آراء

آراء

ملل!

الخميس ١٥ مايو ٢٠١٤

فورَ الانتهاء من الدراسة، وربما قبلها بقليل، نبدأ بتقديم طلبات التوظيف، فنزور المعارض، ونستخدم الشبكة الإلكترونية، بل نذهب أحياناً إلى مقار العمل، لعل وعسى أن نجد الفرصة التي تُمهد لمرحلة جديدة من حياتنا، فمنّا من يوفقه الله سريعاً، ومنّا من ينتظر سنوات. أقول: هي حياة جديدة؛ نقتحمها بكل حماس، متعطشين مستشرفين، فمنتعشين مغتبطين مع تسلم الراتب الأول (جرت العادة، عندنا في العائلة، أن يتمّ توزيع جزء من أول راتب على كبار السن). تمضي الأسابيع والشهور والسنون، فيصيرُ العملُ روتينياً، ونختلط بزملاء العمل، فنجد منهم الصادق الأمين، والملتوي المتلون، وغير ذلك، ثمّ ينقلب ذلك الحماس إلى ملل! الدكتورة هايدي هالفرسون كتبت مقالاً لافتاً على الموقع الإلكتروني لجامعة هارفارد، بعنوان «كيف تشجع نفسك على العمل عندما لا تحبه؟»، تحدثت فيه عن حالة الملل هذه، ونتائجها السلبية من شعور بالضغط النفسي، وضعف في النتائج. الدكتورة هايدي نسفت قاعدة تحفيزية مهمة، وهي «حتى تبدع لابد أن تعشق عملك!»، وهذا هو الذي جذبني إلى هذا المقال. تقول هايدي: نعم أوَدُّ أن أُنهيَ مشروعي بنجاح، والحماس مطلوب، لكنْ دون استلزام الحبّ لهذا العمل! استندت الدكتورة في نظريتها إلى كلامٍ للخبير الإداري أوليفر بوركمان، الذي يرى أن الإصرار على حب عملنا قبل أن نقوم بالتغيير هو وهم كبير رسخ في عقلنا الباطن من حيث لا ندري! انطلاقاً…

آراء

ناقتي… يا ناقتي

الخميس ١٥ مايو ٢٠١٤

حان وقت القطيعة بعد ثبوت أن «البعارين» مثل البشر: تخون الصداقة والثقة، وتجعل المحبة والثقة معبراً للضرر والأذى. وأن طبعها يشابه البقر التي سببت «الجنون» لأربابها الغربيين. قدمنا للبعير كل سبت فجاء أحده محملاً بـ «كورونا». أحببنا البعارين فجعلنا «كبدتها» فطوراً وحليبها غبوقاً. استخففنا بالحمى المالطية تمسكاً بمتعة فوران حليبها. استجلبنا لها شعير العالم من أجل سواد عينيها. أقمنا الأسوار الممتدة على الطرق حماية لها من البشر وتهورهم. جعلنا أرضنا موطناً عالمياً لها وجمعنا أشتاتها من كل البقاع. كتبنا لها وفيها القصائد تغزلاً في أنفتها وشموخها ووفائها الأصيل. أقمنا لها المزاين والاحتفالات والمهرجانات حتى ضربت أثمانها الملايين. نحن شعب أخلص للناقة وقدمها على كثير من حاجاته وجعلها علامة دالة له وعليه، فكانت النتيجة أن الأخ أصبح ينفر من أخيه فلا يسلّم عليه إلا من بعد، وإن عطس أحدنا سرت في صحبه قشعريرة تنسيهم أن يشمتوه وتدفعهم للفحص والتحليل. «الصحة» التي داهنت البعير طويلاً لم تجد مناصاً من اتهامه بينما تعجز «الزراعة» عن استيعاب الصدمة، فالنياق وأصحابها هم مصدر قيمتها وقوتها، وهي حتى الآن لا تقر بالتهمة وإن لم تقدم ما ينفيها. عامان ضاعا في العمل بجدية على محاصرة هذا الغازي، لأن أحداً لم يقل الحقيقة بجلاء، وإنما كانت المداورة والتبرير واستسهال الوضع الأبرز حضوراً. لذلك على «الزراعة» ألا تفتح الجدل…

