أخبار
الأحد ١٣ يوليو ٢٠١٤
د. محمد بن صقر السلمي - متخصص في الشؤون الإيرانية تعاملت إيران مع الأزمة العراقية بشكل مطابق تماما لتعاملها مع الأزمة السورية، فمدت النظام العراقي بالسلاح والرجال. في بداية الأمر. وعلى نسق السيناريو السوري أيضا، أنكرت طهران أي تواجد عسكري لها على الأراضي العراقية، ولكن بدأت مع مرور الوقت تعترف بإرسالها جنودا (وصفتهم بالمستشارين) من الحرس الثوري ممثلا في فيلق القدس بقيادة الجنرال قاسم سليماني، وحصرت مهمتهم في تقديم المشورة أو حماية المزارات الشيعية، دون المشاركة في العمليات القتالية. والمتابع للحالة السورية يعلم يقينا أن مهمة الحرس الثوري الإيراني في سوريا كانت قتالية وقيادية، وليست استشارية فقط. وكشفت مقاطع الفيديو المسربة ذلك بجلاء، كما نجح الثوار السوريون في القبض على بعض الإيرانيين المنتمين إلى الحرس الثوري ويحملون رتبا عسكرية كبيرة أيضا، مما يؤكد مشاركتهم في العمليات العسكرية هناك. لم تكن الأوضاع على الأراضي العراقية مختلفة كثيرا، فقد تحدثت وسائل إعلام مختلفة عن حضور عسكري إيراني في العراق. ووفقا لما نقلته “وول استريت جورنال” الأمريكية، فقد أرسلت إيران قوات من الحرس الثوري إلى العراق لمقاتلة عناصر “داعش” الإرهابية. كما تحدثت تقارير غربية أخرى عن وصول ثلاث فرق عسكرية إيرانية تابعة للحرس الثوري الإيراني إلى العراق مع بداية الأحداث الأخيرة هناك، كما تحدثت تقارير استخباراتية أمريكية عن أن إيران دأبت على تقديم…
آراء
الأحد ١٣ يوليو ٢٠١٤
التاسع عشر من رمضان في كل عام موعد لا ينساه أهل الإمارات، ففيه من عام 1425 الموافق 2 نوفمبر 2004 للميلاد، فقد الوطن الزعيم الذي أسسه وأشرف على نهضته، إنه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ذلك الاسم الذي أينما ذُكر كان محل ثناء من الجميع، حتى مَن لم يعرفه يذكره بالخير لكثرة من ذكره. فلماذا لا يزال اسم الشيخ زايد في قلوب أهل الإمارات رغم تقادم السنوات؟ ثمة معانٍ لابد أن يتأملها كل إنسان، فالشيخ زايد بحكمته عرف أن الاتحاد قوة، فقبْل انسحاب البريطانيين من المنطقة اجتهد هو وأخوه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم لإنشاء الاتحاد التساعي الذي يضم إضافة للإمارات مملكة البحرين ودولة قطر، لكن القدر كان له أمر، وكان الشيخ زايد رحمه الله ذا نظر ثاقب، فإمارة أبوظبي هي الأغنى والأكبر بين الإمارات، وكان بالإمكان أن تصبح دولة مستقلة، لكن الشيخ زايد أبصر أمراً غير ذلك، فـ«الاتحاد قوة» شعار نعرفه نحن العرب ونتغنى به، لكن التاريخ المعاصر يؤكد أن زايد هو من طبّقه وعمل على نجاحه رغم كثرة التحديات التي واجهته، والتي أفشلت كل مشاريع الوحدة العربية الأخرى، لكن لأن القائد في الإمارات كان الشيخ زايد، فقد نجحت تجربتها الوحدوية نجاحاً لا نظير له. الشيخ زايد الذي خبِر حياة الفقر التي مرت بها المنطقة، وكان يستدين…
آراء
الأحد ١٣ يوليو ٢٠١٤
