آراء

آراء

كيف نخرج من ورطتنا؟

الأحد ١٠ أغسطس ٢٠١٤

«ما الحل وما المخرج من الوضع الحالي في العالم العربي إذن، في الوقت الذي يتزامن فيه انهيار الدولة في عالمنا العربي مع انتشار الإرهاب وتفشي التطرف»، يتساءل القارئ الكريم عبد الرحمن العلي في تعقيب له بالإنترنت على مقال لي، ويضيف: «هل الخلل في المجتمعات أم في الحكومات أم في الدين نفسه؟». ثم يقول: «أنا من المتابعين لمقالاتك منذ أكثر من عشرين سنة، أتمنى أن أسمع رأيك حول هذه القضية خصوصاً وأن لك رؤية استشرافية.. لماذا التطرف عندنا يزداد على الرغم من مئات المؤتمرات والندوات والدعوات والمبادرات وحوار الأديان و.... هل نحن جادون فعلاً في مكافحة التطرف؟ هل نحن صادقون فعلاً في الدعوة إلى الاعتدال والتسامح؟ كم عدد المسيحيين في العالم العربي قبل خمسين عاماً وكم عددهم الآن؟ ألا يكشف ذلك نفاقنا وزيف ادعائنا؟». (الوطن الإلكترونية، 24-07-2014). للأستاذ الفاضل والقارئ المتابع الذي اعتز به، جزيل الشكر والتقدير ولا شك أن أسئلته العميقة مثارة منذ فترة في أذهان الكثير من القراء والكتاب، وهي تطرح نفسها اليوم بالحاج لما تشهده ظروفنا من مآس وانتكاسات وأزمات، من ليبيا إلى اليمن. ولقد ناقش الكثير من الكتاب والمؤلفين «الواقع العربي»، وبذل المفكرون جهوداً مضنية في البحث عن مخارج للأوضاع المتردية، وعقدت الندوات، كما أشار الأخ عبد الرحمن، وصدرت الكتب، ولكن ما نحن فيه يزداد تردياً.. فما…

آراء

جهاديو السعودية

الأحد ١٠ أغسطس ٢٠١٤

في إطار حملة إعلامية متماسكة، دأبت صحيفة «الحياة» على نشر تجارب وقصص وسير جهاديين سعوديين، كاشفة عن الوجه المروّع الذي ينتهي إليه شاب ينجرف إلى مآلات التهلكة، ظناً منه أن ذلك جهاد ونصرة لدين الله. هذه الحملة فضلاً على كونها تحقيقاً لدور الإعلام، وضعتنا في مواجهة مباشرة مع هذا الهم الذي يزيد ولا ينقص، وجذبتنا تراكمياً إلى مراجعة عوامل وأسباب نشوء هذه التوجهات. يلفت النظر في الحالات التي نشرتها «الحياة» التنوع الجغرافي والمناطقي للضحايا، ما يعني أن جذوة الإشعال لا تنحصر في بقعة واحدة أو في إطار مجموعة معينة. هذه علامة فارقة في أي نشاط ضديّ أو معارض، المستند إلى سرية المكان وانغلاقية دائرة العمل، ما يبرهن أن الفكر الجهادي منتشر حتى في القرى والمناطق الصغيرة، وأن له قابلية عريضة بين الشباب. باستثناء مانع المانع (الذي نفر إلى داعش ثم عاد هرباً منها) فإن جميع الجهاديين المثبتين هم صغار السن. قياساً إلى أن الإرهاب بدأ في السعودية عام 1994، ثم كشف عن تجذره في 2003، فإن الأكيد أن المعالجة الفكرية لهذا الخطر لم تكن أبداً على المستوى المطلوب، وما زالت المغذيات المحرضة تقوم بدور فاعل، وبعضها يقدم أطروحاته المتعاطفة علناً وفي شكل مباشر. مثل هذه الجرأة تعلن عدم اهتمام بردة الفعل الرسمية، كما أنها تشير إلى كثافة التحرك الباطني، وهو…