آراء

رغبة السعودية في التفاوض وإيران

الأربعاء ١٤ مايو ٢٠١٤

تصريح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس كان مهما، لأنه أوحى بأنه يرسل إشارة بتبدل في السياسة السعودية تجاه إيران، عندما قال إنه يدعو وزير خارجيتها وسيفاوضه! وسبق التصريح، وصول وزير الدفاع الأميركي الذي هو على موعد مع ستة وزراء دفاع خليجيين في الرياض. سألت الخارجية في الرياض التي أصرت على أنها «مجرد» إجابة عن سؤال، ودعوة الأمير ليست جديدة، فقد سبق ووجها للوزير ظريف! وهذا النص الكامل المثير: * «رويترز»: الأمير سعود، هل تخطط لدعوة وزير الخارجية الإيراني أو غيره من المسؤولين الإيرانيين لزيارة المملكة العربية السعودية في الفترة المقبلة لمناقشة الأوضاع الإقليمية؟ - الأمير سعود: كانت هناك محادثات عن الرغبة لإعادة إحياء التواصل بين بلدينا والتي عبر عنها مسؤولون إيرانيون من خلال الرئيس ايراني ووزير خارجيته، وقد قمنا بإرسال دعوة لوزير الخارجية لزيارة المملكة، ولكن هذه النية للزيارة لم تصبح حقيقة، فلم يقم بزيارة المملكة إلى الآن. ولكننا نرحب بزيارته متى شاء. فإيران جارة ولدينا علاقات معها، وسنتفاوض ونتحدث معها على أمل أن نجتاز أي اختلافات – إن وجدت - وذلك لمصلحة بلدينا. وأملنا أن تصبح إيران جزءا من الجهود المبذولة لجعل المنطقة سالمة ومزدهرة بقدر ما يمكن، وألا تكون جزءا من مشكلة عدم الاستقرار في المنطقة. النص واضح، لغة ودية، ودعوة مفتوحة. ونحن عرفنا الأمير سعود…

أخبار #زيارة_ابراهيم  – ايمان حسين

#زيارة_ابراهيم – ايمان حسين

الأربعاء ١٤ مايو ٢٠١٤

في البداية كانت تغريدة؛ ابراهيم يناجي أهل تويتر لزيارته في المستشفى بعد أن خذله الأهل والأصدقاء. ما حدث بعد ذلك هو مثال حي على أن عمل الخير يحتاج قبل كل شيء الى قلوب مفعمة بالإنسانية ومُحمّلة بالعمل الصالح. حمل تويتر رسالة الشاب الى هذه القلوب  التي لم تتوان عن الاستجابة بكل ما أوتيت من إنسانية وعزيمة. تقف اليوم طوابير لزيارة ابراهيم. تجاوز عدد الزوّار المتوقّع فشُكلت لجنة لتنظيم مواعيد الزيارة. كما دعا أهل الخير الى دعم ابراهيم مادياً وبدأوا بجمع التبرعات. هذه المبادرات المُفرحة، التي نسمع عنها كثيراً في الدول الأجنبية فقط لأن الماكينة الإعلامية المروّجة لها لا تكل ولا تهدأ، تستحق منّا كل التقدير والترويج. وهنا لا بد أن نعطي وسائل التواصل الاجتماعي حقها، فهي عجلة الدفع التي حققت هذا المشروع.  حين يُناقش البعض فائدة هذه المنصات الإعلامية وما إذا كانت "خير أم شر"، يتناسون أنهم يتحدثون عن أداة، نحن من يتحكّم بها وبدورها في المجتمع. مثلها مثل السيارة التي ستقتل سائقها إذا قادها بتهوّر، بينما تنقل العامل الى عمله في الموعد المناسب، والمريض الى المستشفى قبل فوات الأوان، حين يتم استخدامها استخداماً حسناً. نحن اليوم لدينا الكثير من الأدوات التي من الممكن أن تُحدث فرقاً ايجابياً في حياتنا ومجتمعاتنا وتنمينها إذا أدركنا كيف نوظفها بطريقة ايجابية. هي نفس…

آراء

نشر التوعية لا يعني نشر الخوف!

