آراء
الثلاثاء ٠٣ يونيو ٢٠١٤
وفقا لتقارير إعلامية فإن التحقيقات الأولية للدفاع المدني كشفت أن عددا من حرائق المنطقة التاريخية بوسط مدينة جدة كانت بفعل فاعل ! لا أستطيع أن أتخيل أي شخص يرغب في إحراق معالم وآثار التاريخ ومحوها من الوجود إلا أن يكون مجنونا أو مجرما، فليس هناك حالة وسطية لتبرير مثل هذا العمل الفظيع، فإن كان الفاعل مجنونا فإن ذلك يثبت أن جدار الحماية قصير وأن العبث بالتاريخ وآثاره الثمينة متاحا لكل من هب ودب ! أما إذا كان الفاعل مجرما فإن المصيبة مضاعفة، فأي دافع مهما بلغت دناءته يمكن أن يصل إلى قطع الحبل الذي يربط المدينة بتاريخها العريق ؟! وفي كلتا الحالتين فإن حماية هذه الآثار التاريخية التي يفترض أن تمثل الهوية التاريخية للمدينة مسؤولية عظيمة تتحملها عدة جهات منها هيئة السياحة وأمانة جدة والشرطة لخدمة الأهداف الثقافية والحضارية والسياحية التي تعتبر خطا أحمر في أعراف العديد من الدول التي تدرك أهمية التاريخ وآثاره في رسم الصورة الحضارية للمكان والإنسان واستثماره سياحيا ! ومن المهم عند استكمال التحقيقات وإدانة مرتكبي جرائم إشعال الحرائق أن يكشف الستار عنهم وعن أسبابهم ودوافعهم .. ومن يقف وراءهم! المصدر: عكاظ
آراء
الإثنين ٠٢ يونيو ٢٠١٤
بدا لي أن مجلس الشورى لم يحرك ساكنا تجاه مطالبات بعض أعضائه طوال السنوات الماضية، بسن قانون يعزز الوحدة الوطنية ويجرم الأفعال التي تهددها وتضعفها، كالعنصرية بمختلف أشكالها. وهو أمر دعا إليه أيضا عديد من المثقفين الغيورين على وحدة الوطن وأبنائه، خاصة بعد تفاقم حالة العنصرية في أوساط اجتماعية متعددة وبصور مختلفة. وحسب متابعتي، فقد طالب عضو المجلس الدكتور زهير الحارثي منذ عام 2010م الجهات المختصة كمجلس الشورى وهيئة حقوق الإنسان، بوضع تصور لمشروع يحافظ على الوحدة الوطنية، ويجرم الأفعال التي تمس الوحدة الوطنية. كما دعاها إلى المبادرة لسن تشريعات وأنظمة وقوانين تجرم العنصرية، بحيث يستطيع المتضرر رفع دعوى قضائية ضد من تسبب في إيذائهم معنويا، معتبرا المساس بالوحدة الوطنية خطا أحمر. كما طالب أيضا «بتفعيل دور المؤسسات الثقافية والتعليمية والإعلامية، التي لها الدور الأكبر في التوعية والتثقيف، وإشاعة مفهوم الوطنية حيث المساواة فالوطن للجميع، والقيادة طالما استهجنت مصطلحات التصنيفات والتقسيمات والتمييز والتهميش». وتوقعنا في ذلك الوقت -أي قبل 4 سنوات- أن يتخذ مجلس الشورى وهو المعني بتشريع الأنظمة وسن القوانين، خطوات عاجلة تهدف إلى حماية الوطن من نمو حالات العنصرية والتطرف والتشدد. بعد هذه السنوات الأربع تبين أن الوضع ازداد سوءا وخطورة، وأصبحت لغة التحريض والعنصرية بارزة في مختلف وسائل الإعلام، خاصة وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح لجمها والحد منها…
آراء
الإثنين ٠٢ يونيو ٢٠١٤
