آراء
الثلاثاء ١٢ أغسطس ٢٠١٤
ابتذال المرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية الذي يمارسه بشار الأسد يدعو إلى الرثاء حقا. التهميش المتعمد لهذه المؤسسات يدل على مدى انحدار الحرية الدينية في سوريا. وخصوصا بعد نشوب الانتفاضة/ الثورة. وتنافسه في ذلك التنظيمات «القاعدية» التي دمرت قيم التسامح الديني والليبرالي. وتنشر الرعب بممارساتها الظلامية. فقد أدى بشار صلاة عيد الفطر، محاطا ببطانة من عمائم المؤسسة الدينية السنية. وفي مقدمتهم مفتي الجمهورية ووزير أوقافها. براميل بوتين وخامنئي. وروحاني. وصواريخ حسن نصر الله. ومدن السنّة المدمّرة (حلب. حمص. درعا. دير الزور. إدلب) والمساجد التي سُويّتْ بالأرض. وذكرى الشيخ حسن خالد مفتي الجمهورية اللبنانية (السنّي) الذي نسفت المخابرات السورية موكبه، في حي عائشة بكار، وحولت جثمانه وأجساد عشرين عابر سبيل إلى أشلاء متناثرة.. كل هذه الفظائع والبشاعات لم تهز ضمير الكثير في المؤسسة السنية السورية. ولا أسالت دموعها! ووصل الرعب بخطيب صلاة العيد الشيخ الصواف، إلى تشبيه بشار بصلاح الدين الأيوبي. والزنكي. والظاهر بيبرس «إن الله أقامك مقام أولئك العظام الذين أَعْلَوْا قيم الرحمة والتسامح. فامضِ لما أقامك الله. وتسلح بالعزم. واستعصم بالإيمان»! لا شك أن خلية إدارة الأزمة في مركز القرار الرئاسي السوري تلعب مع المخابرات السورية الدور الأكبر، في توجيه وتجنيد المرجعيات الدينية السنية والمسيحية، لخدمة النظام القمعي. وأذكر هنا أن بطريركي الطائفتين الأرثوذكسية والكاثوليكية (الراحلين أغناطيوس هزيم. وجورج حكيم)…
آراء
الثلاثاء ١٢ أغسطس ٢٠١٤
لا نعرف حماسا عراقيا وإقليميا ودوليا، مثلما شاهدناه في الأيام الماضية من أجل إقصاء نوري المالكي من رئاسة الحكومة العراقية. الشيعة، والسنة، والأكراد، والعرب، والأميركيون، والأمم المتحدة جميعهم اتفقوا على إقصاء المالكي. حيدر العبادي فجأة صار أشهر الأسماء وأكثرها شعبية، بعد أن وافق على مواجهة المالكي، ويحل محله رئيسا للحكومة. الآن في العراق وبشكل مؤقت دولتان؛ الأولى هي الحكومة العراقية، وأخرى غير شرعية هي دولة العراق والشام الإسلامية «داعش». وفي العراق رئيسان للحكومة؛ الأول العبادي الذي يمثل ممثلي الأغلبية النيابية، والثاني هو المالكي الذي انتهت ولايته، ويصر على ادعاء الشرعية. سيجد العبادي تأييدا لا مثيل له نتيجة أفعال المالكي السيئة، التي أوصلت العراق إلى حالة التمزق، بين مناطق طائفية مضطربة، ونزاع مع الأكراد، واستيلاء الإرهابيين على مناطق رئيسية، ومذابح جماعية مروعة. هذه كلها من وراء حكومة المالكي التي كانت تهتم بخدمة المالكي شخصيا وتدخل في معارك على حساب الدولة والعراق ككل. المالكي من أجل أن يبقى في كرسي الحكم جرب كل الحيل وفشل. نشر دباباته قبل تنحيته بليلة، واتهم رئيس الجمهورية الجديد بخرق الدستور، وفي صباح أمس حاول تلفيق بيان باسم المحكمة الدستورية، ثم جمع شخصيات هامشية من حزب الدعوة مدعيا إسقاط التمثيل الحزبي للعبادي. نحن نعتقد أننا سنرى بغداد تعود إلى حيويتها وحياتها الطبيعية، الوفود العربية والإيرانية والغربية ستزورها…