آراء

«داعش» والرئيس أوباما

الأحد ١٠ أغسطس ٢٠١٤

أخيراً تحامل الرئيس الأميركي باراك أوباما على نفسه وقرر، نهار الجمعة الماضي، توجيه ضربات عسكرية محدودة إلى مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، في شمال العراق. لو سئل رئيس وزراء العراق المنتهية ولايته، نوري المالكي، عن الموضوع لأجاب بأن أوباما تأخر كثيراً، وضرباته الجوية لن تفيد كثيراً. وهو يقصد بذلك أن أوباما لم يواجه قوات التنظيم لحظة استيلائها على الموصل في حزيران (يونيو) الماضي. لو فعل ذلك لحقق المالكي مكاسب سياسية كانت ستغطي فشله وطائفيته، ولأزاحت العراقيل أمام السماح له بولاية ثالثة في رئاسة الحكومة. يبدو أن أوباما كان يريد تفادي هذه النتيجة تحديداً، عندما لم يندفع بتوجيه ضربات جوية إلى «داعش» بعد استيلائه على الموصل. هو يقول إنه لا يريد أن يجعل من سلاح الجو الأميركي سلاحاً للشيعة في العراق ضد السنّة، ولذا حصر هدف ضرباته الأخيرة بمنع سقوط أربيل في يد «داعش»، حماية لإقليم كردستان وحماية لموظفي القنصلية الأميركية في عاصمة الإقليم. هو يشترط توسيع تدخله العسكري بتشكيل حكومة تمثل كل العراقيين. هذا موقف أميركي متوازن، لكنه أولاً موقف محدود من الناحيتين السياسية والجغرافية، ثانياً، هو موقف جاء متأخراً، أو كما يقال «جاء بعد خراب البصرة». ثالثاً، والأهم من ذلك، أنه موقف معزول ومن دون استراتيجية متكاملة، كما أشارت صحيفة «الواشنطن بوست» أمس (السبت). من هنا…

آراء

استهداف الإقليم الخليجي

السبت ٠٩ أغسطس ٢٠١٤

لعل التحولات الكبيرة التي حدثت في بعض البلاد العربية، التي سميت في الإعلام الغربي بـ«الربيع العربي»، تشكل أحد أخطر المنعطفات التي تمر بها المنطقة. فالتحول سار وفق مجريات خطيرة تنذر بتحديات قادمة، فدولة مثل ليبيا تمر الآن بحالة عسيرة، ولا يبدو أن المخرج يقترب بقدر ما أن التوجهات قد تسير نحو مزيد من الانقسام الذي ربما يقود إلى مشروع لتقسيم البلاد وفق المرتكزات والاستقطابات القبلية! والعراق يعيش هو أيضاً حالة متقدمة نحو الانقسام وانهيار الدولة المركزية! وسوريا لا تبتعد عن الحالات الأخرى، وهي بكل تأكيد تتجه نحو المجهول، على أقل تقدير. ومجمل الحال، يقودنا إلى التفكير جدياً في طبيعة المرحلة التي تمر بها المنطقة العربية. والبعض قد يفسر باستسهال ما يحدث ضمن رؤية صراع بين الرغبة في تحقيق الديمقراطية واتجاه معاكس يسعى لإفشال الانتقال الديمقراطي، وهو تفسير قد يجد له القبول بين بعض الساسة الذين يرون أن المنطقة العربية تعيش حالة مخاض عسيرة قد تقود إلى الفوضى المدمرة! والأحداث التي تعيشها المنطقة ليست وليدة للتخطيط المسبق الذي تقوده أميركا، فهناك متغيرات ذاتية أدت إلى سقوط أنظمة عاتية، إلا أن الجانب العربي في تلك الدول التي تعرضت لأحوال عدم استقرار لم يولِ الأهمية المطلوبة للأسباب التي أدت إلى حالة الانقلاب والانفلات، وتوجه الجهد في أحيان كثيرة إلى التفكير بطريقة عنيفة للتصدي…

