آراء
الجمعة ٠٩ مايو ٢٠١٤
قال وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله إن «تأخر وزارة الإسكان في تنفيذ مشروع الإسكان بحجة البحث عن أراضٍ غير مبرر»، وأضاف أن «وزارة الإسكان عانت من عدم وجود أراضٍ ودراسات على المواقع، إلا أن هذا لا يعطي الحق للوزارة في تأخير المشروع عن المواطنين، من خلال البحث عن أراضٍ فاضية، فهي كثيرة»، «الحياة» 24 نيسان (أبريل) الماضي. وأضافت بعض الصحف قوله لوزير الإسكان: «إذا أردتموها أفضل سلموها لنا في الحرس الوطني وشوفوا وش نسلمكم». والأخيرة نوع من المزاح، فمن غير المنتظر أن يترك الحرس الوطني ميادين العسكرية، ويشرف على مشاريع الإسكان. الأكيد أن حديث الأمير متعب يجب أن ينظر إليه بأهمية كبيرة، فالأمير ليس وزير الحرس الوطني فحسب، بل هو أحد الشخصيات الفاعلة في البلد حالياً. ولعل حديثه يوحي بتبرم وضيق الحكومة من عدم حل أزمة الإسكان الشائكة والمستمرة، على رغم توافر الدعم المادي والمعنوي لوزارتها من أعلى المستويات. عودة للإسكان، فهذا الأسبوع انتهت فترة شهري التقديم إلى منتجات الوزارة من الأرض، أو القرض، أو كليهما. ولأن الوزارة مازال نتاجها صفراً على أرض الواقع، وكل ما مضى من عمرها هو وعود ومسكنات، فإن الوزارة وفريقها على المحك، ويجب أن تضع حداً لأزمة الإسكان، فلا مجال لمزيد من الوعود وإطالة وتمطيط الأزمة. وبما أن الحديث عن الإسكان، فالمرجو من…
آراء
الجمعة ٠٩ مايو ٢٠١٤
رغم أن استخدام المرتزقة قديم قدم التاريخ، إلا أنه انتشر بشكل كبير وبات ظاهرة عامة بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001، حتى أصبح ظاهرة يتم التعامل معها بشكل شبه رسمي، حيث توجد شركات عالمية متعددة الجنسية منتجها هو جيوش من المرتزقة تجمعهم من كل أنحاء العالم وترسلهم، حسب الطلب، لأي مكان في العالم، وتحت مسميات تناسب كل مكان، مثل القاعدة والنصرة وداعش وغيرها من التي ترفع شعارات إسلامية، وفي دول أخرى بشعارات قومية ومتطرفة، لكنهم جميعاً يخدمون مصالح دول وجهات محددة في العالم. في أوكرانيا استولت عصبة مدعومة علناً من واشنطن والأوروبيين على السلطة في كييف، عن طريق الانقلاب على السلطة الشرعية المنتخبة من الشعب. وهذه العصبة لا تنتمي بالعرق ولا الأصل أو الأرض للشعب الأوكراني، بل أتت من الجزء الغربي الذي استولى عليه الاتحاد السوفييتي من بولندا بعد الحرب العالمية الثانية، والذي لا يشكل سكانه أكثر من 8% من الشعب الأوكراني. وكان من البديهي أن يثور الشعب في باقي أجزاء البلاد ضد هذه السلطة الانقلابية، واندلعت الاحتجاجات في كل المدن الأوكرانية، وعندما حاولت السلطة الجديدة قمع هذه الاحتجاجات فشلت فشلاً ذريعاً، لأن قوات الجيش والأمن الأوكراني رفضت استخدام القوة ضد الشعب، فما كان من الانقلابيين إلا أن استعانوا بالغرب الذي أرسل لهم جيوش المرتزقة لتقوم بالعملية العسكرية الدموية القذرة…