آراء
الإثنين ١١ أغسطس ٢٠١٤
قبل 30 عاماً أو أكثر، كانت بعض البيوت السعودية إن لم تكن جميعها تشتكي من انضمام أحد أفرادها إلى الجهاديين والمقاتلين ضد القوات الروسية أو الاتحاد السوفيتي حينذاك التي احتلت أفغانستان واستمرت الحرب 10 أعوام، وعلى رغم أن الكثير من السعوديين آثروا وقتها للحديث عن أبنائهم الذين فجأة تركوا أعمالهم ووظائفهم واندفعوا إلى ساحات القتال بعد أن ساعدت في تأجيج واشتعال حب الجهاد المنابر والمساجد وفصول الدراسة وحلقات القرآن الكريم، بل إن إعلان الجهاد كان يصدر جهاراً من بعض العلماء والمشايخ، وقتها لم تكن الجهات الحكومية متيقظة ومدركة لأبعاد هذا التوجه. هذا الأمر حينها مزق المجتمع السعودي وفكك وشائجه وتباينت الآراء ما بين حقيقة المشاركة في الحرب والانضمام مع المقاتلين. هذا الاندفاع الكبير من الشباب السعودي نحو القتال في المواقع الساخنة والانضمام إلى جماعات مقاتلة، وضع السعودية في موقف محرج، خصوصاً وأنها جاءت مع طفرة التنمية وفورة الانتعاش الاقتصادي الذي تعيشه والذي كان من المفترض أن يعكس صورة إيجابية عن التنمية في البلاد من صحة وتعليم ومهن وخلق فرص عمل، فسواعد الشباب التي التحقت بالتعليم في مجالاته كافة وجدت نفسها في نهاية المطاف تستسلم لأفكار مضللة، الهدف منها ضرب التنمية السعودية وخلق فجوة كبيرة بين التنمية والشباب. وجدت السعودية أن كل ما تبذله من أجل الشباب ومستقبله يذهب هدراً مع…
آراء
الإثنين ١١ أغسطس ٢٠١٤
ـ يقول خطيب العيد بجامع الخير في دمشق أحمد الصواف أن «بشار الأسد يشبه خالد بن الوليد وعمر بن عبدالعزيز ونور الدين الزنكي وصلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس» .. «وكلك على بعضك حلو يا ريس»!! لا تصدقون ولكن هذا ما حصل .. ـ طبعاً لم يخبرنا فضيلة الخطيب الهمام ما هو وجه الشبه؟ ولكن دعونا نخمن؛ خالد بن الوليد رضي الله عنه كان مشهوراً بالفروسية والشجاعة، ومن أبجدياتهما أن الشجاع والفارس لا يقتل الأطفال والنساء، ولم يرو عن خالد رضي الله عنه أنه قتل امرأة أو طفلاً بعكس بشار تماماً. ـ أما عمر بن عبدالعزيز رحمه الله فكان عادلاً وتقياً وورعاً إلى درجة أنه حرم الشعراء المداحين من أعطياتهم على النفاق المتكلف، الذين كانوا يقومون به عند كل حاكم؛ ولا أظن أن هذه السيرة الباذخة تتوافق أبداً مع سيرة الولد المقاوم!! ـ نأتي إلى نور الدين الزنكي وصلاح الدين الأيوبي؛ الأول تصدى للحملة الصليبية الثانية ونشر التعليم والصحة ومهد لصلاح الدين استعادة القدس، وأما الثاني فهو صاحب معركة حطين الشهيرة وهي وحدها مفخرة تعادل كل تاريخه الرائع؛ فهل لدى بشار شيء من ذلك؟ ـ بالنسبة للظاهر بيبرس فهو أحد أعظم السلاطين في العصر الإسلامي الوسيط، وحقق كثيرا من الانتصارات ضد الصليبيين والمغول، وأظن أن الفرق كبير ومهول جداً بين معركة…
