آراء

آراء

اتهام بلير بالحرب الصليبية!

الثلاثاء ٢٩ أبريل ٢٠١٤

أثار خطاب نشر لرئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير جدلا لم يهدأ، وهذا يعني أن صوته حقق أول أهدافه، فتح النقاش على مصراعيه. ومعظم الصراخ ضده جاء من نشطاء من الجماعات الإسلامية في بريطانيا، والمنطقة العربية. والسلاح الذي رفع ضد بلير لم يكن سوى سكاكين التشويه والتخويف، واتهام بلير بأنه أعلن الحرب على الإسلام، وأنه يقود حربا صليبية. ماذا قال حتى أغضب وحوش الساحة؟! باختصار، الكاتب يقول بضرورة التمييز بين المسلمين والمتطرفين، وأنه يجب التعاون الدولي لمحاربة الفكر المتطرف. وهو ما يقوله إمام الحرم المكي في السعودية، وشيخ الأزهر في مصر، وما وقعت عليه معظم المراجع الإسلامية المعتبرة. لغة التخويف هي صيغة خطاب الإرهاب نفسه، نفس ما كان يبرر به زعيم «القاعدة» الراحل بن لادن، أن من يعارضه ويلاحقه من الغرب هم صليبيون يشنون حربا ضد الإسلام. وهذا ما فعله كتّاب الجماعات الإسلامية باتهام من ينتقد الجماعات المتطرفة بأنه يهاجم الإسلام! في حقيقة الأمر، ما قاله، ودعا إليه بلير في مقاله، الذي أعتبره من أهم ما كتب في هذا الشأن، في الحقيقة وقفة رائعة إلى جانب غالبية المسلمين، ودعوة لإنقاذ الإسلام المعتدل المحاصر، ودعم للجهود الإسلامية لتنظيف الدين ممن شوهوا سمعته. ولم يتوان عن نقد موقف الغرب، مثلا في تخليه عسكريا عن المعارضة السورية المعتدلة وترك الساحة للجماعات الإرهابية. والذي…

آراء

خطف فتيات باسم الإسلام.. وبوكو حرام النيجيرية

الإثنين ٢٨ أبريل ٢٠١٤

هجوم مسلح على مدرسة بنات وخطف ما بين مئتين 200 ومائة وتسع وعشرين 129 فتاة، تتراوح أعمارهن بين 15-18، خبر صادم بكل ما يحمل من هول الأرقام والمضمون ونحن لم نستكمل. ونأتي إلى تحديد المكان لنتنفس الصعداء، ربما، فهذا الحادث الكارثي يجري في مكان بعيد، في شمال شرق دولة في غرب إفريقيا، يعني بعيدة عنا.. هناك في نيجيريا في مدينة تشيبوك من ولاية بورنو الاثنين الماضي (14 أبريل 2014)، أيضاً بعيدة ولا تربطنا بها إلا خطوط واهية من التضامن الإسلامي والأوبيكي (نسبة إلى منظمة الأوبك). لكن ما يُضاف إلى ذلك أن هذه الدولة هي أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان، وأكبر دولة إسلامية في إفريقيا بما يقارب الثمانين مليوناً (من مئة وخمسين مليوناً). والمتهمون بالاختطاف هم جماعة تعلن أنها مسلمة وتجاهد باختطاف النساء في سبيل الله بالإضافة إلى أعمال عنف أخرى تطال كل شيء وإنسان، بل تكررت من يومين (18 أبريل)، حيث قتلت طفلة تبلغ من العمر خمسة أعوام عندما اقتحم مسلحون مجهولون مجمعا سكنيا لأعضاء هيئة التدريس بإحدى المدارس النيجيرية في مدينة يانا بولاية باوتشى بشمال البلاد وقاموا باضرام النار فى العديد من المنازل والبنوك وعلى مدرسة ثانوية حكومية للبنات وحافلة تابعة للمدرسة وأحد الأعمدة الخاصة بالاتصالات السلكية واللاسلكية قبل فرارهم من مكان الهجوم. أعتقد أني هنا أقترب…

