آراء

آراء

أن تصبح منبوذا

الخميس ٢٦ يونيو ٢٠١٤

كم من الأعمال الأدبية سوف تؤرخ لمرحلة مرّة من تاريخ بعض الشعوب التي عانت وقاست صعوبة الحياة، فتشرّد من تشرّد وهُجّر من هُجّر، ومات الكثير تحت التعذيب أو في طريق اللجوء إلى دول وراء البحار وغيرها من معاناة لم يشهدها العالم من قبل. تمارس بعض الأنظمة القمعية أفعالها ويدفع المواطن الضريبة من سمعته وراحته وحركته وتنقلاته.. وحتى من احترامه أمام العالم.. هذا هو باختصار واقع المواطن السوري اليوم الذي صار منبوذا من مختلف الدول في جميع القارات.. مواطن اضطرته ظروف الحرب إلى مغادرة وطنه بحثا عن عيش آمن له ولأسرته، وكم من عزيز ذل، وكريم أهين، وغني فقد ممتلكاته ليقبل بعمل لم يعتد عليه لا لشيء سوى أن يسد جوع أطفاله. المنبوذون السوريون تخطوا حدود وطنهم، وانتشروا في الكرة الأرضية، ولم تعد الدول تقبل زيارتهم، وبلغ الأمر أن صار المقيمون في دول الخليج العربي وهم في وضع مالي ميسور لا يستطيعون استخراج تأشيرات سياحية إلى دول أوروبا.. فقط لأنهم سوريون. وأعرف مقيما في دولة خليجية تقدم للحصول على تأشيرة ليزور إسبانيا مع عائلته وبرفقتهم العاملة في رحلة سياحية لاستحالة زيارة وطنهم في هذه الظروف، فمنحت السفارة الإسبانية التأشيرة للعاملة وحرمت جميع أفراد الأسرة منها لأسباب واهية، مثل عدم التأكد من إمكانية العودة، أو عدم القناعة بسبب الزيارة.. مع العلم أن…

آراء

السعودية بعيون أميركية

الخميس ٢٦ يونيو ٢٠١٤

سرقت هذا الكتاب من أرفف صديق كي أضعه على رأس العناوين التي سترافق قراءاتي في شهر رمضان المبارك، ولكن إغراءه المثير للدهشة يحبسني الآن للمتعة مع كل قصة وورقة وسطر. هو كتاب "أصدقاء وذكريات" من إصدارات دارة الملك عبدالعزيز وهو يسجل انطباعات وصورا لعشرات الأميركيين، الذين عملوا في البواكير الأولى لبناء اقتصاد هذه المملكة. وكم أتمنى أن تتحول فكرة هذا الكتاب إلى معرض أو برنامج عمل لتسويق صورة هذا الشعب العظيم مجتمعا وثقافة وقيما أخلاقية، وأنا أضع هذا المقترح بين يدي الأمير سلطان بن سلمان بوصفه الشخصية الأكثر اهتماما بتسويق الصورة الوطنية مع الثقافات المختلفة. خذوا مثلا هذه القصة: يقول ديفيد بنهام: "كنت طفلا في التاسعة عندما أخذنا والدي في رحلة عمل بصحبة أختي ووالدتي لنكتشف معه دهشة الصحراء، وهو يؤدي عمله في مشروع "التابلاين"، اهتدينا إلى خيمة بدوي من "شمر" قبيل المغرب على أطراف "حزم الجلاميد"، وبتنا في ضيافته. كان والدي يتقن كثيرا من العربية وكنت أسمعه مع الصباح يجادل البدوي، الذي كان يرفض بشدة مغامرة أطفال وأم بعبور النفود الكبير لكل أهواله ومخاطره. ذهب والدي وتركنا في ضيافة هذا البدوي النبيل لثلاثة أسابيع، وكنا ننام في خيمته المقفلة بينما كانت عائلته تنام في الهواء الطلق. وحين عاد والدي أعطاه حفنة جنيهات ذهبية فردها إليه غاضبا وهو يقول: العربي…

