آراء
الجمعة ٢٥ يوليو ٢٠١٤
ما انقسم العرب من قبل بشأن حماس، كما ينقسمون اليوم. ولا يمكن قول الشيء نفسه عن «داعش»؛ إذ لا أحد يستطيع رفع الصوت في دعمها أو في تسويغ تصرفاتها. بيد أن هناك علاقة خفية بين حماس و«داعش»، سوف نحاول تلمُّسها في ما بعد، وهي في كل الأحوال لا تتجاوز حالة العجز العربي، وحالة الانقسام العربي. لا جدال في أن إسرائيل هي وحدها سبب الوضع الحالي في فلسطين، ليس منذ اليوم، بل منذ ما قبل انفصال غزة عن الضفة عام 2007. فمنذ عام 2002 استطاعت إسرائيل إقناع إدارة بوش الابن بأن عرفات ما عاد شريكا في عملية السلام. بيد أن خروجه من المشهد بالوفاة عام 2004 ما غيّر شيئا في الوقائع على الأرض، وبخاصة ما تعلّق بمفاوضات السلام. بيد أن الافتراق تمثّل في أن الولايات المتحدة (ومن بعدها الأوروبيون) تعاملت مع عباس باعتباره شريكا جديا في العملية السلمية، وأيام بوش وأوباما. لكن ذلك ما عنى مساعدة عباس أو تخفيف الضغوط عليه، أو إقناع شارون ونتنياهو بالعمل معه بحق على حلّ الدولتين. وما اقتصر الأمر على ذلك، بل عندما نجحت حماس في انتخابات عام 2006 ما فكر الغربيون إلاّ في ضربها، وكان على عباس ومصر بالذات القيام بذلك. ولأنهم رغم الضغوط عليهم ما ضربوها، جاء قرار شارون وقتها بالانسحاب من غزة ضربةً…
آراء
الجمعة ٢٥ يوليو ٢٠١٤
كان الرسول، صلى الله عليه وسلم، يأخذ المسك فيمسح به رأسه ولحيته. وعن أبي عثمان النهدي، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أعطي أحدكم الريحان فلا يرده فإنه خرج من الجنة. وعن أنس، رضي الله عنه، كان أحب الرياحين إليه، صلى الله عليه وسلم، الفاغية، وهو: زهر الحناء. أتابع الأستاذة عائشة بن حويرب المهيري من خلال حسابها (etr_i) على موقع إنستغرام، فوجدتُ أنها لا تهوى العطور فقط، وإنما هي خبيرة فيها، ودارسة لها (درسَتها في فرنسا)، ذات مرة وضعت تدوينة جذبتني وأثارت فضولي، لأنها تتكلم عن خبرة وعلم ومعرفة، تقول عائشة: الروائح تؤثر في عقولنا وأمزجتنا وأجسامنا، ولرائحة العطور دور مهم في معالجة حالات الاكتئاب والأرق وحتى الكسل. ففي اليابان استخدمت العطور بشكل علمي، فشركة شيميزو، وهي أكبر مؤسسة هندسية وإنشائية صنعتْ منظمة بيئية لنشر الروائح العطرية عن طريق استخدام الكمبيوتر، وأخذت تبثها عبر أنابيب تكييف الهواء في أجواء مصانعها ومكاتبها. وفي اعتقاد اليابانيين أن الرائحة الزكية تقوي قدرات الشخص الذي يستنشقها، وتخفف توتره. وفي إحدى التجارب أيضاً تم رصد أحوال 13 شخصاً من العمال رصداً دقيقاً لمدة ثماني ساعات يومياً خلال شهر، فثبتَ أنه عند تعطير جوّ المكتب بأريج زهر الخزامى يقل عدد الأخطاء بنسبة 21%، وعند تعطير الجو برائحة الياسمين تقل الأخطاء…
آراء
الجمعة ٢٥ يوليو ٢٠١٤