آراء

“ليبرالي.. إمبريالي”

الإثنين ٢٨ أبريل ٢٠١٤

‭‮من السذاجة الواضحة في منطق العديد من الأشخاص المنخرطين في نقاشات وسائل التواصل الاجتماعي، الذين في غالبهم لا يفرقون بين الشيوعي والشيعي مثلا، أو بين الليبرالية والإمبريالية، هو كونهم يرون أن نقد عمل أي مسؤول هو طيف من أطياف المعارضة، أو العمل ضد المصالح العليا للوطن، واصفين النقد والناقد في حين بأنه معاد، وفي حين آخر بأنه أداة في يد جماعات معادية، أو دول كارهة، أو جماعات مناهضة، وهي أوصاف لا تمت للحقيقة والواقع بأي صلة، فنقد العمل الحكومي هو من أهم مكونات المجتمعات الحية، التي تتشكل بفعل التغيرات والمتطلبات لتواكب العصر وآمال الشعوب. من أهم مظاهر هذه السذاجة ـ وربما أسميها التخلف الفكري ـ هي نظرة البعض لأي نقد يطال أيا ممن يصفون أنفسهم برجال الدين، ولا أقول الدين الحنيف ذاته، باعتباره نابعا من فكر ليبرالي معاد للدين وأسسه المقدسة العظيمة، في وقت يجهل أغلبهم ما هي الليبرالية؟ كمفهوم سياسي أو فكري، ولا يعرفون عنها إلا ما كتبه وقاله خصومها، ممن يرون في كل تيار فكري يغرد بشكل مختلف عن نمطه المعتاد، أنه خارج عن الدين وعدو له، متناسين أن عظمة الفكر الإسلامي عبر العصور الزاهرة، التي يتفاخر بها هؤلاء ـ عندما تضيف لهم ـ كانوا في أغلبهم مفكرين قاموا بالنظر للأمور بشكل مختلف، إما من أجل مواكبة الزمان،…

آراء

كورونا: بين الطبيب و المهندس!

الإثنين ٢٨ أبريل ٢٠١٤

يبدو أن فيروس كورونا في طريقه ليدخل التاريخ السعودي بطريقته الخاصة. فبغض النظر عن الزاوية الطبية التي لا تزال ساخنة بغياب المعلومات الكافية عن الفيروس، وغياب أي لقاح أو علاج له حتى الآن، وبغض النظر عن الإجراءات المتبعة للوقاية و العزل للمرضى. فهناك زاوية أخرى لا تقل إثارة عن الزاوية الطبية تتمثل في الجانب الاجتماعي وطريقة تفاعل السعوديين كأفراد ومجتمع مع الأحداث المصاحبة لظهور المرض. ربما هي المرة الأولى التي يتحول فيها حدث طبي إلى قضية اجتماعية ساخنة، زاد من حرارتها طريقة تعاطي إدارة الدكتور الربيعة مع الأزمة فزادتها تعقيداً واحتقاناً. سخط واحتجاج اجتماعي عارم ليس على غلاء الأسعار أو شح الوظائف أو لأن الراتب لا يكفي الحاجة. السخط كان مميزاً ونوعياً هذه المرة.. سخط يقول (المعلومة لا تكفي الحاجة).. و (من حقنا أن نعرف الحقيقة كاملة دون تجميل) بلغ السيل الزبى مع سياسة التكتيم والتطمين الباردة التي مارستها وزارة الصحة لسنوات، وتجاوزتها لتمارس التطنيش والتجاهل في حالات أخرى حتى وجدت نفسها دون أن تدرك أمام ثورة رأي عام صلبة لا تقبل أي تجاوب أو تفاعل يأتي حين يأتي قليلاً جداً ومتأخراً جداً. سيذكر التاريخ السعودي أن وزير الصحة الطبيب البارع تمت تنحيته ليحل محله مهندس لا علاقة له بالطب، في وسط المواجهة مع فيروس غامض لا يعرف العلم عنه…

