آراء
الخميس ١٧ أبريل ٢٠١٤
لم أكد أبدأ الكتابة حول الآثار والوثائق التي نهبت من البلاد العربية من قبل الدول الغربية خلال فترات سابقة، وأخذت موضعها في متاحف فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وغيرها، حتى مارست عليّ الإعلامية ومقدمة البرامج الإخبارية في قناة العربية "ميسون عزام" حبها للاستكشاف ومعرفة ما أكتب، فحدثتها عن أن هذه الآثار والوثائق يجب استعادتها؛ لأنها تندرج ضمن حقوق الملكية الفكرية التي ينادي بها الغرب وصدّع رؤوسنا بها، وكعادتها.. لا بد أن تأخذ ميسون موقف المحاور لخلق تداعيات للحوار وإدخاله في متاهات معرفية تندرج ضمن السياق الرئيس برغم وجود تضاد في الرؤى. وفيما أنا أهاجم ذلك الغرب السارق راحت ميسون تشكره؛ لأنه أخذ إرثنا الثقافي والمعرفي والسياسي وحافظ عليه، وانطلق الجدل حول مشروعية ذلك السلوك.. فنظريتها تقول إن تلك الآثار والمخطوطات والوثائق الموجودة حاليا في أوروبا وأميركا لو بقيت لدينا لكنا أضعناها أو أضعنا معظمها على الأقل، واستشهدت بما حدث من نهب للآثار في العراق وبعدها في مصر وسورية خلال فترة الاضطرابات التي شهدها كل بلد، ورأت أننا كعرب لا نعرف قيمة ما نمتلك من كنوز، فالنزعة الفردية تغلب على مصلحة الأوطان لدى بعض الأشخاص ممن يريدون التكسب عبر سرقة الآثار وبيعها. لا أخفي أن ميسون بجدلها حركت العقل ليبحث في الأفكار التي تطرحها، فوجهة نظرها قابلة للنقاش من أكثر من زاوية،…
آراء
الخميس ١٧ أبريل ٢٠١٤
مــــن الواضــح أن الإيـــرانيــين وأعوانهم في «حزب الله» أثاروا حساسية النظام السوري باحتلالهم صدارة الواجهة الإعلامية أخيراً لتقديم النتائج المستخلصة من «الانتصارات العسكرية» التي حققوها في معركةٍ هي أولاً وأخيراً ضد سورية وشعبها. أما وصفها بأنها حرب على «الإرهابيين» و»التكفيريين» فعدا أنه دعائي لتبرير التدخل الخارجي، يريد أيضاً وضع إيران في مصاف دول كبرى يمكن الاعتماد عليها في مهمات «أخلاقية» أو لها صلة بالسلم العالمي. وتكاد حجج حسن نصرالله، ومن بعده نائبه نعيم قاسم، تشابه الى حد بعيد ما سبقهما اليه عدد من مسؤولي الإدارة الأميركية السابقة في تبرير حربها على الإرهاب. لاحظ الإيرانيون أن اعلام دمشق نسب الى النظام السوري ما تحقق ميدانياً في الشهور الأخيرة، لذا تولّى الإعلام الموالي لهم تسليط الضوء على انجازاتهم. صحيح أنهم قاموا بإنقاذ النظام، ولا ينكرون ذلك، لكن الصحيح أيضاً أنهم بذلوا ما بذلوه لمراكمة الأوراق في أيديهم للمساومة مع الولايات المتحدة ودول الغرب عموماً. ومن يقود المعركة العسكرية بعدما بلغ ضعف نظام بشار الأسد حدّاً هدّد مصالحهم في سورية، لا بدّ أن يتطلّع الى قيادة المعركة السياسية للأسباب ذاتها. وهو ما بدأه الإيرانيون فعلاً، مستغلّين موت «جنيف 2» والانشغال الأميركي - الروسي في اوكرانيا، ومعتمدين على حليفهم وصنيعتهم «حزب الله» في الجانب الدعائي وعلى مبعوثيهم لبث الأفكار السياسية عبر قنوات بعضها سرّي.…