آراء

مرحلة خليجية جديدة

الخميس ٢٦ يونيو ٢٠١٤

من بين بلدان الشرق الأوسط، تعتبر دول مجلس التعاون الخليجي الأفضل في مجال التنمية والتنوع الاقتصادي، إذ حققت خلال العقود الماضية معدلات نمو مرتفعة ومستويات معيشية جيدة بشكل عام ليس للمواطنين الخليجيين فحسب، وإنما لمجمل السكان في دول المجلس. هذا الاستنتاج لا يأتي من فراغ، بل مبني على حقائق وأرقام صادرة عن مؤسسات متخصصة ومنظمات دولية محايدة، فتقارير الأمم المتحدة تضع دول المجلس في مقدمة البلدان التي حققت تنمية بشرية عالية، كما أن صندوق النقد الدولي يضعها على رأس البلدان التي تحقق نسب نمو جيدة بلغت 5% سنوياً في المتوسط خلال الأعوام القليلة الماضية. وفي مجال التنوع الاقتصادي، وهي مسألة في غاية الأهمية لارتباطها بفترة ما بعد النفط، فقد أشارت منظمة الخليج للاستشارات الصناعية «غويك» وهي منظمة متخصصة، إلى أن قيمة الصادرات الصناعية الخليجية ارتفعت خلال السنوات الخمس الماضية من 158.5 مليار دولار في عام 2008 إلى 256.4 مليار دولار في عام 2012 وبمعدل 12.4% سنوياً، وهي نسبة كبير تحققت في ظل أزمة مالية عالمية طاحنة لتعكس الأهمية المتزايدة للقطاع الصناعي الخليجي. ترافق ذلك مع تحقيق نقلة نوعية ارتفعت فيها نسبة قيمة الصادرات الصناعية من 21.8% نسبة لإجمالي قيمة الصادرات الخليجية إلى 24.2% في نفس الفترة، حيث شهدت السنوات الخمس الماضية إقامة مشاريع صناعية كبيرة، كمصنع الإمارات للألمنيوم، والذي نجم…

آراء

قطار «التقسيم» سيصل إلى المحطة الإيرانية لا محالة!

الخميس ٢٦ يونيو ٢٠١٤

الخطر الذي يتهدد العراق وسوريا أيضا ليس أن يتمكن تنظيم «داعش»، في ظل انهيار الدولة العراقية الموحدة وتضاؤل مستقبل الدولة السورية الواحدة، من إقامة إمارة له في المناطق الحدودية المتداخلة ذات الأغلبية «السنية» في هذين البلدين، بل الخطر أن تستمر الأمور في الاتجاه الذي تسير فيه الآن والذي بات واضحًا أنه قد ينتهي إلى تثبيت الأمر الواقع الحالي الذي إذا تحلينا بالشجاعة المطلوبة لقول الحقيقة فإنه يعني «التقسيم» الذي يواصل الوجدان العراقي والسوري والوجدان العربي أيضا رفضه واعتبار أنه كارثة الكوارث ومن المحرمات التي لا يجوز ملامستها أو الاقتراب منها. إن هذا هو الواقع وإلاَّ ما معنى أن ينسحب جيش نوري المالكي خلال أقل من أسبوعين من كل مناطق السنة العرب وأن يواصل إدارة ظهره لكل الذين يحاولون تدارك الأمور قبل أن يصبح الحفاظ على وحدة العراق من سابع المستحيلات.. ثم وإلاَّ ما معنى أن يتشبث نظام بشار الأسد بالمناطق المتاخمة لما يمكن أن يكون دولة علوية ويواصل تدميره المنهجي للمناطق ذات الأغلبية السنية؟.. ما معنى هذا؟.. ولماذا يحصل هذا الذي يحصل إنْ في العراق وإنْ في سوريا؟! في تصريحاته الأخيرة التي أدلى بها لفضائية «سي إن إن» الأميركية قال الزعيم الكردي مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان: «إن العراق يعاني من انهيار واضح وإنَّ الحكومة المركزية فقدت سيطرتها على كل…

آراء

“دبلن الأيرلندية”.. بنكهة سعودية!