آراء إيران سنّية

إيران سنّية

الإثنين ٢٨ أبريل ٢٠١٤

بدأت إيران التي تتخذ من المذهب الشيعي الاثني عشر مذهبا رسميا لها وتنصب نفسها المدافع الأول عن حقوق الشيعة في العالم، تكشف عن مخاوفها من زيادة عدد الإيرانيين السنة الذي بدأ يحدث تغييرا فعليا في تركيبتها السكانية من حيث الانتماء المذهبي. وفيما توقع بعض الباحثين والخبراء أن تتحول إيران إلى المذهب السني خلال ربع قرن بناء على إحصاءات سكانية موثوقة أظهرت أن الكفة أخذت تميل باتجاه السنة الذين يتراوح عددهم بين 20 مليونا و25 مليون نسمة بينهم مليون في طهران، برزت صرخات مدوية من شرائح اجتماعية مختلفة ورموز نخبوية مقربة من القيادة الإيرانية باستدراك الأمر قبل استفحاله وتحول إيران من المذهب الشيعي إلى المذهب السني أو «الوهابي» كما يحلو لإيران تسميته. ولم يتوان بعض المسؤولين الإيرانيين عن اتهام السعودية وأمريكا بالوقوف وراء زيادة النمو السكاني لدى السنة، خصوصا في سيستان وبلوشستان على الرغم من الحرمان والفقر. ولفتوا إلى أن الإيرانيين الشيعة التزموا بسياسة تحديد النسل التي فرضتها الحكومة منذ سنوات، بينما لم يلتزم بها السنة بناء لفتاوى حرمتها أطلقها مشايخهم. 1,000,000 سني في طهران إيران تعود إلى المذهب السني خلال 25 عاما انتشرت في الأوساط الإيرانية خصوصا النخبوية منها خلال الفترة الماضية، أنباء وتقارير أثارت هواجس أمنية ومذهبية وسياسية لدى الدوائر الحاكمة في طهران. وهذه المخاوف ليست بسبب تهديدات عسكرية…

آراء

لماذا هرب مكتشف كورونا؟

الإثنين ٢٨ أبريل ٢٠١٤

بدلاً من الاحتفال بعالم طب يضمه مستشفى سعودي، ضايقت وزارة الصحة الدكتور علي محمد زكي، مكتشف الفيروس الجديد من عائلة كورونا والذي سبق له أن تعرض لتحقيق ومضايقة سابقة من ذات الوزارة على اكتشافه وجود فيروس حمى الضنك في السعودية. سأقدم حكاية الدكتور علي زكي كما أخذتها من أفضل مصدرين حصلت عليهما في هذا الخصوص (جريدة اليوم، عدد الخميس الماضي، وإذاعة هولندا، الموقع الإلكتروني). سأبدأ بسرد حكاية الدكتور علي مع الفيروسات في بلدنا و»الرعاية» التي لقيها من وزارة الصحة جراء اكتشافاته. استقطب مستشفى الدكتور فقيه في جدة الدكتور علي زكي المتخصص في الأحياء الدقيقة سنة 1993 ليعمل في حقل الفيروسات. ويقول زكي أنه هو الذي أسس معملاً للفحوصات الفيروسية في المستشفى في ذلك الوقت. وبعيد سنة من عمله في جدة لاحظ أن بعض المرضى يكونون في حالة صحية سيئة لكن لم يكن ممكنا تشخيص حالتهم بسبب أن نتائج فحوصاتهم للأمراض المتوطنة بالمملكة تكون سلبية، أي أنهم سليمون. لم تكن تُجرى لهؤلاء المرضى فحوصات على حمى الضنك، لأن المملكة كانت تصنف بوصفها بلدا خاليا من هذا المرض. بعد سنوات، أي في 2005-2006، اكتشف زكي بمساعدة باحث فرنسي، أن هؤلاء المرضى تعساء الحظ مصابون بفيروس جديد من عائلة فيروسات حمى الضنك، وأطلق على الفيروس الجديد اسم «الخمرة» نسبة لمنطقة الخمرة في جدة،…