هذا ما يقوله خبراء الغرب الذين لا يكنون لإسرائيل إلا المودة والمحبة، بل والحريصون عليها أكثر منها. إنهم يعتقدون أن السياسات الطائشة لقادة اليمين الإسرائيلي لن تؤدي إلا إلى الجدار المسدود، بل وسترتد عكسا عليهم في نهاية المطاف. أذكر من بينهم رينو جيرار المحلل الاستراتيجي والخبير في شؤون المنطقة العربية، وهو من الأصوات العقلانية المسؤولة في فرنسا، بالإضافة إلى كونه المراسل الاستراتيجي العالمي لجريدة «الفيغارو»، أقدم الجرائد الفرنسية وأعرقها. إنه خبير متخصص ميدانيا في الصراعات والحروب، وقد لمع هذا العام بكتابين جديدين صدرا قبل أسابيع؛ الأول بعنوان: «العالم يتحرك»، أي يتقدم إلى الأمام رغم كل شيء ومن خلال الصراعات والنزاعات والفواجع. وفيه يرصد أهم الأحداث العربية والعالمية، ويقدم شهادات حية عن قادة العالم والفاعلين الأساسيين فيه، بدءا من الأصوليين التكفيريين وانتهاء بالجميع، ثم أصدر هذا العام أيضا كتابا مشتركا مع ريجيس دوبريه بعنوان: «ماذا تبقى من الغرب؟» وفيه يردان على الأطروحة القائلة بأن الغرب في طريقه إلى الأفول، ويريان أنه مبالغ فيها جدا؛ فالغرب لا يزال يتمتع بأوراق كبرى كتماسكه غير المسبوق أوروبيا وأميركيا، وكسيطرته على الابتكارات العلمية والتكنولوجية، وكتخريجه لكوادر العالم كله من خلال جامعاته التي لا تضاهى.. إلخ.. أما رينو جيرار فيلح على تفوق الغرب في نقطة أساسية، وهي كونه يحترم دولة القانون والمؤسسات على الأقل بالنسبة لمواطنيه.…
آراء
الخميس ٢٤ يوليو ٢٠١٤
أسوأ قرار يمكن أن يتخذه أحدنا هو استصغار ذاته. أن يرى أنه أقل من مهمة معينة أو أصغر من حلم محدد. على قدر طموحك تصل. إذا طموحاتك كانت صغيرة ستظل ضئيلاً، وإذا كانت كبيرة ستكون عملاقاً. كل أولئك الذين نجحوا وتركوا خلفهم إرثاً بديعاً هم الذين سافروا إلى أحلامهم البعيدة. الذي لا يذهب لا يصل لأنه يظل يراوح مكانه. فمن يريد أن يحقق شيئاً ويترك بصمة عليه أن ييمم وجهه شطر الأحلام الكبيرة. الكل يسلك الطرق المعبدة. القليل هم من يسلك الطرق الوعرة. لكن هؤلاء القلة هم الذين يكتشفون ويخلدون. أما البقية مجرد عابرين تحسبهم أيقاظاً وهم رقود. يعتقد المحامي "ويلي غاري" أن اعتداده بنفسه وثقته بقدراته هو الذي جعله محامياً لا يشق له غبار. كان يتجه إلى القضايا الصعبة التي يدير المحامون الآخرون ظهورهم لها. لا يترافع عن أي مدعٍ لديه قضية عادية أو بسيطة. يبحث عن القضايا المعقدة وغير المتوقع نجاحه أو غيره فيها. يؤمن أن القضايا العادية ستصنع منه محامياً تقليدياً، أما القضايا الاستثنائية ستمنحه ألقاباً لا حصر لها وستجعله اسماً يرتبط بالدهشة والإثارة والتميز. انتزع من شركة ديزني نحو 240 مليون دولار، و139 مليون دولار من شركة انهيزر بوش. لم يتوقف الأمر عند ذلك. فلقد أجبر شركة التبغ العملاقة "ار جي رينولدز" بدفع مبلغ 23.6 مليار…
آراء
الخميس ٢٤ يوليو ٢٠١٤
