آراء
الإثنين ٠٥ مايو ٢٠١٤
عندما أجد منشأة حكومية تحقق إنجازا وتترك أثرا، أتأمل في قائدها. القائد في أي منشأة هو المحرك. هذا الأمر يمكن أن نلاحظه من خلال نشاط هذه الوزارة أو تلك. أحيانا تكون صورة وزارة ما ترتبط في الذهن بالبطء والضبابية. لكن هذه الصورة سرعان ما تتغير بتغير الوزير. الحقيقة أنني لا أنظر إلى هذه المسألة باعتبارها مسألة إيجابية، بل أعتبرها من ملامح الخلل الإداري الذي يحتاج إلى علاج. إن الوزارة أو الإدارة عندما تخضع للسمات الشخصية للمسؤول عنها، تتأثر بتغيير المسؤول سلبا وإيجابا بشكل كبير. لا يمكن إنكار أهمية السمات والمهارات الشخصية لرب العمل، لكن من الضروري أن تكون هناك ضوابط تحمي العمل من التراجع. هناك مشروعات تتوقف في بعض المنشآت لأن الوزير قد لا يراها جيدة. رغم أن هذه المشاريع معتمدة وسبق إقرارها من الوزير أو المسؤول الذي قبله. عندما تتأمل في حال بعض المنشآت، تشعر بألم شديد، لأن بعض المشروعات تعثرت ستة أعوام أو أكثر، ليس بسبب عدم وجود اعتمادات، بل لأن أولويات الوزير الجديد تغيرت. نحتاج إلى رقابة تحمي الاستراتيجيات الحكومية من الاجتهادات، مع إتاحة مرونة تسهم في إثراء هذه المشروعات لا إيقافها أو إلغائها. المصدر: الاقتصادية
آراء
الإثنين ٠٥ مايو ٢٠١٤
كثيراً ما يذهب الباحثون الاجتماعيون العرب في نقدهم الثقافي لواقع البنيات الاجتماعية العربية إلى أن مركزية ومحورية الجماعة في هذه البنيات يحول دون تشكل الذاتية الفردية الحرية التي هي الإطار القيمي للممارسة الديمقراطية التعددية. وإذا كان البعض يحيل إلى الأطروحة الخلدونية المعروفة حول المقومات العصبية لنظام السلطة والدولة في السياق العربي الوسيط بامتداداته الراهنة، فإن البعض الآخر يذهب إلى الحفر في الرؤية العقدية الإسلامية نفسها التي يرى أنها تقوم على نفي الفرد وذاتيته من منطلق أولوية الجماعة، التي هي الحقيقة الإنسانية الوحيدة المعترف بها في نظام الاجتماع الإسلامي. ينطلق هذا النقد من ثنائية الفرد- الدولة القومية التي تعبر عن ارتباط عضوي وتلازمي بين مقولة الذات في ذريتها ولا تعينها، أي انفصامها عن كل سياقات الهوية الجماعية بمختلف دلالاتها والدولة من حيث هي إطار تعايش وانصهار الخصوصيات الذاتية المتمايزة. وقد كنا توقفنا عند الجذور اللاهوتية البعيدة لهذا التصور للذاتية الفردية في المجال المسيحي الوسيط وتحولاته الراهنة في الخلفيات القانونية والسياسية وما تطرحه من إشكالات فكرية وعملية عويصة، فإن ما نريد أن نبينه هو أن مفهوم الجماعة في نظام الاجتماع الإسلامي الوسيط بلور تصوراً مغايراً لهذه الثنائية، مما يفسر الخلل النظري الكبير في تصور الإسلام السياسي المعاصر للدولة (الإسلامية ) بديلاً لمفهوم الجماعة كتعبير عن الهوية الكلية المشتركة. تتعين الإشارة هنا أن…
آراء
الإثنين ٠٥ مايو ٢٠١٤