الخميس ٢٦ يونيو ٢٠١٤

كان هذا هو عنوان المشهد هنا في دبلن العاصمة الأيرلندية العريقة، التي تتنفس صباحاتها بزخات المطر ورائحة القهوة، دبلن العاصمة الأوروبية التي تستوعب كل الثقافات والمشارب والأطياف. كان نهار الاثنين التاسع من يونيو واحداً من تلك النهارات، لكنه امتاز بكونه مفعماً بالفرح السعودي الذي سطرته أنامل سعودية. هنا كان لأبناء وبنات عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - موعد مع فرح استثنائي برعاية كريمة من رأس الهرم في منظومة التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية معالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري، وسعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى أيرلندا الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الدريس. أكثر من مئتين وثلاثين خريجاً وخريجة حملوا على عاتقهم أمانة ورسالة والدهم القائد الحكيم خلال الأعوام الماضية، وحملوا معها أحلام آبائهم وأمهاتهم وذويهم هناك في أرض الوطن، كانوا سفراء فوق العادة للعلم والمعرفة والثقافة والأدب، ممثلين لوطنهم خير تمثيل في أرقى المؤسسات التعليمية الأيرلندية المشهود لها على الصعيدين القاري والدولي. ترى أين تكمن العلامة الفارقة والمميزة؟ حفلاً بهذا الحجم ويقام للمرة الأولى في دبلن منذ افتتاح الملحقية الثقافية في أيرلندا في 2012 والتي يدير دفتها الأكاديمي والإداري المحنك الدكتور خالد بن عبدالله العيسى، وخلفه فريق إداري وثاب يسابق الزمن، حفل حضره ممثلون عن المؤسسات التعليمية الأيرلندية إضافة إلى أولياء أمور المحتفى بهم وبهن. أوكلت مسؤولية تنظيمه وتنفيذه…

آراء

ارتكاب الخطأ الفادح

الخميس ٢٦ يونيو ٢٠١٤

رغم أن القنبلة الذرية التي ألقاها طيار أميركي على هيروشيما اليابانية قد أوقفت الحرب العالمية الثانية، وأجبرت اليابان على الاستسلام، فإن الطيار نفسه يعترف بأن ذلك المشهد كان مروعا بحق. كيف لا وهو قد حصد بقنبلته وقنبلة ناغازاكي أرواح ما لا يقل عن 150 ألف شخص بريء، فضلا عن الأمراض التي ما زال يعاني منها اليابانيون إلى يومنا هذا. هذا القرار، أو ما أسميه بـ«الخطأ الفادح»، الذي أذهل العالم ما زال يثير مخاوفنا. وهذا الأمر هو الذي دفعني لعدم التردد في قبول دعوة لحضور ورشة عمل خاصة نظمتها منظمة «VCDNP» أمس في فيينا مع منظمة «أتوميك ريبورترز»، حيث تحاولان تنوير نحو 20 كاتبا ومراسلا صحافيا من الشرق الأوسط بخطورة إعادة كارثة هيروشيما وهي ليست ببعيدة عنا. فلو ألقيت، مثلا، قنبلة ذرية بحجم كرة قدم على دولة صغيرة كبلدي الكويت، لا سمح الله، فهي كفيلة بأن تبيد الشعب بأكمله في غضون دقائق. والأخطاء الفادحة ليست مرتبطة بالجرائم النووية فحسب، فهناك من يبيد شعبا بأكمله أو قرى عن بكرة أبيها في لحظة غضب ولا يجد رادعا، كما فعل صدام بالكيماوي الذي سحق به سكان حلبجة وخطيئة غزوه للكويت الذي قلب به موازين المنطقة ثم اتضح أنه كان قرارا فرديا أيده ثلة ممن حوله. وأباد هتلر وجنكيز خان شعوبا أخرى بالطريقة نفسها. ونظرا…

