آراء
الثلاثاء ٢٢ أبريل ٢٠١٤
خذوا العبارة التالية وغردوا بها في تويتر: “عدد سكان جيزان 1.5 مليون نسمة ولديهم جامعة واحدة، وعدد سكان شقراء 45 ألف نسمة ولديهم جامعة واحدة” بحسب مصلحة الإحصاءات العامة فإن عدد سكان شقراء خلال هذا العام هو 45 ألف نسمة بينما عدد سكان القنفذة 300 ألف نسمة وعدد سكان صامطة 225 ألف نسمة، تتوقع أن التنمية يجب أن تكون عادلة ولكن ما يحدث في الواقع هو عكس هذا، بحسب ميزانية البلدية فإن معدل ما تصرفه وزارة الشؤون البلدية على إنسان شقراء هو 1333 ريال بينما نصيب إنسان صامطة هو 440 ريال، عدد الأسرة في مستشفى شقراء أضعاف عدد الأسرة لإنسان صامطة من حيث عدد السكان، يوجد في شقراء جامعة باسمها بلغت نفقاتها هذا العام مليار ريال، هذا يعني مزيد من الوظائف والمميزات لسكان شقراء، في المقابل يعيش نصف مليون مواطن في صامطة والقنفذة بلا جامعة ولا مليار ريال ولا هم يحزنون، وزارة التجارة والصناعة اختارت شقراء كأحد المدن لبناء مدينة صناعية عبر برنامج مدن الحكومي بينما أساس التنمية في صامطة هو سوق الاثنين الذي يعقد منذ قرون. ماذا لو وُلد طفل ما في شقراء وآخر في صامطة؟، مع هذا الفرق في الانفاق الحكومي بين المدينتين ستختلف حياتهما بالطبع، إنسان شقراء يعيش في مدينة فيها حدائق ومستشفى جيد وحي نظيف ووالده…
آراء
الثلاثاء ٢٢ أبريل ٢٠١٤
يعتقد البعض أن ما يدور في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر وفيسبوك) هو قمة ما وصل إليه المجتمع العربي في حيز حرية الرأي وحرية التعبير، وأن لهذه المواقع يعود الفضل في تمتع المواطن العربي بسقف عالٍ من البوح بأفكاره وآرائه ومعتقداته التي عادة ما ترتطم بسقف الواقع المعاش لكنها تجد في الفضاء الافتراضي سماء مفتوحة على كل الجهات فيقول ما يريد بحرية من دون أدنى خوف أو حدود، وبالتالي فهو يتخلص بهذا التدريب اليومي على مواقع التواصل على التنفس بحرية من كل أمراض الجهاز التنفسي في المدى الفاصل بين عقله وفمه وبين فمه والآخر والفضاء العام، ذلك جزء من الحقيقة وليس كل الحقيقة على أي حال! في الحقيقة فإن ما يطرحه المثقف العربي وحتى الإنسان العادي من أفكار عظيمة وخلاقة في قضايا السياسة والدين والفلسفة والعلاقة بالذات والآخر ونقد الواقع فيما بينهم وفي جلساتهم أعلى سقفا مما نظن، برغم قيود التعبير التي تضعها الأنظمة على تداول الأفكار والمعلومات لكن مشكلة هذا الإنسان منذ بدايات التكوين السياسي للدولة العربية كانت تتمحور في هذه العلاقة الشائكة والملتبسة بينه وبين السلطة بكل أفكارها وممارساتها التسلطية التي أعاقت دوره في المشاركة وحصرت الأمر في دائرة مغلقة من المقربين والانتفاعيين من رجال المال والدين والفن وغير ذلك، ولأنه وعي هذه العلاقات الخفية فإن الإنسان العربي…
آراء
الإثنين ٢١ أبريل ٢٠١٤