يُقدّر مع انتهاء هذا الفصل الدراسي ودخول فصل الصيف، أنْ يتقدّم أكثر من 300 ألف طالب عمل جديد من خريجي الجامعات والمعاهد وجزء من خريجي المرحلة الثانوية. سيضاف هذا العدد من طالبي العمل إلى رصيد طالبي العمل "العاطلين" البالغ بنهاية 2013 أكثر من 622.5 ألف عاطل وعاطلة وفقاً لبيانات مصلحة الإحصاءات العامّة والمعلومات، الذي بدوره يعني بلوغ معدل البطالة بين المواطنين نحو 19.2 في المائة في نهاية 2013. وبإضافة هذه الدفعة الجديدة من طالبي العمل إلى الرصيد السابق من العاطلين، بعد خصم من تم توظيفهم في الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، الذي لم يصدر حتى تاريخه أي بيانات حول أعدادهم، ويمكن تقديرهم بموجب معدلات التوظيف التي تمّت خلال العام الماضي بمعدلٍ شهري بلغ 39.2 ألف عامل مواطن، ليصبح تقديرياً إجمالي من تمّ توظيفهم خلال ما مضى من عام 2014 (خمسة أشهر) نحو 195.8 ألف عامل، ومن ثم يمكن تقدير صافي طالبي العمل في الوقت الراهن مع مطلع هذا الصيف بأكثر من 727.1 ألف طالب عمل (عاطل)، وكما يبدو أنّ سوق العمل المحلية ستواجه ارتفاعاً طفيفاً في معدّل البطالة، الذي يعد في الأصل مرتفعاً جعل المملكة تحتل المرتبة العاشرة عالمياً من حيث أعلى معدلات البطالة عالمياً. تبيّن إحصاءات العام الماضي ارتفاع توظيف المواطنين والمواطنات في سوق العمل المحلية بنحو 470…
آراء
الإثنين ٠٢ يونيو ٢٠١٤
الملاحظ أنّ التجمعات الإسلامية المهاجرة إلى الغرب تتمتع بضمانات حقوقية في مجتمعاتها الجديدة، أفضل منها في مجتمعاتها الإسلامية القديمة. لهذه الأسباب يمكن أن نعثر على المسلم الصادق في تلك المجتمعات بسهولة أكبر من العثور عليه في المجتمعات الإسلامية. المسلم هناك غير مكره في عقيدته وضميره كمثال على إحدى الجزئيات الحقوقية الأساسية التي يضمنها القانون. العثور على المسلم الصادق في المجتمعات الإسلامية جغرافياً يستدل عليه بالمظهر الخارجي فقط، وهذا الوضع لوحده قد يكون كافياً لتزكيته أمام كل السلطات والطبقات الاجتماعية. بما أنّ المماطلة أو الضبابية في التطبيق الحقوقي تصنع أفضل مناخ للفساد بأنواعه وللفوضى الأخلاقية حتى في استعمال الطريق واستخدام المرافق العامة، لذلك نجد أنّ أسوأ أنواع الفساد وأنكر أنواع الفوضى وسوء التصرف حتى أمام دور العبادة والدوائر الحكومية والمرافق العامة، تتواجد بكثافة حيث تتواجد هذه الضبابية والمماطلة الحقوقية. لا يوجد في المجتمعات الإسلامية الحالية، بل ومنذ قرون، تعريف توافقي جامع للحريات الإنسانية الأساسية. السبب الأهم لذلك هو تضارب المصالح بين المكوّنات المختلفة للمجتمعات نفسها وداخل كل مجتمع مستقل بذاته أيضاً. ظاهرة تعدد المذاهب والانتماءات وتجذرها العابر للتاريخ، ما هي سوى تعبيرات تقاسمية للمصالح، لم تخضع للتشريع الإلهي الأصلي الجامع. لهذا صار المتوفر هو التعريف الاجتهادي لكل طرف (للحريات الإنسانية الأساسية) بناءً على ما يراه يصب في مصالحه واستمرارها. قبل الاستمرار…
آراء
الإثنين ٠٢ يونيو ٢٠١٤