آراء
الخميس ١٧ أبريل ٢٠١٤
يتعرض «العقال» السعودي إلى تهديد جدي قد يزيله، مستقبلاً، من رؤوس السعوديين، خصوصاً المتزوجين منهم، إن ثبتت معاقبة الأزواج الذين يضربون نساءهم، غرامة وسجناً، لأن «العقال» هو أداة الضرب الأولى، بحكم قرابته للكرباج وتوافره الدائم على الرأس. وزارة الشؤون الاجتماعية أعلنت لائحة عقوبات أقلها خمسة آلاف ريال يدفعها الزوج إن ضرب امرأته. وهو تنظيم خطر يعيد سيرة «ساهر» ويؤدي إلى خنوع الأزواج وفقدانهم حقوقهم التقليدية، فلا يرفعون رؤوسهم في المنزل كما هي حالهم في الأدب حين يعترض «ساهر» طريقهم. مشكلة السعوديين مع «ساهر» أنه ينتشر كالفيروس في كل شارع، بينما لا يستطيعون مقاومة طرائقهم المتهورة في القيادة فيصطادهم أكثر مما ينجون منه، ويستنزف أموالهم فلا يبقي من رواتبهم ما يكفي للجوال والقروض والمتطلبات الأخرى. ومشكلتهم مع تنظيم «الشؤون الاجتماعية» أنهم سيغوصون في رمال الديون أو الزنازين، لأن الذين اعتادوا ضرب المرأة والاستمتاع بذلك يصعب عليهم الانقطاع فجأة من دون دورات علاجية مكثفة أو عقوبات متوالية. تنظيم «الشؤون الاجتماعية» مفاجئ وغير واضح الملامح من حيث التحقق من الشكوى أو مستوى الضرب الذي يوجب العقوبة، وهل تكفي شهادة الزوجة وعاملتها أم لا بد من كدمات وتقارير طبية؟ ومن الذي يقرر درجة العقوبة وكيفية تطبيقها؟ وهل تغني شهادة الأبناء عن حضور الزوجة؟ وما الفرق بين المستكينة والمدافعة عن نفسها ترد الضربة بأخرى؟ وهل…
آراء
الخميس ١٧ أبريل ٢٠١٤
تشعر أم صالح الهاجري بوحدة قاتلة بعد أن تزوجت ابنتها الوحيدة وغادرت مع زوجها إلى أستراليا لمتابعة دراستهما. أحست أنها أوشكت على الموت إثر فراق ابنتها وصديقتها وحبيبتها. فبعد أن رحل زوجها لم يتبق لها سوى ابنتها التي كانت تملأ حياتها ووجهها بالابتسامات. ظلت تصرف أوقاتا طويلة مع ابنتها على الهاتف، لكن الحديث معها لم يعدها إليها، بل زادها اشتياقا لها. تغلق السماعة وتفتح صنبور دموعها. تبكي بحرقة حتى تجف مياهها وتنام. ظلت شهورا عديدة على هذه الحال حتى قررت أن تقوم بمبادرة غيّرت روتينها اليومي وحياتها. استأنفت طهي الطعام من جديد بعد أن ودّعته منذ أكثر من عقدين من الزمن بعد أن استقدمت عاملة منزلية. بدأت في إعداد الطعام إلى أربعة أشخاص يومياً. وبعد أن تنتهي من تحضير وجبتها اليومية تقوم بتوزيع ثلاثة أطباق على ثلاثة منازل مختلفة كل يوم. فمرة توزعها على جيرانها. ومرة تذهب مع سائقها إلى محطة الوقود وتمنح أول ثلاثة تقابلهم طبقها الطازج. ومرات عديدة تهديها إلى حرّاس الأمن الذين يقفون بمحاذاة أبواب المباني المترامية الأطراف في مدينة الظهران. كان الطبق الرابع هو الوحيد الذي لا يتغيّر مستقبله. يذهب هذا الطبق إلى مؤذن مسجد الحي، الذي يرقد في المستشفى منذ سنوات إثر حادث مروري. منذ أن بدأت أم صالح في مبادرتها اليومية انقلب حالها رأسا…