لما أعلنت "فيسبوك" قبل شهرين عن شرائها "واتساب" Whatsapp بمبلغ 19 مليار دولار، كانت صدمة لكثير من المحللين الذين تساءلوا عن معنى تلك الصفقة، وهذا المبلغ الهائل لتطبيق دردشة على الموبايل يحقق دخلا سنويا لـ"واتساب" لا يزيد عن 300 مليون دولار في أحسن الأحوال. ما لم يدركه الكثيرون أن واتساب وتطبيقات أخرى يتوقع أن تحل تماما محل خدمات الاتصالات التقليدية "الاتصال الهاتفي، رسائل الإس إم إس، وغيرها"، أي أن فيسبوك بلغة أخرى اشترت شركة اتصالات دولية من المستقبل، لديها عدد مشتركين يفوق عدد مشتركي شركات الاتصالات السعودية مجتمعة بعشر مرات على الأقل!. إحصاءات شركات الاتصالات السعودية تؤكد إقبال الجيل الجديد على "شريحة البيانات" بدلا من الشريحة التقليدية؛ لأنها توفر للمشترك الإنترنت، الذي من خلاله يستطيع التواصل مع الناس، ويستطيع استخدام تطبيقات مثل لاين وسكايب وغيرها للاتصال بالآخرين، وهذا يعني في النهاية أن شركة الاتصالات ستتحول إلى مجرد مقدم لخدمة الإنترنت بأنواعها ومختلف سرعاتها. هذا كله يفسر هذا التطور السريع في عالم تطبيقات الموبايل الخاصة بالتواصل الاجتماعي واحتدام الصراع أو"المنافسة" بينها بشكل كبير، إذ تحاول كل واحدة منها الاستحواذ على حصة من السوق العالمي استعدادا للنقلة القادمة. لكن هذه المنافسة تواجه ثلاثة تحديات رئيسة: الأولى: أن فضائح وكالة الأمن القومي الأميركية NSA من خلال الوثائق التي سربها إدوارد سنودن، خلقت قلقا…
آراء
الإثنين ٢١ أبريل ٢٠١٤
أتساءل لماذا تسيطر تلك النبرة التنكرية والدفاعية عن أي محاولة للكشف عن خلل ما أو حالة اضطراب في المجتمع، ولماذا تستمر حالة الصمت المغلف بابتسامة رقيقة، تكسرها أحياناً كلمات مختصرة وموجزة «كل شي تمام وتحت السيطرة»، برغم من أن الأزمة في بعض الأحيان تصل إلى حجم الكارثة. أتساءل لماذا يصر بعضهم أن الناس غير مؤهلين للتعامل مع المعلومات الحديثة، وبالتالي يجب حجبها عنهم، لأنهم لا يحسنون التصرف في الأزمات، وقد يخرجون عن طورهم في حالات القلق، وهو ما حوّل المعلومة إلى القنوات السرية والإشاعة والهمس وثم جعلها حبيسة للقفلة الشهيرة «الكلام ليس للنشر»، وهو ما يؤدي إلى التأخير أحياناً في إيجاد الحلول السريعة للأزمات الطارئة مثلما حدث في وباء الكورونا، وما يصاحبه من إنكار وتعتيم غير مبرر. أتساءل لماذا يظهر التناقض في محتوى حديث البعض عندما يتحدث باللغة الإنجليزية مع الخارج، وحين يتحدث باللغة العربية مع الداخل، معبرة عن حجم الهوة المعرفية بين لغة الماضي ولغة العلم الحديث، وعن ازدواجية غير مطمئنة للمجتمع، ولماذا نقدم اللغة العربية كوعاء للتخلف والشعر الشعبي والوعظ في شؤون الماضي، بينما نجحت الأمم الأخرى في إثراء لغاتها المحكية بالمفردات المعرفية. أتساءل لماذا يعود الناس في أغلب الأحيان إلى الماضي من أجل إيجاد حلول لأزماتهم وأمراضهم ومشكلاتهم برغم من أن أنساق المعرفة الحديثة قدمت ولازالت تقدم…
آراء
الإثنين ٢١ أبريل ٢٠١٤
