آراء

آراء

أيها الداعشيون استفيقوا!

الأحد ٢٧ يوليو ٢٠١٤

انتهت المسيحية في الموصل بعد ألفي سنة من وجودها هناك. وهي في طريقها إلى الانقراض في فلسطين أيضا. لم يبقَ في مهد المسيح أكثر من 200 ألف مسيحي، يعضّون على الجرح ويناضلون من أجل البقاء. في مصر حيث التجمع المسيحي العربي الأكبر، شهدنا تنكيلا وتفجير دور عبادة وإرعابا. وفي سوريا كنائس تحطم، وراهبات ورهبان منهم من يُخطف ومن يُقتل، ومقابر جماعية يند لها الجبين. ثمة من يسأل: لماذا هذا الاستشراس على المسيحيين في المنطقة المحيطة بفلسطين؟ والسؤال الأهم: لماذا يتواطأ المسلمون أنفسهم، إن لم يكن بالفعل الشائن، فبالصمت المريب والمعيب على أكبر عمليات «تطهير ديني» عرفتها منطقتهم في التاريخ الحديث؟ «داعش» ليس تنظيما أرعن، يوزع الموت والخراب في صحراء معزولة، لولا البيئات الحاضنة والسكوت المطبق، وأحيانا الدعم المحلي. أحد الفارين من الموصل يبكي قهرا أمام الكاميرا وهو يتحدث عن جيرانه الذين فرحوا بنبأ إخلاء المنزل: «أسعدهم أن يستولوا على بيتنا». كاتب من الموصل سطر رسالة مبكية يخاطب فيها المسلمين قائلا: «نغادر الموصل مطرودين وقد أذلنا حاملو راية الإسلام الجديد، نغادرها لأول مرة في التاريخ، لا بد لنا أن نقدم شكرنا لأهلنا فيها، الذين كنا نعتقد أنهم سيحموننا كما كانوا يفعلون، وسيقفون بوجه عتاة مجرمي القرن الحادي والعشرين ويقولون لهم إن هؤلاء هم الأصلاء وهم الذين أسسوا هذه المدينة. كنا نطمئن…

آراء

فتح السوق السعودي للأجنبي

الأحد ٢٧ يوليو ٢٠١٤

رغم كبر السوق السعودي "ماليا" و"شركات" إلا أنه لم يوضع ويصنف ضمن الأسواق "المصنفة" عالميا ولا ضمن الأسواق الناشئة، باعتباره سوقا مغلقا حتى الآن، وهذا يعتبر خللا بالسوق أو أي سوق، والأسواق الدولية تخضع لمعايير عالمية ومؤشرات حتى يمكن تصنيفها، سواء من ستاندر ان بورز أو داو جونز او فوتسي أو غيرها، فكل هذه المؤشرات لم تضع السوق السعودي ضمن المؤشرات العالمية، في حين أن اسواق مجاورة صغيرة مصنفة ودخلت ضمن الأسواق الناشئة، فالعبرة ليس بحجم الأموال ورؤوس الأموال او غيره، بل "بمرونة" القوانين والأنظمة التي تسمح بدخول الأجنبي المستثمر، الذي يعتبر مؤشرا لعالمية السوق ومعايير دولية وهذا ما هو غير متاح لليوم، فتم استبعاد السوق السعودي من اي تصنيف عالمي، وهذا يعتبر السبب الجوهري الأول للسماح للأجانب بالدخول "خلال سنة 2015" السوق السعودي، والسوق لدينا لا تنقصه السيولة ولا التداول وزخمه وقوته ولا شيء من ذلك بل يعتبر من أنشط الأسواق العالمية كتداول يومي والأول هو السوق الإيطالي، وهذا يعتبر ميزة وعيبا سنوضحة لاحقا. القرار إيجابي لا شك بالسماح للاجانب "مؤسسات وشركات" وقد يعقبه مستقبلا الأفراد مباشرة بدون أو من خلال صنادق الاستثمار، وهذا يعزز بداية انفتاح السوق، وبرأيي ان هيئة سوق المال لم تتأخر بالسماح للأجانب، بل اننا نحتاج التدرج والهدوء والخبرة والنضج لكي يستفاد من كل تجارب…