الأربعاء ١٤ مايو ٢٠١٤

نقدّر تماماً حرص الجهات المعنية على عدم إثارة القلق والرعب بين فئات المجتمع، بسبب الخوف من فيروس «كورونا»، وندرك تماماً أن مجتمعنا قابل لتشكيل بيئة خصبة للشائعات بسرعة، والشائعات قابلة للانتشار والتضخم لدرجة كبيرة، وبسرعة أكبر وأسرع من سرعة الضوء، وتالياً فالتعامل مع «كورونا» يجب أن يكون حذراً وشاملاً، وكما تعمل الجهات على متابعته، واتباع الإجراءات الكفيلة بالوقاية منه، ومراقبة الوضع الطبي العالمي ومواكبته، لابد من التعامل مع المجتمع أيضاً بشفافية تامة، من دون مبالغة وتهويل، ومن دون صمت وتكتم. بداية فإن الفيروس، وإن بدا خطيراً، إلا أنه لايزال تحت السيطرة، بل هو غير ضار إطلاقاً إلا على كبار السن، والمصابين بأمراض نقص المناعة، وبعض الحالات التي تعاني أمراضاً، في حين أن هناك مئات الحالات أصيبت بالفيروس وشفيت منه، من دون أن تعرف أصلاً أن هذه الأنفلونزا ما هي إلا «كورونا»، وهناك عشرات الحالات، إن لم تكن المئات، أصيبت بالفيروس وشفيت منه بعد قضاء أيام عدة في المستشفى! هو فيروس كغيره من الفيروسات، صحيح هناك وفيات، لكن الوفيات بالأنفلونزا العادية عددها أكبر إلى الآن من وفيات «كورونا»، وصحيح أنه قد يشكل خطورة على الإنسان، لكن خطورته لا تقارن بالسرطان، على سبيل المثال، وتالياً ينبغي على المجتمع ألا يصاب بالرعب، ولا داعي لتحميل الأمور أكبر من حجمها، وبدلاً من نشر الشائعات…

آراء

النائب المحافظ

الأربعاء ١٤ مايو ٢٠١٤

كم نسبة المسلمين في بريطانيا؟ وكم نسبة المسلمين في دائرة السيد ديفيد بيشب الذي سيخوض فيها الانتخابات المحلية عن حزب المحافظين الحاكم؟ الجواب: نسبة المسلمين في بريطانيا حسب آخر إحصاء مسجل هي 2،7 بالمئة من السكان، ولا أظنهم يكونون واحدا في المئة من سكان دائرته الانتخابية (اسيكس) جنوب إنجلترا، إذ المسلمون في الجنوب البريطاني قليلون جدا، ووجودهم الأكثر وارتكازهم في مدن شمال إنجلترا، خاصة برمنجهام، وشفلد ومدن الوسط والغرب. وأغلبهم من المهاجرين الذين جاؤوا إليها هربا من الفقر في بلادهم وطلبا للرزق عندما ضاقت بهم أرضهم وشحت عليهم مواردها، أو هربا من الحروب والفتن التي لا يخلو منها أكثر بلاد المسلمين مع الأسف الشديد، وطلبا للأمن الذي لا يجدونه إلا فيها. ما علاقة هذا المقال بالسيد ديفيد ودائرته الانتخابية وبالمسلمين في بريطانيا؟ إليكم الخبر: (قدم أحد أعضاء حزب المحافظين الحاكم استقالته من الحزب، إثر نشره عددا من التغريدات وصفت بأنها معادية للإسلام على تويتر، وأعرب النائب ديفيد بيشوب الذي كان مرشحا للحزب لخوض انتخابات المجالس المحلية في إسيكس جنوب إنجلترا عن أسفه البالغ لتعليقاته التي وصفها بأنها خذلت الحزب والناخبين، مشددا على أنه لن يخوض الانتخابات المقررة في 22 من مايو الجاري). هذا الرجل لم ينل في تغريداته من طائفة من طوائف مذهبه، ولم يشتم أحدا على دينه، ولم يبدع…