كان حارس الأرجنتين، سيرخيو روميرو، يقرأ ورقة كتبتها له زوجته خلال ركلات الترجيح أمام هولندا في دور الأربعة بنهائيات كأس العالم 2014. ويتفاءل روميرو بورقة زوجته، التي رافقته منذ أولمبياد بكين 2008، التي أحرز فيها مع ميسي ذهبية الأولمبياد. وكتبت له فيها: "ستصبح بطلا". مرت سنوات عديدة على الورقة التي كتبتها زوجته. لكنه ما زال يحملها معه في أي مباراة يخوضها. يقرأها كلما شعر بصعوبة الموقف. يؤمن سيرخيو أن الورقة لن تجعله يفوز. لكن يدرك أنها تجعله يستجمع قواه عندما تخور في اللحظات العصيبة ويبتسم. لا يختلف عنه كثيرا، النجم الهولندي ماركو فان باستن، أفضل لاعب في العالم عام 1992. لقد كان يضع في جاربه ورقة كتبها له والده يقول فيها: "لا يوجد أفضل منك يا بني. تملك قدما لا تضل طريق المرمى. قم وثابر حتى تحرز هدفا". كان يقطف الورقة من جاربه كلما سقط بعد محاولة فاشلة. كلما نسي أنه لاعب حاسم وعظيم، ينهض بعدها كحصان أصيل يجيد الفوز مهما تعثر وسقط، كانت تمده هذه الورقة بطاقة مثيرة، كلما قرأها تذكر صورة والده وعائلته الذين يراهم في كل حرف في الورقة، يشعر بهم يهتفون أمامه حتى لو كانوا لا يتابعون المباراة. يعتبر فان باستن كلمات أبيه المحفز الأول، الذي يرويه ويسقيه ويمنعه من الذبول والانكسار. أحتفظ شخصيا بدعوات تكتبها…
آراء
الأحد ١٣ يوليو ٢٠١٤
«لماذا يا قطر»، هشتاج أطلقه أحد المغردين على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ووجد تجاوباً كبيراً من المغردين الخليجيين والعرب وأصبح يحتوي على معلومات ومقالات وفيديوهات تعد منجماً لمن أراد الإحاطة بما تقوم به قطر في المنطقة العربية عامة ومنطقة الخليج بصفة خاصة. لقد وضعت قطر نتيجة سياستها حيال المنطقة نفسها في مواجهة مكشوفة مع الشعوب رغم أن هدفها كان مواجهة الأنظمة وليس الشعوب! لكن نتيجة لوعي الشعوب والانفتاح الذي نعيشه في عصرنا وطبيعة المؤامرات التي دعمتها قطر، والتي نتج عنها تدمير الأوطان وليس تغيير الأنظمة، فقد انكشف الدور القطري وأصبح السؤال «لماذا يا قطر؟» مطروحاً بشدة، من غير أن يتطوع مسؤول قطري ليشرح علانية لماذا يسخر المال القطري والأجهزة الأمنية والدبلوماسية والإعلامية القطرية لزعزعة استقرار المنطقة العربية عامة والخليج خاصة؟ إن الاستخفاف بوعي الشعوب أدى إلى نتائج مناقضة لما يأمله صانعو السياسة القطرية الذين اعتمدوا على الدعاية التسويقية لقناة «الجزيرة» والأقلام المأجورة في الصحافة العربية والأجنبية لتحسين صورة قطر إقليمياً ودولياً، حيث أصبح شائعاً حرق الأعلام القطرية بجانب الأعلام الإسرائيلية، كما حدث في ليبيا ومصر واليمن وغيرها. لمصلحة من يا قطر؟ سؤال يتم طرحه يومياً لمعرفة مبررات التصرفات القطرية في المنطقة العربية، وتبقى الإجابة علامة استفهام كبرى تزداد حجماً بمرور الوقت وبزيادة حجم التآمر على الأمن العربي. فلمصلحة من تنفق…
آراء
الأحد ١٣ يوليو ٢٠١٤