بعد 24 ساعة فقط، من إعلان "جوجل" أنها مستعدة لإزالة الروابط التي تتعلق بأشخاص معينين في أوروبا إذا تلقت طلبات من هؤلاء الأشخاص بذلك، تلقت جوجل 12,000 طلب من أنحاء أوروبا بإزالة الروابط الخاصة بهم من محرك البحث. الرقم الهائل الذي جاء ردا على إعلان جوجل يعطي معيارا بأن جهد المحكمة الأوروبية كان منطقيا. المحكمة ضغطت على جوجل والتي اتخذت قرارا طوعيا بالموافقة على ما يسمى بــ"الحق بأن تُنسى" (Right to be Forgotten)، وسمحت لأي شخص أوروبي أن يطالب بحذف الروابط (وطبعا هذا لا يعني حذف الموقع نفسه) من محرك البحث. هناك لوبي في أوروبا يقف وراء هذه المطالب، ورئيس اللوبي صرح للصحافة الأوروبية بأنه غير راض عن هذا الإنجاز، رغم أنه الأول من نوعه عالميا، وذلك لأن جوجل تشترط الحصول على صورة من إثبات الشخصية، ومبررات واضحة مع الطلب، وهذا في رأيه اختراق آخر للخصوصية. رئيس اللوبي أيضا غير راض لأن من يريد ممارسة الحق بأن تنساه شبكة الإنترنت، عليه أن يراسل كل موقع على حدة بدلا من وجود آلية تحميه بشكل عام. هذه القصة تؤكد وجود اتجاه عالمي ضد الشبكات الاجتماعية وفقدان الخصوصية طويل المدى عليها. هناك في الحقيقة موجة عالمية، وليست أوروبية فقط، تصاعدت هذا العام ضد الشبكات الاجتماعية، وخاصة فيسبوك وتويتر، لأن تصاعدها في حياة الناس…
آراء
الإثنين ٠٢ يونيو ٢٠١٤
قبل نحو اسبوعين، اعلن العالم البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ مقاطعته لمؤتمر علمي يرعاه الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز في بادرة احتجاج على استمرار الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية. لم يعط هذا القرار دعماً من عالم شهير ونافذ مثل هوكينغ فحسب، لكنه جرس مدوٍ يلفت الانتباه الى المعركة الحقيقية المؤلمة التي تواجهها اسرائيل الآن. فالحركة المعروفة باسم "المقاطعة، سحب الاستثمارات وفرض العقوبات" المعروفة اختصارا "بي دي إس" التي تأسست عام 2005 اصبحت الآن تمثل التحدي الحقيقي امام اسرائيل. لقد علقت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية في 13 مايو الماضي على قرار هوكينغ بالقول "ما يصعب الامر على اسرائيل، هو هذا القرار (مقاطعة هوكينغ) يأتي من عالم شهير، فالعلم هو الذي يحرك اقتصادها ونفوذها وقوتها العسكرية" مضيفة "ان قرار هوكينغ يهدد بفتح الابواب لسيل من قرارات مقاطعة مماثلة من علماء يعتبرون اسرائيل دولة منبوذة". لقد جاء قرار هوكينغ استجابة لنداء من أكاديميين فلسطينيين، لكن مقاطعة اسرائيل ذهبت الى ما هو أبعد من الاكاديميين لتشمل شركات ومصارف في اوروبا والولايات المتحدة وامريكا الجنوبية وافريقيا. فعلى نحو متزايد، تنضم شركات ومصارف واتحادات نقابية وجامعات الى حملة لمقاطعة اسرائيل التي تقودها حركة "بي دي اس" التي باتت تكسب المزيد من الانتصارات. وفي خطاب ألقاه في الخامس من يناير الماضي أمام مؤتمر للسفراء الاسرائيليين، قال الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز…
آراء
الأحد ٠١ يونيو ٢٠١٤