كنت استيقظت هذا الصباح وأنا عازمة على تجنب الحديث عن بكتيريا التشدد والتزمّت التي تنشرها بعض الأخبار، ولو من باب الاستراحة والكتابة عن موضوع خفيف ظريف، لكنني للأسف وجدت نفسي امتلأت أسى وأنا أطالع خبرين، أحلاهما مر. فالأول يقول إن إمام وخطيب مسجد خالد بن سعود في الرياض، وهو أيضاً عضو في لجنة المناصحة التابعة لوزارة الداخلية - كما ذكرت الصحيفة - يحذّر في خطبته من السفر إلى بلاد الكفار، لأنه حرام، وأن من يموت فيها سيدخل النار. فالإسلام يدعو إلى الهجرة منها، فكيف نسافر إليها؟ يُذكر أن أعداد المسافرين من السعوديين السياح يبلغ ملايين كل عام، منهم من يقضي إجازته في لندن وفي إسبانيا وأستراليا وكوريا، مثلما يسافر المسؤولون والمشايخ إليها سائحين وفي مهمات عمل، وصورهم تملأ الصحف، ولا تنفك إعلانات المكاتب السياحية تعرض رحلات مخفضة لبقاع الدنيا تملأ الصحف، فما الداعي إلى هذا الكلام الذي تزايد منذ عامين تقريباً؟ إنه بكل اختصار هجوم ممنهج على برنامج الملك عبدالله للابتعاث، الذي ينتسب إليه 150 ألف مبتعث ومبتعثة، بعضهم ذهب مع عائلاته، وتزامنه برامج ابتعاث أخرى لقطاعات مثل النفط والهندسة، هذا غير المبتعثين على حسابهم الخاص، يدرسون الطب والهندسة والملاحة والطب التطبيقي وإدارة الأعمال والمحاسبة والقانون في جامعات متطورة، تقدم المنهج العلمي في أحدث تطبيقاته، ليس هذا فحسب، بل يتعاملون…
آراء
الإثنين ٠٥ مايو ٢٠١٤
عرض برنامج الثامنة الذي يديره الأستاذ داود الشريان على إم بي سي مشهداً أقرب إلى أحداث مسرح تراجيدي. أم تستقبل ابنها بعد أن زج به شيوخ الفتنة في واحدة من أقذر الحروب الأهلية. نجاة الابن الصغير من المعركة العبثية التي يديرها أساطين الحقد الأبدي أعجوبة تضاف إلى الأعاجيب التي أدارت حياة كثير من الصغار الذين تم توظيفهم أدوات لتحقيق مجد هؤلاء وثرواتهم. لا يكفي أن تغرورق عيناك بالدموع وأنت تشاهد ذلك المشهد المؤلم. لا يكفي أن تعبر في التويتر أو غيره عن تعاطفك مع هذه الأم التي اختطف طفلها في عتمة العقل وغياب الإحساس بالمسؤولية الإنسانية عند شيوخ الظلام والفتنة، حان الوقت أن تفعل شيئاً. في أكثر من مجلس تسمع من يقول إن هؤلاء يتاجرون بالدين أو تسمع من يقول إن بعض الآباء سذج بسطاء أو تسمع من يقول إن هؤلاء الأطفال المندفعون ينتسبون إلى عائلات غير مدركة. أي كانت الخلفيات الثقافية والتعليمية للضحايا تبقى مسؤولية حمايتهم مسؤولية الحكومة والمجتمع. عندما نقول الحكومة يسعنا أن نحدد بسهولة الجهات صاحبة المسؤولية (وزارة الداخلية وزارة الشؤون الاجتماعية وزارة الشؤون الإسلامية وربما تضاف إليها بعض الجهات الرسمية الأخرى). لكن من هو المجتمع. قبل أن نحدد من هو المجتمع علينا أن نحدد المأساة. نبدأ بتعريف الجريمة ونسميها باسمها لكي نتمكن من تقديم من يقترفها…
آراء
الأحد ٠٤ مايو ٢٠١٤