آراء
الخميس ١٧ أبريل ٢٠١٤
صدر في العام الماضي2013م عن دار الانتشار العربي كتاب بعنوان: (الليبرالية في السعودية الفكرة.. الممارسات.. الرؤى المستقبلية)، تأليف مجموعة، وبإعداد وإشراف "وحدة الدراسات في مركز صناعة الفكر". وهذا المركز بعنوانه الباذخ دعاية هو مركز مغمور، غير معروف؛ إلا عند ذويه. والكتاب الذي نحن بصدده كتاب كبير في حجمه، يقع في 494 صفحة من القطع المتوسط. وقد تم إخراجه بطباعة فاخرة، وبتجليد فاخر أيضاً، مما يؤكد أن الدعائية الفجّة كانت تستهدف أكبر قدر من جماهير العوام الذين تشدهم الشكلانية الدعائية أكثر مما تشدهم المضامين العلمية التي لا يستطيعون فرزها، على الأقل في لحظات الاقتناء التي تستلزم سرعة التقييم بالتصفح السريع، بل لقد رأيت كثيرين يشترونه دون أن يفتحوه، لمجرد أن التيّار وجّه بدعمه، ووضعه على قائمة المُلهِمات. أيُّ متصفح للكتاب فضلاً عن قارئه يستطيع الجزم بأن الكتاب يُعبّر عن رؤية صحوية إخوانية مؤدلجة للحراك الليبرالي في السعودية. ولا مشكلة علمية هنا، إذ من حق كل تيار أن يُعبّر عن رؤيته الخاصة، بالأدوات والمضامين التي يرى أنها الأنسب لتحقيق أهدافه في ميدان التفاعلية الفكرية/ العلمية. أقول: لا مشكلة هنا في هذا التحيّز؛ لو لم يدعِ أصحابه الموضوعية العلمية؛ ولو لم يكن العنوان متجرداً من الإشارات المُعبّرة عن هوية البحث، أو ما يعدونه بحثاً. وهذا مبعث الاعتراض الذي يستوطن هذه المقالات التي سأناقش…
آراء
الأربعاء ١٦ أبريل ٢٠١٤
ما زلت أتذكر مدير مدرستنا الابتدائية صاحب الهيبة الكبيرة والشخصية القوية، كيف سقط من عيني وخفت هيبته عندما تكلم في الطابور الصباحي، وكان مرتبكاً وضعيفاً إلى حد مثير للشفقة والاستغراب، فقد كانت يداه المرتعشتان حديث الأطفال في حصتنا الأولى، وكنت أقول في نفسي: لماذا لا يتكلم بطلاقة وثقة كما يفعل مدرس القرآن؟. «الإلقاء» هو فن مشافهة الجمهور، وفي حقيقته وجوهره هو تعبير عن الذات أمام الآخرين، ويهدف الملقي لإثارة إعجاب الجمهور لحديثه واستمالتهم له، وكذلك يريد التأثير عليهم وتغيير قناعتهم نحو شيء معين، أو إخبارهم بخبر قد لا يعرفونه، وما منا من أحد إلا ووجد نفسه مضطراً لمواجهة جمهور يحدقون أعينهم فيه ويسبرون ماذا يمكنه أن يقول. وللذين يخشون أن يقابلوا الجمهور يمكنني أن أسليكم بأن أمير الشعراء أحمد شوقي لم يكن يتقن الحديث أمام الجمهور، وتشرشل لم يمنعه إخفاقه في الخطابة أن يكون قائدا عظيماً في بريطانيا، وقبلهما موسى - عليه السلام - الذي طلب من ربه الاستعانة بأخيه هارون؛ لأنه أفصح منه لساناً وغيرهم الكثير، ولكني أتذكر هنا الكلام المهم الذي قاله الرئيس الأمريكي الأسبق جيرالد فورد: (لو رجعت إلى الجامعة مرة أخرى لركزت على أمرين: فن الكتابة وفن الخطابة، فلا شيء في الحياة أهم من القدرة على الاتصال بالآخرين)، وهذا كلام يستحق التوقف كثيراً لأن فورد وصل…