آراء

من جميل الذيابي إلى الأمير خالد الفيصل

الأربعاء ٢٥ يونيو ٢٠١٤

باختصار: يريد الصديق العزيز، جميل الذيابي، رئيس تحرير صحيفة الحياة، في مقاله بالأمس تحذير سمو وزير التربية من الوقوع في براثن خندقين: خندق كتاب الرأي وهم يملؤون الورق بالتنظير والهرطقة، وخندق الاستماع إلى رجيع الوزارة ومستودعها الإداري وهم يأتونه زرافات ووحداناً بنظريات طوباوية فشلوا في تطبيقها على الواقع لخمسين سنة. هو يقول لسمو الوزير "هرول إلى كوريا" فلديها رأس خيط الحلول وبدء توصيف المشكلة. تقول معرفتي الشخصية الخاصة بالأمير خالد الفيصل أنه من القلائل جداً الذين عرفتهم في حياتي من أولئك الذين يفكرون "خارج الصندوق" وبأفكار وحلول مدهشة. ولكن كل ما أخشاه أن الصندوق الذي وضع فيه اليوم أعقد فهو مختوم بالمسامير الصلبة من الجهات الست. كوريا التي تتصدر منظومة الدنيا التربوية هذا الصباح هي ذاتها التي هرولت قبل ثلاثين سنة كي تتعرف على ملامح المتر الأخير من السباق، فماذا فعلت؟ أرسلت ثلاثين نابغةً كورياً لدراسة نظم التعليم في اليابان وبريطانيا وأميركا لعامين، حددت بعده باليوم والساعة موعداً لغداء عمل لعصف الأفكار. اكتشف الوفد الكوري في هذه الدول، أولاً، أن المدرسة مهمتها محو الأمية وتعليم الطفل القراءة والكتابة، وهذا ممكن في أول ثلاثة أعوام، وثانياً أن الطفل الكوري يدرس 12 مادة دراسية مقابل نصفها فقط في تلك الدول الثلاث. وحين أرسلت كوريا 30 نابغة إلى ثلاث دول، فنحن نقلنا مئات…

آراء

رحيل فؤاد عجمي .. كاتب «التمرد السوري»!

الأربعاء ٢٥ يونيو ٢٠١٤

هكذا أسدل الستار على حياة فؤاد عجمي، مدير «برنامج دراسات الشرق الأوسط»، والأستاذ في جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة. أمريكي من أصل لبناني، لكنه كان أمريكيا خالصا، ونفذ في دوائر القرار وكان لكثير من آرائه القبول في الإدارات الأمريكية. هو ليبرالي محافظ ولا يخفي ذلك، له الكثير من الأطروحات المثيرة للجدل. وكان آخر ما قدم باللغة العربية مقدمة لكتاب (السعودية والمشهد الاستراتيجي» من تأليف: جاشوا تتلبام الذي ترجمه الدكتور حمد العيسى ومن مطبوعات دار مدارك للنشر. كانت رؤية عجمي منسجمة مع ما يراه من مصلحة بلاده. من الطبيعي أن تختلف معه، لكن من الصعب أن تمارس إلغاءه، أو تقلل من شأن ما يطرح، كانت زاوية عجمي تترجم إلى لغات عديدة في العالم من بينها الصحف العربية، وقد أحسنت (الشرق الأوسط) حين ترجمت له الكثير من أطروحاته. وربما كان لافتا كتابه (التمرد السوري) الذي ترجمه أحمد الشنبري، وطبعته دار جداول للنشر. في هذا الكتاب يتجه إلى مساءلة استراتيجية وتاريخية للذي يجري في سورية. وهو ملم بالشرق الأوسط تاريخا وتحركا وفكرا. ويذكرك بأطروحاته الرصينة بالأستاذ القديم برنارد لويس، حيث الاستيعاب للمعنى الإشكالي في الأحداث العربية. رأى أنه ومن دون قيادة الولايات المتحدة الأمريكية، لن يقوم أحد بفعل أي شيء في سورية، لأن سياسة أوباما هي إما جنود على الأرض، أو الرأس…

