آراء

آراء

نار المنطقة تهدّد مَن أضرمها

الأربعاء ٠٩ يوليو ٢٠١٤

تبدو منطقتنا العربية أشبه بحقل يابس الزرع أقدم أحدهم على إضرام النار فيه قبل أن يتنبه إلى أن الرياح تهب باتجاهه... وأنها ما إن تبدأ بالتهام الهشيم ستلاحقه ألسنة لهبها. لماذا يبس الزرع؟ لأسباب عدة، منها الإهمال والتواكل ونقص الرعاية والعناية بالأجيال الصاعدة. لهذا فنحن، في السواد الأعظم من دولنا، ندفع ثمنًا باهظًا لضياع أجيال من شبابنا دفعهم الإحباط من الإخفاق المتنوع إلى اليأس والشعور بالتهميش... فغدوا لقمة سائغة لتجار التطرّف والانغلاق. ولم تعالج حكوماتنا الفساد بل تعايشت معه عبر عقود، وسوّغته تحت شتى التسميات. فوجد شبابنا أنفسهم في حالة مفاضلة بين «أهون الشرين»، إما تقبّل الخضوع لما هو موجود على علاته، وإما النفور من كل شيء إلى اللاشيء. أنظمة التعليم خذلته بعدما قرّرت التخلي عن فكرة التخطيط الواقعي الذي يوائم بين حاجات سوق العمل والإمكانات المطلوبة واللازمة للمؤسسات التعليمية والتأهيلية، فتدنّت قيمة الشهادة الجامعية، وتحوّلت إلى مجرد ورقة لاستجداء وظيفة، فكثر «الجامعيون» المصطفون اصطفافًا في طوابير التوظيف.. لوظائف غير موجودة على أرض الواقع، وهو ما يعني «البطالة المقنّعة». حال الأسرة تغيّرت أيضًا. فخسرت الأسرة، مثل الفرد، حالة التوازن بين الانفتاح على التغيير، والمحافظة على التقاليد والأصالة وأخلاقيات المهنة. وحتى اقتصاداتنا، ولا سيما في دولنا البعيدة عن الاكتفاء الذي توفره الثروة النفطية، كانت إما ارتجالية، وإما «آيديولوجية» التوجيه، وإما فاسدة…

آراء

لا «دولة» ولا «خلافة».. لا يزال اسمه «داعش»

الثلاثاء ٠٨ يوليو ٢٠١٤

بعدما ألغى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» هذا المسمّى، الذي اختُصر عربياً بـ«داعش»، ليعتمد اسماً بديلاً هو «الدولة الإسلامية» بداعي أن زعيمه أعلن نفسه «أميراً» للمسلمين ولم تعد ولايته على «العراق والشام» فحسب. وطالما أن الحديث هو عن مجموعة مسلحة استفادت من تزعزع الحكم والانقسام المذهبي والسياسي للشعب في هذين البلدين، فالأفضل الاستمرار في إطلاق اسم «داعش» عليه، حتى لو كان يستفزّ قادته وعناصره الذين استشعروا فيه تحقيراً وصاروا أخيراً يعاقبون الناس إذا استخدموه. والواقع أن الكلمة المستهجنة «داعش» ما كانت لتُستنبط وتحظى بطابع كاريكاتوري أسود لو أن عناصر التنظيم أشاعوا انطباعاً آخر غير الدموية واللاإنسانية على نحو ما فعلوه منذ ظهورهم في مناطق منكوبة أصلاً بحرب فرضها النظام السوري عليها. لم يكن اسم «داعش» ليعني شيئاً في حد ذاته، فلا جذر له في اللغة ولا إشارة في مراجع الإسلام، باعتبار أن الاشتقاقات الدينية شائعة بقوة. غير أنه اكتسب مع الوقت المعنى الذي يشينه. فمن يقول «داعش» يقول الاسم ويعبّر عن رأي سلبي في صاحبه. وهذا لا يتوفّر في الاختصار الأجنبي بعد ترجمة التسمية الى الإنجليزية (إسلاميك ستايت أوف إيراك أند سيريا)، إذ أفضى إلى «آي اس آي إس» ما يمكن أن يكون اسماً لعلامة تجارية جذابة، ويُلفظ «آيزيس» ما يذكّر بأسطورة إلهة الأمومة في مصر القديمة، وهذه تزوجت…

آراء

وزير شيعي.. مرحباً مليون!

