايتها والمقبلة، ترغب في القضاء على «داعش» أيضا، وليس أمامها إلا السماح للدول الكبرى بتسليح البيشمركة؛ القوة الكردية الضاربة، وأيضا السماح لتلك القوى الدولية بالتدخل العسكري النشط، وهذا يعني في جزء منه، حاجة الدول الكبرى…
آراء
الجمعة ٢٩ أغسطس ٢٠١٤
لا يستطيع المرء أن يتحدث عن كل شيء رآه في الأسبوع المنصرم. لا بد له من الاختيار، من الحذف والإبقاء، من الأساسي والثانوي... إلخ. أعترف بأنني شاهدت على التلفزيون الفرنسي دخول ديغول إلى باريس يوم 26 أغسطس (آب) من عام 1944 محررا. شيء مذهل: ترى أمامك كيف يصنع الرجال العظام التاريخ. يقال غالبا بأن الظروف الاستثنائية هي التي تخلق الشخصيات الاستثنائية، وهذا صحيح إلى حد كبير، لكن الشخصيات الاستثنائية هي التي تخلق الظروف أيضا. ديغول لو لم يكن يتحلى بإرادة حديدية وبكاريزما شخصية هائلة وشجاعة منقطعة النظير، إضافة إلى بعد نظر وحس رؤيوي استكشافي، لما كان ديغول. هناك عدة مزايا ينبغي أن تجتمع في شخص ما لكي يصبح شخصية استثنائية أسطورية. وهي مزايا يصعب أن تجتمع في شخص واحد. ولذلك نقول بأنه استثنائي. صحيح أن هزيمة فرنسا أمام ألمانيا كانت صاعقة عام 1940، فبحياتهم كلها لم يُذل الفرنسيون في كبريائهم، في أعماق أعماقهم، كما أذلوا عندما دخل هتلر باريس فاتحا، وراح يتبختر بين جنرالاته على جادة أجمل شارع في العالم؛ الشانزليزيه أو أمام برج إيفل. لقد انتقم من الأمة المنافسة، الأمة العدو، وأي انتقام! كل كرامة فرنسا مرغت في الحضيض.. لكن مع ذلك فقد وقف شخص واحد لكي يقول: «لا.. لا أعترف بهذه الهزيمة. لقد خسرنا معركة ولم نخسر الحرب».…
آراء
الجمعة ٢٩ أغسطس ٢٠١٤
لا أعرف تماماً هل مازالت قصة الرجل وابنه والنخلة «زرعوا وأكلنا ونزرع فيأكلون»، موجودة في المناهج الدراسية، أم أنها قد تمت إزالتها بحكم أنها «مقصة»؟ فاليوم، والفضل لله، ومع انتشار مراكز بحوث النخيل، وتقدم علم زراعة الأنسجة النباتية، تقوم بزراعة الفسيلة وبعد أعوام تعد على أصابع اليد الواحدة، تصبح مؤهلاً للمشاركة في مسابقة مزاينة الطب في الغربية. ويقول أحد الإحصاءات الصادرة عن إحدى الجهات الرسمية في أبوظبي، إن الإمارات أصبحت الأولى عالمياً في أعداد النخيل، التي تكاد تلامس رقم الـ50 مليون نخلة، «وراحت عليج يالبصرة»! لن تجد أن الدوائر المعنية بالاهتمام بهذه الشجرة المباركة تختلف في أنها «عمتنا». ولكن الفرق الجوهري في تفسير «كينونة» هذه العمة، فبعض الدوائر بحكم الإمكانات والتخطيط الجيد، تدلل هذه الشجرة بشكل كبير، ما أدى إلى وجود ناتج محلي قوي في سلعة التمر، حتى إن الدولة أصبحت، أخيراً، تسهم في البرامج الإغاثية وبرنامج الغذاء العالمي من الفائض من المنتج. لكن هناك دوائر أخرى يبدو أنها فهمت أن العمة هي «الحماة»، ومازالت تتعامل معها بعدوانية، فتلحظ بعض الشوارع وقد امتلأت بأصناف التمر الذي يتساقط نتيجة الإهمال، وتدوسه الأرجل، ويتحول الشارع إلى ممر لزج ومملوء بالحشرات، خصوصاً مع وجود قوانين وضعية لدى البعض، تمنع العبث بالنخيل، وتكسل في الوقت نفسه عن الاهتمام به، و«خرفه» أو «تلقيحه» بالطرق العادية…