آراء
الأربعاء ١٦ أبريل ٢٠١٤
«بقراءة معمقة لنتائج التصويت، فإن الحدث هو ليس انضمام فلسطين لليونيسكو، بل مستجدات الموقف الغربي من إسرائيل! من الطبيعي أن تصّوت الدول العربية مع القرار، ومن المتوقع أن تفعل ذلك دول أفريقية وآسيوية، وليس عجيباً أن تقف مع القرار دول لاتينية. لكن الجديد والحدث بذاته هو أن تصوّت دول غربية أوروبية كبرى مع القرار، وحتى الامتناع البريطاني سيكون ذا دلالة أكبر بكثير لو رأيناه هكذا: بريطانيا لم تمتنع عن قول نعم لفلسطين، بل هي امتنعت عن قول نعم لإسرائيل! إنها بلا شك سابقة تاريخية في الموقف البريطاني المعهود من إسرائيل. هل هذه مؤشرات ورسائل بأن الغرب بدأ ينفد صبره ويستثقل تصرفات ومشاكسات الولد الشقي المدلل «إسرائيل»؟! بالفعل… لا شيء يخدم قضيتك أفضل من رعونة وحماقة عدوك». أستعيد هذا الاقتباس من مقالتي التي كتبتها هنا في عام ٢٠١١ في أعقاب التصويت على انضمام فلسطين لمنظمة اليونسكو بوصفها دولة كاملة العضوية. استعادتي لها الآن ليس لأنه لم تحدث تحولات منذ عام ٢٠١١ حتى اليوم، ولكن لأن الذي حدث الأسبوع الماضي داخل المنظمة كان تحولاً نوعياً يكاد يتماهى مع ما جرى ذلك العام. عندما أشرت حينذاك إلى الموقف البريطاني في التصويت (الامتناع)، وأعطيته أهمية أكبر حتى من بعض التصويتات الإيجابية، كنت أريد منح اهتمام تحليلي أكبر وأعمق لموقف الدولة «البلفورية»، وهل هي تُبدي…
آراء
الأربعاء ١٦ أبريل ٢٠١٤
هل فكرت في حياة شاب بلغ من العمر 34 سنة ومازال يأخذ مصروفه من والده، هل شعرت مرةً بإحساسه حين تُمرر له والدته مبلغاً من المال كانت قد طلبته من والده المسن لنفسها، لتضعه له في محفظته في الخفاء، لأنها تعلم جيداً بأنه يخجل ولن يتجرأ أن يطلب من والده، بل سيلوم نفسه في كل مرة يجد تلك النقود لأنه يشعر بأنه عالة عليهم، في الوقت الذي كان يتمنى أن يعينهم ويساعدهم، هل فكرت يوماً كيف يقضي ذلك الشاب العاطل حياته وبماذا يحلم، وهل يرى نفسه في مستقبل قريب مع زوجة وأطفال، أم الاكتئاب طمس الأمنيات والأحلام وقتلها حتى في أحلامه لأنه عاطل، هل جرّب المسؤول ذُل انتظار الوظيفة التي تعد المصدر الأساس لدخل ثلاثة أرباع السكان هنا!، إذن كيف يتوقع أن تكون نفسية رجل تخرج منذ خمس سنوات فني أشعة مازال ينتظر قرار التعيين!! ومن أين يعتقد تُدبر مساعدة طبيب الأسنان أمورها لكي تُعيل أبناءها وتوفر لهم احتياجاتهم الأساسية؟! لا تختلف قضية خريجي الدبلوم الصحي عن خريجي الكليات المتوسطة كثيراً، بل القضيتان وجهان لمعاناة واحدة تسبب بها مسؤول سابق، في نظام تعليمي سابق ليعاني منها جيل كامل، كان يمشي الفرد منهم في أمان الله في سنوات دراسته، وحين وصلوا لنقطة ما بعد التخرج سقط الواحد تلو الآخر في بئر…