في العالم النامي بصفة عامة، والعربي على وجه الخصوص، هناك حال من شبه العداء الدائم بين المسؤول البيروقراطي والمواطن. إذ يشعر المواطن بنظرة دونية من البيروقراطي، يعزوها إلى قوة «الكرسي» الذي يجلس عليه البيروقراطي، في حين يشعر البيروقراطي بأنّ المواطن كثير المطالبة ودائم التذمر من سوء عمل البيروقراطي. لذلك، عندما يفلس المسؤول البيروقراطي من المنطّق وتعيّيه الحجة في قضية ما، يلجأ لاستراتيجيات بيروقراطية عدة لتمييع القضية. في مقدم هذه الاستراتيجيات الشهيرة عندنا، تأتي «استراتيجية الصراخ»، والتي تتلخص في إطلاق البيروقراطي قذائف الشخصنة والموقف الشخصي والمصلحة الشخصية على صاحب القضية. وإذا كان مفعول هذه الاستراتيجية ضعيفاً، أو أنّ الموضوع محرج إعلامياً للبيروقراطي، فسيقوم بالاتّكاء على «الاستراتيجية العاطفية»، من خلال اتهام الطرف الآخر بالمغالطة واستخدام حجج واهية، أو من خلال كلمات التهييج والاستعداء والعزف على «وتر» الوطنية والمواطنة والمزايدة على مصلحة الوطن وأمانة الوظيفة والعمل. وحين لا يجدي استخدام هاتين الاستراتيجيتين، يضطر البيروقراطي لاستخدام استراتيجية «الكيماوي المزدوج»، من خلال التخويف بسوط الحكومة أو الدِّين أو كلاهما، وذلك بحشر وإقحام اسم أو هيبة الدولة والسلطة السياسية، سواء بمناسبة أم بغير مناسبة، أو لي عنق الآيات والأحاديث النبوية الشريفة لدعم وجهة نظره التي تفتقر لأبسط الحجج والمنطق. وللأسف الشديد، لجأ وكيل الأمين للتعمير والمشاريع والمتحدّث الرسمي لأمانة منطقة الرياض المهندس محمد الضبعان إلى جميع…
آراء
الأحد ٠٤ مايو ٢٠١٤
تسلمّت «أرامكو» مشروع مدينة الملك عبدالله الرياضية، وأنهت مهمة البناء في عام واحد. قبل ذلك تولّت بناء جامعة كاوست وأنهتها في وقتها. أرامكو بصراحة تضرب أروع الأمثلة في القدرة على التنفيذ وبالجودة المطلوبة. هناك مثل شعبي قديم أذكره منذ نعومة أظافري يقول: «الرخيص مخيس»، ويعني ببساطة أن الأرخص ليس هو الأفضل، أو بمعنى آخر تجنب السلعة الرخيصة جداً. أتناول هذا المثل كتوظيف لملاحظاتي وملاحظات الكثير من المهتمين حول نظام المناقصات الحكومية في المملكة، وخصوصاً مشاريع البناء. كما نعلم جميعنا هذا النظام يركز كشرط أساسي على ترسية المشاريع إلى المتعهد الأقل سعراً على افتراض توافر بقية الشروط الفنية، وهو نظام ربما يبدو ظاهراً جيد، غير أن المشكلة تكمن في التفاصيل. وجود مثل هذا النظام يتطلب وجود الجهاز الحكومي القادر على اختيار المنفذ «المقاول» الأفضل من خلال قدرة أفراد هذا الجهاز على تقويم المقاولين تقويماً مهنياً، ثم القدرة أيضاً على الإشراف الدقيق والعادل، الذي يستند على أحدث المعايير الدولية في الإشراف على المشاريع. نتيجة لإصرارنا على التمسك بهذا النظام، ونتيجة لعدم توافر مثل هؤلاء الأفراد في الكادر الوظيفي الحكومي بمراتبه ورواتبه التي نعرفها، فتمت ترسية مشاريع على أطراف غير قادرة على التنفيذ، وتم اختيارهم فقط لأن عطاءاتهم كانت الأقل كلفة. بسبب ذلك تأخرت وتعثّرت الكثير من المشاريع لدينا، وهي في الغالب مدارس…