آراء
الإثنين ١١ أغسطس ٢٠١٤
ما تعيشه المنطقة أخطر بكثير من حرب افغانستان. وفيتنام. والحرب العراقية - الايرانية. والانفجار اليوغوسلافي. ومذبحة رواندا. عاصفة سوداء مدمرة تضرب المنطقة. تمزق الخرائط. والحدود الدولية. تفتت الدولة المركزية. وتضيف الى وطأة الجيوش القديمة جيوشاً مذهبية صغيرة فاعلة ومتحركة. وتهجر ملايين الاشخاص. وتقتلع أقليات من جذورها. حروب أهلية عابرة للحدود. وفراغ يملأه محاربون قساة تدفقوا من الكهوف. رؤوس مقطوعة. وجثث مجهولة الهوية. ومدن مطحونة. ذباحون بلا رادع او وازع. ومستبيحون بلا رادع او وازع. لسنا في الطريق الى الكارثة. اننا نتخبط فيها. وهي تنذر بالمزيد من الضحايا. والتشرذم. والفقر. والارهاب. وممارسات الابادة. يكفي ان نتذكر مشهد العالقين في جبل سنجار هرباً من ممارسات «داعش». مشهد الطائرات الاميركية تلقي لهم الاغذية والماء كي لا يموتوا جوعاً وعطشاً. وان ذلك يجري في العراق العائم على النفط. هكذا نتحول مأساة لانفسنا. ومأساة للعالم ايضاً. نحتفل بمغادرة المحتل ثم نتوسل اليه بعد سنوات ان يسعفنا بغاراته او غالونات المياه. ذباحون ومستبيحون. خطف الظلاميون مساجد ومحافظات. خطفوا ثورات. وها هم يؤسسون لليل طويل هائل. خطف متطرفون القرار في اكثر من مكان. ساعدت شراهتهم في تمهيد الطريق للظلاميين. انه الفشل الصارخ. لمشروع بناء الدولة. للقاء في مؤسساتها وفي ظل القانون. انه فشل المدارس والجامعات وما هو أبعد. اننا في الهاوية. لكننا ايضاً على مفترق طرق. نفتح…
آراء
الإثنين ١١ أغسطس ٢٠١٤
منذ إطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للمبتعثين، والصورة تأخذ نسقا أكثر نضجا صوب الشباب والفتيات، من أجل تأهيلهم. صاحب ذلك حركة غير مسبوقة من أجل الضغط على القطاع الخاص لممارسة دوره في الحد من البطالة واستيعاب الخريجين والخريجات. ثم جاءت سلسلة من التوجيهات والرؤى التي تسعى لإعداد الجيل الجديد من أبنائنا، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر القرار الذي أصدره الملك يحفظه الله لبناء 11 مدينة رياضية في مختلف مناطق المملكة. يتواكب ذلك مع وجود 28 جامعة حكومية في مختلف المناطق، وهناك في الطريق المزيد من الجامعات والمعاهد. الشباب هم الاستثمار وهم السند وهم من يعول عليه لاستكمال المسيرة وإثرائها. ولهذا لم يكن غريبا أبدا أن نجد الخطاب متسقا لدى القيادة. وكلمة الشباب واحدة من الكلمات التي يرددها الملك عبد الله وولي عهده الأمير سلمان - يحفظهما الله. ولهذا لم يكن مستغربا، خلال جولة الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران في جدة التاريخية خلال رمضان الماضي، أن نسمعه وهو يحث الشباب والفتيات من أبناء وبنات الوطن على الزيارة، بل وأن يدعو إمارات المناطق لإعادة تأهيل النماذج التراثية الموجودة في هذه المناطق، كي تقدم ذاكرة اجتماعية وإنسانية للأجيال. إن شبابنا وفتياتنا الذين أثبتوا جدارتهم وتميزهم سواء في الداخل أو الخارج، هم في…