كنت، كما كثر غيري ربما، أخجل أن يراني أحد وأنا أمد يدي أمامي وأعدل مظهري لالتقاط صور لي بكاميرتي أو بهاتفي الذكي. كنت أفعلها سرا وغالبا ما خبأت الصور أو ألغيتها على الأغلب وكأنني أنجو بنفسي من فعلة ما. الأرجح أنه كان يعتريني شعور بالخوف من الانكشاف أمام كثيرين بأنني أحب الصور وبأنني التقطت مشاهد لي، عامدة متعمدة وبأن صورتي لم تنتزع بغفلة مني ولم يسترقها مني أصدقاء دون موافقتي. لاحقني الخجل من احتمال اتهامي بالانغماس في ذاتي والتباهي بها ولو سرا، فأنا نادرا ما كنت أنشر تلك الصور. كان ذلك شعوري تماما حتى أسابيع قليلة خلت.. وهنا لا يعود التأريخ مهما، إذ لا أحد يستطيع أن يقدر تماما كيف ومتى حدث، لكن فجأة اجتاحت العالم حمى الصور الذاتية الملتقطة بالهواتف الذكية Selfie ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. بدا وكأن الملايين قد سقط عنهم هذا الارتباك حيال نرجسيتهم وحبهم لذواتهم وصورتهم فاستغرقوا في التقاط كم خيالي من الصور الذاتية إلى حدود الهوس والمرض الحقيقي. يكفي لنعرف كم هو حجم الظاهرة أن نقرأ عن بريطانيا مثلا التي تدرس جديا احتمال فرض «كوتة» أو عددا محددا من الصور الذاتية للشخص عبر مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة لاحتواء مفاعيل تلك الحمى اجتماعيا واقتصاديا أيضا. هناك اليوم ارتباك فعلي حيال تلك الظاهرة وجموح المنخرطين…
آراء
الإثنين ٢١ أبريل ٢٠١٤
من السخرية أن تلحظ الآن، فقط، الجهات المشرفة على الجمعيات الخيرية في بريطانيا، مخاطر تلك التي تنشط بين ظهرانيها تحت العنوان الخيري، وتسخر لأغراض سلبية، مثل الإرهاب والاحتيال المنظم. مسؤول هيئة الجمعيات الخيرية يقول إنهم اكتشفوا تحت السجادة ما يدعو للقلق. ويقول لهذا يعتزمون التدقيق في نشاطات الجمعيات الإسلامية، بعد اكتشاف أن بعضها يقوم بتمويل جماعات عنف إسلامية في سوريا والصومال، وغيرهما. هناك مجالات أربعة شريفة أسيء استخدامها وشوهت سمعتها: الدعوة الدينية، وحقوق الإنسان، والتعليم، والجمعيات الخيرية. الجماعات المتطرفة والإرهابية بادرت منذ التسعينات بالتسلل إلى هذه الميادين المفتوحة في الغرب، لأنها تحظى بالتعاطف والدعم الشعبي والرسمي، وباسم الأيتام، والأرامل، والجوعى، فتحت واجهات لنشاطاتها الأخرى. عمل الخير نفسه في صلب الإيمان في الإسلام، ضريبة تدفع للفئة الأضعف من الناس، مثل الفقراء واليتامى والمحتاجين. وباسم الدين صعدت الجماعات المتطرفة على ظهر الزكاة والصدقة وحب فعل الخير، وبيسر تمكنت من جمع مئات الملايين في سنين متواصلة؛ فالمال والدعوة هما أخطر مزيج مكن تنظيما، مثل «القاعدة»، من الانتشار والتخريب. بهما تشترى المتفجرات والانتحاريون. وقد تحركت الكثير من الدول الإسلامية لمحاصرة هذه النشاطات أواخر التسعينات، عندما ثبت أنها أوكسجين الجماعات الإرهابية. وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، توسعت الملاحقة دوليا، وأغلقت معظم دكاكين العمل الخيري المزور، وزج في السجن بالعشرات ممن ثبت أنهم متورطون…
آراء
الإثنين ٢١ أبريل ٢٠١٤
