آراء

آراء

مواجهة «حزب الله» بخطوات التطويق السياسي

السبت ٢٦ أبريل ٢٠١٤

طرح الكاتب السعودي أحمد عدنان في مقاله «لا تنسوا حزب الله» («الحياة» 17/3/2014) فكرة استخدام الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب كمدخل لمواجهة الدور السلبي لحزب الله اللبناني في الوقت الراهن بالمنطقة، مقترحاً إصدار مجلس جامعة الدول العربية قراراً يعتبر «حزب الله» منظمة إرهابية، وموضحاً أن من شان القرار مقاطعة (أو عدم اعتراف) أي حكومة لبنانية تضم وزراء من «حزب الله»، بما يخدم في النهاية الدولة اللبنانية الوطنية ويقويها. ويضيف: «الدولة اللبنانية في حاجة إلى حافز عربي ودولي لتقوم بدورها وتبسط سيادتها عبر احتكار حق الإكراه المشروع واحتكار قراري السلم والحرب، وأعتقد أن عزل حزب الله هو السلاح الأمضى». مقال أحمد عدنان مبادرة مبتكرة وقوية، من خلال اللجوء إلى الآليات السياسية لاحتواء دور حزب الله السلبي، يجدر النظر إليها كونها تضع «حزب الله» وسلاحه ودوره في سورية، أو حتى داخل لبنان، تحت طائلة التحرك السياسي العقابي الفعال بدل خطابات إعلامية لا تمثل أكثر من جعجعة بلا طحن. ما تفتقده السياسة العربية هو السياسة، وأن تكون ساحة الصراع هي قاعات الاجتماعات والتحركات السياسية بدل شاشات التلفزيون التي ملئت صراخاً بلا نتيجة. منذ اندلاع الثورة السورية وتحركات حزب الله في المنطقة لا تصب إلا في إشعال مزيد من الفتنة الطائفية التي يدعي الحزب محاربتها، فتدخل الحزب القوي في سورية كان بمثابة الراية التي حشد…

آراء

مهددات الخليج: العطش وإيران والليبرالية…

السبت ٢٦ أبريل ٢٠١٤

«أيهما أخطر علينا في الخليج، العطش أم الهيمنة الإيرانية؟». لا أحد يحب هذا النوع من الأسئلة الافتراضية، خصوصاً عندما يكونون نخبة من المسؤولين والسياسيين والباحثين الذين أمضيت معهم يومين في البحرين نبحث في مهددات «الأمن الوطني والأمن الإقليمي لدول الخليج» بدعوة من مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة. تصدرت إيران بالطبع قائمة المهددات هي وأطماعها التوسعية ورغبتها في الهيمنة والتدخل، تلاها، وهذا مهدد جديد، «الانقسام غير المسبوق» بين دول الخليج، وفق توصيف الأمير تركي الفيصل في كلمته الافتتاحية، هذا الانقسام الذي يكاد أن يضيع أعظم مكتسباتنا وهو مجلس التعاون الذي على رغم تقصيره وفّر بنية تحتية عبر اتفاقات، ليس سياسية فقط بل حتى عسكرية، في سعيه الى «الأمن الجماعي» الذي يحتاج كي يقترب من الكمال خطة محكمة متوافقة من مستحدثات الحروب الدفاعية، لتشكيل منظومة ردع فعّالة خلال أقل من 24 ساعة في حال تعرض واحدة أو أكثر من دول المجلس للخطر، وقد فصلها في المؤتمر أمير آخر هو نايف بن أحمد بن عبدالعزيز الباحث في الاستراتيجيات والأمن. المهدد الثالث هو «الانكفاء الأميركي» أو عدم الثقة بالأميركيين الذين يفترض أن يكونوا حلفاء كل دول الخليج بعدما وقّع الجميع معهم عشرات الاتفاقات الأمنية والدفاعية، ولكن على رغم ذلك ثمة شعور واسع بين المجتمعين أنهم أحد المهددات، وإن انفرد باحث عماني بتفنيد ذلك…

آراء

رئيس جديد من عائلة بوش!