آراء
الثلاثاء ١٥ أبريل ٢٠١٤
بعد أشهر من تنقل معرض مترو الرياض في عدد من الجامعات في مدينة الرياض، أطلق أمير منطقة الرياض ونائبه البداية الفعلية لهذا المشروع الذي طال انتظاره، وقد طالب أمير «الرياض» مراراً وتكراراً ساكني العاصمة بتحمل ما سيترتب على هذه المشروع من تبعات، ولاسيما الزحام المروري الذي ستشهده العاصمة جراء تنفيذ هذا المشروع العملاق، ونحن سكان العاصمة في الأصل نعيش حالاً مرورية صعبة ولن تفرق كثيراً معنا زيادة في وضع الحال المرورية، ولاسيما أن هذا المشروع الضخم أملنا في حل أزمة المرور في مدينة الرياض. لقد طال وتأخر تنفيذ هذا المشروع، ولكن المهم أنه بُدئ في تنفيذه، وبحسب ما هو معلن فإن مدة تنفيذه 48 شهراً، أي أربعة أعوام. ومن المفترض أن يتم الانتهاء من تنفيذه في بداية عام 2018، وهذه فترة ليست طويلة، ونحن نعلن استعدادنا للتحمل والصبر في الفترة المقبلة، ولاسيما أن وضع الحركة المرورية ليست جيدة أساساً، والمسألة هي زيادة معاناة ليس إلا، ولكن التحدي الكبير والخوف الذي بتداوله سكان الرياض هو: هل يتم تنفيذه في الفترة التي أُعلنت؟ وهذا هو المحك الحقيقي، لأننا قرأنا كثيراً عن المشاريع الحكومية المتعثرة، التي رصدت لها بلايين الريالات. وهذا الطرح ليس تشاؤماً أو عدم ثقة في ما ذكره أمير «الرياض» ونائبه تجاه إنجاز هذا المشروع العملاق الذي سيغير وجه مدينة الرياض…
آراء
الثلاثاء ١٥ أبريل ٢٠١٤
نمط التفكير السائد في المنطقة الخليجية يحجب رؤية الواقع كما هو عليه. فالمتغيرات سريعة وردة الفعل بطيئة وغير منسجمة مع طبيعة الواقع الجديد، فالدول الخليجية تفكر بأساليب مختلفة عما هو مطلوب وفقاً للواقع المعاش والحقيقي، بينما المتغيرات تفرض وجودها مما يعقد القرار المطلوب. دائماً المبادرة تعتبر هي الوسيلة في مواجهة الإشكاليات وليس انتظار حلولها، ومن ثم التفكير في كيفية مواجهتها. تعايشت المنطقة مع خصوصية كل دولة خليجية، بينما اليوم نجد تفاوتاً في السياسات العامة التي لم تعد قاصرة في تأثيرها على الشأن الخاص، بل تعدت وأصبح هناك انعكاس على الشأن الإقليمي، ما حفز بعض من الدول الخليجية على أن تظهر حالة من عدم الرضا، والتباعد في المواقف. فقطر اختارت طريقها، ولم يكن اختيارها عشوائياً، فهي ترى في سياساتها تحقيقاً لتفوقها كقوة ناعمة، بينما سلطنة عُمان حافظت على وضعها منذ انضمامها للمحور الخليجي المتمثل بمجلس التعاون، والإمارات العربية المتحدة خرجت لتعلن موقفها بوضوح تجاه حركة «الإخوان المسلمين» لكونها شعرت بالخطر المتوقع من التنظيم الدولي وخلاياه المحلية، وكان موقفها تعبيراً عن تغيير استراتيجي داخلي حيال السياسة الخارجية التي يجب أن يتم الالتزام بها ضمن السياق الوحدوي أو الاتحادي، بينما جاء الموقف السعودي حيال حركة «الإخوان المسلمين» في فترة لاحقة، توافقت مع سقوط مرسي، وصعود الجيش المصري إلى الواجهة السياسية. أما البحرين، فهي…