آراء
الأحد ٠٤ مايو ٢٠١٤
لا بد من أن المناورة العسكرية الأكبر في تاريخ السعودية الأسبوع الماضي لفتت أنظار كثيرين. شملت جميع أفرع القوات المسلحة، ودارت عملياتها في مناطق ثلاث من مناطق المملكة في وقت واحد، وبتوجيه من مركز واحد للقيادة في العاصمة الرياض. كانت المناورة سابقة، ليس فقط من حيث الحجم، بل من حيث إدارة هذه المناورة في ثلاث مناطق تفصل بينها مئات، بل آلاف الكيلومترات. الرسالة التي تنطوي عليها، في هذا التوقيت الإقليمي المضطرب، واضحة، والطرف المعني بهذه الرسالة واضح أيضاً. هل ترى المملكة بأن خطراً ما بدأ يلوح في الأفق، وأن المناورة هي لوضع القوات في أجواء الحرب قبل حدوثها، أم أن الظرف الإقليمي وما يحبل به من تطورات، وصل إلى مرحلة ربما يغري بعضهم بمغامرة؟ مهما يكن، تحمل المناورة رسالة بأن المملكة مستعدة لأي ظرف، ولمواجهة أية مغامرة محتملة. ومع أهمية هذه الأسئلة، إلا أنني لم أتفاد هاجس أن لهذه المناورة علاقة ما بزيارة الرئيس الأميركي أواخر آذار (مارس) الماضي للرياض. بحجمها وسابقتها وتوقيتها توحي المناورة أن الرياض لم تكن مطمئنة لما جاء به الرئيس الأميركي إليها. لا نعرف ما الذي دار في قمة الرياض، لكن الرئيس أوباما أجرى ما بين 2012 و2014 ثلاثة أحاديث مطولة مع اثنتين من أهم المجلات الأميركية، «نيويوركر» و«أتلانتيك»، وثالثة مع موقع «بلومبرغ فيو» الأميركي أيضاً…
آراء
الأحد ٠٤ مايو ٢٠١٤
حينما تعود في هذا الحر القائظ إلى منزلك وتجد التيار الكهربائي منقطعا، فسوف يفيض جسدك بعفاريت وشياطين الدنيا وسوف يعبثون بك كما لو كانت شبكة أعصابك لعبة الإلكترونية، عندها سترتطم بكل الجدران وليس أمامك إلا الصبر أو مواصلة الارتطام. وفي حالة الصبر ربما تحصل على اعتذار من الشركة السعودية للكهرباء، هذا إذا كان الانقطاع مرثونيا، أما لو كان الانقطاع لمدة ساعة أو ساعتين، فكل اليقين بأنك سوف تواصل تخبطك بين الجدران ولن تفلت من عفاريت (القايلة)، حتى وإن حصلت على الكلمة الذهبية (آسفين)، فإنها ستأتي متأخرة جدا بعد أن فرخ العفاريت في مخيلتك عشرات الصور التي لا تقبل بها وأنت في حالة انشراح، لكن شركة المياه الوطنية أكثر استفزازا، إذ أن قطعها للماء لا يقارن بتاتا بانقطاع التيار الكهربائي، فأحياء الأطراف من مدينة جدة تستفتح كل صيف بغياب الوايتات، ومن لديه شبكة فعليه الانتظار لأيام قبل أن يجد قطرة ماء. وانقطاع المياه والكهرباء (الموسمي) غدا داء متغلغلا في كل مدينة، وتتعامل وزارة المياه والكهرباء مع هذا الداء بقرص (آسفين)، تتبعها جملة هوائية (ما في اليد حيلة). وأعذار الوزارة لا تقدم ولا تؤخر، بل تبقيها في موقع المقصر دائما، وكان بإمكاننا التعامل مع سوء خدماتها كبقية الخدمات المقدمة مجانيا، إلا أن لهذه الخدمة جيوبا تفتحها لنا شهريا لندس بها أموالنا مقابل…
آراء
الأحد ٠٤ مايو ٢٠١٤