آراء

مآلات القضية الجنوبية بعد التقسيم

الأحد ٢٧ أبريل ٢٠١٤

تناولت المواقع الإخبارية اليمنية أنباء حول عودة وشيكة للرئيس الجنوبي السابق حيدر العطاس إلى اليمن بعد فترة طويلة قضاها في المنفى منذ 1994، وجرى تفسير الخبر على أنه نتيجة للقاء أخير جمعه مع الرئيس هادي في الكويت على هامش القمة العربية الأخيرة، وسبقه لقاء في قطر قبل عام، وبين اللقاءين لم تتوقف الاتصالات بينهما، وإذا تأكدت المعلومات فإن ذلك سيكون حدثا مهما لمكانة الرجل وقيمته المعنوية في الجنوب، وخصوصا في حضرموت. دلالة الخبر تكمن بداية في غرابته.. لقد كان الرئيس العطاس من بين الأعلى صوتا في المطالبة باستعادة الدولة الجنوبية بعد فترة انتقالية يتحول فيها اليمن إلى إقليمين (جنوبي وشمالي) يجري بعدها استفتاء في الجنوب، وظل متمسكا بفكرته وساعيا لجمع القادة الجنوبيين حولها، وتبدل موقفه قليلا بعد أن تفاهم مع الرئيس علي ناصر محمد الأكثر تمسكا بروابط خاصة بين الشمال والجنوب، ونتج عن اتفاقهما إعلان القاهرة الذي دعا إلى قيام دولة اتحادية بين الشمال والجنوب، وهو ما نادى به الحزب الاشتراكي قبل وأثناء لقاءات الموفنبيك، وإن اختلف موقفه المعلن عما جرى وراء الكواليس من الاتفاقات الجانبية التي جرت مع ممثليه في اللقاءات ومهروا معها توقيعاتهم على كل ما يخالف قرارات الحزب، بل وما يتناقض مع بياناته. فجأة، تحول موقف الرئيس العطاس وصار أقرب إلى ما توصلت إليه اللجنة التي قامت…

آراء

لندن.. تساؤلات مشروعة

الأحد ٢٧ أبريل ٢٠١٤

منذ أسابيع قليلة، تابعت الصحف البريطانية باهتمام خبر استقالة كولين ماثيوز، مدير مطار هيثرو في لندن، التي جاءت على خلفية تقدم مطار دبي الإماراتي عالمياً على مطار هيثرو البريطاني. وعبر ماثيوز عن أسفه، لأنه في الوقت، الذي تهتم فيه دول العالم بتطوير مطاراتها، لم يكن من المملكة المتحدة إلا إهمال تحذيراته، وخسارة اللقب، الذي حافظوا عليه سنوات طويلة. هذا الخبر عاد إلى ذاكرتنا فور حادثة الاعتداء الأولى على ثلاث إماراتيات، في أحد فنادق لندن، الذي ما زالت تفاصيله لم تقدم لنا إجابات شافية عن كل ما حدث، ولم نشعر بأن ما اتخذته السلطات البريطانية من إجراءات يكفي، للكشف عن المتورطين في هذا الاعتداء، الذي تبعه، وفي فترة وجيزة، اعتداء آخر على إماراتي وزوجته في شقتهم السكنية، في حي آخر في لندن، من قبل سبعة أشخاص. ما حدث في لندن من اعتداءات على الإماراتيين، يفتح أبواباً للتساؤلات والتكهنات، لأن الاعتداءات استهدفت الإماراتيين، رغم أنهم ليسوا أكثر زوار لندن ولا أغناهم، ولأنه لا يمكن حصر الهدف من الاعتداءات في سرقة مبالغ زهيدة، تم الاستيلاء عليها، ولا يمكن أن تبرر حجم جرائم، وقعت بأساليب قاربت على إنهاء حياة أسر، بل دمرت أوضاعهم الصحية. وهددت استقرار بعضهم النفسي نتيجة الترويع، فلو كانت الإجراءات الأمنية، التي اتخذتها بريطانيا في حادث الاعتداء على الإماراتيات كافية، ولو…