آراء

أخيرا «سيف» الجرائم الاقتصادية

السبت ٠٩ أغسطس ٢٠١٤

مكسب جديد للاقتصاد الوطني، وخطوة أخرى على طريق الإصلاح الاقتصادي في بلادنا، ذلك باختصار شديد العنوان الأبرز للقرار الذي أصدره أخيرا رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام بإنشاء دائرة "الجرائم الاقتصادية"، متضمنا نقل الاختصاصات والأنشطة المتعلقة بقطاع الرقابة المركزية وأجهزة التحقيق واختصاصات الجهات واللجان المتعلقة بالتحقيق والادعاء في جرائم جنائية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام. تركز الهدف العام لإنشاء هذه الدائرة في التحقق من تطبيق الأنظمة واللوائح والتعليمات في التحقيق في الجرائم الماسة بالاقتصاد الوطني. كما حددت مهام واختصاصات هذه الدائرة فيما يلي: 1) اقتراح القواعد والضوابط التنفيذية المنظمة للأعمال المتعلقة بالتحقيق في الجرائم الاقتصادية. 2) دراسة أوامر الحفظ وطلبات التمديد في قضايا الجرائم الاقتصادية المرفوعة من فروع ودوائر الهيئة. 3) إبداء الرأي والمشورة في أي أمور تتعلق بالتحقيق في هذه الجرائم ودراستها وفقا للكتاب والسنة، وما نصت عليه الأنظمة والتعليمات. 4) دراسة المشاكل والمصاعب التي تصاحب ظروف التحقيق وملابسات تلك الجرائم التي ترفع من فروع ودوائر الهيئة وتقديم المقترحات لحلها. 5) التنسيق مع الإدارات المختصة بالضبط والتحري في الجرائم الماسة بالاقتصاد الوطني. 6) المشاركة في الندوات والمؤتمرات ذات العلاقة بطبيعة عمل الدائرة داخل المملكة وخارجها. 7) أي مهام أخرى تسند في مجال اختصاصها. يعتبر مفهوم "الجريمة الاقتصادية" حديثا نسبيا مقارنة بغيره من المفاهيم القانونية والاقتصادية الأخرى، زاد انتشاره في النصف…

آراء

جيش «تويتر» العربي.. جيش يهزم أهله

السبت ٠٩ أغسطس ٢٠١٤

هو جيش يسبح في فضاء ثقافي عربي يرغب في ترويج التزييف، وهو أحد الأسلحة الجديدة الفتاكة، «جيش تويتر»؛ يفتك بالمجتمعات ذات المناعة الثقافية الهشة، على رأسها نحن (العرب). سألت مرة أستاذة أميركية كانت تزور جامعة الكويت، هل في الولايات المتحدة من يستخدم وسائل الاتصال الاجتماعي بأسماء مستعارة؟ ردت أن ذلك هو القليل، لأن مستخدم تلك الوسائل يرغب أن يوصل رسالته للناس، والاسم المخفي لا يُعتنى بما يقول في مجتمع حر! على العكس من ذلك في فضائنا العربي، فإن الاسم المستعار في وسائل الاتصال هو الأكثر استخداما من الاسم الصريح، تلك ظاهرة اجتماعية بحد ذاتها تنبئ عن الكثير. إنها أولا تنبئ عن تدنٍّ في سقف الحريات، التي تجعل البعض يلجأ - للتعبير عن فكره - إلى اسم مستعار، يكتب فيه ما يشاء، ثم هي تنبئ أيضا عن هيمنة المجتمع والفكر الذكوري، فكثير من الجنس الآخر يختبئ، خوفا أو حياء، أو لأنه «تعود» على ذلك، يختبئ خلف اسم مستعار، بل يلجأ البعض من الشبان لاستخدام أسماء أو حتى صور الجنس الآخر! لي مع «تويتر» قصص لها معنى سياسي واجتماعي، فالبعض من المتابعين يحتج على وضعي روابط أو مقالات أو آراء صادرة من بعض من لا يوافقهم الرأي، ويحتج بأقوى الألفاظ وأكثرها خشونة، في ذلك مؤشر إلى ضيق بعضنا بالرأي الآخر، كما هو…