آراء

هل تعرف خمسة مشاهير من ليبيا؟

الأربعاء ١٤ مايو ٢٠١٤

1 سأبدأ بسؤال تعجيزي للقارئ: اذكر لي أسماء خمسة شعراء ليبيين، أو روائيين أو حتى مطربين أو لاعبي كرة؟! (باستثناء القذافي وأولاده!). بل حتى لو سهّلتها لكم بطلب ثلاثة أسماء فقط، فستبقى الإجابة صعبة عليكم! لماذا تخلو ذاكرتنا من أسماء مبدعين ومشاهير في مختلف المجالات والتخصصات من ليبيا، الدولة التي تبدو لنا دوماً كأنها نائية بينما هي في قلب الوطن العربي وفي منتصفه بين المشرق والمغرب؟ من السذاجة أن يخطر في بالنا، تفسيراً لهذا الوضع، أن الشعب الليبي هو شعب خالٍ من المواهب والهوايات والاهتمامات. لأن هذا سيقودنا إلى سؤال اعتباطي: إذا كان الإنسان الليبي لا يقول الشعر ولا يكتب الرواية ولا يغنّي ولا يرسم ولا يمثّل ولا يلعب، إذاً ماذا يصنع؟ وكيف يقضي يومه ويعبّر عن مشاعره ورغباته البشرية الطبيعية؟ المؤكد أن الشخصية الليبية مثل غيرها من البشر... تأكل الطعام وتمشي في الأسواق وتغنّي وترقص وتلعب وتفرح وتغضب. لكن الأخبار لا تصلنا عن هذا النشاط البشري اليومي داخل هذا البلد الكبير، فما السبب؟ ستتجه معظم التفسيرات إلى التغييب الديكتاتوري الذي مارسه القذافي طوال أربعين عاماً. هذا تفسير صحيح، لكنه غير كافٍ إذ إنه لن يغطي الإجابة عن الغياب الليبي في عهود ما قبل القذافي، إذ تخلو المطبوعات الأدبية والثقافية والذاكرة الشفوية عن الحركة الثقافية والفنية في العالم العربي في…

آراء

رسالة أخرى إلى عادل فقيه

الأربعاء ١٤ مايو ٢٠١٤

غير الرسائل التي يتلقاها وزير الصحة المكلف عادل فقيه عن كورونا هذه الأيام، أريد أن أوجه له رسالة أخرى عن جدوى وجود لجان دينية بالمستشفيات تشغل منسوبيها بما ليس شغلهم. وقد أخبرني أحد الأطباء الأصدقاء أن هذه اللجان (المفعلة بقوة) تعقد اجتماعات دورية مطولة وتعمل على قرارات ومطولات كتابية ليس لها علاقة من قريب أو بعيد في الشأن الطبي.   قد نفهم أن تكون هناك مجموعة صغيرة مكلفة من إدارة المستشفى أو القطاع الطبي لمراقبة الزي المناسب والذوق العام فيها، لكننا لا نفهم أن تكون في المستشفى لجنة دينية تدعو وترشد وتتحفظ وتفسر الأمور حسب وجهات نظر أعضائها. الدعوة والإرشاد لهما مؤسساتهما الوعظية الناشطة ويفترض أن هذه المؤسسات هي المخولة وهي الأعلم أصلا بأسس هذه الدعوة وهذا الإرشاد لأن منسوبيها ذوو اختصاص وتجربة في هذا المجال.   ولذلك، يا معالي الوزيـر، وأنتم تعملون الآن حثيثا لتخليص الأجهزة الطبية من ترهلاتها وتشتيت انتباهها إلى أمور لا علاقة لها بها، ليتكم تعملون على إعادة النظر في تكوين اللجان الدينية بالمستشفيات ليتفرغ أعضاء هذه اللجان بحق لأعمالهم الطبية الأصلية أو المساندة، فنحن أحوج ما نكون إلى الاتقان في الخدمات الطبية التي لابد أنكم ترون الآن حجم ما اعتراها من ارتخاء في كافة مفاصلها، الصغيرة والكبيرة.   ومن حق أعضاء هذه اللجان، إذا كان…

آراء

حان الوقت..