بكل صراحة أقولها، من أسوأ عاداتنا غير الصحية والتي من خلالها تتناقل الكثير من الأمراض المعدية خاصة الأنفلونزا، هو أننا خلال لقاءاتنا ببعضنا بعضا في المجالس أو العزاء أو العمل أو في لقاءات الصدف في الأماكن العامة نتبادل الأحضان و"دق الخشوم والقبلات" دون الاكتفاء بالمصافحة التي هي أفضل بكثير من هذه المجاملات التي لا داعي منها، ويمارسها الكثيرون مع من عرف ومن لم يعرف، فهذه الأحضان والقبلات يُفترض أن تكون مع الأشخاص الأعزاء جدا وفي حدود ضيقة، لكن عادتنا هذه جعلتنا نمارسها مع من لا نعرفه إلا منذ لحظات، سواء كان ذلك على مستوى الرجال أو النساء، وبصدق نحتاج إلى تصحيح هكذا عادات غير صحية خاصة أننا اليوم في ظلّ مواجهة استمرار ارتفاع أرقام حالات الإصابة بفيروس الكورونا الخطر، والذي نسمع عنه الإصابة به كلّ يوم في مدينة جدة ومدينة الرياض وغيرهما من المدن، وهذا المرض الغامض المجهول العلاج والظروف في انتقاله مستمر في حصاد الأجساد والأرواح، وما تزال وزارة الصحة ومسؤولوها عاجزين عن مواجهته والحد من انتشاره ما دامت تتعامل معه وكأنه أنفلونزا عادية، فهي عاجزة حتى عن تقديم الوقاية الكاملة لكوادرها الطبية ممن يصابون بالمرض، بل مع الأسف الشديد أن المستشفيات باتت بؤر خطرة لهذا الفيروس نتيجة قلة الاهتمام بالوقاية والتعقيم المستمر الذي يجب ألا يتوقف على مدار…
آراء
الإثنين ٢١ أبريل ٢٠١٤
يتساءل البعض: ماذا قدم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني للسعوديين؟ ويتساءل بعضهم الآخر: هل استطاع هذا المركز ردم الهوات وتقريب المسافات بين أطياف ومكونات المجتمع السعودي المختلفة؟ ويذهب فريق ثالث بعيداً ويسأل: هل آلية العمل المستخدمة الآن في المركز تتناسب مع فكرة وهدف إنشائه؟ من خلال موقع المركز على «الإنترنت»، يضع القائمون عليه قائمة أهداف رئيسة، تصب جميعها في هدف رئيس، الحفاظ على الوحدة الوطنية. تتجلى رسالة المركز وأهدافه كما هو موضح في الموقع في التالي: «يسعى المركز إلى توفير البيئة الملائمة الداعمة للحوار الوطني بين أفراد المجتمع وفئاته «من الذكور والإناث» بما يحقق المصلحة العامة ويحافظ على الوحدة الوطنية المبنية على العقيدة الإسلامية، وذلك من خلال الأهداف التالية: أولاً: تكريس الوحدة الوطنية في إطار العقيدة الإسلامية، وتعميقها من طريق الحوار الفكري الهادف. ثانيًا: الإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال داخل المملكة وخارجها من خلال الحوار البناء. ثالثًا: معالجة القضايا الوطنية من اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية وتربوية وغيرها، وطرحها من خلال قنوات الحوار الفكري وآلياته. رابعاً: ترسيخ مفهوم الحوار وسلوكياته في المجتمع، ليصبح أسلوباً للحياة ومنهجاً للتعامل مع مختلف القضايا. خامساً: توسيع المشاركة لأفراد المجتمع وفئاته في الحوار الوطني، وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني بما يحقق العدل والمساواة وحرية التعبير في إطار الشريعة الإسلامية. سادساً: تفعيل…