عندما قررت إسرائيل إطلاق حملتها العسكرية على غزة الثلثاء الماضي، والتي أطلقت عليها بالعبرية اسم «عملية الجرف الصلب»، كانت تعرف أن يدها ستكون مطلقة من دون قيود تقريباً. فأميركا تعتبر حربها دفاعاً عن النفس، وروسيا ربما لا تعتبرها كذلك، لكنها مشغولة في أوكرانيا وفي سورية. أما العالم العربي فغارق في همّ حروب أهلية، بدأت ولا أحد يعرف كيف ومتى تنتهي؟ ما يهم إسرائيل أكثر من غيرها في هذا السياق، بعد أميركا، هي الحال العربية. والأرجح أن القيادة الإسرائيلية، قبل أن تطلق حربها على غزة، تداولت، ربما للمرة الألف، قدرة «المنظومة السياسية العربية» على استيعاب آلام الحرب وجروحها، وتبعاتها أيضاً. ربما قال أحد أفراد القيادة - أثناء النقاش في جدوى وتوقيت الحرب - إذا كانت المنظومة العربية قادرة على استيعاب الاستبداد السياسي وتبريره أحياناً، وهو استبداد يمتد عمره ليس عقوداً فقط، بل قروناً مديدة، فإنها قادرة على استيعاب ضغوط هذه الحرب، وتكاليفها السياسية. تجربتنا معهم تبرهن على ذلك، استوعبوا كل الحروب التي أطلقناها تجاههم. كانوا يخسرون كل شيء تقريباً. يخسرون المعركة والأرض، ويخسرون الموقف الدولي. لم ينتبهوا إلى أنهم كانوا يخسرون أنفسهم. ومع ذلك كانوا يرفضون وجود إسرائيل، ويعتبرونه أمراً غير قابل للنقاش. والمفاجئ أنه بعد الحرب اليتيمة التي أعلنوها علينا عام 1973 اعترف بعضهم (مصر والأردن ومنظمة التحرير) بنا من…
آراء
الأحد ١٣ يوليو ٢٠١٤
لم تعد مشاهد القتل والتدمير والتهجير والرعب التي تمتد ساحاتها من ليبيا إلى العراق وسوريا واليمن ولبنان، تثير مشاعر حنق أو غضب لدى أغلب الناس، حاكمين ومحكومين، وصار تكرار الاستماع إلى تفاصيلها ومتابعة أحداثها مصدر قرف للبعض، ولا مبالاة لبعض آخر، وتصفية حسابات وثارات واستخفاف وشماتة لدى الكثيرين، فقد تولدت منذ سنوات كثيرة حالة من ادعاء التفاؤل وإحالة كل سوء إلى الماضي والأقدار والظروف، وفي ذلك استبعاد للمسؤولية الفردية التي جعل الرسول الكريم أدناها درجة عدم البوح بالغضب وإبقاء الأمر طي الكتمان (فبقلبك وذلك أضعف الإيمان)، ولكن حتى هذه من الواضح أن كثيرين لم يعودوا يتمسكون بها. مئات يقتلون ودور عبادة تدمر وتنتهك حرماتها ونساء وأطفال وشيوخ يفرون ويشردون من قراهم إلى المجهول، وفي لحظة نقيضة نستمع إلى كلمات تلقى في حضرة هذا أو ذاك وشعارات خادعة ترتفع زيفا على ألسنة من صورت لهم وسائل الإعلام أنهم أضحوا يقودون الجماهير وهم في واقع الأمر لا يشكلون قيمة معنوية في نفوس ومخيلات الناس. أيكون مستغربا بعد هذا أن يلتهي العالم عنا وعما يجري في هذه البقاع إلا من باب الشفقة والرحمة؟ وكم هو محزن ومؤلم تناثر الجثث في غير مدينة عربية تسيطر عليها قوى غير شرعية لا تلتزم بدستور ولا قانون ولا أعراف ولا تعهدات، وتكتفي الوسائط الرسمية بالصمت المطبق موكلة…
آراء
الأحد ١٣ يوليو ٢٠١٤