آراء
الجمعة ٠٩ مايو ٢٠١٤
بعيدا عن اللغة العربية أو خارج فلكها ومداراتها ليس للأمة وجود حقيقي ولا هوية ساطعة ولا آداب محترمة وراسخة في حياة الناس والأجيال المتعاقبة، حيث لا يستوي الذين يحتفون بلغتهم والذين يضيعونها، لغة موليير لها قداستها في فرنسا والمساس بها جريمة، ولغة القرآن والمتنبي في آخر القائمة في بلاد العرب، لماذ؟ أمام اللغة العربية فقط نحن موجودون ومحترمون ولنا كينونتنا الثقافية الواضحة، الجلية، المميزة، المحترمة، ولنا حضورنا الدال علينا كجماعة إنسانية لها امتداداتها عبر الزمن والحضارة والتراث والتراكم في التجربة الإنسانية، اللغة العربية هي هويتنا، هي نحن، بها نكون ومن دونها لا نكون. إن جائزة اللغة العربية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على الصعيد العالمي لحضور العربية احتفاء باللغة نفسها وليس بآدابها، وليس بشاعريتها وشعرائها ورموزها الفكرية، هي احتفاء بالجذر بالأساس، بالحافظة الأساسية للأمة، وهي قبل كل شيء جائزة غير مسبوقة في الفضاء العربي، تماما كما أطلق سموه منذ سنوات جائزة الصحافة العربية فكانت الجائزة الأولى من نوعها، وكانت احتفاء بسطوة ونفوذ الصحافة، وهو أمر يحسب لدبي وللإمارات أولاً وقبل كل شيء. لقد ظل الاستياء من حال اللغة العربية، ومن الفجائع التي تتعرض لها، مسيطراً على أبناء العربية المخلصين لها، المنتمين والحريصين والخائفين من كل ما يتربص بها من أخطار ومحاولات تشويه وإضعاف ونحت في…
آراء
الخميس ٠٨ مايو ٢٠١٤
أنا آخر العنقود، بل مولدي جاء بعد انقطاع دام 9 سنوات ؛ ولهذا عمت الفرحة أرجاء البيت، والدي ـ رحمه الله ـ اشترى سيارة جديدة ( داتسون موديل 76 ) وسمًاها ( سيارة سعيد ). ثمّ ترك العمل وتفرغ للعائلة، فكثرت الرحلات والحفلات. وأصبحت أختي مريم تحتفل بيوم ميلادي سنويا، وهي التي تكفلت بمصاريف دراستي في ( مدرسة الشارقة الخاصة ) شكرا مريم. كانت حياتي هانئة مرفّهة ـ ولله الحمد ـ لكنني تَعَسْكَرْتُ كما يقولون ملتحقاً بأكاديمية الشرطة بعد تخرجي من الثانوية العامة ، وكانت فترة الإعداد الأوّلي ( 45 يوما ) صعبة حقّاً ، لأننا لم نرَ ولم نسمع ولم نكلم أحداً من العالم الخارجي ! كنت أرى بعض الزملاء يتساقطون ويخرجون، فأتعبني ذلك نفسياً ، وهنا ألهمني رب العالمين بإلهام جميل ، وهو " دام غيري رام أنا بعد أروم "أي : مادام بيننا شباب يكملون المسيرة فأنا كذلك أستطيع ! وبعد التخرج كان الحلم استكمال الدراسة العليا، فذهبت إلى أمريكا، يعلم الله أنني ركبت الطائرة وأنا لا أستطيع التفريق بين قلم الحبر و قلم الرصاص باللغة الإنجليزية ! لكني كنت أردد " دام غيري رام أنا بعد أروم " وتخرجت ـ بعون الله ـ بامتياز. وبعدها بدأت مرحلة الدكتوراة في بريطانيا وما فيها من ضبابية في البداية…
آراء
الخميس ٠٨ مايو ٢٠١٤