آراء

العبث الإعلامي والدعوة إلى المصالحة الوطنية

الأحد ٢٧ يوليو ٢٠١٤

تميز حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح بظاهرة استنساخ الأحزاب وعرفت بـ(تفريخ الأحزاب)، وإحداث انشقاقات داخلها، والعمل على إضعافها. ونجح في هذه المهمة المستهجنة سياسيا مع الأحزاب التي تعتمد على الدعم المادي الخارجي مثل الناصريين والبعثيين، لكن استعصى الإسلاميون والاشتراكيون عليه، وإن كان قد نجح في استقطاب عدد من أعضائهم بالإغداق عليهم ماليا ومنحهم مواقع في أعلى السلم الحزبي في حزبه الحاكم حينها (المؤتمر الشعبي العام)، وصار هؤلاء أصحاب صولة وجولة وكلمة الفصل في أروقة الحزب، الذي التحقوا به هربا من شظف العيش ولمنحهم الأمان حينها... كان هدف الرئيس السابق هو أن يفقد المواطن الشعور بأهمية الأحزاب كمنظمات سياسية قادرة على الوصول إلى السلطة بطريقة مشروعة، وزاد أنه كان يتحكم في صناديق الاقتراع ويسمح لهذه الأحزاب بمقاعد محدودة لإعطاء الانطباع بأن مجلس النواب يضم في جنباته ألوانا سياسية مختلفة حتى وإن كانت باهتة وفاقدة المصداقية لدى العامة. سوق ما بعد الربيع شهدت عملية مشابهة تجسدت بتكاثر مفزع للمواقع الإعلامية الإلكترونية وصحف لا يقرأها إلا الذين تخصصوا في وضع متاعهم في أسواق المزاد الإعلامي وصارت ميدانا لنشر الشائعات والسباب وتناول أعراض الناس، وكيل المديح لممولها ونشر قصائد الزور ومقالات الإعجاب به، وقد زاد هذا العبث من ارتباك العامة الذين تشوشت الصورة أمامهم، وصار البحث عن الحقيقة أشبه بمن يبحث عن…

آراء

الإنسان هنا.. إلى أين؟

الأحد ٢٧ يوليو ٢٠١٤

وأقصد بذلك الإنسان العربي المسلم ولا أعمم بطبيعة الحال. أكتب هذا الموضوع بحرقة وحيرة وأنا متسمر أمام شاشات التلفزة التي تنقل مواكب رهيبة لعشرات العربات السوداء المصنعة خصيصاً لنقل الجنائز وهي تجوب طرقات هولندا الخضراء، حاملة جثامين الهولنديين من ضحايا الطائرة الماليزية المنكوبة فوق شرق أوكرانيا. على جنبات هذه الطرق اصطف آلاف السكان يحملون الورود وينثرونها على العربات التي تسير ببطء شديد. عدد الركاب الهولنديين في تلك الطائرة شكل ثلثي إجمالي عدد الركاب البالغ عددهم ٢٨٩ مسافراً. في هذا السياق نستذكر أيضاً مراسيم التأبين في نيويورك ولندن ومدريد وغيرها بعد هجمات القاعدة قبل عقد من الزمان، وقد تحولت إلى حدث سنوي مهم في تلك المدن. شعوري بالحرقة أتى بسبب اهتمام هذه الأقوام بالأنفس وتقديسهم للأرواح المفقودة خلافاً لما نمارسه في عالمنا وليت الأمر يتوقف على ذلك. سبق هذا المشهد في هولندا بطبيعة الحال وما زال مستمراً تغطية سقوط تلك الطائرة في لحظاتها الأولى والتغطية المستمرة لهجوم إسرائيل الوحشي على غزة، والذي تسبب حتى كتابة هذه الأسطر بمقتل أكثر من 800 فلسطيني وجرح وإعاقة الآلاف. وهناك بالطبع ما أصبح روتيناً مؤلماً في «عالمنا»، وهو التقارير الإعلامية عن سقوط ضحايا النظام السوري المجرم وضحايا الإرهاب في العراق واليمن واعتداءات القاعدة على حدود المملكة وعمليات التفجير والاغتيالات في مصر، وما يحدث في ليبيا…

آراء

القضية المأزق: «ما يتقتلوا… إحنا مالنا»!