آراء

العرب بين «داعش» وإيران

الأربعاء ٢٥ يونيو ٢٠١٤

باستثناء شرق ووسط أوروبا في نهاية ثمانينيات، ومطلع تسعينيات القرن الماضي، لم تشهد منطقة في العالم تغيراً سريعاً وعميقاً في المعادلات السياسية والاستراتيجية كالذي يحدث في منطقة الشرق الأوسط الآن، لكن الفرق هو أن التغير الذي حدث في شرق ووسط أوروبا أفضى إلى أوضاع جديدة تنطوي على معادلات مختلفة في غضون سنوات قليلة، وبأقل الخسائر. كما أن تلك الأوضاع التي أسفر عنها التغير صارت أفضل مما كان عليه الحال قبلها، رغم الخلاف بشأن تقييم آثارها على هيكل القوة في النظام العالمي. لذلك لا يشبه ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط الآن ذلك التغير الأوروبي، إلا في سرعة معدلاته وعمق تحولاته. وحتى على هذين الصعيدين، ما أبعدها المسافة بين معدلات تغير سريعة أدت إلى أوضاع جديدة في فترة قياسية، وأخرى يرتبط تسارعها بتعقيدات متزايدة وتوسع مستمر في رقعة الصراعات وتنامي المخاطر التي تهدد المنطقة عموماً، ودولها العربية خصوصاً. وشتّان ما بين تغير عميق أنتج تحولاً تاريخياً غيَّر وجه الحياة، وليس فقط نظماً سياسية واجتماعية في شرق ووسط أوروبا، وآخر يرتبط عمقه بحدة الصراعات الداخلية المقترنة به في دول عدة، وتجعل الحياة فيها جحيماً، فضلاً عن آثارها الإقليمية المتزايدة، والأخطار التي تحملها. أما الاختلاف الأكثر جوهرية، فهو في مستوى التطور الحضاري. فكانت دول شرق ووسط أوروبا، كغيرها في القارة التي سبقت العالم…

آراء

يا محمد أبو عمير: من سيرثيني؟

الأربعاء ٢٥ يونيو ٢٠١٤

أعرف أخي العزيز محمد أبو عمير مدير مكتب الأمير نواف بن فيصل منذ أكثر من 25 عاما. كان إعلاميا بارعا، مارس العمل الصحفي منذ كان طالبا في جامعة الملك سعود عبر صحيفة رسالة الجامعة، وتنقل بين صحف عدة، كان بينها صحيفة "اليوم" مديرا للتحرير إبان رئاسة سلطان البازعي لتحريرها. وكان أيضا ممن عملوا في جمعية الأطفال المعوقين ثم بعد ذلك انخرط في العمل الحكومي في الرئاسة العامة لرعاية الشباب مديرا لمكتب الأمير نواف منذ كان نائبا للرئيس ثم رئيسا عاما. علاقتي بمحمد وشقيقه أحمد أبو عمير علاقة صداقة وود أفخر بها. لم تكن هذه المسألة ترتبط بمصالح، ولهذا كنت أتقبل منه آراءه القاسية وكان هو يتحمل مشاغباتي معه بمنتهى الهدوء. واجه محمد أبو عمير - يرحمه الله - منذ سنوات مشكلات صحية طالت قلبه، وأدت لإجرائه سلسلة عمليات مضنية. كان محمد خلال مرضه متفائلا، يواجه هذا الألم بمنتهى الصبر. التقيته آخر مرة منذ بضعة أشهر في عزاء والده - يرحمه الله، وبالأمس كنت وأنا أهاتف أخي أحمد أبو عمير أتمنى أن تكون الرسالة التي وصلتني غير حقيقية، لكنه قضاء الله وقدره - سبحانه وتعالى. قبل أكثر من 20 عاما قال لي محمد : يوما ما سترثيني! قلت له ضاحكا: ما أدراك. ربما أنت من سيرثيني. يستغرقني الحزن إذ أكتب هذه…

آراء

لصوص “الإنستجرام”!