آراء
الأحد ٢٠ أبريل ٢٠١٤
عاش المهندس المعماري محمد السعيد شهورا ممضة بعد تخرجه في الجامعة. حاول البحث عن وظيفة ملائمة لكن لم يجد. سألته شقيقته فاطمة أن يساعدها في إيصال أطباق الحلويات، التي تعدها لزبائنها في الإنستاجرام ــ تطبيق لمشاركة الصور والفيديو ــ فوافق شريطة أن يحصل على نسبة 30 في المائة. فوجئ محمد بإقبال الزبائن على منتجات شقيقته بشكل فاق توقعاته. حصل على دخل جيد شجعه على مراسلة عديد من الطاهيات والطهاة، والباعة الإلكترونيين عبر الإنستاجرام في الرياض، مكان إقامته؛ ليعمل سائقا لتوصيل طلبات زبائنهم. اتفق مع مجموعة جيدة جعلته يتوسع في الخدمة، ويوظف سائقين معه لتلبية الطلبات العديدة. حصل محمد على عرض جيد من إحدى الشركات الكبيرة للعمل في أرجائها. لكنه رفض العرض، مواصلا عمله كسائق وشاب أعمال واعد. يعمل محمد حاليا على تسجيل مؤسسته رسميا بعد أن اشترى عدة سيارات سيسخرها لخدمة مشروعه. يصل دخل محمد شهريا إلى نحو 60 ألف ريال فضلا عن الهدايا التي يحصل عليها من عملائه. يشعر محمد بامتنان لكل الشركات والمؤسسات، التي رفضت تعيينه مبكرا لأن رفضهم جعله يفكر في خيارات لم يكن سيطرق أبوابها لو كان موظفا. إن عديدا من الفرص العظيمة، التي تتاح لنا تأتي عن طريق الأبواب الضيقة، التي نجد صعوبة في الدخول عبرها أو ربما لا نفكر حتى في الدخول من خلالها.…
آراء
الأحد ٢٠ أبريل ٢٠١٤
"لئلا تؤثر سياسات أي من دول مجلس التعاون على مصالح وأمن واستقرار دوله"، هذه العبارة التي تضمنتها "وثيقة الرياض" لحل الخلاف الخليجي / القطري، تختصر علاقات متوترة بين الشقيقة قطر وجيرانها طوال نحو 20 عاماً. الدلائل تشير إلى أن السياسات القطرية تؤثر سلباً في مصالح وأمن دول الخليج واستقرارها، بينما الدوحة ترى أنها "حرة" في سياستها، وأنها "لن ترضخ" مهما بلغت العلاقات ومهما توترت، فهل فعلاً رضخت قطر؟! لا تهم تسمية الموافقة القطرية الأخيرة بتفاصيلها الدقيقة التي كانت مفاجأة للجميع، أنها رضوخ من عدمه. صحيح أن الدوحة كانت ترفض تفاصيل صغيرة يطالبها بها جيرانها، ثم توافق على ما يمكن اعتباره تحولاً في سياستها، وصحيح أن الشروط التي أُقرت في وثيقة الرياض ستغيّر من الثوابت التي قامت عليها سياسة الدوحة الخارجية، وصحيح أنه إذا التزمت الدوحة بتعهداتها سنشهد سياسة قطرية مختلفة جذرياً عمّا كانت عليه طوال العقدين الماضيين، إلا أن المهم أن الشقيقة العزيزة على قلوب الخليجيين جميعاً عادت إلى حضنها وامتدادها الخليجي أخيراً، "فلا بد من صنعاء، أيتها الدوحة، وإن طال السفر". ولأن السياسة لا تُؤخذ بالعواطف والأمنيات، فلا بد من الاعتراف بأن الالتزام القطري بما أقرّته "وثيقة الرياض" سيكون بالغ الصعوبة، ليس لأن الوثيقة كانت قاسية جداً مثلاً أو تضمنت شروطاً تعجيزية، بل لسبب بسيط جداً، فالسياسة القطرية أساساً…
آراء
الأحد ٢٠ أبريل ٢٠١٤