آراء
الإثنين ١١ أغسطس ٢٠١٤
كان مقاتلو تنظيم «داعش» يزحفون جنوبا، نحو أبواب العاصمة العراقية قبل شهرين مضيا، بعد السقوط السهل لمدينة الموصل، وبعد سيطرتهم على مفاصل محافظة الأنبار.. مع هذا لم يدخل التنظيم بغداد. بخلاف كل التوقعات، اتجهوا شمالا إلى كردستان! وفي سوريا، تكرر مسار التنظيم.. أدار ظهره إلى دمشق واتجه شرقا، إلى الرقة، بعد أن استولى على دير الزور الشرقية. كان انتصاره سهلا على «الفرقة 17» من «اللواء 93»، مما عزز الظن بأن النظام السوري يتعمد التخلي عن المناطق البعيدة لصالح «داعش»، ويكتفي بمقاتلة الجيش الحر في جوبر وركن الدين وضواحي دمشق. السؤال المحير؛ لماذا نقل «داعش» رجاله بعيدا إلى كردستان العراق وشرق سوريا؟ أو لماذا لم يقاتل الداعشيون بعد مراكز النظام الرئيسة على مدى عام كامل تقريبا؟ ما نراه على الخريطة أن التنظيم الإرهابي يسعى للسيطرة على المناطق ذات الكثافة السنية، ويتجاهل غيرها، وهذا يثير التساؤل.. ربما يريد إقامة دولته؛ الخلافة، بدلا من التورط في المناطق الطائفية الأخرى، حيث ستصعب عليه السيطرة عليها، أو أنه حقا يعمل ضمن مشروع إفشال الثورة في سوريا، وخدمة نظام نوري المالكي في العراق. وهي النظرية التي تزداد انتشارا، ويزداد اقتناع الناس بها، خاصة في سوريا، وهي أن «داعش» ليس إلا تنظيما آخر مخترقا يدار من قبل النظام السوري، كما كان تنظيم «القاعدة في العراق» إبان ما…
آراء
الإثنين ١١ أغسطس ٢٠١٤
يبدو أن غضب غالبية السعوديين عبّر عنه الأمير تركي الفيصل، في مقاله المنشور في هذه الصحيفة الأربعاء الماضي، عندما كتب تحت عنوان «إنكار الجهود السعودية حيلة العاجز»، شارحا في ثناياه «المحاولات الآثمة للحكومة الإسرائيلية وأذنابها، لإظهار أن السعودية تتغاضى عن المجازر الإجرامية والهمجية في غزة». سرد تركي الفيصل في مقاله بالمعلومة، وليس بالرأي، المواقف السعودية منذ عهد الملك الراحل عبد العزيز، إلى عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهي مواقف معروفة ويشهد لها تاريخ القضية الفلسطينية، ولم تكن يوما مواقف طارئة أو لحسابات سياسية ضيقة، ومع تقديري لرأي الأمير في الهجوم على الحكومة الإسرائيلية و«أذنابها»، فالحقيقة أن تل أبيب لم تتوقف يوما عن استخدام هذه اللعبة الإعلامية الخبيثة، والتزوير والكذب وضربها الحق بالباطل، هو أمر مشهود للإسرائيليين وليس بالجديد، المثير والعجيب دخول مواطنين سعوديين وأشقاء خليجيين على هذا الخط. المثير والعجيب أيضاً أنهم لا ينقلون من إعلام «العدو» الإسرائيلي ولا يصبح ذا مصداقية عالية إلا عندما يسيء للسعودية وينفذ أجندتهم! حملة التزوير التي شنت على السعودية ومواقفها، ساهمت فيها بقوة وسائل إعلام تمول من دولة شقيقة، دست السم في العسل من جهة، وزايدت على موقف السعوديين من القضية الفلسطينية من جهة أخرى. في حين لم يوفر مناصرو «الإخوان المسلمين» في الداخل السعودي وخارجه، تغذية المزاج العام العربي المتعاطف بطبعه…