الثلاثاء ٠٨ يوليو ٢٠١٤

تعيين الدكتور محمد أبوساق وزيراً لشؤون مجلس الشورى وعضواً في مجلس الوزراء، الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين في بداية شهر رمضان المبارك، في اعتقادي أنه نقلة نوعية وتاريخية في مشروع خادم الحرمين الشريفين في مشروعه الإصلاحي، الذي يرمي إلى المشاركة السياسية لجميع أبناء الوطن، على أسس المواطنة والكفاءة بعيداً عن الأطر الضيقة والمعايير المذهبية والمناطقية، فالدكتور أبوساق أتى من خلفية عسكرية وسياسية، تمثلت في عمله بمؤسسة الحرس الوطني ومجلس الشورى في تجربة مميزة. فالوطن للجميع ومن تجد فيه القيادة القدرة على خدمته فهو الأهل لذلك الموقع، ولكن من يتابع مواقع التواصل الاجتماعي و«الهشتاقات» التي تابعت بعضها على موقع «تويتر» على خلفية هذا القرار يصدم كيف أن الطائفية متغلغلة في أطناب المجتمع، ومن يقرأ تعليقات القراء على هذا الخبر سيصاب بالصدمة إلى الحال التي وصل إليها البعض في تغييب العقل، وكم لوث البعض خطابنا الثقافي، فغالب من يعترض على مثل هذا القرار يرتكز على أسس طائفية تنادي بإقصاء المكونات والأقليات في مجتمعنا، وهذا باعتقادي مصيبة عظيمة، فالوطن ملك للجميع، ولنا الحق بخدمته والدفاع عنه، بغض النظر عن خلفياتنا المذهبية والإثنية والمناطقية. لكن البعض للأسف وعلى خلفية هذا القرار يقارن أنه مثلاً في إيران لا توجد مساجد لأهل السنة، ولا يوجد وزراء أو مسؤولون في ذلك البلد من الطائفة السنية، ولكن هل…

آراء

هل توحّد «داعش» بين الرياض وطهران؟

الثلاثاء ٠٨ يوليو ٢٠١٤

قبل أسابيع قليلة، لم يكن تنظيم داعش يُعرف إلا في بضع مناطق سورية، اليوم بسببه صار العالم في حالة استنفار حقيقية، خشية من تهديدات التنظيم بعد أن تمدد إلى العراق، ووصل إلى حدود تركيا والأردن والسعودية. وبسبب دعايته وانتصاراته الميدانية قد يكبر جيشه سريعا من خمسة آلاف إلى خمسين ألف مقاتل قادرين على تهديد دول المنطقة، والعالم. الولايات المتحدة وضعت أجهزتها في حال استنفار. أعادت ووسعت إجراءاتها الصارمة في تفتيش ركاب الطائرات. ودول الاتحاد الأوروبي استنفرت أجهزتها الأمنية لملاحقة مشبوهين مرتبطين بدعوات الجهاد في سوريا. السؤال الافتراضي الذي لم يخطر على بال أحد من قبل: هل تستطيع «داعش»، التي تعلن الحرب على الجميع، أن تضطر الأعداء إلى التوحد ضدها؟ مثلا، هل تلتقي إيران والسعودية، البلدان المتحاربان الإقليميان الرئيسان في المشرق العربي، وتتفقان على التعاون ضد «داعش» وبقية فصائل «القاعدة»؟ لا توجد عداوات دائمة، وإشارات إيران المتلاحقة للتعاون مع السعودية في المجال العراقي وغيره، توحي باستعداد الحكومة الإيرانية التي لها أسبابها المختلفة. فالتنافس، وحتى الاقتتال السعودي الإيراني على المستويات العسكرية والدبلوماسية والإعلامية والدينية، ليس خفيا على أحد. وقد جربت إيران المواجهة بعد أن كانت تستمتع في الماضي باستباحة المنطقة العربية تحت رايات عروبية وإسلامية مزورة، من خلال النظام السوري و«حزب الله» وحماس. لقد انتهى ذلك الوضع، وحل محله وضع جديد. لم…