آراء
الجمعة ٢٩ أغسطس ٢٠١٤
كعادتها، بدت القيادة السورية في حال انكار كامل للوقائع، حين حلقت طائرات الاستطلاع الأميركية فوق رأس وزير الخارجية وليد المعلم، بينما كان يعقد مؤتمره الصحافي الاثنين الماضي، ليعلن استعداد حكومته للتنسيق مع الدول التي تحارب الإرهاب، معتبراً أن أي عمليات اميركية أو غربية جوية ضد «داعش» في سورية من دون التنسيق مع حكومته عدوان على سورية. لم يعتبر المعلم تحليق طائرات الاستكشاف لجمع معلومات عن مواقع «داعش» عدواناً على السيادة التي قال انها شرط للتنسيق مع التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب، تماماً كما تفعل طهران التي دعت الى التعاون مع واشنطن في مواجهة «داعش»، ثم دانت قصف طائراتها مواقع التنظيم في بلاد الرافدين. تسعى قيادة النظام السوري منذ حصول ما سمّاه الغرب الانتخابات الرئاسية «المهزلة» الى استعادة الاعتراف بها، فوق جثث أكثر من 200 ألف قتيل من الشعب السوري، أكثريتهم من المدنيين سقطوا بالغازات السامة والبراميل المتفجرة التي يرميها والمجازر المتنقلة التي يرتكبها، وبفضل التسهيلات التي قدمها منذ بداية عام 2013 لانتشار «داعش» وأمثالها على الأراضي السورية، ثم في العراق. وتلهث قيادة النظام وراء هذا الاعتراف بعد اعتقادها انها نجحت في ارساء معادلة الخيار بين بشار الأسد والإرهاب، بدعم من روسيا وإيران، بدلاً من الخيار بينه وبين المعارضة السورية المعتدلة و «الجيش السوري الحر»، التي ساهمت ادارة الرئيس باراك أوباما في…
آراء
الجمعة ٢٩ أغسطس ٢٠١٤
«الحلم ليس ما تراه في منامك، إنما هو الذي لا يتركك تنام». الرئيس الهندي السابق أبوبكر عبدالكلام كنتُ أصغي ــ وأنا طفل ــ لحكايات الكبار وقصص رحلاتهم إلى الهند، وكنت أتمنى زيارتها، لكنها تأخرت سنوات. ولم تتحقق إلاّ منذ سنين قليلة، إذْ زرتُ «كيرالا» بداية وبعدها زرت «بنغلور»، وأذكر أني شاهدت لوحة في مطارها لم أشاهدها في مطار آخر، كانت تعهداً بأن تنتهي إجراءات دخول البلد وأتسلم حقيبتي وأكون خارج المطار في غضون 13 دقيقة فقط! وهذا ما حصل فعلاً. وعلى الرغم من حلاوة هاتين الزيارتين إلا أن زيارة بومباي الأخيرة ــ قبل أيام ــ كان لها طعم آخر. قبل أسابيع تناهى إليّ أن أقارب لي قرروا السفر إلى بومباي للمراجعة الطبية والتسوق، فاقترحتُ على الوالدة وأختي مريم أن نسافر معهم لإجراء فحوص طبية وزيارة «عيادة شروف للعيون» المشهورة، لاحظتُ التردد في وجهيهما، فما كان مني إلا أن حجزت تذاكر الفندق، أحياناً لا يُعالج التردد إلاّ بفرض الأمر الواقع! كنا أكثر من عائلة، بلغ عددنا 33 شخصاً، وكانت «اللمّة حلوة»، فهناك الجدات والأمهات والأبناء، ثلاثة أجيال اجتمعت في هذه الرحلة، ولن أنسى كرم الشعب الهندي المضياف، ففي زيارتنا لكيرالا أذكر أنهم طرقوا علينا باب الغرفة وقت السحور وفاجؤونا بسُفرة طويلة عليها ما لذّ وطاب من الطعام! التجار الهنود يعرفون جيداً…