آراء

سعودية_تنظف_زجاج_المحل

الأحد ٢٧ أبريل ٢٠١٤

هذا الوسم ظهر في مطلع الأسبوع الماضي في «تويتر». قصته تتمثل بوضع أحد المغردين صورة لفتاة سعودية تعمل - كما يبدو - في متجر داخل مجمع تجاري، وقد وقفت بعباءتها ونقابها أمام «فاترينة» المحل لتنظفها. واضح أن هذه الفتاة بائعة وما تقوم به في متجر صغير هو جزء من التسويق، فنظافة «الفاترينة» تعبِّر عن احترام المتجر لزبائنه. لكن الصورة أثارت بعضهم، كما اتضح، وبدأوا بالنيل من الوطن ووزير العمل، وتوغلوا كثيراً في التأويلات إلى حد العفة والشرف وامتهان المرأة، ووصلوا إلى توزيع الثروة إلى آخر تلك الإسطوانة الرديئة. في «تويتر» - وإضافةً إلى بعض البسطاء المتحمسين - لا يمكن أن نغفل عن وجود حركيين، سواء من بقايا فلول «الصحوة» أم ذلك «الخريف» العربي المشرذم، وهؤلاء لا يمكن أن يفوِّتوا مثل هذه الفرصة، كما فعلوا في وسم «الراتب لا يكفيني». أهداف هؤلاء بالطبع ليست المحافظة على الفتاة وعفتها، بل النيل من الحكومة. لو أن عمل هذا الفتاة- وهو عمل شريف لا غبار عليه - هو المشكلة، فلماذا صمتوا إذاً أمام مهزلة «المسيار» التي ليس بها إلا النيل الجنسي من المرأة بعد أن يُرغِموها على التنازل عن حقوقها كاملة كزوجة؟ ولماذا صمتوا عن المرأة التي تفترش الرصيف وتجلس تحت أقدام المارة لتبيع المكسرات في لهيب الشمس، وعندما تحدثنا عن السماح لها بالبيع…

آراء

نفذها يا مركز الحوار

الأحد ٢٧ أبريل ٢٠١٤

من الأيام المشهودة ذلك اليوم الذي أهدى فيه خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ للشعب بشارته بقوله: "يسعدني أن أتحدث إليكم لأعلن عن موافقة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله ـ ويرحمه ـ على قيام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني". وكان الهدف من ذلك الإشهار كما أعلنه الملك عبدالله هو "أن يتطور الحوار حتى يكون أسلوبا بناء من أساليب الحياة في المملكة العربية السعودية". وبالفعل أنشئ المركز في عاصمة البلاد بتاريخ 24/5/1424، وانطلق في مسيرة هادئة وجميلة ليحقق من خلالها أهدافه الثمانية المعلنة، من خلال أنشطة محلية ثمانية أيضا. وعلى ذات النهج الحواري بادر خادم الحرمين العالمَ كله بفكرة الحوار بين أتباع الديانات والحضارات والثقافات، التي قبلَها العقلاء في الدنيا، وطوروها إلى إنشاء مركز (الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات) في العاصمة النمساوية. مركزنا المحلي ـ مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ـ بعد المسيرة المطمئنة أراد أن يطور مسيرته، وأن يستشرف مستقبله فجمع نخبة من المفكرين والأكاديميين والأدباء في المنطقة الشرقية، ثم في منطقة مكة المكرمة، وكان لي شرف المشاركة في حضور الجولة المناطقية الثانية من جولات البحث عن واقع ثقافة الحوار في المجتمع السعودي وسبل تطويره، وفعالية اللقاءات الوطنية، واستشراف مستقبل المركز، لتحسين برامجه في ظل المتغيرات التي نمر بها،…