الأربعاء ١٤ مايو ٢٠١٤

ما هو الفارق بين رجل دين يحرّم السفر إلى الغرب، معتقداً أن من يموت في بلادهم ربما يدخل النار، وبين من يحرّم التعليم الغربي ويخطف النساء ويقتل ويكفّر ويفجّر كما تفعل جماعة «بوكو حرام» في نيجيريا؟ الداعي إلى عدم السفر لبلاد الغرب «الكافر» يعمل بإذن الدولة إماماً وخطيباً لأحد جوامع الرياض الكبيرة! الأول، إمام يلبس ساعة سويسرية و«مشلحاً» مطرزاً بألوان ذهبية، وثوباً قماشه مستورد من اليابان و«شماغاً» إنكليزياً، ويركب سيارة مصنوعة في أميركا أو ألمانيا أو اليابان، وينام تحت جهاز تكييف صناعته أجنبية، ويتابع الأخبار عبر شاشة بلازمية كورية، ويستخدم هاتفاً من صناعة غربية أو آسيوية. وفي المقابل، تمارس جماعة «بوكو حرام» كل التناقضات والخطف والنهب والقتل، ويركب عناصرها دراجات بخارية من صناعة غربية، ويستخدمون هواتف جوالة صنعت في الغرب، وهم يحرّمون كل غربي باسم الإسلام. ما هو الفارق بين من يكفّر الآخرين لمجرد اختلافه مع أفكارهم وأطروحاتهم التي لا تتجاوز على ثوابت الدين الإسلامي، ثم يرى أن الحل هو جزّ رؤوس المخالفين، وبين من يفجّر المستشفيات في اليمن ويقطع رؤوس المسلمين في سورية، لكونهم يختلفون معه في طريقة العبادة والتدين؟ ما هو الفارق بين رجل دين يرفض ذهاب أبنائه إلى «الجهاد» في أي بلاد، ثم «يغرّد» من هاتفه وهو مستلقٍ بين زوجاته وعشيرته، داعياً الشباب إلى الجهاد، ولو علم…

آراء

لكي لا تكون البيئة «كبش فداء» التنمية

الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠١٤

بحلول عام 2030، من المتوقع أن ينمو عدد سكان أبوظبي إلى حوالي ثلاثة أضعاف ما هو عليه اليوم. وهذا يعني أنه إذا استمر الحال على ما هو عليه من دون أي تدخل، فستزيد معدلات انبعاثات غازات الدفيئة والملوثات الهوائية واستهلاك الموارد الطبيعية، مثل المياه، وستتضاعف كمية النفايات التي سنخلفها بمقدار ثلاثة أضعاف. هذا السيناريو ستكون له عواقب سلبية وخيمة على كل من البيئة وصحة الإنسان، وسيؤثر في النهاية بشكل سلبي على الاقتصاد. ما نحتاجه اليوم هو العمل على «فك الارتباط» بين النمو الاقتصادي والسكاني من جهة، وتزايد الانبعاثات واستهلاك الموارد الطبيعية وإنتاج النفايات من جهة ثانية. ويعرّف «فك الارتباط» بأنه عملية تحقيق معدل إنتاجية الموارد (تحقيق المزيد بتكلفة أقل)، بطريقة تفوق معدل النمو الاقتصادي. لقد أشرفت هيئة البيئة - أبوظبي، بالنيابة عن حكومة أبوظبي، على إصدار النسخة المطورة من الرؤية البيئية لإمارة أبوظبي 2030، بالتعاون الوثيق مع العديد من الجهات الحكومية وغير الحكومية. تحدد هذه الرؤية إطار عمل السياسة البيئية، والتي ستمكننا من البدء في فصل النمو الاقتصادي والسكاني عن الآثار البيئية الناجمة عن هذا النمو، كما أن نمط التفكير نفسه يتم على المستوى الاتحادي، من خلال الاستراتيجية الوطنية للنمو الأخضر. يعتمد نجاحنا في الوصول إلى «فك الارتباط» على التخطيط المبكر، والعمل على إيجاد حلول للمشاكل البيئية المتوقّعة قبل حدوثها،…