في السعودية شيء مهم يستوجب التقدير والتذكير، فللمرة الرابعة يستثنى التعليم بامتيازات إضافية ضخمة، قرر الملك عبد الله بن عبد العزيز تخصيصها، وهو يفعلها من جديد خارج ميزانية الحكومة؛ فقد فتح باب الابتعاث للخارج، حتى وصل عدد الطلاب السعوديين الذين أرسلتهم الحكومة للخارج إلى الآن فوق المائة والعشرين ألف سعودي وسعودية، يدرسون في جامعات العالم. وفي أقل من عشر سنوات، رفع عدد الجامعات الحكومية من سبع إلى سبع وعشرين. والثالثة وضع مخصصا ضخما خارج الميزانية لتطوير التعليم، عشرة مليارات ريال في المرة الأولى (نحو ثلاثة مليارات دولار). وبعد أن استهلكت عاد وخص التطوير بثمانين مليار ريال أخرى (نحو خمسة وعشرين مليار دولار). أيضا، يفترض أن تنفق فقط على تطوير التعليم، وذلك فوق ميزانية وزارة التربية والتعليم السنوية، وقدرها مائة وواحد وعشرون مليار ريال، ويذهب معظمها مرتبات ونفقات ثابتة. الثمانون مليار ريال الإضافية مبلغ ضخم بكل الحسابات المالية، هدفه تغيير وجه التعليم، بتطويره يتم تطوير البلد، والانتقال إلى تاريخ جديد، وإلى دولة تقوم على العلم، وعلى مواطنيها. هذا هو بترول السعودية الحقيقي ومستقبلها، وليست المباني الضخمة والشوارع الفسيحة، التي تصبح خرابا عندما يصبح سعر برميل النفط دولارا واحدا، ولا يبقى إلا عقل الإنسان وقدرته على الإبداع والتطوير والإنتاج. ولحسن الحظ أن التعليم هو أساس مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز…
آراء
الأحد ٠١ يونيو ٢٠١٤
يتعرض الكثير من العاملين إن لم يكن جميعهم في شتى الوظائف إلى الضغط النفسي أثناء إنجازهم للأعمال المطلوبة منهم. وقد بينت الدراسات العلمية فائدة وجود قدر من هذا الضغط لدفع العامل إلى الإبداع والجد وتنفيذ المهام الموكلة إليه. ولكن ماذا عن ضغط العمل الزائد عن الحاجة؟ وهل هو مفيد أم أنه قد يعرض الشخص إلى مضاعفات غير مرغوب فيها؟ وما هي أسباب هذا الضغط الزائد؟ في عام 1979، توصل العالم كاراساك إلى نظرية أثبتتها الكثير من الدراسات العلمية، وهي أن من أكثر الوظائف التي يتعرض العاملون فيها إلى الضغط النفسي العالي، هي الوظائف ذات السيطرة القليلة والطلب الكثيرمثل العاملين في خدمة العملاء، ومحاسبي الكاشير في الجمعيات والمحلات، وغيرهم ممن يطلب منهم الكثير، ولكنهم لا يمتلكون القدرة على اتخاذ القرار في حينه والسيطرة على الموقف. هذه الفئة معرضة أكثر من غيرها للضغط النفسي العالي أثناء العمل، وما يتبعه من ترجمة هذا الضغط إلى أعراض وأمراض جسدية ونفسية واجتماعية، من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب والإدمان، ومحاولات الانتحار وزيادة الخلافات العائلية وزيادة الإصابات نتيجة قلة التركيز. إضافة إلى ذلك، ذكرت بعض الدراسات قابلية المعرضين للضغط النفسي العالي المرتبط بالعمل، الى الإصابة ببعض انواع السرطانات. وهناك فئة اخرى تتزايد لديهم الضغوط من دون أن يشعروا بذلك، وهم مدمنو العمل وبالأخص المدراء والرؤساء…
آراء
الأحد ٠١ يونيو ٢٠١٤