آراء

المذنبون الرئيسيون

الثلاثاء ٠٨ يوليو ٢٠١٤

الفيلسوف الهندي؛ "تشاندرا موهان جاين"، أو كما يُسمى بالمعلم "أوشو"، رأى أن الثقافات والإجابات والتقاليد التي أنتجها الإنسان منذ عشرة آلاف سنة لم تزد إلا من تعاسته وضياعه، وأنها نفسها لن تستطيع علاجه لعشرة آلاف سنة قادمة أيضاً، لأن البشر لم يكونوا جريئين بالقدر الكافي لنقدها، وتنقيتها مما يدفع بالإنسان بالتعفّن والشرّ. في رسالة "ناتيساسترا" المطولة، وهي أحد أقدم الموروثات التي عرفها الإنسان في تاريخه، وتعود إلى ما قبل القرن الثالث قبل الميلاد، تحدثت عن تعب الإنسان. تذكر الأسطورة، في مبتدأ الرسالة، أنه لمّا كانت البشرية قد تورطت في ضلالها وانحطاطها، كان لا بدّ من إيجاد شيء يتدارك انهيار الإنسان ويعيد تأهيله، فوضع "براهما" سفر "العرض"، ونقل إلى "بهاراتا" الإنسان، كي يقوم وأولاده المئة وعدد من الراقصين الذين أرسلهم "براهما" من السماء بمساعدة الإنسان في تجاوز تعبه ولمّ حطام روحه المرهَقة، وفي الوقت نفسه رفع أخلاقه وتربيته. إذاً فالقصة هي نفسها، وكل ما قام به الإنسان من الفلسفة والأفكار والديانات والعلوم الطبيعية والفنون والحضارات لم تكن إلا لمواجهة تعبه ورعبه، تيهه وأوساخ قلبه. تلك الأوساخ التي صارت استبداداً واستحواذاً، وصارت حروباً ومجازر واقتتالاً، وصار الذين يملكون قدرةً أكبر على الضغينة، هم من يتصدر الشعوب، وهم من يملأ وجدانها بالخراب، هم من يمنحون الجرائم والكراهية والطغيان بجميع أشكاله قداسةً وشرعيّة. قبل…

آراء

فشل رهان “الإخوان”.. فبدأ التفكيك المباشر للخليج

الثلاثاء ٠٨ يوليو ٢٠١٤

عندما تبدأ الدول العظمى بالانكفاء، فإن التاريخ يقول: إن مناطق نفوذها تضربها الفوضى، أو محاولات الإحلال من دول أخرى، ولا يخفى على متابع أن أميركا، ومنذ تولي أوباما، أعلنت تحولا استراتيجيا نحو آسيا والمحيط الهادئ، وردة نحو الداخل، عجلت بتطبيقها الكارثة الاقتصادية الممتدة من 2008 حتى الآن.. وتبنى الديمقراطيون مبدأ تحويل القوة.. أي لا بأس بعالم متعدد الأقطاب، والاكتفاء بالقوة الناعمة في العالم، وتدخل عسكري محدود في حال الضرورة القصوى.. ولأن الشرق الأوسط، أحد أهم مناطق النفوذ الأميركي، وخصوصا الخليج الذي لم يعد نفطه عصب الحياة في أميركا، بل جزء يسير منها، ولأن التاريخ يقول إن الإمبراطوريات العظمى، إذا أحست بزوال نفوذها تحاول أن تنشر الفوضى لكي تصعب السيطرة من البديل، فقد تبنى التحول الأميركي التحالف مع الإخوان المسلمين كوكيل يحكم المنطقة بوجه إسلامي، ويملأ مناطق الانسحاب، ويضمن أمن الحليف (إسرائيل).. وينشر نموذج الدولة الفاشلة، وكان الربيع العربي فرصة مواتية أو مصنوعة لبدء الانكفاء، وتسليم الشرق الأوسط للحليف الجديد الذي فشل فشلاً ذريعا وسقط معه رهان كبير.. فبدلت ورقة الإخوان بإيران والتحالف مع المحور الشيعي (المنضبط) حسب تصريحاتهم، لكن حجر العثرة نحو انكفاء أمن مع فوضى منضبطة هي دول الخليج، خصوصاً السعودية والإمارات؛ ولأن الربيع العربي أورث الفوضى بدرجاتها في كل الدول التي مر عليها.. فقد سقط كنموذج يمكن أن…

آراء

The wanted state!