الخبر السيئ ظهور «داعش»، والخبر الجيد أيضا ظهور «داعش». فكروا في المحنة الحالية من زاوية مختلفة، ربما ظهور جماعة «داعش» ليس بالتطور السيئ، كما نتصوره إذا وضعناه في المفهوم الأشمل لواقع المنطقة والعالم الإسلامي الأوسع. جاء التنظيم الجديد، الأكثر تطرفا ووحشية من «القاعدة»، لينقذ المسلمين قبل نهاية اللعبة. فهو يضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وينهي حالتين خطيرتين في الفكر المعاصر بمنطقتنا، اللامبالاة والانتهازية السياسية. بظهور الاكتساح المثير لمقاتلي «داعش» في سوريا والعراق واليمن واستهداف حدود تركيا والأردن والسعودية، دقت أجراس الخطر في أنحاء العالم، لأول مرة منذ نهاية مرحلة أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). استيقظت القوى الحكومية والمدنية المختلفة من سباتها على أنباء الانتصارات المتتالية لتنظيمات مثل «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة» و«القاعدة في جزيرة العرب». وعمت حالة الاستنفار كل مكان، لأن الجميع شاهد أنه لم يعد هناك أمر مستحيل أمام هذا الإعصار الكاسح، شاهدوا كيف تسقط مدينة الموصل الكبيرة في غضون ساعات، وكيف يهز الناس من على المنبر رجل مجهول أعلن تتويج نفسه خليفة على مليار مسلم، متحديا كل الأنظمة في المنطقة! شكرا «داعش»، شكرا «جبهة النصرة»، شكرا يا «قاعدة»، التنظيم العجوز. لقد أيقظتم البيروقراطيين النائمين، وفضحتم الخلايا المتطرفة المتربصة المختبئة، وحسمتم الصراع بين فسطاطين من المسلمين، المتطرفين وغير المتطرفين. وصار أكثر المتضررين من انتصارات أبو بكر…
آراء
السبت ١٢ يوليو ٢٠١٤
حضر دايل كارنيجي حفلة مع أحد أصدقائه، وفي الأمسية عرّفه صديقه على شخص، ثم تركهما وانصرف. جلس كارنيجي مع ذلك الغريب، الذي بدأ يتحدث عن حياته وعمله، ورغم أنه لا يعرفه فإنه ظل منصتاً له باهتمام طوال الأمسية. وفي اليوم التالي اتصل به صديقه وقال، إن ذلك الغريب أثنى على كارنيجي ووصفه بأنه متحدث بارع، ثم يعلق كارنيجي قائلاً، إن كل ما فعله كان الإنصات فقط! وقبل أن يبدأ رمضان نَصَحَنا الشيخ العلّامة عبد الله بن بيّه، بارك الله في عمره ونفع به، باستحداث عادة واحدة جديدة كل عام، كالإكثار من الاستغفار، أو إطالة الصمت، أو غيرها من العادات الحسنة، التي إن استمر الإنسان في ممارستها طوال الشهر الكريم ستترسخ في داخله، مستشهداً بقوله تعالى :(وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً)، ويعتقد علماء النفسد اليوم أن ترسيخ أي عادة يكون بممارستها بشكل متصل لثلاثين يوماً. بعد أن استمعتُ إلى كلامه قررتُ أن أطيل الصمت، فبدأتُ أتحاشى الحوارات والنقاشات إلا الضرورية منها، فوجدتني أُكثر من الخلوة مع نفسي، وأكثر من الاستغفار، وأطيل الإنصات، وأفكر في الأشياء بتركيز وعمق، وأتريث قبل اتخاذ أي قرار، والأهم من ذلك كله أنني لم أعد أشعر بأن اليوم قصير، وبأن على كاهلي أعمالاً كثيرة. بدأتُ أدركُ الأشياء من حولي، أنتبه للألوان، أركز في التفاصيل، وأفرح بأبسط الأشياء. وقبل…
آراء
السبت ١٢ يوليو ٢٠١٤