لأن الكويت وقطر والإمارات تمنح راتبا لكل مولود ـ حسبما نقله بعض المتحمسين في موقع تويتر ـ فإن السعودية يجب أن تقوم بذات الشيء، وهو المطلب الذي أطلق خلال اليومين الماضيين عبر وسم خرج باسم "#راتب_لكل _مولود"، فصممت الإعلانات التي تشرح وتروج للفكرة، التي من الواضح أنها خرجت للحياة دون تفكير عميق وتحليل للواقع المقارن، وبمجهود أفراد من الواضح أيضا أنهم متضررون، ومقتنعون بأن ذلك سيحل بعضا من مشاكلهم الشخصية. لست ضد مثل هذه الهاشتقات التي تدعو إلى بعض الحراك الاجتماعي، خاصة فيما يتعلق بالقضايا التي تمس المواطن البسيط، إلا أنني ضد الانجرار خلفها، والترويج لها دون التفكير بعمق القضية وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية. المقارنة مع الدول الخليجية المذكورة والمطالبة ببعض ما تقوم به لمواطنيها، فيه سذاجة واضحة، فكل الدول المذكورة ليست لديها مشكلة في تزايد أعداد المواطنين، ولا تعاني من مشاكل حقيقية في التوظيف، خاصة أنها دول من حيث المساحة الجغرافية يمكن إدارتها حضاريا واقتصاديا واجتماعيا بكل يسر، ولا تتطلب مجهودات فائقة في تكريس مبدأ التنمية المتوازنة عبر البلاد، وهي كلها تحديات تعيشها المملكة، ويجب أن تدار بشكل رصين وبرؤية بعيدة. هذا المقترح ـ وفي مجتمع تقليدي كالذي نعيش فيه ـ سينتج دون شك زيادة في المواليد، خاصة أن المحدودية الاقتصادية لكثير من الآباء لم تمنعهم من الإنجاب دون حساب،…
آراء
الخميس ٢٤ يوليو ٢٠١٤
من وجهة نظري الخاصة، تصلح المقابلة الصحفية بين "الشرق الأوسط"، وسعادة الأستاذ عبدالعزيز الحازمي، المدير العام المكلف للخطوط الجوية العربية السعودية، أنموذجا للحوار بين الإعلام والمسؤول الخدمي. كانت مقابلة أو حوارا مكتمل الأسئلة وشاملا لكل الهواجس الآنية والمستقبلية لشركة عملاقة تتقاطع مع كل تفاصيل حياة المواطن. ومن الجميل في المقابل أن سعادة المدير العام المكلف لم يتجمل، ولم يراوغ، ولم يبن جملا طويلة من الأحلام والخيال. لأول مرة أشعر أن على رأس هذه المؤسسة مسؤولا قادما من أعماق بحرها اللجي العميق، ويحمل رؤية إدارية تستند إلى الوقائع والحقائق. نحن جميعا نلمس في العامين الأخيرين تحسنا واضحا وملموسا في أداء ناقلنا الوطني، وقد يحتج على هذه الجملة آلاف القراء لسببين: الأول أن عملاءها وزبائنها يعدون بعشرات الآلاف في اليوم الواحد، ولكل منهم قصته الخاصة، حتى مع مكان المقعد وكوب العصير. والثاني أن "الخطوط السعودية" إرث طويل من الصورة السلبية التي عاشت فيها من قبل عبر أكثر من عقدين، وبالتالي فإن تغيير هذه الصورة وتلك الانطباعات مهمة قاتلة بل مستحيلة. المقياس لدي مثلا، بوصفي زبونا، هو الدقة في المواعيد، وسأكون أمينا مع نفسي لو قلت إنني لا أتذكر أبدا آخر مرة خذلني فيها ناقلنا الوطني. قبل يومين مثلا، أقلعنا إلى الرياض، قبل الموعد بعشر دقائق، وفي العودة وصلت إلى أبها قبل التوقيت…
آراء
الخميس ٢٤ يوليو ٢٠١٤