آراء
الجمعة ٢٩ أغسطس ٢٠١٤
طالعتنا الصحف، بالخبر الغريب العجيب، والذي حتى الآن ما زلت مصدوما وغير مستوعب لما ورد فيه. الخبر ينقل تفاصيل عملية إلقاء القبض على أفراد خلية تنتمي لخلايا داعش الناشطة في بلدة تمير، بمحافظة المجمعة. خبر إلقاء رجال أمننا البواسل القبض على خلية من خلايا الإرهاب أو مداهمة وكر من أوكاره، بحد ذاته، خبر اعتدنا عليه، وهذا ما يجعلنا ندعوا دوما لهم بالنصر والثبات ونفتخر بهم، وبإنجازاتهم وتضحياتهم العظيمة؛ من أجل تأمين أمننا وسلامتنا. ولكن الغريب في هذا الخبر - بحسب ما نقلته إحدى الصحف -: "وكانت قوات الأمن دهمت أمس الاثنين، محافظة تمير - نحو 120 كيلومتراً شمال غرب الرياض - بعد ورود بلاغات أمنية من أهالي تمير عن وجود عدد من المحرضين على (الجهاد)، الذين غرّروا بعدد من شباب المحافظة، مما دفع أهالي ووجهاء تمير إلى مقابلة قيادات عليا للتعبير عن شكوكهم في وجود عناصر (مخربة) في المحافظة، تعمل على التغرير بأبنائها، والزج بهم تباعاً في تنظيمي (داعش) و(جبهة النصرة) الإرهابيين". أي حسب الخبر أعلاه، أن وجهاء "تمير"، قابلوا القيادات العليا، قبل حدوث المداهمة لأوكار الإرهاب في مدينتهم. كما ورد في الخبر كذلك أن المداهمة أتت بعد ورود بلاغات أمنية من أهالي تمير، عن وجود عدد من المحرضين على (الجهاد) يتحركون بينهم. السؤال هو: هل من المقبول والمعقول أن…
آراء
الجمعة ٢٩ أغسطس ٢٠١٤
تدور في أروقة السياسة الغربية أحاديث عن قرب التوصل إلى خطوة للتقرب من «الأسد» ونظامه وضرورة التلطف معه من أجل كسب تعاونه لدحر «داعش» وجنوده عن الساحة السورية والعراقية، بعد أن عاث في الأرض الفساد ونحر وقتل الأبرياء بغير وجه حق وذلك تحت يافطة «الخلافة» المزعومة. ابتداء في الإسلام لا يوجد أغلى ولا أثمن من النفس البشرية المجردة من أي دين أو عرق أو لون، فالمولى عز وجل أوضح ذلك في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، لا من خلفه، حيث قال تعالى: «مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً»، هذا شرع الله للناس أجمعين وليس خاصاً بالمسلمين وحدهم. فالغرب عندما يتعامل مع «الأسد» في عالم الحيوان فإنه يطلق عليه رصاصة مخدرة غير قاتلة لحبسه في القفص وترويج السياحة من خلال مشاهدته وسماع زئيره، ولكن خارج الغابة التي كان يفتك فيها ويفترس من أراد ومتى شاء. أما في عالم الإنسان فإن «الأسد» ترك لأكثر من ثلاثة أعوام يعتبر شعبه على مدار الساحة في غابة خالية من الإنسانية دون أن يحرك هذا الغرب ساكناً لإنقاذ أحد. وعندما دخل «داعش» على الخط صار «الأسد» إنساناً يمكن الاعتماد عليه في محاربة «داعش» عندما أضرت بالمصالح الغربية، وأما المصالح…