لم تكن إسرائيل يوماً إلا مدرسة في الإجرام والعنصرية. المحاولات المستميتة لبعض الصحافيين الغربيين، للدفاع عن عمليات القتل الجماعي التي تقوم بها حكومة نتنياهو في فلسطين، تثير الغثيان، وتستحق حملة عربية واسعة لفضح المجازر الإسرائيلية. التعويل ليس على الحكومات العربية التي فقد كل أمل في كثير منها، بل على «الفيسبوكيين» و«الـتويتريين» الشباب الذين صارت لهم سلطة ومساحة وكلمة يقولونها، وتشبيكات «إنترنتية» تصل إلى أقاصي الكوكب. تتغنى إسرائيل أمام الرأي العام العالمي، لأنها تسوي عشرات المنازل بالأرض، بعد أن تبلّغ العائلات المستهدفة، وتمهلها عشر دقائق لإخلاء منازلها. الخطوة الثانية في «القصف الإنساني» الذي يتم وفق «احترام حقوق الإنسان»، هي صاروخ تحذيري ينسف سقف المنزل قبل أن تأتي الطائرات الحربية على كل ما تبقى. القتلى المائة والـ700 جريح الذين سقطوا خلال الثلاثة أيام الأولى، يوحي الصحافي ويليام سالوتان في طبعة «سلات» الفرنسية وفي مقالة عنوانها «لا تخطئوا: إسرائيل في غزة تفعل كل شيء لتفادي المدنيين» بأن هؤلاء جميعا، كأنهم اتخذوا قرارا ذاتيا بالانتحار. يصبح الكلام أقل حياء حين يقول: «بعض الأفراد يعودون إلى منازلهم فجأة، بعد إخلائها، لا يعرف لماذا؟» ربما نسي هذا الكاتب العظيم وأمثاله ممن يتصدون للدفاع عن الشر الإسرائيلي، إن النفس البشرية تتعلق بأشيائها، وترجع لتحاول التقاطها. لربما أن العائلة نسيت طفلها الوليد نائما في سريره وعادت لتسترده. ثمة…
آراء
السبت ١٢ يوليو ٢٠١٤
أحب الحياة كأي مسلم معتدل. في بداية شهر رمضان، اصطحبت أسرتي إلى مقهى حلويات تركي بمدينة جدة بعد صلاة العشاء. أمسية رمضانية معتادة، حوار أسري، وكثير من السعرات الحرارية والشاي التركي. في اليوم التالي تسلّمت التغريدة الآتية على حسابي في «تويتر»: «شايفك أمس في مطعم (...)، أنصار الدولة في كل مكان، انتبه على نفسك». هل هذا تهديد أم نصيحة؟ أم أن صاحبها يريد أن يقول لي «نحن هنا»؟ دخلت على حساب «أبو عابد الموحد» مرسل التغريدة، وجدته «داعشياً» ملتزماً منذ أشهر، وليس عابر سبيل يمازحني. نشط بحرفية في توزيع إصداراتها وأخبارها، والدعوة لها، لا يدخل في مناكفات وتبادل سباب وتهديد ووعيد مع شعب «تويتر»، مثلما يفعل كثير من أنصار هذا التيار المتطرف، ما جعلني أعتقد أنه ليس هاوياً أو مشجعاً وإنما هو «عضو عامل ملتزم». بحثت عنه في «ذاكرة المكان» الذي لا علاقة له بـ «داعش» ونظرتها الى الحياة والناس، إلا في غياب الموسيقى المعتادة في مطاعم العالم كله، ولكنها تغيب عن مطاعمنا في رمضان وغير رمضان، بحسب التوجيهات المحلية التي ترى فيها رجساً من عمل الشيطان. عن يسار طاولتنا كان قسم العائلات، ولا أذكر أحداً هناك لديه صفات «داعشية». عن اليمين قسم العزّاب، شبان عاديون يتحدثون عن كأس العالم بحماسة، أحدهم لفت انتباهي أنه أشعل سيجارة ما يخالف النظام…
آراء
السبت ١٢ يوليو ٢٠١٤