وأنا أقرأ دراسة حديثة عن الذاكرة والكتابة بالقلم، تذكرت ما قاله لي مبتكر الخريطة الذهنية الشهيرة توني بوزان في لقائي المطول معه بالكويت، حيث قال: «لليد ذاكرة». وكان يقصد أن استخدام القلم للتدوين أو للرسم يخزن في ذاكرتنا معلومات أكثر من استخدامنا للحاسوب أو للهواتف الذكية، ولديه دراسة علمية تؤكد ذلك. وهذا ما جعله يحث الناس دوما على رسم خرائطهم الذهنية يدويا قبل استخدام تطبيقه الإلكتروني. والأمر نفسه يتماشى مع الدراسة المهمة التي نشرتها «العربية.نت» عن صحيفة الـ«إندبندنت» البريطانية وأجراها أستاذ في علم النفس بجامعة كاليفورنيا، حيث أظهرت أن الطلبة الذين استخدموا القلم في تدوين «رؤوس أقلامهم» أو ملاحظاتهم، كانت مقدرتهم على تذكر المكتوب أكثر من أولئك الذين استخدموا وسائل الطباعة. ولم أستغرب هذا الأمر لأنني شخصيا كثيرا ما أستخدم القلم رغم ولعي بالطباعة منذ أن كانت لدي آلة طابعة أكتب بها موضوعاتي! وذلك لسبب بسيط، وهو أنني أجد في القلم تفاعلا أكبر للحواس، لا سيما في لحظات التخطيط أو وضع الأهداف اليومية، والاستمتاع بشطب المهام المنجزة واحدة تلو الأخرى على قصاصة صغيرة. كما أن الإنسان يحتاج أن يتذكر يوميا أهدافه الكبرى (الحياتية) بكتابتها مع مهام اليوم الصغرى حتى يستطيع تذكرها وتذكر أهدافه الشهرية والأسبوعية. وقد تبين في دراسة جامعة كاليفورنيا أن كتابة الطلبة بالقلم أسهمت في حفظ المعلومات في…
آراء
الخميس ٢٤ يوليو ٢٠١٤
مشغول بقضاياك الصغيرة، وأشيائك اليومية؟ مشغول برغيف الخبز، ومصاريف الأولاد، وسفلتة وإنارة الشارع الذي يمر أمام بيتك؟.. لا بأس.. حتى الناس في « غزة » تشغلهم مثل هذه الأشياء -أو شبيهة لها- ويستطيعون رغم كل الحصار المفروض عليهم أن يتدبروا أمرهم، ويوفروا بعض ما يجب توفيره.. يأكلون الزعتر والزيتون.. ويقاومون. وماذا بعد؟.. هل يمنعك هذا من أن تنشغل -ولو قليلًا - بقضاياك الكبرى.. ومنها: فلسطين؟.. هل نسيت فلسطين؟! سيقول لك صوت ما: « وما شأني أنا »؟ قل له: ولماذا يكون شأن رجل شريف أو امرأة شريفة من الغرب، ولا يكون شأنك يا ابن العم؟! سيقول لك الصوت ليربكك: « تقصد جورج غلاوي؟.. هذا رجل يبحث عن الأضواء والمكاسب السياسية». لا تجادله.. وقل له: لا أقصده -وإن كنت أحترمه أكثر منك- بل أقصد أناسا بسطاء مثلك.. أقصد « راشيل كوري» -وأمثالها كثيرون- تلك الشابة التي ماتت تحت جرافة إسرائيلية وهي تحاول أن تمنعها من هدم بيت فلسطيني. لحظتها.. اذهب للمرآة، وانظر إلى وجهك، و « افتل شواربك» واعترف: أن هذه المرأة « أرجل» منك ألف مرة ! (2) من أنت؟ اخرج من الهويات الصغرى -تلك التي يدفعك لها زمن الهزيمة- وانزع ثياب الهويات الضيقة: المذهبية / القبلية / القطرية.. حتى تصل إلى جلدك! وفي المقابل.. دع عنك كل هذا الضجيج…
آراء
الخميس ٢٤ يوليو ٢٠١٤