انطوى إخلاء حمص القديمة على دلالات عدة لا بد من مراجعتها. فالاتفاق تمّ هذه المرّة بإرادة الإيرانيين وبالتنازلات التي وافقوا عليها، خصوصاً في ما يتعلّق منها بشروط خروج المقاتلين بما يستطيعون حمله من أسلحة وانتقالهم الى ريف حمص الشمالي. كما أن وجود مفاوضَين ايراني وروسي لم يؤكد تدخّل البلدين فحسب، بل وفّر الضمان الذي بحث عنه ممثلو حمص ولم يحصلوا عليه من مندوب النظام، لكنه طرح مجدداً أسئلة مدوّية عن دوافع صمت غربي - اميركي أعطى «مشروعيةً» لهذا التدخّل. ثم إن الإيرانيين اعتبروا إنهاء معركة حمص نتيجةً تلقائيةً لمعاركهم في القُصَير والقلمون، وقد خاضها أتباعهم من «حزب الله» والميليشيات العراقية. وحين تركوا النظام يفاوض ويتوصل الى اتفاق في منتصف نيسان (ابريل) الماضي، رأوا أولاً كيف أخفق هذا الاتفاق بسبب إصرار بعض أطراف النظام على إسقاط حمص القديمة عسكرياً، ثم كيف فشلت ميليشيا «جيش الدفاع الوطني» في الاقتحامات التي حاولتها والخسائر الكبيرة التي منيت بها بالتزامن مع خسائر مماثلة في معركة كَسَب، لكن الأهم عندهم أن استرجاع أسراهم وأسرى «حزب الله» بدا مهدّداً اذا واصلوا الاعتماد على مفاوضي النظام. كان الإيرانيون والروس مدركين بأن ثمة مرحلة تنتهي في الصراع السوري، وأن مرحلة اخرى تبدأ مع استشراس متزايد للنظام في القصف بقصد تدمير الأحياء السكنية تحديداً في حلب، ولذا أرادوا استغلال فرصة…
آراء
الخميس ٠٨ مايو ٢٠١٤
بطبيعة الحال، لا يزال من المبكر الجزم باستخلاصات نهائية وحاسمة حول ثورات «الربيع العربي» وما أفضت إليه، خصوصاً أن العملية لا زالت جارية، تتقدم هنا وتنتكس هناك، طارحة على الواقع احتمالات غنية سلباً أو إيجاباً. يزيد في صعوبة الاستخلاص اكتشافنا حجم الفوارق الضخمة بين المفاهيم النظرية والكونية المجردة، كالديمقراطية والإسلام، وبين الواقع المحلي للبلدان العربية في لحظة تفجره شبه الجيولوجي، الأمر الذي يجعل القياس والمحاكمة المبكرين مهمة في غاية التعقيد. مع هذا يمكننا التوقف أمام ما آلت إليه تلك الثورات حتى الآن، بما في ذلك الإخفاقات الكبرى التي اصطدمت بها، وبالتالي ملاحظة بعض النتائج الجزئية التي تفرض نفسها بقوة علينا. والحال أن تلك الإخفاقات لا تُضعف بتاتاً شرعية الانتفاض والثورة على أنظمة سبق أن فقدت، مرة بعد مرة، كل شرعية أخلاقية أو سياسية أو في ميدان الإنجاز تنموياً كان أم اقتصادياً أم تعليمياً. كذلك، لا تقلل الإخفاقات تلك بتاتاً من أهمية الطلب على الحرية كما عبرت عنه الشعوب العربية عبر ثوراتها. فما حصل على نطاق جماهيري واسع هو الإقرار بأن نيل الحرية إنما هو المقدمة الضرورية والشرط لإحراز كل القيم الأخرى الجديرة ببني البشر. وهذا ما يستبعد كلياً نظريات المؤامرة التي درجت على وصف «الربيع العربي» بأنه نتاج صناعة مشبوهة وأجنبية هدفها «تفتيت الأمة» وإضعاف منعتها. ذاك أن النظريات المتهافتة…