السبت ٢٦ أبريل ٢٠١٤

يحكي الرئيس بوش الابن أنه بعدما قرر الترشح لانتخابات منصب حاكم ولاية تكساس، قام بالاتصال بأمه ليخبرها بالنبأ السعيد إلا أنها ردت عليه بالقول: «لا تحاول، لا يمكنك الفوز!». الأم غير المشجعة أبدت ذات الاعتراض على الأخبار عن ترشح ابنها جيب بوش للانتخابات الرئاسية المقبلة. قالت الأم مرة أخرى إن هناك عائلات أخرى غير عائلة بوش قادرة على إنتاج القيادات السياسية. لا أحد بين الجمهوريين يهتم لآرائها «السلبية» ويصفها بعضهم بأنها لا تمسك لسانها وتخرج عن النص دائما، في محاولة للتقليل من تأثيرها على الناخبين. لكن الحقيقة أن اسم جيب (61 عاما) يبدو الآن أكثر رواجا من بين المرشحين الجمهوريين الذي يسعون لاستعادة البيت الأبيض وإنهاء أيام الرئيس أوباما الكئيبة بالنسبة لهم. جيب يبدو أكثر من غيره الشخص الأقوى لمقارعة الديمقراطيين والفوز عليهم. كبار الجمهوريين الخبراء بطبيعة السباقات الانتخابية يلتفون حوله لإدراكهم بقدرته على المنافسة والانتصار. أما لماذا هذه الرغبة الجمهورية المتزايدة لدفعه للصفوف الأمامية؟ فلأكثر من سبب. جيب أكثر من غيره قادر على جمع الأموال والمساعدات التي تلعب دورا كبيرا لإنجاح حملته الانتخابية ومنحها الزخم والحيوية لأطول وقت ممكن. مؤخرا اجتمع المتبرعون وأهم جامعي الأموال وأعلنوا دعمهم له وهذا دليل كبير على ثقتهم به. بحسب الـ«واشنطن بوست»، قائمة المائة الأهم، الذين دعموا رومني أعلنوا الاصطفاف خلفه. من المؤكد أن…

آراء

تفتيت الوزارتين شرط نجاحهما

الجمعة ٢٥ أبريل ٢٠١٤

نشرت صحيفة «سبق» الثلثاء الماضي تحقيقاً جميلاً عنوانه «وزارة الصحة تُسقط 14 وزيراً منذ إنشائها... ولسان حالها: لم ينجح أحد». عنوان التحقيق صادق وصائب ولافت للانتباه، ويفتح باب السؤال: لماذا؟ أي لماذا لم يخرج وزير للصحة من هذه الوزارة وقد حقق شيئاً يستحق الإشادة؟ وبالطبع لا يشبه وزارة الصحة إلا وزارة التربية والتعليم. فعلى رغم أن الأرقام تقول إنهما أكبر وزارتين حظيتا بالدعم المالي والمعنوي، إلا أن التحسّن في أدائهما كان محدوداً على رغم تعدد الوجوه فيهما كثيراً. ومع التمنيات للوزيرين الجديدين للتعليم والصحة، إلا أن علاج مشكلة هاتين الوزارتين يكمن - من وجهة نظري - في تفتيتهما، وفصلهما إلى وزارات مستقلة عدة. ولنبدأ على الأقل بخمس وزارات مصغرة للصحة، ومثلها للتعليم في مناطق الغربية والشرقية والوسطى والشمالية والجنوبية. فالفصل واستقلال كل منطقة بإدارة أو وزارة تعليم، ومثلها للصحة، سيسهل «الكونترول» والإدارة، كما سيخلق التنافس بين المناطق في تحسين التعليم والصحة. ولتوضع الخطوط العريضة لسياسة التعليم والصحة للجميع، ويترك أمر التفاصيل والتطبيق مرناً لكل منطقة على حدة. ولو فُعل هذا، لرأينا من ينتقل من الشرقية إلى الشمالية بحثاً عن التعليم الجيد لأبنائه، وبالمثل سنرى انتقال المواطن من الغربية إلى الجنوبية بحثاً عن الرعاية الصحية الجيدة. وكلما صغر حجم الجهاز، سهلت السيطرة عليه إدارياً وإنتاجياً، وقلّ حجم الهدر والفساد فيه. فلنفتح…

آراء

المحامي الصغير!