الأحد ٢٧ يوليو ٢٠١٤

كثيرون فوجئوا برد فعل بعض الكتاب والإعلاميين العرب إزاء الحرب الإسرائيلية على غزة. بعض المصريين ذهب في موقفه بعيداً إلى حد يثير الذهول. الجزء الثاني من عنوان هذه المقالة مثال، وهو ليس مثالاً يتيماً. استعرت هذا الجزء من الكاتب المصري مصطفى النجار الذي جعله عنواناً لمقالته في صحيفة «المصري اليوم» (18 تموز / يوليو، 2014). والمدهش أن العنوان، بحسب النجار، هو ما قالته إحدى مذيعات التلفزيون الرسمي المصري عن أهل غزة في سياق حديثها عن المبادرة المصرية. هو مدهش أولاً: لأن مضمونه يستهين بآلام ودماء شعب عربي محاصر يتعرض لأبشع أنواع القتل والتدمير. وثانياً: لأنه يكشف موقفاً من الصراع العربي - الإسرائيلي كان مكبوتاً لدى بعضهم ثم انفجر في هذه اللحظة. وثالثاً: لأنه قيل من على شاشة تلفزيون رسمي. هل حصل هذا التزاماً بحرية التعبير؟ أبداً. حصل لأنه سمح لثقافة الكراهية في الإعلام نكاية بـ»الإخوان». وهي ثقافة تطاول كل مخالف. هذا يشير إلى التحول الذي أصاب الخطاب الرسمي المصري حيال القضية الفلسطينية، منذ جمال عبدالناصر، مروراً بأنور السادات وحسني مبارك، وصولاً إلى عبدالفتاح السيسي. يرسم هذا التحول خطاً بيانياً كان يتراجع بشكل بطيء وغير معلن، ثم أخذ ينحدر بشكل سريع مع بداية حرب غزة. خطاب الرئيس السيسي نفسه الأربعاء الماضي، لمناسبة «ثورة» 23 يوليو، عبّر عن مواقف من القضية الفلسطينية…

آراء

النساء.. أصل البلاء!!

الأحد ٢٧ يوليو ٢٠١٤

المصطلحات متى علقت بذاكرة الناس ارتبطت بدلالاتها وتشكلت لها في الأذهان صورا تزين وتشين وفق ما يوحي به المصطلح. والمصطلح يقصد به إخراج لفظ معين من معناه الذي يعرف به إلى معنى آخر باتفاق الجماعة على ذلك، مثل لفظ الزكاة الذي يعني النماء والزيادة، لكنه أخرج من هذا المعنى ليدل على عبادة تتضمن التصدق بالمال وفق شروط معينة. من المصطلحات التي اصطنعتها جماعة الوعاظ ليكون مصطلحا معبرا عن معنى (الزنا). لفظ (النساء)، فحين يقولون: (اتقوا النساء فإنهن حبائل الشيطان) أو (ما يئس الشيطان من شيء إلا أتاه من قبل النساء) أو (أكثر ذنوب أهل النار في النساء) أو غيرها من التعبيرات التي تجعل النساء أس البلاء ورمز الشيطان، إنما هم يريدون التحذير من الوقوع في الزنا والضعف أمام مغرياته، لكنهم وظفوا لفظ (النساء) ليكون هو المصطلح المختار للفظ (الزنا)، فأساءوا إلى النساء إساءة بالغة عندما جعلوا دلالة لفظ النساء تتمحور حول ذلك الإثم. استخدام لفظ النساء للتحذير من الوقوع في الزنا، جعل السوء يتمثل في جنس النساء وليس في الفعل المنهي عنه، فالزنا فعل مشترك بين المرأة والرجل، لكنه بسبب الكناية عنه بلفظ (النساء) حصر السوء في النساء وحدهن. مما يروى عن التابعي الجليل سعيد بن المسيب أنه قال وهو «ابن 84 سنة وقد ذهبت إحدى عينيه ويعشو بالأخرى»: «ما…