آراء
الخميس ٠٨ مايو ٢٠١٤
تحولت الأمور في العالم الافتراضي خاصة "تويتر" إلى واقعية لدى كثير ممن يكتبون بأسمائهم الصريحة، وشبه واقعية لدى بعضهم الآخر، ومازالت غالباً غير واقعية لدى أصحاب الأسماء المستعارة أو بعض من يضعون أسماء صريحة لكنها في الحقيقة ليست لهم. ومع تباين الحالات تتباين أنماط الكتابة وتأويلاتها أيضا، وتظهر أحيانا قراءة النيات وتقويل الغير ما لم يقولوا لغايات بعينها، كما يظهر من يتعمدون الإساءة ظنا منهم أنه لا توجد محاسبة على ما يُكتب في الإنترنت، مثل من يعتقدون أنه يصعب الوصول إلى الأسماء المستعارة أو من يفصلون بحسب فهمهم بين الكلام المباشر الصريح وجها لوجه وبين توجيه الكلام كتابة، ويرون أن الحالة الأولى فيها إدانة والثانية لا يدان صاحبها لأنه عبر عن رأيه في العالم الافتراضي. مع تطور الزمن وتطور القوانين صار ما يكتب على "تويتر" مثلا وثيقة يعتد بها قانوناً، ولو ادعى أحدهم أنه ليس صاحب الحساب أو أن حسابه مخترق فمن السهل كشفه، وبرغم من ذلك مازال عدد من المغردين لم يدركوا تلك المعادلة، من حيث تعمدهم الإساءة أثناء الكتابة أو من حيث تعمد إساءة الفهم ومن ثم بناء اتهامات غير صحيحة. لذلك صارت فكرة التقاضي بسبب تغريدات أمرا مألوفا في مجتمعاتنا العربية لعدم فهم الكثير لأساسيات "التغريد"، وكم من دعوى رفعت ضد هذا أو ذلك لتطاول أو سب…
آراء
الخميس ٠٨ مايو ٢٠١٤
كافح إسحاق محمد حرسي، مواليد 1988، للحصول على تذكرة دخول نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين وحفل افتتاح مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة، الذي أقيم يوم الخميس 1 مايو 2014 بكل الوسائل. ظفر إسحاق بعد محاولات بتذكرتين له ولشقيقه كمال. قاتل إسحاق لمشاهدة حدث لن يشاهده. فهو كفيف. لكنه لا يفوت أي فرصة ثمينة تمر أمامه دون أن يحاول أن يلتقطها. عاش إسحاق كل لحظة في الحدث. رأى كل شيء بعيون شقيقه الذي وصف له الأهداف والتمريرات والألعاب النارية بنشوة لامست شغاف قلبه وطبعت في ذاكرته. يفقد إسحاق حاسة البصر، لكن لم يفقد حاسة الاستمتاع بالتفاصيل. استأذن من عمله في مكتبة الملك فهد العامة في جدة لحضور هذا الحدث الذي لا يتكرر. يعتبر إسحاق نفسه محظوظا؛ لأنه يسمع ويشم ويتذوق ويتخيل، وهذه الحواس تجعله يبصر ما لا نبصر، ويرى أشياء لا نراها. فخياله يضفي نكهات على المشاهد تعطيها ألوانا لا نعرفها وأشكالا لم يسبق أن رأيناها. يتابع إسحاق الدوري المحلي والمنافسات الكروية الأوروبية. يعود لبعض المقاطع القديمة المنشورة على "يوتيوب" للاعب الهلال الدولي السابق، يوسف الثنيان؛ ليستمتع بمهاراته التي يصفها المعلق بمتعة ويتأثر ويطرب بها إسحاق. يلعب إسحاق كرة القدم مع أقرانه، ويتمنى لو كان أخف وزنا حتى يصبح لاعبا ماهرا يخترق الصفوف واللاعبين بسلاسة. أكثر ما يضايق إسحاق…
آراء
الأربعاء ٠٧ مايو ٢٠١٤