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قبل أيام مقالة للرئيس الأميركي باراك أوباما بعنوان: «السلام هو الطريق الوحيد للأمن الحقيقي لإسرائيل والفلسطينيين» على هامش مؤتمر إسرائيل للسلام، الذي عقد في فلسطين المحتلة خلال الأيام الماضية، هذه المقالة تتحدث بشكل واضح وصريح عن معنى «عملية السلام» بالنسبة إلى أميركا وأهم رعاته، ويمكن اعتباره تلخيصاً لمعنى «السلام» في عرف «المجتمع الدولي» عند الحديث عن القضية الفلسطينية. وقبل الحديث عن مقالة الرئيس الأميركي، يبدوا مثيراً للانتباه هذا التوافق شبه الدائم بين مؤتمرات السلام، وتصعيد اعتداءات آلة الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، فهذا المؤتمر واكبه سقوط عشرات الشهداء الفلسطينيين في عملية «الجرف الصامد»، كما ردت إسرائيل أيضاً عسكرياً وبشكل دموي على مبادرة السلام العربية التي قدمت عام 2002، التي عرض فيها العرب الاعتراف بإسرائيل في مقابل أراضي 67 في تسوية شاملة، وفق أوسلو وقرارات الأمم المتحدة، فكان الرد الإسرائيلي مزلزلاً في اجتياح دموي لقطاع غزة بعد أيام من تقديم المبادرة. هذا التوافق بين دعوات السلام الإسرائيلية والعمليات العسكرية ضد الفلسطينيين ليس مصادفة أبداً، ولا يحمل بين طياته أي تناقض إذا فهم ما معنى «السلام» في هذا السياق، وهذا ما يمكن قراءته بشكل مباشر وواضح في مقالة الرئيس الأميركي سالفة الذكر، فالرئيس الأميركي ذكر جملة «أمن إسرائيل» أكثر من 12 مرة في المقالة التي بدأها بالتحسر…
آراء
الجمعة ١١ يوليو ٢٠١٤
لوهلة، يبدو الجدال حول امتلاك أبي بكر البغدادي شرائط الخلافة وكأنه لا ينتمي إلى هذا العالم. والقول ببطلان إعلان الخلافة وتنصيب الخليفة لافتقارهما إلى الشرائط الشرعية يعطي انطباعاً أن المرء لا يقرأ مقالاً في صحيفة اليوم، بل إنه فتح كتاباً في تاريخ القرن الثاني الهجري. ومدهشة فعلاً كمية الكتابات التي تناولت هذا الجانب من مسألة الخلافة الداعشية وحق البغدادي في تنصيب نفسه من دون اجتماع الشرائط له وفيه. لكن إلى جانب الطبيعة السريالية، إذا جاز التعبير، المتعارضة مع ما بات من بداهات تداول السلطة وانتقالها والاستيلاء عليها ومصادرتها، حتى في هذا الجزء المنكوب من العالم، يتعين النظر إلى السجالات من زاوية أوسع. قد لا تعني الاقتباسات والاستشهادات من الكتب الدينية وأعمال كتاب القرون الهجرية الأولى والتي ساقها أنصار الخلافة ومعارضوها، لمراقب من خارج النسيج الذي أفرز ظاهرة «داعش» وقبلها «القاعدة» و»النصرة» وما يدخل في بابها، غير انتكاسة إلى الماضي البعيد واختراع تقليد جديد (بالمعنى الذي صاغه المؤرخ اريك هوبزباوم) يتأسس على سردية غير واقعية للتاريخ ومعطياته. أو ربما، دليل إضافي على فشل مشروع الدولة الوطنية وعودة المكوّن القبلي ليتحكم في آليات تكوين السلطة في المشرق. في الوسع الزعم أن ثمة ما يفيض عن التفسير هذا لظاهرة إعلان الخلافة والجدالات الفقهية - السياسية التي رافقته. إذا ألقينا نظرة على الخلفية الاجتماعية…