الجمعة ٢٥ أبريل ٢٠١٤

كان الفتى الصغير يجلس مع والديه حول طاولة الطعام في انتظار وجبة الغداء، وفيما يبدو كمحاولة من الوالدَين لتبديد زمن الانتظار ، بادر الأب بسؤال ابنه حول مهنة الغد التي يحلم بها ،كان جواب الابن - الذي لا يتجاوز عمره عشر سنوات على أبعد تقدير- سريعاً و بلا تردد : سأصبح محامياً ، ثم أعقب الإجابة بوصفٍ لمظهر المحامي، لباسَهُ وهيبته ، و وصفاً للمحكمة التي يُفترض أنه سيعمل بها مستقبلاً . كان تشجيع الوالدَين قوياً حين وعدا صغيرهما باصطحابه إلى المحكمة في أقربِ وقتٍ كي يعيش أجواء المكان ويتعرف عليه ويشبع ميوله ويعزز رغباته. ولكم أن تتأملوا معي ، أليس ذلك شعوراً جميلاً حين نُسهم منذ وقتٍ مبكر في توجيه أبنائنا وإرشادهم مهنياً؟ حين نرسم معهم خارطةَ الطريق التي سيتّبعون إحداثياتها كي يبلغوا مرادهم ؟ أليس رائعاً حين يُحدد أبناؤنا طموحاتهم المستقبلية بوضوح تام وإيمان عميق ؟ موسمُ العطلة الصيفية على الأبواب ـ الصيف هو غالباً مفترقُ الطرق ، فيه تقفُ الخيارات أمامنا أو ربما نحن من يقفُ ، نقفُ واضعين كل الاحتمالات الممكنة والمتاحة أمام الأبناء ، في الصيف يحملُ الميزان على كفتيه إيجابيات خياراتهم وسلبياتها. وفيه غالباً نتخذُ معهم القرار الأخير . كونوا قريبين من أبنائكم وبناتكم و ساعدوا في تهيئتهم منذ الآن إن لم يسبق لكم…

آراء

توفيق السيف.. نوَّر الله دربك

الجمعة ٢٥ أبريل ٢٠١٤

التجارب التي يمر بها الحفيون بالطموح هي حالات تطهر عالية التركيز من أدران الرحلة ــ كل رحلة ــ ومهما كانت مرارتها فإن فضلها الأول والأبدي أنها تعيد الإنسان دائماً إلى ذاته الحلوة كي يعتدل صافياً ورائقاً كما بدأ؛ إن اختلت به مقادير الملح والسكر، أو زادت من حوله بهارات البغي الاجتماعي المتمذهب بالبله والاستعداء؛ لقد وُلد الإنسان حراً ثم تمذهب فانشطرت حريته ومن ثم احتقنت، ورفعت عقيرتها بالبغضاء في غير أوانها، ولا أوان أبداً للبغضاء بين البشر إن كانوا يعقلون.. الخيارات عدة كي يُصبح الإنسان شيئاً مذكوراً ومهماً في هذه الدنيا؛ الثراء والجاه والمنصب وغيرها من الملهيات التي تذهب مع الرياح، ولكن أعظمها وأكثرها بقاء عند العقلاء أن يكون الإنسان إنساناً بالمعنى العميق للإنسانية، وأن يتجاوز عقد التصنيف ومحاولات الابتلاع الهمجي المنظم، وأن يسمو على الجراح التي تصيبه في رحلة فنائه الدنيوي، وكلنا فانون وذاهبون مهما فعلنا وتشبثنا بقشرة الأرض.. ما تحت سطح الجمجمة هو الحضارة المهيمنة التي تحدد مستقبلك وبقاءك وصمودك في مواجهة المحن، ومهما حاولت التغطية فستكشف الأيام عن مقدار حضارتك المختبئة تحت سطح جمجمتك، ويا لها من حضارة واثقة ورائعة يا عم توفيق تلك التي جعلتك مقبلاً على الدنيا لا مدبراً برغم المطبات والصعاب!! حراً يولد الإنسان ومكرهاً يموت، وما بينهما توجد بصمتك، ورنة صوتك وبهاء أفكارك،…