في مقالته أمس، قال الدكتور توفيق السيف: "إصدار قانون حماية الوحدة الوطنية أصبح ضرورة، كي نحمي أنفسنا وأبناءنا ومستقبلنا من تجار الكراهية هؤلاء". لقد كان مجتمعنا ولا يزال، تغلب عليه المراعاة واللياقة، التي تفرض قدرا كبيرا من الاحترام للإنسان، أيا كان لونه أو جنسه أو رؤيته. إن الانتقائية في ممارسة الكراهية تفضي إلى إقصاء ينقلنا إلى إقصاء آخر. وأججت وسائل التواصل الاجتماعي بعض النعرات التي أصبح من اللازم تهذيبها. لم يعد من المسوغ أن يظهر مقطع يوجه الإهانة لشخص بسبب لونه سواء تلميحا أو تصريحا. ولم يعد من المجدي السماح لشخص يسيء إلى لاعب بسبب طائفته. هذه النماذج وسواها، من الأمور التي تؤسس للكراهية، لا بد أن تتسامى المجتمعات العربية ومن ضمنها مجتمعنا عنها. نعم نحتاج إلى قانون ضد الكراهية، وهذا القانون ينبغي أن يتبنى وضع تصوراته مركز الحوار الوطني وجمعية وهيئة حقوق الإنسان ومجلس الشورى. هذه المبادرات صمام أمان تعلي قيمة إنسان هذه الأرض الذي اختار أن يكون ولاؤه لله ثم للوطن والقيادة، لكنه لم يختر اسمه ولا لونه ولا المنطقة أو الطائفة التي ينتمي إليها. المصدر: الإقتصادية
آراء
الأربعاء ٠٧ مايو ٢٠١٤
أمن الخليج العربي، الوطني والإقليمي، هو القضيّة المحوريّة التي تتداعى إليها نُخبة من المسؤولين والأكاديميين والمفكرين الخليجيين في ملتقى حيوي نظمه «مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة» (دراسات) بمملكة البحرين، يومي 23 و24 من شهر أبريل المنصرم. هذا المركز النشط، له اهتمام خاص برفع وعي الخليجيين حيال الحاجة إلى بلورة مفهوم استراتيجي، جديد وشامل، للأمن الخليجي، يعتمد على الخليجيين أنفسهم، وله قوّة الردع والموازنة. وقد سبق للمركز أن عقد المؤتمر الأول عن الأمن الوطني والأمن الإقليمي قبل عامين في فبراير 2012، وكان له أصداء واسعة في الساحة الخليجية. رئيس مجلس أمناء المركز الدكتور محمد عبد الغفار، وهو مستشار جلالة ملك البحرين للشؤون الدبلوماسية، مفكر وباحث في مجال الأمن الاستراتيجي، وله كتابات متميّزة في هذا الشأن، افتتح المؤتمر بكلمة لخّص فيها أبرز عوامل التغير الضاغطة. العامل الأول: إن «التحولات الكبرى» التي تشهدها المنطقة، تغير في «التحالفات الكبرى» للخليج بحلفائه التاريخيين، شئنا أم أبينا. العامل الثاني: إن تغير تلك «التحالفات» يتطلّب من الخليجيين مراجعة مفهومهم للأمن الاستراتيجي، على غرار ما تفعله دول حلف شمال الأطلسي كل عشر سنوات. إن بقاء الحال من المحال، ومن التفريط أن تظل استراتيجية دول الخليج، الأمنية والدفاعية، معتمدة على استراتيجيات الحلفاء في زمن بدأت فيه «التحالفات» تتغيّر وتتفكك. العامل الثالث: إن المنظومة الخليجية، متجانسة في نظمها السياسية،…
آراء
الأربعاء ٠٧ مايو ٢٠١٤