الإثنين ٠٧ يوليو ٢٠١٤

منشور يحمل صورة أحد كبار المجرمين مختوم بعبارة «مطلوب». خبر صحافي من مصدر أمني يحوي تصميماً يضم عشرات الإرهابيين بعنوان: «مطلوبون». بيان حكومي يجرم تنظيماً مسلحاً كاملاً ويحذر من الانتماء إليه ويطلب من المواطنين إبلاغ السلطات بأماكن وتحركات أعضائه! كل هذا من تفاصيل ومفردات زماننا. كل هذا من قبيل العادي في يومياتنا، لكن الغريب علينا والخارج من حسابات خبراتنا أن تكون هناك دولة كاملة (حكومة وشعباً) مطلوبة للمجتمع الدولي، أو most wanted كما جرت عادة البيانات الأمنية! وعندما تكون الدولة «المطلوبة» بكاملها في مرمى تجريم باقي دول العالم، فلا بد أن تكون موجودة فعلاً على أرض الواقع وذات إحداثيات معروفة على الخريطة العالمية، بعكس المجرمين الأفراد أو أعضاء الجماعات المحظورة الذين يُطلبون لأنهم في الأصل متوارون عن الأنظار ومتخفون عن عيون العدالة! سر غريب وغامض وحسابات غير مفهومة، تجعل هؤلاء الخارجين عن القانون الدولي والتشريعات السماوية يستعرضون بقوتهم (اللاشيء في الموازين العسكرية) في منطقة مكشوفة من العالم، من غير أن يسقط عليهم صاروخ عابر للصحاري (الصغيرة) أو تصيبهم قنبلة موجهة من مكان ما من العالم! في تقديري أن القضاء على «داعش» عملية معقدة، تتوزع مسؤوليتها بين خمسة أطراف: الطرف الأول المكون السني في الدولة العراقية، والطرف الثاني الإقليم الكردي المستقل وغير المستقل، والطرف الثالث الحكومة العراقية والطرف الرابع القوى الإقليمية…

آراء

من يحارب «داعش» ؟

الإثنين ٠٧ يوليو ٢٠١٤

ليست بسيطة تلك المشاهد التي تتلاحق. شاب يخرج من العتمة ويقف في المسجد الكبير في الموصل. يخاطب الحاضرين بوصفه «الخليفة». يقول بلهجة قاطعة: «ابتُليت بأمانة ثقيلة فأعينوني عليها». فجأة ينشغل العالم بأسره بالبحث عن جذور «الخليفة إبراهيم». ليس بسيطاً ايضاً أن تسقط الموصل، ثاني المدن العراقية، في يد مئات من أبناء التنظيم. الموصل التي كانت خزان ضباط الجيش العراقي في العقود الماضية. الشق الآخر من المشهد المروع هو انهيار وحدات الجيش العراقي. القائد العسكري الذي كان يثير ذكر اسمه الرعب في النفوس ترك قواته وسلم نفسه الى عناصر البيشمركة. نقلوه الى أربيل ومنها عاد الى بغداد. بعد أربعة أيام دخل المسلحون الى مقر الفرقة الرابعة في بغداد واستولوا على ترسانة من الأسلحة. خلع جنود الجيش ثيابهم وارتدوا الدشاديش وفروا. ليس بسيطاً ابداً أن يسقط «داعش» الحدود العراقية-السورية. وأن يوسع انتشاره في محافظات كبرى في الدولتين ويستولي على حقول النفط. وأن يطالب السكان بالتوبة أو الجزية. وأن يهجر أهالي مدن وبلدات ليستولي عليها نظيفة في غيابهم ثم يفرض عليهم شروط العودة والطاعة. أثارت الإطلالة المدوية لـ «داعش» المخيلات. من أين جاء بأسلحة حديثة استخدمها قبل استيلائه على ترسانة الوحدات العراقية التي تبخرت؟ من أين جاء بالأموال الموجودة في حوزته حتى قبل استيلائه على كنز الموصل؟ وكيف تحركت مجموعات «داعش» بمثل هذه…