آراء

إسرائيل تخسر، ولا أحد يربح

السبت ٠٩ أغسطس ٢٠١٤

تناول عدد معتبر من المعلّقين العرب والإسرائيليّين وسواهم تحوّلات الرأي العامّ الأوروبيّ بعد حرب غزّة. ولئن ساد نوع من الإجماع المُحقّ على أنّ إسرائيل خسرت معركة الرأي العامّ الأوروبيّ، وهذا مكسب كبير من حيث المبدأ، لم تظهر آراء جازمة في ما خصّ الطرف المستفيد من خسارة إسرائيل أو القادر على توظيفها واستثمارها. ففي أواخر الستينات وفي السبعينات، كان الكلام على الرأي العامّ الغربيّ وضرورة كسبه يستند ضمناً إلى وجود طرف يمكنه، ولو نظريّاً، أن يكسب. وكان الطرف المذكور والمعوّل عليه هو «منظّمة التحرير الفلسطينيّة» في ظلّ قيادة غير دينيّة على رأسها، وفي ظلّ اندراجها في حركات التحرّر الوطنيّ من روديسيا (زيمبابوي) وجنوب إفريقيا إلى أنغولا والموزامبيق انتهاء بفيتنام وكمبوديا ولاوس. فعلى اختلاف هذه الحركات، والتباين بين واحدتها والأخرى، تضافر وجود الحرب الباردة والطلب العالميّ الواسع على نزع الاستعمار لتوسيع مؤيّديها وخدمة أغراضها. لكنّ «منظّمة التحرير الفلسطينيّة» لم تستطع أن تكسب المعركة التي كسبتها الحركات الأخرى، ليس فقط لأنّ الرأي العام الغربيّ رفض تصنيف إسرائيل استعماراً، بل أيضاً بسبب الحماقات والأعمال الإرهابيّة الفاقعة، بل المطنطنة، التي اعتمدتها فصائل وجماعات تابعة للمنظّمة أو محسوبة عليها. فسياسة خطف الطائرات لوديع حدّاد و»جبهته الشعبيّة»، منذ أواخر الستينات، ودورها في تفجير حرب الأردن في 1970، ثمّ عمليّة ميونيخ لـ «أيلول الأسود» في 1972، في بلد…

آراء

لماذا غضب الملك عبدالله من العلماء؟

السبت ٠٩ أغسطس ٢٠١٤

لو انتصر فيصل الدويش وسلطان بن بجاد وضيدان بن حثلين ومن خلفهم بضعة آلاف من «الإخوان» المتعصبين على مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود في معركة السبلة عام 1929 لكانت لدينا «داعش» مبكرة، ولكن ما كان لها أن تعمر مثلما عمرت وازدهرت الدولة السعودية الحالية، فمثل هذه الحركات المنغلقة والمتعصبة تحمل بذور فنائها في داخلها. استحضرت هذه القصة واختصرتها، بينما كنت أتأمل وجه الملك عبدالله الغاضب مساء الجمعة قبل الماضية، وهو يتحدث بلهجة غير مسبوقة إلى علماء الدين، ويعاتبهم بقسوة أنهم لم ينشطوا في الدفاع عن الدين وهو يعتدى عليه في مقتل من «داعش» والتطرف. قبل نحو 80 عاماً وفي مواجهة «الإخوان» (وهم غير الإخوان المسلمين المغضوب عليهم هذه الأيام)، استخدم والده الصبر والعلماء وأخيراً الحرب. لم يقدم على مواجهتهم وحسم الصراع معهم باستخدام القوة إلا بعد أكثر من مؤتمر جمعهم فيه مع علماء الدين، في حوار مفتوح بمؤتمر عام، عرض قادة «الإخوان» تحفظاتهم على كبار علماء نجد، والملك العائد من الحجاز بعد ضمه إلى الدولة الناشئة، يجلس مستمعاً كأنه في مجلس قضاء، خطب فيهم مؤكداً تمسكه بالشريعة وأنه لم يغيّر أو يبدل، ولكنه لم يجادلهم وإنما ترك الأمر للعلماء. كانت قضاياهم تشبه قضايا «داعش» اليوم، كانوا ضد العصرنة في صورها المادية والمعنوية، ضد المخترعات الحديثة، وضد التحديث…

آراء

«خيارات صعبة» يا عرب !