آراء

غضب الإخوان من تدين السيسي

الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠١٤

«إنه يستخدم الدين لاستمالة عامة الناس»، و«يستغل الإسلام لأغراضه السياسية»، هذه بعض «التهم» التي يرمي بها الإخوان المسلمون خصمهم الأول عبد الفتاح السيسي، مرشح الرئاسة المصرية! من كان يظن أن المعادلة ستصبح مقلوبة، حتى أصبح الدين تهمة في نظر الإخوان، وورقة في يد السيسي؟! لا شك أن المرشح السيسي قد ضرب على وتر حساس أفقد معلقي الإخوان أعصابهم عندما قلب المرشح الطاولة عليهم، بمنافستهم على الحديث عن رؤيته للدين والتدين. ارتبك الإخوان، فقد كانوا إلى قبل أيام يتهمونه بأنه ضد الإسلام والمسلمين، السيسي نجح في امتحان الإيمان. وبان ارتباكهم من تناقضهم؛ هل يتهمونه بمحاربة الإسلام أم باستخدامه! فالدين ورقتهم السياسية الوحيدة التي كانت رابحة. ورغم أن السيسي حديث عهد بالسياسة إلا أنه يبدو قد نجح في كسب تعاطف العامة، بحديثه عن تدينه ورؤيته للدين في حياة الناس، دون أن يبدو مفتعلا أو سياسيا يتكسب به في الانتخابات، مما سبب انفعال الإخوان وخروجهم على المألوف، ليتهموه باستخدام الدين في لعبة سياسية. الحقيقة أنه لم يستخدم الإسلام، بل دافع عن نفسه في وجه اتهامات الإخوان له بأنه هدم المساجد وسجن العلماء وأعطى الأفضلية للأقباط المسيحيين على غيرهم. ردا عليهم، قدم نفسه كمصري وطني ومسلم متدين يستحق ثقة مواطنيه. وقد نجح في منافسة الإخوان في تخصصهم، كما هب لمساندته عدد من الشخصيات الدينية،…

آراء

«بوكو حرام» وإرهاب ما بعد «القاعدة»

الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠١٤

يكاد تنظيم «القاعدة» يصدر بياناً يدين فيه جرائم «بوكو حرام» في نيجيريا، لكن «أخوّة» الكفاح الإرهابي تمنعه حتى الآن، رغم أن زعيمه لم يتردد قبل أسابيع في التبرّؤ من فرعه المهم الناشط الملقّب بـ «داعش». لا شك أن قضية خطف الطالبات من مدرستهن في «شيبوك» في شمالي نيجيريا، ومن ثمَّ إعلان المدعو «أبو بكر شيكو» أنه سيتصرف بهنّ بيعاً أو تزويجاً، تؤشر إلى حالٍ انحطاطية أحطّ مما بلغته الحال «القاعدية». والأسوأ أن هذه وتلك تُحسبان على الإسلام والمسلمين، بمعزل عن كل ما يمكن أن يقال عن الإسلام كدين وعن المسلمين كمجتمعات استكانة واعتدال. لم يعد أحد يدري إذا كانت لدى «ابن آدم» النيجيري هذا قضية داخلية مشروعة، فليس في أخباره سوى القتل والذبح والتفجير، ثم أنه لا يشير في ارتكاباته الخطابية إلى مرجعية أخرى غير «الإسلام»، وليس للرأي العام العالمي أن يترك انشغالاته للإنكباب على البحث عن أي «إسلام» يمثّله هذا المخلوق، وباسم أي «إسلام» يتحدّث، وفي أي «إسلام» وجد ما يبرر له خطف فتيات أو طوال أعوام قبل ذلك، قتل آلاف البشر في بلده، لا لشيء إلا لأنه يريد إقامة «دولة إسلامية». صحيح أن ردود الفعل على الجريمة عبرت عن أقصى مشاعر الغضب والألم والنقمة، في مواقف الحكومات كما في حملة «أعيدوا فتياتنا» والتخاطبات على وسائل الإعلام الاجتماعي، لم…