آراء

هل يعود المسيح؟

الخميس ٢٤ أبريل ٢٠١٤

من يكره عودة الأنبياء والمرسلين، لدنيا ملأها البشر موبقات ودماء وشرورا؟ لا أحد بطيعة الحال. لكن ما نحب ليس دائماً هو الذي يكون حتما. ليس ذلك حكماً على روح الله بالغياب الأبدي، فان المسيح عليه الصلاة والسلام، هو أعلى شخصية منتظرة، في الأدبيات الدينية. وإذا كان السنة والشيعة هم الآخرون يستبشرون بنزل المهدي المنتظر. على اختلاف بين الفريقين في تفاصيل ذلك. فإن المسلمين والمسيحيين أيضاً ينتظرون "المسيح". ولكن كلاً على طريقته. بل إن ذوي الكتاب المقدس "التوراة" هم الاخرين ينتظرون المسيح، وباتت شرائح واسعة من "الإنجيليين" كما يوثق باحثون مثل راشد المبارك (مفكر سعودي) ترى واجب دعم الدولة الإسرائيلية التي (قيل) إن منظريها اقنعوا الانجيليين بأن عودة المسيح مشروطة بعودة الملك السليماني، وعرشه المجيد. وليس هذا التقاطع الوحيد بين الاديان السماوية، فالطريقة التي يحتسب بها المسيحيون حلول (عيد الفصح/ القيامة)، هي نفسها تقريباً التي يحتسب بها المسلمون مناسباتهم الدينية. وبمناسبة ذلك العيد الذي حل هذا العام في 20 من نيسان (ابريل) الجاري، يشهد الشارع المسيحي الديني حراكاً واسعاً، ويكتب الباحثون ما يعتقدونه مبشراً بتحقيق آمال عودة المسيح. وفي احدث تلك الكتابات، يقارن الباحث جاي باريني في مقالة كتبهالـcnn بين الأناجيل الثلاثة، ونظرتها إلى الطريقة التي عاد بها المسيح على فرضية انه عاد، وتلك التي يُنتظر انه سيعود بها على فرضية…

آراء

الساحر… عادل فقيه

الخميس ٢٤ أبريل ٢٠١٤

اللافت في إعفاء عبدالله الربيعة أنه جاء بعد ساعات من إقرار مجلس الوزراء برنامجه في معالجة «كورونا» ما يعني، غالباً، حدوث تطور معلوماتي مهم خلال الساعات اللاحقة أدت إلى الإعفاء. ويبدو أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز استشعر الخطر، الذي عايشه سابقاً في حمى الوادي المتصدع، حين كان ولياً للعهد، ما دفعه إلى قطع زيارته لفرنسا والتوجه إلى جازان مباشرة، فاتخذ قراره الفوري والحاسم بالتغيير. الرسالة الواضحة هي أن الملك لا يقبل مساساً بحال المواطن وصحته. وهي رسالة للوزراء المتقاعسين في عملهم ليدركوا أن الرضا لا يدوم إلا بقدر الخدمة، وأن الناس، عند الملك، هم الهم الأول والأخير. عادل فقيه سيصنع فرقاً واضحاً لأنه نتاج بيئة لا ترتهن إلى البيروقراطية. هذه هي نقطة تباينه مع غازي القصيبي الذي كان، على رغم نقائه الذهني الحاد، تربية القطاع البيروقراطي، ما أضعف إنجازاته، وطعن في قدراته على رغم فرادتها وامتيازها. المهندس عادل ابن نقي للقطاع الخاص. وأبرز جهوده أنه أحال وزارة العمل إلى مؤسسة قطاع خاص من دون أن يصطدم ببيروقراطية الحكومة ودوائر عملها التي لا تفضي إلى نتيجة فاعلة. أبقى عادل فقيه فريق العمل الحكومي من دون مساس بوظائفهم لأن مرجعهم هو وزارة الخدمة المدنية، إنما استثمر صلاحياته الوزارية في إنشاء فريق فاعل وترك للبيروقراطيين فرصة الخيار، إما الحركة أو السكون. سينجح فقيه…