آراء

هل يستعيد السنّة «قضيّة فلسطين»؟

السبت ٢٦ يوليو ٢٠١٤

مع قيام الثورة الإيرانيّة، قبل ثلاث سنوات على الضربة القاتلة التي وُجّهت إلى المقاومة الفلسسطينيّة، وبعد تسع سنوات على رحيل جمال عبد الناصر مهزوماً، بدا كأنّ الشيعيّة السياسيّة شرعت تستولي على القضيّة الفلسطينيّة التي عاشت طويلاً بوصفها القضيّة السنّيّة الأولى. لم تكن تسمية الأمور على هذا النحو تسميةً مقبولة في ظلّ الإيديولوجيّات الوطنيّة والقوميّة واليساريّة، أي الحداثيّة على أنواعها. لكنّ الواقع كان يشي بهذه الحقيقة على مستويات عدّة. فمقاومة «حزب الله» الشيعيّة صفّت المقاومات اللبنانيّة التي ترعرعت في كنف منظّمة التحرير الفلسطينيّة، فيما كانت سوريّة، مباشرةً في طرابلس ومداورةً عبر حركة «أمل» في المخيّمات، تستكمل الإجهاز على المقاومة الفلسطينيّة. وإذ استطاعت دمشق، الموصوف نظامها بالفئويّة العلويّة، أن تقود الخطّ الممانع، لا سيّما وهي الحاضرة والمتمكّنة في «الساحة اللبنانيّة»، ذهبت طهران خطوة أبعد. فهي، بعد إنشائها «حزب الله»، وعلى إيقاع «يوم القدس»، وضجيج «يا قدس عائدون»، وجدت في الحرب التي شنّها عليها صدّام حسين فرصتها لانتزاع القرار «القوميّ» من بغداد ذات السطوة السنّيّة آنذاك، واستطراداً من القاهرة التي كانت كامب ديفيد قد نفتها إلى خارج تلك «القوميّة» وقرارها. الآن ثمّة عناصر تتغيّر. ولئن كان من الصعب الجزم بوجهتها النهائيّة، فليس من الصعب الجزم بحدوثها. فحركة «حماس» السنّيّة والإخوانيّة، القريبة من تركيّا وقطر، لا من إيران وسوريّة هذه المرّة، تعيد القضيّة الفلسطينيّة…

آراء

بؤس قسم الـ«بي بي سي» العربي!

السبت ٢٦ يوليو ٢٠١٤

محطة الإذاعة (والتلفزيون مؤخرا) البريطانية، هي مؤسسة قديمة ورائدة في الكثير من تاريخها الطويل، كما الإذاعة العربية منها، والأخيرة تنتمي إلى تلك المصفوفة من شبكة الإعلام النابعة من الحكومة البريطانية، بجانب تاريخها، هي ربما الأكثر انتشارا وسماعا في عالمنا العربي، خاصة بعد انتشار بثها على الموجات القصيرة في معظم البلاد العربية (معك في كل مكان)! الأمر الذي يجعلها مؤثرة في قطاع واسع من العرب، على مختلف سوياتهم الثقافية والاستيعابية، من هنا تأتي أهميتها، وأكاد أقول خطورتها، حيث إن المنطق يقودنا إلى نتيجة طبيعية، أن الحكومة البريطانية لا تتبنى هذه المصفوفة من شبكات الإعلام، لأنها مغرمة فقط بتقديم خدمة إخبارية وتحليلية لنا، أي للجمهور العام، بسبب سواد عيوننا، لا بد أنها تهدف إلى تحقيق أغراض، قد لا تكون ظاهرة للعيان، أساسها توجيه الرأي العام في القضايا الدولية، والأمر ذلك فإن المنطق مرة أخرى، يقول: إنها ليست بالضرورة محايدة وموضوعية. فهذه المؤسسة الضخمة والمؤثرة ليست بعيدة عن سياسات الحكومة البريطانية الراعية والممولة لها، وإن كانت بشكل غير مباشر. ولكنها أيضا إحقاقا للحق، تتمتع باستقلالية نسبية في بثها إلى الداخل البريطاني بسبب الرقابة والوعي الشعبي، الذي يفتقد في البرامج الموجهة باللغات الأخرى، ومنها العربية، تلك حقائق يعرفها كثير من المتابعين. في السنوات الأخيرة، ضعف أو ربما اختفى، لأسباب كثيرة، المؤشر المهني لهذه المؤسسة،…