آراء
الثلاثاء ١٥ أبريل ٢٠١٤
تستطيع بكل بساطة، أن تجعل فئاماً غالبة من شرائح هذا الشعب تسهر على فكرة "قوطي" وتصبح عليه حين تحول هذا "القوطي" إلى فزاعة اجتماعية للتحذير من خطورته على ناصية الشارع العام. هو الشعب الوحيد الذي رأيته من بين الأمم الذي يستطيع تحويل "القوطي" ومخاطره إلى – هاشتاق – ثائر بآلاف التخيلات والصور. قد يكون "القوطي" في هذه الخزعبلات المجتمعية قنبلة سائبة وقد يكون علبة مخدرات.. وقد يكون أي شيء مما يخطر على البال، ولكن "شعب الهاشتاق" لن ينظر إلى البدهي المألوف من أن نفس الشعب يرمي في شوارعه بمليون "قوطي" في اليوم الواحد وتذهب إلى زبالته خمسة ملايين علبة. وتوطئة لما سلف، فالقوطي الذي أتحدث عنه هو تصويت مجلس الشورى على توصية بإقرار حصة الرياضة في مدارس البنات. المعترضون على مثل هذا "القوطي" الشارد قد لا يعلمون وقع لغتهم الصارخة على نصف الشعب من الإناث وهم يرمون القرار بأقذع الصفات. أنا لا أعلم بكل صدق وصراحة لماذا يفكر "المحتسب" دائماً في الجنس والعورة وكل تفاصيل الأنثى الجسدية مع كل قضية تمس نصف شعبه، رغم أنه وبالافتراض أكثر من يجب عليه طرح حسن النوايا وإيجابية الثقة. لا أعلم لماذا يظن "المحتسب" أنه أكثر غيرة من الناس على محارمهم ونسائهم وأنه المسؤول الأول عن كل فساتين الدولاب وألوانها ومقاساتها. مسؤول عن شكل…
آراء
الثلاثاء ١٥ أبريل ٢٠١٤
لفترة طويلة لم نستوعب اتهامات خارجية بوجود استعباد للبشر إلى اليوم بين ظهرانينا، حتى سمعنا عن روايات عن «استخدام» العمال وخدم المنازل دون دفع حقوقهم. قبل سنتين ظهرت قصة غريبة عن راعي أغنام هندي وصل إلى مركز شرطة في قرية شمال السعودية، وقال إنه كان محتجزا في حظيرة وسط الصحراء لمدة 18 عاما. كل ما نعرفه حتى الآن أن الراعي المسكين جاء متعاقدا مع صاحب الحظيرة، الذي لم يدفع له من مرتباته سوى نحو ثلاثمائة دولار فقط، ومنعه من السفر لأهله، ولم يسمح له حتى بالاتصال هاتفيا بهم. ولم يستطع الهرب لأن الحظيرة في وسط صحراء النفود وخاف أن يموت تائها فيها. هذه القصة التي صدمت الناس انتهت بشكل ما، نعرف أنه دفع للعامل بقية مرتباته فقط، التي تبلغ نحو خمسين ألف دولار فقط. هل تم تعويضه عن احتجازه لنحو عشرين عاما، واستعباده قسرا؟ هل عوقب الفاعل؟ لا ندري.. لكن طالما أننا لم نقرأ عنها شيئا فالمسألة تستوجب الملاحقة. سألت المحامي عبد الرحمن اللاحم إن كان هناك في النظام ما يجرّم مثل هذا العمل البشع؟ قال: سبق أن أُصدر نظام اسمه «مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص»، وينطبق على هذه الحالة. النظام أقره مجلس الوزراء قبل ست سنوات يعاقب مرتكب الجريمة بالسجن إلى خمس عشرة سنة، أو بغرامة إلى مليون ريال، أو…