آراء
الإثنين ١١ أغسطس ٢٠١٤
أول أمس الخميس، ظهر أمام عدسات الكاميرا والفلاشات الفضية، بثوب ناصع وغترة بيضاء وبوجه حليق معجون بماء الرضا والبراءة. يتنفس هدوءا، ويزفر تهذيبا، وعلى محياه كعادته دوما ابتسامة طفل شقي!. لم يكن ظهور عبدالرحمن الراشد مدير عام قناة العربية في حفل مراسم توقيع شراء مجموعة MBC لحقوق نقل المسابقات الرياضية السعودية أمس في الرياض عاديا، أو مبررا لولا أن للرجل دور فعال (خلف الكواليس كعادته) في إتمام الصفقة الكبيرة الذي تدفع فيه MBC مليون ريال يوميا لصالح صندوق الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولعشر سنوات قادمة. لم تكن قنوات التلفزيون السعودي "الرياضية" أول ولا آخر ضحايا قفازه الحريري المحشو دوما بالمسامير!. المثير هنا، أن ضربته هذه المرة لم تسقط ضحية واحدة فقط، بل كانت من القوة بمكان، أنها أطاحت بسلة ضحايا؛ مجموعة روتانا، وأوربت، ولاين سبورت الذين تحطمت آمالهم معا على الحلبة. من ينسى ضربة قفاز الراشد الخطافية والقاضية للقناة الاقتصادية CNBC العربية في مطلع الألفية الثالثة؟. ومن لم ولا يتابع ـ حتى اليوم وغدا ـ جولات وصولات أكبر معاركه اليومية مع منافسه الشرس قناة الجزيرة؟. لا بد من تلخيص بسيط هنا يوضح مناخ المجال الرياضي في المنطقة. كانت ولا تزال بطولات الدوري السعودي الكبرى هي بيضة القبان للرياضة الخليجية والعربية. كانت قناة الجزيرة تمنى النفس بالحصول على هذه الدجاجة التي…
آراء
الأحد ١٠ أغسطس ٢٠١٤
في مكاني الذي كنت فيه، تعرفت الأعوام الماضية على مجموعة من البشر، بعضهم كان وفيا، وبعضهم لم ترد كلمة "الوفاء" في قاموسه، وفي مكاني الذي أنا فيه الآن حيث أقضي إجازة سميتها: (إجازة "لأهلك عليك حقا") البشر كالبشر، إلا ـ أعزكم الله ـ "كلب الحراسة"؛ فبمجرد نزولي حيث تعودت عرفني ومن كان معي من أسرتي.. بداية ـ وأنا الشافعي ـ شكرت للسادة الفقهاء الذين لم يقولوا بنجاسة الكلب كالمالكية ومن وافقهم، كالإمامين أبي حنيفة، وأحمد في رواية عنه. ثم كررت الشكر لمن تناول "سؤر الكلب" بالتوسعة، وهم المالكية الذين تميزوا عن أقرانهم، وقالوا بطهارة اللعاب، معتمدين على أربعة أحاديث ساقها الإمام البخاري تحت باب: "كانت الكلاب تروح وتغدو في مسجد رسول الله على عهده صلى الله عليه وسلم". وأجاب الإمام مالك عن "فاغسلوه سبعا" أن الغسل للتعبد، لا للنجاسة؛ وبالمناسبة نجد أن اقتناء الكلب له حكاية مع الفقهاء أيضا؛ إذ أجاز الإمام النووي اقتناءه "لحفظ الدور، والدروب" قياساً على حديث "كلب ماشية، أو صيد، أو زرع"، مستفيدا من علة الحاجة المفهومة من النص، وبنفس الفهم أجاز المعاصرون غير ذلك من المنافع كالكلاب البوليسية، وقيادة الأعمى. سريعا تذكرت الإمام أبا بكر محمد بن خلف بن المرزبان، من طبقة الإمام الطبري، وصاحب التصانيف الكثيرة في التفسير واللغة والأدب والشعر؛ طلب منه بعض…