مجموعة «بريكس» المكونة من خمس دول كبرى ناشئة، هي الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا قادمة بقوة لتقلب الكثير من الموازين والثوابت، ليس في العلاقات السياسية والاستراتيجية في العالم، وإنما في العلاقات الاقتصادية والمالية، ومثلما أنهت سياسة القطب الواحد في السياسة والعسكرة، فإنها ستنهي في السنوات القادمة سياسة القطب الواحد اقتصادياً ومالياً. هذا ما تؤكده القرارات الجريئة والمهمة التي اتخذتها قمة «بريكس»، والتي عقدت بمدينة «فورتاليزا» البرازيلية، عقب انتهاء المونديال الأسبوع الماضي، إذ اتفقت بلدان المجموعة على انشاء مصرف للتنمية برأسمال 50 مليار دولار، بالإضافة إلى صندوق للاحتياطي بقيمة 100 مليار دولار، وذلك بعد سنوات من التأجيل بسبب الخلاف الهندي الصيني حول استضافة مقر البنك الجديد، حيث تم التوصل إلى حل وسط باختيار شنغهاي مدينة المال والأعمال الصينية مقراً للبنك، على أن تتولى الهند رئاسته، ومن ثم تليها البرازيل والدول الأخرى بصورة دورية للحفاظ على مصالح الجميع. ماذا يعني ذلك؟ مع مرور الوقت سينهي ذلك احتكار الولايات المتحدة والغرب عموماً للمؤسسات المالية العالمية، كصندوق النقد والبنك الدوليين، ما يعني إعادة تشكيل بنية النظام المالي العالمي، وكمؤشر آخر على هذا التغيير في العلاقات الدولية قال الرئيس الصيني شي جينبينج: «إننا نسعى معاً من أجل إقامة نظام دولي أكثر عدالة وبتبني اتجاهات أكثر عقلانية»، وقررت الصين ضخ استثمارات بقيمة سبعة مليارات دولار…
آراء
الخميس ٢٤ يوليو ٢٠١٤
هنالك قضايا وأحداث يُحاذر الإعلام العربي والإسلامي الدخول فيها أو مناقشتها بقصد إيجاد حلول لها، لأن ثقافة (العيب) ما زالت تُعشش في أمخاخ الكثيرين، حتى يصل الأمر إلى تحت جفونهم، في الوقت الذي لا يحاذر القائمون بفعل (العيب) من الله عندما يقومون بأعمال مسيئة للآخر. ولقد صدر تقرير عن الأمم المتحدة يوم 8/7/2014 جاء فيه:« أن عدداً كبيراً من النساء اللاجئات السوريات فقدن أزواجهن خلال أعمال القتال في سوريا، يعشن تحت ضغوط شديدة ويواجهن التعرض لمخاطر عالية من الفقر والاستغلال والتحرش الجنسي. وأن نحو 145 ألف امرأة منهم (في مصر ولبنان والعراق والأردن) يواجهن هذه الأوضاع. وحسب المفوض العام لشؤون اللاجئين، فإن عدداً كبيراً من السوريات يشعر بعدم الأمان، ويقول بعضهن: "إن سائقي سيارات الأجرة وعمال الخدمات الخيرية المحليين وأصحاب البيوت التي يسكُنَّ فيها يتحرشون بهن أو يسعون لاستغلالهن". وكانت وسائل التواصل الاجتماعي قد تداولت هذا الموضوع من ناحية أخرى، حيث يتم استغلال النساء مثلًا في (عكار) بلبنان بصورة مهينة من قبل بعض منسوبي أعمال الإغاثة والمساعدات. كما جاء على لسان إحدى النساء التي ذكرت أن ذاك البعض يتزوج من فتيات في عمر 14 -18 ويأمر الفتيات بالصرف عليهم بأية وسيلة. هذا الموضوع ذكّرني بأحداث البوسنة والهرسك، حيث قال لي أحد السفراء يوماً، إن بعض المتطوعين للقتال مع المسلمين هنالك…
آراء
الأربعاء ٢٣ يوليو ٢٠١٤