كتبت في أغسطس ٢٠٠٩، بصحيفة الوطن مقالا بعنوان: "١١ سؤالا مهما تطرحه أنفلونزا الخنازير أمام الدولة"، تناولت فيه ما كان يبدو في حينها احتمالا لتفشي وباء فيروس أنفلونزا الخنازير في المملكة خاصة مع اقتراب كل من موسم الحج ودخول المدارس في ذلك الوقت، وكانت خطة وزارة الصحة آنذاك تتلخص في حجز ٤ ملايين جرعة من العقار المضاد للفيروس. وقتها كان التخوف من وصول الفيروس لمنطقتنا لا أكثر، أما اليوم فإن فيروس كورونا (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية) لدينا وحصيلته الكبرى من الضحايا بيننا. ويعيد التاريخ نفسه لنجد أنفسنا أمام التحدي ذاته - بشكل أعنف - وأمام التخوف ذاته مع اقتراب موسم الحج وبوجود الأطفال في مدارسهم. مقالي في حينها حاول تجاوز اللحظة بالتركيز على مسألة إدارة الأزمات والتعامل معها لدينا، فنحن نفتقد وجود منظومة متكاملة لإدارة الأزمات، وما كان قائما في حينها مع فيروس أنفلونزا الخنازير يظل قائما اليوم مع فيروس كورونا، والأسئلة نفسها التي طرحت لا تزال قائمة. في عام ٢٠٠٩ حجزت وزارة الصحة ٤ ملايين جرعة، لكن السؤال: هل تملك وزارة الصحة البنية التحتية اللازمة للتعامل مع تفشي الوباء – لا قدر الله – واحتياجها لاستخدام مثل هذا العدد الهائل من الجرعات في دفعة قصيرة؟ إن ما نزال نفتقده في المملكة هو وجود جهة إدارية متخصصة ومخولة بإدارة الأزمات…
آراء
الأحد ٠١ يونيو ٢٠١٤
الحديث عن الخوارج عند تشييئه لا يتجه حقيقة لوصف فكر فئة محددة لا نظائر لها - فئة محددة تاريخياً - وإنما يحكي حالاً فكرية متكررة، تكون متساوقة غالباً مع الرغبوية الغيبية، والحرفية الظواهرية في إدراك الأشياء والمعاني والنصوص، والراديكالية في التغيير غير المتسق مع المنطق والظرف، والقطعية اليقينية في التعاطي مع الأحوال والأحداث، إضافة إلى البطانة الشعورية الضيقة في استيعاب المختلف واستيعاب الأفكار أو مصاهرتها، إذ ما يميز مثل تلك المنظومة وشبيهاتها التفكيك المجرد الذي لا يتواشج معه تركيب وتأليف وتوفيق لعناصر الأحداث والأحوال والنصوص والشخوص والمآلات، وبصورة أكثر إجمالاً وتبياناً، فإنني عنيت أن ذهنية الخوارج ذهنية متحركة متكررة في كل مجموعة آيديولوجية عاجزة عن التماهي مع الآخر، إلا من خلال الرفض والانتباذ والعنف الذي لا يتوازى معه أدنى درجة من درجات الإصغاء والحوار. ذلك أن تلك الذهنيات حسمت أمرها وعلاقتها بالحقيقة باعتباره ضمن محازتها ما يكون نتيجته عادة أن الآخر كائناً من كان عدواً ومحارباً ما لم يدلف ناحية الإيمان بمعتقداتهم ويكفر بمعتقداته. ولعل النماذج الراهنة تمدنا ببرهان ذلك، مثل فكر جبهة النصرة و«داعش» القاعدي، هذان النموذجان يختزلان ويقربان لنا آلية التفكير والعقيدة المسطحة لفكر الخوارج، ذلك أن هذين النموذجين القاعديين الخارجين يتماهيان في كل أركان العقيدة الواحدة، لكنهما يتنافران من دون مبرر وسبب حقيقي عدا قابلية التفكك والتنابذ…
آراء
الأحد ٠١ يونيو ٢٠١٤