آراء
الأحد ١٠ أغسطس ٢٠١٤
انتهت الحرب التي قررت إسرائيل بدايتها ونهايتها، وقتلت خلالها مئات الأطفال والنساء والشيوخ وقلة من المقاتلين، ودمرت المئات من الممتلكات الخاصة وقليلا من المباني العامة، وشردت الآلاف من منازلهم، وحرمتهم من القليل الذي كان لديهم لسد رمقهم، وأضافت أعدادا من الأطفال اليتامى سينضمون إلى قوائم منظمات غوث اللاجئين.. كل هذا كلام مكرر كُتب وسُمع من عشرات السنين، ولم يبقَ تعبير حزن وألم وشفقة ولعنة إلا واستُخدم حتى صار لا يعني أكثر من لحظة تمر على البال ثم يطويها النسيان، وينشغل العالم عموما، والعرب خصوصا، بقضايا دائما ما تزيح فلسطين من صدر قائمة الهموم والأحزان. في مطلع شهر أغسطس (آب) 1990 لاح لصدام حسين غزو دولة الكويت، وحينها تحركت الآلة الإعلامية الموالية له لتبرير فعلته والدفاع عن جريمته، وصار تحرير فلسطين متصدرا تفسيراتها للهدف الخفي غير المعلن لعملية ضم الكويت إلى العراق، وكم حذر العقلاء من الآثار المدمرة التي ستلحق بالعراقيين خصوصا، والعرب عموما، ولكن تلك الأصوات ذهبت أدراج الرياح، وارتفع إلى مقدمة الصفوف نفاق الشعراء والإعلاميين والفنانين الذين صارت قصور صدام وجهتهم وأموال العراقيين مبتغاهم.. وحين انقشع الغبار، وحصد العراق الدمار، وتشبثت أميركا بهدفها الحقيقي، تحول العراق إلى «أرض السواد»، كما وصفها الأديب الراحل الأستاذ عبد الرحمن منيف، ولم يكن رئيس العراق السابق إلا كحاطب ليل، يسير على غير هدى،…
آراء
الأحد ١٠ أغسطس ٢٠١٤
قبل أن يصعد أحد أصدقائي المنصة للتصوير مع زوجته وأمه وأخواته في ليلة عرسه، استوقفه قريبه. سحبه من معصمه حتى كاد أن يخلع يده وجره إلى زاوية قصية. طلب منه بصوت خفيض ألا يبتسم لزوجته أمام الحضور حتى لا يعتقدوا أنه غير مصدق أنه ارتبط بها وأنه (ميت) عليها؛ فتغتر عليه ويصبح علكا يلوكه الناس. استشهد عمه بقصص عدد من أقاربهما الذين سمّاهم (خرافا) دلالة على خضوعهم لزوجاتهم وإظهارهم مشاعر السرور في زواجاتهم على رؤوس الأشهاد. أذعن صديقي لنصيحة عمه خشية أن ينضم إلى قائمة (الخراف) مبكرا. كلما صعد درجة في اتجاهه إلى (الكوشة) لمصافحة زوجته ازداد تجهما وعبوسا. حاولت المصوّرة الفلبينية، التي تلتقط له وزوجته الصور التذكارية أن تثنيه عن تكفهره؛ لكنه لم يعبأ بمحاولاتها. كلما طلبت المصوّرة من زوجته أن تمسك بيده من أجل ألبوم الزواج المرتقب سحبها. واصل صديقي عبوسه وتقطيب جبينه حتى هبط من المسرح وغادر القاعة. اعتقد صديقي أنه أطفأ أحاديث الناس في مهدها بتجهمه لكنها أشعلها. فقبل أن ينصرف من القاعة شرع الحضور في التساؤل والدعوات: "ألا يحبها؟ هل بينهما مشكلة؟ أعانها الله عليه". الأسوأ لم يأت بعد. خيمت غمامة حزن على شقتهما الصغيرة عندما تسلّما ألبوم زواجهما وصورهما الأولى المشتركة. كانت صورا بائسة، حزينة، ومثيرة للشفقة. العروس تبتسم والعريس متجهم كأنه في سرادق…