آراء

متى نتوقف؟

السبت ٢٦ يوليو ٢٠١٤

منذ سنوات وأنا أحلم باليوم الذي أتفرغ فيه تماماً للقراءة والكتابة. أولاً، لأن القراءة تزيد في عمر الإنسان، فكتاب واحد قد يمد في عمرك مئة سنة، فتنكسر فيه وتفرح، تفشل وتنجح، تبكي وتمرح، مئة مرة أو ربما أكثر. ثانياً، عندما أكتب فقط أشعر بقيمتي الحقيقية في الحياة؛ فالكتابة بالنسبة لي أنبلُ شيء يمكنني أن أقدمه للآخرين. وعندما أكتب نصاً جميلاً يصير كل شيء في حياتي جميلاً؛ يصبح يومي بهيجاً، وتتقزم مشكلاتي حتى لا أكاد أراها. وفي إحدى الأيام قرأتُ قصة – رويتُها في إحدى حلقات ما قل ودل – عن رَجُلٍ خطط لحياته بنجاح ليتقاعد في سن الأربعين. وعندما جمع ثروة وحقق مراده أخذ يستمتع بحياته؛ فكثرت أسفاره وسهراته ومُتَعه. لكنه كلما زار أصدقاءه يسمعهم يتحدثون عن أعمالهم وإنجازاتهم وتفاصيل يومهم، ويبقى منصتاً فقط ليس لديه ما يضيفه . ثم عندما يعود إلى البيت يُحاول أن يستمتع أكثر، فيأكل آيسكريم، أو يشاهد فيلماً، أو يقرأ كتاباً، لكنه لا يجد السعادة في أي من تلك الممارسات. حتى الأكلات اللذيذة لم يعد يستمتع بها. وفي يومٍ ما ذهب إلى أحد أصدقائه وأخبره عن مشكلته.. فقال له صديقه إن مشكلته الحقيقية تكمن في أنه يحاول شراء المتعة، وليس الحصول على السعادة. فسأله عن قصده، فأجابه بأن المُتعة شيء مؤقت، ليس بالضرورة أن يكون…

آراء

نحلم بقيادات فلسطينية أكثر حذرا

السبت ٢٦ يوليو ٢٠١٤

أوضحت الأحداث المأساوية الأخيرة، بما لا يدع مجالا للبس، أن الحكومة الإسرائيلية ألزمت نفسها وشعبها والشعب الفلسطيني بحالة من الصراع، وسفك الدماء، والمعاناة المستمرة، بسبب تجاهلها لمبادرة السلام العربية. فعندما أحبط نتنياهو جهود جون كيري الرامية إلى إعادة المفاوضات بينه وعباس بالرفض المستمر، كان حتميا إعادة تشغيل الأسطوانة المشروخة من القتل والقتل المضاد مرة أخرى وأخرى. وبناءً على اتهامات نتنياهو الفورية، وغير المثبتة حتى الآن، بأن حماس اختطفت وقتلت المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة، الأمر الذي أدى بقوات الأمن الإسرائيلية إلى أن تعيث رعبا وفسادا في الضفة الغربية، وتعتقل المئات، بما في ذلك أعضاء من حركة حماس في الجمعية الوطنية الفلسطينية، كما جرى قتل عدد من الفلسطينيين خلال تلك العملية. وأدى قتل وحرق الفتى الفلسطيني - رحمه الله - من قبل المستوطنين الإسرائيليين إلى تفاقم الوضع وازدياد سفك الدماء. وبطبيعة الحال، فإن الدم ما زال يسفك في جميع أنحاء المنطقة على الرغم من صدور قرار مجلس الأمن رقم 242 الذي دعا إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967. ونص القرار كذلك على أن احتلال الأراضي بالقوة المسلحة أمر غير مقبول، نافيا عن إسرائيل أية مبررات أو ادعاءات بالشرعية حيال الاحتفاظ بأي من الأراضي المشار إليها في القرار. ولذا، كما يعيد التاريخ نفسه في دورات وحشية، كان إطلاق الصواريخ من غزة مجرد…