السبت ٠٩ أغسطس ٢٠١٤

قبل 12 عاما (في 28 يوليو/ تموز 2002) كتبت في هذه الصحيفة مقالا يستعرض كتاب المؤلف الفرنسي تيري ميسان الذي صدر باللغة العربية في طبعتين: «الخديعة المرعبة»، و«الخدعة الرهيبة»، يجزم فيه الكاتب أن الاعتداء الإرهابي الذي جرى في نيويورك وواشنطن في 11 من سبتمبر (أيلول) 2001، مجرد «مسرحية دموية» جرت صياغتها بعناية لتعطي الولايات المتحدة الذريعة الكاملة للاستفراد بالعالم تحت ذريعة محاربة الإرهاب، والبحث عن عدو جديد بعد زوال الخطر السوفياتي. هذا الكتاب لقي رواجا في العالم العربي منقطع النظير، ووجدت نفسي بعد نشر القصة أجيب على أسئلة واستفسارات من قراء من مختلف العالم العربي، يسألونني: أين يجدون هذا الكتاب؟! في الوقت الذي كان فيه النقاد الأوروبيون يسخرون من قصة المؤلف، ورفضت طباعة كتابه دور نشر محترمة. في العالم العربي هناك من يعشق هذه القصص، وينفخ في رمادها، ويطير مع دخانها في الفضاء، وهو يعلم أنها مجرد أساطير لا قيمة لها. أخيرا، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي قصة مشابهة، لم يكلف أحد نفسه عناء التحقق منها، أعني كتاب «خيارات صعبة» لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، فقد احتفت به عشرات المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، وكأنه فتح مبين؛ حيث نسب للوزيرة الأميركية قولها: «إن الإدارة الأميركية هي من قامت بتأسيس تنظيم (داعش)، بهدف تقسيم منطقة الشرق الأوسط»، وأن السيدة كلينتون…

آراء

خصخصة الرياضة السعودية

الجمعة ٠٨ أغسطس ٢٠١٤

على رغم أن حديث الرياضة، خصوصاً كرة القدم، لا يكاد يغيب في السعودية، إلا أن هذا الشهر كان الأعلى صوتاً مقارنة ببقية القضايا الأخرى. السبب يعود إلى ثلاثة أمور تُقرأ على الوجهين، الوجه الأول الرياضة، والآخر هو المال والاقتصاد. فالأمر الأول: وهو اختيار الأمير عبدالله بن مساعد رئيساً لرعاية الشباب بدلاً من الأمير نواف بن فيصل. الثاني: أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء 11 ملعباً جديداً في مناطق المملكة المختلفة. الثالث: فوز تحالف تقوده قناة «إم بي سي» هذا الأسبوع بحقوق نقل الدوري السعودي حصرياً في مقابل عقد ضخم بلغت قيمته 4.1 بليون ريال لعشرة أعوام. ولنبدأ من الأخيرة، ففي صفقة هي الأكبر في تاريخ الرياضة السعودية، فاز تحالف مجموعة «إم بي سي» مع القنوات الرياضية السعودية بحقوق نقل الدوري السعودي حصرياً في مقابل دفعهما 4.1 بليون ريال لعشرة أعوام. إذ ستتخصص الأولى في نقل فعاليات دوري أندية الدرجة الممتازة، وستكتفي الثانية بنقل فعاليات دوري أندية الدرجة الأولى. وعلى رغم معارضة واحتجاج قنوات أخرى على عدم شفافية اتحاد الكرة، وعدم طرحه امتياز نقل الدوري في مناقصة عامة للجميع، وبغض النظر عن تذمّر التيار المحافظ الذي ينظر بريبة إلى ما تقدمه مجموعة «إم بي سي» من برامج، إلا أن حجم العقد وأرقامه يشيران اقتصادياً إلى تحول الفكر في…

آراء

قروب المونديال!