آراء

انقطاع تراثي

الخميس ٢٤ أبريل ٢٠١٤

تحدثت ذات مقال عن إمكانية أن يبلغ العالم مرحلة التوثيق الإلكتروني فقط فيختفي شيء اسمه المخطوطات نتيجة الاستغناء عن الورق فلا يورث عصرنا الحالي للأجيال المقبلة سوى مخطوطات إلكترونية قابلة للضياع بكبسة زر أو خطأ إلكتروني. إلى ذلك بات كثير من الكتاب والمبدعين يكتفون بالأرشيف المحفوظ على مواقع الصحف أو مواقع الكتب ولا يحتفظ أحدهم بالنسخ الورقية، مما يعني أن ذلك الأرشيف بدوره عرضة للفقدان لو أُغلق الموقع أو أصابه خلل أدى إلى مسح المعلومات المخزنة فيه، وقد حدث هذا الأمر أكثر من مرة في العديد من المواقع. قلة الاهتمام بحفظ الورق ربما تتسبب في حدوث انقطاع تراثي، فالجيل الذي سبقنا ترك كثيرا من المخطوطات الورقية فيما قل عدد المخطوطات لدى الجيل الحالي، وربما تتلاشى لدى الجيل المقبل.. وهنا قد يتساءل البعض عما إذا كان عصرنا الحالي يمكن أن يترك بصمة بعد قرون عدة، وهل سيكون لوقتنا الراهن ذكر عند الحديث في الغد البعيد عن الآثار والتراث، أم سيبقى ما تركه الذين سبقونا هو المسيطر على المشهد التاريخي والتراثي؟ هل تستطيع الأبنية الشاهقة والأبراج أن تصمد مئات أو آلاف السنين لتغدو حينها شاهدا أثريا على مطلع الألفية الثالثة؟ وإن لم تصمد، فهل هناك من سوف يهتم ببقاياها ليجعلها من آثار الأولين لمن سيأتون بعدهم؟.. وما إلى ذلك من تساؤلات قابلة…

آراء

موظف من أهل الجنة!

الخميس ٢٤ أبريل ٢٠١٤

الأحد صباحاً، يتوافد الموظفون وأرباب الأعمال نحو مقار عملهم، منهم من يعلق في زحمة لا ترحم، ومنهم من يبكر، وفي البكور بركة. ومع بدايات هذا اليوم يتجمع عادة زملاء العمل دقائق، للحديث عن برامجهم، وكيف كانت إجازة نهاية الأسبوع، فمنهم من قضاها مع عائلته في منتجع، أو تجربة جديدة في مطعم جديد، ومنهم ــ وللأسف ــ كأنه لم يغادر مقر عمله، فالإجازة عنده كانت عملاً في عمل! بعدها يبدأ الجد، وتبدأ الاجتماعات، وتدور الحوارات حول نتائج الأسبوع الماضي، والمهام الجديدة للأيام المقبلة، فهناك من كان ناجحاً في تنفيذ المهام، وهناك المقصّر، نحفّز الأول، وننبه الآخر ونحثّهُ على بذل المزيد! ننهي الاجتماع الأول، وندخل مرحلة التنفيذ من خلال أداء الأعمال المطلوبة، والرد على مراسلات الجهات الأخرى، والذهاب إلى اجتماعات مختلفة، يحدث فيها التجاذب والخلاف، وقد تُدْهَشُ لأمور قد حدثت دون علمك، ولا تعرف على من تلقي باللوم! وأحياناً تناقش فكرتك الجديدة شفوياً داخل أروقة الاجتماع، وسرعان ما تجدها قد دوّنت باسم آخر (سبقك بها عكاشة!). وخلال اليوم تجد مَنْ في قلبه غضبٌ على إجراء معين من زميله في العمل، وآخر لا يريد العملَ معك، وتجدُ فريقَ عمل لا يجتمع ولا ينجز، وموظفاً متميزاً، ولأنه متميز تقع جميع المهام على عاتقه، وآخرين يأتون ويخرجون ولم يضيفوا إلى أنفسهم ولا إلى عملهم مثقال…