آراء

مصارفنا تنام على وسادة محشوّة بـ«الفلوس»

الإثنين ٠٧ يوليو ٢٠١٤

من حسن حظ المصارف السعودية أنها تنام وتستيقظ على أنغام النقود التي تتساقط عليها من كل حدب وصوب، ومعظمها حسابات مصرفية جارية وودائع لا يستثمرها الأفراد، فهي تجني من هذه الودائع مبالغ طائلة وتحقق أرباحاً خيالية من دون أي جهد أو تعب أو مشقة، ولهذا دائماً تأتي أرباحها الأعلى في منطقة الشرق الأوسط، ولهذا لا تستغرب، أن يبقى رئيس مجلس إدارة أو مدير عام في منصبه داخل هذه المصارف لأعوام طويلة من دون تغيير، والسبب أنه طالما تحقق هذه المصارف عوائد جيدة وأرباحاً مرتفعة ومخاطر قليلة، فلماذا تصدع رأسها وتستبدل مديريها؟ تشير التقارير المصرفية، إلى أن المصارف حققت أرباحاً وصفت بالتاريخية والاستثنائية والأعلى في تاريخها، إذ بلغت 38 بليون ريال العام الماضي، في مقابل 35 بليوناً في 2012، ولا نريد أن نحسدها على دخلها المرتفع، ولا نريد أن نوقظ مؤسسة النقد المعنية بمراقبتها من سباتها، فعلى رغم هذه الأرباح العالية فمساهمة المصارف تجاه المسؤولية الاجتماعية لا تذكر إطلاقاً، وإن حصل أن ساهمت فهي تكاد «تذلك» وتفضحك في كل مكان، وتريد أن تتكرم وتتصور وتنشر في كل مكان على مساهمتها البسيطة في مشروع أو عمل اجتماعي، فيذهب جل المساهمة في موازنة الإعلان عن تبرع المصرف وتكريمه، فيما يذهب مبلغ بسيط في المساهمة الاجتماعية التي من أجلها، وفي الدول المتقدمة تخصص المصارف…

آراء

“دعشنة” افتراضية!

الإثنين ٠٧ يوليو ٢٠١٤

رحم الله فهد الدوسري، ومحمد البريكي، وسعيد بن هادي القحطاني، وسعيد بن علي القحطاني، شهداء الواجب الصائمين الذين اختار الله لهم يوم الجمعة للقائه، وثبت قلوب أسرهم وربط عليها بالصبر والسلوان، هؤلاء ممن كانوا مرابطين في ثغرة من ثغرات الوطن لحمايته، حين داهمهم إرهابيو القاعدة لعنة الله عليهم، ونحمد الله أن تصدى لهم بواسل الوطن، وقتلوا ثلاثة منهم، وقبضوا على الرابع، فيما فجر الخامس والسادس نفسيهما منتحرين، وحادثة شرورة ليست الأولى، وكم نتمنى أن تكون الأخيرة، رغم تربص هؤلاء الأوغاد ممن شربوا الجهل ضلالة. لكن المشكلة ليست هنا، فحماية الوطن لها رجال يتكفلون بها، وإنما في الذين ينشرون الإشاعات بمكر ومكيدة وخبث على مواقع التواصل الاجتماعي من أذناب الفكر الإرهابي أو المتعاطفين معهم والمندسين ممن لا يحملون هويتنا، ففي هذه الحادثة انتشر هاشتاق (#القاعدة_تسيطر_ على_معبر_الوديعة)، وهاشتاقات أخرى خبيثة! ليس الغرض منها إلا المكر لإخافة الناس وإثارة البلبلة والفوضى والتشكيك في قدرة رجال الأمن على حماية الوطن، وهو من أهم أهداف القاعدة وأذنابهم، فيستغلون العالم الافتراضي لمكرهم عبر حسابات مزيفة ومندسة ينتحل بعضها هويات سعودية عبر ألقاب معروفة عندنا وتُدار من خارج الوطن، لإثارة الفتنة والتهييج الطائفي والتأثير على عامة الناس خاصة المراهقين وقليلي الخبرة، في تحريض عواطفهم وإثارتها باسم الدين والمذهب، خاصة أنه لو لاحظنا أن معارك القاعدة وفصائلها تبدأ…