وقفت نفسي "القروية" ذليلة ذابلة حائرة أمام الصور الحركية المتبدلة عند الوجه الأمامي لمدخل الفندق. في هذه الأمتار المربعة تتقابل كل نقائض طبائع التحول المذهل في المجتمع السعودي. في هذه الأمتار المربعة تتواجه البرجوازية الأرستقراطية مع القادمين من أسفل القاع الاجتماعي. في هذه الأمتار المربعة مساحة مذهلة لمن يخشى من سهام العين فلا أعلم لماذا تكثر طلبات "الرقية" عند الفقراء والمعدمين بينما لا يخاف هؤلاء البرجواز من مساحة مفتوحة على المصراعين لعين أو نظرة. في هذه المساحة من الأمتار المربعة شاهدت ما لم أشاهده قبل شهرين أمام فندق "وول دورف استوريا" بنيويورك: شاهدت سلسلة سيارات "حمراء" وكل واحدة لا يرفع سقفها عن الأرض بشبرين وكأن سائقيها يسحبون على الأرض في قلب "كرتون" رغم أنهم دفعوا الملايين قيمة لكل سيارة واحدة. في هذه المساحة من الأمتار المربعة شاهدت ما يلي وهنا الزبدة: أحمد، شاب سعودي في العشرين، وقادم إلى أمتار الخيال من "خنشليلة"، مهمته أن يفتح الباب الفندقي وأن يتأكد من نظافة السجادة الزرقاء أمام بوابة الفندق. يقول لي: هؤلاء لا يلمسون أطراف الزجاج منذ أن ضربت كورونا بأطنابها. هؤلاء يخشون مقابض الأبواب العامة ولكنهم أبداً لا يخشون العين والسحر. سألته ولماذا هذه الوظيفة فأجاب: كنت متفوقاً جداً في الدراسة وكنت الأول على كل صفوف التعليم حتى "ضربتني عين". لا أعلم…
آراء
الأربعاء ٢٣ يوليو ٢٠١٤
من الحَسَنات القليلة التي تُذكَر للسياسة اللبنانية، لدى مقارنتها مع الحالات المتعدّدة في الأقطار العربية المجاورة، أنها مكشوفة وواضحة. بل إن اللبنانيين اعتادوا الاقتناع بوجود مؤامرة حتى حيث لا تكون هناك مؤامرة أو من يتآمرون... وكان لافتا في الآونة الأخيرة، بعد زحف «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) على غرب العراق وشماله، واحتلالها الموصل وتهجيرها مسيحييها في أعقاب إعلانها «الخلافة»، تداعيات المشهد على لبنان. في الأساس، لبنان وجد نفسه بالرغم منه، وقد زُجّ زجّا في خضم الحرب الأهلية السورية التي أرادها نظام بشار الأسد خدمة لمشروعه الصغير التابع لمشروع أكبر وأخطر. وبما أن المشروع الأكبر يقوم على مبدأ الإمرة.. ولا مجال فيه للتردّد والاعتراض - هذا إذا وجد من لديه البصيرة الكفيلة بالتشجيع على التردد والاعتراض - انخرط طرف لبناني أساسي في الحرب السورية. وجاء هذا الانخراط العلني، كما نتذكر جيدا، تحت طيف متغيّر من التبريرات. كان التبرير الأول «الدفاع عن القرى التي يسكنها لبنانيون» عبر خط الحدود الشمالية والشمالية الشرقية داخل الأراضي السورية في محافظة حمص، ثم بعد إنجاز المهمة، ظهر التبرير الثاني... وكان الدفاع عن «المزارات الشيعية المقدسة»، ومعها اتسع نطاق التدخل، ليشمل بلدات في محافظتي حلب وإدلب، ثم تبلورت هذه الحرب «المقدسة» لتغدو حربا دفاعية استباقية ضرورية من منطلق التصدي للجماعات «التكفيرية» التي تهدّد لبنان (!)... وامتد…