آراء

قائمة العار

السبت ٢٦ يوليو ٢٠١٤

ليست هذه أبداً محاولة لطمس اسمي من الكاذبة المزعومة "قائمة العار"، فالعار الحقيقي أن يشغلنا مثل هؤلاء المرجفين المزايدين بمعارك ثانوية مفتعلة ننسى معها أهلنا الكرام في غزة وكل الغالية فلسطين، وهم يرزحون لأسبوعين تحت نيران عدونا التاريخي الوحيد. هؤلاء المرجفون المزايدون بارعون في تقسيم الصفوف وتشتيت تركيز أبناء الوطن والأمة، ومهرة في اختلاق الأعداء في أحلك الظروف التي يفترض أن نتحد فيها جميعاً بصوت واحد وقائمة شرف متحدة. فعلوا هذا الانقسام واستجلاب القوائم والعداءات منذ أيام "مذكرة النصيحة" التي ساقوا فيها من الأوهام والخزعبلات من أجل قسمة شعب كان يواجه يومها معركة بقاء ووجود، وفعلوا هذا أيام الحرب على إرهاب القاعدة حينما كانت القنابل تضرب في مجمعات الرياض بينما هم يفزعون على الفضائيات بمبادرات الفضيحة. مقالي إلى غزة وأهلها كان "صوت العقل" في العنوان وفي المضمون، وهو موجود إلى يساري الآن، وعلى الفضاء الإلكتروني، وسأضيف أيضاً أن هؤلاء، هم مثلي، لم يضربوا برصاصة واحدة في جهاد ولم يغبروا أقدامهم في حروبه طرف عشية. هؤلاء يرون أن قضية فلسطين برمتها هي قضية الأفراد والقيادات، وإذا ما اختلفنا مع فرد أو رئيس أو قائد تنظيم فسندخل "قائمة العار" من بابها الواسع. هؤلاء يختزلون هذا الدين في الأسماء والأفراد والشخصيات. واحد من هؤلاء الذين طاروا إلى الآفاق محتفياً بصدور "قائمة العار" هو…

آراء

الإنجاز يرد على ما يقوله الآخر!

الجمعة ٢٥ يوليو ٢٠١٤

يسود التذمر من الإعلام والإعلاميين في أوساط بعض الوزراء والمسؤولين، وإن كان الأمر للتلميح والإسرار أقرب منه للتصريح والعلنية. فكثيراً ما تسمع في مجالس المسؤولين الخاصة بأن «الإعلام يكبّر السالفة»، و«الإعلام يعمل من الحبة قبة»، و«الإعلام يركز على نفخ السلبيات ولا يرى الإيجابيات». ولا يقتصر الأمر بالتأكيد على الوزراء والمسؤولين، فما تسمعه من الكبار تلميحاً وبطريقة غير مباشرة، تسمعه كثيراً وبصراحة وعلانية من موظفي العلاقات العامة في كثير من أجهزة الدولة. بالطبع، النقد ثقيل على النفس، والمسؤولون وكبار الموظفين في السعودية بعضهم ما زال يعيش في عصر كان نقد الوزير والمسؤول شيئاً من المحظورات، ولكن الواقع تغير. فعهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو عهد الشفافية والنقد البناء، ولا أحد فوق النقد، وهناك أمر ملكي بضرورة رد الجهة المعنية على ما يكتب ويقال عنها في الإعلام. ولكن كثيراً من المسؤولين يتجنب الرد، ويكتفي - كما ذكر - بإقناع نفسه ومجالسيه - كنوع من ترضية الذات - بأن الإعلام «يكبّر السالفة»، و«يبحث عن السلبيات» فقط. وإن جاء النقد من كاتب صحافي، فالأمر الأيسر هو حمل الموضوع على الشخصنة، وبأن الكاتب ينتقد لأغراض شخصية، وهذا ما تسمعه بين الفينة والأخرى، ومن يعمل في الإعلام سمع بلا شك مثل هذا القول كثيراً، وهناك من الكتاب من اتهم بذلك صراحة. يقيناً، ليست…