هناك ثلاث رئاسات عربية، بل خمس، معرضة للتغيير خلال الشهرين القادمين: رئاسة وزراء العراق، رئاسة الجمهورية في سوريا، رئاسة الجمهورية في لبنان، رئاسة الجمهورية في الجزائر، رئاسة الجمهورية في مصر. لكني لن أبدأ بالرئاسات المأزومة، والتي تفتح على تأزُّم أكبر؛ بل أود الافتتاح بالتغيير المنتظر للأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي والدولي المكلف بالأزمة في سوريا. إذ يبدو أن هناك توافقاً بين أعضاء مجلس الأمن على الاستبدال بالإبراهيمي أحداً آخر. ولو تأملنا المشهد قليلا لوجدنا أن الروس والأميركيين كانوا متفقين على تعيينه عام 2012، وأن العرب- وبخاصة السعوديين والقطريين- إنما قبلوه على مضض. وقد اشتهر عن الإبراهيمي بشأن نهجه في الوساطة أمران: أن أطراف النزاع ينبغي أن تُصاب جميعاً بالإنهاك الشديد بحيث لا يستطيع أحدها رفض الخطة المطروحة للحل، وأن الخطة ينبغي أن تخاطب سائر الأطراف، أي أن تكون لها مصلحة أو مصالح ما في القبول. ولا ندري كيف يتأمل الإبراهيمي بعد سنتين ونصف السنة ما قام به، وهل يعتبره نجاحاً أو نصف نجاح، بغض النظر عن النتائج، أم أنه يعتبره فَشَلا بالنظر إلى النتيجة، بمعنى أن الأزمة السورية التي توسط فيها ازدادت عمقاً وتفجراً بعد أكثر من ثلاث سنوات على اندلاعها! وقد اشتهر كوفي عنان المبعوث الأول بالنقاط الأربع أو الست التي طرحها، بينما اشتهر الإبراهيمي بالاعتقاد بأنّ الروس والإيرانيين هم…
آراء
الأحد ٢٠ أبريل ٢٠١٤
تنتهج الأنظمة التي تراودها الشكوك من نيات الدول الأخرى والرغبة في الإطاحة بها، أساليب تجد فيها الطرق الناجعة لدرء تلك المخاطر. ويأتي توسيع المحيط الأمني نموذجا لدرء تلك الهواجس. إن دراسة مفهوم المحيط الأمني وأثره على مدى بعد أو قرب التهديد، وإسقاط هذه الدراسة على دولة مثل إيران ونظامها، ربما تعلل سبب استمرار نهج النظام الإيراني لسياساته التي تأتي مغايرة في العديد من المواقف لتوجهات دول المنطقة، بل إنها تسير في بعض الأحيان مهددة لاستقرار المنطقة. بداية، يعرف المحيط الأمني بأنه الحيز أو المساحة التي في حال جرى اختراقها من قبل طرف آخر بأي وسيلة من الوسائل، يعدّ تهديدا مباشرا لأمن تلك الدولة. ويتوقف نطاق المحيط الأمني على قدرة البلد وسعة نفوذه في العالم الخارجي، فكلما كانت قدرة ونفوذ البلد ضئيلة، كان محيطه الأمني محدودا أيضا، والعكس صحيح. لقد كان للتحولات التكنولوجية واختراع الأسلحة بعيدة المدى، دور في زيادة القابلية العسكرية للدول للقيام بالهجوم ما وراء الحدود الوطنية، وبالتالي دفع دائرة التهديدات إلى أبعد نقطة خارج تلك الحدود. وتتمثل تلك الوسائل في التالي: الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، والطائرات الهجومية، والخلايا والتنظيمات السياسية أو العسكرية في الدول المجاورة، وإنشاء قواعد وتحالفات عسكرية، وإقامة نظام أمني مع دول الجوار. يلتفت صانع القرار السياسي والاستراتيجي والعسكري داخل دائرة النظام الإيراني ليجد نفسه منذ…