ينشغل عدد من الساسة اليمنيين في تهيئة المشهد القادم بعد الانتهاء من صياغة الدستور، الذي يجري إعداد نصوصه بعيدا عن الأنظار، بصورة تثير شبهات كثيرة حول أسباب التكتم الشديد والعمل خلف أسوار من السرية المريبة، كما تدور مفاوضات وترتيبات بين أصحاب القرار في المركز المقدس، ومن يسير في ركبهم للإعلان عن الأقاليم الستة التي تم إقرارها إداريا بصورة تخالف كل المبادئ واللوائح التي صاغتها اللجنة الفنية، وكذا بالمخالفة للآلية التنفيذية المزمنة ومتناقضة مع مقررات لقاءات الموفينبيك، ولما كانت صنعاء قد اعتادت صم آذانها إزاء رغبات الناس وعمدت على تثبيت الأمر الواقع الذي يتناسب مع هوى حكامها، فمن المرجح أن يشهد العام الحالي وثيقة دستورية جديدة وتكريسا لتقسيم جغرافي يعيد الخطوط التي تركتها بريطانيا في الجنوب ويقسم الشمال مذهبيا في اتجاهات عجيبة. في ظل المشهد القادم المتوقع وبحسب ما هو مخطط له في أذهان من صاغوه، فإن الخطوات التالية للمرحلتين السابقتين ستشمل إقرار الدستور كيفما صاغه الخبراء، ثم الإعداد لانتخابات رئاسية ونيابية بحسب صيغ ما زالت مجهولة للمواطنين، وإن كانت معلومة لبعض من المستشارين أصحاب الثقة والخبرة الذين تمرسوا في هذا المجال.. ثم هناك الغموض الشديد في الطريقة التي ستدار بها الأقاليم وعلاقتها بالمركز، الذي يعاني من أمراض مزمنة يعجب المرء معها عن طبيعة العلاقة التي ستنشأ بين المركز والأقاليم المتنافرة…
آراء
الأحد ٠٤ مايو ٢٠١٤
كتبت هذا المقال بعد مغادرتي مطار دبي في لحظة الذروة كما يُقال، حيث آلاف من البشر يتحركون في أرجاء المطار، منهم من وصل من رحلته وآخر يستعد لها. والسؤال الذي خطر في بالي: لماذا أحب هؤلاء الإمارات حتى فضلها بعضهم على بلده الأم؟ لن أتمكن بكل صراحة من الإجابة عن هذا السؤال، فقررت أن اسأل كل من أتعامل معه في هذه الرحلة، ولا تعتبر هذه الآراء نتيجة استطلاع علمي، ووصلت إلي إجابات مختلفة لعلي ألخصها في محورين أولهما الأمن والأمان وثانيهما المعايير الدولية في مستوى الحياة والخدمات التي تُقدم. من يتأمل في البنية التحتية في الإمارات ومستوى الطرق والفنادق والمنازل والمدارس أو المستشفيات وغيرها من لوازم الحياة الكريمة من الناحية المادية، يجد أن هناك معايير عالمية تم اعتمادها لهذه الخدمات جعلتها تضاهي ما هو موجود في كثير من مدن العالم الكبيرة مثل نيويورك وباريس أو سنغافورة. لاشك أن تأمين هذا المستوى من الخدمات استقطب الكثير من الناس لجعل الإمارات مركزاً لإدارة أعمالهم والسعادة في حياتهم الخاصة. وهم يتحدثون عن مستوى الحياة في الإمارات تذكرت فترة دراستي في أميركا عام 1987 عندما كنا نسافر في المطارات المزدحمة مثل «هيثرو» في بريطانيا وشيكاغو في أميركا مقارنين هذه المطارات بمطاراتنا المتواضعة حينها، ونقول كطلبة في حواراتنا متى تكون في الإمارات مثل هذه المنجزات.…
آراء
السبت ٠٣ مايو ٢٠١٤