تدور في الساحة الداخلية الإماراتية (المجتمع الحقيقي والافتراضي) أسئلة كثيرة حول الأهداف الحقيقية لحالتي الاعتداء ضد الأسرتين الإماراتيتين في العاصمة البريطانية لندن. الفضول يقتل الناس لمعرفة من المستفيد من الاعتداءين، أو من الذي يقف وراءهما، بل يصل الأمر أحياناً إلى الاستفهام عما إذا كان هناك استهداف للإماراتيين، أم أن الأمر محض مصادفة، على اعتبار أن الجريمتين تُعتبران سابقة فيما يخص الإماراتيين، وعلى اعتبار أنهما وقعتا في مدة زمنية قصيرة وفي مكان واحد، هو فندق كمبرلاند الذي لا يبعد كثيراً عن بادينجتون، وكذلك لأن طريقة تنفيذ الجريمتين تقريباً كانت متشابهة، على الأقل من حيث الأدوات التي كان يحملها المجرمون، وهي المطارق والسكاكين. تبدو أسئلة الرأي العام الإماراتي وقلقه طبيعيين في ظل مجموعة من الاعتبارات. أول تلك الاعتبارات: هناك إدراك إماراتي لقدرات الشرطة البريطانية «اسكتلنديارد» في القبض على المجرمين والكشف عن تفاصيل أي قضية وفي زمن قياسي، وهم يستندون في هذا الإدراك إلى حادثة تفجير محطة القطارات في لندن عام 2005، وهي تُعتبر أكبر في تفاصيلها من هذه الجريمة. ثاني تلك الاعتبارات: معروف عن مدينة لندن أن مناطقها وشوارعها مراقبة بكاميرات تسجل ما يتم لحظة بلحظة، بل إن الإحصائيات العالمية تقول، إن نحو 20 في المئة من كاميرات المراقبة في العالم موجودة في لندن، ما يعني أن مسألة كشف أحداث الجريمتين ممكنة…
آراء
الأربعاء ٠٧ مايو ٢٠١٤
طلب النجاة البدائي الغريزي فقط هو ما يجعل الكائن الحي يتراجع مذعورا إلى الخلف عند استشعار الخطر. ليس في هذا التراجع محاولة انتصار، بقدر ما فيه من محاولة المقاومة مؤقتا من داخل الأسوار. إذا كان مفهوم الهجوم إلى الأمام هو أفضل وسيلة للدفاع عند الأمم اليقضة المتحفزة، فإن التراجع إلى الخلف هو الوسيلة المفضلة للدفاع عند الأمم المتبلدة. التبليد هنا لا يحصل بالأعشاب المخدرة والعقاقير وإنما باجترار مجد مضى زمنه ولا يمكن استرجاعه بالوسائل القديمة. إنه تخدير معنوي يشبه الإقناع بنجاعة الرمح والسيف ضد الصاروخ والقذيفة، أو بكفاية السلاح الذي يشترى من السوق العالمي لمقاومة صانعيه، وهم لا يبيعون للآخر سوى ما تقادم في المخازن واستبدلوه بما هو أحدث منه. محاولات استرجاع بيت المقدس وبلاد الشام من الصليبيين كلف أهل المنطقة مائتي سنة من الرضوخ والإذلال الديني والتاريخي ومئات الألوف من القتلى والسبايا، بالإضافة إلى الثروات المنهوبة. شجاعة وصبر صلاح الدين، مضافة إلى صراعات الغزاة الصليبيين في ممالكهم الأصلية حسمت النتيجة النهائية، لكن ما الذي حدث بعد ذلك؟ الذي حدث هو بالضبط تقبل ألف عام من الهزائم المتكررة داخل الأسوار القديمة. الغزاة استقووا وعادوا من جديد، ولكن بالأبحاث العلمية وتطوير الترسانة الحربية والآلة الدعائية، أما الطرف الآخر فاكتفى بالعودة إلى ماضيه، مثل حليمة التي لا تترك عاداتها القديمة. الغزاة القادمون…