آراء

هل يغير «كورونا» بعض العادات؟

السبت ٢٦ أبريل ٢٠١٤

مرة سألت طبيباً هل القفاز الذي تضعه في يديك حماية لك من المريض أم حماية للمريض منك ومن مريض آخر؟ اكتفى بابتسامة مع وضع قفاز جديد، وحين يضع الطبيب والممرض قفازاً جديداً أمام المريض لا شك سيطمئنه أكثر، ويؤسس لعلاقة أعمق، لكن كثيراً ممن يستخدم القفازات البلاستيكية يحمي نفسه ولو على حساب الآخرين حينما لا يغير هذا القفاز في كل مرة، ونرى ذلك في المطاعم اليد «المقفزة» تصول وتجول في كل مكان ثم تعود إلى تجهيز طعام أو غيره من خدمات ملامسة. ومن حق «المخدوم» السؤال والتأكد، الآن نحن أمام فايروس «كورونا»، ولا يعرف عنه - بحسب المعلن - سوى محطته الأولى، ومحطته الأخيرة، أما المجهول فحلقات جوهرية. طريقة العدوى المعلنة المحتملة هي انتقال الفايروس بالمخالطة القريبة، ألا يمكن لنا محاولة تغيير بعض العادات، يمكن لنا التأسيس ليكون السلام بيننا مصافح وحتى بالإشارة مع إلقاء السلام، أخف وأيسر من سلامنا المعتاد وكأننا على سفر دائم. أقلها في حال استثنائية مثل ما نعيشه من هاجس الفايروس، ومثل هذا زيارة المرضى المنومين وفي العناية المركزة، الحاصل أن الزيارات طويلة وبعدد كبير، وهي مثار خلاف وتصادم غالباً بين إدارة المستشفى ومن يزور مريضاً. وبين الهلع وحذر يستهدف الاستعداد والوقاية... فارق، لكننا لا نستثمر الوقاية بالتوعية إلا عند اشتداد الأزمة، بمعنى أنها رد فعل…

آراء

كمامات «كورونا»

السبت ٢٦ أبريل ٢٠١٤

طلبت مني ابنتي أن أحضر لها كمامات من الصيدلية. رغم يقيني أن الأمر لا يحتاج، إلا أنني فعلت. قال لي الصيدلي الذي كان يبرر الزيادة المفاجئة في أسعار الكمامات والمطهرات بمختلف أنواعها: زاد الطلب فارتفع السعر. دخلت أحد المستشفيات الخاصة، وشاهدت عددا محدودا من المراجعين يضع كمامة. أجزم أننا لسنا بحاجة إلى هذه الكمامات، قدر حاجتنا إلى مزيد من التوعية حول "كورونا". من المؤكد أن الكل يتلقى أخبار إصابات "كورونا"، لكن تبقى التوعية أقل كما ونوعا. ومن الضروري أن تكون هناك كفاءة في إيصال المعلومة، حول ما هية هذا الفيروس. إن تضخيم المخاوف من "كورونا" ناتج عن الجهل بها وعدم معرفة كيفية مواجهتها. وفي فترة سابقة مارست وزارة الصحة بطئا في التفاعل مع الأمر، والتقليل من مخاطره ـــ وهي محقة ربما ــــ لكنها لم تتمكن من كبح جماح الشائعات بإدارة الأزمة من خلال معلومات واضحة وعبر وسائل مختلفة، بما في ذلك المساجد. فلم يحدث مثلا أن شارك منبر المسجد في تقديم معلومات عن "كورونا" وكيفية التعامل معها. لم يقل إمام مسجد مثلا للمصلين إن الله سبحانه وتعالى قد رفع الحرج عن المزكوم وبالتالي ليس مجبرا على الحضور لصلاة الجماعة. الأمر نفسه يتعلق ببيئات العمل، إذ يندر أن تجد من يقتنع أن الإنفلونزا عندما تصل إلى مستوى معين مبرر يستحق الراحة…