آراء

هل يفعلها بشار ويخسر الانتخابات؟

الخميس ٢٤ أبريل ٢٠١٤

ألا تظن أن بشار الأسد قرر تنظيم انتخابات رئاسية في سوريا، حتى يجد لنفسه مخرجا من الأزمة، فيخرج بأسلوب شرعي؟ وسط هذه الفوضى، سألني أحد المتفائلين دائما، أو ما نسميهم بالحالمين! إنما من يعرف سيرة بشار الأسد لم تفاجئه الأحداث الماضية، ولن تقنعه الوعود. فالرجل ينوي البقاء رئيسا على سوريا غصبا، وبكل الوسائل، من قتل الناس بالبراميل المتفجرة إلى لعبة الصناديق الانتخابية. أما، لماذا اختار تجشم العناء بإجراء انتخابات، يخير فيها مواطنيه من يكون رئيسا عليهم، وهو الذي رفض رغبتهم بالرحيل، وهدم البلد على رؤوسهم تأديبا، الأسباب لأنه يظنها تكسبه المزيد من الوقت، وتلهي الغرب، وترسل إشارة صريحة بأنه باق سنوات طويلة في الحكم. فقد كان بإمكانه تأجيل الانتخابات لعام أو اثنين بحجة أن البلاد في حالة حرب، ويستمر رئيسا. فهو يدرك أن الناس تسخر من مسرحية الانتخابات، وقد تستفز القوى الكبرى التي تسعى لحل سلمي. الأسد خبير في هندسة الانتخابات، فقد سبق وزورها حزبيا وبرلمانيا، كما زورها أبوه نصف عمره. ومن المؤكد أنها ستكون انتخابات «نزيهة»، بمعنى أن كل الأصوات ستذهب له، لأن الناخبين لن يتجرأوا على التصويت لصالح غيره. فالذي قتل عشرات الآلاف دون أن يميز بينهم أو يعرف هوياتهم، لأنهم تجرأوا على رفضه، من المؤكد سيكون أسهل عليه قتل من لا يصوت لصالحه بوجود اسمه والشارع الذي…

آراء

د. الربيعة: السمعة العلمية المشمسة.. أبقى

الخميس ٢٤ أبريل ٢٠١٤

.. العاملون المتخصصون في كلاسيكيات الفكر الفرنسي، يعرفون الكاتب المعرفي "جورج دُوهامل" Georges Duhamel. في كتاب له خرج في العام 1950م بعنوان "عقدة ثيوبيل" Le complex de Theopile هلل له مفكرو الفرانكوفونية. قال له صحافي: "حدثنا عن اعتزازك بكتابك، ومهنتك الأدبية"، وهنا تغيرت ملامح "دوهامل" وغضب قائلا بما يشبه المرافعة أمام محكمة: "في يوم سيكتبه القدر، سأقف أمام المحاسبة الأخيرة وسُئِلتُ عن مهنتي، فلن يكون للأدب أي اعتبار، وسأجيبُ اعتزازا والتماسا للعفو الإلهي: "كنت طبيبا!" وفي مقال من عدة سنوات، وكنا كأمة مشغولين بترويج سمعتنا في الخارج عن طريق المعارض، كتبت: "لو استأجرنا صفحاتٍ في أكبر صحف العالم ووضعنا عليها أسماء علمائنا الكبار لكان أفضل ترويجا وأقل تكلفة من المعارض.." وأعطيتُ مثالا بأنه لو أن كل قارئ لـ "الجارديان" والـ "نيويورك تايمز" و"الفيجارو" و"ساهي" و"الإنديا نيوز"، وغيرهم شاهد صورة الطبيب العالم الفريد في فصل التوائم السيامية الدكتور عبد الله الربيعة، لكان هذا واحدا من أفضل ما نقدمه مثبتا ومشهودا لمصلحة الأمة السعودية. وحين اختير الربيعة وزيرا تمنيت عليه لو بقي في مكانه الحصين، في سلطنته الخاصة، في تخومه التي لا يقتحمها أحد، حيث كان الأعلم والمرجع بقدراته الجراحية المهارية، وأن الله لم يمنحه تلك الأصابع الموهوبة عبثا، ويعلم كل طالب جراحة أن الجراح الفنان الموهوب حتى لو قلت درجاته التحصيلية…