الأربعاء ٢٥ يونيو ٢٠١٤

بداية، وقبل أن يبدأ تدفق صنبور هذا المقال، يجب أن أخبركم ـ وبحسب مصدر خاص في "وزارة التجارة" ـ أن بلاغات حالات الاحتيال جراء عمليات البيع في "الإنستجرام"؛ هي الأكثر خلال العام الماضي، مقارنة مع أعداد البلاغات الواردة للحالات الأخرى!. قد تبدو الأمور واضحة من خلال المعلومة أعلاه، من حيث وضع العمليات التجارية عبره، لكنه مهم أن أفصّل لكم ألوان التحايل، إذ إن الأمر لا يعتمد على استلام المبالغ وعدم الإيفاء بالبضاعة، من خلال عدم الإرسال، وإنما يتفرع إلى بضاعات تالفة، أو غير مطابقة للمواصفات المذكورة، أو بجودة رديئة، تخالف البضاعة المنشورة في الصورة، المارة عبر "فلاتر" تحسين وتزيين. ويحسب للجنة الإعلامية للتوعية المصرفية تحذيرها، حتى وإن كان متأخرا نوعا ما، من "السذاجة في التعامل مع التجار في موقع "إنستجرام"، عندما دعت إلى توخي الحذر في التسوق الإلكتروني، خاصة عند التعامل مع الأفراد، لعدم توافر أمن معلوماتي يساعد على تعقب هؤلاء الأفراد في حال حدوث عملية احتيال"، وهذا يختصر ما أود قوله إن غياب التشريعات "الدقيقة" في التجارة الإلكترونية، قد يؤدي إلى ضياع حقوق كثيرة، في ظل اندفاع وتزايد المقبلين من الطرفين، البائع والمشتري، على التعاطي عبر مثل هذه التطبيقات والبرامج. وحتى لا تكون الأمور عشوائية، فإنه ـ وبحسب المصدر ذاته ـ أكثر المتعاملين مع هذا، سواء فيما يتعلق بالمتاجر،…

آراء

أوباما يقول: لا توجد معارضة معتدلة!

الأربعاء ٢٥ يونيو ٢٠١٤

في سوريا والعراق، سهلٌ الاستنتاج، بمثل ما قاله الرئيس الأميركي باراك أوباما، لا توجد معارضة معتدلة قادرة على الانتصار في سوريا. هذا الحكم كان يمكن أن يقال في حق ليبيا عندما قامت الثورة على معمر القذافي، ويمكن أن يقال في أوكرانيا اليوم، ومن ثم ترك الأرض للمتطرفين. نحن نقول له إن السوريين اليوم أكثر رغبة في انتصار المعارضة المعتدلة، بمن فيهم السوريون الموالون للنظام. فالخيارات أمامهم ثلاثة: النظام ومعه متطرفو إيران، و«القاعدة»، والثالث المعارضة المعتدلة. ويمثل الأخيرة، الائتلاف، وفيه طيف من كل السوريين: سنة وعلويين ومسيحيين وإسلاميين معتدلين وعلمانيين ونساء. أما لماذا لم يفز المعتدلون بالحرب، ولماذا يظن أوباما أنهم غير قادرين على الانتصار؟ السبب أنهم ممنوعون من كل شيء؛ من الحصول على الأسلحة الأفضل، ولا يسمح لهم بمناطق حدودية آمنة، ويحرم عليهم التجنيد داخل مخيمات اللاجئين، وفوق هذا كله تقوم روسيا وإيران بتمويل عدوهم، النظام، بكل ما يحتاج إليه من أسلحة وطعام ومعلومات وأموال! على الرئيس أوباما أن يقبل حقيقة أن نظام بشار الأسد غير قادر على البقاء مهما حصل على دعم من الإيرانيين والروس وغيرهم، فهو بات يمثل نظام أقلية صغيرة جدا، أصبح حطاما يتنفس برئة خارجية. في العراق، الوضع السيئ في بدايته. المعارضة الحالية قد تفقد زخمها، لكن إن استمر نوري المالكي حاكما فستبقى الفوضى والاضطرابات، وسيعاود…