الجمعة ٠٨ أغسطس ٢٠١٤

قبيل انطلاقة مونديال البرازيل بأيام التقيت ابن أخي (أحمد) عند باب الفيلا، وكنا ـ حينذاك ـ عائدَيْن من الدوام، فقال لي: عمي سعيد أنشئ مجموعة على الـ«واتساب» لمونديال كأس العالم فهل ترغب في الانضمام؟ قلت له: مشكورعندي مجموعتين. ودارت الأيام ليننتهى المونديال بغصة برازيلية ومرارة أرجنتينية وحلاوة ألمانية، لكن قصة «قروب أحمد» لم تنتهِ. يقول أحمد: «انضمَّ إلى القروب (المجموعة) عشرون عضواً، عرفتُ بعضاً منهم فقط، فأجرينا مسابقات للنتائج وأفضل لاعب، وخصّصنا للفائز جائزة، ومضت الأيام كالسحاب حتى انفض السامر وهدأت الأنفس». الجمعة الماضي خرج أحمد مع زملائه لمردف سيتي سنتر، ففوجئ بأن أعضاء المجموعة كلهم تجمعوا هناك بأسلوب احتفالي، حيث تم تكريمه بهدية جميلة. ويتابع أحمد: اكتشفت خلال الجلسة أنهم بعد انتهاء المونديال تجمعوا في قروب آخر دون علمي، أطلقوا عليه «تكريم مدير القروب»، ناقشوا فيه نوعية التكريم، وشكل الهدية، وتجميع المبلغ بالشراكة بينهم، ومكان التجمع، وغيره. بعد أن حكى لي أحمد هذه الحادثة، قلتُ له: هؤلاء الأصدقاء مثل الجواهر لن تجدهم بسهولة، فحافظ عليهم! علم جون وفرانسيس جاننج بأن ملكة بريطانيا ستزور مدينة مانشيستر يومَ زفافهما، فأتت الفكرة: لماذا لا نرسل إليها دعوة لحضور زفافنا، ومن دون سابق إخبار وجدوا موكب الملكة قد توقف أمام الكنيسة لتدخل وتحتفل معهما. أما الممثل المبدع جوني ديب فكان في موقع تصوير…

آراء

واجبات على المسيحيين أيضاً

الجمعة ٠٨ أغسطس ٢٠١٤

صحيح كل ما كُتب في معرض الدفاع عن المسيحيين ودورهم في المشرق العربي. وسليم تماماً الاعتراف بفضلهم على الثقافة واللغة العربيتين والإقرار لهم بدور جوهري في منح معنى إنساني شامل لتمسكهم بالبقاء في هذه المنطقة من العالم على رغم كل ما عانوه ومروا به على امتداد القرون، تارة باسم الدين وطوراً باسم الاستبداد السلطاني. وجاهل من لا يرى في اضمحلال الدور والحضور المسيحيين في المنطقة ضربة قاسية الى قلب المجتمعات والثقافة العربية والإسلامية، ذلك أن اختفاء المسيحيين من المشرق سيحيله صحراء عرقية ودينية وحضارية لا أمل فيها بنمو وتطور أي ظاهرة حضارية تتأسس حكماً على التفاعل والتبادل والحوار. ملامح الصحراء هذه بدأت تتكرس في نواح شاسعة اجتاحتها جحافل الإرهابيين المستترين بستار الدين، الذين لا يخجلون من وضع عبارة «الحمد لله» تحت صور الرؤوس التي يجزونها. ويصب في إطار الحرص العربي على دور مهم لمسيحيي المشرق، الحفاظ على موقع رئاسة الجمهورية في لبنان في عهدة شخصية مسيحية تحظى بتمثيل وازن في صفوف طائفتها وتمارس سلطات واسعة في إطار الدستور والقوانين اللبنانية، بالإضافة طبعاً إلى المناصب الحساسة الأخرى من قيادة الجيش وحاكمية المصرف المركزي وسوى ذلك. هذه المناصب، في واقع الأمر، شهادة ليس فقط على دور المسيحيين المركزي في لبنان، بل أيضاً على قدرة المسلمين على التعايش والتفاعل مع التعدد المذهبي والديني…