آراء

إخوانية فهد العرابي الحارثي

الإثنين ٠٧ يوليو ٢٠١٤

هي "نكتة" فكرية كبرى، تلك التي استمتع بها الصديق العزيز الدكتور فهد العرابي الحارثي وهو يناور محاكمات "علي العلياني" في انتمائه من عدمه لجماعة الإخوان المسلمين. وإذا ما أراد لنا سعادة الدكتور، أن نصدق "سقطة" انتمائه لجماعة الإخوان فإن عليه أن يثبت لنا أيضاً "نجاعة" تنك صواريخ "بازوكا" حماس تجاه الأراضي العربية المحتلة لأن إخوانية فهد الحارثي لا تشبه إلا صواريخ التنك: جعجعة بلا طحن. وكل عتبي اليوم على مثل هذا المثقف السعودي الضخم، صاحب "أسبار" وخريج "السربون" أنني أربأ بمن مثله أن يظن أننا بمثل هذه السذاجة والغباء حتى بلغ به الجنون أن يعتقد أننا سنصدق إخوانيته. كل عتبي الشديد على هذا الفرد "المدرسة" ليس بأكثر من مفاجأتنا به وهو يظن أن جماعة الإخوان المسلمين مجرد "دكان" على ناصية الشارع العام، تدخل إليه وتخرج منه متى وكيفما شئت، وهو أول من يعلم صرامة التنظيم وهرميته وشروطه القاسية جداً للانضمام إليه. هو أول من يعلم بالبحث المنهجي أن جنود الإخوان الجدد يدخلون التنظيم قبل سن العشرين ويقفزون من المركب مع السنة الخمسين، ولهذا شعرت بالحزن الشديد على هذا المثقف الضخم حين يظن أن بضع "تغريدات" تويترية ستفتح له أبواب الدكان بعد سبعين سنة من المشوار الفكري النقيض. كان بودي لو أنني قابلت هذا المثقف التنويري الرائد في المؤتمر الصحافي في…

آراء

المقال الأول .. أهلا بـ «الشرق الأوسط»

الأحد ٠٦ يوليو ٢٠١٤

قبل 1000 يوم كتبت مقالي الأخير في هذه الصحيفة (المقال الأخير.. شكرا لـ«الشرق الأوسط») عند مغادرتي لها متّجها للصحيفة الرشيقة «الاقتصادية». وختمت المقال بعبارة: «غادرت (الشرق الأوسط) لكنها لم ولن تغادرني». وها أنا بعد نحو ثلاث سنوات أعود لعشقي الأزلي؛ الخضراء الجميلة. فما الذي سيقوم به رئيس التحرير الجديد لتغيير هذه الصحيفة؟! أظن أن وسائل الإعلام المحترمة، لا تغيّر سياستها بتغيير رئيس تحريرها. المؤسسات العريقة تحتفظ بسياسة ثابتة ورصينة، وصحيفة «الشرق الأوسط» برصانتها المعروفة تناوب عليها رؤساء تحرير، ومرّ عليها العديد من القيادات الصحافية، ومع ذلك استمرت تمضي كالسفينة العملاقة لا يبدو تغيير ربانها على مسيرتها بشكل سريع، يأتي رئيس تحرير ويرحل آخر، والصحيفة الرصينة ثابتة على خطها لا تتلون، ولا تتغير بتغيير من يتولى دفتها. بالطبع لا يمكن أن لا تكون هناك لمسات لرئيس التحرير يلحظها القارئ بين الحين والآخر. «الشرق الأوسط» ستقاتل للعمل وفق شعارها «صحيفة العرب الدولية». ستظل، عبر طبعاتها المتعددة في قارات العالم، صوتا للعرب أينما كانوا. تطرح قضاياهم وتعرض همومهم، ولا تتأخر في إيصال صوتهم، ستكون الصحيفة منفتحة مع الجميع وللجميع ومع كل التيارات والرؤى. لا تزعم الحياد مائة في المائة، ولكنها تلتزم بالمهنية مائة في المائة. لن تتجاهل صوتا أو طرفا أو جهة مهما وأينما كانت، إلا الإرهاب والإرهابيين، فلا مكان للحياد معهم. مع…