آراء
الخميس ٢٨ أغسطس ٢٠١٤
لعلها أول عملية أمنية ينفذها المواطنون فعلاً ليس عبر الإبلاغ، وإنما عبر التحرك الشعبي والتواصل مباشرة مع الملك ووزير داخليته، لإيضاح حجم الخطر الذي يتهدد مدينتهم الوادعة ما أدى إلى القبض على ثمانية أشخاص أرسلوا نحو 34 شاباً صغيراً إلى مواقع القتال في العراق وسورية. هذه المدينة العريقة استشعرت الخطر بتوالي اختفاء شبابها وأدركت أن يداً خفية تتلاعب بعواطفهم، وتستغل حماستهم، فلم يتراخ أهلوها ووجهاؤها في وقف هذا النزف المؤلم، وإنقاذ أبنائهم من مصيدة الإرهاب، بل جسّدوا معنى المواطنة حماية لدينهم أولاً، وممارسة للأبوة، وولاءً صادقاً للوطن. عملية تمير تكشف عن أن المناطق الصغيرة أكثر نشاطاً في عملية التجنيد، بحكم محدودية التجمعات الشبابية، فما أن تنتهي المهمة الصعبة في تجنيد أول شاب ودفعه إلى حضن الجماعات الجهادية حتى يبدأ مراسَلةَ زملائه مستعرضاً الإغراءات والامتيازات التي وجدها، ومتعة الحياة التي يعيشها محرضاً إياهم على اللحاق به، وهو ما يفسر، جزئياً، سبب خروج 34 شاباً من المدينة ذاتها فقط. يزيد التأثير أن بعضهم ربما خرج وعاد أكثر من مرة موحياً لزملائه أنها تجربة لا تضر، فإن لم يعجبه الحال تمكنه العودة متى شاء. وهذا الإغواء الجزئي، وإن كان شكلياً، أبرز وأخطر أدوات «داعش»، وأكثر طرقه استقطابه الشاب الذي يجد هناك أصدقاء طفولته وزملاء دراسته، أما الوقود المحرض فهو فتوى أن هذا العمل…
آراء
الخميس ٢٨ أغسطس ٢٠١٤
تنص المادة (35) من نظام تأديب الموظفين على أنه "لا يجوز توقيع عقوبة تأديبية على الموظف إلا بعد التحقيق معه كتابة وسماع أقواله وتحقيق دفاعه وإثبات ذلك في القرار الصادر بالعقاب أو في محضر مرفق به"، وبالتالي فإن التحقيق الإداري هو أساس قرار العقوبة على الموظف وبدونه يبطل هذا القرار حيث يوصف بعدم المشروعية. ولا يكفي لصحة قرار العقوبة أن يكون مستنداً في صدوره إلى تحقيق إداري وحسب، وإنما يتعين أن يكون هذا التحقيق مستوفيا كافة الشروط والمقومات التي تضمن أن يكون هذا التحقيق وسيلة حقيقية للكشف عن حقيقة المخالفات التي ارتكبها الموظف الحكومي. وعلى هذا الأساس، فإنه من المتعين أن يتم التحقيق الإداري مع الموظف الحكومي وفق ضوابط شكلية وإجرائية قصد بها أن تشكل ضمانات للمحال للتحقيق وحفظ حقوقه، بحيث يؤدي الإخلال بهذه الإجراءات إلى بطلان التحقيق، ويمتد أثر هذا البطلان إلى قرار العقوبة الصادر استنادا إلى هذا التحقيق. والتحقيق الإداري إما أن يكون رئاسيا، أي تتولاه الجهة الحكومية التي يتبعها الموظف، أو يكون تحقيقا يتم بواسطة النيابة الإدارية متمثلة في هيئة الرقابة والتحقيق، والسؤال المطروح هنا: ما هي الضمانات الإجرائية للتحقيق الإداري، خاصةً إذا علمنا أن عملية التحقيق نفسها تستخدم كوسيلة لتخويف وترهيب الموظفين أو الانتقام منهم لأي سبب كان في بعض الجهات الحكومية؟ بالرجوع إلى مواد نظام…