شاهدت الفيلم الأميركي الساخر The Campaign وهو ليس أفضل أفلام هوليوود، وبالتالي لا أنصح به، إلا إذا كنت مهتماً بموضوع المقالة، وهو الصناعة والعمل والبطالة في السعودية والخليج، فهي تشرح ومن دون قصد من كاتبها حالاً كارثية في سوق العمل عندنا، بقدر ما تصلح أيضاً كمادة تعليمية تشرح بسخرية سوداء نظام الانتخابات الأميركية وعملية صناعة الساسة هناك. لا يفارق الفيلم الحقيقة عندما يقول إن أصحاب المال الجشعين في الولايات المتحدة هم الذين يصنعون الساسة هناك، وذلك بتمويل حملاتهم الانتخابية من أجل أن يخدموهم لاحقاً، ولنقد هذه الحقيقة عمد الفيلم للمبالغة، فالمرشحان المتنافسان على مقعد في الكونغرس، ويستخدمان أقذر الوسائل لتشويه بعضهما بعضاً، بينما يمول حملتيهما في الوقت نفسه ومن دون أن يعرفا ذلك رجلا أعمال يخططان لضمان وصول أحدهما إلى المنصب المنشود، حتى يمرر قانوناً يجيز بيع مقاطعة في الولاية بكاملها للحكومة الصينية، فيصبح من حقها نظاماً نقل مئات الآلاف من العمالة الصينية الرخيصة إلى هناك، بما في ذلك أطفال، للعمل في مصانع يقيمانها بالشراكة مع الصينيين في تلك المقاطعة وفق أنظمة الصين، فلا يحصلون على حق الهجرة، ولا يتمتعون بقوانين العمل الأميركية التي تحدد حداً أدنى للأجور ورعاية صحية وحقوقاً نقابية، فيبقون «وافدين» إلى ما لا نهاية، بينما يستفيد رجلا الأعمال الفاسدان، بخفض أجور الشحن الباهظة من الصين إلى…
آراء
السبت ٠٣ مايو ٢٠١٤
عندما كنتُ طالباً في الجامعة، كنتُ أزور المجمّع الثقافي في أبوظبي بين الفينة والأخرى. حيث لا يمر أسبوع دون أن تتزين أروقته بملصقات تُبشّر بفعالية ثقافية جديدة، كعرض مسرحي، أو موسيقي، أو معرض فني، أو عرض فيلم مميز. وكان مجرد دخولي إلى مكتبة المجمّع يُشعرني بأنني في حضرة الأديب الأرجنتيني (خورخي لويس بورخيس) الذي اشتُهر بلقب «أعمى بيونيس آيرس». ويُعد بورخيس من أشهر أدباء أمريكا اللاتينية، وكان مُحباً جداً للقراءة والجلوس في المكتبة، وعندما أصابه العمى كانت أمه تقرأ له. وقال قبل موته عبارته الشهيرة: «أظن أن الجنة ستكون شبيهة جداً بالمكتبة». وكنتُ حريصاً على حضور معرض «الكتاب بدرهم» الذي يُباع فيه أي كتاب بدرهم واحد فقط، وكم كانت سعادتي كبيرة وأنا أغادر المعرض وسيارتي تَنُوءُ بِحمْل الكتب. لقد كان المجمّع هو الصرح الثقافي الأبرز في الإمارات، فلقد خرج منه معرض أبو ظبي للكتاب، ومسابقة أفلام من الإمارات التي تُعد بداية الحركة السينمائية في الإمارات، وفكرة الكتاب المسموع. وبعد أن أُزيل المجمّع وظهرت هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، ظننا أنها ستقتات على منجزات المجمّع، ولكن لم تمضِ بضع سنوات حتى أحدثت الهيئة نقلة نوعية للحراك الثقافي. فلقد ظهر مشروع (كلمة) الذي أعتبره – شخصياً – من أهم المشاريع الثقافية في تاريخ الإمارات والمنطقة، وتوالت الجوائز التشجيعية والتكريمية للأدباء والمثقفين. ولا…