كان اغتيال المرشد حسن البنّا في فبراير 1949 كارثة كبرى لجماعة «الإخوان». فكما يقول طارق البشري، «لم تفقد الجماعة باغتيال البنّا منظمها فقط، بل فقدت مفكرها وراسم سياستها». (الحركة السياسية في مصر، ص 368). والواقع أننا عندما ندرس شخصية البنّا من مختلف الإفادات نجدها شخصية تنظيمية حزبية أكثر منها شخصية مثقف نهضوي منظر، منهمك بالفكر حتى في أعماق الثقافة الإسلامية نفسها. وتدل انطباعات كل من كتب عنه ورافقه من مقربيه، أنه كان يعطي الأولوية لبناء الجماعة وتوسيع نفوذها وتعميق الولاء لأفكارها وشعاراتها والاهتمام الوثيق بتنفيذها في مختلف المجالات والمناطق. وقد جاءت هذه السمة العملية والتنفيذية، التي تنحو تجاه التنظيم والنشاط الحركي على حساب عمق الثقافة وأصالة الفكر والإبداع الأدبي والثقافي والفني، من ملامح جماعات «الإخوان» في كل مكان. وما أن يجد عضو نفسه متعمقاً في أي مجال ثقافي أو إبداعي حتى يرى نفسه على هامش الجماعة في أحيان كثيرة. خصص أحد أوائل الباحثين العرب الذين اهتموا بدراسة جماعة «الإخوان»، وهو د. إسحاق موسى الحسيني، فصلاً كاملاً من كتابه المعروف «الإخوان المسلمون: كبرى الحركات الإسلامية الحديثة»، بيروت 1952، لدراسة شخصية المرشد حسن البنّا (1906 - 1949). ويلاحظ د. الحسيني «أن البنا لم يشتغل في الدراسات الدينية شارحاً أو مفسراً أو مدافعاً على الطريقة الأزهرية ولم يكن رجل دين بالمعنى الصحيح. وثقافته…
آراء
الأحد ٠١ يونيو ٢٠١٤
لاقت دعوة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، الموجهة لنظيره الإيراني السيد محمد جواد ظريف، اهتماما من قبل وسائل الإعلام العربية والأجنبية، التي اندفعت باتجاه تقديم كثير من التحليلات والرؤى حول أبعاد هذا الدعوة ودوافعها، وما ستؤول إليه من نتائج. ورغم ذلك، تبقى الصورة غير مكتملة للقارئ العربي الذي يتطلع لمعرفة الوجه الآخر من ردود الفعل، والقادمة بطبيعة الحال من إيران، الفعل لهذه الدعوة. لا شك أنه لا يمكن لهذه الدعوة أن تمر من دون اهتمام من قبل المسؤولين والمحللين الإيرانيين ووسائل الإعلام الإيرانية، الذين قدموا بدورهم تصوراتهم الخاصة حولها. من خلال السطور القادمة نسير مع القارئ لنعكس القراءة الإيرانية لأسباب هذه الدعوة ونتائجها واستشراف مستقبلها. بداية، أعلنت مرضية أفخم أن زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى السعودية أصبحت على جدول أعمال الخارجية الإيرانية، مؤكدة أن إيران والسعودية دولتان مهمتان في المنطقة، وأن تعزيز التعاون الثنائي بينهما سيؤثر على المنطقة. هذا ما ذهب له مساعد وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان، بوصفه للمملكة بالدولة المهمة في المنطقة التي تلعب دورا خاصا في العالم الإسلامي، الأمر الذي يحتم معه، كما يرى، ترتيبات وإعدادا تمهيديا لهذه الزيارة. مما تقدم تتضح الأهمية الجيوسياسية للمملكة العربية السعودية وتأثيرها في المنطقة لدى الداخل الإيراني، الأمر الذي دفع بعضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية…